غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
2.45K subscribers
1.88K photos
49 videos
28 files
153 links
قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".

بوت القناة: @G_Salafi_bot
Download Telegram
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
حيّاكم الله..
هذا الحديث روي من حديث أبي سعيد الخدريّ، وعبادة بن الصّامت، وأنس بن مالك، ولا يخلو كلّ إسناد من مقال.
وقد حسّنه بعض أهل العلم بشواهده، وضعّفه الأكثرون.
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
لا، ولا كرامة.
وانظر هذه الرّسالة:
https://tttttt.me/Salafi_s/11961
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

تصاحبهما في الدّنيا معروفًا كما قال الله عزّ وجلّ في الأبَوَينِ المشركَين.
وقال تعالى: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدّين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحبّ المقسطين ).
وقالت أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما: قدمت عليّ أمّي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، قدمت عليّ أمّي وهي راغبة، أفأصل أمّي؟ قال: "نعم، صِلِي أمّك".
فبرّ الوالدَين والإحسان إليهما واجب، مسلمَينِ كانا أو كافرَينِ.
الله المستعان..
لا ليس عليك ذنب، ولا تجب عليكما صلته ومصاحبته إذا كان منه ضرر، وحتّى يتغيّر.
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
آباءُ زُرعةَ: مَن تكنَّى بأبي زُرعةَ من العُلَماءِ والمُحدِّثينَ: * سأذكرُهم على سِنِي وَفاتِهم. ١ - أبو زُرعةَ الجُذاميُّ ( تـ ٨٤هـ ). رَوحُ بنُ زِنباعِ بنِ رَوحِ بنِ سَلامةَ الجُذاميُّ الفِلسطينيُّ. من كبارِ التَّابعينَ، يروي عن أبيه -وله صُحبةٌ-، وعن…
استِدراكٌ:

١ - أبو زُرعةَ: رافعُ بنُ مَكِيثٍ الجُهَنيُّ الشَّاميُّ.

صحابيٌّ جليلٌ، شَهِدَ بيعةَ الرِّضوانِ والحُدَيبِيةَ وفتحَ مكَّةَ، وكان أحدَ الأربعةِ الذينَ حمَلُوا ألويةَ جُهَينةَ الأربعةَ التي عقَدَها لهم رسولُ اللهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الفتحِ، واستَعمَلَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على صدقاتِ قومِه.
وشَهِدَ يومَ الجابيةِ مع عُمَرَ بنِ الخطَّابِ.

٢ - مَعبَدُ بنُ خالدٍ الجُهَنيُّ ( تـ ٧٢هـ ).

قِيلَ في كُنيتِه: أبو زُرعةَ، وأبو رَوعَةَ، وأبو زَغوَةَ.

وهو صحابيٌّ جليلٌ، أسلمَ قديمًا، وكان أحدَ الأربعةِ الذينَ حمَلُوا ألويةَ جُهَينةَ التي عَقَدَها لهم رسولُ اللهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الفتحِ، وكان يلزمُ الباديةَ.
وله روايةٌ عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وعُمَرَ بنِ الخطَّابِ.

وهو غيرُ مَعبَدٍ الجُهَنيِّ القَدَريِّ.

الأربعةُ الذين حمَلُوا ألويةَ جُهَينةَ: رافعٌ ومعبدٌ المذكورانِ، وعبدُ الله بنُ بَدرِ بنِ بعجةَ الجُهَنيُّ، وسُوَيدُ بنُ صخرٍ الجُهَنيُّ، رضي اللهُ عنهم.

٣ - زيدُ بنُ خالدٍ الجُهَنيُّ ( تـ ٧٨هـ ).

صحابيٌّ جليلٌ مشهورٌ.
روى عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعن أُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ، وعُثمانَ بنِ عفَّانَ، وأبي طلحةَ الأنصاريِّ.

وروى عنه خلقٌ من التَّابعينَ، منهم: سعيدُ بنُ المُسيِّبِ، وعطاءُ بنُ يسارٍ، وبُسرُ بنُ سعيدٍ، وعُبَيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وغيرُهم.

قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في الإصابةِ ( ٤ / ٨٨ ): "مُختَلَفٌ في كُنيتِه؛ أبو زُرعةَ، أو أبو عبدِ الرَّحمنِ، أو أبو طلحةَ". اهـ

٤ - الضَّحَّاكُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَرزَبٍ -ويُقالُ: عَرزَمٍ- الأشعريُّ الشَّاميُّ ( تـ ١٠٥هـ ).

كنَّاه ابنُ حبَّانَ أبا زُرعةَ، وكنَّاه غيرُه أبا عبدِ الرَّحمنِ.

وهو تابعيٌّ ثقةٌ فاضلٌ، وكان أميرَ دمشقَ لعُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وكان من خيرِ الوُلاةِ.

يروي عن أبي مُوسى الأشعريِّ، وأبي هُرَيرةَ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ غَنمٍ الأشعريِّ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ليلى، وغيرِهم.

وروى عنه مكحولٌ، وحَرِيزُ بنُ عُثمانَ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ يزيدَ بنِ جابرٍ، وعِيسى بنُ سِنانٍ، وأبو طلحةَ الخولانيُّ، ومُحمَّدُ بنُ زيادٍ الألهانيُّ، وغيرُهم.

٥ - الضَّحَّاكُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي حَوشَبٍ النَّصْريُّ الدِّمشقيُّ.

كُنيتُه أبو زُرعةَ، وقِيلَ: أبو بِشرٍ.

من صِغارِ التَّابعينَ؛ رأى واثلةَ بنِ الأسقعِ.
وروى عن مكحولٍ، وعطاءٍ الخُراسانيِّ، وبلالِ بنِ سعدٍ، والقاسمِ بنِ مُخَيمَرةَ، وغيرِهم.

وروى عنه الوليدُ بنُ مُسلِمٍ، والوليدُ بنُ مَزيَدٍ، وعِيسى بنُ يُونسَ، وغيرُهم.

وكان ثِقةً ثبتًا، من أفاضلِ أهلِ الشَّامِ.

٦ - أبو زُرعةَ العُنَّابيُّ ( تـ قبل سنة ٣٦٠هـ ).

مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ سهلِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أحمدَ الأستَراباذيُّ.

قال أبو سعدٍ الإدريسيُّ: "كُنيتُه أبو زُرعةَ، يُعرَفُ بالعُنَّابي، سكنَ سمرقندَ ومات بها قبل السِّتِّينَ والثَّلاثِمائةِ، دخل مِصرَ، وكتب بها عن أبي عمرٍو زيدِ بنِ مُحمَّدٍ المِصريِّ، وكان صحيحَ السَّماعِ، ثِقةً".
اللَّهُمَّ مُنزِلَ الكِتابِ، سريعَ الحِسابِ، هازمَ الأحزابِ، اهزِمِ اليهودَ وزَلْزِلْهُم واقْتُلْهم شرَّ قتلةٍ، ولا تُبقِ منهم أحدًا.
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
يُعلَّم، أو يُقرأ فيردّد خلفه.
جمعتُ عَدَدًا من الأعلامِ ممَّن تكنَّى بأبي زُرعةَ، ولُقِّبَ بغُندَرٍ -ممَّن وقفتُ عليهم- حتَّى نتعرَّفَ عليهم..

واشتُهِرَتْ كُنيةُ أبي زُرعةَ للإمامِ الحافظِ الكبيرِ عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ يزيدَ الرَّازيِّ.
وقد طَغَتْ كُنيتُه على باقي الكُنى، فإذا ذُكِرَتْ مُجَرَّدةً؛ فغالبًا المُرادُ هو.

ولَقَبُ غُندَرٍ: هو في الأصلِ للإمامِ الحافظِ مُحمَّدِ بنِ جعفرٍ البصريِّ.
ثم تتابعَ التَّلقيبُ به لمَن وافَقَهُ في الاسمِ واسمِ أبيه، وهْناكَ آخرونَ لُقِّبوا بغُندَرٍ ممَّن ليس اسمُه مُحمَّدَ بنَ جعفرٍ.
فإذا ذُكِرَ هذا اللَّقَبُ مُجرَّدًا، فالمُرادُ به مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ البصريُّ.
وغُندَرٌ يعني المُشاغِبَ، أطلَقَهُ عليه الإمامُ ابنُ جُرَيجٍ عندما قدم البصرةَ، فشغَّبوا عليه، وأكثرَ مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ من الشَّغَبِ عليه، فقال له ابن جُرَيجٍ: اسكُتْ يا غُندرُ.
وأهلُ الحجازِ يُسمّون المُشغِّبَ غُندرًا.

سأنشرُها قريبًا إن شاءَ اللهُ . .
الغنادِرةُ

مَن لُقِّبَ غُندَرًا من العُلَماءِ والمُحدِّثينَ:

الأصلُ في هذا اللَّقَبِ للإمامِ الحافظِ مُحمَّدِ بنِ جعفرٍ البصريِّ.
ثم تتابعَ التَّلقيبُ به لمَن وافَقَهُ في الاسمِ واسمِ أبيه.
فإذا ذُكِرَ هذا اللَّقَبُ مُجرَّدًا، فالمُرادُ به مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ البصريُّ.
وهذا اللَّقَبُ أطلَقَهُ عليه الإمامُ ابنُ جُرَيجٍ عندما قدم البصرةَ، فشغَّبوا عليه، وأكثرَ مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ من الشَّغَبِ عليه، فقال له ابن جُرَيجٍ: اسكُتْ يا غُندرُ.
وأهلُ الحجازِ يُسمّونَ المُشغِّبَ غُندرًا.

* سأذكرُهم على سِنِي وَفاتِهم.

١ - غُندَرٌ: أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ الهُذَليُّ البصريُّ ( تـ ١٩٣هـ ).

روى عن شُعبةَ فأكثرَ وجالَسَهُ أكثرَ من عشرينَ سنةً، وكان ربيبَهُ.
وروى عن سُفيانَ الثَّوريِّ، وسُفيانَ بنِ عُيَينةَ، وابنِ جُرَيجٍ -وهو الذي سمَّاهُ غُندَرًا-، ومعمرِ بنِ راشدٍ، وعوفٍ الأعرابيِّ، وغيرِهم.

وروى عنه أحمدُ بنُ حنبلٍ فأكثرَ، وإسحاقُ بنُ راهويه، وأبو خيثمةَ، والقواريريُّ، وأبو بكرٍ وعُثمانُ ابنا أبي شيبةَ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وقُتيبةُ بنُ سعيدٍ، وعمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، ومُحمَّدُ بنُ بشَّارٍ بُندارٌ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ومُسدَّدُ بنُ مُسَرهَدٍ، ويحيى بنُ معينٍ، وغيرُهم.

وكان إمامًا حافظًا ثقةً ثبتًا مُجوِّدًا مُتقِنًا، من أثبتِ النَّاسِ في شُعبةَ بنِ الحجَّاجِ.

٢ - غُندَرٌ: أبو الطَّيِّبِ مُحمَّدُ بنُ جعفرِ بنِ دُرَّانَ البغداديُّ ( تـ ٣٥٧هـ وقيل: ٣٥٨هـ ).

يروي عن أبي خليفةَ الجُمَحيِّ، وأبي يعلى الموصليِّ، وإبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ المُخَرّميِّ، وغيرِهم.

وروى عنه الدَّارَقُطنيُّ، وأبو حفصٍ الكَتَّانيُّ، وإبراهيمُ بنُ أحمدَ المُستَملي، وغيرُهم.

وكان أمامًا حافظًا زاهدًا صُوفيًّا.
ولقيَ الجُنَيدَ وطبَقَتَهُ.

٣ - غُندَرٌ: أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ جعفرِ بنِ الحُسَينِ البغداديُّ الورَّاقُ ( تـ ٣٧٠هـ ).

يروي عن أبي جعفرٍ الطَّحاويِّ، وأبي عروبةَ الحرَّانيِّ، وأبي بكرٍ الباغَنديِّ، وابنِ صاعدٍ، وابنِ دُرَيدٍ، وغيرِهم.

وروى عنه الحاكمُ النَّيسابوريُّ، وأبو نُعَيمٍ الأصبهانيُّ، وأبو عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميُّ، وابنُ جُمَيعٍ الصَّيداويُّ، وغيرُهم.

وكان إمامًا حافظًا ثقةً جوَّالًا في طَلَبِ العِلمِ.

٤ - غُندَرٌ: أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ جعفرِ بنِ العبَّاسِ النَّجَّارُ البغداديُّ ( ٣٧٩هـ ).

يروي عن أبي حامدٍ الحضرميِّ، ويحيى بنِ صاعدٍ، وغيرِهما.
وروى عنه الحسنُ بنُ مُحمَّدٍ الخلَّالُ وغيرُه.

وكان إمامًا ثقةً مُقرِئًا.

٥ - غُندَرٌ: أبو الحُسَينِ مُحمَّدُ بنُ جعفرِ عبدِ الرَّحمنِ الرَّازيُّ ( ؟ ).

يروي عن أبي حاتمٍ الرَّازيِّ، وابنِ الضُّرَيسِ، وعليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ الجُنَيدِ، وغيرِهم.

وروى عنه مُحمَّدُ بنُ جعفرِ بنِ حمَّويه.

٦ - غُندَرٌ: أبو عليٍّ مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ ( ؟ ).

ذكَرَهُ الخطيبُ في تاريخِ بغدادَ ( ٢ / ٥٢٩ ) ولم يُؤرِّخه.
وذكر أنَّه روى عن الحسنِ بنِ عليٍّ المعمريِّ، وروى عنه أحمدُ بنُ الفرجِ بنِ حجَّاجٍ.

وقد جعله الذَّهبيُّ هو مُحمَّدَ بنَ جعفرِ بنِ الحُسَينِ البغداديَّ الورَّاقَ الذي تقدَّمَ برقم (٣).

٧ - غُندَرٌ: مولى فاتن: القاضي أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ الفاميُّ البغداديُّ ( ؟ ).

ذكره الخطيبُ في تاريخِه ( ٢ / ٥٣٠ ) ولم يُؤرِّخه.

وهْناكَ آخرونَ لُقِّبوا بغُندَرٍ ممَّن ليس اسمُه مُحمَّدَ بنَ جعفرٍ:

٨ - غُندَرٌ: الحافظُ أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ آدمَ الخَلَنْجيُّ الجُرجانيُّ ( تـ ٢٠٥هـ أو قبلها أو بعدها بقليل ).

يروي عن أبي نُعَيمٍ، وعليِّ ابنِ المدينيِّ، ويزيدَ ينِ هارونَ، وأبي عاصمٍ النَّبيلِ، وعبدِ اللهِ بنِ يزيدَ المُقرئِ، وغيرِهم.

وروى عنه الحسنُ بنُ سُفيانَ، وغيرُه.

ذكره ابنُ حبَّانَ في الثِّقاتِ، ووثَّقه حمزةُ السَّهميُّ، وقال: "صاحبُ حديثٍ مُكثِرٌ".

٩ - غُندَرٌ: أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ يُوسفَ بنِ بِشرٍ الهَرَويُّ ( تـ ٣٣٠هـ ).

يروي عن مُحمَّدِ بنِ عوفٍ الطَّائيِّ، والعبَّاسِ بنِ الوليدِ البيروتيِّ، والرَّبيعِ بنِ سُلَيمانَ المُراديِّ، وابنِ عبدِ الحكمِ، وغيرِهم.

وروى عنه الطَّبرانيُّ، وأبو بكرٍ الأبهريُّ، وغيرُهما.

وكان إمامًا ثقةً رحَّالًا، وكان فقيهًا شافعيًّا.

١٠ - غُندَرٌ: أبو بكرٍ أحمدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عِيسى البَلَويُّ القُرطُبيُّ، المعروفُ بابنِ المِيراثيِّ ( تـ في حدود سنة ٤٢٨هـ ).

يروي عن ابنِ أبي الفتحِ، وأبي مُسلمٍ الكاتبِ، ويوسفَ بنِ الدَّخيلِ، وأحمدَ بنِ قاسمٍ البزَّازِ، وابنِ الوشَّاءِ، وغيرِهم.

وكان حافظًا، من أئمَّةِ الحديثِ.

ولمَّا رأى الإمامُ عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدٍ الأزديُّ حِذقَهُ واجتِهادَهُ ونُبلَهُ لقَّبَهُ غُندرًا تشبيهًا بمُحمَّدِ بنِ جعفرٍ البصريِّ.

واللهُ أعلمُ.
اللَّهُمَّ سلِّمْ غزَّةَ وإدلبَ وأهلَهما، وعذِّبِ الكفَرَةَ، وأَلْقِ في قُلوبِهم الرُّعبَ، وخالِفْ بين كلِمَتِهم، وأنزِلْ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ.
تاللهِ! إنَّ الرَّافِضةَ خِنجَرٌ طاعنٌ في خاصِرةِ الإسلامِ في كلِّ زمنٍ!! ولم يُرتجَ منهم أبدًا نصرٌ للإسلامِ والمُسلمينَ!! بل إنَّ وقائعَ الدَّهرِ تشهدُ ضدَّ ذلك!! من إعانةٍ للنَّصارى واليهودِ أكثرَ من مرَّةٍ!! وهذا أمرٌ واضحٌ مفضوحٌ مشهورٌ لمن سبرَ تاريخَهم!!

يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ قي منهاجِ السُّنَّةِ ( ٢ / ٨٠ - ٨١ ): "..ولهذا لا يُوجَدُ في أئمَّةِ الفِقهِ الذين يُرجَعُ إليهم رافضيٌّ، ولا في أئمَّةِ الحديثِ، ولا في أئمَّةِ الزُّهدِ والعِبادةِ، ولا في الجُيوشِ المُؤيَّدةِ المنصورةِ جيشٌ رافضيٌّ، ولا في المُلوكِ الذين نصَرُوا الإسلامَ وأقاموه وجاهدوا عدُوَّهُ مَن هو رافضيٌّ، ولا في الوُزَراءِ الذين لهم سِيرةٌ محمودةٌ مَن هو رافضِيٌّ..".

فكيف نرتجي من إيرانَ وحزبِ اللَّاتِ وميليشيا أسدَ نصرًا للأقصى وفِلَسطينَ؟! كلَّا واللهِ! هذا من المُحالِ.. إن قُلوبَهم لتتعطَّشُ لقَتلِ أهلِ السُّنَّةِ لا اليهودِ! وأفعالُهم في الشَّامِ أكبرُ دليلٍ!! وعِداؤهم مع اليهودِ ليس دِينيًّا ولا عقائديًّا! ولن يكونَ!
وهؤلاءِ الزَّنادِقةُ في سُوريا:
ساقوا الخُيولَ على جَماجِمِنا وما
ساقوا إلى القُدسِ الشَّريفةِ بَغْلا

وإنِّي كم أتمنَّى أن تتوبَ حماسُ إلى اللهِ من مُوالاتِها لهؤلاء! وأن تنفيَ عنها هذا الخبثَ! وأن تُحرِّرَ هذا الولاءَ الأسودَ الذي كان سببًا لانفضاضِ كثيرٍ من أهلِ السُّنَّةِ عنهم!
ولعلَّ السِّرَّ من توفيقِ اللهِ عزَّ وجلَّ لحماسَ في هذه المعركةِ المُبارَكةِ هو عدمُ مُشارَكةِ إيرانَ وأذنابِها فيها!!

وبينما تهمي قذائفُ اليهودِ على أهلِنا في غزَّةَ مثلَ الوابلِ الهطَّالِ؛ يخرجُ غُلاةُ الجرحِ والتَّعديلِ ليُحَذِّروا من حماسَ! وكتائبِ القسَّامِ! بحُجَّةِ أنَّهم من الإخوانِ المُسلِمِينَ!
وينضمُّ إلى هؤلاءِ: أحبابُ اليهودِ من المُطبِّعِينَ وغيرِهم!!

ولم يدرِ هؤلاءِ أنَّ القضيَّةَ -الآنَ- ليسَتْ قضيَّةَ حماسَ فحسبُ! ولا حتَّى الإخوان..
إنَّما القضيَّةُ قضيَّةُ فِلَسطينَ! قضيَّةُ بيتِ المقدسِ! قضيَّةُ الإسلامِ!!
فإنَّ عِداءَ اليهودِ ليس مع حماسَ! بل مع الإسلامِ!! وتاريخُهم يشهدُ لذلك منذُ عهدِ النُّبوَّةِ حتَّى زمانِنا هذا..

كفاكم تثبيطًا وتخذيلًا!! فواللهِ إنَّ صاروخًا تُطلِقُه حماسُ -بل طلقةً واحدةً-؛ لَيَفرحُ به المِئاتُ بلِ الآلافُ من المُسلِمينَ!!

وإنَّنا ندعو اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُسدِّدَ رميَهم، ويُثبِّتَ أقدامَهم، وينصرَهم على كَفَرةِ أهلِ الكتابِ.

وواللهِ! لن تقومَ السَّاعةُ حتَّى يُقتَلَ اليهودُ شرَّ قتلةٍ!
لكنَّ الأمرَ يحتاجُ إلى صبرٍ وثباتٍ ودُعاءٍ.. ففي الحديثِ: "..واعلمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تكرهُ خيرًا كثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ، وأنَّ الفرجَ مع الكربِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا".

اللَّهُمَّ الْعَنِ كفرةَ أهلِ الكتابِ الذين يصدُّونَ عن سبيلِكَ، ويُكذِّبونَ رُسُلَكَ، ويُقاتِلونَ أولياءَكَ، اللَّهُمَّ خالِفْ بين كلمتِهم، وأَلْقِ في قُلوبِهم الرُّعبَ، وزَلزِلْ أقدامَهم، واجْعَلْ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ، وأَنْزِلْ بهم بأسَكَ الذي لا تردُّه عن القومِ المُجرِمينَ..
وكيف تنامُ العينُ مِلءَ جُفونِها ** على هَفَواتٍ أيقَظَتْ كلَّ نائمِ
وإخوانُكم بالشَّامِ يُضحي مَقِيلُهم ** ظُهورَ المَذاكي أو بُطونَ القشاعمِ


للإمامِ العلَّامةِ الشَّاعرِ أبي المُظفَّرِ الأبِيوَردِيِّ (تـ ٥٠٧هـ) قصيدةٌ مُؤثِّرةٌ يَصِفُ فيها ما حلَّ بالمُسلِمِينَ من قتلٍ وأسرٍ وتشريدٍ وذُلٍّ وهوانٍ على أيدي الصَّلِيبيِّينَ الذين احتلُّوا من بلادِ الشَّامِ القُدسَ وغيرَها سنةَ (٤٩٢هـ)، ويستنهضُ فيها هِمَمَ الأُمَراءِ الذين رَضُوا بالهوانِ، وتوانوا عن نُصرّةِ رعاياهم ومُنابذةِ عدوِّهم واستردادِ ما سُلِبَ من ديارِهم، يقولُ فيها:

مَزَجْنا دِماءً بالدُّموعِ السَّواجمِ
فلم يبقَ مِنَّا عُرضةٌ للمَراحمِ

وشرُّ سلاحِ المرءِ دمعٌ يُفيضُهُ
إذا الحربُ شُبَّتْ نارُها بالصَّوارمِ

فإيهًا بني الإسلامِ إنَّ وراءكم
وقائعَ يُلحِقنَ الذُّرى بالمناسمِ

أتهويمةً في ظِلِّ أمنٍ وغِبطةٍ
وعَيشٍ كنُوَّارِ الخميلةِ ناعمِ

وكيف تنامُ العينُ مِلءَ جُفونِها
على هَفَواتٍ أيقَظَتْ كلَّ نائمِ

وإخوانُكم بالشَّامِ يُضحي مَقِيلُهم
ظُهورَ المَذاكي أو بُطونَ القشاعمِ

تَسومُهُمُ الرُّومُ الهوانَ وأنتمُ
تجرُّونَ ذيلَ الخفضِ فِعلَ المُسالِمِ

وكم من دماءٍ قد أُبِيحَتْ ومن دُمىً
تُواري حياءً حُسنَها بالمعاصمِ

بحيثُ السُّيوفُ البيضُ مُحمَرَّةُ الظُّبى
وسُمرُ العوالي دامياتُ اللَّهاذمِ

وبينَ اختِلاسِ الطَّعنِ والضَّربِ وقفةٌ
تظلُّ لها الوِلدانُ شِيبَ القوادمِ

وتلك حروبٌ مَن يَغِبْ عن غِمارِها
لِيسلَمَ يقرَعْ بعدها سِنَّ نادمِ

سلَلنَ بأيدي المُشرِكِينَ قواضِبًا
ستُغمَدُ منهم في الطُّلى والجماجمِ

يكادُ لهنَّ المُستَجِنُّ بطيبةٍ
يُنادي بأعلى الصَّوتِ: يا آلَ هاشمِ

أرى أُمَّتي لا يُشْرِعونَ إلى العِدى
رِماحَهمُ والدِّينُ واهي الدَّعائمِ

ويجتنبونَ النَّارَ خوفًا من الرَّدى
ولا يحسبونَ العارَ ضَربةَ لازمِ

أترضى صناديدُ الأعاريبِ بالأذى
ويُغضي على ذُلٍّ كُماةُ الأعاجمِ

فليتهمُ إذ لم يذودوا حميَّةً
عن الدِّينِ ضنُّوا غيرةً بالمحارمِ

وإن زَهِدُوا في الأجرِ إذ حَمِسَ الوغى
فهلَّا أتَوهُ رغبةً في الغنائمِ

لئن أذعَنَتْ تلك الخياشيمُ للبُرى
فلا عَطَسُوا إلَّا بأجدعَ راغمِ

دعوناكمُ والحربُ ترنو مُلِحَّةً
إلينا بألحاظِ النُّسورِ القشاعمِ

تُراقِبُ فينا غارةً عربيَّةً
تُطِيلُ عليها الرُّومُ عضَّ الأباهمِ

فإن أنتمُ لم تغضبوا بعد هذه
رمينا إلى أعدائِنا بالحرائمِ

الأبياتُ أو بعضُها: في المُنتَظَمِ ( ١٧ / ٤٧ - ٤٨ ) لابنِ الجوزيِّ، والكاملِ ( ٨ / ٤٢٦ - ٤٢٧ ) لابنِ الأثيرِ، وتاريخِ الإسلامِ ( ١٠ / ٦٦٩ - ٦٧٠ ) للذَّهبيِّ، والبدايةِ والنِّهايةِ ( ١٦ / ١٦٧ - ١٦٨ ) لابنِ كثيرٍ، وتاريخِ ابنِ الورديِّ ( ٢ / ١٦ )، ونهايةِ الأرَبِ ( ٥ / ٢٢٤ - ٢٢٥ ) للنُّوَيريِّ، والنُّجومِ الزَّاهرةِ ( ٥ / ١٥١ ) لابنِ تغري بردي، والأُنسِ الجليلِ ( ١ / ٤٤٩ - ٤٥٠ ) للعُلَيميِّ، وتاريخِ الخُلَفاءِ ( ص٦٥٧ ) للسُّيوطيِّ.

وبقيَ بيتُ المقدسِ وما جاوره بيدِ الصَّلِيبيِّينَ إحدى وتسعينَ سنةً، فلم يُرَ في الإسلامِ مُصيبةٌ أعظمُ من ذلك، وعجزَ مُلوكُ الأرضِ عن انتزاعِه منهم، حتَّى أذِنَ اللهُ سُبحانه وقدَّرَ بفتحِه على يدِ السُّلطانِ الكبيرِ صلاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بنِ أيُّوبَ الأيُّوبيِّ سنةَ (٥٨٣هـ) في خلافةِ النَّاصرِ لدينِ اللهِ بنِ المُستَضيءِ باللهِ العبَّاسيِّ.
وكانت هذه السَّنَةُ -أي: سنة (٥٨٣هـ)- سنةَ الفُتوحاتِ، وفيها كانَتْ وقعةُ حِطِّينَ العُظمى التي كانَتْ أمارةً ومُقَدِّمةً وتَوطِئةً وبِشارةً لفتحِ بيتِ المقدسِ على المُؤمنينَ، واستِنقاذِه من أيدي الكافرينَ.

اللَّهُمَّ أعِدْ للإسلامِ عِزَّهُ..
يا ربّ، نشكو إليك ضعفَ قُوَّتِنا، وقِلَّةَ حِيلَتِنا.
نرى نحنُ المُسلِمينَ استِعدادَ اليهودِ لاجتياحِ غزَّةَ المنكوبةِ، وقَصْفَهم المُستمِرَّ عليهم، ونقفُ حِيالَ ذلك مُتفرِّجِينَ نستنكرُ وندينُ ونشجبُّ!! بينما نرى أمريكا تُشجِّعُ اليهودَ وتدعمُهم بقُوَّةٍ..
إلى أيِّ ذُلٍّ وَصَلْنا إليه؟
صدقتَ يا حبيبي يا رسولَ اللهِ: "..بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ، ولينزعنَّ اللهُ من صُدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ اللهُ في قُلوبِكم الوهنَ". 

يا أرحمَ الرَّاحِمِينَ، أنجِ المُستَضعَفِينَ من المُؤمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشدُدْ وطأتَكَ على اليهودِ وحُلَفائِهم..
استَوقَفَتْني كلمةٌ مُؤَثِّرةٌ للإمامِ ابنِ الحُطَيئةِ اللَّخميِّ المُتَوفَّى سنةَ (٥٦٠هـ) وهو صادقٌ بها.. تُمَثِّلُ حالَنا في هذا العصرِ، وكذا العُصورِ الغابِرةِ!

يقولُ شُجاعُ بنُ مُحمَّدٍ المُدلِجيُّ: وسمعتُه -يعني ابنَ الحُطَيئةِ- كثيرًا إذا ذُكِرَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه يقولُ: "طُوِيَتْ سعادةُ المُسلِمِينَ في أكفانِ عُمَرَ".

ذكَرَهُ ابنُ خلِّكانَ في الوفَيَاتِ ( ١ / ١٧١ )، والذَّهَبيُّ في السِّيَرِ ( ٢٠ / ٣٤٧ ) وفي تاريخِه ( ١٢ / ١٦٧ )، والصَّفَديُّ في الوافي ( ٧ / ٨١ )، والمقريزيُّ في المُقفَّى ( ١ / ٥١٢ )، والشَّوكانيُّ في قَطرِ الوليِّ ( ص٥١٦ ).

ولفظُ ابنِ خلِّكانَ والصَّفَديِّ: "أُدرِجَتْ سعادةُ الإسلامِ في أكفانِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه".

قال ابنُ خلِّكانَ مُعلِّقًا: "أشارَ إلى أنَّ الإسلامَ لم يزَلْ في أيَّامِه في نُمُوٍّ وازدِيادٍ، وشرعَ بعده في التَّضَعضُعِ والاضطِرابِ".

قلتُ: لعلَّ ابنَ الحُطَيئةِ قال هذه الكلمةَ بسببِ العُبَيدِيِّينَ الرَّوافضِ؛ فإنَّ الدُّنيا في تلكَ الأيَّامِ كانَتْ تغلي بهم رفضًا وزندقةً، إلى أن استأصَلَهمُ اللهُ على يدِ صلاحِ الدِّينِ الأيُّوبيِّ.
يبدو أنَّ إيرانَ ووكيلَها حزبَ اللَّاتِ أعادوا كرَّةَ ابنِ العَلقَميِّ ونُصَيرٍ الطُّوسيِّ مع حماسَ!

اللَّهُمَّ لا ناصرَ ولا غالبَ إلَّا أنتَ..