غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
2.46K subscribers
1.88K photos
49 videos
28 files
153 links
قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".

بوت القناة: @G_Salafi_bot
Download Telegram
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚 pinned «بعضٌ من فضائلِ أُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ رضي اللهُ عنها وقُوَّةِ عِلمِها:»
قال التِّرمذيُّ ( ٣٨٨٣ ): حدَّثنا حُمَيدُ بنُ مَسعَدةَ قال: حدَّثنا زيادُ بنُ الرَّبيعِ قال: حدَّثنا خالدُ بنُ سَلَمةَ المخزوميُّ، عن أبي بُردةَ، عن أبي مُوسى قال: "ما أشكل علينا أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حديثٌ قطُّ، فسألنا عائِشةَ؛ إلَّا وجدنا عندها منه عِلمًا".

قال التِّرمذيُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ".
قلتُ: وهو كما قال، وهذا إسنادٌ صحيحٌ.

وأبو مُوسى هو الأشعريُّ، الصَّحابيُّ الجليلُ عبدُ اللهِ بنُ قيسٍ.
وأبو بُردةَ ابنُه.

ورواه ابنُ الجوزيُّ في المُنتَظَمِ ( ٥ / ٣٠٣ ) من طريقِ التِّرمذيِّ، بهذا الإسنادِ.

ورواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ ) قال: أخبرنا عُبَيدُ اللهِ بنُ عُمرَ، أخبرنا زيادُ بنُ الرَّبيعِ، به.
ولفظُه: "ما كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يشكُّونَ في شيءٍ إلّّا سألوا عنه عائشةَ، فيجدونَ عندها من ذلك عِلمًا".

ويُنظَرُ سؤالُ أبي مُوسى لعائشةَ رضي اللهُ عنهما في صحيح مُسلِمٍ ( ٣٤٩ ).
قال أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٣٠٩٥ ): حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن مُسلِمٍ، عن مسروقٍ أنَّه قِيلَ له: هل كانَتْ عائِشةُ تُحسِنُ الفرائضَ؟ فقال: "إي والذي نفسي بيدِه، لقد رأيتُ مشيخةَ أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الأكابرَ يسألونها عن الفرائضِ".

وهذا إسنادٌ كُوفيٌّ صحيحٌ.

ومسروقٌ هو ابنُ الأجدعِ الهمدانيُّ الوادعيُّ الكُوفيُّ، تابعيٌّ كبيرٌ جليلٌ، مُخضرَمٌ، أدركَ الجاهليَّةَ والإسلامَ.

ومُسلِمٌ هو ابنُ صُبَيحٍ الهمدانيُّ الكُوفيُّ، أبو الضُّحى، تابعيٌّ ثقةٌ ثبتٌ فاضلٌ، كثيرُ الحديثِ.

والأعمشُ هو سُلَيمانُ بنُ مِهرانَ الأسديُّ، ثِقةٌ إمامٌ، معدودٌ في صغارِ التَّابعينَ؛ لكونِه رأى أنسَ بنَ مالكٍ رضي اللهُ عنه.

ففي هذا الإسنادِ ثلاثةٌ من التَّابعينَ على نَسَقٍ.

وأبو مُعاويةَ هو مُحمَّدُ بنُ خازمٍ الضَّريرُ، ثقةٌ إمامٌ، أحفظُ النَّاسِ لحديثِ الأعمشِ، وكان مُرجِئًا.

ورواه سعيدُ بنُ منصورٍ ( ١٥٥٩ )، وابنُ سعدٍ في الطَّبقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ ) و ( ٨ / ٦٦ )، والحُسَينُ المروزيُّ في زوائدِه على الزُّهدِ لابنِ المُبارَكِ ( ١٠٧٩ )، والبلاذريُّ في أنسابِ الأشرافِ ( ١ / ٤١٨ برقم ٨٧٩ )، والطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٢٣ / ١٨١ برقم ٢٩١ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٦٧٣٦ )، والآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٦ ) من طريقِ أبي مُعاويةَ، به.

ورواه أحمدُ بنُ حنبلٍ كما في العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ٢ / ٤١٢ برقم ٢٨٤٢ - رواية ابنه عبد الله ) قال: حدَّثنا وكيعٌ.

ورواه الدَّارميُّ في السُّنَنِ ( ٣٠٢٩ ) قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ سعيدٍ، ثنا عُقبةُ بنُ خالدٍ.

ورواه الفَسَويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ١ / ٤٨٩ ) -ومن طريقِه البيهقيُّ في المدخلِ ( ١١٠ )- قال الفسويُّ: حدَّثنا أبو بكرٍ الحُمَيديُّ، حدَّثنا سُفيانُ.

وقال الفَسَويُّ ( ١ / ٤٨٩ ) أيضًا، وكذا أبو زُرعةَ الدِّمشقيُّ في تاريخِه ( ١٢٩٠ ) كلاهما قال: حدَّثنا عُمَرُ بنُ حفصٍ، ثنا أبي.

ورواه الآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٥ ) قال: حدَّثنا أبو شُعَيبٍ عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ الحرَّانيُّ قال: حدَّثني جدِّي قال: حدَّثنا مُوسى بنُ أعينَ.

وخمستُهم ( وكيعُ بنُ الجرَّاحِ، وعُقبةُ بنُ خالدٍ، وسُفيانُ بنُ عُيَينةَ، وحفصُ بنُ غِياثٍ، وموسى بنُ أعينَ ) عن الأعمشِ، عن مُسلِمٍ، عن مسروقٍ، به.
"وما من مُرِيدٍ للحقِّ رأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجالَسَهُ إلَّا شغف به حُبًّا، وما قام من مجلسِه إلَّا وهو من أحبابِه ولو كان قبل ذلك من ألدِّ أعدائِه.!
فكيف كان حالُ أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه في هذا الشَّأنِ؟ وقد أكرَمَهُ اللهُ تعالى بصُحبةِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخدمتِه عشرَ سنين! لقي فيها من طِيبِ مُعامَلةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولُطفِه وأُنسِه ما لقي..!".
قال الآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٨ ): حدَّثنا أحمدُ بنُ يحيى الحُلوانيُّ قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ سُلَيمانَ، عن أبي أُسامةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال: لقد صحبتُ عائشةَ رضي اللهُ عنها حتَّى قلتُ قبل وفاتِها بأربعِ سنينَ أو خمسٍ: لو تُوُفِّيَتِ اليومَ ما ندمتُ على شيءٍ فاتَني منها، فما رأيتُ أحدًا قطُّ كان أعلمَ بآيةٍ أُنزِلَتْ، ولا بفريضةٍ ولا بسُنَّةٍ، ولا أعلمَ بشِعرٍ ولا أروى له، ولا بيومٍ من أيَّامِ العربِ، ولا بنَسَبٍ، ولا بكذا ولا بكذا، ولا بقضاءٍ، ولا بطِبٍّ منها، فقلتُ لها: يا أُمَّهْ، الطِّبُّ من أين عَلِمتِهِ؟، فقالت: كنتُ أُمَرَّضُ فيُنعَتُ لي الشَّيءُ، ويمرضُ المريضُ فيُنعَتُ له فينتفعُ، فأسمعُ النَّاسَ بعضَهم لبعضٍ فأحفظُه.
قال عُروةُ: فلقد ذهب عنِّي عامَّةُ عِلمِها لم أسأَلْ عنه.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.

وعُروةُ هو ابنُ الصَّحابيِّ الجليلِ الزُّبَيرِ بنِ العوَّامِ، وابنُ الصَّحابيَّةِ الجليلةِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وأخو الصَّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ.
تابعيٌّ جليلٌ إمامٌ، من فُقَهاءِ المدينةِ السَّبعةِ، وكان -كما قال الزُّهريُّ- بحرًا لا تُكدِّرُه الدِّلاءُ.
روى عن خالتِه عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ عِلمًا كثيرًا، وروى عن أُمِّه أسماءَ، وعن أبيه الزُّبَيرِ شيئًا يسيرًا، وعن أخيه عبدِ اللهِ.
وروى عن أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وعاصمِ وعبدِ اللهِ ابنَي عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ، وابنِ عبَّاسٍ، والمُغيرةِ بنِ شُعبةَ، وأُمَّهاتِ المُؤمنينَ: أُمِّ سَلَمةَ وأُمِّ حبيبةَ، وغيرِهم.

وكان أعلمَ النَّاسِ بحديثِ عائشةَ مع ابنِ خالِه القاسمِ بنِ مُحمَّدٍ.

ورواه عن عُروةَ مُطوَّلًا ومُختَصرًا ونحوَهُ: أحمدُ بنُ حنبلٍ في المُسنَدِ ( ٢٤٣٨٠ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٢٧٧٢٤ و٣٣٠٩٦ )، والفسويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ١ / ٤٨٩ )، والبزَّارُ ( ٢٦٦٢ - كشف الأستار )، والطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٢٣ / ١٨٢ - ١٨٣ برقم ٢٩٤ و٢٩٥ ) وفي الأوسطِ ( ٦٠٦٧ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٤٩ - ٥٠ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٦٧٣٣ )، والآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٨٩٩ )، واللَّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ الاعتقادِ ( ٢٧٥٩ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٢ / ١٨٢ - ١٨٣ ).
قال الحاكمُ النَّيسابوريُّ في المُستَدرَكِ على الصَّحيحَينِ ( ٦٧٣٤ ): حدَّثنا عليُّ بنُ حَمشَاذٍ العدلُ، ثنا بِشرُ بنُ مُوسى، ثنا الحُمَيديُّ، ثنا سُفيانُ، عن الزُّهريِّ قال: "لو جُمِعَ عِلمُ النَّاسِ كلِّهم، ثم عِلمُ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لكانَتْ عائِشةُ أوسَعَهُم عِلمًا".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.

وسُفيانُ هو ابنُ عُيَينة.
والزُّهريُّ هو مُحمَّدُ بنُ مُسلمِ بنِ عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ شِهابٍ الزُّهريُّ القُرَشيُّ المَدَنيُّ، الحُجَّةُ الإمامُ، حافظُ زمانِه، المُتَّفَقُ على جلالتِه وإتقانِه.
وعدادُه في صغارِ التَّابعينَ، وجلُّ روايتِه عن كبارِ التَّابعينَ.

وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ٣ / ١٧٥ برقم ٤٧٧٦ ): وجدتُ في كتابِ أبي: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ خالدٍ قال: حدَّثني رباحٌ، قال: حدَّثني مَعمَرٌ، عن الزُّهريِّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "لو جُمِعَ عِلمُ نساءِ هذه الأُمَّةِ، فيهنَّ أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كان عِلمُ عائشةَ أكبرَ من عِلمِهِنَّ".

ورواه الطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٢٣ / ١٨٤ برقم ٢٩٩ ) قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ قال: وجدتُ في كتابِ أبي، به.

ورواه الخلَّالُ في السُّنَّةِ ( ٧٥٣ ) قال: قُرِئَ على عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ قال: وجدتُ في كتابِ أبي، به.

وهذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ، غيرَ أنَّه مُرسَلٌ!

وذكَرَهُ من قولِ الزُّهريِّ: ابنُ عبدِ البرِّ في الاستِيعابِ ( ٢ / ٥٤٦ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٥ / ٢٣٥ )، والذَّهبيُّ في تاريخِ الإسلامِ ( ٢ / ٥٠٩ ) وفي سِيَرِ الأعلامِ ( ٢ / ١٨٥ - ١٩٩ )، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١١ / ٣٣٨ )، والصَّفديُّ في الوافي بالوَفَياتِ ( ١٦ / ٣٤٢ )، والزّركشيُّ في الإجابةِ لإيرادِ ما استَدرَكَتْهُ عائشةُ على الصَّحابةِ ( ص٥٦ )، وابنُ سيِّدِ النَّاسِ في عُيونِ الأثَرِ ( ٢ / ٣٩٥ )، وابنُ حجرٍ في الإصابةِ ( ١٤ / ٣٠ ).
قال ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ ): أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ، أخبرنا مُوسى بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التَّيميُّ، عن عبدِ اللهِ بنَ كعبٍ مولى آل عُثمانَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ قال: "كان أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يحفظنَ من حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرًا، ولا مِثلًا لعائشةَ وأُمِّ سَلَمةَ، وكانَتْ عائشةُ تفتي في عهدِ عُمَرَ وعُثمانَ، إلى أن ماتَتْ يرحمُها اللهُ، وكان الأكابرُ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُمَرُ وعُثمانُ بعده يُرسِلانِ إليها فيسألانِها عن السُّنَنِ".

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ -وهو الواقديُّ- ومُوسى بنُ مُحمَّدٍ: ضعيفانِ متروكا الحديثِ.

لكن يشهدُ له ما ذكرناه سابقًا من مناقبِها.

ومحمودُ بنُ لبيدٍ: أنصاريٌّ، وُلِدَ في حياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وله إدراكٌ، وعِدادُه في صغارِ الصَّحابةِ.
وجُلُّ رِوايتِه عن الصَّحابةِ؛ يروي عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، وعُثمانَ بنِ عفَّانَ، وقتادةَ بنِ النُّعمانِ، وعِتبانَ بنِ مالكٍ، ورافعِ بنِ خَدِيجٍ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، وشدَّادِ بنِ أوسٍ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وغيرِهم.
قال ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٣٧٥ - ٣٧٦ ): أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حفصٍ العُمَريُّ، عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيه قال: "كانَتْ عائشةُ قدِ استقلَّتْ بالفتوى في خلافةِ أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وهلُمَّ جرًّا إلى أن ماتَتْ يرحمُها اللهُ، وكُنتُ مُلازِمًا لها مع بِرِّها بي، وكنتُ أُجالِسُ البحرَ ابنَ عبَّاسٍ، وقد جلستُ مع أبي هُرَيرةَ، وابنِ عُمَرَ فأكثرتُ، فكان هناك -يعني ابنَ عُمَرَ- ورعٌ، وعِلمٌ جمٌّ، ووُقوفٌ عمَّا لا عِلمَ له به".

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لحالِ مُحمَّدِ بنِ عُمَرَ الواقديِّ، ولضعفِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ حفصٍ العُمَريِّ.

والقاسمُ هو ابنُ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، الإمامُ القُدوةُ الحُجَّةُ، عالِمُ وقتِه بالمدينةِ مع سعيدِ بنِ المُسيّبِ، وسالمٍ، وعُروةَ، وأبي سلمةَ، وخارجةَ.
يروي عن عمَّتِه عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ كثيرًا، وعن ابنِ عمَّتِه عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، وابنِ عبَّاسٍ، وابنِ عُمَرَ، وأبي هُرَيرةَ، وغيرِهم.

وكان أعلمَ النَّاسِ بحديثِ عائشةَ مع ابنِ عمَّتِه عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ.

ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٩ / ١٦٥ ) من طريقِ ابنِ سعدٍ، بهذا الإسنادِ واللَّفظِ.

وذكَرَ الأثرَ: المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٣ / ٤٣٠ - ٤٣١ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٥ / ٥٥ ).

وعند المزِّيِّ: "قد اشتغلت" بدل "قد استقلَّت".
وعنده وعند الذَّهبيِّ: "مُلازِمًا لها مع تُرَّهاتي" بدل "برِّها لي".
والتُّرَّهاتُ: الأباطيلُ والكلامُ الخالي عن النَّفعِ.
ومناقبُها وفضائلُها كثيرةٌ جدًّا رضي الله عنها وأرضاها..
الاقتِصادُ في الموعظةِ:

روى عبدُ الرَّزَّاقِ في المُصنَّفِ ( ٣ / ٢١٩ - ٢٢٠ برقم ٥٤٠٢ ): عن مَعمَرٍ، عن ابنِ خُثَيمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عِياضٍ قال: دخل عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ على عائِشةَ فسألَتْ: مَن هذا؟ فقال: أنا عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ، قالَتْ: عُمَيرُ بنُ قتادةَ؟ قال: نعم، يا أُمَّتَاهُ، قالَتْ: أما بَلَغَني أنَّكَ تجلِسُ ويُجلَسُ إليك؟ قال: بلى يا أُمَّ المُؤمِنِينَ، قالَتْ: فإيَّاكَ وتقنيطَ النَّاسِ وإهلاكَهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ ابنُ خُثَيمٍ -وهو عبدُ اللهِ بنُ عُثمانَ بنِ خُثَيمٍ القاريُّ المكِّيُّ- صدوقٌ، وسائرُ رجالِه ثقاتٌ.

"عن عبدِ اللهِ بنِ عِياضٍ": هكذا في المطبوعِ، وهو خطأٌ، إنَّما هو عُبَيدُ اللهِ، وهو ابنُ عِياضِ بنِ عَمرٍو القاريُّ، تابعيٌّ ثقةٌ.
يروي عن أُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وغيرِهم.

وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ ثِقةٌ جليلٌ من كبارِ التَّابعينَ، من أبناءِ الصَّحابةِ؛ فأبوه عُمَيرُ بنُ قتادةَ صحابيٌّ.
وكان إمامًا واعِظًا مُفسِّرًا، قاصَّ أهلِ مكَّةَ في زمانِه، وكان عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ يحضرُ مجالِسَهُ ومواعِظَهُ.

وقال الفاكهيُّ في أخبارِ مكَّةَ ( ٢ / ٣٣٨ - ٣٣٩ برقم ١٦٢٢ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ أبي عُمَرَ قال: ثنا سُفيانُ، عن عَمرِو بنِ دِينارٍ، عن عطاءٍ قال: دخلتُ أنا وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ على عائشةَ رضي اللهُ عنها فقالَتْ: "لا هِجرةَ بعد الفتحِ، وقالَتْ لعُبَيدٍ: اقْصُصْ يومًا ودَعْ يومًا؛ لا تُمِلَّ النَّاسَ".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.
وسُفيانُ هو ابنُ عُيَينةَ، وعطاءٌ هو ابنُ أبي رباحٍ.

ورواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٥ / ٤٦٣ - ٤٦٤ ) قال: أخبرنا الفضلُ بنُ دُكَينٍ قال: حدَّثنا أبو بكرِ بنُ عيَّاشٍ، عن عبدِ الملكِ، عن عطاءٍ قال: دخلتُ أنا وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ على عائشةَ فقالَتْ: مَن هذا؟ فقال: أنا عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ، قالَتْ: قاصُّ أهلِ مكَّةَ؟ قال: نعم، قالَتْ: "خفِّفْ، فإنَّ الذِّكرَ ثقيلٌ".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
وعبدُ الملكِ هو ابنُ أبي سُلَيمانَ العَرزَميُّ.

وانظُرْ زيارةَ عطاءٍ وعُبَيدٍ لعائشةَ رضي اللهُ عنها في صحيحِ البُخاريِّ ( ٣٠٨٠ و٣٩٠٠ و٤٣١٢ ).

ويُنظَرُ: روايةُ ابنِ حبَّانَ هنا:
https://tttttt.me/Salafi_s/9845

وروى البُخاريُّ ( ٧٠ )، ومُسلِمٌ ( ٢٨٢١ ) عن أبي وائلٍ قال: كان عبدُ اللهِ -يعني ابنَ مسعودٍ- يُذكِّرُ النَّاسَ في كلِّ خميسٍ، فقال له رجلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، لوددتُ أنَّكَ ذكَّرتَنا كلَّ يومٍ،  قال: "أما إنَّهُ يمنعُني من ذلك أنِّي أكرهُ أن أُمِلَّكُم، وإنِّي أتخوَّلُكم بالموعظةِ كما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتخوَّلُنا بها؛ مخافةَ السَّآمةِ علينا".
قالَتْ أُمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضي اللهُ عنها: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في مرَضِه الذي مات فيه: "يا عائشةُ، ما أزالُ أجِدُ ألَمَ الطَّعامِ الذي أكلتُ بخيبرَ، فهذا أوانُ وجدتُ انقِطاعَ أبهَري من ذلك السُّمِّ".

رواه البُخاريُّ تعليقًا ( ٤٤٢٨ ) قال: وقال يُونُسُ، عن الزُّهريِّ، قال عُروةُ، قالَتْ عائشةُ، فذكره.

ووصَلَهُ الحاكمُ ( ٤٣٩٣ ) قال: أخبرني أبو بكرٍ أحمدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ يحيى الأشقر، ثنا يُوسفُ بنُ مُوسى المروزيُّ، ثنا أحمدُ بنُ صالحٍ، ثنا عنبسةُ، ثنا يُونسُ، عن الزُّهريِّ، به.

ورواه البيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١٩٧٤٩ ) وفي دلائلِ النُّبوَّةِ ( ٧ / ١٧٢ ) من طريقِ شيخِه الحاكمِ، بهذا الإسنادِ.

قال الحاكمُ: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ الشَّيخَينِ، وقد أخرجه البُخاريُّ فقال: وقال يُونسُ". اهـ
ووافقه الذَّهبيُّ في التَّلخيصِ.

قلتُ: عنبسةُ -وهو ابنُ خالدٍ- صدوقٌ، وقد تُكُلِّمَ فيه، وهو ابنُ أخي يُونسَ بنِ يزيدَ الأيليِّ.

ولهذا الحديثِ شواهدُ.

والأبهرُ: عِرقٌ مُستَبطِنٌ بالظَّهرِ، مُتَّصِلٌ بالقلبِ، إذا انقطع مات صاحبُه، وهما أبهرانِ من أوردةِ القلبِ.

فائدةٌ:
قال بعضُ السَّلَفِ: "إنَّ اللهَ تعالى جمعَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بين النُّبوَّةِ والشَّهادةِ". اهـ

بل كان عبد اللهِ بنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه يحلفُ على أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مات شهيدًا:

قال الإمامُ أحمدُ ( ٤١٣٩ ): حدَّثنا عبدُ الرَّحمنِ، عن سُفيانَ، عن الأعمشِ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ، عن أبي الأحوصِ، عن عبدِ اللهِ قال: "لأن أحلِفَ تِسعًا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُتِلَ قتلًا أحبُّ إليَّ من أن أحلفَ واحدةً أنَّه لم يُقتَلْ، وذلك أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جعَلَهُ نبيًّا، واتَّخَذَهُ شهيدًا".
قال: فذكرتُ ذلك لإبراهيمَ، فقال: كانوا يَرونَ ويقولونَ: إنَّ اليهودَ سَمُّوهُ، وأبا بكرٍ رضي اللهُ عنه.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ.
وعبدُ الرَّحمنِ هو ابنُ مهديٍّ، وسُفيانُ هو الثَّوريُّ.
وقولُ الأعمشِ: "فذكرتُ ذلك لإبراهيمَ": هو إبراهيمُ بنُ يزيدَ النَّخعيُّ.

ورواه عبدُ الرَّزَّاقِ ( ٩٥٧١ )، وأحمدُ ( ٣٦١٧ و٣٨٧٣ )، وابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٢ / ٢٠١ )، وأبو يعلى ( ٥٢٠٧ )، والطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ١٠١١٩ )، والحاكمُ ( ٤٣٩٤ )، والبيهقيُّ في دلائلِ النُّبوَّةِ ( ٧ / ١٧٢ ) من طريقِ الأعمشِ، به.

وانظُرْ قِصَّةَ سمِّ اليهودِ الشَّاةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عند البُخاريِّ ( ٢٦١٧ و٣١٦٩ و٤٢٤٩ و٥٧٧٧ )، ومُسلِمٍ ( ٢١٩٠ ).
وذلك بعد فتحِ خيبرَ.
مِزاحٌ ومُلاطفةٌ في بيتِ النُّبوَّةِ:

قال الإمامُ أبو داودَ السِّجِسْتانيُّ في السُّنَنِ له ( ٤٩٩٩ ): حدَّثنا يحيى بنُ معينٍ، حدَّثنا حجَّاجُ بنُ مُحمَّدٍ، حدَّثنا يُونُسُ بنُ أبي إسحاقَ، عن أبي إسحاقَ، عن العيزارِ بنِ حُرَيثٍ، عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ قال: استأذنَ أبو بكرٍ رحمةُ اللهِ عليه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَمِعَ صوتَ عائشةَ عاليًا، فلمَّا دخل تناوَلَها لِيَلطِمَها، وقال: ألا أراكِ ترفعينَ صَوتَكِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فجعل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحجُزُهُ، وخرج أبو بكرٍ مُغضَبًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين خرج أبو بكرٍ: "كيف رأيتِني أَنقَذتُكِ من الرجلِ؟".
قال: فمكث أبو بكرٍ أيَّامًا، ثم استأذنَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدَهُما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخِلاني في سِلمِكُما كما أَدخَلتُماني في حَربِكُما، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "قد فعلنا، قد فعلنا".

وفي روايةٍ: "ثم جاء أبو بكرٍ، فاستأذنَ عليه، فوجَدَهُ يُضاحِكُها".

وهذا حديثٌ صحيحٌ.
وهذا الإسنادُ حسنٌ؛ يونسُ بنُ أبي إسحاقَ صدوقٌ، وقد تابَعَهُ ابنُه إسرائيلُ كما سيأتي.
وباقي رجالِه ثِقاتٌ أئمَّةٌ.

وهذا الإسنادُ من المَزِيدِ في مُتَّصِلِ الأسانيدِ؛ فإنَّ يُونسَ بنَ أبي إسحاقَ سَمِعَهُ من أبيه أبي إسحاقَ، وسَمِعَه من العَيزارِ بنِ حُرَيثٍ مباشرةً.

ورواه الإمامُ أحمدُ ( ١٨٣٩٤ ) وكذا في فضائلِ الصَّحابةِ ( ٣٨ ) قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن العَيزارِ بنِ حُرَيثٍ، به.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، وهنا تابعَ إسرائيلُ أباه يُونسَ.
وإسرائيلُ من أثبتِ النَّاسِ في جدِّه أبي إسحاقَ.

ورواه أحمدُ ( ١٨٤٢١ ) وكذا في فضائلِ الصَّحابةِ ( ٣٩ ) قال: حدَّثنا أبو نُعَيمٍ، حدَّثنا يُونُسُ، حدَّثنا العيزارُ بنُ حُرَيثٍ، به، نحوَهُ.

وهذا إسنادٌ حسنٌ، وهو من المَزِيدِ في مُتَّصِلِ الأسانيدِ.

قال الطِّيبيُّ: "وإبعادُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا بكرٍ عن عائشةَ تطييبًا ومُمازحةً، كلُّ ذلك داخلٌ في المِزاحِ، لذا أورده أبو داودَ في بابِ المِزاحِ". اهـ

ورواه النَّسائيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ٨٤٤١ و٩١١٠ )، والبزَّارُ ( ٣٢٧٥ )، والطَّحاويُّ في شرحِ مُشكِلِ الآثارِ ( ٥٣٠٩ )، وابنُ قانعٍ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٣ / ١٤٤ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٠ / ١٤٣ ) من طريقِ يُونُسَ بنِ أبي إسحاقَ، عن العَيزارِ بنِ حُرَيثٍ، عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ، به.

ورواه أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في العِيالِ ( ٥٦١ ) من طريقِ إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن العيزارِ بنِ حُرَيثٍ، مُرسَلًا، لم يذكُرْ فيه النُّعمانَ بنَ بشيرٍ.

وصحَّحهُ ابنُ حجرٍ، والهيثميُّ، والألبانيُّ، وغيرُهم.

جاء في بعضِ المصادرِ سببُ رفعِ صوتِ أُمِّ المُؤمنينَ رضي اللهُ عنها، فإنَّها قالَتْ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "واللهِ لقد عرفتُ أنَّ عليًّا أحبُّ إليك من أبي".

لكن ثبتَ في الصَّحيحَينِ: البُخاريِّ ( ٣٦٦٢ و٤٣٥٨ )، ومُسلِمٍ ( ٢٣٨٤ ) أنَّ عَمرَو بنَ العاصِ رضي اللهُ عنه سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ؟ قال: "عائِشةُ"، فقلتُ: من الرِّجالِ؟ فقال: "أبوها"، قلتُ: ثم مَن؟ قال: "ثم عُمرُ بنُ الخطَّابِ"، فعدَّ رِجالًا.

وكذلك أجمعَ أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ والمُسلِمُونَ كلُّهم -بما فيهم الصَّحابةُ- على أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ أفضلُ الأُمَّةِ قاطِبةً بعد الأنبياءِ.

وانظُرْ -لِزامًا- شرحَ مُشكِلِ الآثارِ ( ١٣ / ٣٢٣ - ٣٣٤ بابُ بيانِ مُشكِلِ ما رُوِيَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أحبِّ النَّاسِ كان إليه ) للإمامِ أبي جعفرٍ الطَّحاويِّ.
الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تتمّ الصّالحاتُ.
سوريا، بلدي الجميلةُ.. أنهكتْها الحروبُ على مدارِ أربعةَ عشرَ عامًا..
فكانت هذه السّنين العجافُ دمويّةً وحشيّةً؛ من قتلٍ وقصفٍ وتهجيرٍ واعتقالٍ وتدميرٍ وشتّى أنواع الظُّلم!

ففُرِضَتْ على النّظام البائد عقوباتٌ بمُوجَب قانون (قيصر)؛ فزادتْ هذه العقوبات أزماتٍ اقتصاديَّةً ومشاكلَ أخرى على الشّعب.. حتّى عمّ الفقرُ في سوريا وانتشر!

وهاي هي الفرحةُ اليومَ تعمُّ وتجوبُ سوريا أجمعَ بإعلانِ رفع العقوباتِ عنها بعد خمسةِ شهورٍ! من تحريرِها من رجسِ الأسدِ وأذنابه.

يا ربّ لك الحمدُ..
أتنشدُ مَورِدًا عَذبًا
ظَما الرُّوحِ به يَخمَدْ

وترقى سُلَّمَ الخيرِ
ويَسعَدُ قلبُكَ المُجهَدْ

ونُورًا لا أُفولَ له
به تسعى وتَستَرشِدْ

فلا أروى من الوحيِ
ربيعُ فُؤادِكَ الأجرَدْ

فهاكَ الجمعَ كي تَروى
وقِنديلًا به تَهتَدْ

تذوقُ الشَّهدَ بل أحلى
حديثَ نبيِّنا أحمَدْ

نَعيمٌ ليس يُدرِكُهُ
سِوى مَن كان في المَشهَدْ

كأنَّ نُعَيمًا المُجمِرْ
يُعطِّرُ ذلك المَسجِدْ

ويأتي بعده شيخٌ
لقِيلِ خليلِهِ يُسنِدْ

صلاةُ اللهِ مِدرارًا
سلامٌ للذي أرشَدْ

بها الأرواحُ تنشرحُ
وذِكرٌ في الملا يُحمَدْ

فكنْ للرَّكبِ مُتَّبِعًا
ووَصْلَ الحِبِّ فلْتَقْصِدْ

وجِدَّ السَّيرَ مُرتَقِبًا
خِتامَ الجامعِ العَسجَدْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قولُ الشَّاعرةِ:
كأنَّ نُعَيمًا المُجمِرْ ** يُعطِّرُ ذلك المَسجِدْ

هو أبو عبدِ اللهِ نُعَيمُ بنُ عبدِ اللهِ العَدَويُّ المَدَنيُّ، من موالي عُمَرَ بنِ الخطَّابِ.
إمامٌ ثقةٌ من خيارِ التَّابعينَ، جالَسَ أبا هُرَيرةَ عشرينَ سنةً.

يروي عن أبي هُرَيرةَ، وأنسِ بنِ مالكٍ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وعبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وغيرِهم.
وروى عنه مالكُ بنُ أنسٍ، وزيدُ بنُ أبي أُنَيسةَ، وعُمارةُ بنُ غَزِيَّةَ، وفُلَيحُ بنُ سُلَيمانَ، ومُحمَّدُ بنُ عجلانَ، وغيرُهم.

لُقِّبَ بالمُجْمِرِ -وقِيلَ: المُجَمِّر-: لأنَّه كان يُبَخِّرُ مسجدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالطِّيبِ.

قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العسقلانيُّ في فتحِ الباري ( ١ / ٤٠٨ ): "قولُه: عن نُعَيمٍ المُجمِرِ، بضمِّ الميمِ وإسكانِ الجِيمِ، هو ابنُ عبدِ اللهِ المَدَنيُّ، وُصِفَ هو وأبوه بذلك لكَونِهما كانا يُبَخِّرانِ مسجدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وزعم بعضُ العُلَماءِ أنَّ وَصْفَ عبدِ اللهِ بذلكَ حقيقةً، ووَصْفَ ابنِهِ نُعَيمٍ بذلك مجازٌ، وفيه نظرٌ، فقد جزم إبراهيمُ الحربيُّ بأنَّ نُعَيمًا كان يُباشِرُ ذلك". اهـ

قلتُ: لا يتعيَّنُ المجازُ حتَّى يتبيَّنَ انتفاءُ الحقيقةِ؛ وهو أنَّهُ لم يكن يُجمِّرُ المسجدَ.
وهذا يحتاجُ إلى نقلِ مَن عاصَرَه، واللهُ أعلمُ.

وقولُ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ: "وزعم بعضُ العُلَماءِ..": يُرِيدُ الإمامَ النَّوويَّ رحمه اللهُ، فإنَّه قال ذلك في شرحِه على صحيحِ مُسلِمٍ.

ولعلَّ مُستَنَدَ النَّوويِّ ما ذكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ ( ٥ / ٤٧٥ ) قال: "وإنَّما قِيلَ: المُجمِرُ؛ لأنَّ أباه كان يأخذُ المِجمَرةَ قُدَّامَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ إذا خرجَ إلى الصَّلاةِ في شهرِ رمضانَ". اهـ

وقد أنشدَ هذه الأبياتَ الشَّيخ أحمد النّفيس بصوتِه العَذبِ:
https://youtu.be/m0nytDFRxKg?si=dxfnY9jtGwsTS3Ro
استَخْرِجْ فوائدَ إسناديَّةً وحديثيَّةً من هذَينِ الحديثَينِ:

قال الإمامُ البُخاريُّ ( ١٠٩ ): حدَّثنا مكِّيُّ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ أبي عُبَيدٍ، عن سلَمَةَ قال: سمعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "مَن يقُلْ عليَّ ما لم أقُلْ فلْيتبوَّأْ مَقعَدَهُ من النَّارِ".

وقال البُخاريُّ ( ٤٥٠٧ ): حدَّثنا قُتَيبةُ، حدَّثنا بَكرُ بنُ مُضَرَ، عن عَمرِو بنِ الحارثِ، عن بُكَيرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن يزيدَ -مولى سلَمَةَ بنِ الأكوعِ- عن سلَمَةَ قال: لمَّا نزلَتْ: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)؛ كان مَن أرادَ أن يُفطِرَ ويفتديَ، حتَّى نزلَتِ الآيةُ التي بعدها، فنَسَخَتْها.
قال أبو عبدِ اللهِ: مات بُكَيرٌ قبل يزيدَ.

@G_Salafi_bot
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
استَخْرِجْ فوائدَ إسناديَّةً وحديثيَّةً من هذَينِ الحديثَينِ: قال الإمامُ البُخاريُّ ( ١٠٩ ): حدَّثنا مكِّيُّ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ أبي عُبَيدٍ، عن سلَمَةَ قال: سمعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "مَن يقُلْ عليَّ ما لم أقُلْ فلْيتبوَّأْ…
من فوائد هذين الإسنادين:

- أنّ الإسناد الأوّل: بين البخاريّ وبين التّابعيّ يزيد بن أبي عُبَيد شيخ واحد.
والإسناد الثّاني: بينه وبين يزيد أربعة شيوخ.

- أنّ للبخاريّ شيوخًا رووا له عن التّابعين؛ مثل مكّي بن إبراهيم هذا، وأبي عاصم الضّحّاك بن مخلد: حدّثاه عن يزيد بن أبي عُبَيد.
ومثل عبيد الله بن موسى: حدّثه عن إسماعيل بن أبي خالد.
ومثل أبي نُعَيم الفضل بن دُكَين: حدّثه عن الأعمش.
ومثل محمّد بن عبد الله الأنصاريّ: حدّثه عن حُمَيد الطّويل.
ومثل خلّاد بن يحيى: حدّثه عن عيسى بن طهمان.
ومثل عليّ بن عيّاش وعصام بن خالد: حدّثاه عن حريز بن عثمان.
وهؤلاء يُعدّون من الطّبقة الأولى من شيوخ الإمام البخاريّ.

- أنّ الإسناد الأوّل من عوالي الإمام البخاريّ، وهي الثّلاثيّات، وعددها: اثنان وعشرون حديثًا، ومدارها على خمسة طرق.

- أنّ الإسناد الثّاني سداسيّ، وهو ليس أنزل حديث في صحيح البخاريّ كما ذكر لي بعض الأخوة؛ أنزل حديث في صحيح البخاريّ تساعيّ الإسناد، وهو برقم ( ٧١٣٥ ).

- قول البخاريّ: ( مات بُكَير قبل يزيد ): أي مات بُكَير بن عبد الله بن الأشجّ الرّاوي عن يزيد قبل شيخه يزيد، وكانت وفاته سنة (١٢٠هـ) وقيل قبلها أو بعدها، ومات يزيد بن أبي عبيد سنة (١٤٦هـ) وقيل (١٤٧هـ).

- الحديث الثّاني: اتّفق فيه البخاريّ ومسلم سندًا ومتنًا؛ فروياه معًا عن قُتَيبة بن سعيدٍ، به.
وكذلك رواه عن قُتَيبة: أبو داود ( ٢٣١٥ )، والتّرمذيّ ( ٧٩٨ )، والنّسائيّ ( ٢٣١٦ ).
ولم يدرك ابن ماجه قُتَيبة بن سعيد؛ فروى عنه بواسطة.

- روى يزيد بن أبي عُبَيد عن صحابيَّينِ اثنين فقط، وهما: سلمة بن الأكوع -وهو مولاه-، وعُمَير مولى آبي اللّحم.

فهذه سبعة فوائد، من يزيد..؟
الحمدُ للهِ، وبعدُ:

روى الإمامُ البُخاريُّ ( ٩٦٩ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "ما العَمَلُ في أيَّامِ العشرِ أفضلَ من العملِ في هذه".
قالوا: ولا الجِهادُ؟ قال: "ولا الجِهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يُخاطِرُ بنفسِه ومالِه فلم يرجعْ بشيءٍ".

وعندَ أبي داودَ ( ٢٤٣٨ )، والتِّرمذيِّ ( ٧٥٧ )، وابنِ ماجه ( ١٧٢٧ ): "ما من أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ".

وعندَ الدَّارميِّ ( ١٩٠٢ ): "ما من عَمَلٍ أزكى عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ ولا أعظمُ أجرًا من خيرٍ يَعمَلُه في عشرِ الأضحى".

وانظُرْ فتحَ الباري ( ٣ / ٢٨٨ - ٢٩٢ دار طيبة ) للحافظِ ابنِ حَجَرٍ العسقلانيِّ؛ فقدِ استوفى طُرُقَ الحديثِ وألفاظَهُ، وذكرَ ما فيها من الفوائدِ والزَّوائدِ.

يقولُ الإمامُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ في لطائفِ المعارفِ ( ص٥٧٩ - ٥٨٠ ): "وقد دلَّ هذا الحديثُ على أنَّ العَمَلَ في أيَّامِهِ أحبُّ إلى اللهِ من العَمَلِ في أيَّامِ الدُّنيا من غيرِ استثناءِ شيءٍ منها، وإذا كان أحبَّ إلى اللهِ فهو أفضلُ عنده.
وإذا كان العَمَلُ في أيَّامِ العشرِ أفضلَ وأحبَّ إلى اللهِ من العَمَلِ في غيرِه من أيَّامِ السَّنَةِ كلِّها؛ صار العَمَلُ فيه -وإن كان مفضولًا- أفضلَ من العَمَلِ في غيرِه وإن كان فاضلًا.
ولهذا قالوا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ.
ثم استثنى جهادًا واحدًا هو أفضلُ الجهادِ". اهـ

وقال الإمامُ ابنُ حَجَرٍ في الفتحِ ( ٣ / ٢٩١ ): "والذي يظهرُ أنَّ السَّبَبَ في امتيازِ عشرِ ذي الحِجَّةِ؛ لمكانِ اجتِماعِ أُمَّهاتِ العِبادةِ فيه، وهي الصَّلاةُ والصِّيامُ والصَّدَقةُ والحجُّ، ولا يتأتَّى ذلك في غيرِه". اهـ

وقال الإمامُ ابنُ عُثَيمين في شرحِ صحيحِ البُخاريِّ ( ٣ / ٦٣٣ ): "هذا الحديثٌ عامٌّ في أنَّ جميعَ الأعمالِ الصَّالحةِ في هذه العشرِ محبوبةٌ إلى اللهِ، وأفضلُ من العَمَلِ في غيرِها، وهو شاملٌ لجميعِ الأعمالِ من صلاةٍ وصدقةٍ وقِراءةٍ وذِكرٍ وصِيامٍ وغيرِها". اهـ

وقال الإمامُ ابنُ القيِّمِ في مدارجِ السَّالِكِينَ ( ١ / ١١٠ ): "والأفضلُ في أيَّامِ عشرِ ذي الحِجَّةِ الإكثارُ من التَّعبُّدِ، لا سيما التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّحميدُ، فهو أفضلُ من الجِهادِ غيرِ المُتَعيَّنِ". اهـ

وسُئِلَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ عن عشرِ ذي الحِجَّةِ والعشرِ الأواخرِ من رمضانَ؛ أيُّهما أفضلُ؟

فأجابَ: "أيَّامُ عشرِ ذي الحِجَّةِ أفضلُ من أيَّامِ العشرِ من رمضانَ، واللَّيالي العشرُ الأواخرُ من رمضانَ أفضلُ من ليالي عشرِ ذي الحِجَّةِ". اهـ

علَّقَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ بقولِه: "وإذا تأَمَّلَ الفاضلُ اللَّبيبُ هذا الجوابَ؛ وجَدَهُ شافيًا كافيًا؛ فإنَّه ليسَ من أيَّامٍ العَمَلُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من أيَّامِ عشرِ ذي الحِجَّةِ، وفيها: يومُ عَرَفةَ، ويومُ النَّحرِ، ويومُ التَّرويةِ.
وأمَّا ليالي عشرِ رمضانَ فهيَ ليالي الإحياءِ، التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحييها كلَّها، وفيها ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ.
فمن أجابَ بغيرِ هذا التَّفصيلِ لم يُمكِنْهُ أن يُدلِيَ بحُجَّةٍ صحيحةٍ". اهـ

مجموعُ الفتاوى ( ٢٥ / ٢٨٧ ).

وقد أقسمَ اللهُ تعالى بهذه الأيَّامِ لفضلِها في قولِه: ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ ).

قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه ( ٨ / ٣٩٠ ): "واللَّيالي العشرُ: المُرادُ بها عشرُ ذي الحجَّةِ، كما قالَهُ ابنُ عبَّاسٍ، وابنُ الزُّبَيرِ، ومُجاهِدٌ، وغيرُ واحدٍ من السَّلَفِ والخَلَفِ". اهـ

وعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنه في قولِه تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) قال: "أيَّامُ العشرِ".

علَّقَهُ البُخاريُّ في صحيحِه بصِيغةِ الجزمِ.
وذَكَرَهُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه ( ٥ / ٤١٥ ) ثم قال: "ويُروى مِثلُه عن أبي مُوسى الأشعريِّ، ومُجاهدٍ، وعطاءٍ، وسعيدِ بنِ جُبَيرٍ، والحسنِ، وقتادةَ، والضَّحَّاكِ، وعطاءٍ الخُراسانيِّ، وإبراهيمَ النَّخَعيِّ.
وهو مذهبُ الشَّافعيِّ، والمشهورُ عن أحمدَ بنِ حنبلٍ".

وذكَرَ الإمامُ مُحمَّدُ بنُ نصرٍ المروزيُّ في قيامِ رمضانَ ( ص٢٤٧ / مختصره )، والإمامُ ابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص٨٨ ) عن التَّابعيِّ الجليلِ أبي عُثمانَ النَّهديِّ أنَّه قال: "كانوا يُعظِّمُونَ ثلاثَ عشراتٍ: العشرَ الأُوَلَ من المُحرَّمِ، والعشرَ الأُوَلَ من ذي الحجَّةِ، والعشرَ الأواخرَ من رمضانَ".

وروى الإمامُ أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٤ / ٢٨١ ) عن التَّابعيِّ الجليلِ سعيدِ بنِ جُبَيرٍ أنَّه قال: "لا تُطفِئُوا سُرُجَكُم ليالي العشرِ".
تُعجِبُه العِبادةُ.

وكان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ إذا دخل أيَّامُ العشرِ اجتهدَ اجتِهادًا شديدًا، حتَّى ما يكادُ يُقدَرُ عليه.
رواه الدَّارميُّ ( ١٩٠٢ ).
للهِ درُّ ركائبٍ سارَتْ بهِم
تطوي القِفارَ الشَّاسِعاتِ على الدُّجا

رحَلُوا إلى البيتِ الحرامِ وقد شَجا
قلبُ المُتيَّمِ منهمُ ما قد شَجا

نزَلُوا ببابٍ لا يخيبُ نزِيلُهُ
وقلُوبُهم بينَ المخافةِ والرَّجا