من طرائفِ المُحدِّثينَ:
قال الحسنُ بنُ سُفيانَ: سمعتُ فيَّاضَ بنَ زُهَيرٍ النَّسائيَّ يقولُ: تشفَّعْنا بامرأةِ عبدِ الرَّزَّاقِ عليه، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفَّعتُم إليَّ بمَن ينقلبُ معي على فِراشي؟ ثم قال:
ليسَ الشَّفيعُ الذي يأتيكَ مُتَّزِرًاً ** مِثلَ الشَّفيعِ الذي يأتيكَ عُريانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٦ / ١٧٧ ) من طريقِ أبي بكرٍ الإسفرايينيِّ، عن الحسنِ بنِ سُفيانَ، به.
وذكَرَهُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ٩ / ٥٦٧ ) وفي تاريخِه ( ٥ / ٣٧٧ ).
وعبدُ الرَّزَّاقِ هو ابنُ همَّامٍ الصَّنعانيُّ، الحافظُ الكبيرُ، عالِمُ اليمنِ ومُحَدِّثُها.
وبيتُ الشَّعرِ لأبي فراسٍ الفرزدقِ.. في قصَّةٍ طريفةٍ حصَلَتْ بينه وبين النَّوَّارِ بنتِ أعينَ.
انظُرْها في الشِّعرِ والشُّعَراءِ ( ١ / ٤٧٦ - ٤٧٧ ) لابنِ قُتَيبةَ، وفي الأغاني ( ٢١ / ٢٠١ ) للأصفهانيِّ.
قال الحسنُ بنُ سُفيانَ: سمعتُ فيَّاضَ بنَ زُهَيرٍ النَّسائيَّ يقولُ: تشفَّعْنا بامرأةِ عبدِ الرَّزَّاقِ عليه، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفَّعتُم إليَّ بمَن ينقلبُ معي على فِراشي؟ ثم قال:
ليسَ الشَّفيعُ الذي يأتيكَ مُتَّزِرًاً ** مِثلَ الشَّفيعِ الذي يأتيكَ عُريانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٦ / ١٧٧ ) من طريقِ أبي بكرٍ الإسفرايينيِّ، عن الحسنِ بنِ سُفيانَ، به.
وذكَرَهُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ٩ / ٥٦٧ ) وفي تاريخِه ( ٥ / ٣٧٧ ).
وعبدُ الرَّزَّاقِ هو ابنُ همَّامٍ الصَّنعانيُّ، الحافظُ الكبيرُ، عالِمُ اليمنِ ومُحَدِّثُها.
وبيتُ الشَّعرِ لأبي فراسٍ الفرزدقِ.. في قصَّةٍ طريفةٍ حصَلَتْ بينه وبين النَّوَّارِ بنتِ أعينَ.
انظُرْها في الشِّعرِ والشُّعَراءِ ( ١ / ٤٧٦ - ٤٧٧ ) لابنِ قُتَيبةَ، وفي الأغاني ( ٢١ / ٢٠١ ) للأصفهانيِّ.
كم نفتقرُ إلى أدَبِ الإمامِ الشَّافعيِّ:
قال يُونسُ بنُ عبدِ الأعلى الصَّدَفيُّ: ما رأيتُ أعقلَ من الشَّافعيِّ؛ ناظرتُه يومًا في مسألةٍ ثم افتَرَقْنا، ولَقِيَني، فأخذ بيدي، ثم قال: "يا أبا مُوسى، ألا يستقيمُ أن نكونَ إخوانًا وإن لم نتَّفِقْ في مسألةٍ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥١ / ٣٠٢ ).
وذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في السِّير ( ١٠ / ١٦ )، والمقريزيُّ في المُقفَّى الكبيرِ ( ٥ / ٣٣٩ ).
قال الذَّهبيُّ تعليقًا: "هذا يدلُّ على كمالِ عقلِ هذا الإمامِ وفِقهِ نفسِه، فما زال النُّظَراءُ يختلفونَ".
قال يُونسُ بنُ عبدِ الأعلى الصَّدَفيُّ: ما رأيتُ أعقلَ من الشَّافعيِّ؛ ناظرتُه يومًا في مسألةٍ ثم افتَرَقْنا، ولَقِيَني، فأخذ بيدي، ثم قال: "يا أبا مُوسى، ألا يستقيمُ أن نكونَ إخوانًا وإن لم نتَّفِقْ في مسألةٍ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥١ / ٣٠٢ ).
وذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في السِّير ( ١٠ / ١٦ )، والمقريزيُّ في المُقفَّى الكبيرِ ( ٥ / ٣٣٩ ).
قال الذَّهبيُّ تعليقًا: "هذا يدلُّ على كمالِ عقلِ هذا الإمامِ وفِقهِ نفسِه، فما زال النُّظَراءُ يختلفونَ".
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
غِراسُ السَّلَفِ
قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".
رابط القناة:
https://tttttt.me/Salafi_s
بوت القناة:
@G_Salafi_bot
موقع صراحة:
http://saifalddin.srahha.com
قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".
رابط القناة:
https://tttttt.me/Salafi_s
بوت القناة:
@G_Salafi_bot
موقع صراحة:
http://saifalddin.srahha.com
قال الإمامُ أحمدُ في الزُّهدِ ( ٦٦٠ ): حدَّثنا يزيدُ، أنبأنا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، عن مُصعَبِ بنِ سعدٍ قال: قالَتْ حفصةُ بنتُ عُمَرَ: "يا أميرَ المُؤمِنِينَ، لو لبستَ ثوبًا هو ألينُ من ثوبِكَ وأكلتَ طعامًا هو أطيبُ من طعامِكَ فقد وسَّعَ اللهُ عزَّ وجلَّ من الرِّزقِ وأكثرَ من الخيرِ"، قال: "إنِّي سَأخصِمُكِ إلى نفسِكِ؛ أما تَذكُرِينَ ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يلقى من شِدَّةِ العيشِ؟" فما زال يُذكِّرُها حتَّى أبكاها، فقال لها: "إن قلتُ لكِ ذاك إنِّي واللهِ لئنِ استطعتُ لَأُشارِكَنَّهُما بمِثلِ عيشِهِما الشَّدِيدِ، لعلِّي أُدرِكُ معهما عَيشَهُما الرَّخِيَّ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ رِجالُه ثِقاتٌ، لكنَّ مُصعَبًا لم يُدرِكْ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ، وقد أدركَ حفصةَ.. رضي اللهُ عن الجميعِ.
فهو صحيحٌ إن كان مُصعَبٌ سَمِعَه من حفصةَ، وإلَّا فهو مُرسَلٌ صحيحُ الإسنادِ، كما قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في المطالبِ ( ١٣ / ٢٣٣ )، والبوصيريُّ في الإتحافِ ( ٧ / ٤٦٠ ).
ويزيدُ هو ابنُ هارونَ الواسطيُّ.
ومُصعَبٌ هو ابنُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، تابعيٌّ كبيرٌ، سمع أباهُ، وعبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وغيرَهما.
وقولُه: "لَأُشارِكَنَّهُما": يعني: رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضي اللهُ عنه.
ورواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٣ / ٢٥٨ )، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في الجُوعِ ( ١٨٥ ) وفي إصلاحِ المالِ ( ٣٧٢ )، والبلاذريُّ في أنسابِ الأشرافِ ( ١٠ / ٣١٤ - ٣١٥ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ١ / ٤٨ - ٤٩ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٠١٢١ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دِمشقَ ( ٤٤ / ٢٩٠ ) من طريقِ يزيدَ بنِ هارونَ.
ورواه إسحاقُ بنُ راهَويه ( ١٩٦٦ )، وهنَّادٌ في الزُّهدِ ( ٦٨٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٥٧٧٧ ) من طريقِ أبي أُسامةَ.
كلاهما ( يزيدُ وأبو أُسامةَ ) عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن مُصعَبِ بنِ سعدٍ، به.
ورواه ابنُ المُبارَكِ في الزُّهدِ ( ٥٢٩ ) قال: أخبرنا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، عن أخيه، عن مُصعَبٍ، به.
ورواه الحاكمُ ( ٤٢٤ )، والبيهقيُّ ( ١٠١٢٢ )، وابنُ عساكرَ ( ٤٤ / ٢٨٩ - ٢٩٠ ) من طريقِ ابنِ المُبارَكِ، عن إسماعيلَ، عن أخيه، عن مُصعَبٍ به.
ورواه النَّسائيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١١٨٠٦ ) من طريقِ سُوَيدِ بنِ نصرٍ، عن ابنِ المُبارَكِ، عن إسماعيلَ، عن مُصعَبٍ، به.
ليس فيه: عن أخيه.
ورواه عبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ٢٥ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٧٠٥٣ )، ويعقوبُ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ٢ / ١٨٨ - ١٨٩ )، والبيهقيُّ في الشُّعَبِ ( ١٠١٢٣ )، وأبو القاسمِ الأصبهانيُّ في سِيَرِ السَّلَفِ ( ص١١٤ )، وابنُ عساكرَ ( ٤٤ / ٢٨٨ - ٢٨٩ )، والضِّياءُ المقدسيُّ في الأحاديثِ المُختارةِ ( ١١١) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ بِشرٍ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن أخيه، عن مُصعَبٍ، به.
لإسماعيلَ من الإخوةِ: أشعثُ، وخالدٌ، وسعيدٌ، والنُّعمانُ.
أمَّا أشعثُ وسعيدٌ؛ فوثَّقهما العِجليُّ.
وأمَّا النُّعمانُ؛ فقد قال فيه الإمامُ أحمدُ: "ليس به بأسٌ"، ووثَّقه العِجليُّ.
وأمَّا خالدٌ؛ فمجهولُ الحالِ.
والذي هنا هو النُّعمانُ كما جاء مُصَرَّحًا عند ابنِ أبي شيبةَ ويعقوبَ وأبي القاسمِ والضِّياءِ.
فالَّذي يتلخَّصُ معنا من التَّخريجِ: أنَّ الأثَرَ رواهُ إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، واختُلِفَ عنه؛ فرواه يزيدُ بنُ هارونَ، وأبو أُسامةَ عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن مُصعَبٍ، عن حفصةَ.
ولم يذكرا بينهما أخا إسماعيلَ.
وخالَفَهما: عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، ومُحمَّدُ بنُ بِشرٍ العَبديُّ؛ فروياهُ عن إسماعيلَ، عن أخيه النُّعمانِ، عن مُصعَبٍ، عن حفصةَ.
وأربعَتُهم -يزيدُ وأبو أُسامةَ وابنُ المُبارَكِ وابنُ بِشرٍ- ثِقاتٌ أثباتٌ حُفَّاظٌ مُتقِنُونَ!
وقد صوَّبَ الإمامُ الدَّارَقُطنيُّ في العِلَلِ ( ١ / ١٧٤ - ١٧٥ ) طريقَ ابنِ المُبارَكِ ومُحمَّدِ بنِ بِشرٍ.
وقال الحاكمُ بعد أن رواه: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِهما، فإنَّ مُصعَبَ بنَ سعدٍ كان يدخلُ على أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو من كِبارِ التَّابعينَ، من أولادِ الصَّحابةِ رضي اللهُ عنهم".
وردَّه الذَّهبيُّ في التَّلخيصِ بقولِه: "فيه انقِطاعٌ".
إذن يتلخَّصُ من ذلك: أنَّ في الأثَرِ عِلَّتَينِ:
- الأولى: الانقِطاعُ.
- الثَّانيةُ: أنَّ إسماعيلَ لم يَسمَعْه من مُصعَبٍ، وإنَّما سَمِعَهُ من أخيه النُّعمانِ، وهذا الوجهُ رجَّحه الدَّارَقُطنيُّ.
والجوابُ على ذلك:
أنَّ عِلَّةَ الانقِطاعِ غيرُ مُسلَّمٍ بها؛ فمُصعَبُ بنُ سعدٍ من كِبارِ التَّابعينَ، ومن أبناءِ الصَّحابةِ، وكان يدخلُ على أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما نصَّ على ذلك الحاكمُ النَّيسابوريُّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ رِجالُه ثِقاتٌ، لكنَّ مُصعَبًا لم يُدرِكْ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ، وقد أدركَ حفصةَ.. رضي اللهُ عن الجميعِ.
فهو صحيحٌ إن كان مُصعَبٌ سَمِعَه من حفصةَ، وإلَّا فهو مُرسَلٌ صحيحُ الإسنادِ، كما قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في المطالبِ ( ١٣ / ٢٣٣ )، والبوصيريُّ في الإتحافِ ( ٧ / ٤٦٠ ).
ويزيدُ هو ابنُ هارونَ الواسطيُّ.
ومُصعَبٌ هو ابنُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، تابعيٌّ كبيرٌ، سمع أباهُ، وعبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وغيرَهما.
وقولُه: "لَأُشارِكَنَّهُما": يعني: رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضي اللهُ عنه.
ورواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٣ / ٢٥٨ )، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في الجُوعِ ( ١٨٥ ) وفي إصلاحِ المالِ ( ٣٧٢ )، والبلاذريُّ في أنسابِ الأشرافِ ( ١٠ / ٣١٤ - ٣١٥ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ١ / ٤٨ - ٤٩ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٠١٢١ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دِمشقَ ( ٤٤ / ٢٩٠ ) من طريقِ يزيدَ بنِ هارونَ.
ورواه إسحاقُ بنُ راهَويه ( ١٩٦٦ )، وهنَّادٌ في الزُّهدِ ( ٦٨٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٥٧٧٧ ) من طريقِ أبي أُسامةَ.
كلاهما ( يزيدُ وأبو أُسامةَ ) عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن مُصعَبِ بنِ سعدٍ، به.
ورواه ابنُ المُبارَكِ في الزُّهدِ ( ٥٢٩ ) قال: أخبرنا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، عن أخيه، عن مُصعَبٍ، به.
ورواه الحاكمُ ( ٤٢٤ )، والبيهقيُّ ( ١٠١٢٢ )، وابنُ عساكرَ ( ٤٤ / ٢٨٩ - ٢٩٠ ) من طريقِ ابنِ المُبارَكِ، عن إسماعيلَ، عن أخيه، عن مُصعَبٍ به.
ورواه النَّسائيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١١٨٠٦ ) من طريقِ سُوَيدِ بنِ نصرٍ، عن ابنِ المُبارَكِ، عن إسماعيلَ، عن مُصعَبٍ، به.
ليس فيه: عن أخيه.
ورواه عبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ٢٥ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٧٠٥٣ )، ويعقوبُ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ٢ / ١٨٨ - ١٨٩ )، والبيهقيُّ في الشُّعَبِ ( ١٠١٢٣ )، وأبو القاسمِ الأصبهانيُّ في سِيَرِ السَّلَفِ ( ص١١٤ )، وابنُ عساكرَ ( ٤٤ / ٢٨٨ - ٢٨٩ )، والضِّياءُ المقدسيُّ في الأحاديثِ المُختارةِ ( ١١١) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ بِشرٍ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن أخيه، عن مُصعَبٍ، به.
لإسماعيلَ من الإخوةِ: أشعثُ، وخالدٌ، وسعيدٌ، والنُّعمانُ.
أمَّا أشعثُ وسعيدٌ؛ فوثَّقهما العِجليُّ.
وأمَّا النُّعمانُ؛ فقد قال فيه الإمامُ أحمدُ: "ليس به بأسٌ"، ووثَّقه العِجليُّ.
وأمَّا خالدٌ؛ فمجهولُ الحالِ.
والذي هنا هو النُّعمانُ كما جاء مُصَرَّحًا عند ابنِ أبي شيبةَ ويعقوبَ وأبي القاسمِ والضِّياءِ.
فالَّذي يتلخَّصُ معنا من التَّخريجِ: أنَّ الأثَرَ رواهُ إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، واختُلِفَ عنه؛ فرواه يزيدُ بنُ هارونَ، وأبو أُسامةَ عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن مُصعَبٍ، عن حفصةَ.
ولم يذكرا بينهما أخا إسماعيلَ.
وخالَفَهما: عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، ومُحمَّدُ بنُ بِشرٍ العَبديُّ؛ فروياهُ عن إسماعيلَ، عن أخيه النُّعمانِ، عن مُصعَبٍ، عن حفصةَ.
وأربعَتُهم -يزيدُ وأبو أُسامةَ وابنُ المُبارَكِ وابنُ بِشرٍ- ثِقاتٌ أثباتٌ حُفَّاظٌ مُتقِنُونَ!
وقد صوَّبَ الإمامُ الدَّارَقُطنيُّ في العِلَلِ ( ١ / ١٧٤ - ١٧٥ ) طريقَ ابنِ المُبارَكِ ومُحمَّدِ بنِ بِشرٍ.
وقال الحاكمُ بعد أن رواه: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِهما، فإنَّ مُصعَبَ بنَ سعدٍ كان يدخلُ على أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو من كِبارِ التَّابعينَ، من أولادِ الصَّحابةِ رضي اللهُ عنهم".
وردَّه الذَّهبيُّ في التَّلخيصِ بقولِه: "فيه انقِطاعٌ".
إذن يتلخَّصُ من ذلك: أنَّ في الأثَرِ عِلَّتَينِ:
- الأولى: الانقِطاعُ.
- الثَّانيةُ: أنَّ إسماعيلَ لم يَسمَعْه من مُصعَبٍ، وإنَّما سَمِعَهُ من أخيه النُّعمانِ، وهذا الوجهُ رجَّحه الدَّارَقُطنيُّ.
والجوابُ على ذلك:
أنَّ عِلَّةَ الانقِطاعِ غيرُ مُسلَّمٍ بها؛ فمُصعَبُ بنُ سعدٍ من كِبارِ التَّابعينَ، ومن أبناءِ الصَّحابةِ، وكان يدخلُ على أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما نصَّ على ذلك الحاكمُ النَّيسابوريُّ.
ويُؤيِّدُه إخراجُ الضِّياءِ المقدسيِّ له في الأحاديثِ المُختارةِ، ممَّا يُفيدُ صِحَّةَ السَّماعِ.
وكذلك لم يُشِرِ الدَّارقُطنيُّ إلى هذه العِلَّةِ حيثُ أورَدَهُ في العِلَلِ، واكتفى بذِكرِ عِلَّةِ الاختِلافِ.
وإن كان إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ لم يَسمَعْه من مُصعَبٍ، وإنَّما سَمِعَهُ من أخيه النُّعمانِ؛ فإنَّ النُّعمانَ وإن لم يروِ عنه غيرُ أخيه، فإنَّه على أقلِّ حوالِه صدوقٌ حَسَنُ الحديثِ، لقولِ الإمامِ أحمدَ فيه، وتوثيقِ العِجليِّ له.
فالأثَرُ صحيحٌ واللهُ أعلمُ، وله شواهدُ:
١ - الأوَّلُ:
رواه عبدُ الرَّزاقِ في المُصنَّفِ ( ١١ / ٢٢٣ برقم ٢٠٣٨١ ) قال: عن مَعمَرٍ، عن ابنِ طاوسٍ، عن عِكرِمةَ بنِ خالدٍ، أنَّ حفصةَ، وابنَ مُطيعٍ، وعبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ كلَّموا عُمَرَ بنَ الخطَّابِ فقالوا: لو أكلتَ طعامًا طيِّبًا كان أقوى لك على الحقِّ؟ قال: "أكلُّكم على هذا الرَّأيِ؟"، قالوا: نعم، قال: "قد علمتُ أنَّه ليس منكم إلَّا ناصحٌ، ولكنِّي تركتُ صاحبيَّ على الجادَّةِ، فإن تركتُ جادَّتَهم لم أدرِكْهما في المنزلِ".
قال: وأصابَ النَّاسَ سَنةٌ، فما أكلَ عامئذٍ سمنًا ولا سمينًا حتَّى أُحيِيَ النَّاسُ.
ورواه البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٥٢٨٦ ) من طريقِ عبدِ الرَّزاقِ، بهذا الإسنادِ.
وهذا إسنادٌ رِجالُه كلُّهم ثِقاتٌ.
- مَعمَرٌ هو ابنُ راشدٍ الأزديُّ، ثقةٌ فاضلٌ ثبتٌ.
- وابنُ طاوسٍ هو عبدُ اللهِ بنُ طاوسِ بنِ كيسانِ، إمامٌ ابنُ إمامٍ.
- وعِكرِمةُ هو ابنُ خالدٍ المخزوميُّ، تابعيٌّ ثقةٌ حُجَّةٌ.
سمع ابنَ عُمَرَ، ورِوايتُه عن عُمَرَ مُرسَلةٌ، فيُحتَملُ أنَّ ابنَ عُمَرَ حدَّث بهذا عِكرمةَ.
- وحفصةُ هي أُمُّ المُؤمنينَ بنتُ أميرِ المُؤمنينَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، وزوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
- وابنُ مطيعٍ هو عبدُ اللهِ بنُ مُطِيعِ بنِ الأسودِ القُرَشيُّ، صحابيٌّ ابنُ صحابيٍّ، من فُرسانِ قُرَيشٍ، استُشهِدَ مع ابنِ الزُّبَيرِ في وقعةِ الحرَّةِ.
٢ - الثَّاني:
رواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٣ / ٢٦٩ ) قال: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ قال: أخبرنا يحيى بنُ سعيدٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ قال: أُصِيبَ بعيرٌ من المالِ -زعم يحيى من الفيءِ- فنحَرَهُ عُمَرُ، وأرسل إلى أزواجِ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منه، وصنعَ ما بقي، فدعا عليه من المُسلِمِينَ، وفيهم يومئذٍ العبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ، فقال العبَّاسُ: يا أميرَ المُؤمنينَ، لو صنعتَ لنا كلَّ يومٍ مثلَ هذا فأكلْنا عندك وتُحدِّثُنا، فقال عُمَرُ: "لا أعودُ لمِثلِها، إنَّه مضى صاحبانِ لي - يعني النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبا بكرٍ- وقد عملا عملًا وسلكا طريقًا، وإنِّي إن عملتُ بغيرِ عمَلِهِما سُلِكَ بي طريقٌ غيرُ طريقِهِما".
وهذا إسنادٌ مُرسَلٌ ورِجالُه ثِقاتٌ؛ سعيدُ بنُ المُسيَّبِ لم يُدرِكْ هذه الحادثةَ.
ورواه البلاذريُّ في أنسابِ الأشرافِ ( ١٠ / ٣٤١ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِه ( ٤٤ / ٣٤٠ - ٣٤١ ) من طريقِ يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعيدٍ، به.
٣ - الثَّالثُ:
رواه أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في الجوعِ ( ٣٧ ) قال: حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ يُونُسَ قال: حدَّثني أبي قال: حدَّثني أبو مَعشَرٍ، عن مُحمَّدِ بنِ قيسٍ قال: قَدِمَ ناسٌ على حفصةَ بنتِ عُمَرَ فقالوا: إنَّ أميرَ المُؤمنينَ قد بدا عِلباءُ رقبتِه من الهُزالِ، فلو قلتِ له أن يأكلَ طعامًا هو ألينُ من طعامِه، ويلبسُ ثِيابًا ألينَ من ثِيابِه، فقد رأينا إزارَه مُرقَّعًا برُقَعٍ غيرِ لونِ ثوبِه، ويتَّخذَ فِراشًا ألينَ من فِراشِه، فقد أوسعَ اللهُ على المُسلمينَ، فيكونُ ذلك أقوى له على أمرِهِم.
فبعثوا إليه حفصةَ، فذكَرَتْ ذلك له، فقال: "أخبِرِيني بألينِ فِراشٍ فَرَشتِيهِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قط؟ قالَتْ: عباءةٌ تُثنِّيها له باثنَينِ، فلمَّا غلظتْ عليه جعلتُهما له بأربعةٍ، قال: فأخبِرِيني بأجودِ ثوبٍ لَبِسَهُ؟ قالَتْ: نَمِرةٌ صنعناها له، فرآها إنسانٌ قال: اكسُنِيها، فأعطاها إيَّاهُ.
قال: إيتوني بصاعِ تمرٍ، فأمرهم، فنزَعُوا نواهُ، ثم قال: انزِعُوا تفاريقَه، ففعلوا، ثم أكَلَهُ كلَّهُ؛ فقال: واللهِ إنِّي لَأشتهي الطَّعامَ، إنِّي لَآكُلُ السَّمنَ وعندي اللَّحمُ، وآكُلُ الزَّيتَ وعندي السَّمنُ، وآكلُ المِلحَ وعندي الزَّيتُ، وآكُلُ بَحتًا وعندي مِلحٌ، ولكنَّ صاحبيَّ سلكا طريقًا، فأخافُ اختِلافَهما فيُخالَفُ بي.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لضعفِ أبي مَعشَرٍ -واسمُه: نَجِيحُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ السّنديُّ-.
وروايةُ مُحمَّدِ بنِ قيسٍ المدنيِّ عن الصَّحابةِ مُرسَلةٌ.
واللهُ أعلمُ..
وكذلك لم يُشِرِ الدَّارقُطنيُّ إلى هذه العِلَّةِ حيثُ أورَدَهُ في العِلَلِ، واكتفى بذِكرِ عِلَّةِ الاختِلافِ.
وإن كان إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ لم يَسمَعْه من مُصعَبٍ، وإنَّما سَمِعَهُ من أخيه النُّعمانِ؛ فإنَّ النُّعمانَ وإن لم يروِ عنه غيرُ أخيه، فإنَّه على أقلِّ حوالِه صدوقٌ حَسَنُ الحديثِ، لقولِ الإمامِ أحمدَ فيه، وتوثيقِ العِجليِّ له.
فالأثَرُ صحيحٌ واللهُ أعلمُ، وله شواهدُ:
١ - الأوَّلُ:
رواه عبدُ الرَّزاقِ في المُصنَّفِ ( ١١ / ٢٢٣ برقم ٢٠٣٨١ ) قال: عن مَعمَرٍ، عن ابنِ طاوسٍ، عن عِكرِمةَ بنِ خالدٍ، أنَّ حفصةَ، وابنَ مُطيعٍ، وعبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ كلَّموا عُمَرَ بنَ الخطَّابِ فقالوا: لو أكلتَ طعامًا طيِّبًا كان أقوى لك على الحقِّ؟ قال: "أكلُّكم على هذا الرَّأيِ؟"، قالوا: نعم، قال: "قد علمتُ أنَّه ليس منكم إلَّا ناصحٌ، ولكنِّي تركتُ صاحبيَّ على الجادَّةِ، فإن تركتُ جادَّتَهم لم أدرِكْهما في المنزلِ".
قال: وأصابَ النَّاسَ سَنةٌ، فما أكلَ عامئذٍ سمنًا ولا سمينًا حتَّى أُحيِيَ النَّاسُ.
ورواه البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٥٢٨٦ ) من طريقِ عبدِ الرَّزاقِ، بهذا الإسنادِ.
وهذا إسنادٌ رِجالُه كلُّهم ثِقاتٌ.
- مَعمَرٌ هو ابنُ راشدٍ الأزديُّ، ثقةٌ فاضلٌ ثبتٌ.
- وابنُ طاوسٍ هو عبدُ اللهِ بنُ طاوسِ بنِ كيسانِ، إمامٌ ابنُ إمامٍ.
- وعِكرِمةُ هو ابنُ خالدٍ المخزوميُّ، تابعيٌّ ثقةٌ حُجَّةٌ.
سمع ابنَ عُمَرَ، ورِوايتُه عن عُمَرَ مُرسَلةٌ، فيُحتَملُ أنَّ ابنَ عُمَرَ حدَّث بهذا عِكرمةَ.
- وحفصةُ هي أُمُّ المُؤمنينَ بنتُ أميرِ المُؤمنينَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، وزوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
- وابنُ مطيعٍ هو عبدُ اللهِ بنُ مُطِيعِ بنِ الأسودِ القُرَشيُّ، صحابيٌّ ابنُ صحابيٍّ، من فُرسانِ قُرَيشٍ، استُشهِدَ مع ابنِ الزُّبَيرِ في وقعةِ الحرَّةِ.
٢ - الثَّاني:
رواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٣ / ٢٦٩ ) قال: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ قال: أخبرنا يحيى بنُ سعيدٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ قال: أُصِيبَ بعيرٌ من المالِ -زعم يحيى من الفيءِ- فنحَرَهُ عُمَرُ، وأرسل إلى أزواجِ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منه، وصنعَ ما بقي، فدعا عليه من المُسلِمِينَ، وفيهم يومئذٍ العبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ، فقال العبَّاسُ: يا أميرَ المُؤمنينَ، لو صنعتَ لنا كلَّ يومٍ مثلَ هذا فأكلْنا عندك وتُحدِّثُنا، فقال عُمَرُ: "لا أعودُ لمِثلِها، إنَّه مضى صاحبانِ لي - يعني النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبا بكرٍ- وقد عملا عملًا وسلكا طريقًا، وإنِّي إن عملتُ بغيرِ عمَلِهِما سُلِكَ بي طريقٌ غيرُ طريقِهِما".
وهذا إسنادٌ مُرسَلٌ ورِجالُه ثِقاتٌ؛ سعيدُ بنُ المُسيَّبِ لم يُدرِكْ هذه الحادثةَ.
ورواه البلاذريُّ في أنسابِ الأشرافِ ( ١٠ / ٣٤١ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِه ( ٤٤ / ٣٤٠ - ٣٤١ ) من طريقِ يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعيدٍ، به.
٣ - الثَّالثُ:
رواه أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في الجوعِ ( ٣٧ ) قال: حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ يُونُسَ قال: حدَّثني أبي قال: حدَّثني أبو مَعشَرٍ، عن مُحمَّدِ بنِ قيسٍ قال: قَدِمَ ناسٌ على حفصةَ بنتِ عُمَرَ فقالوا: إنَّ أميرَ المُؤمنينَ قد بدا عِلباءُ رقبتِه من الهُزالِ، فلو قلتِ له أن يأكلَ طعامًا هو ألينُ من طعامِه، ويلبسُ ثِيابًا ألينَ من ثِيابِه، فقد رأينا إزارَه مُرقَّعًا برُقَعٍ غيرِ لونِ ثوبِه، ويتَّخذَ فِراشًا ألينَ من فِراشِه، فقد أوسعَ اللهُ على المُسلمينَ، فيكونُ ذلك أقوى له على أمرِهِم.
فبعثوا إليه حفصةَ، فذكَرَتْ ذلك له، فقال: "أخبِرِيني بألينِ فِراشٍ فَرَشتِيهِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قط؟ قالَتْ: عباءةٌ تُثنِّيها له باثنَينِ، فلمَّا غلظتْ عليه جعلتُهما له بأربعةٍ، قال: فأخبِرِيني بأجودِ ثوبٍ لَبِسَهُ؟ قالَتْ: نَمِرةٌ صنعناها له، فرآها إنسانٌ قال: اكسُنِيها، فأعطاها إيَّاهُ.
قال: إيتوني بصاعِ تمرٍ، فأمرهم، فنزَعُوا نواهُ، ثم قال: انزِعُوا تفاريقَه، ففعلوا، ثم أكَلَهُ كلَّهُ؛ فقال: واللهِ إنِّي لَأشتهي الطَّعامَ، إنِّي لَآكُلُ السَّمنَ وعندي اللَّحمُ، وآكُلُ الزَّيتَ وعندي السَّمنُ، وآكلُ المِلحَ وعندي الزَّيتُ، وآكُلُ بَحتًا وعندي مِلحٌ، ولكنَّ صاحبيَّ سلكا طريقًا، فأخافُ اختِلافَهما فيُخالَفُ بي.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لضعفِ أبي مَعشَرٍ -واسمُه: نَجِيحُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ السّنديُّ-.
وروايةُ مُحمَّدِ بنِ قيسٍ المدنيِّ عن الصَّحابةِ مُرسَلةٌ.
واللهُ أعلمُ..
قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبَلٍ: سمعتُ مُحمَّدَ بنَ داودَ يقولُ: "لم يُحفَظْ في دهرِ الشَّافعيِّ كُلِّه أنَّه تكلَّمَ في شيءٍ من الأهواءِ، ولا نُسِبَ إليه، ولا عُرِفَ به، مع بُغضِه لأهلِ الكلامِ والبِدَعِ".
رواه الهَرَويُّ في ذمِّ الكلامِ ( ١١١٧ )، ومن طريقِه: ابنُ المِبرَدِ في جمعِ الجُيوشِ والدَّساكرِ ( ص٨١ - ٨٢ ).
وذكَرَهُ الذَّهبيُّ في سِيَرِ الأعلامِ ( ١٠ / ٢٦ ).
رواه الهَرَويُّ في ذمِّ الكلامِ ( ١١١٧ )، ومن طريقِه: ابنُ المِبرَدِ في جمعِ الجُيوشِ والدَّساكرِ ( ص٨١ - ٨٢ ).
وذكَرَهُ الذَّهبيُّ في سِيَرِ الأعلامِ ( ١٠ / ٢٦ ).
من طرائفِ المُحدِّثينَ:
قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ١٤ / ٢٠٥ ): أَخبرنا البَرقانيُّ قال: سمعتُ أبا حامدٍ أحمدَ بنَ الحُسَينِ الحاكمَ يقولُ: سمعتُ عُمَرَ بنَ أحمدَ الجوهريَّ يقولُ: سمعتُ جعفرَ بنَ مُحمَّدٍ الصَّائغَ يقولُ: اجتمعَ عليُّ ابنُ المدينيِّ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وعفَّانُ بنُ مُسلِمٍ، فقال عفَّانُ: ثلاثةٌ يُضَعَّفونَ في ثلاثةٍ، عليُّ ابنُ المدينيِّ في حمَّادِ بنِ زيدٍ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ في إبراهيمَ بنِ سعدٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ في شريكٍ.
قال عليُّ ابنُ المدينيِّ: ورابعٌ معهم، قال: مَن ذاك؟ قال: وعفَّانُ في شُعبةَ.
قال عُمَرُ بن أحمدَ: وكلُّ هؤلاءِ أقوياءُ ليس فيهم ضعيفٌ، ولكن قال هذا على وجهِ المزاحِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه كلُّهم -مع الذين في المتنِ- ثِقاتٌ أئِمَّةٌ.
وقد سَمِعَ أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ من شريكٍ النَّخَعيِّ وهو ابنُ أربعَ عشرةَ سنةً.
وكذا إبراهيمُ بنُ سعدٍ من كبارِ شُيوخِ أحمدَ بنِ حنبلٍ، يروي عنه مباشرةً، ويروي عنه بواسطةٍ.
وكذا حمَّادُ بنُ زيدٍ من كبارِ شُيوخِ عليِّ ابنِ المدينيِّ.
وقال هذا الإمامُ عفَّانُ -كما قال الجوهريُّ- على سبيلِ المزاحِ، وأيضًا -كما قال الذَّهبيُّ- لأنَّهم كتبوا عن شيوخِهم المذكورينَ وهم صِغارٌ.
قال الذَّهبيُّ في السِّيَرِ مُعلِّقًا: "قلتُ: لأنَّهم كَتَبُوا وهم صِغارٌ عن المذكورينَ". اهـ
وقال أيضًا في الميزانِ: "هذا منهم على وجهِ المُباسَطةِ؛ لأنَّ هؤلاءِ من صغارِ مَن كتبَ عن المذكورينَ". اهـ
وقال أيضًا في تاريخِه: "قلتُ: هذا على وجهِ المزاحِ، وإلَّا فهؤلاءِ ثقاتٌ في شُيوخِهم المذكورينَ، لا سيما عفَّانُ في شُعبةَ؛ فإنَّ الحُسَينَ بنَ حبَّانَ قال: سألتُ ابنَ معينٍ فقلتُ: إذا اختلفَ أبو الوليدِ وعفَّانُ في شُعبةَ؟ قال: القولُ قولُ عفَّانَ، قلتُ: فأبو نُعَيمٍ وعفَّانُ؟ قال: عفَّانُ أثبتُ". اهـ
وقال أيضًا في التَّذكرةِ: "هذا على وجهِ المزاحِ والتَّعنُّتِ؛ فإنَّهم أربعتَهم كتبوا عن المذكورينَ وهم أحداثٌ، فغيرُهم أثبتُ في المذكورينَ منهم". اهـ
قلتُ: قولُ الإمامِ الذَّهبيِّ: "فغيرُهم أثبتُ في المذكورينَ منهم":
يعني أنَّ روايةَ أصحابِ حمَّادٍ مِثلِ: سُلَيمانَ بنِ حربٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وأبي النُّعمانِ عارمٍ: أقوى من روايةِ عليِّ ابنِ المدينيِّ عن حمَّادِ بنِ زيدٍ؛ لأنَّهم أكبرُ منه، وأكثرُ مُلازمةً منه لحمَّادٍ.
وكذلك روايةُ يزيدَ بنِ هارونَ، وإسحاقَ الأزرقِ، وعبَّادِ بنِ العوَّامِ عن شريكٍ النَّخَعيِّ أقوى من روايةِ أبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ عنه؛ لأنَّ روايةَ مَن سَمِعَ من شريكٍ بواسطَ أقوى من روايةِ مَن سَمِعَ منه بالكُوفةِ.
وكذا إبراهيمُ بنُ سعدٍ؛ فإنَّ أحمدَ بنَ حنبلٍ روى عنه قليلًا مباشرةً، وروى عنه كثيرًا بواسطةِ أصحابِ إبراهيمَ، مِثلِ: سُلَيمانَ بنِ داودَ الهاشميِّ، وأبي كاملٍ مُظفَّرِ بنِ مُدرِكٍ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وهاشمِ بنِ القاسمِ، وغيرِهم.
فائدةٌ:
عليُّ ابنُ المدينيِّ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ أقرانٌ في العِلمِ والحِفظِ، وهم مُتقارِبونَ في السِّنِّ.
وعفَّانُ بنُ مُسلِمٍ شيخُهم.
وذكَرَ هذا الأثَرَ: المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٠ / ١٦٧ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٠ / ٢٤٦ ) وفي ميزانِ الاعتدالِ ( ٣ / ٨٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٥ / ٣٩٩ ) وفي تذكرةِ الحُفَّاظِ ( ١ / ٣٨٠ ).
وقد رُوِيَ نحوُ هذه القِصَّةِ من طريقٍ آخرَ، وفيها يحيى بنُ مَعِينٍ بدَلَ أبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ:
قال الحافظُ ابنُ عَدِيٍّ في مُقدِّمةِ الكاملِ في ضُعَفاءِ الرِّجالِ ( ١ / ٣٠٧ - ٣٠٨ ): حدَّثنا مُوسى بنُ القاسمِ الأشيبُ، عن بعضِ شُيوخِه قال: كان أحمدُ ويحيى وعليٌّ عندَ عفَّانَ أو سُلَيمانَ بنِ حربٍ، فأُتِيَ بصَكٍّ فشَهِدوا فيه، وكتب يحيى فيه: شَهِدَ يحيى بنُ أبي عليٍّ.
وقال عفَّانُ لهم: أمَّا أنتَ يا أحمدُ فضعيفٌ في إبراهيمَ بنِ سعدٍ، وأمَّا أنتَ يا عليُّ فضعيفٌ في حمَّادِ بنِ زيدٍ، وأمَّا أنتَ يا يحيى فضعيفٌ في ابنِ المُبارَكِ.
قال: فسكت أحمدُ وعليٌّ، وقال يحيى: وأمَّا أنتَ يا عفَّانُ فضعيفٌ في شُعبةَ.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لجهالةِ شيخِ مُوسى الأشيبِ.
ورواه الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِه ( ١٦ / ٢٧١ ) قال: أخبرنا أبو سعدٍ المالينيُّ قال: أخبرنا ابنُ عديٍّ، به.
ورواه الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١١ / ٨٢ ) من طريقِ الخطيبِ البغداديِّ، عن أبي سعدٍ المالينيِّ، به.
وقال الخطيبُ عَقِبَ القِصَّةِ: "قلتُ: لم يكن واحدٌ منهم ضعيفًا، وإنَّما جرى هذا الكلامُ بينهم على سبيلِ المزاحِ". اهـ
وقال الذَّهبيُّ: "قلتُ: كلٌّ منهم صغيرٌ في شيخِه ذلك، مُقِلٌّ عنه". اهـ
قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ١٤ / ٢٠٥ ): أَخبرنا البَرقانيُّ قال: سمعتُ أبا حامدٍ أحمدَ بنَ الحُسَينِ الحاكمَ يقولُ: سمعتُ عُمَرَ بنَ أحمدَ الجوهريَّ يقولُ: سمعتُ جعفرَ بنَ مُحمَّدٍ الصَّائغَ يقولُ: اجتمعَ عليُّ ابنُ المدينيِّ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وعفَّانُ بنُ مُسلِمٍ، فقال عفَّانُ: ثلاثةٌ يُضَعَّفونَ في ثلاثةٍ، عليُّ ابنُ المدينيِّ في حمَّادِ بنِ زيدٍ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ في إبراهيمَ بنِ سعدٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ في شريكٍ.
قال عليُّ ابنُ المدينيِّ: ورابعٌ معهم، قال: مَن ذاك؟ قال: وعفَّانُ في شُعبةَ.
قال عُمَرُ بن أحمدَ: وكلُّ هؤلاءِ أقوياءُ ليس فيهم ضعيفٌ، ولكن قال هذا على وجهِ المزاحِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه كلُّهم -مع الذين في المتنِ- ثِقاتٌ أئِمَّةٌ.
وقد سَمِعَ أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ من شريكٍ النَّخَعيِّ وهو ابنُ أربعَ عشرةَ سنةً.
وكذا إبراهيمُ بنُ سعدٍ من كبارِ شُيوخِ أحمدَ بنِ حنبلٍ، يروي عنه مباشرةً، ويروي عنه بواسطةٍ.
وكذا حمَّادُ بنُ زيدٍ من كبارِ شُيوخِ عليِّ ابنِ المدينيِّ.
وقال هذا الإمامُ عفَّانُ -كما قال الجوهريُّ- على سبيلِ المزاحِ، وأيضًا -كما قال الذَّهبيُّ- لأنَّهم كتبوا عن شيوخِهم المذكورينَ وهم صِغارٌ.
قال الذَّهبيُّ في السِّيَرِ مُعلِّقًا: "قلتُ: لأنَّهم كَتَبُوا وهم صِغارٌ عن المذكورينَ". اهـ
وقال أيضًا في الميزانِ: "هذا منهم على وجهِ المُباسَطةِ؛ لأنَّ هؤلاءِ من صغارِ مَن كتبَ عن المذكورينَ". اهـ
وقال أيضًا في تاريخِه: "قلتُ: هذا على وجهِ المزاحِ، وإلَّا فهؤلاءِ ثقاتٌ في شُيوخِهم المذكورينَ، لا سيما عفَّانُ في شُعبةَ؛ فإنَّ الحُسَينَ بنَ حبَّانَ قال: سألتُ ابنَ معينٍ فقلتُ: إذا اختلفَ أبو الوليدِ وعفَّانُ في شُعبةَ؟ قال: القولُ قولُ عفَّانَ، قلتُ: فأبو نُعَيمٍ وعفَّانُ؟ قال: عفَّانُ أثبتُ". اهـ
وقال أيضًا في التَّذكرةِ: "هذا على وجهِ المزاحِ والتَّعنُّتِ؛ فإنَّهم أربعتَهم كتبوا عن المذكورينَ وهم أحداثٌ، فغيرُهم أثبتُ في المذكورينَ منهم". اهـ
قلتُ: قولُ الإمامِ الذَّهبيِّ: "فغيرُهم أثبتُ في المذكورينَ منهم":
يعني أنَّ روايةَ أصحابِ حمَّادٍ مِثلِ: سُلَيمانَ بنِ حربٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وأبي النُّعمانِ عارمٍ: أقوى من روايةِ عليِّ ابنِ المدينيِّ عن حمَّادِ بنِ زيدٍ؛ لأنَّهم أكبرُ منه، وأكثرُ مُلازمةً منه لحمَّادٍ.
وكذلك روايةُ يزيدَ بنِ هارونَ، وإسحاقَ الأزرقِ، وعبَّادِ بنِ العوَّامِ عن شريكٍ النَّخَعيِّ أقوى من روايةِ أبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ عنه؛ لأنَّ روايةَ مَن سَمِعَ من شريكٍ بواسطَ أقوى من روايةِ مَن سَمِعَ منه بالكُوفةِ.
وكذا إبراهيمُ بنُ سعدٍ؛ فإنَّ أحمدَ بنَ حنبلٍ روى عنه قليلًا مباشرةً، وروى عنه كثيرًا بواسطةِ أصحابِ إبراهيمَ، مِثلِ: سُلَيمانَ بنِ داودَ الهاشميِّ، وأبي كاملٍ مُظفَّرِ بنِ مُدرِكٍ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وهاشمِ بنِ القاسمِ، وغيرِهم.
فائدةٌ:
عليُّ ابنُ المدينيِّ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ أقرانٌ في العِلمِ والحِفظِ، وهم مُتقارِبونَ في السِّنِّ.
وعفَّانُ بنُ مُسلِمٍ شيخُهم.
وذكَرَ هذا الأثَرَ: المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٠ / ١٦٧ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٠ / ٢٤٦ ) وفي ميزانِ الاعتدالِ ( ٣ / ٨٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٥ / ٣٩٩ ) وفي تذكرةِ الحُفَّاظِ ( ١ / ٣٨٠ ).
وقد رُوِيَ نحوُ هذه القِصَّةِ من طريقٍ آخرَ، وفيها يحيى بنُ مَعِينٍ بدَلَ أبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ:
قال الحافظُ ابنُ عَدِيٍّ في مُقدِّمةِ الكاملِ في ضُعَفاءِ الرِّجالِ ( ١ / ٣٠٧ - ٣٠٨ ): حدَّثنا مُوسى بنُ القاسمِ الأشيبُ، عن بعضِ شُيوخِه قال: كان أحمدُ ويحيى وعليٌّ عندَ عفَّانَ أو سُلَيمانَ بنِ حربٍ، فأُتِيَ بصَكٍّ فشَهِدوا فيه، وكتب يحيى فيه: شَهِدَ يحيى بنُ أبي عليٍّ.
وقال عفَّانُ لهم: أمَّا أنتَ يا أحمدُ فضعيفٌ في إبراهيمَ بنِ سعدٍ، وأمَّا أنتَ يا عليُّ فضعيفٌ في حمَّادِ بنِ زيدٍ، وأمَّا أنتَ يا يحيى فضعيفٌ في ابنِ المُبارَكِ.
قال: فسكت أحمدُ وعليٌّ، وقال يحيى: وأمَّا أنتَ يا عفَّانُ فضعيفٌ في شُعبةَ.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لجهالةِ شيخِ مُوسى الأشيبِ.
ورواه الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِه ( ١٦ / ٢٧١ ) قال: أخبرنا أبو سعدٍ المالينيُّ قال: أخبرنا ابنُ عديٍّ، به.
ورواه الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١١ / ٨٢ ) من طريقِ الخطيبِ البغداديِّ، عن أبي سعدٍ المالينيِّ، به.
وقال الخطيبُ عَقِبَ القِصَّةِ: "قلتُ: لم يكن واحدٌ منهم ضعيفًا، وإنَّما جرى هذا الكلامُ بينهم على سبيلِ المزاحِ". اهـ
وقال الذَّهبيُّ: "قلتُ: كلٌّ منهم صغيرٌ في شيخِه ذلك، مُقِلٌّ عنه". اهـ
فائدةٌ أخرى:
أحمدُ بنُ حنبلٍ أصغرُ سِنًّا من قرينَيهِ يحيى بنِ معينٍ وعليِّ ابنِ المدينيِّ؛ ولهذا أدركا مَن لم يُدرِكْه هو؛ فقد روى ابنُ معينٍ عنِ ابنِ المُبارَكِ، وابنُ المدينيِّ عن حمَّادِ بنِ زيدٍ، ولم يُدرِكْهُما أحمدُ.
قال أحمدُ: "ذهبتُ لأسمعَ منِ ابنِ المُبارَكِ فلمْ أُدرِكْهُ، وكان قد قَدِمَ بغدادَ فخرج إلى الثَّغرِ، فلم أسمَعْ منه، ولم أرَهُ". اهـ
وقال أيضًا: "طلبتُ الحديثَ سنةَ تِسعٍ وسبعينَ، وجاءَنا رجلٌ وأنا في مجلسِ هُشَيمٍ فقال: مات حمَّادُ بنُ زيدٍ". اهـ
أحمدُ بنُ حنبلٍ أصغرُ سِنًّا من قرينَيهِ يحيى بنِ معينٍ وعليِّ ابنِ المدينيِّ؛ ولهذا أدركا مَن لم يُدرِكْه هو؛ فقد روى ابنُ معينٍ عنِ ابنِ المُبارَكِ، وابنُ المدينيِّ عن حمَّادِ بنِ زيدٍ، ولم يُدرِكْهُما أحمدُ.
قال أحمدُ: "ذهبتُ لأسمعَ منِ ابنِ المُبارَكِ فلمْ أُدرِكْهُ، وكان قد قَدِمَ بغدادَ فخرج إلى الثَّغرِ، فلم أسمَعْ منه، ولم أرَهُ". اهـ
وقال أيضًا: "طلبتُ الحديثَ سنةَ تِسعٍ وسبعينَ، وجاءَنا رجلٌ وأنا في مجلسِ هُشَيمٍ فقال: مات حمَّادُ بنُ زيدٍ". اهـ
قال الإمامُ الحافظُ أبو عُمَرَ الهِلالُ بنُ العلاءِ الرَّقِّيُّ: "منَّ اللهُ على هذه الأُمَّةِ بأربعةٍ في زمانِهم: بالشَّافعيِّ تفقَّهَ بحديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبأحمدَ بنِ حنبلٍ ثبت في المِحنةِ، لولا ذلك كفرَ النَّاسُ، وبيحيى بنِ معينٍ نفى الكذبَ عن حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبأبي عُبَيدٍ القاسمِ بنِ سلَّامٍ فسَّرَ الغريبَ من حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولولا ذلك لاقتحمَ النَّاسُ في الخطأ".
وفي روايةٍ: "منَّ اللهُ تعالى ذِكرُه على هذه الأُمَّةِ بأربعةٍ: بالشَّافعيِّ بفِقهِ أحاديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبأبي عُبَيدٍ فسَّرَ غرائبَ أحاديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبيحيى بنِ معينٍ نفى الكذبَ عن أحاديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبأحمدَ بنِ حنبلٍ ثبتَ في المِحنةِ بأمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لولاهم لَذَهَبَ الإسلامُ".
رواه الحاكمُ في معرفةِ عُلومِ الحديثِ ( ص٨٨ )، والبيهقيُّ في مناقبِ الشَّافعيِّ ( ٢ / ٢٧٧ - ٢٧٨ )، والخطيبُ في تاريخِ بغدادَ ( ١٤ / ٤٠٠ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥ / ٣١٨ ) و ( ٤٩ / ٦٥ - ٦٦ ) و ( ٥١ / ٣٥٧ )، والجوزقانيُّ في الأباطيلِ والمناكيرِ ( ٢٦٩ )، وابنُ نُقطةَ في التَّقييدِ ( ص٤٢ - ٤٣ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٣ / ٣٦١ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ١٠ / ٤٩٩ ).
وإسنادُه صحيحٌ.
وذكَرَهُ الأنباريُّ في نُزهةِ الألِبَّاءِ ( ص١٢٤ )، والقِفطِيُّ في إنباهِ الرُّواةِ ( ٣ / ١٨ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ١ / ٤٦٣ )، وابنُ كثيرٍ في طبقاتِ الشَّافعِيِّينَ ( ص١٥٢ ) وفي البِدايةِ والنِّهايةِ ( ١٤ / ٢٦٨ - ٢٦٩ ).
وفي روايةٍ: "منَّ اللهُ تعالى ذِكرُه على هذه الأُمَّةِ بأربعةٍ: بالشَّافعيِّ بفِقهِ أحاديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبأبي عُبَيدٍ فسَّرَ غرائبَ أحاديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبيحيى بنِ معينٍ نفى الكذبَ عن أحاديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبأحمدَ بنِ حنبلٍ ثبتَ في المِحنةِ بأمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لولاهم لَذَهَبَ الإسلامُ".
رواه الحاكمُ في معرفةِ عُلومِ الحديثِ ( ص٨٨ )، والبيهقيُّ في مناقبِ الشَّافعيِّ ( ٢ / ٢٧٧ - ٢٧٨ )، والخطيبُ في تاريخِ بغدادَ ( ١٤ / ٤٠٠ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥ / ٣١٨ ) و ( ٤٩ / ٦٥ - ٦٦ ) و ( ٥١ / ٣٥٧ )، والجوزقانيُّ في الأباطيلِ والمناكيرِ ( ٢٦٩ )، وابنُ نُقطةَ في التَّقييدِ ( ص٤٢ - ٤٣ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٣ / ٣٦١ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ١٠ / ٤٩٩ ).
وإسنادُه صحيحٌ.
وذكَرَهُ الأنباريُّ في نُزهةِ الألِبَّاءِ ( ص١٢٤ )، والقِفطِيُّ في إنباهِ الرُّواةِ ( ٣ / ١٨ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ١ / ٤٦٣ )، وابنُ كثيرٍ في طبقاتِ الشَّافعِيِّينَ ( ص١٥٢ ) وفي البِدايةِ والنِّهايةِ ( ١٤ / ٢٦٨ - ٢٦٩ ).
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
ورد نحو هذا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: "البرّ شيء هيّن، وجه طليق، وكلام ليّن".
رواه أبو بكر بن أبي الدّنيا في مداراة النّاس ( ١٠٩ ) وفي الصّمت ( ٣١٦ )، والخرائطيّ في مكارم الأخلاق ( ١٥٠ )، والدّينوريّ في المجالسة وجواهر العلم ( ١٤٩٥ )، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( ٣١ / ١٧٦ ) من طريق حمّاد بن سلمة، عن حُمَيد الطّويل، عن ابن عمر، به.
وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ فإنّ حُمَيدًا الطّويل لم يسمع من ابن عمر.
ورد نحو هذا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: "البرّ شيء هيّن، وجه طليق، وكلام ليّن".
رواه أبو بكر بن أبي الدّنيا في مداراة النّاس ( ١٠٩ ) وفي الصّمت ( ٣١٦ )، والخرائطيّ في مكارم الأخلاق ( ١٥٠ )، والدّينوريّ في المجالسة وجواهر العلم ( ١٤٩٥ )، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( ٣١ / ١٧٦ ) من طريق حمّاد بن سلمة، عن حُمَيد الطّويل، عن ابن عمر، به.
وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ فإنّ حُمَيدًا الطّويل لم يسمع من ابن عمر.
قال الإمامُ أحمدُ في الزُّهدِ ( ١٩٢ ): حدَّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن هِلالٍ، عن فَروةَ بنِ نَوفَلٍ الأشجعيِّ قال: كنتُ جارًا لخبَّابٍ، فخرجتُ يومًا من المسجدِ، وهو آخِذٌ بيدي، فقال: "يا هَناهْ، تقرَّبْ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بما استطعتَ؛ فإنَّكَ لن تَقرَّبَ إليه بشيءٍ أحبَّ إليه من كلامِه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ كُوفيٌّ صحيحٌ، على شرطِ مُسلِمٍ، ورجالُه ثِقاتٌ أئِمَّةٌ أعلامٌ.
جريرٌ هو ابنُ عبدِ الحميدِ الضَّبِّيُّ الكُوفيُّ القاضي.
ومنصورٌ هو ابنُ المُعتَمِرِ السُّلَميُّ الكُوفيُّ.
وهِلالٌ هو ابنُ يَسافٍ الأشجعيُّ الكُوفيُّ.
وهو من كبارِ التَّابعينَ، أدرك عليَّ بنَ أبي طالبٍ، ويروي عن سعيدِ بنِ زيدٍ، والبراءِ بنِ عازبٍ، وسَمُرةَ بنِ جُندبٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ، وسُوَيدِ بنِ مُقرِّنٍ، وعِمرانَ بنِ حُصَينٍ، وأُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ، وغيرِهم من الصَّحابةِ.
وفَروةُ بنُ نَوفَلٍ الأشجعيُّ: مُختَلَفٌ في صُحبَتِه، والصَّوابُ أنَّ الصُّحبةَ لأبيه نَوفَلٍ كما قال أبو حاتمٍ وابنُ حجرٍ وغيرُهما.
وروى فروةُ: عن أبيه نَوفَلٍ الأشجعيِّ، وعليِّ بنِ أبي طالبٍ، وأُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ.
وخبَّابٌ هو ابنُ الأرَتِّ، الصَّحابيُّ الجليلُ، من نُجَباءِ المُهاجِرينَ السَّابِقينَ، ممَّن كان يُعذَّبُ في اللهِ، شهد بدرًا والمشاهدَ كلَّها مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
مات بالكُوفةِ سنةَ ( ٣٧هـ ) وصلَّى عليه عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنهما.
وقولُه: "يا هَناهْ": يعني: يا هذا، وللأُنثى: يا هَنْتاهْ، بتسكينِ النُّونِ وقد تُحَرَّكُ بالفتحةِ، والهاءُ الأخيرةُ ساكنةٌ وقد تُضَمُّ.
قال ابنُ الأثيرِ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ والأثَرِ ( ٥ / ٢٨٠ ): قال الجوهريُّ: هذه اللَّفظةُ تُختَصُّ بالنِّداءِ"
وروى الأثرَ أيضًا: أحمدُ في الزُّهدِ ( ١١٢٣ ) وابنُه عبدُ اللهِ في السُّنَّةِ ( ١١١ )، وأبو عُبَيدٍ في فضائلِ القُرآنِ ( ص٧٧ )، والدَّارميُّ في الرَّدِّ على الجهميَّةِ ( ٣١٠ )، والبغويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٢ / ٢٧٣ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٣٦٥٢ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٨٦٣ ) وفي الأسماءِ والصِّفاتِ ( ٥١٩ ) وفي الاعتقادِ ( ص١٠٨ )، وابنُ بطَّةَ في الإبانةِ الكُبرى -القسم الثّالث- ( ١ / ٢٤٦ - ٢٤٧ برقم ٢٠ ) من طريقِ جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ الضَّبِّيِّ.
ورواه أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٢٠٩٥ )، والبيهقيُّ في الأسماءِ والصِّفاتِ ( ٥٢٠ )، وابنُ بطَّةَ في الإبانةِ -القسم الثّالث- ( ١ / ٢٤٤ - ٢٤٦ برقم ١٩ )، والرَّازيُّ في فضائلِ القُرآنِ ( ٧٣ ) من طريقِ عَبِيدةَ بنِ حُمَيدٍ الحذَّاءِ.
ورواه البغويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٢ / ٢٧٣ )، والآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٥٧ )، واللَّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ الاعتقادِ ( ٥٥٨ )، وابنُ المُحِبِّ الصَّامتِ في صفاتِ ربِّ العالَمينَ ( ٥٦٢ ) من طريقِ أبي حفصٍ الأبَّارِ.
ثلاثتُهم ( جريرٌ وعَبِيدةُ وأبو حفصٍ ) عن منصورِ بنِ المُعتَمِرِ، عن هِلالِ بنِ يسافٍ، عن فروةَ بنِ نَوفَلٍ، به.
وذكرَهُ البُخاريُّ في خلقِ أفعالِ العبادِ ( ٩٣ ) تعليقًا بدونِ إسنادٍ، وشيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ في الاستِقامةِ ( ١ / ٣٤٥ )، وابنُ القيِّمِ في الصَّواعقِ المُرسَلةِ ( ٤ / ١٤١٤ )، وابنُ رجبٍ في جامعِ العُلومِ والحِكَمِ ( ص٦٨٠ ).
وصحَّحهُ الحاكمُ، والبيهقيُّ، والذَّهبيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ كُوفيٌّ صحيحٌ، على شرطِ مُسلِمٍ، ورجالُه ثِقاتٌ أئِمَّةٌ أعلامٌ.
جريرٌ هو ابنُ عبدِ الحميدِ الضَّبِّيُّ الكُوفيُّ القاضي.
ومنصورٌ هو ابنُ المُعتَمِرِ السُّلَميُّ الكُوفيُّ.
وهِلالٌ هو ابنُ يَسافٍ الأشجعيُّ الكُوفيُّ.
وهو من كبارِ التَّابعينَ، أدرك عليَّ بنَ أبي طالبٍ، ويروي عن سعيدِ بنِ زيدٍ، والبراءِ بنِ عازبٍ، وسَمُرةَ بنِ جُندبٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ، وسُوَيدِ بنِ مُقرِّنٍ، وعِمرانَ بنِ حُصَينٍ، وأُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ، وغيرِهم من الصَّحابةِ.
وفَروةُ بنُ نَوفَلٍ الأشجعيُّ: مُختَلَفٌ في صُحبَتِه، والصَّوابُ أنَّ الصُّحبةَ لأبيه نَوفَلٍ كما قال أبو حاتمٍ وابنُ حجرٍ وغيرُهما.
وروى فروةُ: عن أبيه نَوفَلٍ الأشجعيِّ، وعليِّ بنِ أبي طالبٍ، وأُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ.
وخبَّابٌ هو ابنُ الأرَتِّ، الصَّحابيُّ الجليلُ، من نُجَباءِ المُهاجِرينَ السَّابِقينَ، ممَّن كان يُعذَّبُ في اللهِ، شهد بدرًا والمشاهدَ كلَّها مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
مات بالكُوفةِ سنةَ ( ٣٧هـ ) وصلَّى عليه عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنهما.
وقولُه: "يا هَناهْ": يعني: يا هذا، وللأُنثى: يا هَنْتاهْ، بتسكينِ النُّونِ وقد تُحَرَّكُ بالفتحةِ، والهاءُ الأخيرةُ ساكنةٌ وقد تُضَمُّ.
قال ابنُ الأثيرِ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ والأثَرِ ( ٥ / ٢٨٠ ): قال الجوهريُّ: هذه اللَّفظةُ تُختَصُّ بالنِّداءِ"
وروى الأثرَ أيضًا: أحمدُ في الزُّهدِ ( ١١٢٣ ) وابنُه عبدُ اللهِ في السُّنَّةِ ( ١١١ )، وأبو عُبَيدٍ في فضائلِ القُرآنِ ( ص٧٧ )، والدَّارميُّ في الرَّدِّ على الجهميَّةِ ( ٣١٠ )، والبغويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٢ / ٢٧٣ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٣٦٥٢ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٨٦٣ ) وفي الأسماءِ والصِّفاتِ ( ٥١٩ ) وفي الاعتقادِ ( ص١٠٨ )، وابنُ بطَّةَ في الإبانةِ الكُبرى -القسم الثّالث- ( ١ / ٢٤٦ - ٢٤٧ برقم ٢٠ ) من طريقِ جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ الضَّبِّيِّ.
ورواه أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٢٠٩٥ )، والبيهقيُّ في الأسماءِ والصِّفاتِ ( ٥٢٠ )، وابنُ بطَّةَ في الإبانةِ -القسم الثّالث- ( ١ / ٢٤٤ - ٢٤٦ برقم ١٩ )، والرَّازيُّ في فضائلِ القُرآنِ ( ٧٣ ) من طريقِ عَبِيدةَ بنِ حُمَيدٍ الحذَّاءِ.
ورواه البغويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٢ / ٢٧٣ )، والآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٥٧ )، واللَّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ الاعتقادِ ( ٥٥٨ )، وابنُ المُحِبِّ الصَّامتِ في صفاتِ ربِّ العالَمينَ ( ٥٦٢ ) من طريقِ أبي حفصٍ الأبَّارِ.
ثلاثتُهم ( جريرٌ وعَبِيدةُ وأبو حفصٍ ) عن منصورِ بنِ المُعتَمِرِ، عن هِلالِ بنِ يسافٍ، عن فروةَ بنِ نَوفَلٍ، به.
وذكرَهُ البُخاريُّ في خلقِ أفعالِ العبادِ ( ٩٣ ) تعليقًا بدونِ إسنادٍ، وشيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ في الاستِقامةِ ( ١ / ٣٤٥ )، وابنُ القيِّمِ في الصَّواعقِ المُرسَلةِ ( ٤ / ١٤١٤ )، وابنُ رجبٍ في جامعِ العُلومِ والحِكَمِ ( ص٦٨٠ ).
وصحَّحهُ الحاكمُ، والبيهقيُّ، والذَّهبيُّ.
قال القاضي أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ الجُرجانيُّ في قصيدَتِه المشهورةِ في شرَفِ العِلمِ وأخلاقِ العُلَماءِ وشمائِلِهم:
يقولونَ لي فيكَ انقِباضٌ وإنَّما *** رأوْا رجلًا عن مَوقِفِ الذُّلِّ أحجما
أرى النَّاسَ مَن داناهمُ هان عندهم *** ومَن أكرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفسِ أُكرِما
ولم أقضِ حقَّ العِلمِ إن كان كُلَّما *** بدا طَمَعٌ صيَّرتُهُ ليَ سُلَّما
وما زِلتُ مُنحازًا بعِرضِيَ جانبًا *** من الذُّلِّ أعتدُّ الصِّيانةَ مَغنَما
إذا قِيلَ هذا مَنهَلٌ قلتُ قد أرى *** ولكنَّ نَفْسَ الحُرِّ تحتملُ الظَّما
أُنزِّهُها عن بعضِ ما لا يَشِينُها *** مخافةَ أقوالِ العِدا فِيمَ أو لِما
فأُصبِحُ عن عَيبِ اللَّئيمِ مُسلَّمًا *** وقد رُحتُ في نَفْسِ الكريمِ مُعظَّما
فإن قلتَ زَنْدَ العِلمِ كابَ فإنَّما ** كبا حيثُ لم تُحمى حِماهُ وأظلَما
وإنِّي إذا ما فاتَني الأمرُ لم أَبِتْ *** أُقلِّبُ فِكري إِثرَهُ مُتَندِّما
ولكنَّهُ إن جاء عَفوًا قَبِلتُهُ *** وإن مال لم أُتْبِعْهُ هلَّا ولَيتَما
وأقبِضُ خَطوِي عن حُظوظٍ كثيرةٍ *** إذا لم أَنَلْها وافِرَ العِرضِ مُكرَما
وأُكرِمُ نفسي أن أُضاحِكَ عابِسًا *** وأن أتلقَّى بالمديحِ مُذَمَّما
وكم طالِبٍ رِقِّي بنُعماهُ لم يَصِلْ *** إليه وإن كان الرَّئيسَ المُعَظَّما
وكم نعمةٍ كانَتْ على الحُرِّ نِقمةً *** وكم مَغنَمٍ يعتدُّهُ الحُرُّ مَغرَما
ولم أبتَذِلْ في خِدمةِ العِلمِ مُهجَتي *** لأَخدُمَ مَن لَاقَيتُ لكن لأُخدَما
أأشقى به غَرسًا وأجنِيهِ ذِلَّةً *** إذًا فاتِّباعُ الجَهلِ قد كان أَحزَما
ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صانُوهُ صانَهم *** ولو عَظَّمُوهُ في النُّفوسِ لَعُظِّما
ولكنْ أهانُوهُ فهانَ ودَنَّسُوا *** مُحيَّاهُ بالأطماعِ حتَّى تَجَهَّما
وما كلُّ بَرقٍ لاحَ لي يستفزُّني *** ولا كلُّ مَن في الأرضِ أرضاهُ مُنعِما
ولكنْ إذا ما اضطَرَّني الضُّرُّ لم أَبِتْ *** أُقلِّبُ فِكري مُنجِدًا ثم مُتْهِما
إلى أن أرى ما لا أغصُّ بذِكرِهِ *** إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعَما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* النَّاظمُ:
هو القاضي العلَّامةُ أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ الجُرجانيُّ.
كان شاعرًا وفقيهًا شافعيًّا، ولي القضاءَ فحُمِدَ فيه، وسمع الحديثَ، وكان صاحبَ فُنونٍ، وصاحبَ يَدٍ طُولى في براعةِ الخطِّ.
قال الثَّعالبيُّ: "هو فردُ الزَّمانِ، ونادرةُ الفلكِ، وإنسانُ حدقةِ العلمِ، وقُبَّةُ تاجِ الأدبِ، وفارسُ عسكرِ الشِّعرِ، يجمعُ خطَّ ابنِ مُقلةَ إلى نثرِ الجاحظِ إلى نظمِ البُحتريِّ". اهـ
وله كتابٌ اسمُه: "الوَساطةُ بين المُتَنَبِّي وخُصومِه"، وهو مطبوعٌ.
له ترجمةٌ في يتيمةِ الدَّهرِ ( ٤ / ٣ ) للثَّعالبيِّ، ومُعجَمِ الأُدَباءِ ( ٧ / ١٧٩٦ ) لياقوتَ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٧ / ١٩ ) للذَّهبيِّ، وطبقاتِ الشَّافعيَّةِ ( ٣ / ٤٥٩ ) للسُّبكيِّ.
* قالوا عن هذه القصيدةِ:
- قال الذَّهبيُّ في السِّير ( ١٧ / ٢٠ ) من ترجمتِه: "هو صاحبُ تِيكَ الأبياتِ الفائقةِ". اهـ
- قال السُّبكيُّ في الطَّبقاتِ ( ٣ / ٤٦٠ - ٤٦١ ): "ومن شِعرِ أبي الحسنِ السَّائرِ الفائقِ ما أنشدَناهُ الحافظُ أبو العبَّاسِ بنُ المُظَفَّرِ…". ثم رواها بسندِه.
ثم قال: "للهِ هذا الشِّعرُ ما أبلَغَهُ وأصنَعَهُ، وما أعلى على هامِ الجوزاءِ مَوضِعَهُ، وما أنفَعَهُ لو سَمِعَهُ مَن سَمِعَهُ، وهكذا فلْيكُنْ، وإلَّا فلا، أدبُ كلِّ فقيهٍ، ولمِثلِ هذا النَّاظمِ يحسُنُ النَّظمُ الذي لا نظيرَ له ولا شبيهَ، وعند هذا ينطقُ المُنصِفُ بعظيمِ الثَّناءِ على ذهنِه الخالصِ لا بالتَّمويهِ". اهـ
- قال الحِميريُّ في الرَّوضِ المِعطارِ ( ص١٦٢ ): "هو صاحبُ الأبياتِ المشهورةِ الشَّريفةِ". اهـ
- قال الشَّيخُ بكر أبوزيد في حِليةِ طالبِ العِلمِ ( ص٧٣ ): "وقد كان العُلَماءُ يُلَقِّنونَ طُلَّابَهم حِفظَ قصيدةِ الجُرجانيِّ". اهـ
يقولونَ لي فيكَ انقِباضٌ وإنَّما *** رأوْا رجلًا عن مَوقِفِ الذُّلِّ أحجما
أرى النَّاسَ مَن داناهمُ هان عندهم *** ومَن أكرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفسِ أُكرِما
ولم أقضِ حقَّ العِلمِ إن كان كُلَّما *** بدا طَمَعٌ صيَّرتُهُ ليَ سُلَّما
وما زِلتُ مُنحازًا بعِرضِيَ جانبًا *** من الذُّلِّ أعتدُّ الصِّيانةَ مَغنَما
إذا قِيلَ هذا مَنهَلٌ قلتُ قد أرى *** ولكنَّ نَفْسَ الحُرِّ تحتملُ الظَّما
أُنزِّهُها عن بعضِ ما لا يَشِينُها *** مخافةَ أقوالِ العِدا فِيمَ أو لِما
فأُصبِحُ عن عَيبِ اللَّئيمِ مُسلَّمًا *** وقد رُحتُ في نَفْسِ الكريمِ مُعظَّما
فإن قلتَ زَنْدَ العِلمِ كابَ فإنَّما ** كبا حيثُ لم تُحمى حِماهُ وأظلَما
وإنِّي إذا ما فاتَني الأمرُ لم أَبِتْ *** أُقلِّبُ فِكري إِثرَهُ مُتَندِّما
ولكنَّهُ إن جاء عَفوًا قَبِلتُهُ *** وإن مال لم أُتْبِعْهُ هلَّا ولَيتَما
وأقبِضُ خَطوِي عن حُظوظٍ كثيرةٍ *** إذا لم أَنَلْها وافِرَ العِرضِ مُكرَما
وأُكرِمُ نفسي أن أُضاحِكَ عابِسًا *** وأن أتلقَّى بالمديحِ مُذَمَّما
وكم طالِبٍ رِقِّي بنُعماهُ لم يَصِلْ *** إليه وإن كان الرَّئيسَ المُعَظَّما
وكم نعمةٍ كانَتْ على الحُرِّ نِقمةً *** وكم مَغنَمٍ يعتدُّهُ الحُرُّ مَغرَما
ولم أبتَذِلْ في خِدمةِ العِلمِ مُهجَتي *** لأَخدُمَ مَن لَاقَيتُ لكن لأُخدَما
أأشقى به غَرسًا وأجنِيهِ ذِلَّةً *** إذًا فاتِّباعُ الجَهلِ قد كان أَحزَما
ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صانُوهُ صانَهم *** ولو عَظَّمُوهُ في النُّفوسِ لَعُظِّما
ولكنْ أهانُوهُ فهانَ ودَنَّسُوا *** مُحيَّاهُ بالأطماعِ حتَّى تَجَهَّما
وما كلُّ بَرقٍ لاحَ لي يستفزُّني *** ولا كلُّ مَن في الأرضِ أرضاهُ مُنعِما
ولكنْ إذا ما اضطَرَّني الضُّرُّ لم أَبِتْ *** أُقلِّبُ فِكري مُنجِدًا ثم مُتْهِما
إلى أن أرى ما لا أغصُّ بذِكرِهِ *** إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعَما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* النَّاظمُ:
هو القاضي العلَّامةُ أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ الجُرجانيُّ.
كان شاعرًا وفقيهًا شافعيًّا، ولي القضاءَ فحُمِدَ فيه، وسمع الحديثَ، وكان صاحبَ فُنونٍ، وصاحبَ يَدٍ طُولى في براعةِ الخطِّ.
قال الثَّعالبيُّ: "هو فردُ الزَّمانِ، ونادرةُ الفلكِ، وإنسانُ حدقةِ العلمِ، وقُبَّةُ تاجِ الأدبِ، وفارسُ عسكرِ الشِّعرِ، يجمعُ خطَّ ابنِ مُقلةَ إلى نثرِ الجاحظِ إلى نظمِ البُحتريِّ". اهـ
وله كتابٌ اسمُه: "الوَساطةُ بين المُتَنَبِّي وخُصومِه"، وهو مطبوعٌ.
له ترجمةٌ في يتيمةِ الدَّهرِ ( ٤ / ٣ ) للثَّعالبيِّ، ومُعجَمِ الأُدَباءِ ( ٧ / ١٧٩٦ ) لياقوتَ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٧ / ١٩ ) للذَّهبيِّ، وطبقاتِ الشَّافعيَّةِ ( ٣ / ٤٥٩ ) للسُّبكيِّ.
* قالوا عن هذه القصيدةِ:
- قال الذَّهبيُّ في السِّير ( ١٧ / ٢٠ ) من ترجمتِه: "هو صاحبُ تِيكَ الأبياتِ الفائقةِ". اهـ
- قال السُّبكيُّ في الطَّبقاتِ ( ٣ / ٤٦٠ - ٤٦١ ): "ومن شِعرِ أبي الحسنِ السَّائرِ الفائقِ ما أنشدَناهُ الحافظُ أبو العبَّاسِ بنُ المُظَفَّرِ…". ثم رواها بسندِه.
ثم قال: "للهِ هذا الشِّعرُ ما أبلَغَهُ وأصنَعَهُ، وما أعلى على هامِ الجوزاءِ مَوضِعَهُ، وما أنفَعَهُ لو سَمِعَهُ مَن سَمِعَهُ، وهكذا فلْيكُنْ، وإلَّا فلا، أدبُ كلِّ فقيهٍ، ولمِثلِ هذا النَّاظمِ يحسُنُ النَّظمُ الذي لا نظيرَ له ولا شبيهَ، وعند هذا ينطقُ المُنصِفُ بعظيمِ الثَّناءِ على ذهنِه الخالصِ لا بالتَّمويهِ". اهـ
- قال الحِميريُّ في الرَّوضِ المِعطارِ ( ص١٦٢ ): "هو صاحبُ الأبياتِ المشهورةِ الشَّريفةِ". اهـ
- قال الشَّيخُ بكر أبوزيد في حِليةِ طالبِ العِلمِ ( ص٧٣ ): "وقد كان العُلَماءُ يُلَقِّنونَ طُلَّابَهم حِفظَ قصيدةِ الجُرجانيِّ". اهـ
قال الإمامُ العابدُ أحمدُ بنُ حربٍ النَّيسابوريُّ: "عبدتُ اللهَ خمسينَ سنةً، فما وجدتُ حلاوةَ العِبادةِ حتَّى تركتُ ثلاثةَ أشياءٍ: تركتُ رِضى النَّاسِ حتَّى قدرتُ أن أتكلَّمَ بالحقِّ، وتركتُ صُحبةَ الفاسِقينَ حتَّى وجدتُ صُحبةَ الصَّالِحينَ، وتركتُ حلاوةَ الدُّنيا حتَّى وجدتُ حلاوةَ الآخرةِ".
ذكَرَهُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ١١ / ٣٤ ) وفي تاريخِه ( ٥ / ٧٥٦ ).
ذكَرَهُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ١١ / ٣٤ ) وفي تاريخِه ( ٥ / ٧٥٦ ).
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمُشرِكٍ أو مُشاحِنٍ".
حديثٌ -بمجموعِ طُرُقِه وشواهدِه- صحيحٌ؛ رُوِيَ عن جماعةٍ من الصَّحابةِ من طُرُقٍ مُختَلِفةٍ يشدُّ بعضُها بعضًا، وهم: أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، وابنتُه عائشةُ، وأبو مُوسى الأشعريُّ، ومُعاذُ بنُ جبلٍ، وأبو ثعلبةَ الخُشَنيُّ، وعوفُ بنُ مالكٍ، وأبو هُرَيرةَ، وعبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ.
ومن التَّابعينَ: عطاءُ بنُ يسارٍ، ومكحولٌ.
ومن أتباعِ التَّابعينَ: الفُضَيلُ بنُ فَضالةَ.
آثارٌ موقوفةٌ عليهم.
وقد تَتَبَّعَ تلك الطُّرُقَ واستَقْصاها واستَقْرأَها الشَّيخُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٣ / ١٣٥ - ١٣٩ ).
فجزاه اللهُ عنَّا خيرًا.
يقولُ ابنُ الأثيرِ الجَزَريُّ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ ( ٢ / ٤٤٩ ): "المُشاحِنُ: المُعادي، والشَّحناءُ: العداوةُ، والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ منه.
وقال الأوزاعيُّ: أرادَ بالمُشاحِنِ ها هنا صاحبَ البِدعةِ، المُفارِقَ لجماعةِ الأُمَّةِ". اهـ
وقال الطَّبرانيُّ في "الدُّعاءِ" إثرَ حديثِ عائشةَ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ( برقم ٦٠٦ ): سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حنبلٍ يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ في معنى حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ على عبادِه، فيغفرُ لأهلِ الأرضِ إلَّا لمُشركٍ أو مُشاحِنٍ"، قال: "المُشاحِنُ هم أهلُ البِدَعِ الذين يُشاحِنُونَ أهلَ الإسلامِ ويُعادُونَهم".
وقال الزَّمَخْشَريُّ في الفائقِ ( ٢ / ٢٢٦ ): "هو المُبتَدِعُ الذي يُشاحِنُ أهلَ الإسلامِ؛ أي يُعادِيهم". اهـ
وقال الطِّيبيُّ: " الشَّحناءُ: العداوةُ والبغضاءُ، ولعلَّ المُرادَ: ذمُّ البِغضةِ التي تقعُ بين المُسلِمينَ من قِبَلِ النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ لا للدِّينِ، فلا يأمنُ أحدُهم أذى صاحبِه من يدِه ولِسانِه؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى القِتالِ وما يُنهى عنه". اهـ
نقلَه القاريُّ في مِرقاةِ المفاتيحِ ( ٣ / ٣٨٦ )، والمُبارَكفوريُّ في مِرعاةِ المفاتيحِ ( ٤ / ٣٤٠ ).
كلاهما -المِرقاة والمِرعاة- شرحٌ لمِشكاةِ المصابيحِ.
ولم يصحَّ في ليلةِ النَّصفِ من شعبانَ شيءٌ سوى هذا الحديثِ؛ لا في فضلِها ولا في صيامِ يومِها ولا في قيامِ ليلِها؛ فإنَّ ذلك كلَّه من البِدَعِ الحوادثِ.
وثمَّةَ فائدةٌ:
قال الإمامُ ابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٢١ ): "فأمَّا صيامُ يومِ النِّصفِ منه؛ فغيرُ منهيٍّ عنه؛ فإنَّه من جُملةِ أيَّامِ البِيضِ الغرِّ المندوبِ إلى صيامِها من كلِّ شهرٍ".
ولا عِبرةَ بما ذكرَه ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ وغيرُه أنَّ بعضَ التَّابعينَ من أهلِ الشَّامِ كانوا يُعظِّمُونَها ويجتهدونَ في العبادةِ فيها، ووافقَهم على ذلك طائفةٌ من عُبَّادِ أهلِ البصرةِ!؛ فخيرُ الهديِ هديُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وقد ذكر ابنُ رجبٍ إنكارَ العُلَماءِ والفُقَهاءِ من التَّابعينَ من أهلِ الحجازِ ومَن بعدَهم على ذلك، وقالوا: ذلك كلُّه بدعةٌ.
ويُعجِبُني تعليقُ مُحقِّقِ كتابِ "لطائفِ المعارفِ" على تلك الآثارِ قولُه: "تقدَّمَ لكَ أنَّ الذي صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ولم يصحَّ عنه غيرُه أنَّ اللهَ سُبحانه يطَّلعُ على عبادِهِ تلكَ اللَّيلةَ فيغفرُ لهم جميعًا إلَّا مُشرِكًا أو مُشاحِنًا.
وعليه؛ فقدِ اختصَّ سُبحانه وتعالى هذه النِّعمةَ الجزيلةَ والهِبَةَ الجليلةَ بأهلِ التَّوحيدِ القويمِ والقلبِ السَّليمِ، ولم يختصَّ بها أهلَ الصيامِ والقيامِ وغيرِ ذلك من الصَّالحاتِ.
ومنْ هنا رأينا النَّبيَّ الكريمَ، الرَّؤُوفَ الرَّحيمَ بالمُؤمنينَ، الحريصَ على دلالتِهم على كُلِّ خيرٍ، لا يأمرُهم بقيامِ هذه اللَّيلةِ ولا بصيامِ نهارِها، بل ولا يفعلُه في نفسِه وهو أعلمُ الناسِ بمرضاةِ الربِّ تعالى وأحرصُهم عليها، وإنَّما رأيناهُ يفعلُ فيها ما كان يفعلُه في سائرِ الليالي.
وعلى هذا النَّهجِ سارَ الصَّحابةُ الكِرامُ، فلم يصحَّ عن واحدٍ منهم أنَّه عَنِيَ بهذهِ اللَّيلةِ عِنايةً خاصَّةً بقيامٍ، أو عَنِيَ بنهارِها بصيامٍ.
ثم جاء بعضُ الجِلَّةِ من التَّابِعينَ فاستحبُّوا قيامَ هذهِ اللَّيلةِ وصِيامَ نهارِها، وظلَّ السَّوادُ الأعظمُ منهم مُتَمسِّكينَ بمنهجِ سلفِهِم من الأصحابِ، بل صرَّح جماعةٌ منهم بكراهةِ تخصيصِ هذهِ اللَّيلةِ بقِيامٍ وتخصيصِ نهارِها بصيامٍ.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمُشرِكٍ أو مُشاحِنٍ".
حديثٌ -بمجموعِ طُرُقِه وشواهدِه- صحيحٌ؛ رُوِيَ عن جماعةٍ من الصَّحابةِ من طُرُقٍ مُختَلِفةٍ يشدُّ بعضُها بعضًا، وهم: أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، وابنتُه عائشةُ، وأبو مُوسى الأشعريُّ، ومُعاذُ بنُ جبلٍ، وأبو ثعلبةَ الخُشَنيُّ، وعوفُ بنُ مالكٍ، وأبو هُرَيرةَ، وعبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ.
ومن التَّابعينَ: عطاءُ بنُ يسارٍ، ومكحولٌ.
ومن أتباعِ التَّابعينَ: الفُضَيلُ بنُ فَضالةَ.
آثارٌ موقوفةٌ عليهم.
وقد تَتَبَّعَ تلك الطُّرُقَ واستَقْصاها واستَقْرأَها الشَّيخُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٣ / ١٣٥ - ١٣٩ ).
فجزاه اللهُ عنَّا خيرًا.
يقولُ ابنُ الأثيرِ الجَزَريُّ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ ( ٢ / ٤٤٩ ): "المُشاحِنُ: المُعادي، والشَّحناءُ: العداوةُ، والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ منه.
وقال الأوزاعيُّ: أرادَ بالمُشاحِنِ ها هنا صاحبَ البِدعةِ، المُفارِقَ لجماعةِ الأُمَّةِ". اهـ
وقال الطَّبرانيُّ في "الدُّعاءِ" إثرَ حديثِ عائشةَ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ( برقم ٦٠٦ ): سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حنبلٍ يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ في معنى حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ على عبادِه، فيغفرُ لأهلِ الأرضِ إلَّا لمُشركٍ أو مُشاحِنٍ"، قال: "المُشاحِنُ هم أهلُ البِدَعِ الذين يُشاحِنُونَ أهلَ الإسلامِ ويُعادُونَهم".
وقال الزَّمَخْشَريُّ في الفائقِ ( ٢ / ٢٢٦ ): "هو المُبتَدِعُ الذي يُشاحِنُ أهلَ الإسلامِ؛ أي يُعادِيهم". اهـ
وقال الطِّيبيُّ: " الشَّحناءُ: العداوةُ والبغضاءُ، ولعلَّ المُرادَ: ذمُّ البِغضةِ التي تقعُ بين المُسلِمينَ من قِبَلِ النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ لا للدِّينِ، فلا يأمنُ أحدُهم أذى صاحبِه من يدِه ولِسانِه؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى القِتالِ وما يُنهى عنه". اهـ
نقلَه القاريُّ في مِرقاةِ المفاتيحِ ( ٣ / ٣٨٦ )، والمُبارَكفوريُّ في مِرعاةِ المفاتيحِ ( ٤ / ٣٤٠ ).
كلاهما -المِرقاة والمِرعاة- شرحٌ لمِشكاةِ المصابيحِ.
ولم يصحَّ في ليلةِ النَّصفِ من شعبانَ شيءٌ سوى هذا الحديثِ؛ لا في فضلِها ولا في صيامِ يومِها ولا في قيامِ ليلِها؛ فإنَّ ذلك كلَّه من البِدَعِ الحوادثِ.
وثمَّةَ فائدةٌ:
قال الإمامُ ابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٢١ ): "فأمَّا صيامُ يومِ النِّصفِ منه؛ فغيرُ منهيٍّ عنه؛ فإنَّه من جُملةِ أيَّامِ البِيضِ الغرِّ المندوبِ إلى صيامِها من كلِّ شهرٍ".
ولا عِبرةَ بما ذكرَه ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ وغيرُه أنَّ بعضَ التَّابعينَ من أهلِ الشَّامِ كانوا يُعظِّمُونَها ويجتهدونَ في العبادةِ فيها، ووافقَهم على ذلك طائفةٌ من عُبَّادِ أهلِ البصرةِ!؛ فخيرُ الهديِ هديُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وقد ذكر ابنُ رجبٍ إنكارَ العُلَماءِ والفُقَهاءِ من التَّابعينَ من أهلِ الحجازِ ومَن بعدَهم على ذلك، وقالوا: ذلك كلُّه بدعةٌ.
ويُعجِبُني تعليقُ مُحقِّقِ كتابِ "لطائفِ المعارفِ" على تلك الآثارِ قولُه: "تقدَّمَ لكَ أنَّ الذي صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ولم يصحَّ عنه غيرُه أنَّ اللهَ سُبحانه يطَّلعُ على عبادِهِ تلكَ اللَّيلةَ فيغفرُ لهم جميعًا إلَّا مُشرِكًا أو مُشاحِنًا.
وعليه؛ فقدِ اختصَّ سُبحانه وتعالى هذه النِّعمةَ الجزيلةَ والهِبَةَ الجليلةَ بأهلِ التَّوحيدِ القويمِ والقلبِ السَّليمِ، ولم يختصَّ بها أهلَ الصيامِ والقيامِ وغيرِ ذلك من الصَّالحاتِ.
ومنْ هنا رأينا النَّبيَّ الكريمَ، الرَّؤُوفَ الرَّحيمَ بالمُؤمنينَ، الحريصَ على دلالتِهم على كُلِّ خيرٍ، لا يأمرُهم بقيامِ هذه اللَّيلةِ ولا بصيامِ نهارِها، بل ولا يفعلُه في نفسِه وهو أعلمُ الناسِ بمرضاةِ الربِّ تعالى وأحرصُهم عليها، وإنَّما رأيناهُ يفعلُ فيها ما كان يفعلُه في سائرِ الليالي.
وعلى هذا النَّهجِ سارَ الصَّحابةُ الكِرامُ، فلم يصحَّ عن واحدٍ منهم أنَّه عَنِيَ بهذهِ اللَّيلةِ عِنايةً خاصَّةً بقيامٍ، أو عَنِيَ بنهارِها بصيامٍ.
ثم جاء بعضُ الجِلَّةِ من التَّابِعينَ فاستحبُّوا قيامَ هذهِ اللَّيلةِ وصِيامَ نهارِها، وظلَّ السَّوادُ الأعظمُ منهم مُتَمسِّكينَ بمنهجِ سلفِهِم من الأصحابِ، بل صرَّح جماعةٌ منهم بكراهةِ تخصيصِ هذهِ اللَّيلةِ بقِيامٍ وتخصيصِ نهارِها بصيامٍ.
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
ثمَّ نَبَتَتْ نوابتُ لا يروي ظَمَأَهُم إلَّا مُخالَفةُ السُّنَّةِ، ولا يشفي غليلَهم إلَّا التَّقدُّمُ بينَ يدَي اللهِ ورسولِهِ؛ فتعلَّقُوا باجتهاداتِ أولئك الجِلَّةِ من التَّابِعِينَ أصحابِ الأجرِ الواحدِ، ونبَذُوا ما صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةِ الكرامِ أجمعينَ والسَّوادِ الأعظمِ من التَّابِعِينَ واتَّخذُوهُ وراءَهم ظهريَّا، فكان عاقبةُ أمرِهِم أنِ استحوذَ عليهم الشَّيطانُ، وشغلَهُم بالصِّيامِ والقيامِ، وأنساهُم تطهيرَ قلوبِهم من علائقِ الشَّركِ والغِلِّ والحِقدِ، فلم يلتفتوا إلى ذلك إلَّا نادِرًا، فكانوا من المحرومينَ في هذه اللَّيلةِ العظيمةِ جزاءً وِفَاقًا". اهـ
واللهُ تعالى أعلمُ.
واللهُ تعالى أعلمُ.
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
فائدةٌ:
أصحابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ: البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه: كانوا في عصرٍ واحدٍ.
وأكبرُهم سِنًّا: البُخاريُّ، ثم أبو داودَ، ثم مُسلِمٌ، ثم التِّرمذيُّ وابنُ ماجه، ثم النَّسائيُّ.
وأكثرُهم حياةً: النَّسائيُّ، عاش ثمانٍ وثمانينَ سنةً.
وأقلُّهم: مُسلِمٌ، عاش خمسًا وخمسينَ سنةً.
وقد يشتركونَ جميعُهم في شيخٍ واحدٍ، يعني هناك شُيوخٌ روى عنهم هؤلاءِ السِّتَّةُ، منهم: عمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، وأبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ، وبُندارٌ محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، ومحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ، ونصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ، وغيرُهم.
والبُخاريُّ من شُيوخِ مُسلِمٍ والتِّرمذيِّ.
وروى التِّرمذيُّ عن مُسلِمٍ وأبي داودَ.
أصحابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ: البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه: كانوا في عصرٍ واحدٍ.
وأكبرُهم سِنًّا: البُخاريُّ، ثم أبو داودَ، ثم مُسلِمٌ، ثم التِّرمذيُّ وابنُ ماجه، ثم النَّسائيُّ.
وأكثرُهم حياةً: النَّسائيُّ، عاش ثمانٍ وثمانينَ سنةً.
وأقلُّهم: مُسلِمٌ، عاش خمسًا وخمسينَ سنةً.
وقد يشتركونَ جميعُهم في شيخٍ واحدٍ، يعني هناك شُيوخٌ روى عنهم هؤلاءِ السِّتَّةُ، منهم: عمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، وأبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ، وبُندارٌ محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، ومحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ، ونصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ، وغيرُهم.
والبُخاريُّ من شُيوخِ مُسلِمٍ والتِّرمذيِّ.
وروى التِّرمذيُّ عن مُسلِمٍ وأبي داودَ.
مَن كان عليه شيءٌ من قضاءِ رمضانَ؛ فلْيُبادِرْ بقضائِه.
ولا يجوزُ له تأخيرُه إلى ما بعدَ رمضانَ آخرَ إلَّا بعُذرٍ.
ولا يجوزُ له تأخيرُه إلى ما بعدَ رمضانَ آخرَ إلَّا بعُذرٍ.
مَن قال فيه الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ: "إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ"، مع ترجمةٍ مُختَصَرةٍ لهم:
١ - يزيدُ بنُ زُرَيعٍ العَيشيُّ البصريُّ، أبو مُعاويةَ، ريحانةُ البصرةِ ومُحَدِّثُها، الإمامُ الحافظُ المُجوِّدُ، وكان ثقةً حُجَّةً ثبتًا كثيرَ الحديثِ.
روى عن أيُّوبَ السَّختيانيِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وخالدٍ الحذَّاءِ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، والجُرَيريِّ، وسُلَيمانَ التَّيميِّ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، والمسعوديِّ، ويُونسَ بنِ عُبَيدٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عونٍ، وغيرِهم.
وروى عنه بِشرُ بنُ مُعاذٍ العَقَديُّ، ومُسدَّدُ بنُ مُسَرهَدٍ، وعبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وقُتَيبةُ بنُ سعيدٍ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وغيرُهم.
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٩ / ٢٦٤ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "يزيدُ بنُ زُرَيعٍ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٢ / ١٢٤ - ١٢٩ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ٢٩٦ - ٢٩٩ ) للذَّهبيِّ.
٢ - مُعاذُ بنُ مُعاذِ بنِ نصرٍ العنبريُّ البصريُّ، أبو المُثنَّى، القاضي الإمامُ الحافظُ المُتقِنُ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.
روى عن سُلَيمانَ التَّيميِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وعبدِ اللهِ بنِ عَونٍ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وحمَّادِ بنِ سلمةَ، وغيرِهم.
وروى عنه مُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، ويحيى بنُ معينٍ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وأبو بكرِ وعُثمانُ ابنا أبي شيبةَ، وأبو خيثمةَ زُهَيرُ بنُ حربٍ، وغيرُهم.
وروى عنه ابناه: عُبَيدُ اللهِ ومُعاذٌ، وهما ثِقَتانِ حافِظانِ.
وروى عنه عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، وهو من أقرانِه.
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٨ / ٢٤٩ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "مُعاذُ بنُ مُعاذٍ إليه المُنتهى بالبصرةِ في التَّثبُّتِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٨ / ١٣٢ - ١٣٧ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ٥٤ - ٥٦ ) للذَّهبيِّ.
٣ - حَبَّانُ بنُ هِلالٍ الباهليُّ البصريُّ، أبو حبيبٍ، الإمامُ الحافظُ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.
روى عن أبانَ بنِ يزيدَ العطَّارِ، وجريرِ بنِ حازمٍ، وحمَّادِ بنِ سَلَمةَ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، ومَعمَرِ بنِ راشدٍ، وأبي عوانةَ، ووُهَيبٍ، وغيرِهم.
وروى عنه عليُّ ابنُ المدينيِّ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وزُهَيرُ بنُ حربٍ، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ، والدَّارميُّ، وعمرٌو الفلَّاسُ، وبُندارٌ، وغيرُهم.
قال الذَّهبيُّ: "وكان قد قطعَ الرِّوايةَ قبل موتِه بسنواتٍ، فلهذا لم يسمعْ منه البُخاريُّ وأبو حاتمٍ وطبَقَتُهما".
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٣ / ٢٩٧ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "حَبَّانُ بنُ هِلالٍ إليه المُنتهى بالبصرةِ في التَّثبُّتِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٥ / ٣٢٨ - ٣٣٠ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٠ / ٢٣٩ - ٢٤٠ ) للذَّهبيِّ.
٤ - خالدُ بنُ الحارثِ بنِ عُبَيدٍ الهُجَيميُّ البصريُّ، أبو عُثمانَ، الإمامُ الحافظُ الحُجَّةُ، وكان ثقةً ثبتًا من أوعيةِ العِلمِ.
روى عن هشامِ بنِ عُروةَ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وأيُّوبَ السَّختيانيِّ، وعبدِ اللهِ بنِ عونٍ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، وابنِ جُرَيجٍ، وغيرِهم.
وروى عنه شُعبةُ -وهو من شُيوخِه-، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ومُسدَّدُ بنُ مُسَرهَدٍ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، والفلَّاسُ، وغيرُهم.
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٣ / ٣٢٥ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "خالدُ بنُ الحارثِ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٨ / ٣٥ - ٣٨ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ١٢٦ - ١٢٨ ) للذَّهبيِّ.
٥ - إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ الأسَديُّ البصريُّ، المشهورُ بابنِ عُلَيَّةَ، أبو بِشرٍ، الإمامُ الكبيرُ الحافظُ، ريحانةُ الفُقَهاءِ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.
روى عن أيُّوبَ السَّختيانيِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وسُلَيمانَ التَّيميِّ، وخالدٍ الحذَّاءِ، والجُرَيريِّ، ويُونسَ بنِ عُبَيدٍ، والثَّوريِّ، وشُعبةَ، وابنِ عونٍ، وابنِ جُرَيجٍ، وغيرِهم.
وروى عنه ابنُ جُرَيجٍ وشُعبةُ -وهما من شُيوخِه-، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، ويحيى بنُ معينٍ، وأبو خيثمةَ، وبُندارٌ، والدَّورَقيُّ، والفلَّاسُ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وخلقٌ كثيرٌ.
وروى عنه حمَّادُ بنُ زيدٍ، ومات حمَّادٌ قبله.
١ - يزيدُ بنُ زُرَيعٍ العَيشيُّ البصريُّ، أبو مُعاويةَ، ريحانةُ البصرةِ ومُحَدِّثُها، الإمامُ الحافظُ المُجوِّدُ، وكان ثقةً حُجَّةً ثبتًا كثيرَ الحديثِ.
روى عن أيُّوبَ السَّختيانيِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وخالدٍ الحذَّاءِ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، والجُرَيريِّ، وسُلَيمانَ التَّيميِّ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، والمسعوديِّ، ويُونسَ بنِ عُبَيدٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عونٍ، وغيرِهم.
وروى عنه بِشرُ بنُ مُعاذٍ العَقَديُّ، ومُسدَّدُ بنُ مُسَرهَدٍ، وعبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وقُتَيبةُ بنُ سعيدٍ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وغيرُهم.
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٩ / ٢٦٤ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "يزيدُ بنُ زُرَيعٍ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٢ / ١٢٤ - ١٢٩ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ٢٩٦ - ٢٩٩ ) للذَّهبيِّ.
٢ - مُعاذُ بنُ مُعاذِ بنِ نصرٍ العنبريُّ البصريُّ، أبو المُثنَّى، القاضي الإمامُ الحافظُ المُتقِنُ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.
روى عن سُلَيمانَ التَّيميِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وعبدِ اللهِ بنِ عَونٍ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وحمَّادِ بنِ سلمةَ، وغيرِهم.
وروى عنه مُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، ويحيى بنُ معينٍ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وأبو بكرِ وعُثمانُ ابنا أبي شيبةَ، وأبو خيثمةَ زُهَيرُ بنُ حربٍ، وغيرُهم.
وروى عنه ابناه: عُبَيدُ اللهِ ومُعاذٌ، وهما ثِقَتانِ حافِظانِ.
وروى عنه عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، وهو من أقرانِه.
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٨ / ٢٤٩ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "مُعاذُ بنُ مُعاذٍ إليه المُنتهى بالبصرةِ في التَّثبُّتِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٨ / ١٣٢ - ١٣٧ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ٥٤ - ٥٦ ) للذَّهبيِّ.
٣ - حَبَّانُ بنُ هِلالٍ الباهليُّ البصريُّ، أبو حبيبٍ، الإمامُ الحافظُ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.
روى عن أبانَ بنِ يزيدَ العطَّارِ، وجريرِ بنِ حازمٍ، وحمَّادِ بنِ سَلَمةَ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، ومَعمَرِ بنِ راشدٍ، وأبي عوانةَ، ووُهَيبٍ، وغيرِهم.
وروى عنه عليُّ ابنُ المدينيِّ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وزُهَيرُ بنُ حربٍ، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ، والدَّارميُّ، وعمرٌو الفلَّاسُ، وبُندارٌ، وغيرُهم.
قال الذَّهبيُّ: "وكان قد قطعَ الرِّوايةَ قبل موتِه بسنواتٍ، فلهذا لم يسمعْ منه البُخاريُّ وأبو حاتمٍ وطبَقَتُهما".
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٣ / ٢٩٧ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "حَبَّانُ بنُ هِلالٍ إليه المُنتهى بالبصرةِ في التَّثبُّتِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٥ / ٣٢٨ - ٣٣٠ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٠ / ٢٣٩ - ٢٤٠ ) للذَّهبيِّ.
٤ - خالدُ بنُ الحارثِ بنِ عُبَيدٍ الهُجَيميُّ البصريُّ، أبو عُثمانَ، الإمامُ الحافظُ الحُجَّةُ، وكان ثقةً ثبتًا من أوعيةِ العِلمِ.
روى عن هشامِ بنِ عُروةَ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وأيُّوبَ السَّختيانيِّ، وعبدِ اللهِ بنِ عونٍ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، وابنِ جُرَيجٍ، وغيرِهم.
وروى عنه شُعبةُ -وهو من شُيوخِه-، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ومُسدَّدُ بنُ مُسَرهَدٍ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، والفلَّاسُ، وغيرُهم.
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٣ / ٣٢٥ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "خالدُ بنُ الحارثِ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".
انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٨ / ٣٥ - ٣٨ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ١٢٦ - ١٢٨ ) للذَّهبيِّ.
٥ - إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ الأسَديُّ البصريُّ، المشهورُ بابنِ عُلَيَّةَ، أبو بِشرٍ، الإمامُ الكبيرُ الحافظُ، ريحانةُ الفُقَهاءِ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.
روى عن أيُّوبَ السَّختيانيِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وسُلَيمانَ التَّيميِّ، وخالدٍ الحذَّاءِ، والجُرَيريِّ، ويُونسَ بنِ عُبَيدٍ، والثَّوريِّ، وشُعبةَ، وابنِ عونٍ، وابنِ جُرَيجٍ، وغيرِهم.
وروى عنه ابنُ جُرَيجٍ وشُعبةُ -وهما من شُيوخِه-، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، ويحيى بنُ معينٍ، وأبو خيثمةَ، وبُندارٌ، والدَّورَقيُّ، والفلَّاسُ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وخلقٌ كثيرٌ.
وروى عنه حمَّادُ بنُ زيدٍ، ومات حمَّادٌ قبله.