صبرًا أهلَ غزَّةَ، فإنَّ مَوعِدَكم الجنَّةُ.
حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ..
حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ..
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
تاللهِ! إنَّ الرَّافِضةَ خِنجَرٌ طاعنٌ في خاصِرةِ الإسلامِ في كلِّ زمنٍ!! ولم يُرتجَ منهم أبدًا نصرٌ للإسلامِ والمُسلمينَ!! بل إنَّ وقائعَ الدَّهرِ تشهدُ ضدَّ ذلك!! من إعانةٍ للنَّصارى واليهودِ أكثرَ من مرَّةٍ!! وهذا أمرٌ واضحٌ مفضوحٌ مشهورٌ لمن سبرَ تاريخَهم!!…
التَّاريخُ يُعِيدُ نفسَهُ!
قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١٥ / ٢٥٥ - ٢٥٣ ): "قبَّحَ اللهُ مُعِزَّ الدَّولةِ وشِيعَتَهُ من الرَّوافضِ، ولا جرمَ أنَّ اللهَ لا ينصرُ أمثالَ هؤلاءِ، ويُدِيلُ عليهم أعداءَهم؛ لمُتابَعَتِهم أهواءَهم، وتقليدِهم سادَتَهم وكُبَراءَهم وآباءَهم، وتركِ مُتابَعَتِهم أنبياءَهم وعُلَماءَهم، ولهذا لمَّا مَلَكَتِ الفاطميَّةُ بِلادَ الشَّامِ؛ استحوذَ على سواحِلِها كلِّها حتَّى بيتِ المقدسِ الفِرَنجُ، ولم يبقَ مع المُسلمينَ سِوى حلبَ وحِمصَ وحماةَ ودِمشقَ وبعضِ أعمالِها، وجميعُ السَّواحلِ مع الفِرَنجِ، والنَّواقيسُ النَّصرانيَّةُ والقُسُوسُ الإنجيليَّةُ تَنعَرُ في الشَّواهِقِ من الحُصونِ والقِلاعِ، وتكنو في أماكنِ المساجدِ وشريفِ البِقاعِ".
قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١٥ / ٢٥٥ - ٢٥٣ ): "قبَّحَ اللهُ مُعِزَّ الدَّولةِ وشِيعَتَهُ من الرَّوافضِ، ولا جرمَ أنَّ اللهَ لا ينصرُ أمثالَ هؤلاءِ، ويُدِيلُ عليهم أعداءَهم؛ لمُتابَعَتِهم أهواءَهم، وتقليدِهم سادَتَهم وكُبَراءَهم وآباءَهم، وتركِ مُتابَعَتِهم أنبياءَهم وعُلَماءَهم، ولهذا لمَّا مَلَكَتِ الفاطميَّةُ بِلادَ الشَّامِ؛ استحوذَ على سواحِلِها كلِّها حتَّى بيتِ المقدسِ الفِرَنجُ، ولم يبقَ مع المُسلمينَ سِوى حلبَ وحِمصَ وحماةَ ودِمشقَ وبعضِ أعمالِها، وجميعُ السَّواحلِ مع الفِرَنجِ، والنَّواقيسُ النَّصرانيَّةُ والقُسُوسُ الإنجيليَّةُ تَنعَرُ في الشَّواهِقِ من الحُصونِ والقِلاعِ، وتكنو في أماكنِ المساجدِ وشريفِ البِقاعِ".
قال الإمامُ أحمدُ ( ٣٦٨٧ ): حدَّثنا وكيعٌ، حدَّثنا سُفيانُ، عن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن عِيسى بنِ عاصمٍ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، عن عَبدِ اللهِ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الطِّيَرةُ شِركٌ"، وما مِنَّا إلَّا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتَّوكُّلِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه كلُّهم ثِقاتٌ من أهلِ الكُوفةِ.
وكيعٌ هو ابنُ الجرَّاحِ، وسُفيانُ هو الثَّوريُّ، وعبدُ اللهِ هو ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه.
وقولُ: "وما مِنَّا إلَّا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتَّوكُّلِ": مُدرَجٌ من قولِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ.
أي: وما منَّا إلَّا وقد وقعَ في قلبِه شيءٌ من ذلك؛ ولكن لمَّا تَوَكَّلْنا على اللهِ في جلبِ النَّفعِ ودفعِ الضُّرِّ، أذهَبَهُ اللهُ عنَّا بتَوَكُّلِنا عليه وحده.
وحذفَ المُستَثنى كراهةَ أن يتلفَّظَ به، قال السُّيوطيُّ: "وذلكَ الحذفُ يُسمَّى في البديعِ بالاكتفاءِ".
قال التِّرمذيُّ تحتَ حديثِ ( ١٦١٤ ): سمعتُ مُحمَّدَ بنَ إسماعيلَ يقولُ: كان سُلَيمانُ بنُ حربٍ يقولُ في هذا الحديثِ: "وما مِنَّا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتَّوكُّلِ" قال سُلَيمانُ: هذا عندي قولُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ.
مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ هذا هو الإمامُ البُخاريُّ.
وعندَ أبي داودَ ( ٣٩١٠ ): "الطِّيَرةُ شِركٌ، الطِّيَرةُ شِركٌ"، ثلاثًا.
أي قالها ثلاثَ مرَّاتٍ.
جاءَ في "عونِ المعبودِ" وكذا نحوُه في "تُحفةِ الأحوذيِّ": الطِّيَرة شركٌ، أي: لاعتقادِهم أنَّ الطِّيرةَ تجلبُ لهم نفعًا أو تدفعُ عنهم ضرًّا، فإذا عملوا بمُوجِبِها فكأنَّهم أشركوا باللهِ في ذلك، ويُسمَّى شِركًا خفيًّا.
ومن اعتقد أنَّ شيئًا سوى اللهِ ينفعُ أو يضرُّ بالاستقلالِ فقد أشركَ شِركًا جليًّا.
قال القاضي: إنَّما سمَّاها شِركًا لأنهم كانوا يرونَ ما يتشاءمونَ به سببًا مُؤثِّرًا في حُصولِ المكروهِ، ومُلاحظة الأسبابِ في الجملةِ شركٌ خفيٌّ، فكيف إذا انضمَّ إليها جهالةٌ وسوءُ اعتقادٍ؟
قولُه: "ثلاثًا"، مُبالغةً في الزَّجرِ عنها. اهـ
وروى الحديثَ: أحمدُ ( ٤١٩٤ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٢٨٠٨٢ )، والبُخاريُّ في الأدَبِ المُفرَدِ ( ٩٠٩ )، وأبو داودَ ( ٣٩١٠ )، والتِّرمذيُّ ( ١٦١٤ )، وابنُ ماجه ( ٣٥٣٨ )، وابنُ حبَّانَ ( ٦١٢٢ )، وأبو يعلى ( ٥٢١٩ )، والبزَّارُ ( ١٨٤٠ )، والشَّاشيُّ ( ٦٥٥ )، والبيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١٦٥٩٥ ) من طريقِ سُفيانَ الثَّوريِّ.
ورواهُ الطَّيالسيُّ ( ٣٥٤ )، وأحمدُ ( ٤١٧٤ )، والبغويُّ في شرحِ السُّنَّةِ ( ٣٢٥٧ )، والشَّاشيُّ ( ٦٥١ و٦٥٢ و٦٥٣ و٦٥٤ و٦٥٦ و٦٥٧ )، والحاكمُ ( ٤٧ و٤٨ )، والبيهقيُّ في الكُبرى ( ١٦٥٩٥ ) من طريقِ شُعبةَ بنِ الحجَّاجِ.
ورواهُ أبو يعلى ( ٥٠٩٢ ) من طريقِ منصورِ بنِ المُعتمِرِ.
وثلاثتُهم ( الثَّوريُّ وشُعبةُ ومنصورٌ ) عن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن عِيسى بنِ عاصمٍ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، عن ابنِ مسعودٍ.
قال التَّرمذيُّ: "وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ لا نعرفُه إلَّا من حديثِ سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، وروى شُعبةُ أيضًا عن سَلَمةَ هذا الحديثَ".
قال الحاكمُ: "هذا حديثٌ صحيحٌ سَنَدُه، ثِقاتٌ رُواتُه، ولم يُخرِّجاهُ".
وأقرَّه الذَّهبيُّ.
وصحَّحُه الشَّيخُ الألبانيُّ..
قال التَّرمذيُّ: "وفي البابِ عن أبي هُرَيرةَ، وحابسٍ التَّميميِّ، وعائِشةَ، وابنِ عُمَرَ، وسعدٍ".
لن أتوسَّعَ بتخريجِ الشَّواهدِ..
- حديثُ أبي هُرَيرةَ:
رُوِيَ عنه من طُرُقٍ كثيرةٍ.. أذكرُ منها طريقَينِ:
- الأولُ: رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٥٤ )، ومُسلِمٌ ( ٢٢٢٣ ) عنه بلفظِ: "لا طِيَرةَ، وخيرُها الفألُ"، قِيل: يا رسولَ اللهِ، وما الفألُ؟ قال: "الكلمةُ الصَّالِحةُ يسمعُها أحدُكم".
- الثَّاني: رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٥٧ ) بلفظِ: "لا عدوى ولا طِيَرةَ، ولا هامةَ. ولا صفرَ".
- حديثُ حابسٍ التَّميميِّ:
رواهُ أحمدُ ( ١٦٦٢٧ و٢٠٦٧٩ و٢٠٦٨٠ و٢٣٢١٦ )، والبُخاريُّ في الأدَبِ المُفرَدِ ( ٩١٤ )، والتِّرمذيُّ ( ٢٠٦١ ) من طريقِ يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن حيَّةَ بنِ حابسٍ التَّميميِّ، أنَّ أباهُ أخبرَهُ أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "لا شيءَ في الهامِ، والعينُ حقٌّ، وأصدقُ الطِّيَرِ الفألُ".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ حيَّةُ بنُ حابسٍ لم يروِ عنه غيرُ يحيى بنِ أبي كثيرٍ، ولم يُوثِّقْه غيرُ ابنِ حِبَّانَ.
- حديثُ عائشةَ:
رواهُ أحمدُ ( ٢٦٠٣٤ ) عن قتادةَ، عن أبي حسَّانَ قال: دخل رجلانِ من بني عامرٍ على عائشةَ، فأخبراها أنَّ أبا هُرَيرةَ يُحدِّثُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "الطِّيَرةُ في الدَّارِ والمرأةِ والفَرَسِ"، فغَضِبَتْ، فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السَّماءِ وشِقَّةٌ في الأرضِ، وقالَتْ: والذي أنزلَ الفُرقانَ على مُحمَّدٍ ما قالَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قطُّ، إنَّما قال: "كان أهلُ الجاهلِيَّةِ يتطيَّرُونَ من ذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه كلُّهم ثِقاتٌ من أهلِ الكُوفةِ.
وكيعٌ هو ابنُ الجرَّاحِ، وسُفيانُ هو الثَّوريُّ، وعبدُ اللهِ هو ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه.
وقولُ: "وما مِنَّا إلَّا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتَّوكُّلِ": مُدرَجٌ من قولِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ.
أي: وما منَّا إلَّا وقد وقعَ في قلبِه شيءٌ من ذلك؛ ولكن لمَّا تَوَكَّلْنا على اللهِ في جلبِ النَّفعِ ودفعِ الضُّرِّ، أذهَبَهُ اللهُ عنَّا بتَوَكُّلِنا عليه وحده.
وحذفَ المُستَثنى كراهةَ أن يتلفَّظَ به، قال السُّيوطيُّ: "وذلكَ الحذفُ يُسمَّى في البديعِ بالاكتفاءِ".
قال التِّرمذيُّ تحتَ حديثِ ( ١٦١٤ ): سمعتُ مُحمَّدَ بنَ إسماعيلَ يقولُ: كان سُلَيمانُ بنُ حربٍ يقولُ في هذا الحديثِ: "وما مِنَّا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتَّوكُّلِ" قال سُلَيمانُ: هذا عندي قولُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ.
مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ هذا هو الإمامُ البُخاريُّ.
وعندَ أبي داودَ ( ٣٩١٠ ): "الطِّيَرةُ شِركٌ، الطِّيَرةُ شِركٌ"، ثلاثًا.
أي قالها ثلاثَ مرَّاتٍ.
جاءَ في "عونِ المعبودِ" وكذا نحوُه في "تُحفةِ الأحوذيِّ": الطِّيَرة شركٌ، أي: لاعتقادِهم أنَّ الطِّيرةَ تجلبُ لهم نفعًا أو تدفعُ عنهم ضرًّا، فإذا عملوا بمُوجِبِها فكأنَّهم أشركوا باللهِ في ذلك، ويُسمَّى شِركًا خفيًّا.
ومن اعتقد أنَّ شيئًا سوى اللهِ ينفعُ أو يضرُّ بالاستقلالِ فقد أشركَ شِركًا جليًّا.
قال القاضي: إنَّما سمَّاها شِركًا لأنهم كانوا يرونَ ما يتشاءمونَ به سببًا مُؤثِّرًا في حُصولِ المكروهِ، ومُلاحظة الأسبابِ في الجملةِ شركٌ خفيٌّ، فكيف إذا انضمَّ إليها جهالةٌ وسوءُ اعتقادٍ؟
قولُه: "ثلاثًا"، مُبالغةً في الزَّجرِ عنها. اهـ
وروى الحديثَ: أحمدُ ( ٤١٩٤ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٢٨٠٨٢ )، والبُخاريُّ في الأدَبِ المُفرَدِ ( ٩٠٩ )، وأبو داودَ ( ٣٩١٠ )، والتِّرمذيُّ ( ١٦١٤ )، وابنُ ماجه ( ٣٥٣٨ )، وابنُ حبَّانَ ( ٦١٢٢ )، وأبو يعلى ( ٥٢١٩ )، والبزَّارُ ( ١٨٤٠ )، والشَّاشيُّ ( ٦٥٥ )، والبيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١٦٥٩٥ ) من طريقِ سُفيانَ الثَّوريِّ.
ورواهُ الطَّيالسيُّ ( ٣٥٤ )، وأحمدُ ( ٤١٧٤ )، والبغويُّ في شرحِ السُّنَّةِ ( ٣٢٥٧ )، والشَّاشيُّ ( ٦٥١ و٦٥٢ و٦٥٣ و٦٥٤ و٦٥٦ و٦٥٧ )، والحاكمُ ( ٤٧ و٤٨ )، والبيهقيُّ في الكُبرى ( ١٦٥٩٥ ) من طريقِ شُعبةَ بنِ الحجَّاجِ.
ورواهُ أبو يعلى ( ٥٠٩٢ ) من طريقِ منصورِ بنِ المُعتمِرِ.
وثلاثتُهم ( الثَّوريُّ وشُعبةُ ومنصورٌ ) عن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن عِيسى بنِ عاصمٍ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، عن ابنِ مسعودٍ.
قال التَّرمذيُّ: "وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ لا نعرفُه إلَّا من حديثِ سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، وروى شُعبةُ أيضًا عن سَلَمةَ هذا الحديثَ".
قال الحاكمُ: "هذا حديثٌ صحيحٌ سَنَدُه، ثِقاتٌ رُواتُه، ولم يُخرِّجاهُ".
وأقرَّه الذَّهبيُّ.
وصحَّحُه الشَّيخُ الألبانيُّ..
قال التَّرمذيُّ: "وفي البابِ عن أبي هُرَيرةَ، وحابسٍ التَّميميِّ، وعائِشةَ، وابنِ عُمَرَ، وسعدٍ".
لن أتوسَّعَ بتخريجِ الشَّواهدِ..
- حديثُ أبي هُرَيرةَ:
رُوِيَ عنه من طُرُقٍ كثيرةٍ.. أذكرُ منها طريقَينِ:
- الأولُ: رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٥٤ )، ومُسلِمٌ ( ٢٢٢٣ ) عنه بلفظِ: "لا طِيَرةَ، وخيرُها الفألُ"، قِيل: يا رسولَ اللهِ، وما الفألُ؟ قال: "الكلمةُ الصَّالِحةُ يسمعُها أحدُكم".
- الثَّاني: رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٥٧ ) بلفظِ: "لا عدوى ولا طِيَرةَ، ولا هامةَ. ولا صفرَ".
- حديثُ حابسٍ التَّميميِّ:
رواهُ أحمدُ ( ١٦٦٢٧ و٢٠٦٧٩ و٢٠٦٨٠ و٢٣٢١٦ )، والبُخاريُّ في الأدَبِ المُفرَدِ ( ٩١٤ )، والتِّرمذيُّ ( ٢٠٦١ ) من طريقِ يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن حيَّةَ بنِ حابسٍ التَّميميِّ، أنَّ أباهُ أخبرَهُ أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "لا شيءَ في الهامِ، والعينُ حقٌّ، وأصدقُ الطِّيَرِ الفألُ".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ حيَّةُ بنُ حابسٍ لم يروِ عنه غيرُ يحيى بنِ أبي كثيرٍ، ولم يُوثِّقْه غيرُ ابنِ حِبَّانَ.
- حديثُ عائشةَ:
رواهُ أحمدُ ( ٢٦٠٣٤ ) عن قتادةَ، عن أبي حسَّانَ قال: دخل رجلانِ من بني عامرٍ على عائشةَ، فأخبراها أنَّ أبا هُرَيرةَ يُحدِّثُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "الطِّيَرةُ في الدَّارِ والمرأةِ والفَرَسِ"، فغَضِبَتْ، فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السَّماءِ وشِقَّةٌ في الأرضِ، وقالَتْ: والذي أنزلَ الفُرقانَ على مُحمَّدٍ ما قالَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قطُّ، إنَّما قال: "كان أهلُ الجاهلِيَّةِ يتطيَّرُونَ من ذلك".
وإسنادُه صحيحٌ.
وأبو حسَّانَ هو مُسِلمُ بنُ عبدِ اللهِ البصريُّ الأعرجُ، ثقةٌ وكان من الخوارجِ، قُتِلَ سنةَ ( ١٣٠ هـ )، وله حديثٌ في صحيحِ مُسلمٍ، واستشهدَ به البُخاريُّ في كتابِ الحجِّ.
- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ:
رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٧٢ )، ومُسلِمٌ ( ٢٢٢٥ ) عن حمزةَ وسالمٍ ابنَيْ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عن ابنِ عُمَرَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، وإنَّما الشُّؤمُ في ثلاثةٍ: المرأةِ، والفَرَسِ، والدَّارِ".
- حديثُ سعدٍ بنُ أبي وقَّاصٍ:
رواهُ أحمدُ ( ١٥٥٤ )، وأبو داودَ ( ٣٩٢١ ) عن الحضرميِّ بنِ لاحقٍ، عن سعيدِ بنِ المُسيَّبِ، قال: سألتُ سعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ عنِ الطِّيَرةِ؟
فانتَهَرَني وقال: مَن حدَّثَكَ؟ فكرهتُ أن أُحدِّثَه مَن حدَّثَني.
قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عدوى ولا طِيَرةَ، ولا هامَ، إن تكُنِ الطِّيَرةُ في شيءٍ؛ ففي الفَرَسِ والمرأةِ والدَّارِ، وإذا سمعتُم بالطَّاعونِ بأرضٍ، فلا تهبطوا، وإذا كان بأرضٍ، وأنتم بها فلا تَفِرُّوا منه".
وإسنادُه حسنٌ.
قلتُ: وفي البابِ أيضًا عن: أنسِ بنِ مالكٍ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو، وقبيصةَ بنِ المُخارِقِ، ومُعاويةَ بنِ الحكمِ، وأبي أُمامةَ الباهليِّ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وعُروةَ بنِ عامرٍ -وهو تابعيٌّ-.
- حديثُ أنسِ بنِ مالكٍ:
رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٥٦ و٥٧٧٦ )، ومُسلِمٌ ( ٢٢٢٤ ) واللَّفظُ له، عن قتادةَ، عن أنسٍ أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، ويُعجِبُني الفألُ؛ الكلمةُ الحسنةُ، الكلمةُ الطَّيِّبةُ".
- حديثُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ:
رواهُ مُسلِمٌ ( ٢٢٢٢ )، وأحمدُ ( ١٤١١٧ و١٤٣٤٩ و١٥١٠٣ ) عن أبي الزُّبَيرِ، عن جابرٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عَدوى، ولا طِيَرةَ، ولا غُولَ".
- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ:
رواهُ أحمدُ ( ٢٤٢٥ و٣٠٣١ )، وابنُ ماجه ( ٣٥٣٩ ) من طريقِ سِماكِ بنِ حربٍ، عن عِكرِمةَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، ولا هامةَ، ولا صَفَرَ".
سِماكٌ صدوقٌ، لكنَّ رِوايتَه عن عِكرمةَ خاصَّةً مُضطرِبةٌ، وقد تُوبِعَ..
- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو:
رواهُ أحمدُ ( ٧٠٤٥ ) قال: حدَّثنا حسنٌ، حدَّثنا ابنُ لهيعةَ، أخبرَنا ابنُ هُبَيرةَ، عن أبي عبدِ الرَّحمنِ الحُبُليِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن ردَّتْهُ الطِّيَرةُ من حاجةٍ فقد أشركَ".
قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما كفَّارةُ ذلك؟ قال: "أن يقولَ أحدُهم: اللَّهُمَّ لا خيرَ إلَّا خيرُك، ولا طيرَ إلَّا طيرُك، ولا إلهَ غيرُك".
وهذا الحديثُ وإن كان في إسنادِه عبدُ اللهِ بنُ لهيعةَ إلَّا أنَّه قد رواه عنه عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، وهو صحيحُ السَّماعِ عنه.
رواه ابنُ السُّنِّيِّ في عَمَلِ اليومِ واللَّيلةِ ( ٢٩٢ ) من طريقِ ابنِ وهبٍ، عن ابنِ لهيعةَ، بهذا الإسنادِ.
ورواه أحمدُ ( ٧٠٧٠ ) من طريقِ رِشدِينَ بنِ سعدٍ، عن الحسنِ بنِ ثوبانَ، عن هشامِ بنِ أبي رُقيَّةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصي قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، ولا هامةَ، ولا حسدَ، والعينُ حقٌّ".
وإسنادُه ضعيفٌ، لضعفِ رِشدِينَ.
- حديثُ قَبِيصةَ بنِ المُخارِقِ:
رواهُ أحمدُ ( ١٥٩١٥ و٢٠٦٠٣ و٢٠٦٠٤ )، وأبو داودَ ( ٣٩٠٧ ) من طريقِ عوفِ بنِ أبي جميلةَ، عن حيَّانَ أبي العلاءِ، عن قَطَنِ بنِ قبيصةَ، عن قَبِيصةَ بنِ المُخارِقِ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إنَّ العِيَافةَ والطِّيَرةَ والطَّرقَ من الجِبتِ".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ حيَّانُ أبو العلاءِ لم يُوثِّقْه غيرُ ابنِ حبَّانَ.
- حديثُ مُعاويةَ بنِ الحكمِ:
رواهُ مُسلِمٌ ( ٥٣٧ ) عن أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عن مُعاوِيةَ بنِ الحَكَمِ السُّلَميِّ، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أُمُورًا كنَّا نصنعُها في الجاهليَّةِ؛ كنا نأتي الكُهَّانَ، قال: "فلا تأتوا الكُهَّانَ".
قال: قلتُ: كنا نتطيَّرُ، قال: "ذاك شيءٌ يجدُه أحدُكم في نفسِه، فلا يصدَّنَّكم".
- حديثُ أبي أُمامةَ الباهليِّ:
رواهُ الطَّبَريُّ في تهذيبِ الآثارِ ( مسند علي / ٢٤ )، والطَّحاويُّ في شرحِ معاني الآثارِ ( ٤ / ٣٠٩ برقم ٧٠٧٢ ) من طريقِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يزيدَ بنِ جابرٍ، قال: حدَّثنا القاسمُ، عن أبي أُمامةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عَدوى، ولا طِيَرةَ، فمَن أعدى الأوَّلَ؟".
وهذا إسنادٌ حسنٌ.
والقاسمُ هو ابنُ عبدِ الرَّحمنِ الشَّاميُّ، صاحبُ أبي أُمامةَ.
وأبو حسَّانَ هو مُسِلمُ بنُ عبدِ اللهِ البصريُّ الأعرجُ، ثقةٌ وكان من الخوارجِ، قُتِلَ سنةَ ( ١٣٠ هـ )، وله حديثٌ في صحيحِ مُسلمٍ، واستشهدَ به البُخاريُّ في كتابِ الحجِّ.
- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ:
رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٧٢ )، ومُسلِمٌ ( ٢٢٢٥ ) عن حمزةَ وسالمٍ ابنَيْ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عن ابنِ عُمَرَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، وإنَّما الشُّؤمُ في ثلاثةٍ: المرأةِ، والفَرَسِ، والدَّارِ".
- حديثُ سعدٍ بنُ أبي وقَّاصٍ:
رواهُ أحمدُ ( ١٥٥٤ )، وأبو داودَ ( ٣٩٢١ ) عن الحضرميِّ بنِ لاحقٍ، عن سعيدِ بنِ المُسيَّبِ، قال: سألتُ سعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ عنِ الطِّيَرةِ؟
فانتَهَرَني وقال: مَن حدَّثَكَ؟ فكرهتُ أن أُحدِّثَه مَن حدَّثَني.
قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عدوى ولا طِيَرةَ، ولا هامَ، إن تكُنِ الطِّيَرةُ في شيءٍ؛ ففي الفَرَسِ والمرأةِ والدَّارِ، وإذا سمعتُم بالطَّاعونِ بأرضٍ، فلا تهبطوا، وإذا كان بأرضٍ، وأنتم بها فلا تَفِرُّوا منه".
وإسنادُه حسنٌ.
قلتُ: وفي البابِ أيضًا عن: أنسِ بنِ مالكٍ، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو، وقبيصةَ بنِ المُخارِقِ، ومُعاويةَ بنِ الحكمِ، وأبي أُمامةَ الباهليِّ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وعُروةَ بنِ عامرٍ -وهو تابعيٌّ-.
- حديثُ أنسِ بنِ مالكٍ:
رواهُ البُخاريُّ ( ٥٧٥٦ و٥٧٧٦ )، ومُسلِمٌ ( ٢٢٢٤ ) واللَّفظُ له، عن قتادةَ، عن أنسٍ أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، ويُعجِبُني الفألُ؛ الكلمةُ الحسنةُ، الكلمةُ الطَّيِّبةُ".
- حديثُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ:
رواهُ مُسلِمٌ ( ٢٢٢٢ )، وأحمدُ ( ١٤١١٧ و١٤٣٤٩ و١٥١٠٣ ) عن أبي الزُّبَيرِ، عن جابرٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عَدوى، ولا طِيَرةَ، ولا غُولَ".
- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ:
رواهُ أحمدُ ( ٢٤٢٥ و٣٠٣١ )، وابنُ ماجه ( ٣٥٣٩ ) من طريقِ سِماكِ بنِ حربٍ، عن عِكرِمةَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، ولا هامةَ، ولا صَفَرَ".
سِماكٌ صدوقٌ، لكنَّ رِوايتَه عن عِكرمةَ خاصَّةً مُضطرِبةٌ، وقد تُوبِعَ..
- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو:
رواهُ أحمدُ ( ٧٠٤٥ ) قال: حدَّثنا حسنٌ، حدَّثنا ابنُ لهيعةَ، أخبرَنا ابنُ هُبَيرةَ، عن أبي عبدِ الرَّحمنِ الحُبُليِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن ردَّتْهُ الطِّيَرةُ من حاجةٍ فقد أشركَ".
قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما كفَّارةُ ذلك؟ قال: "أن يقولَ أحدُهم: اللَّهُمَّ لا خيرَ إلَّا خيرُك، ولا طيرَ إلَّا طيرُك، ولا إلهَ غيرُك".
وهذا الحديثُ وإن كان في إسنادِه عبدُ اللهِ بنُ لهيعةَ إلَّا أنَّه قد رواه عنه عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، وهو صحيحُ السَّماعِ عنه.
رواه ابنُ السُّنِّيِّ في عَمَلِ اليومِ واللَّيلةِ ( ٢٩٢ ) من طريقِ ابنِ وهبٍ، عن ابنِ لهيعةَ، بهذا الإسنادِ.
ورواه أحمدُ ( ٧٠٧٠ ) من طريقِ رِشدِينَ بنِ سعدٍ، عن الحسنِ بنِ ثوبانَ، عن هشامِ بنِ أبي رُقيَّةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصي قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عدوى، ولا طِيَرةَ، ولا هامةَ، ولا حسدَ، والعينُ حقٌّ".
وإسنادُه ضعيفٌ، لضعفِ رِشدِينَ.
- حديثُ قَبِيصةَ بنِ المُخارِقِ:
رواهُ أحمدُ ( ١٥٩١٥ و٢٠٦٠٣ و٢٠٦٠٤ )، وأبو داودَ ( ٣٩٠٧ ) من طريقِ عوفِ بنِ أبي جميلةَ، عن حيَّانَ أبي العلاءِ، عن قَطَنِ بنِ قبيصةَ، عن قَبِيصةَ بنِ المُخارِقِ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إنَّ العِيَافةَ والطِّيَرةَ والطَّرقَ من الجِبتِ".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ حيَّانُ أبو العلاءِ لم يُوثِّقْه غيرُ ابنِ حبَّانَ.
- حديثُ مُعاويةَ بنِ الحكمِ:
رواهُ مُسلِمٌ ( ٥٣٧ ) عن أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عن مُعاوِيةَ بنِ الحَكَمِ السُّلَميِّ، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أُمُورًا كنَّا نصنعُها في الجاهليَّةِ؛ كنا نأتي الكُهَّانَ، قال: "فلا تأتوا الكُهَّانَ".
قال: قلتُ: كنا نتطيَّرُ، قال: "ذاك شيءٌ يجدُه أحدُكم في نفسِه، فلا يصدَّنَّكم".
- حديثُ أبي أُمامةَ الباهليِّ:
رواهُ الطَّبَريُّ في تهذيبِ الآثارِ ( مسند علي / ٢٤ )، والطَّحاويُّ في شرحِ معاني الآثارِ ( ٤ / ٣٠٩ برقم ٧٠٧٢ ) من طريقِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يزيدَ بنِ جابرٍ، قال: حدَّثنا القاسمُ، عن أبي أُمامةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عَدوى، ولا طِيَرةَ، فمَن أعدى الأوَّلَ؟".
وهذا إسنادٌ حسنٌ.
والقاسمُ هو ابنُ عبدِ الرَّحمنِ الشَّاميُّ، صاحبُ أبي أُمامةَ.
- حديثُ أبي سعيدٍ الخُدريِّ:
رواهُ الطَّبريُّ في في تهذيبِ الآثارِ ( مسند علي / ٢٧ و٢٨ ) من طريقِ أبي شِهابٍ، عنِ ابنِ أبي ليلى، عن عطيَّةَ العَوفيِّ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عَدوى، ولا طِيَرةَ".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لضعفِ عطيَّةَ، وكان شيعيًّا مُدلِّسًا.
وابنُ أبي ليلى هو مُحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ليلى، تكلَّموا فيه.
وأبو شِهابٍ هو عبدُ ربِّه بنُ نافعٍ الكنانيُّ.
- حديثُ عُروةَ بنِ عامرٍ:
قال أبو داودَ ( ٣٩١٩ ): حدَّثنا أحمدُ بنُ حنبلٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ المعنى، قالا: حدَّثنا وكيعٌ، عن سُفيانَ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن عُروةَ بنِ عامرٍ قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرةُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: "أحسنُها الفألُ، ولا تردُّ مُسلِمًا، فإذا رأى أحدُكم ما يكرهُ فلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لا يأتي بالحسناتِ إلَّا أنتَ، ولا يدفعُ السَّيِّئاتِ إلَّا أنتَ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بكَ".
وهذا الإسنادُ رِجالُه ثِقاتٌ.
وعُروةُ بنُ عامرٍ مُختَلَفٌ في صُحبَتِه، والأكثرونَ على أنَّه تابعيٌّ.
فالحديثُ مُرسَلٌ.
رواهُ الطَّبريُّ في في تهذيبِ الآثارِ ( مسند علي / ٢٧ و٢٨ ) من طريقِ أبي شِهابٍ، عنِ ابنِ أبي ليلى، عن عطيَّةَ العَوفيِّ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا عَدوى، ولا طِيَرةَ".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لضعفِ عطيَّةَ، وكان شيعيًّا مُدلِّسًا.
وابنُ أبي ليلى هو مُحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ليلى، تكلَّموا فيه.
وأبو شِهابٍ هو عبدُ ربِّه بنُ نافعٍ الكنانيُّ.
- حديثُ عُروةَ بنِ عامرٍ:
قال أبو داودَ ( ٣٩١٩ ): حدَّثنا أحمدُ بنُ حنبلٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ المعنى، قالا: حدَّثنا وكيعٌ، عن سُفيانَ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن عُروةَ بنِ عامرٍ قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرةُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: "أحسنُها الفألُ، ولا تردُّ مُسلِمًا، فإذا رأى أحدُكم ما يكرهُ فلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لا يأتي بالحسناتِ إلَّا أنتَ، ولا يدفعُ السَّيِّئاتِ إلَّا أنتَ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بكَ".
وهذا الإسنادُ رِجالُه ثِقاتٌ.
وعُروةُ بنُ عامرٍ مُختَلَفٌ في صُحبَتِه، والأكثرونَ على أنَّه تابعيٌّ.
فالحديثُ مُرسَلٌ.
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
قال الإمامُ أحمدُ ( ٣٦٨٧ ): حدَّثنا وكيعٌ، حدَّثنا سُفيانُ، عن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن عِيسى بنِ عاصمٍ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، عن عَبدِ اللهِ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الطِّيَرةُ شِركٌ"، وما مِنَّا إلَّا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتَّوكُّلِ.…
هذا الحديثُ كنتُ قد كتبتُه منذُ سنتَينِ، وأودعتُه كُنَّاشتي.. فنسيتُ أن أنشرَه في تلك الأيَّامِ! وجلَّ مَن لا يسهو.
وقد كتبتُ منذُ سنتَينِ هذه الرِّسالةَ:
وقد كتبتُ منذُ سنتَينِ هذه الرِّسالةَ:
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
كنتُ اليومَ -ولا زِلتُ- بصدَدِ تخريجِ حديثِ ابنِ مسعودٍ: "الطَّيَرةُ شِركٌ"؛ فرأيتُ له شواهدَ كثيرةً.
فتصلُحُ أن تكونَ هي وأحاديثُ العدوى والهامةِ والصَّفَر والغُولِ بحثًا، جمعًا ودِراسةً..
فتصلُحُ أن تكونَ هي وأحاديثُ العدوى والهامةِ والصَّفَر والغُولِ بحثًا، جمعًا ودِراسةً..
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
قال الإمامُ البُخاريُّ ( ٥٧٣٩ ): حدَّثني مُحمَّدُ بنُ خالدٍ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ وهبِ بنِ عطيَّةَ الدِّمشقيُّ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ حربٍ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ الوليدِ الزُّبَيديُّ، أخبرنا الزُّهريُّ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن زينبَ بنةِ أبي سلمةَ، عن أُمِّ سلمةَ رضي اللهُ عنها، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأى في بيتِها جاريةً، في وجهِها سَفعةٌ، فقال: "استَرقُوا لها؛ فإنَّ بها النَّظرةَ".
والغايةُ من هذا الحديثِ بيانُ لطائفَ إسناديَّةٍ فيه:
١ - الأولى: أنَّه مُسَلسَلٌ إلى الزُّهريِّ بالمُحمَّدِينَ.
واسمُ الزُّهريِّ: مُحمَّدُ بنُ مُسلِمٍ، واسمُ البُخاريِّ: مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ.
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: "اجتمع في هذا السَّندِ من البُخاريِّ إلى الزُّهريِّ سِتَّةُ أنفُسٍ في نَسَقٍ، كلٌّ منهم اسمُه مُحمَّدٌ، وإذا روينا الصَّحيحَ من طريقِ الفراويِّ عن الحفصيِّ عن الكُشمِيهَنيِّ عن الفِرَبريِّ كانوا عشرةً". اهـ
اسمُ الفِرَبريِّ: مُحمَّدُ بنُ يُوسُفَ، واسمُ الكُشمِيهَنيِّ: مُحمَّدُ بنُ مكَّيٍّ، واسمُ الحفصيِّ: مُحمَّدُ بنُ أحمدَ، واسمُ الفُرَاويِّ: مُحمَّدُ بنُ الفضلِ.
وهؤلاء من رُواةِ صحيحِ البُخاريِّ.
٢ - الثَّانيةُ: روايةُ تابعيٍّ عن مثلِه؛ الزُّهريُّ عن عُروةَ.
وعُروةُ أكبرُ منه.
٣ - الثَّالثةُ: روايةُ البنتِ عن أُمِّها؛ زينبُ عن أُمِّها أُمِّ سلمةَ.
٤ - الرَّابعةُ: زينبُ بنتُ أبي سَلَمةَ صحابيَّةٌ صغيرةٌ، وكانَتْ ربيبةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وابنةَ أخيه من الرَّضاعةِ؛ فإنَّ ثُوَيبةَ أرضَعَتْ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبا سلمةَ.
وُلِدَت زينبُ بأرضِ الحبشةِ، وكان اسمُها برَّةً، فسمَّاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زينبَ.
روَتْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعن أُمَّهاتِ المُؤمنينَ: أُمِّها أُمِّ سلمةَ، وعائِشةَ، وأُمِّ حبيبةَ، وزينبَ بنتِ جحشٍ.
٥ - الخامسةُ: مُحمَّدُ بنُ الوليدِ الزُّبَيديُّ لازمَ الزُّهريَّ عشرَ سِنينَ سفرًا وحضرًا، حتَّى احتوى على أكثرِ عِلمِه، وهو من الطَّبقةِ الأُولى من أصحابِ الزُّهريِّ.
٦ - السَّادسةُ: شيخُ البُخاريِّ هو مُحمَّدُ بنُ يحيى الذُّهليُّ، الإمامُ الحافظُ الجليلُ.
وكان البُخاريُّ إذا روى عنه ينسبُه إلى أحدِ جُدودِه؛ لِما وقع بينهما.
أمَّا الإمامُ مُسلِمٌ؛ فوقفَ مع شيخِه البُخاريِّ، فتركَ الرِّوايةَ عن الذُّهليِّ، ولم يروِ له في صحيحِه شيئًا.
رحم اللهُ الجميعَ.
٧ - السَّابعةُ: قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: "وهذا الإسنادُ ممَّا نزل فيه البُخاريُّ في حديثِ عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ ثلاثَ درجاتٍ، فإنَّه أخرج في صحيحِه حديثًا عن عُبَيدِ اللهِ بن موسى عن هِشامِ بنِ عُروةَ عن أبيه، وهو في العتقِ، فكان بينه وبين عُروةَ رجلانِ، وهنا بينه وبينه فيه خمسةُ أنفُسٍ". اهـ
والحديثُ الذي أشار إليه الحافظُ برقم ( ٢٥١٨ ) قال البُخاريُّ: حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ مُوسى، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن أبي مُراوِحٍ، عن أبي ذرٍّ قال: سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العملِ أفضلُ؟ الحديث.
٨ - الثَّامنةُ: قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: "ومُحمَّدُ بنُ وهبِ بنِ عطيَّةَ سُلَميٌّ، قد أدرَكَهُ البُخاريُّ، وما أدري لقيه أم لا؟، وهو من أقرانِ الطَّبقةِ الوُسطى من شُيوخِه، وما له عنده إلَّا هذا الحديثُ، وقد أخرجه مُسلِمٌ عاليًا بالنِّسبةِ لروايةِ البُخاريِّ هذه، قال: حدَّثنا أبو الرَّبيعِ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ حربٍ، فذكَرَهُ". اهـ
٩ - التَّاسعةُ: كان مُحمَّدُ بنُ حربٍ الخولانيُّ كاتبًا لشيخِه مُحمَّدِ بنِ الوليدِ الزُّبَيديِّ.
١٠ - العاشرةُ: مُحمَّدُ بنُ وهبٍ، ومُحمَّدُ بنُ حربٍ، ومُحمَّدُ بنُ الوليدِ: شاميُّونَ.
فهذه عشرُ لطائفَ، مَن يزيدُ؟
والغايةُ من هذا الحديثِ بيانُ لطائفَ إسناديَّةٍ فيه:
١ - الأولى: أنَّه مُسَلسَلٌ إلى الزُّهريِّ بالمُحمَّدِينَ.
واسمُ الزُّهريِّ: مُحمَّدُ بنُ مُسلِمٍ، واسمُ البُخاريِّ: مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ.
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: "اجتمع في هذا السَّندِ من البُخاريِّ إلى الزُّهريِّ سِتَّةُ أنفُسٍ في نَسَقٍ، كلٌّ منهم اسمُه مُحمَّدٌ، وإذا روينا الصَّحيحَ من طريقِ الفراويِّ عن الحفصيِّ عن الكُشمِيهَنيِّ عن الفِرَبريِّ كانوا عشرةً". اهـ
اسمُ الفِرَبريِّ: مُحمَّدُ بنُ يُوسُفَ، واسمُ الكُشمِيهَنيِّ: مُحمَّدُ بنُ مكَّيٍّ، واسمُ الحفصيِّ: مُحمَّدُ بنُ أحمدَ، واسمُ الفُرَاويِّ: مُحمَّدُ بنُ الفضلِ.
وهؤلاء من رُواةِ صحيحِ البُخاريِّ.
٢ - الثَّانيةُ: روايةُ تابعيٍّ عن مثلِه؛ الزُّهريُّ عن عُروةَ.
وعُروةُ أكبرُ منه.
٣ - الثَّالثةُ: روايةُ البنتِ عن أُمِّها؛ زينبُ عن أُمِّها أُمِّ سلمةَ.
٤ - الرَّابعةُ: زينبُ بنتُ أبي سَلَمةَ صحابيَّةٌ صغيرةٌ، وكانَتْ ربيبةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وابنةَ أخيه من الرَّضاعةِ؛ فإنَّ ثُوَيبةَ أرضَعَتْ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبا سلمةَ.
وُلِدَت زينبُ بأرضِ الحبشةِ، وكان اسمُها برَّةً، فسمَّاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زينبَ.
روَتْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعن أُمَّهاتِ المُؤمنينَ: أُمِّها أُمِّ سلمةَ، وعائِشةَ، وأُمِّ حبيبةَ، وزينبَ بنتِ جحشٍ.
٥ - الخامسةُ: مُحمَّدُ بنُ الوليدِ الزُّبَيديُّ لازمَ الزُّهريَّ عشرَ سِنينَ سفرًا وحضرًا، حتَّى احتوى على أكثرِ عِلمِه، وهو من الطَّبقةِ الأُولى من أصحابِ الزُّهريِّ.
٦ - السَّادسةُ: شيخُ البُخاريِّ هو مُحمَّدُ بنُ يحيى الذُّهليُّ، الإمامُ الحافظُ الجليلُ.
وكان البُخاريُّ إذا روى عنه ينسبُه إلى أحدِ جُدودِه؛ لِما وقع بينهما.
أمَّا الإمامُ مُسلِمٌ؛ فوقفَ مع شيخِه البُخاريِّ، فتركَ الرِّوايةَ عن الذُّهليِّ، ولم يروِ له في صحيحِه شيئًا.
رحم اللهُ الجميعَ.
٧ - السَّابعةُ: قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: "وهذا الإسنادُ ممَّا نزل فيه البُخاريُّ في حديثِ عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ ثلاثَ درجاتٍ، فإنَّه أخرج في صحيحِه حديثًا عن عُبَيدِ اللهِ بن موسى عن هِشامِ بنِ عُروةَ عن أبيه، وهو في العتقِ، فكان بينه وبين عُروةَ رجلانِ، وهنا بينه وبينه فيه خمسةُ أنفُسٍ". اهـ
والحديثُ الذي أشار إليه الحافظُ برقم ( ٢٥١٨ ) قال البُخاريُّ: حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ مُوسى، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن أبي مُراوِحٍ، عن أبي ذرٍّ قال: سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العملِ أفضلُ؟ الحديث.
٨ - الثَّامنةُ: قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: "ومُحمَّدُ بنُ وهبِ بنِ عطيَّةَ سُلَميٌّ، قد أدرَكَهُ البُخاريُّ، وما أدري لقيه أم لا؟، وهو من أقرانِ الطَّبقةِ الوُسطى من شُيوخِه، وما له عنده إلَّا هذا الحديثُ، وقد أخرجه مُسلِمٌ عاليًا بالنِّسبةِ لروايةِ البُخاريِّ هذه، قال: حدَّثنا أبو الرَّبيعِ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ حربٍ، فذكَرَهُ". اهـ
٩ - التَّاسعةُ: كان مُحمَّدُ بنُ حربٍ الخولانيُّ كاتبًا لشيخِه مُحمَّدِ بنِ الوليدِ الزُّبَيديِّ.
١٠ - العاشرةُ: مُحمَّدُ بنُ وهبٍ، ومُحمَّدُ بنُ حربٍ، ومُحمَّدُ بنُ الوليدِ: شاميُّونَ.
فهذه عشرُ لطائفَ، مَن يزيدُ؟
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
قال الإمامُ البُخاريُّ ( ٥٧٣٩ ): حدَّثني مُحمَّدُ بنُ خالدٍ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ وهبِ بنِ عطيَّةَ الدِّمشقيُّ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ حربٍ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ الوليدِ الزُّبَيديُّ، أخبرنا الزُّهريُّ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن زينبَ بنةِ أبي سلمةَ، عن أُمِّ…
١١ - هذا الحديثُ لم يروِه من أصحابِ الكُتُبِ السِّتَّةِ سوى البُخاريِّ ومُسلِمٍ.
وليس هو في مُسندِ أحمدَ.
١٢ - هذا الحديثُ من ثُمانيَّاتِ الإمامِ البُخاريِّ، فهو إسنادٌ نازلٌ، وانظُرِ اللَّطيفةَ رقم (٧).
١٣ - روى الحافظُ الذَّهَبيُّ هذا الحديثَ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٦ / ٢٨٣ - ٢٨٤ ) من طريقِ خمسةَ عشرَ رجلًا، كلُّهم اسمُه مُحمَّدٌ، ثم قال: "وقد وقع لنا عزيزًا مُسَلسَلًا بالمُحمَّدِينَ إلى عُروةَ ولا نظيرَ له، وعِدَّتُهم خمسةَ عشرَ مُحمَّدًا، وأنا السَّادسَ عشرَ".
واسمُ الذَّهَبيِّ: مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عُثمانَ.
وليس هو في مُسندِ أحمدَ.
١٢ - هذا الحديثُ من ثُمانيَّاتِ الإمامِ البُخاريِّ، فهو إسنادٌ نازلٌ، وانظُرِ اللَّطيفةَ رقم (٧).
١٣ - روى الحافظُ الذَّهَبيُّ هذا الحديثَ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٦ / ٢٨٣ - ٢٨٤ ) من طريقِ خمسةَ عشرَ رجلًا، كلُّهم اسمُه مُحمَّدٌ، ثم قال: "وقد وقع لنا عزيزًا مُسَلسَلًا بالمُحمَّدِينَ إلى عُروةَ ولا نظيرَ له، وعِدَّتُهم خمسةَ عشرَ مُحمَّدًا، وأنا السَّادسَ عشرَ".
واسمُ الذَّهَبيِّ: مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عُثمانَ.
قال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ في العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ١ / ١٨٣ برقم ١٤٨ - رواية ابنه عبد الله ): حدَّثنا عبدُ الرَّزَّاقِ قال: حدَّثنا معمرٌ، عن الزُّهريِّ قال: "مسَّتْ رُكبَتي رُكبةَ سعيدِ بنِ المُسيِّبِ ثمانيَ سِنِينَ".
وهذا إسنادٌ صحيحٌ مُسَلسَلٌ بالأئمَّةِ.
ورواه الفسويُّ في المعرفةِ ( ١ / ٦٣١ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٣ / ٣٦٢ ) من طريقِ عبدِ الرَّزَّاقِ، به.
وذكَرَهُ المِزِّيُّ في التَّهذيبِ ( ٢٦ / ٤٣٣ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ٥ / ٣٣٢ ) وفي التِّذكرةِ ( ١ / ١٠٩ ).
وهذا إسنادٌ صحيحٌ مُسَلسَلٌ بالأئمَّةِ.
ورواه الفسويُّ في المعرفةِ ( ١ / ٦٣١ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٣ / ٣٦٢ ) من طريقِ عبدِ الرَّزَّاقِ، به.
وذكَرَهُ المِزِّيُّ في التَّهذيبِ ( ٢٦ / ٤٣٣ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ٥ / ٣٣٢ ) وفي التِّذكرةِ ( ١ / ١٠٩ ).
قال الفِريابيُّ في صِفَةِ النِّفاقِ وذمِّ المُنافِقينَ ( ص٦٧ ): حدَّثنا عمرُو بنُ عُثمانَ بنِ كثيرِ بنِ دِينارٍ الحِمصيُّ، حدَّثنا بقيَّةُ بنُ الوليدِ، حدَّثني صفوانُ بنُ عمرٍو، حدَّثني سُلَيمُ بنُ عامرٍ، حدَّثني جُبَيرُ بنُ نُفَيرٍ، أنَّه سَمِعَ أبا الدَّرداءِ -وهو في آخرِ صلاتِه وقد فَرَغَ من التَّشهُّدِ- يتعوَّذُ باللهِ من النِّفاقِ، فأكثرَ من التَّعوُّذِ منه، قال: فقال جُبَيرٌ: وما لك يا أبا الدَّرداءِ أنتَ والنِّفاقَ؟ فقال: "دَعْنا عنكَ دَعْنا عنكَ، فواللهِ إنَّ الرجلَ لَيُقلَبُ عن دينِه في السَّاعةِ الواحدةِ فيُخلَعُ منه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ شاميٌّ صحيحٌ.
وبقيَّةُ مُدلِّسٌ وقد صرَّحَ هنا بالتَّحديثِ.
ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٧ / ١٨١ - ١٨٢ )، والذَّهبيُّ في السِّيَرِ ( ٦ / ٣٨٢ ) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ جعفرٍ الفِريابيِّ، بهذا الإسنادِ.
وقال الذَّهبيُّ: "إسنادُه صحيحٌ".
وعلَّقَ الذَّهبيُّ على هذا الأثرِ بقولِه: "ومن النِّفاقِ الأصغرِ: الرجلُ يتكلَّمُ بالكلمةِ لا يُلقي لها بالًا، ولا يظنُّ أنَّها تبلُغُ ما بلَغَتْ، يهوي بها في النَّارِ سبعينَ خريفًا.
وأمَّا النِّفاقُ الأكبرُ، وإن كان الرجلُ يعلمُ من نفسِه أنَّه مُسلِمٌ، فعليه أن يتعوَّذَ باللهِ من النِّفاقِ والشِّركِ، فإنَّه لا يدري بما يُختَمُ له، فرُبَّما أصبحَ مُؤمِنًا، وأمسى كافِرًا، نعوذُ بوجهِ اللهِ الكريمِ من ذلك".
سِيَرُ الأعلامِ ( ٦ / ٣٨٢ - ٣٨٣ ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ شاميٌّ صحيحٌ.
وبقيَّةُ مُدلِّسٌ وقد صرَّحَ هنا بالتَّحديثِ.
ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٧ / ١٨١ - ١٨٢ )، والذَّهبيُّ في السِّيَرِ ( ٦ / ٣٨٢ ) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ جعفرٍ الفِريابيِّ، بهذا الإسنادِ.
وقال الذَّهبيُّ: "إسنادُه صحيحٌ".
وعلَّقَ الذَّهبيُّ على هذا الأثرِ بقولِه: "ومن النِّفاقِ الأصغرِ: الرجلُ يتكلَّمُ بالكلمةِ لا يُلقي لها بالًا، ولا يظنُّ أنَّها تبلُغُ ما بلَغَتْ، يهوي بها في النَّارِ سبعينَ خريفًا.
وأمَّا النِّفاقُ الأكبرُ، وإن كان الرجلُ يعلمُ من نفسِه أنَّه مُسلِمٌ، فعليه أن يتعوَّذَ باللهِ من النِّفاقِ والشِّركِ، فإنَّه لا يدري بما يُختَمُ له، فرُبَّما أصبحَ مُؤمِنًا، وأمسى كافِرًا، نعوذُ بوجهِ اللهِ الكريمِ من ذلك".
سِيَرُ الأعلامِ ( ٦ / ٣٨٢ - ٣٨٣ ).
قال العبَّاسُ بنُ الوليدِ: فما رأيتُ أبي يتعجَّبُ من شيءٍ في الدُّنيا تَعجُّبَهُ من الأوزاعيِّ، فكان يقولُ: سُبحانَكَ تفعلُ ما تشاءُ! كان الأوزاعيُّ يتيمًا فقيرًا في حجرِ أُمِّهِ، تنقلُه من بلدٍ إلى بلدٍ، وقد جرى حُكمُكَ فيه أن بلَّغتَه حيثُ رأيتُه.
يا بُنَيَّ! عجَزَتِ المُلوكُ أن تُؤدِّبَ نفسَها وأولادَها أدبَ الأوزاعيِّ في نفسِه، ما سمعتُ منه كلمةً قطُّ فاضِلةً إلَّا احتاجَ مُستَمِعُها إلى إثباتِها عنه، ولا رأيتُه ضاحِكًا قطُّ حتَّى يُقَهقِهَ، ولقد كان إذا أخذَ في ذِكرِ المعادِ، أقولُ في نفسِي: أتُرى في المجلسِ قلبٌ لم يبكِ؟! اهـ
ذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في السِّير ( ٧ / ١١٠ ).
والعبَّاسُ بنُ الوليدِ من عُلَماءِ الشَّامِ وفُقَهائِهم وقُرَّائِهم، سمع أباهُ وتفقَّهَ به.
وروى عنه أبو داودَ، والنَّسائيُّ، وأبو زُرعةَ وغيرُهم.
وأبوه هو الوليدُ بنُ مَزيَدٍ، من عُلَماءِ الشَّامِ، ومن جِلَّةِ أصحابِ الأوزاعيِّ وثِقاتِهم.
روى عن الأوزاعيِّ فأكثرَ.
والأوزاعيُّ هو الإمامُ الحُجَّةُ القُدوةُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَمرٍو، شيخُ الإسلامِ، وعالِمُ أهلِ الشَّامِ.
يا بُنَيَّ! عجَزَتِ المُلوكُ أن تُؤدِّبَ نفسَها وأولادَها أدبَ الأوزاعيِّ في نفسِه، ما سمعتُ منه كلمةً قطُّ فاضِلةً إلَّا احتاجَ مُستَمِعُها إلى إثباتِها عنه، ولا رأيتُه ضاحِكًا قطُّ حتَّى يُقَهقِهَ، ولقد كان إذا أخذَ في ذِكرِ المعادِ، أقولُ في نفسِي: أتُرى في المجلسِ قلبٌ لم يبكِ؟! اهـ
ذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في السِّير ( ٧ / ١١٠ ).
والعبَّاسُ بنُ الوليدِ من عُلَماءِ الشَّامِ وفُقَهائِهم وقُرَّائِهم، سمع أباهُ وتفقَّهَ به.
وروى عنه أبو داودَ، والنَّسائيُّ، وأبو زُرعةَ وغيرُهم.
وأبوه هو الوليدُ بنُ مَزيَدٍ، من عُلَماءِ الشَّامِ، ومن جِلَّةِ أصحابِ الأوزاعيِّ وثِقاتِهم.
روى عن الأوزاعيِّ فأكثرَ.
والأوزاعيُّ هو الإمامُ الحُجَّةُ القُدوةُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَمرٍو، شيخُ الإسلامِ، وعالِمُ أهلِ الشَّامِ.
Forwarded from قناة إبراهيم المديهش العلمية
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
Photo
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الأثر له طرق عن ابن مسعود، منها طريق صحيح، وباقي الطّرق لا تخلو من كلام، لكنها تعضد بعضها بعضًا، وإليك التّفصيل:
١ - روى الحاكم في المستدرك ( ٧٥٠٥ ) من طريق عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن الأسديّ قال: دخل عبد الله بن مسعود على امرأة فرأى عليها حِرزًا من الحُمرة فقطعه قطعًا عنيفًا ثم قال: "إنّ آل عبد الله عن الشّرك أغنياء، وقال: كان مما حفظنا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّ الرّقى والتّمائم والتِّوَلة من الشّرك".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه".
ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السّبيعيّ.
ورواه الطّبرانيّ في المعجم الأوسط ( ١٤٤٢ )، والحازميّ في الاعتبار ( ص٢٣٨ ) من طريق عثمان بن عمر، عن إسرائيل، عن ميسرة، به، مختصرًا.
وزادا: فقالت له امرأته: وما التِّولة؟ قال: التّهييج.
والحُمرة ورم من جنس الطّواعين.
والمراد بالرّقى الممنوعة هنا: ما كان بأسماء الشّياطين والجنّ، لا ما كان بالقرآن والسّنّة الصّحيحة.
والتِّوَلة: هو نوع من السّحر يُحبِّب المرأة إلى زوجها.
٢ - وقال أحمد بن حنبل في المسند ( ٣٦١٥ ): حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن يحيى بن الجزّار، عن ابن أخي زينب، عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق؛ كراهية أن يهجم منّا على شيء يكرهه، قالت: وإنّه جاء ذات يوم، فتنحنح، قالت: وعندي عجوز ترقيني من الحُمرة، فأدخلتها تحت السّرير، فدخل، فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطًا، قال: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت: خيط أُرقِيَ لي فيه، قالت: فأخذه، فقطعه، ثم قال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشّرك؛ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الرّقى والتّمائم والتِّوَلة شرك".
قالت: فقلت له: لم تقول هذا، وقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت؟ قال: إنّما ذلك عمل الشّيطان كان ينخسها بيده، فإذا رقيتِها كفّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أذهب الباس ربّ النّاس، اشفِ أنت الشّافي، لا شفاء إلّا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا".
وهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة ابن أخي زينب زوجة عبد الله بن مسعود، وهو مُتابَع.
ورواه مطوّلًا ومختصرًا: أبو داود ( ٣٨٨٣ )، وابن ماجه ( ٣٥٣٠ )، وأبو يعلى ( ٥٢٠٨ )، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في السّنّة ( ٧٩٢ )، والطّبرانيّ في الدّعاء ( ١١٠٦ )، وابن بطّة في الإبانة الكبرى ( ١٠٣٣ )، والبغويّ في شرح السّنّة ( ٣٢٤٠ ) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرّة، بهذا الإسناد.
وعند ابن ماجه وأبي يعلى: ابن أخت زينب.
وقد تابع ابنَ أخي زينب: عبدُ الله بن عتبة بن مسعود:
٣ - رواه الحاكم -وصحّحه ووافقه الذّهبي- ( ٨٢٩٠ ) من طريق موسى بن أعين، عن محمّد بن مسلمة الكوفيّ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن يحيى بن الجزّار، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زينب امرأة عبد الله أنّها أصابها حُمرة في وجهها، فدخلت عليها عجوز فرقتْها في خيط فعلّقته عليها... الحديث.
ومحمّد بن مسلمة الكوفي هذا لم أجد له ترجمة.
وموس بن أعين يروي عن الأعمش مباشرة، لكنّ روايته هنا بواسطة.
٤ - وروى أبو بكر بن أبي شيبة ( ٢٥٠٠٢ )، والخلّال في السّنّة ( ١٤٨١ )، وابن بطّة في الإبانة ( ١٠٢٩ ) من طريق وكيع بنِ الجرّاح، عن الأعمش، عن إبراهيم النّخعيّ، عن أبي عُبَيدة قال: دخل عبد الله على امرأته، فلمس صدرها، فإذا في عنقها خيط قد علّقته، فقال: ما هذا؟ فقالت: شيئًا رُقِي لي فيه من الحُمَّى، فنزعه وقال: "لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشّرك".
واللّفظ للخلّال، وعند ابن أبي شيبة: إنّ آل إبراهيم أغنياء عن الشّرك.
والصّواب: "الحُمرة" بدل "الحمّى"، و"آل عبد الله" بدل "آل إبراهيم" كما في مصادر التّخريج.
وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنّ في سماع أبي عُبَيدة من أبيه ابن مسعود خلافًا، والرّاجح أنّه لم يسمع منه، كان يوم مات أبوه ابن سبع سنين.
٥ - وقال أبو بكر بن أبي شيبة ( ٢٥٠٠٣ ): حدّثنا هُشَيم، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: رأى ابن مسعود على بعض أهله شيئًا قد تعلّقه، فنزعه منه نزعًا عنيفًا وقال: "إنّ آل ابن مسعود أغنياء عن الشّرك".
وهذا إسناد منقطع؛ إبراهيم النّخعيّ لم يدرك ابن مسعود.
٦ - وروى عبد الرّزّاق ( ٢٠٣٤٣ ) -ومن طريقه الطّبرانيّ في المعجم الكبير ( ٨٨٦١ )- عن معمر، عن عبد الكريم الجزريّ، عن زياد بن أبي مريم أو عن أبي عُبَيدة -شك معمر- قال: رأى ابن مسعود في عنق امرأته خرزًا قد تعلّقته من الحُمرة فقطعه وقال: "إنّ آل عبد الله بن مسعود لأغنياء عن الشّرك".
وهذا إسناد منقطع أيضًا.
هذا الأثر له طرق عن ابن مسعود، منها طريق صحيح، وباقي الطّرق لا تخلو من كلام، لكنها تعضد بعضها بعضًا، وإليك التّفصيل:
١ - روى الحاكم في المستدرك ( ٧٥٠٥ ) من طريق عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن الأسديّ قال: دخل عبد الله بن مسعود على امرأة فرأى عليها حِرزًا من الحُمرة فقطعه قطعًا عنيفًا ثم قال: "إنّ آل عبد الله عن الشّرك أغنياء، وقال: كان مما حفظنا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّ الرّقى والتّمائم والتِّوَلة من الشّرك".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه".
ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السّبيعيّ.
ورواه الطّبرانيّ في المعجم الأوسط ( ١٤٤٢ )، والحازميّ في الاعتبار ( ص٢٣٨ ) من طريق عثمان بن عمر، عن إسرائيل، عن ميسرة، به، مختصرًا.
وزادا: فقالت له امرأته: وما التِّولة؟ قال: التّهييج.
والحُمرة ورم من جنس الطّواعين.
والمراد بالرّقى الممنوعة هنا: ما كان بأسماء الشّياطين والجنّ، لا ما كان بالقرآن والسّنّة الصّحيحة.
والتِّوَلة: هو نوع من السّحر يُحبِّب المرأة إلى زوجها.
٢ - وقال أحمد بن حنبل في المسند ( ٣٦١٥ ): حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن يحيى بن الجزّار، عن ابن أخي زينب، عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق؛ كراهية أن يهجم منّا على شيء يكرهه، قالت: وإنّه جاء ذات يوم، فتنحنح، قالت: وعندي عجوز ترقيني من الحُمرة، فأدخلتها تحت السّرير، فدخل، فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطًا، قال: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت: خيط أُرقِيَ لي فيه، قالت: فأخذه، فقطعه، ثم قال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشّرك؛ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الرّقى والتّمائم والتِّوَلة شرك".
قالت: فقلت له: لم تقول هذا، وقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت؟ قال: إنّما ذلك عمل الشّيطان كان ينخسها بيده، فإذا رقيتِها كفّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أذهب الباس ربّ النّاس، اشفِ أنت الشّافي، لا شفاء إلّا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا".
وهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة ابن أخي زينب زوجة عبد الله بن مسعود، وهو مُتابَع.
ورواه مطوّلًا ومختصرًا: أبو داود ( ٣٨٨٣ )، وابن ماجه ( ٣٥٣٠ )، وأبو يعلى ( ٥٢٠٨ )، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في السّنّة ( ٧٩٢ )، والطّبرانيّ في الدّعاء ( ١١٠٦ )، وابن بطّة في الإبانة الكبرى ( ١٠٣٣ )، والبغويّ في شرح السّنّة ( ٣٢٤٠ ) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرّة، بهذا الإسناد.
وعند ابن ماجه وأبي يعلى: ابن أخت زينب.
وقد تابع ابنَ أخي زينب: عبدُ الله بن عتبة بن مسعود:
٣ - رواه الحاكم -وصحّحه ووافقه الذّهبي- ( ٨٢٩٠ ) من طريق موسى بن أعين، عن محمّد بن مسلمة الكوفيّ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن يحيى بن الجزّار، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زينب امرأة عبد الله أنّها أصابها حُمرة في وجهها، فدخلت عليها عجوز فرقتْها في خيط فعلّقته عليها... الحديث.
ومحمّد بن مسلمة الكوفي هذا لم أجد له ترجمة.
وموس بن أعين يروي عن الأعمش مباشرة، لكنّ روايته هنا بواسطة.
٤ - وروى أبو بكر بن أبي شيبة ( ٢٥٠٠٢ )، والخلّال في السّنّة ( ١٤٨١ )، وابن بطّة في الإبانة ( ١٠٢٩ ) من طريق وكيع بنِ الجرّاح، عن الأعمش، عن إبراهيم النّخعيّ، عن أبي عُبَيدة قال: دخل عبد الله على امرأته، فلمس صدرها، فإذا في عنقها خيط قد علّقته، فقال: ما هذا؟ فقالت: شيئًا رُقِي لي فيه من الحُمَّى، فنزعه وقال: "لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشّرك".
واللّفظ للخلّال، وعند ابن أبي شيبة: إنّ آل إبراهيم أغنياء عن الشّرك.
والصّواب: "الحُمرة" بدل "الحمّى"، و"آل عبد الله" بدل "آل إبراهيم" كما في مصادر التّخريج.
وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنّ في سماع أبي عُبَيدة من أبيه ابن مسعود خلافًا، والرّاجح أنّه لم يسمع منه، كان يوم مات أبوه ابن سبع سنين.
٥ - وقال أبو بكر بن أبي شيبة ( ٢٥٠٠٣ ): حدّثنا هُشَيم، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: رأى ابن مسعود على بعض أهله شيئًا قد تعلّقه، فنزعه منه نزعًا عنيفًا وقال: "إنّ آل ابن مسعود أغنياء عن الشّرك".
وهذا إسناد منقطع؛ إبراهيم النّخعيّ لم يدرك ابن مسعود.
٦ - وروى عبد الرّزّاق ( ٢٠٣٤٣ ) -ومن طريقه الطّبرانيّ في المعجم الكبير ( ٨٨٦١ )- عن معمر، عن عبد الكريم الجزريّ، عن زياد بن أبي مريم أو عن أبي عُبَيدة -شك معمر- قال: رأى ابن مسعود في عنق امرأته خرزًا قد تعلّقته من الحُمرة فقطعه وقال: "إنّ آل عبد الله بن مسعود لأغنياء عن الشّرك".
وهذا إسناد منقطع أيضًا.
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
Photo
٧ - وروى الطّبراني في الكبير ( ٨٨٦٢ ) من طريق موسى بن داود الضّبّيّ، ثنا أبو إسرائيل الملائيّ، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة أنّ ابن مسعود دخل على بعض أمّهات أولاده فرأى في عنقها تميمة، فلوى السّير حتّى قطعه، وقال: "أفي بيوتي الشّرك؟" ثم قال: "التّمائم والرّقى والتِّوَلة شرك، أو طرف من الشّرك".
وهذا إسناد ضعيف؛ أبو إسرائيل الملائيّ -وهو إسماعيل بن خليفة العبسيّ- ضعيف سيّء الحفظ.
٨ - وقال الطّبرانيّ في الكبير ( ٨٨٦٣ ): حدّثنا عمر بن حفص السّدوسيّ، ثنا عاصم بن عليّ، ثنا المسعوديّ، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن عبد الله أنّه رأى في عنق امرأة من أهله سيرًا فيه تمائم، فمدّه مدًّا شديدًا حتّى قطع السّير وقال: "إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشّرك"، ثم قال: "إنّ التِّولة والتّمائم والرّقى لشرك"، فقالت امرأة: إنّ أحدنا ليشتكي رأسها فيسترقي، فإذا استرقت ظنّ أنّ ذلك قد نفعها، فقال عبد الله: "إنّ الشّيطان يأتي إحداكنّ فيخشّ في رأسها، فإذا استرقت خنس، فإذا لم تسترق نخس، فلو أنّ إحداكنّ تدعو بماء فتنضحه في رأسها ووجهها، ثم تقول: بسم الله الرّحمن الرّحيم، ثم تقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ بربّ الفلق، وقل أعوذ بربّ الناس نفعها ذلك إن شاء الله".
في الإسناد المسعودي، وقد اختلط في آخر عمره، وسماع عاصم بن علي منه بعد الاختلاط.
وتقدّم أنّ الرّاجح عدم سماع أبي عبيدة من أبيه.
فالإسناد ضعيف.
وقد تقدّم أنّ الحاكم روى الحديث من طريق إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن الأسديّ قال: دخل عبد الله بن مسعود.
وهنا نجد أنّ أبا إسرائيل الملائيّ رواه عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة.
ونجد المسعودي قد خالف ميسرة؛ فرواه عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة.
وقد تقدّم حال أبي إسرائيل الملائيّ، وأنّ عاصم بن عليّ روى عن المسّعوديّ بعد الاختلاط.
فالصّواب ما رواه إسرائيل بن يونس السّبيعيّ، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن.
وقد روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود هذه القصّة كما تقدّم في رواية الخلّال وابن بطّة.
٩ - وروى ابن حبّان ( ٦٠٩٠ ) من طريق واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فُضَيل، عن العلاء بن المسيّب، عن فُضَيل بن عمرو، عن يحيى بن الجزّار قال: دخل عبد الله على امرأة وفي عنقها شيء مُعوَّذ، فجذبه فقطعه ثم قال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء أن يشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطانًا، ثم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الرّقى والتّمائم والتِّوَلة شرك"، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذه الرّقى والتّمائم قد عرفناها، فما التِّوَلة؟ قال: شيء يصنعه النّساء يتحبَّبنَ إلى أزواجهنّ.
وهذا إسناده رجاله ثقات، إلّا أنّ فيه انقطاعًا بين يحيى بي الجزّار وبين عبد الله بن مسعود.
وقد تقدّم أنّ بينهما راويَين؛ وهما زينب امرأة عبد الله، وابن أخيها.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير ( ١٠٥٠٣ ) من طريق النّضر بن محمّد، عن العلاء بن المسيّب، به، مقتصرًا على الحديث المرفوع.
الخلاصة:
أنّ القصّة ثبتت من طريق إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن الأسديّ.
وباقي الطّرق لم تخلُ من كلام، لكنّها في مجموعها تقوّي بعضها بعضًا.
وقد استنكر بعض العلماء استرقاء زينب امرأة ابن مسعود -وهي صحابيّة- من رجل يهوديّ؛ فنقول: إنّ السّند الذي فيه ذكر اليهوديّ لا يصحّ، لجهالة ابن أخيها أو ابن أختها.
والله تعالى أعلم، وعذرًا على الإطالة..
وهذا إسناد ضعيف؛ أبو إسرائيل الملائيّ -وهو إسماعيل بن خليفة العبسيّ- ضعيف سيّء الحفظ.
٨ - وقال الطّبرانيّ في الكبير ( ٨٨٦٣ ): حدّثنا عمر بن حفص السّدوسيّ، ثنا عاصم بن عليّ، ثنا المسعوديّ، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن عبد الله أنّه رأى في عنق امرأة من أهله سيرًا فيه تمائم، فمدّه مدًّا شديدًا حتّى قطع السّير وقال: "إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشّرك"، ثم قال: "إنّ التِّولة والتّمائم والرّقى لشرك"، فقالت امرأة: إنّ أحدنا ليشتكي رأسها فيسترقي، فإذا استرقت ظنّ أنّ ذلك قد نفعها، فقال عبد الله: "إنّ الشّيطان يأتي إحداكنّ فيخشّ في رأسها، فإذا استرقت خنس، فإذا لم تسترق نخس، فلو أنّ إحداكنّ تدعو بماء فتنضحه في رأسها ووجهها، ثم تقول: بسم الله الرّحمن الرّحيم، ثم تقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ بربّ الفلق، وقل أعوذ بربّ الناس نفعها ذلك إن شاء الله".
في الإسناد المسعودي، وقد اختلط في آخر عمره، وسماع عاصم بن علي منه بعد الاختلاط.
وتقدّم أنّ الرّاجح عدم سماع أبي عبيدة من أبيه.
فالإسناد ضعيف.
وقد تقدّم أنّ الحاكم روى الحديث من طريق إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن الأسديّ قال: دخل عبد الله بن مسعود.
وهنا نجد أنّ أبا إسرائيل الملائيّ رواه عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة.
ونجد المسعودي قد خالف ميسرة؛ فرواه عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة.
وقد تقدّم حال أبي إسرائيل الملائيّ، وأنّ عاصم بن عليّ روى عن المسّعوديّ بعد الاختلاط.
فالصّواب ما رواه إسرائيل بن يونس السّبيعيّ، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن.
وقد روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود هذه القصّة كما تقدّم في رواية الخلّال وابن بطّة.
٩ - وروى ابن حبّان ( ٦٠٩٠ ) من طريق واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فُضَيل، عن العلاء بن المسيّب، عن فُضَيل بن عمرو، عن يحيى بن الجزّار قال: دخل عبد الله على امرأة وفي عنقها شيء مُعوَّذ، فجذبه فقطعه ثم قال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء أن يشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطانًا، ثم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الرّقى والتّمائم والتِّوَلة شرك"، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذه الرّقى والتّمائم قد عرفناها، فما التِّوَلة؟ قال: شيء يصنعه النّساء يتحبَّبنَ إلى أزواجهنّ.
وهذا إسناده رجاله ثقات، إلّا أنّ فيه انقطاعًا بين يحيى بي الجزّار وبين عبد الله بن مسعود.
وقد تقدّم أنّ بينهما راويَين؛ وهما زينب امرأة عبد الله، وابن أخيها.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير ( ١٠٥٠٣ ) من طريق النّضر بن محمّد، عن العلاء بن المسيّب، به، مقتصرًا على الحديث المرفوع.
الخلاصة:
أنّ القصّة ثبتت من طريق إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السّكن الأسديّ.
وباقي الطّرق لم تخلُ من كلام، لكنّها في مجموعها تقوّي بعضها بعضًا.
وقد استنكر بعض العلماء استرقاء زينب امرأة ابن مسعود -وهي صحابيّة- من رجل يهوديّ؛ فنقول: إنّ السّند الذي فيه ذكر اليهوديّ لا يصحّ، لجهالة ابن أخيها أو ابن أختها.
والله تعالى أعلم، وعذرًا على الإطالة..
قال أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في الشُّكرِ ( ٣٠ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ إدريسَ قال: سمعتُ أبا صالحٍ كاتبَ اللَّيثِ يذكرُ عنِ الهِقلِ بنِ زِيادٍ، عن الأوزاعيِّ أنَّه وَعَظَ فقال في موعظتِه: "أيُّها النَّاسُ، تقَوَّوْا بهذه النِّعَمِ التي أصبحتُم فيها على الهربِ من نارِ اللهِ المُوقَدةِ، التي تطَّلِعُ على الأفئدةِ، فإنَّكم في دارٍ؛ الثَّواءُ فيها قليلٌ، وأنتم تُؤجَّلُونَ خلائفَ بعد الذين استَقبَلُوا من الدُّنيا أُنُفَها وزَهرَتَها، فهم كانوا أطولَ منكم أعمارًا، وأمدَّ أجسامًا، وأعظمَ آثارًا؛ فخدُّوا الجِبالَ، وجابوا الصُّخورَ، ونقَّبُوا في البِلادِ مُؤيَّدينَ ببطشٍ شديدٍ، وأجسامٍ كالعِمادِ؛ فما لَبِثَتِ الأيَّامُ واللَّيالي أن طَوَتْ مُدُّتَهم، وعَفَتْ آثارَهُم، وأخْوَتْ منازِلَهُم، وأنسَتْ ذِكراهُم، فما تُحِسُّ منهم من أحدٍ أو تسمعُ لهم رِكزًا، كانوا بلَهوِ الأملِ آمِنِينَ، لبياتِ قومٍ غافِلِينَ، ولصباحِ قومٍ نادِمِينَ.
ثم إنَّكم قد عَلِمتُمُ الذي نزل بساحتِهم بياتًا من عُقوبةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فأصبح كثيرٌ منهم في دِيارِهم جاثِمِينَ، وأصبح الباقونَ ينظرونَ في آثارِ نِقمةِ اللهِ وزوالِ نِعَمِهِ، ومساكنَ خاويةٍ فيها آيةٌ للذين يخافونَ العذابَ الأليمَ، وعِبرةٌ لمن يخشى، وأصبحتُم من بعدِهم في أجلٍ منقوصٍ، ودُنيا مقبوضةٍ، في زمانٍ قد ولَّى عَفوُه، وذهب رجاؤُه، فلم يبقَ منه إلَّا حمأةُ شرٍّ، وصُبابةُ كَدَرٍ، وأهاوِيلُ عِبَرٍ، وعُقوباتُ غُبَّرٍ، وأرسالُ فِتَنٍ، وتتابُعُ زلازلَ، ورُذالةُ خَلَفٍ، بهم ظهر الفسادُ في البرِّ والبحرِ.
فلا تكونوا أشباهًا لمن خَدَعَهُ الأملُ، وغرَّهُ طُولُ الأجلِ، فتبلَّغَ بالأمانيِّ.
نسألُ اللهَ أن يجعلَنا وإيَّاكم ممَّن وعى نَذرَهُ فانتهى، وعَقَلَ سُراهُ فمهَّدَ لنفسِه". اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ من أجلِ أبي صالحٍ، وهو عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ الجُهَنيُّ المِصريُّ، كاتبُ اللَّيثِ بنِ سعدٍ، وهو صدوقٌ كثيرُ الغلطِ.
ومُحمَّدُ بنُ إدريسَ هو أبو حاتمٍ الرَّاريُّ، الإمامُ الجليلُ الحافظُ النَّاقدُ شيخُ المُحدِّثينَ.
والهِقلُ هو ابنُ زِيادٍ السَّكسَكيُّ الدِّمشقيُّ، ثقةٌ ثبتٌ من جلَّةِ أصحابِ الإمامِ الأوزاعيِّ، وكان أعلمَ النَّاسِ بالأوزاعيِّ وبمجلسِه وبفُتياهُ، وكان كاتبًا له.
ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٥ / ٢٠٨ - ٢٠٩ ) من طريقِ ابنِ أبي الدُّنيا، بهذا الإسنادِ.
ورواه ابنُ الجوزيِّ في التَّبصرةِ ( ١ / ٢١٥ - ٢١٦ ) من طريقٍ آخرَ، عن أبي صالحٍ كاتبِ اللَّيثِ، به.
وذكَرَه ابنُ الجوزيِّ في صِفَةِ الصَّفوةِ ( ٤ / ٢٥٦ - ٢٥٧ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٧ / ١١٧ - ١١٨ )، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١٣ / ٤٥٢ - ٤٥٤ )، وابنُ القيِّمِ في عُدَّةِ الصَّابرينَ ( ص٢٥٥ - ٢٥٦ ).
ثم إنَّكم قد عَلِمتُمُ الذي نزل بساحتِهم بياتًا من عُقوبةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فأصبح كثيرٌ منهم في دِيارِهم جاثِمِينَ، وأصبح الباقونَ ينظرونَ في آثارِ نِقمةِ اللهِ وزوالِ نِعَمِهِ، ومساكنَ خاويةٍ فيها آيةٌ للذين يخافونَ العذابَ الأليمَ، وعِبرةٌ لمن يخشى، وأصبحتُم من بعدِهم في أجلٍ منقوصٍ، ودُنيا مقبوضةٍ، في زمانٍ قد ولَّى عَفوُه، وذهب رجاؤُه، فلم يبقَ منه إلَّا حمأةُ شرٍّ، وصُبابةُ كَدَرٍ، وأهاوِيلُ عِبَرٍ، وعُقوباتُ غُبَّرٍ، وأرسالُ فِتَنٍ، وتتابُعُ زلازلَ، ورُذالةُ خَلَفٍ، بهم ظهر الفسادُ في البرِّ والبحرِ.
فلا تكونوا أشباهًا لمن خَدَعَهُ الأملُ، وغرَّهُ طُولُ الأجلِ، فتبلَّغَ بالأمانيِّ.
نسألُ اللهَ أن يجعلَنا وإيَّاكم ممَّن وعى نَذرَهُ فانتهى، وعَقَلَ سُراهُ فمهَّدَ لنفسِه". اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ من أجلِ أبي صالحٍ، وهو عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ الجُهَنيُّ المِصريُّ، كاتبُ اللَّيثِ بنِ سعدٍ، وهو صدوقٌ كثيرُ الغلطِ.
ومُحمَّدُ بنُ إدريسَ هو أبو حاتمٍ الرَّاريُّ، الإمامُ الجليلُ الحافظُ النَّاقدُ شيخُ المُحدِّثينَ.
والهِقلُ هو ابنُ زِيادٍ السَّكسَكيُّ الدِّمشقيُّ، ثقةٌ ثبتٌ من جلَّةِ أصحابِ الإمامِ الأوزاعيِّ، وكان أعلمَ النَّاسِ بالأوزاعيِّ وبمجلسِه وبفُتياهُ، وكان كاتبًا له.
ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٥ / ٢٠٨ - ٢٠٩ ) من طريقِ ابنِ أبي الدُّنيا، بهذا الإسنادِ.
ورواه ابنُ الجوزيِّ في التَّبصرةِ ( ١ / ٢١٥ - ٢١٦ ) من طريقٍ آخرَ، عن أبي صالحٍ كاتبِ اللَّيثِ، به.
وذكَرَه ابنُ الجوزيِّ في صِفَةِ الصَّفوةِ ( ٤ / ٢٥٦ - ٢٥٧ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٧ / ١١٧ - ١١٨ )، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١٣ / ٤٥٢ - ٤٥٤ )، وابنُ القيِّمِ في عُدَّةِ الصَّابرينَ ( ص٢٥٥ - ٢٥٦ ).