#هزبريات526
✏الهزبر

🔰🔰وقفة مع آية الغنيمة !
*****************
🔰يقول الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل..}
عندما نتأمل في الآية بعيدا عن تفسير الرواية
نجد أن أولي القربى في الآية أقرب الى قرابة المجاهدين، لا قرابة النبي من الهاشميين،
وذلك لعدة اعتبارات:

🔰الاعتبار الأول: الخطاب في الآية للمجاهدين الذين شاركوا في المعركة، وليس خطابا للنبي وحده، وبالتالي تنصرف أولو القربى الى المجاهدين المخاطَبين بضمير واو الجماعة، ولا تنصرف الى قرابة النبي بحسب السياق القرآني،
فلو كان المراد بأولي القربى في الآية قرابة الرسول لاقتضى أن يكون السياق هكذا:(فأن لله خمسه وللرسول ولذي قرباه)
أما ورود ذي القربى مطلقة، دون تقييد، فإنها لا تطلق إلا ويراد بها قرابة المخاطب لا غيره .!!

🔰الاعتبار الثاني: أن القرآن عادة عندما يتحدث مع أصحاب الأموال، ويحثهم على رعاية حقوق ذوي الحقوق عليهم من الفقراء والمساكين… فإنه يبدأ بذكر ذوي القربى منهم ويوصي بهم كقوله تعالى على سبيل المثال لا الحصر :{وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل..}
وكقوله:{وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل..}
وهنا يتحدث عن توزيع غنيمة، فطبيعي أن يوصي المخاطبين بإعطاء أقاربهم جريا على عادة القرآن في التوصية بذي القربى !!

🔰الاعتبار الثالث: أن قرابة المجاهدين يستحقون أن يكون لهم نصيب في الغنيمة لماذا ؟

🔰لأنهم أولا: يعيشون مع قريبهم المجاهد، ألم المعركة، وقلقها، وخوفها، وترقب نتائجها، وتحمل غرمها، فمن العدل أن يكون لهم نصيب في غنمها !!

🔰وثانيا:لأن قريب المجاهد عادة هو الذي يسد مسد المجاهد في رعاية الأسرة أثناء غياب المجاهد، فمن العدل أن يعطى شيئا نظير دوره ذلك، فقد أشركهم النبي في الأجر فقال : (ومن خلف غازيا في أهله، فقد غزا)، فما المانع من اشراكهم في الأُجرة كذلك ؟!!

🔰ثالثا:لأن الأسرة عادة ما تحدد من يخرجون للجهاد من أفرادها، ومن يبقى منهم لرعايتها، فمن العدل أن يحصل القائم بالرعاية على شيئ مما حصل عليه المجاهد من الغنيمة،
تطيبا لنفسه، وتطهيرا لصدره من الغل والحسد !!

🔰الاعتبار الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له قرابة من بني هاشم يوم نزلت آية الغنيمة، غير أسرته، وعلي بن أبي طالب، وحمزة بن عبدالمطلب،
فأما أسرته، فهو ينفق عليها من خمس الخمس المقرر له،
وأما عليُّ، فكان له نصيب كونه أحد المجاهدين، ومثله حمزة،
أما قرابته من بني هاشم كعقيل والعباس، المذكورين في الرواية فلم يكونا بعد مسلمين، بل كانا مشركين محاربين، والقول بدخولهما هنا لا يتفق مع الآية، لا من قريب ولا من بعيد، ولا يتفق كذلك مع آية الفيئ في سورة الحشر، فإنها نزلت في السنة الخامسة، وعقيل والعباس أسلما في السنة الثامنة !!

🔰الاعتبار السادس:
لا يوجد في القرآن ما يدل على أن أولي القربى
المذكورون في آية الغنيمة في سورة الأنفال، وآية الفيئ في سورة الحشر أنهم قرابة رسول الله،
والذي جعل المفسرين يذهبون ذلك المذهب في التفسير، ويؤولون أولي القربى، بقرابة الرسول، هي الرواية، لا العبارة القرآنية،
والرواية هنا، تتعارض مع زمن، وسبب نزول الآيتين في السورتين، وكفى بهذا قادحا يقدح في متن الرواية ويضعفها !!

🔰الاعتبار السابع:
إن القول بأن أولي القربى هم قرابة المجاهدين لا قرابة النبي من الهاشميين، هو الذي يتناسب مع مدلول السياق واللغة، ومفهوم الآية، واعتبارات العدل والمصلحة.!!
والله أعلى وأعلم.

🔰ختاما.tt:-
أدعو المتخصيين والباحثين في الفكر الإسلامي والدراسات القرآنية والعربية، أن يشبعوا هذا الأمر، بحثا ودراسة، لا سكوتا وعماسة !!

🔹🔸🔹🔸
،،،دمتم عليه مصلين،،،
✍عبدالجليل هزبر
11/6/2020

#معا_لمواجهة_وباء_كورونا

http://tttttt.me/suhailt