رواياتي 📚الوسام 2️⃣
13.9K subscribers
1.66K photos
14 videos
2 files
2.71K links
قناه مختصة بالروايات الجديده حلقات فقط سودانيه وعالميه وعربيه

لاقتراحاتكم وارائكم التواصل @wessam1412
Download Telegram
مغلف .
عمران شرط الورق المغلف بيه بحماس وفتح الصندوق ... لقاها عربية زي الكسرتها ليه سلمى .
عاين لي عزيز بامتنان طفولي والسعادة كانت واضحك ف صوتو : شوكلااااان ( شكرا )
عزيز باسو ف راسو وبالتالي هو جرا عشان يوريها لامو .
اقترب منها وقعد ف السرير وهو بعاين ليها : بقيتي كيف ؟
_لو سمحت ... لو سمحت م عايزاك تتكلم معاي .. خليني ف حالي .
غطت وشها بيدينها بضجر واضح ...
حل الصمت بينهم لوقت لحدي م قالت : انا م قادرة اميز هل الحاصل لي دا حقيقي ولا انا ف كابوس مرعب حصحى منو قريب ... انا فجأة حياتي اتهدمت ... فجأة لقيت اني شي تاني ... وف سبعمية الف سؤال ف راسي م لاقية ليه اجابة ... وشعور قاهر ... حاسا بقلبي بيتقطع من جوه ... حياتي مجوفة ... فارغة م فيها شي مفيد ... وجواي احساس قاتل بي اني نكره ... كائن مكروه وبيتعاين ليه بنظرة عار ... م عارفة نفسي انا منو ولا شنو ... امي الحقيقية وين ؟ حصل ليها شنو ... جدعتني كيف ... يا ربي ارتاحت لمن اتخلصت مني ؟
انا كنت عبئ تقيل كدا عليها ؟ قدرت تنوم اليوم داك عادي ؟
فجأة لقيت نفسي متقبلة للتصرفات المؤلمة الكانت بتجيني من امك ... احتمال انا كنت بالجد بستحقها .. هي كانت م عايزاني وانا م كنت عارفة لي ... بس هسه عرفت السبب ... وف نظري سببها كان كافي جدا ... منو الحيتقبل واحدة زيي ف عائلتو .
شال انفاسو بإرهاق وهو بدنقر راسو : انا متفهم لاي شي ... ومتفهم كمان للإحساس المتمكن منك حالياً .
_ بيع كلام ... مجرد بيع كلام ... الجمرة بتحرق واطيها بس .
_ احتمال من وجهة نظرك تكوني شايفة كدا .. م حلومك وحتقبل كلامك ف الوقت الحالي ... لكن مصيرك تفوقي وتوعي لنفسك وتفهمي انو انتي م عندك ذنب ف اي شي ... وانو حبوبة مريم لو سكتت السنين دي كلها ف دا عشان هي بتحبك جدا .
علت صوتها : بتحبني ؟ ولا خايفة اني اسيبها لو عرفت وتبقى وحيدة .
_ وطي صوتك شوية م الا تسمعيها .
_ انا عايزاها تسمع ... عايزاها تعرف كمية المقت والكره الانا كاناه ليها .
_ دا رد الجزاء كدا ؟ شوفي هي عملت شنو عشانك .
عيونها اتملت دموع : م بهمني ... العملتو لي كلو م حتذكرو ليها .
_ كلام عاطفي وحتتراجعي عنو .
وقفت ف نص الاوضة وصرخت بجنون .
عزيز مسكها من يدها : دا شنو البتعملي فيه دا .
خلصت نفسها من يدو وطلعت بره ...
مشا وراها وهو بيقول : انتي عايزة تعملي شنو
فتحت باب الشارع : عايزة اي مكان يكون بعيد عنكم ... اي مكان بعيد م اشوفكم فيه وارتاح منكم للأبد .
عزيز كان خلاص وصل الحد ... هو زاتو اعصابو تعبانة ومضغوط ... اتماسك عشان م ينفجر : طيب جدا .
مسكها من يدها ودخلها معاه جوه ... شال شنطتها ... وجا طالع بيها .. وركبها العربية وركب جمبها واتحرك .
رجعت لنوبة البكاء تاني ... لكن م اتكلم معاها .
وقف بيها قدام مبنى ... ومسكها من يدها وطلع بيها ... لحدي م وقف قدام باب شقة ... فتحها ودخل بيها وختا شنطتها ف الارض ... رفع يدينو : كدا كيف ... الشقة دي كلها ليك ... اقعدي فيها براحتك وحكون بعيد كل البعد عنك ... بس قبل م اطلع عايز اقول ليك حاجة ... م تبقي انانية ... م تتخلي بكل بساطة عن الناس الممكن تبيع الدنيا عشانك ... م تخلي عاطفتك تحكم عليك وترمي كلام زي السم ... انا كعزيز ممكن استحمل ... مع انو خلاص طاقة تحملي اوشكت على النفاذ لكن بستحمل برضو ... بس المرة المسكينة ديك م تجازيها بعد السنين دي كلها بتصرفات وكلام جارح زي دا ... قلت ليك وحقول وحكرر انتي م عندك ذنب ... افهمي م عندك ذنب ... وهي كمان م عندها ذنب ... سارة كلمة زيادة منك بالاسلوب دا ممكن هي تروح فيها ... وبعدين م تعايني لنفسك بالطريقة الدونية دي ... انتي اسمى بكتير من كدا ... عايني لنفسك وانجازك وطموحك الكبير ... الانسان م بتقيم بالشي الهو اتولد بيه لانو م حصل باختيارو ... سواء شكل او وسط اجتماعي او دين او قبيلة ... الانسان بتقيم باخلاقو وتصرفاتو وانجازاتو ... انا عارف انك حاليا زعلانة مننا واحتمال الزعل عامي بصيرتك ... لكن عايزك تعرفي انو احنا لو عملنا اي شي فدا كان عشانك انتي بس ... وعايزك تعرفي كمان انو انا م حسيبك براك وحكون دايما جمبك ... وانو العرفتيه م سبب ولا مبرر ابدا لتعامل امي معاك ... اياك ثم اياك تلومي نفسك وتقللي من نفسك وتحتقريها ... لانو لو عملتي كدا ف انت بتدمري ف نفسك قبل م تدمرينا كلنا معاك .
_ نهاية الحلقة الثامنة_
👍6
اعذرونا يا جماعة الشبكة سيئة شديد 🙏🏻💔
• بنت عمران •
• الجزء الاول •
🌸 في حضرة الماضي 🌸
#ح9
سارة كانت بتعاين ليه بنظرات شاردة كانها م مستوعبة هو بقول ف شنو ...
غمضت عيونها بهدوء وبلعت ريقها : إنت زعلان من ردة فعلي لانك م ف مكاني ... انت فاهم يعني شنو تكتشف انك عايش ف وهم ؟
عزيز دا كان ابسط واقل حق من حقوقي اني اعرف ... لو منال م كان اتكلمت ... انا كنت حكون م فاهمة شي لحدي هسه صح ؟
شال انفاسو : احتمال لو كنتي مكانا كان استوعبتي... كان فهمتي دا حصل ليه .
مسحت الدموع النزلت بحرارة منها : واحتمال لو كنت مكاني كان استوعبت وفهمت ردة فعلي كذا لي ... م حتصدق مشاعري اتجاهكم كيف وبالذات انت .. لانو احنا اتفقنا نكون صادقين ونزيهين من بعض .
_ كان شرطها على الموافقة بزواجي منك انو الموضوع دا م يتفتح نهائيا .
_ انانيين 💔
ختا يدو ف راسو البينبض من الصداع .. ف يومين بس كمية الاحداث المرهقة والضاغطة واللتي لا تطاق كانت كتيرة عليه ... عاين ليها و دنقر : انا حسيبك ترتاحي ... حبعد منك اليومين ديل زي م طلبتي مني ... اي شي حتحاجي ديل حتلقيه ولو احتجتي لي اتصلي علي ف رقم المستشفى .
نظرو وقع على الشنطة بتاعتها ... همس : حدخل ليك الشنطة الاوضة .
شالها ودخلها الاوضة ... وبعدها جا طالع ... مشا يدو ف راسها كانها طفلة : ارتاحي .
واتجاوزها واتحرك على الباب ... فجأة حسا بي كفة يدها وهي بتمسكو من رسغو ...
وقف وقبل عليها .... سألها باستغراب لمن شاف دموعها زادت : ف شنو ؟
م ردت عليه .....
مسك وشها الشاحب بيدينو وهو بعاين ليها بحنان : مالك ؟
ردت ليه بنبرة متألمة وهي بتشهق : انت ...انت عايز تمشي وتخليني وانا بخاف اقعد براي .
مسح دموعها بيدينو : بس انتي الطلبتي كدا .
كورت قبضة يدها وضربتو بقسوة ف صدرو : لاني زعلانة منكم .... زعلانة منكم شديد 💔.
دفنت وشها في صدرو واحاطت وسطو بيدينها ...
واستأنفت نوبة بكاءها المريرة ...
في حضن عزيز البتكن ليه حاليا مشاعر متناقضة اتباينت بين الحب والكره .. الرضا و الزعل .. الامان والخوف بكت ...
بكت كل احساس احتقار حاسا بيه لنفسها ...
كل احساس عدم انتماء وعدم هوية اتملكها ...
كل احساس غضب عارم ...
كل احساس حزن ....
كل احساس الم ...
اما هو م سلم من ضرباتها الانفعالية الانهالت على صدرو ... بس بالمقابل كان بيمشي يدو ف شعرها وضهرها بهدوء عشان يحسسها بالامان ... وفعلا التمست الامان ف صدرو بعد م بكت لفترة طويلة م قاطعها فيها ولم ينبس ببنت شفة ... لحدي م اتجردت من مشاعر الالم والحزن الكانت حاسا بيه ... م عرفوا مر كم من الزمن وهم ف الوضع دا ... لكن ف النهاية عزيز مسكها من يدها وخلاها تغسل وشها نضيف ... وبعدها نامت ... نامت بسرعة وسهولة زي الاطفال الصغار .
اما هو طلع قميصو الاتبلل بي دموعها ... ورقد جمبها ... ومرت الليلة بهدوء بالرغم من الحزن الاتملك تفاصيلها .
__________________________________
صباح اليوم التالي :
حسنة لاحظت للحزن والارهاق الفي وش حبوبة مريم وهي بتكب لعمران وعلياء ف الشاي .
كانت سامعك اصوات كوريك وبكاء سارة امبارح لكن م اتجرأت انها تسأل الحاصل شنو احتراما لخصوصية الناس القاعدة معاهم ...
بعيدا عن احساس الحزن على فقد زوجها وتفكيرها المستمر ف انو كيف حتصرف على اولادها ... اتملكها احساس اخر قاتل ... الا وهو احساس انها تقيلة على بيت حبوبة مريم ... تصرف عليها وتأكلها هي واولادها ... حست انها لازم تلقى ليها طريقة عشان م تتقل على المرة بيها اكتر من كدا ... بس تعمل شنو ؟
تشتغل وين ؟ وكيف ؟ وتبدا من وين ؟
هزت راسها بلا حول ولا قوة وهي بتقول بهمس : يارب .
حبوبة مريم كانت كانها قرت افكارها ... قالت ليها بصوت عالي مطمئن : سيبيها على الله .
حسنة عاينت ليها :ها ؟
_ سيبيها على الله ... كاتب لي اي زول رزقو وقسمتو ومخطط لاي شي ... م تشيلي هم.
ابتسمت ابتسامة شاحبة : ونعم بالله ... لكن ... لكن خايفة على اولادي شديد يا حبوبة مريم .
_ ماف اي عوجة بتجيهم يا بتي ... ماف اي عوجة بتجيهم ... هسه بكرة يكبروا وهم اليشيلو همك .
_بقدر اربيهم براي ؟
_كتااااار الاتربوا يتامى والليلة ياهم احسن ناس .
_ م عارفة التفكير دا بجيني من وين اني م حقدر اصرف عليهم ولا اربيهم .
_ من الشيطان يا حسنة ، الشيطان شاطر وبيعرف يجيك من ياتو باب .
_ استغفر الله العظيم
_ اي استغفري وانعلي ابليس
_ هسه يا حبوبة مريم كان سألتك
_ اتفضلي يا بتي
_ انتي حتستحملينا كيف الفترة دي ... والله انا حاسا بنفسي تقيلة شديد عليك .
_ هيا بت يا حسنة دا كلام شنو دا ؟ هندا شايفة بيتي قدر شنو ... وخير الله راااااقد الحمدلله عليه ... وانا م معاي زول اصلا ... قاعدة الله وروحي ... بالمرة تفرقو علي .
_ انا م عارفة ارد ليك جميلك دا كيف يا حجة مريم .
_ ترديه لي بي انو م تقولي لي كلام زي دا تاني ابدا ...
_ ت
👍7🔥1
سلمى يا حجة مريم م بتقصري .
__________________________________
= سجمي ... انتي جنيتي يا منال ؟ تطردي ولدك من البيت عشان البت دي ؟
علا صوت تهاني اخت منال بصدمة .
منال : دي الطريقة الوحيدة الحتجيب راسو .
_ تجيب راسو ؟ انتي بتتكلمي عن عزيز ولدك ولا زول تاني .
_ يعني بتعرفي ولدي احسن مني ؟
_ والله بحركتك السويتيها دي اثبتي لي انك م بتعرفي ليه اي شي ... يا منال ولدك عنيييييييد ومتحدي وراسو قوي ولمن يبقى على شي م بيرجع فيه ... تقومي مرا واحدة تطرديه و تقولي ليه حارماك من الميراث ؟
_ دا الشي الوحيد الحيأدبو لازم اعزلوا من الاسرة دي واخليه بعيد مننا ويحس انو لا عندو ضهر لا عندو سند لحدي م راسو دا يرجع ليه ويجيني ويتراجع عن تمسكو بالبت دي .
_كان ف امل يتخلى عن البت دي لكن هو هسه حيكون شايف م عندو غيرها اصلا ... وحيتمسك بيها بزيادة ... لو هديتي ياختي وصبرتي وخليتينا نطبخ طبختنا على نار هااااادئة ونزن عليه ف اضانو كان بعد فترة عرس ميسون ولا طلق سارة دي .
_ نزن على اضانو ؟
_ اي .. على قول المصريين الزن ع الودان امر من السحر .
_ عليك الله يا تهاني خلاص اسكتي م تسوي لي صداع ... انا متأكدة طريقتي دي حتنجح وحيجيني راجع .
تهاني وهي بتوطي صوتها : م حيجيك راجع ... الليلة لو دا علاء كان نقول معليش ... مسكين وشخصيتو م زي شخصية اخوه وم بيقدر ولا بستحمل تبعديه منك وتحسسيه انك م عايزاه ... لكن عزيز لا ... عزيز م كدا يا منال ... وهسه بدل م كان تكسبيه انتي وتخلي البت دي تبعد منو حيحصل العكس .
_ اححححححححي انا من مغصتي منها البت دي .
_ انتي وافقتي بيها زمان اصلا لي ؟
_ جبرني وعصر علي ... قال م عايز غيرها نهائيا وعاجباه وبتاع ... وانا كل مرة بلقى لي شي يصدمني عنها ... المزعلني انو ولدي م بيسمع كلامي نهائياً لمن الموضوع يكون عنها .
_ مش قلتي لمن حكيتي ليه انها شاكلتك طلع اتشاكل معاها فوق وهي مشت بيتهم ... فدا معناه انو بيسمع كلامك وم بيرضى فيك ... لكن انتي برااااك الشقية يا ختي ... هسه فكري ليك ف حل للبلوة العملتيها دي .
خلفت رجلها وهي بتقول بكل غرور : ف ستين الف داهية ... ولا بفكر ف حل ولا بتعب نفسي ... خليه مش اختارها هي ؟ ان شاء الله تنفعو ولا غردي بيه ... البركة في علاء واولادو .
تهاني وهي بتلوي بوزها : بري ياختي وقت كدا النشوف لي ميسون بتي عريس تاني ...
_____________________________________
عزيز صحا من النوم ... الإرهاق كان مسيطر عليه ... اتسائب وهو بعاين حوليه بكسل ....
قعد ف السرير لمن انتبه انها م جمبو .
نزل من السرير براحة وهو بيشيل انفاسو ... نده عليها : سارة ؟
سمع صوت الموية ف الحمام ... عاين للساعة لقاها ١٠ .
دق ليها الباب لمن سمع صوت نحيب : انتي كويسة ؟
م ردت عليه .
اتكل على باب الحمام الخشبي براسو : سارة انا عارفك قاعدة جوه ... ممكن لو سمحتي تفتحي الباب ؟
برضو م جاهو رد ....
حرك يد الباب بعصبية : سارة ... بطلي البتعملي فيه دا وافتحي الباب .
اتراجع لي ورا لمن سمع صوت المفتاح حق الباب وهو بيلف .
لمن فتحت الباب بالكامل وطلعت ... اتصدم من هيأتها الجات طالعة بيها .
شكل عيونها بيعكس انها فضلت الليل كلو بتذرف في الدموع ... شكلها ذابل ... شعرها الطويل مقصوص بفوضوية ... وفي دم بينقط من يدها ...
اول شي انتبه لي كان الدم ... مسك يدها بسرعة ورفع كم الروب الهي لابساه واللي اخذ نصيبو برضو من التلطخ بالدماء .
قال ليها بعصبية : دا شنو العملتيه ف نفسك دا ؟
ردت لي ببرود : حسيت اني عايزة اعمل كدا .
جراها بقوة وقسوة على المطبخ ... شال موية باردة من التلاجة وكباها ليها مكان الجرح السببتو لنفسها .. كان مجرحة نفسها بموس ف يدها .
ملامحو اتغيرت لمن رجعها الاوضة تاني وفتش شنطتها بانفعال ... طلع عبوة عطرية ورشاها بكمية كبيرة على يدها ... صرخت بألم وفكت يدها منو.
بقا لافي حولينها زي النمر لمن يكون بيستعد للصيد ... رما عبوة العطر ف الحيطة وف ثواني العبوة الزجاية اتكسرت والعطر سال ... لزاها بقسوة ف السرير وهو بكورك : انتي جنيتي ؟ جنيتي صح ؟ دا شنو العملتيه ف نفسك دااا .... دي شنو تصرفات العيال المراهقين دي .. ولا كنتي عايزة تقتلي نفسك يا استاذة .
قومها من يدها بقوة و وقفها قدام المراية : عايني لنفسك ... شوفي انت بتعملي ف شنو ... شوفي بتضري ف نفسك كيف .
اتحاشت النظر لنفسها وفضلت تنتحب بصوت عالي .
عزيز بعصبية وهو بيمد يدها : وريني دا شنو دا العملتيه ف نفسك دا ... عايزة تنتحري يا سارة ؟ خلاص فقدتي عقلك ؟
كوركت فيه وهي بتشهق : اي ... اي عايزة انتحر ... عايزة اموت نفسي ... انا نكره ... انا ولا شي ... م عايزة اعيش ... حتمنعني انهي حياتي ؟
_ انتي واعية لنفسك ؟ واعية انتي بتقولي ف شنو ؟ عارفة لو قتلتي نفسك حيحصل شنو ؟ حتقابلي ربنا كيف ؟
ختت يدينها ف راسها وهي بتصرخ : انا تعبانة .... انا مرهقة من حياتي شديييييد انت م حاسي بي
ص
👍42
رخ بغضب وهو بيضرب المراية القدامو بقبضة يدو واتوجه ناحيتها ... هيأتو وهو فاقد اعصابو كانت مرعبة ... ضرب الحيطة الجمبها بقوة... كانت ضربات متتالية حست فيها انو كسر يدو ... قعدت ف الارض وغطت وشها بيدينها ... لزاها من كتفها وهو بكورك : انتي انانية ... انانية وبتحبي روحك براك وم بتفكري ف غيرك ... انانية لدرجة لا توصف ... انا سبت اي شي عشانك ... انا خسرت امي واخوي عشانك ولسا مستعد اخسر كتير عشانك بحيث انك م قادرة تقدمي اي تنازلات عشان حياتك يا سارة ... م عايزة تزحي الغشاوة الفي عينك وتشوفي الحوالينك ممكن يعملو شنو عشانك ... مستعدة ترحلي عشان بس حاسا بألم وتسيبي الممكن يضحو بنفسهم عشان بكل بساطة ... بس عشان انتي عايزة كدا ... م انتي البراك الكارهة حياتك ولا انتي البراك المصدومة من البيحصل ولا انتي براك المتألمة ... اي زول فينا الفيه مكفيه بس بيتماسك عشان القدامو ... انا كنت متماسك عشانك ... عشانك انتي بس ... اما انتي بكل بساطة قررتي انك تنهي حياتك ... من دون م تفكري تصرفك دا مردودو علينا احنا الحواليك كيف ؟ م فكرتي فيني يا سارة ؟
نبرتو اتغيرت ... وصوتو ارتجف بطريقة انذرت انو على وشك الانفجار والبكاء : م فكرتي فيني صح ؟ م فكرتي فيني حيحصل لي شنو ؟ لي م بتحاربي الدنيا عشاني زي م انا بعمل ليك ؟
صوتو بقا قاسي وهو بيقول : تاني م حقيف ف دربك اعملي العايزة تعمليه سواء صح او غلط ... لانو انتي ف النهاية بتعملي الفي بالك والعايزاه وبس والباقيين يغورو ف ستين الف داهية ... باين انو انا اتكتب لي اعيش وسط ناس انا اخر همهم .
عاين للدم السايل من يدو .. دخل الحمام عشان يغسلو ... لقا ضفيرتها مختوتة ف الحوض .
غسل يدو وشال الضفيرة رماها ليها ف السرير وشال قميصو المختوت ف طرف الكرسي وطلع وقفل الباب وراهو بقوة .
م عرفت مضى كم من الوقت وهي قاعدة ف الارض ...
رفعت راسها للساعة لقتها ٤ ضهر ... مضت ساعات طويلة وهي قاعدة نفس القعدة دي ... عاينت ليدها واتحسستها ... ونظراتها بعدها اتوجهت لضفيرتها المختوتة ف السرير ... واضح انو طلع خلاها براها ... م عرفت حيرجع ليها تاني او لا .
قامت بخطوات مرهقة ووقفت قدام المراية اتأملت شكها لوقت م قصير .... اتحسست شعرها المقصوص بيدها ... طلعت على المطبخ عشان تفتش ليها على شي يسد رمقها ... م متذكرة متين اخر مرة ختت لقمة ف خشمها ... لقت ف اكل جاهز مختوت ف المطبخ ... فتحت الفويل المغلف بيه الاكل ... اكلت كمية تخليها تقذر تقيف على حيلها ... حست بالشفقة اتجاه نفسها ... كانت عايزة تبكي لكن خلاص ... حتى دموعها جفت وبقت م قادرة تذرفهم .
رجعت الاوضة ... عاينت للقزاز حق المراية الكسرو ... ونظراتها اتوجهت بعدها للحيطة الملطخة بدمو ... وجملتو الاخيرة انفجرت ف عقلها ( لي م بتحاربي الدنيا عشاني زي م انا بعمل ليك )
______________________________________
عزيز اعصابو كانت تعبانة شديد ... وم عندو قدرة يستحمل اي شي تاني ... م عرف السبب شنو ورا المشاكل الجات مندلقة عليه كلها مرة واحدة دي ... شال انفاسو وهو بيفكر حيقضي ليلتو وين الليلة ؟ حتى الشقة الاجرها عشان يقعدو فيها بقا م عندو نفس يدخلها بعد تصرف سارة الخلاه يحس بكل احساس سيئ اتجاهها وحسا انو متزوج واحدة غير ناضجة إطلاقا من كل الجهات .
جا ف بالو عادل الوحيد الممكن يتصل ليه ويطلب منو مساعدة ف وضع زي دا ...
وقف بعربيتو قدام واحد من التلفونات العمومية ... دخل العملة المعدنية وضغط على ارقام تلفون بيتو .
رد عليه : الو
_ عادل
_ اهلا منو معاي ؟
_ انا عزيز
_ عزيز ازيك ... ان شاء الله كويس ؟
_ انا تمام الحمدلله .. كنت عايز اقول ليك اذا ف طريقة اقضي اليوم دا معاك عشان انا ...
قاطعو : اكيد اكيد يا عزيز ... البيت بيتك تتفضل ف اي وقت ..
ظهر الامتنان في صوتو : شكرا يا عادل م بتقصر .
_ ولو ياخ ...
_ تعال سريع انا منتظرك .
_ تمام .
قفل الخط وختا سماعة التلفون محلها واتحرك على بيت عادل ...
لمن وصل لقاه واقف ليه ف الشارع ... اول م شافو حسا انو ف شي حاصل ليه ... ولاحظ ليدو الملفوفة بشريط ... م حسسو انو ف شي غريب وسلم عليه سلام حار ودخلو البيت .
قعدو ف ديوان الرجال ... ومشا وجا جاب ليه جلابية وقال ليه الحمام جاهز .
عزيز : ماف داعي تتعب نفسك انا جبت معاي هدومي .
عادل : دا كلام شنو يا زول ... عليك الله شيل الجلابية وم تتكلم كتير .
عزيز ابتسم وشال الجلابية ومشا استحم ...
لمن طلع من الحمام لقا صينية الغداء مختوتة ف الديوان ...
قعد اتغدى مع عادل وابوه ... وبعدها جابو ليهم الشاي .
عزيز مزاجو اتغير بالونسة والضحك مع ابو عادل واكتشف انو من اسرة ظريفة ومضحكة شديد ...
بعدها عادل شال الهدوم حقت عزيز واداها لاختو عشان تغسلها ... عزيز رفض بي احراج لكن عادل كان مصر شديد وف النهاية قلعها منو قلع و وداها لاختو ... ورجع قعد مع عزيز .... لمن بقو براهم سألو : انت كويس يا عزيز ؟
عزيز وهو بي
👍6
رقد ف السرير : والله انا م عارف اقول ليك شنو .
_ انت قبل كم يوم كنت حتدخل نفسك ف خطر ... فلو سمحت خليك واعي وم تجهد نفسك .
_ ماف زول عايز الاجهاد لنفسو ... لكن المشاكل الايام دي وراي وراي .
_ يا زول بتتحل ان شاء الله .. م تشيل هم .
_ ان شاء الله يارب .
_ يدك دي حصل ليها شنو ؟
رفع يدو وعاين ليها : وقعت عليها .
_ وقعت عديل ؟
_ يعني اتعترت
_ اهااا ... خلاص طيب انا اسيبك ترتاح وتاخد ليك نومة شكلك فتران .
_ فتران شديد والله يا عادل .
_ خلاص تصبح على خير
_ وانت من اهلو .
عادل رقد ف السرير الجمبو ونامو ...
صحا على صوت ابو عادل وهو بقول ليهم قومو لي صلاة الفجر ... صلوا التلاتة ف المسجد ... لمن رجعو لقو مجهزين ليهم شاي الصباح باللقيمات .
الكم ساعة القضاها عزيز ف بيت عادل دي حسستو براحة شديدة وسكون ... والتمس في بيتهم حاجات هو مفتقدها شديد .
لمن دخل الصالون لقا هدومو مغسلة ومكوية ومختوتة ف السرير .
استحم وجاب حاجاتو من شنطتو ولبس هدومو ... شكر عادل شديد وهو طالع ... بالرغم من اصرار عادل انو لازم يقعد يفطر الا انو رفض واتحجج بي انو عندو موعد مهم .
طلع منهم ومشا فتش ليه على غرفة ف فندق يقضي فيها الكم يوم ديل ... كان مكتوبة ليه اجازة راحة لمدة اسبوع بسبب الهبوط الحاد الاصابو اخر مرة لكن لقا انو افضل شي يعملو عشان يطلع نفسو من الجو دا انو يرجع يباشر شغلو تاني وفعلا عمل كدا .
زعلو الشديد من سارة خلاه يتجاهلها تماما ف الكم يوم ديل ... مضت قرابة الخمسة ايام من الحصل بينهم ... نهائيا م سأل منها ... كان بيمشي المستشفى وبيجي راجع لغرفتو ف الفندق وهكذا ...
لحدي م ف اليوم السادس تلفون المستشفى عندو ضرب ...
رد : الو
جاهو صوت حبوبة مريم : عزيز يا ولدي .
_ اهلا يا حبوبة مريم كيفك ؟
_ انا الحمدلله بخير .. كنت عايزاك تجيني البيت ضروري .
حسا بشوية توتر : ان شاء الله خير ف شي حاصل ؟
_ لا ماف شي يا ولدي بس تعال .
_ متأكدة ؟
_ اي
_ اوكي طيب انا حخلص شغلي وحغشاك .
_ سمح ... بالسلامة يا ابوي .
قفلت الخط وعقلو بقا بيودي ويجيب ... ياربي ف شنو خلاها تطلب منو يجي .
خلص شغلو واتحرك عليها ... لمن وصل كان خلاص المغرب جا .
نزل من العربية ودق الباب ...
شوية جات حبوبة مريم فتحت ليها و وراها عمران وعلياء زي الكدايس 😍.
سلم عليهم بحب واتونس معاهم وسألهم من امهم ... بعدها دخلو وبقو هو وحبوبة مريم الجابت عدة شاييها وصحن لقيماتها وقعدت معاه ف الحوش .
فرك يدينو بتأهل وهو بيسألها : ف شنو ؟ كنتي عايزاني ف شنو .. انا عارف م حتضربي لي ساي الا يكون ف شي .
ابتسمت : صدقت والله يا ولدي ... ف شي بس اشرب شاييك كدي ... ظبطو ليك بالنعناع .
_ طبعا انا يا حبوبة مريم م بقدر اكل او اشرب اذا كنت متوتر
_ اجي .. وانت هسه متوتر ؟
ضحك : يعني من كلامك واتصالك لي دا معناه ف شي اتكلمي .
_ طيب اخليها هي التتكلم ...
رفع حاجبو بي استغراب وهو بتلفت : هي ؟ ... هي منو ؟
حسا بحركة وراهو .. ريحة المسك الفاحت خلتو يغمض عيونو ويضغط بسباباتو بين حواجبو .
حبوبة مريم قامت ... اداها نظرة خاطفة وبعد عيونو لكن رجع نظرو ليها تاني بسرعة ... شعرها مقصوص بتساوي ومرتب ومسرح بطريقة جميلة ... كانت لابسة فستان قطني باللون العنابي ... شكلها كان بريئ شديد وجذاب كانها طالعة من مجلة ... م عرف السبب شنو ... هل لانو طول من شوفتها ... ولا بي سبب قصة شعرها .
قعدت قدامو ... بقدر م كانت جميلة ومرتبة بقدر م انو اتذكر التصرف البدر منها قبل كم يوم ... قابل الابتسامة الوديعة الفي وشها بي نظرة قاسية وملامح باردة : انتو متفقين علي ولا شنو ؟ وباين ف حاجات حصلت من وراي .
هزت راسها : بالضبط كدا ..
نبرتو بقت ساخرة وفيها تهكم : اعلنتي الصلح ؟
عاينت للارض : اي ... وجا دورك انت برضو
_ دورك انت برضو ؟ حتصالحيني ولا حتقتليني ؟
ضحكت وهي بتمسح وشها : انا مدينة ليك باعتذار .
_ مدينة لنفسك بالاول قبليني .
_ اتصالحت مع نفسي ... الدور عليك
_ ممممممممممم
_ انا اسفة ... اسفة على كل شي .
سكت لمسافة وبعدها قال : انا برضو اسف ... بعتذر عن تصرفي الاخير ال...
قاطعتو : لا ... م تعتذر ... تصرفك هو الخلاني ارجع لوعيي واراجع نفسي مية مرة .. كلامك كلو كان صح ... كنت انانية وبفكر ف نفسي
_ معذورة وقتها
_ برضو ...
شالت انفاسها وكملت : القدمتو لي حبوبة مريم م بتحسب ولا بتعد ... جيتها وطلبت منها اعرف كل شي ... حكت لي القصة كلها بتفاصيلها الدقيقة .. بكينا ... اتكلمنا كتير ... وف النهاية اتصافينا واعتذرنا لبعض .
ابتسم : انا سعيد جدا بي الخبر دا ... سعيد كل السعادة .
_ شكرا يا عزيز ..
_ على ؟
_ على كل شي ... وعلى انك بتستحملني دايما .
_ ولو م استحملتك انا حيستحملك منو مثلا ؟
_ انا عارفة انك لسا زعلان مني .
_ م حنكر النقطة دي
_ حتكون زعلان حتى لو اعتذرت ليك الف مرة ؟
_ حتى لو مليون مرة ..
_ لي ؟
_ لا
👍5🔥1
نو زعلي بيروح براه ... والاعتذار م بزحو .
_ يعني اخليك ترضى براك ؟
_ طالما اكتشفتي غلطك واعتذرتي فدا حيساعد كتير على انو يزح بأقرب وقت .
_ ف شي تاني ممكن اقدمو
عاين لي ساعتو باهتمام : زي ؟
نظراتو اتوجهت ليها لمن حسا بيدينها الرقيقة بتلامس وشو ... عيونو بقت معلقة بعيونها الواسعة لدرجة انو حتى م قدر يرمش ... اقتربت منو ببطئ وطبعت قبلة هادئة على شفايفو كرسالة اعتذار .
ابتسمت وهي بتتراجع وحست بيه مرتبك لدرجة قلب كباية الشاي من دون قصد .
سألتو بصوت منخفض : كدا اتصالحنا ؟
هز راسو بسرعة وهو ببلع ريقو : ايوه ... ايوه اكيد ...
_ عايزة نبدا صفحة جديدة
_ حنبدا من البداية ف اي شي .
عاين ليدها : الجروح بدت تبرا ؟
مشت يدها عليها : اي ... بس بالمناسبة ... انا ... انا اليوم داك اتراجعت ف اللحظات الاخيرة وخليتها جروح سطحية عشانك
_ كيف ؟
_ م كنت عايزة افارقك ... انا ... انا بس كنت مولعة نار من جواي
_ متفهم ... بس تصرفك كان كلو على بعضو غلط احنا لو بنواجه مشاكلنا كدا كان عمرنا م طلعنا منها .
_ انت الفترة دي كلها لي م سألت مني ؟
_ لاني كنت متضايق منك شديد يا سارة متضايق لاخر درجة ممكن تتوقعيها ...
_ م خفت علي ؟
_ كنت واثق انو بعد كلامي القلتو ليك م حتجربي تأذي نفسك تاني .. لو م كنت واثق م كان طلعت وخليتك اليوم داك .. عموما الحصل دا باعتبارو انتهى ... وياريت م نفتحو تاني نهائيا ممكن ؟
_ ممكن ...
نظراتهم اتوجهت ناحية عمران القال بصوتو المبحوح : عمو عزيز ممتن اقعد معاتم ؟
سارة : تعال .
جا جاري واتجاوز سارة المدت ليه يدها وقعد ف حجر عزيز الرفعو .
بعد اليوم داك ... سارة وعزيز حياتهم رجعت لصفائها تاني تدريجيا ...
عزيز فضل بعيد كل البعد عن امو واخوه وهم برضو م فكرو يشوفو حاصل عليه شنو حتى ...
منال كانت لسا مقتنعة انو ولدها حيجي راجع بعد كم يوم ويعتذر ويطلب المسامحة وينفذ امرها ...
بس طالت الايام ... يوم ورا يوم ... لحدي م عدت شهور وشهور وهو لا ظهر ولا طلا ....
علياء وعمران كانو قاعدين ف الحوش لمن سارة جاتهم وهي مبسوطة وقالت ليهم بصوت عالي : مبروك يا اولاد ... جابو ليكم اخو ♥️ .
ظهرت السعادة ف وجه علياء بعكس عمران الكان واضح جدا انو م عايز اي اخوان زيادة .
_ نهاية الحلقة التاسعة _
👍8
اسفين على التأخير 🙏🏻
• بنت عمران •
• الجزء الاول •
🌸 في حضرة الماضي 🌸
#ح10
حسنة كانت قاعدة ف السرير وشايلة طفلها العمرو ٤٠ يوم ... سمتو عبد الرحمن ... زي م طلبت سارة منها لانها نفسها في طفل اسمو عبد الرحمن .
عاينت للبيبي الصغير والنايم بهدوء .
قبلت على جهة الشباك لمن سمعت صوت عمران العالي وهو بيضحك ... ابتسمت لمن لقت عزيز بلعب معاه بالكورة ... شالو وطيرو فوق وتاني مسكو ... عمران شبك يدينو ف رقبتو وهو بضحك ... ابتسامة عمران اللطيفة الظهرت السنون اللبنية المكسورة ونظراتو البتلمع بحب وهو بعاين لي عزيز كانت مثيرة لي سارة المسكت كاميرتها بتأهب ... نسمات الهواء المارة داعبت خصلات شعرهم المموج ... نظراتهم اتلاقت .. وزادت ابتسامة عمران طرديا مع ابتسامة عزيز المستمتع باللعب ... وهنا سارة ضغطت على زر الكاميرا ...
عزيز باس خد عمران قبل م ينزلو الارض ويكملو لعبهم ...
علياء جات جارية : خالتو سارة حبوبة مريم قالت ليكم الغداء .
_ طيب جايين .
بشقاوة ختت اصابعها في خشمها وصفرت بصوت عالي ... عزيز اتلفت عليها وهو رافع حاجبو باستغراب ...
ارتسمت ابتسامة شفتة في وشها 😌... قالت ليه : يلا يلا الغداء .
عمران كان بتشعبط بشقاوة في يدو وهم داخلين لي جوه .
قعدو في صينية الغداء كلهم م عدا حسنة الختو ليها اكلها بدري .
اتغدو وبعدها عمران وعلياء طلعو يكملو لعبهم ...
كان الوضع مناسب للثلاثي انهم يتكلموا بأريحية ف موضوع حسنة الخلاص كملت عدتها وتمت الاربعين وبقا ماف اي حجج او اعذار ليهم عشان يجبروها تقعد معاهم .
سارة وهي بترشف من كباية الشاي : حسنة صعبة شدييييد يا جماعة ... حلفت ستين يمين ماف زول يدفع ليها فلس ...
عزيز : الناس ديل نفسهم عزيزة شديد يا سارة .
_ لكن احنا بقينا زي الاهل .
_ برضو ... اي اصرار مننا قد يكون سبب ف الاحراج ليها .
_ اها الحل شنو ؟
_ لقيت ليها شغل ف مصنع نسيج ... يعني مناسب معاها .
_ طيب حلو والسكن كيف ؟
_ لقيت بيت ايجار مناسب معاهم .. اوضتين وحمام ومطبخ وبرندة .
حبوبة مريم : طيب وايجارو كيف ؟
_ مناسب ... عموما انا دفعت ايجار سنة لقدام .
_ الله يبارك فيك يا ولدي ويديك لحدي م يرضيك .
_ اللهم امين يا حبوبة مريم جمعا ... هسه مفروض نشوف ليهم موضوع سراير وعفش .
_ نجيبو ليها كيف ؟
_ ممكن نقول ليها هدية الرحول وكدا ... وبالمرة معاه مواد تموينية للفترة دي .
سارة وهي بتشيل انفاسها : انا خايفة عليهم شديد ... يا ربي حسنة حتقدر تعيش براها مع الاولاد ؟
حبوبة مريم : دا كلام شنو يا بت ... البقول الكلام دا زول ايمانو ضعيف ... ربك م بنسى عبدو ...
_ ونعم بالله ... بس يعني الزمن دا صعب ... بالجد خايفة عليهم .
_ م بتجيهم اي عوجة .
عزيز : واحنا زاتنا حنكون معاهم وم حنسيبهم باذن الله .
_ اكيد .
حبوبة مريم بقت بتقح بصوت عالي ...
سارة عاينت ليها بقلق ... كانت ملاحظة ليها الايام دي بتقح بقوة لمن انفاسها بتقوم بطريقة مقلقة .
عاينت لعزيز لقتو بعاين ليها بنفس الطريقة ...
سارة : حبوبة انتي كويسة ؟
_ الحمدلله يا بتي
_ مالك الايام دي ؟
ضحكت : مالي يا بتي ؟
_ ملاحظة ليك تعبانة كدا
_ هيا بتي ياهو خلاص اخر العمر والعجز بيعملو كدا .
_ اوعك تقولي كدا .
قالت جملتها وهي بتتأمل في شكلها ... التجاعيد الواضحة والجلد المترهل في يدينها واسفل عنقها ... حواجبها الخفيفة والشعر الابيض الغزا راسها بالرغم من محاربتها ليه بالحنة ... لاحظت انها فعلا بدت تكبر ... ف ثواني سرحت بذاكرتها ... طفولتها واهتمام حبوبة مريم الشديد بيها ... الهدوم الحلوة البتشريها ليها ... الشباطة والشرابات وشرايط الشعر ... اهتمامها بجمالها وانوثتها لمن بدت تكبر ... وصاياها الكانت بتقولها ليها ... امشي كويس .. اقعدي زي البنات ... اضحكي بصوت واطي ... كيف علمتها تكون قوية وم تخاف ابدا ف حقها ...كتب المكتبة والمجلات الكانت بتشتريها ليها ... اهتمامها بتعليمها وتحفيزها وتشجيعها ... وقفتها جمبها لحدي م اتخرجت من كلية القانون ... وجودها الدائم بجمبها في اصعب اوقاتها ...
اتذكرت اخر مشكلة بينها وبين عزيز لمن عرفت حقيقتها واحساسها بالحزن والالم الخلاها تأذي نفسها بقسوة وهجران عزيز ليها بالايام ...
اول شخص لجأت ليه كانت هي ...
متذكرة لسا لمن جات داخلة عليها ... بوجه شاحب وجسد هزيل وهي بتبكي وبتطلب منها توريها الحقيقة كلها وبتلومها لانها م ورتها من زمان .
ختت يدها ف كتفها وقعدتها : سمح ... سمح يا السارة ححكي ليك كل شي .
_ بالتفصيل الممل .
غمضت عيونها وهي بتشيل انفاسها وبدت تحكي : انا الله م كتب لي اكون ام ... وزوجي اتوفى ... اتوفى وسابني الله وروحي ... الوحدة حارة يا بتي ... حارة وبتوجع الروح ... كان نفسي من زمان تكون عندي بت .. تملا لي البيت ضحك وحب ودلع ... لكن الحمدلله ..
ربنا سخر لي الظروف الخلتني اعرف انو ف اطفال ممكن اتبناهم ... قلت
👍2
ياهو اخد اجرب وثواب وبالمرة القى لي حتت طفل يعوضني عن احساس الامومة المفتقداه ... دخلت اليوم داك الدار وانا مترددة .
اول شي وقعت عليه عيني كان انتي
سارة دموعها بقت نازلة بغزارة ...
تابعت : كان عمرك ٣ شهور ... م عارفة شنو الشداني ليك براك ... عيونك كانت كانها بتقول لي سوقيني معاك ... سألت منك وانك قصتك شنو وجابوك هنا كيف ... المسؤولة من الدار ورتني انو جابتك بت لي هنا ... ختتك ف باب الدار ومشت .. وقتها قررت انا اكون ليك الام والاب واهتم بيك واربيك .
_ يعني انا بالجد م شرعية ؟
_ لا يا بتي ... م تقولي كدا .
_ طيب انتي لي سكتي طول السنين دي ؟
_ لانو الريدة الردتك ليها لو كان ولدت بالجد م كان ردتها لاولادي ... انا شلتك وعمرك م تم ٤ شهور وربيتك لحدي م كملتي ٢٨ سنة دا كان سبب كافي لي .. لانو حسبتك بتي عديل .
_ والناس قلتي ليهم شنو ؟
_ بت من بنات البلد اتوفت وخلت بنيتها وانا جبتها اربيها .
عم الصمت بينهم لثواني ...
_ شوفي يا السارة يا بتي ... انا هندي كبرت ... وانتي كبرتي ... وقادرة تشيلي مسؤولية نفسك والحمدلله براجلك وممكن تقرري انك م عايزاني وتبعدي مني ... لو دا قرارك الرسيتي عليه انا م حزعل ولا حلومك من حقك تعاقبيني بالطريقة الانتي عايزاها .. بس الله يرضى عليك عايزة منك طلبين .
_ شنو ؟
_ م تلومي نفسك يا بتي ... والله العظيم م عندك ذنب .
مسحت دموعها : والتاني .
_ م تنسيني مرة واحدة ... م تخليني للوحدة بعد م نجيت منها بيك ... زوريني ان شاء الله كان مرة ف السنة ... وانا طول م فيني روح برجاك .
سارة عاينت ليها لمسافة قبل م تقوم تحضنها وتبكي : م حسيبك ... انا م عندي غيرك اصلا .
_ يعني يا بتي عافية لي ؟
_ انتي المفروض تعفي لي ... لاني بعد العملتيه عشاني كلو ف النهاية قابلتك بالجحود .
_ عافية منك ورضيانة عليك يا سارة ...
_ انتي لو عفيتي لي عزيز حيعفي لي ؟
_ مالو ؟
حكت ليها بالحصل بينهم ... طلبت منها تغسل وشها وتجيب المقص وتجيها ... قعدتها صلحت ليها شعرها ورتبتو ليها ... طلبت منها ترتاح يوم الليلة وهي حتصالحهم .
رجعت لواقعها بي صوت عزيز ...
_ انتي سرحانة وين ؟
_ ها ؟ لا بس اتذكرت شي
_ اوكي ... سمعتيني قلت ليك شنو ؟
_ لا
_ حنمشي نوديهم بيتهم بكرة ان شاء الله .
_ طيب ان شاء الله .
_ احنا نمشي بعد دا .
_ اوكي ...
عاينت لحبوبة مريم : يلا يا حبوبة ... خلي بالك على نفسك وارتاحي طيب ؟
_ ان شاء الله يا بتي
_ يلا
_ ودعتكم الله والرسول ...
سارة وعزيز طلعو على بيتهم ... واليوم التاني من الصباح كانو حضور لي رحول حسنة واولادها ... حبوبة مريم بكت قدرتها وهي بتودع فيهم ... البيت كان صغير وكويس بالنسبة لي حسنة ... سجلو اطفالها ف المدارس .. وعمران خشا سنة اولى ...
نزلت الشغل ف المصنع ... كانت بتخلي عبد الرحمن لي جارتها الاتعرفت عليها ... كانت هي برضو والدة ... كانت مهتمة بيه مع طفلتها ... بترضعوا وتحميه وتغير ليه لحدي م امو تجي من شغلها وتشيلو ...
الحياة كانت صعبة بالنسبة ليها ... شغل المصنع ... رجعتها لي نضافة البيت وتطبخ شي لي اولادها وتهتم ب عبد الرحمن الكان بكاي شديد ... كانت حالفة قسم م تشيل قرش من زول وم تأكل اولاد فضل من عرق زول تاني .
مرت ٥ سنوات ...
واطفالها كبروا ...
علياء بقا عمرها ١٤ سنة ... كانت بنت هميمة ونشيطة وبتساعد امها دايما..
اما عمران بقا عمرو ١٠ سنوات ... بغض النظر عن شقاوتو الزمان الا انو بقا هادئ جدا مقارنة ب عبد الرحمن العمرو بقا ٥ سنوات .. كان شقي شديد ومجنن امو واخوانو .
عمران كان قاعد ف الارض وبيكتب ف واجبو لمن امو جاتو : عمران .
رفع راسو : ايوا يا يما
_ عزيز عايز يتكلم معاك .
ملامح وشو اتغيرت : لا
حسنة بعتاب : يا ولد كيف يعني لا ... اسمع الكلام هو منتظرك برا .
_ لا م عايز اتكلم معاه .
عزيز كان سامع صوتو وهو بيرفض يتكلم معاه .
حسنة : دي قلة ادب منك ولا شنو ؟
_ يما م عايز اتكلم مع زول ... خلوني في حالي .
لبس شبشبو وجرا الحوش ... لقا عزيز واقف ... عاين ليه بعتاب قبل م ينط بالحيطة للشارع ويتجاهل صوت عزيز وهو بينده عليه ...
حسنة ظهر في وشها الخجل : معليش يا دكتور عزيز .
_ م مشكلة يا حسنة ... خليه انا ححصلو واتكلم معاه ...
طلع ظرف ورقي ومداه ليها : اديه ليه لمن يجي وقولي ليه عزيز قال ليك تقراه ضروري .
شالتو وهي مدنقرة راسها : سمح ... ان شاء الله .
مرت الساعات لحدي م جا المغرب ...
عمران جا داخل البيت ... علياء وقفتو : عمران
_ اها يا علياء
مسكتو من يدو وجرتو بعيد : انت عارف انو امي وقفوها من الشغل ؟
عيونو اتوسعت : لا
_ عمران امي واقفة من الشغل ليها فترة وكانت مدينة قروش وهسه م قادرة تسدها ... وم كانت مورية اي زول ... وقبيل ست القروش جات شاكلتنا وقالت حتدخلها السجن كان م دفعتها .
_ مفروض نعمل شنو يا علياء ؟
_ نشوف لينا طريقة شغل .. لازم نلم القروش .
_ خلاص كويس ... هسه ا
👍42
نا جعان في حاجة تتاكل .
علياء هزت راسها بحزن : البيت م فيه اي شي يا عمران م عندنا اي شي ... لقيت لي رغيفة كبيت فيها حبة سكر كانت فاضلة وزيت سمسم لي عبد الرحمن لانو كان بيبكي من الجوع ... امي من قبيل كانت بتبكي ... م لاقية ليها مكان يشغلوها فيه .
_ حنلقى شغل يا علياء ان شاء الله .
_ ان شاء الله يارب يا عمران .
اختو دخلت ... وهو اتوجه ناحية الماسورة وشرب موية عسى تزح شعور الجوع الحاسي بيه ...
م كانت اول مرة يجوعو فيها وم يلقو الياكلوه ... كانت بتتفرج عليهم مرات ومرات بتضيق شديد ...
صباح اليوم التالي لبسو هدوم مدرستهم ...
ظهرو لامهم المهمومة والطلعت تفتش على شغل انهم ماشين لي دراستهم عادي وبالمقابل اي واحد فيهم اتوجه على مكان عشان يفتش على شغل ...
عمران بسبب بنيتو الصغيرة وعمرو الغض كان بيرفضوه ف اي محل يطلب يشتغل فيه لحدي م جا ماري قدام ورشة بتاعت عربات ...
دخل وسأل على الراجل المسؤول ... وروه ليهو ... كان راجل كبير قاعد ف كرسي وخاتي قدامو شيشة .. وقف قدامو وهو بقول : السلام عليكم
الراجل نفث الدخان وهو بعاين ليه بنظرات متفحصة : وعليكم السلام
_ انا عايز اشتغل هنا
الراجل ضحك : تشتغل هنا ؟
_ اي
_ وانت المشغلك شنو م تمشي تشوف مدرستك بي وين ؟
_شغلني
_ يا ولد اشغل ليك شنو ؟ انت المفك دا كان اديناك ليه بتجي واقع .
_ ياخ بشتغل اي حاجة
_ شكرا يا ابني م محتاجين شغل .. امشي شوف قرايتك بي وين .
_لكن ..
_ يا ولد ... عليك الله م تضيع لي وقتي امشي ياخ .
عمران دنقر راسو بحزن ومشا ... اتقابل نهاية اليوم مع اختو واي واحد سأل التاني اذا لقا شغل والاجابة كانت لا .
مرت الايام وحسنة لقت ليها شغل لا بأس به قدر اليأكل اولادها ... لكن هم الدين حقها الما اتسدى كان حاميها النوم ... لحدي م صحت بالصباح بي صوت دق ف الباب بي قوة ...
جرت فتحت الباب و وراها اولادها .
اتخلعت لمن لقتو ظابط شرطة ... قال ليها بنبرة رخيمة : انتي حسنة ؟
_ اي ... اي انا حسنة .
_ عندنا امر بالقبض عليك هسه ... لو سمحتي اطلعي معانا ..عاينت لي اولادها البعاينو ليها بخوف : سمح سمح .. لكن اولادي اخليهم لمنو براهم ؟
_ والله ياخ دي م شغلتي ... اتفضلي قدامي .
عاينت لي بتها : علياء ... علياء خلي بالك من اخوانك لحدي م ارجع .
علا صوت بكاء عبد الرحمن الصغير وعلياء بقت بتبكي برضو برعب وهي بتقول ليها : كويس يا امي كويس .
عمران كان بعاين لي اخوانو لحدي م فتح باب الشارع وقام جاري ... علياء كانت بتنده عليه لكن م اشتغل بيها ... شالت اخوها البيبكي ف صفحتها ووقفت تعاين لي عمران الاختفى ف نهاية الشارع ... م كانت عارفة تعمل شنو او تتصرف كيف ....
عمران كان حفيان لمن وقف قدام الراجل سيد الورشة تاني .
الراجل عاين ليه باستغراب ...
نفسو كان قايم وهو بقول باصرار : شغلني
_ يا ولدي انت مجنون ؟ اشغل ليك شنو ؟ عليك الله امشي من هنا م تزهجنا من صباح الرحمن .
لاحظ للدموع اللمعت ف عيونو ... كان بيكابر عشان م تنزل : امي سجنوها ... كان م اشتغلت اخواني بموتو من الجوع وامي م حتطلع .
الراجل سكت لثواني وناداه : تعال ... امك مالها واخوانك قدر كيف وانتو ساكنين وين اصلا ؟
_ امي ادينت قروش وم قدرت تسدها ... واخواني اتنين ... علياء ف تامن وعبد الرحمن لسا صغير م خشا المدرسة .
_ اسمك منو انت ؟
_ اسمي عمران .
_ ابوك وين ؟
_ انا ابوي ميت .
هز راسو بتفهم : بتعرف تعمل شنو ؟
_ اي شي ... اي شي بعرف اسويه ... وكان م بعرف بتعلم .
نفث دخان الشيشة : سمح ... ادخل .
( اطفال كتار زي عمران ف بلدنا ... الظروف القاهرة بتجبرهم يشتغلو ويشيلو مسؤوليات اكبر منهم ) .
في الليلة ديك عمران رجع البيت وهو شايل حتت اكل لأخوانو ...
اختو سألتو مشيت وين وجبت الاكل دا من وين ؟
_ لقيت لي شغل .
عبد الرحمن اتوجه ناحية الكيس وابتسم ببراءة لمن حسا انو حيشبع .
علياء نادتو ياكل معاهم .. طلع في السرير بهدومو المليانة سكن وزيت عربات : انا اكلت اكلو انتو ...
قبل على جهة الحيطة .... علياء قعدت عبد الرحمن ف رجلينها ف الارض ... وبدت تاكل وتأكلو معاها ...
بينما عمران غمض عيونو وهو بيحارب في احساس الجوع الاتملكو ...
اليوم داك اتعلم انو حيحتاج يجوع عشان يأكل اخوانو .. وانو اللقمة ف خشمهم اهم من اللقمة ف خشمو ... وانو الدنيا صعبة ... صعبة شديد وقاسية وهو واقف يحاربها براه .
مرت الايام وعبدين سيد الورشة عرف قصة ام عمران كلها ... ودفع الدين حقها وخلوها تطلع من الحبس ... بي مقابل انو عمران يشتغل معاه لحدي م يرجع القروش .
كان معجب بيه ... معجب بيه شديد وهو شايفو بيتعلم قدامو وبيكافح عشان يقرا ويشتغل ...
حسنة اضطرت تطلع من البيت عشان بقت م قادرة تسدد قروش الاجار ... وانتقلت لي اوضة على قدر حالهم ومقدرتها على الدفع .
تمضي الايام ...
يوم ورا التاني ... شهور ... سنين ... ومع مضيها الاطفال بيكبروا .
الصبح اذن ...
قاام على
👍4
حيلو ... اتسوك وصلا واتوجه ناحية السوق ..
القى التحية على الرجال الواقفين ... جا لوري فيه شوالات بصل ...
انحرك لمن ندهو عليه ...
دنقر ضهرو لمن الراجل الراكب فوق اللوري رما ليه الشوال ..
كان شغل مرهق وشاق ... نقل كمية كبيرة من الشوالات لي داخل المخزن ... يشيل يدخل ويجي تاني يدنقر ويختو ليه الشوال ف ضهرو ويدخلو .
لحدي م انتهى ... ادوه قروشو ... شكرهم ورجع جري البيت ... استحمى ولبس هدوم المدرسة الثانوية ...مشا مدرستو ... حضر حصصو ...
كان بيركز ف الحصص شديد لانو عارف انو م عندهم مقدرة على الحصص الخصوصية للتكثيف ... كان زملاءه بيتغاظو منها لمن يطلب من الاستاذ يشرح تاني وتالت لحدي م يفهمو ... والاساتذة بينبسطو منو لمن يجي لاحقهم للمكتب عشان يشرحو ليه زيادة ...
كان بيكتفي ف الفسحة بي موية من الازيار وبيحاول يوفر اي قرش لي احتياجات اخوانو.
خلص دوام المدرسة وطوالي مشا الورشة ... ختا الشنطة بالجمبة .. سلم على عبدين بعد م لبس الافرول حق الشغل وبدا باجتهاد يشوف شغلو .
صبي م كمل ال١٨ سنة ... ببشرة سمراء وعيون رمادية مميزة ... هادئ لأكبر حد ... وبيشتغل بي ضمير .
كان بيقضي معظم وقتو وهو بشتغل لدرجة الاجهاد ... بيصحى قبل الصبح بساعة وبيقعد يقرا لانو باقي اليوم كلو بكون عبارة عن شغل ... الحياة كانت صعبة وخلتو يبقا مسؤول من اخوانو .
منها وامتحانات الشهادة عبدين طلب منو يقعد ف البيت ويشوف قرايتو ومكان شغلو محفوظ والقروش البيديه ليها كانها دين بعد يخلص من امتحاناتو يجي يشتغل ويسددها.
مضت فترة الامتحانات ... كانت دعوات امو محيطة بيه .. وعلياء اختو الخشت الجامعة كلية التخدير كانت بتراجع معاه وبتشرح ليه ... لحدي م انتهى بالسلامة ...
ورجع لشغلو تاني ... اضطرا يشوف ليه شغل تاني مع شغل الورشة ... لحدي م لقا ليه فرصة ف مقر منظمة اجنبية ... كان شغال تبع عمال النظافة ...
جواه كان معجب بي اشكال الناس الهنا ... هيأتهم المهندمة والنظيفة ... البدل البجو لابسنها ضيوفهم والعربات الراكبنها ... كان كل يوم بيرجع يحكي لي امو وعلياء بالبشوفو ويحاكي ليهم طريقة كلامهم بالانجليزي وطريقة مشيهم وامو واختو يضحكو قدرتهم ...
يوم وهو داخل من شغلو لقا عبد الرحمن قاعد وبيبكي ...
جاهو باستغراب وسألو : مالك يا ولد ف شنو بتبكي ؟
مسح دموعو : ماف شي يا عمران
قعد جمبو : اتكلم
عاين ليه وقال بعصبية : جيت العب مع اولاد الناس الساكنين ف العمارة ديك ... شاكلوني وابو يخلوني العب معاهم ونبزوني .
_ لي ؟
_ انا زاتي م عارف ... وجا اخوهم الكبير ضربني .
_ ضربك ؟
_ اي ضربني
_ كيف يعني يضربك ؟ وانت يدينك دي بتعمل ف شنو ؟
_ هو اكبر مني ... قال انا عايز اشيل كورة اخوانو ...
عمران وهو بقيف على حيلو : العمارة القدامنا دي ؟
_ اي
_ كويس .
مشا على جهة العمارة ... لقا اولاد صغار واخوهم الكبير بكون قدرو ف العمر واقف جمبهم .
مشا عليه بانفعال : انت الدقيت اخوي ؟
الولد عاين لي ببرود : اخوك منو ؟
_ الولد الصغير الكان بيلعب هنا
_ مممممم قصدك الولد الحرامي العايز يشيل كورة اخواني ؟
_ حرامي ؟ حرامي كيف يعني ؟ اخوي م حرامي ... هو كان عايز يلعب بس
_ م يلعب هنا يمشي يشوف ليه محل تاني ... بعدين انتو مش الناس الساكنين ف السكن العشوائي داك ؟ انا شايف م تقل ادبك عشان م اكلم ابوي يجو يكشوكم من هنا .
عمران سمع صوت امو وهي بتنده عليه ... كانت لابسة توبها وجاياه .
الولد ضحك : امشي ماما بتناديك .
المشهد اتحول ف ثواني ... من الولد الواقف يضحك وعمران البعاين ليه بغيظ ... للولد واقع ف الارض وعمران من فوقو بيضرب فيه .
حسنة كوركت باعلى صوتها وهي بتفك منو الولد ... شاكلتو ولزتو على جهة البيت ... ونفضت الولد واعتذرت ليه ودخلتو بيتهم وجات لاحقة عمران .
مسكتو من يدو وقعدتو ف السرير وهي بتكورك فيه : عمران جنيت يا ولد ؟ مالك داير تدخلنا ف المشاكل ؟
_ يا امي الولد دا قليل ادب وبعدين ضرب عبد الرحمن
_ خليه اليضربو كان ضربو
_ لي يعني نسكت على الحقارة ؟
_ يا ولدي ديل احنا م قدرهم ... م قدرهم
_ يعني نسكت ؟
_ اي تسكت لو عايز مصلحتك .. وهسه ادعي الله ابوهم م يجي يطلعنا من الحلة دي
_ لي مكتوبة بي اسمو ؟
_ يا ولدي م تبقى راسك ناشف واسمع الكلام ... الله يرضى عليك
_ عندهم شنو م عندنا ؟
_ عنذهم القوة وعندهم النفوذ وعندهم القروش واي شي
_ ولي احنا ديل م عندنا
_ يا ولدي قسمتنا الله قسم لينا نكون كدا ومفروض نرضى بقسمتنا
_ لا ... لا دي م قسمتنا .. احنا الاخترنا نعيش كذا ... انا م عايز اكون كدا يا امي ... انا م عايز زول يكون احسن مني ويحقر بي وبي اخوي ... انا م حقبل بالعيشة دي ..
_ عمران الله يرضى عليك خليك عاقل وخليك واعي ... الله يرضى عليك م توجع قلبي وتتعبني معاك .
عبد الرحمن كان واقف قدام باب الاوضة .. حسنة نهرتو بقسوة : انت طير من هنا الليلة م برحمك .
عاينت لي عمران : خليك واعي يا ولدي واعر
👍63
ف قدرك وقدرهم ... م تدخلنا ف مشاكل احنا م قدرها .... اسكت ... اسكت بس اوعك تتكلم ... ديل لو قتلوك م تتكلم .
حسنة قضت اليوم داك وهي خايفة خوف م طبيعي وبتدعي الله يلطف وابو الولد م يجيهم .. كانت عارفة انهم م عندهم ضهر ولا بيقدرو على المشاكل ... وخايفة على ولدها يحصل ليه شي او يضروه ... اما عمران من الزعل م نام وكان تفكيرو محصور في انو لي هم عايشين كذا ؟ وضعيفين كدا ... وكيف ممكن يبقى قوي زيهم عشان م يخلي حقو .
صباح اليوم التاني كان اليوم المنتظر ... يوم النتيجة ...
عمران صحا من النوم ومشا شغلو ... م كان متذكر ذاتو انو ف نتيجة وتفكيرو كلو محصور ف الحصل امس ... م ختا لقمة ف خشمو من صباح الرحمن ... مشا السوق عتل حاجات للمخازن ... وبعدها مشا نضف نضافتو الفي المنظمة ... واخيرا جا الورشة وبدا يشتغل .
عبدين كان مشغل الرادي بأعلي صوت وبيسمع ف المؤتمر ..
فجأة سمع صوت شي بيرتطم بالارض ... لمن عاين لقا عمران واقع ف الارض ... والعمال المعاه جو جاريين ليه بسرعة ... ف اللحظة الهو قام فيها عشان يشوفو .. صدح صوت المذيع ف الرادي (( الخامس مشترك ... عمران فضل المولى ابراهيم السيد ))
_نهاية الحلقة العاشرة _
_نهاية الجزء الاول _
نلتقي يوم الاحد في الجزء الثاني ♥️
👍3
_ بنت عمران _
_ الجزء الثاني _
♥️ اسيرة القُنصل ♥️
#ح١
1997
جلس بجانبها وانفاسه تتعالى ... بدا متوترا وهو يحاول استخراج بعض الكلمات من فمه ... ابتسامتها اللطيفة جعلته يهدأ قليلا خارجيا ... بعد وقت ليس بالقصير تحاشى النظر الى عينيها ثم قال : سارة ...
_ اها يا عزيز
_ انا عايز اعترف ليك بي شي ... محتفظ بيه من زمان بس .... بس بتمنى انك تسامحيني وتختي لي العذر .
_ طيب ...بس الموضوع عن شنو ؟
_ عن ....عن عمران
_____________________________________
تعالت انفاس الشاب العشريني وهو يُحمل الكراتين المحكمة التغليف مع احد العُمال في العربة المخصصة لنقل الحقائب في مطار الخرطوم ... خلع السماعة الكبيرة التي انزلها من على رأسه ثم هم بوضعها في حقيبة ظهره التي يحملها... نظر لوالدته التي بدت عليها ملامح الرضا وهي تنظر الى الكراتين ... كانت سيدة بملامح وديعة تتشربها اللطافة وجسد رشيق ... كانت ترتدي ثوباً انيقاً بالاضافة الى إشارب بنفس لون الثوب ولمعت الاساور الذهبية على مرفقيها .
تنفس الشاب الصعداء وهو يقول : هسه عليك الله يا امي دا شنو دا المشيلانا ليه دا ؟
حدجته بنظرات الامهات لأطفالهم الاشقياء : ف شنو يعني هسه الحاجات دي كتيرة ؟
_ الله ! دا كلللللو وما كتيرة ؟
_ يا ولدي شوية شطة ودكوة وزيت سمسم وكركدي وقونقليز وعرديب وابري وبصلة محمرة ومسحونة و ويكة وخدرة مجففة هسه دا كتير ؟
_ لا حول ولا قوة الا بالله 🙂... لا لا يا امي م كتير ... معليش ... غلطان ... متأسف .
امسكت حقيبتها بحرص ثم تحركت وهي تقول : ارح جر العربية دي .
هز رأسه وتحرك بالعربة برفقة العامل الذي كان يقف بقربهما ... انتظروا قليلا حتى تم الاعلان عن رحلتهم ... كان الشاب كريما مع العامل واعطاه اجرة جعلته يبتسم متمنياً لهم رحلةً سعيدة ♥️.
ما إن اكتملت اجراءاتهم حتى كان الشاب و والدته يجلسان بهدوء في جزئية رجال الاعمال .
بدا التوتر على السيدة عندما بدأت الطائرة بالاقلاع و سرعان ما أمسكت بسبحتها وبدأتها بالتسبيح واغمضت عينيها ... بينما نظر لها الابن بنظرات ضاحكة ليضع سماعته على اذنيه ويسترخي وهو يراقب من النافذة الصغيرة مدينة الخرطوم وهي تتحول الى نقاط من الاضواء وكأنها نجوم .
كانت رحلة طويلة وانتهى الشعور بالملل الذي سيطر على بعض الركاب بصوت الكابتن الذي حمد لهم السلامة ثم اخبرهم بأنهم يحلقون الان فوق سماء مدينة كيب تاون عاصمة دولة جنوب افريقيا ... وطلب منهم ربط احزمة الامان .
كانت الساعة تشير الى السادسة صباحا عندما خرج الشاب برفقة والدته وهو يجر عربة الحقائب .
تجول الشاب بعينيه في وجوه المستقبلين ليرى ما ان كان ينتظرهم احد ... وسرعان م تهللت ملامح وجهه ونده بصوت مسموع : أحمممممذ .
ابتسم المدعو احمد ولوح لهم بيده ثم اتجه نحوهم ... تبادلوا السلام الحار لدقائق ومن بعدها خرجوا من المطار ... بالخارج كان ينتظرهم سائق خاص بسيارة مارسيدس سوداء ... وسرعان م تحركت بهم السيارة في شوارع مدينة كيب تاون الساحرة ... كان جبل تيبل احدى عجائب الدنيا السبعة يحيط بالمدينة بطريقة مهيبة ... الشوارع الهادئة النظيفة والمارة ف الشوارع بمختلف السحنات والأعراق يتجولون ... ارتصت البنايات والمحلات ذات الطابع المميز على طرفي الطريق بينما كانت اشجار النخيل تحيط بالشارع ... بدا صوت امواج البحر الذي يحتضن المدينة مسموعاً بطريقة مريحة... اتجهت بهم السيارة نحو حي (سي بوينت) ارقى احياء المنطقة والذي يقابل البحر مباشرة .
نظر أحمد نحوهم وقال : الزول دا كان عايز يجيكم بنفسو لكن م كان ف طريقة عشان كدا جيت انا ، لكن حنلاقيهو ف البيت .
ابعدت السيدة انظارها من على النافذة ثم ابتسمت : م مشكلة يا ولدي م بتقصر .
توقفت بهم السيارة امام منزل يقع في بقعة هادئة مطلة على البحر مباشرة ... كان المكان جميلا الى حد الدهشة ... منازل انيقة بطراز حديث وقفت بشموخ وكأنها تراقب امواج البحر التي تغازل الشاطئ الرملي .
امام احد المنازل توقف شاب بدا في الثلاثينات من عمره ... بجسد ممشوق وبنية تضج بالرجولة ... شعر حليق ... ملامح صارمة... لحية مرتبة ... حاجبان مقوسان ... وعينان برموش كثيفة ... لم يكن شديد الوسامة بقدر ما كان شديد الجاذبية ... ملامحه عادية ولكنه يبدو كالمغنطيس يجذب انتباه كل من يراه ...كفكف اكمام قميصه الازرق الداكن الذي بدا مثيرا مع لونه الاسمر الهادئ ... كانت وقفته تعكس كمية الثقة الداخلية التي يشعر بها ...
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه وضاقت عيناه التي انصهر بها اللون الرمادي الداكن عندما سمع صوت اخيه وهو يصرخ بسعادة : عمراااااااااان .
فتح يديه ليقفز الاخير عليه بشقاوة لم يتخلص منها منذ طفولته...
خلع كابه وهو ينظر حوله : المكان خطييييير يا انسان خطييييير .
لم ينتظر الرد من اخيه بل صرخ بحماس وهو يركض لتفقد المنزل .
اقتربت السيدة منه ... كانت ضئيلة مقارن
👍71
ة بحجمه ... انحنى وهو يعانقها بحب هامسا : يُما .
مشت يدها بحنان على رأسه : ازيك يا عمران ... ان شاء الله كويس يا ولدي .
باس راسها وبعدها باس يدها : الحمدلله يا يُما انا احسن بكتير بشوفتك .
_ الله يحفظك يا ولدي ويحميك ويرزقك كل خير .
_ اي يا امي م تحرميني من دعواتك دي ، دا الشي الوحيذ البيزيدني قوة ♥️
_ مبروك البيت الجديد
اتلفت وراه وعاين للبيت وابتسم : الله يبارك فيك ... ادخلي جوه حيعجبك اكتر .
اتحركت لي جوه وهي بتقول : اللهم زد وبارك .
اتوجه ناحية احمد البينزل ف الشنط ... جراه من يدو عشان يدخل : خليها الشنط بيدخلها السواق .
عاين للسواق واتكلم معاه بتهذيب باللغة الانجليزية وطلب منو يدخل الشنط وبعدها دخل مع صحبو .
اول م الزول يتجاوز بوابة البيت بيحس انو دخل عالم تاني ... حديقة مرتبة وفيها كمية من شجر النخيل .... ممر بالحصى الابيض والاسود بيقود لي جسر خشبي معلق فوق مسبح كبير نهايتو فيها نافورة ...
باب المدخل كان خشبي ضخم قدامو مساحة واسعة من البورسلين ... البيت من جوه كان دافئ ... الوانو بتتراوح بين اللون البني والابيض وتدرجات الرمادي... بأرضيه خشبية انيقة وعفش وديكور عصري بألوان داكنة .. الشبابيك الفرنسية والشرفات الزجاجية المُطلة على البحر والاضاءة الدافئة والهادئة كانت السمة المميزة في البيت . ( حنزل صورو )
كان كل شي مرتب وجاهز ... الطابق الارضي للإستقبال وغرف العاملات ... والطابق الفوق البيطلعو ليه بسلم محاط مسور بالزجاج كان خاص بيهم وفيه الغرف التم تجهيزها عشانهم .
حُسنة دخلت وبقت بتتفرج على البيت بي اعجاب ... عمران كان واقف بوراها برفقة صديقو احمد كان بعاين ليها زي الاب لمن يجيب لطفلو لعبة جديدة ويكون عايز يشوف ردة فعلو ... كان مستحضر كل العذاب والحرمان الهي عاشتو ف حياتها وكان عايز يعوضها كل ثانية ف حياتها عاشتها ببؤس وعجز .
الحياة عذبتو عذاب اليم ، ومع كل كسرة كسرتها ليه من دون رحمة او شفقة كان بيزيد قوى من جوه ...
الجوع والفقر المدقع كانو زي النار تحت رجولو خلوه يزيد ف مقاومتو عشان يطلع منهم ... ومن اول يوم عتبت فيه رجلو كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم بعد م احرز المرتبة الخامسة ف الشهادة الثانوية قرر انو اسمو لازم يكون من الاسماء المنقوشة بالذهب في تاريخ الجامعة .
كان انسان مجتهد وشغوف لدرجة يُحسد عليها ... حرص كل الحرص على انو يستفيد من اي شي محيط بيه ومن كل شغل يشتغلو ... فمن عملو في الورشة اتعلم الصبر ودقة الاداء ودراسة اي خطوة قبل م يقدم عليها ... ومن عملو في السوق اتعلم التحمل وانو م يخلي حقو ابداً... الشوالات والبضايع التقيلة الكانت بيعتلها ساعدت في تكوين بنية عضلية قوية ليه ... عملو ف مقر المنظمة كعامل نظافة كان اكبر حافز ومشجع ليه ... انو لازم يبقى زي الناس البشوفهم ومعجب بيهم ديل ... مستوى رفيع ومرموق وعمل مُحترم بالإضافة لتقوية لغتو الانجليزية لإحتكاكو مع العاملين الأجانب لحدي م بقا صديق ليهم ... وكذلك شغلو ف واحدة من مكاتب الكتب ف سوق امدرمان ادتو جرعة ثقافية دسمة ... قضى اوقات عملو ف تصفح الكتب وقراءة المقالات وسبر غور الصفحات المليئة بالاغلى من الدهب .
حافظ على المستوى المتميز ف الجامعة الامر الخلاه يبقى معيد بعد م اتخرج وبعدها بفترة قدم لمنحة في احدى الجامعات في الولايات المتحدة وتم قبوله فيها وسافر .
بنى نفسو بي نفسو ... اجتهد وطور ذاتو وتعب وشقى لحدي م بقا قادر يقيف ف وجه الحياة القاسية ويرد ليها اللكمات القاضية الكانت بتقدمها ليها بلا رحمة ... انشأ شغلو الخاص البداه من الصفر بالإضافة لي انو انخرط في السير الدوبلوماسي لحدي م وصل بيه الامر لي ان يتم تعيينو سفيراً للسودان في دولة جنوب افريقيا ... وكان اصغر سُفراء الدولة عُمراً فيادوبو ابن الاتنين والثلاثين ...
وبعيدا عن وضع شغلو المتعب والمرهق جدا والمحتاج ذكاء وحنكة في اي تصرف الا انو كان سعيد جدا بحياتو الجديدة الوصل ليها بعد اجتهاد شديد ... وبالمقابل اكتسب صفات جديدة ... بعيدا عن عمران اللطيف والمسكين بقا عمران القاسي والجادي جدا ... والبعض بيتهموه بالغرور والنرجسية .
امو عاينت ليه وابتسمت : ماشاء الله تبارك الرحمن ... اخوك وينو ؟
= انا هنا
عاينو كلهم باتجاه السلم الزجاجي لي عبد الرحمن الفرحان شديد بالبيت حق اخوه .
حُسنة : تعال يا ولد المبخر الكهربائي الختيتو ف شنطتك وينو ؟
_ انا ؟
_ تعال تعال ناولني شنطتك دي .
طلع شنطتو ومداها ليها ... اتناولتها وفتشتها ... طلعت المبخر الملفلفاه بهدوم عبد الرحمن ... وطلعت كيسين صغار .... وقفت جمب اقرب كوبس و وصلت المبخر فيه ... انتظرتو يولع ... فتحت الكيسين طلعت من الاول لبان بخور ... ومن التاني ملح ... كبتهم ف المبخر وف ثواني ظهرت موجات الدخان الابيض .
فصلت المبخر وجات جمب عمران وبدت تلف حوالينو : يا حافظ يا حفيظ من شر عين الحاسد والحسود والحاقد والحقود والغيران يكفيك
👍4
يا ولدي عمران شر كل مخلوقاتو .
عبد الرحمن وهو بيقعد ف مدرجات السلم ويخت يدو ف راسو : امي دا شنو البتسوي فيه دا 🤦🏻‍♀️.
عاينت ليه من فوق لي تحت ورجعت ببصرها لعمران : ويكفييييييك يا يمة من شر المخابيل والمهابيل يا ولدي .
عبد الرحمن وهو بنطر عيونو : المخابيل والمهابيل ديل اعلهم انا 😳.
حُسنة وهي بتعلي صوتها زيادة : ويكفيك يا يابا شر اب لسان طوييييل .
علت صوت ضحكات أحمد وعمران بطريقة خلت عبد الرحمن يتغاظ : كويس يا امي كويس .
اتوجهت بالمبخر لي أحمد : وانت يا يابا الله يحفظك ويغطيك ويعليك م يدليك .
عبد الرحمن وهو بيجي عليها : هي يا امي وانا م ولدك يعني ولا شنو ؟
حُسنة : تعال يا الهامل ومجامل تعال ابخرك معاهم .
جا ناحيتها وهو مادي بوزو بزعل... ضربتو في يدو وعاينت ليه : وانت يا الفاقع مرارتي ورافع ضغطي الله يغطيك ويحفظك ويحميك .
_ المشكلة يا امي انو انتي م عندك غيري اصلاً ... علياء واتخارجت وعمران برضو حيتخارج ... الهامل والمجامل دا ياهو القاعد وحارسك .
عُمران وهو بيخت يدو في كتفو وف محاولة منو لتغيير الموضوع : شفت اوضتك ؟
_ لا والله منتظرك تجي توريني ليها .
_ طيب ارح .
كان متجه على السلم بس وقف بي صوت التلفون البيتهز ف جيبو ...
طلعو وعاين للرقم ، ملامح وشو نوعا ما اتغيرت ... زحا يدو من كتف اخوه وطلع برا بعد م قال لي أحمد : وريهم اوضهم ...
وقف قدام مدخل البيت ... وفضل يتكلم لي دقايق طويلة ف التلفون ... مع اخر جملة قالها وفصل الخط احمد جا طالع ... عاين لي عمران باستفهام .
عمران وهو بشيل انفاسو : ممكن تطلع من المستشفى بعد دا .
_ طيب الحمدلله .
عاين للساعة البتشير لي سبعة : انا مفروض اتحرك على شغلي لانو ٨ عندي اجتماع طارئ ... حخلي ليك الموضوع انت لحدي م اجي بعدين تمام ؟
_ اوكي اتفقنا .
_ حكون معاك بالتلفون
_ تمام
دخل البيت تاني وبخطوات سريعة و واسعة طلع السلم ... اتوجه لي اوضة امو الكانت الوانها وديكورها بترواح بين الابيض والرمادي والزهري الفاتح والبصلي ... بشباكين فاتحين ف البحر طوالي ... في وسطهم شاشة تلفزيونية متوسطة الحجم ... وعلى الجانب الايسر كرسي وثير ...اتدلت من السقف نجفة صغيرة زادت الاوضة بريق ... بالاضافة لي للأرضية المغطية كلها بسجادة رمادية ناعمة ... واخيرا سرير كبير مريح .
لقاها قاعدة ف طرف السرير وبتعاين حواليها بسعادة .
قفل الباب وراهو وسألها : مبسوطة يا يُما ؟
_ شديد والله يا عمران
قعد جمبها ف السرير : طول م انا عايش ححرص كل الحرص على انك دايما تكوني مبسوطة وفرحانة .
_ الله يديك لحدي م يرضيك يا عمران ويعلي مقامك ويزيدك اكتر واكتر .
مسك كفة يدها وباسها وهو بقيف : انا طالع على شغلي بعد دا ... نومي وارتاحي حتكوني تعبانة من السفر .
_ حتتأخر ؟
_ على الاغلب اي .
_ طيب امشي الله يوفقك
_ يلا .
طلع من الاوضة وخلا حُسنة العاينت لي سقف اوضتها وهمست : ياااا حليلك يا فضل اريتك كان كنت قاعد وشفت عمران وصلنا لوين 💔.
عمران قفل باب المدخل وراهو ... اتحسس مفتاح العربية ف جيبو ... طلعو بهدوء وضغط على الزر الفي المفتاح .. العربية اصدرت صوت تنبيه .. ركب فيها وطلع على شغلو ....
_____________________________________
في احدى مستشفيات مدينة كيب تاون ...
كانت قاعدة في كرسي متحرك وهي سرحانة ف السماء الصافية الظاهرة ...
انسة خمرية بملامح رقيقة جدا ، شعرها حريري ، اسود فاحم ... كان مقصوص بطريقة مميزة ... طولو م اتجاوز اذنيها ... وخصلاتو الناعمة كانت نازلة قدام على جبينها ... حواجبها كانت غزيرة وطويلة وعيونها متوسطة الحجم .
ارتسمت ف وشها النحيل الكان فيه اثار جروح كل ملامح الحزن والضياع ...
قبلت بكرسيها على اتجاه الباب لمن سمعت صوت طرقات عليه .
وف ثواني ملامحها الرقيقة اتحولت لملامح شرسة وخطيرة لمن شافت الشاب الداخل .
كان طويل واسمر بعيون ناعسة وملامح منحوتة ... صلح النضارة الطبية الهو لابسها وقال ليها بصوت رجولي ودود بالرغم من خشونتو : صباح الخير يا انسة ميهان ، انا دكتور احمد متذكراني صح ؟
جاوبت بنبرة مقتضبة : عايز شنو ؟
ابتسم بهدوء لمن حس بتوترها وتضايقها من الطريقة المسكت بيها اطراف الكرسي على جهة يدينها : خلاص حتطلعي من المستشفى بعد دا .
_ ها ... على وين ؟
_ بيت القُنصل .
_ سوري ... انا م حمشي مع زول انا م بعرفو اصلا .
ربع يدينو ونبرتو زادت وُدية : م تخافي ، هناك اي شي جاهز عشانك ... وحبتدي معاك انا جلسات العلاج الطبيعي .
سكتت لمسافة وظهرت دموع ف عيونها ف الوقت الكانت ملامحها لسا محتفظة بشراستها ... عاينت لرجولها : في امل ؟
قعد ف الكنبة المجاورة ليها : الله ! منو القال ماف امل اصلا ؟ إصابتك بسيطة وحتتعالج ف شهور بإذن الله ... بس اهم شي عايزك تكوني متعاونة معاي ...
هزت راسها بعناد : come down هل انا هسه وافقت على اني اطلع معاك اصلا ؟
وقف على حيلو وعاين ليها كأنها طفلة : شكلك حتكوني
👍10
متعبة شديد يا انسة ميهان .
بخطوات سريعة طلع وقفل وراهو الباب ... وقف قدام الاوضة ومسك تلفونو ... سكت لثواني قبل م يقول : عمران ؟
جاهو صوتو من السماعة : نعم
_ رافضة تجي معاي
_ كيف يعني ؟
_ عديل
احتدت نبرتو : هو اي دلع وخلاص ؟
_ طيب مفروض اعمل شنو مثلا ؟
_ اتصرف يا احمد اتصرف .
احمد وهو بشيل انفاسو : عاين انا مستحيل اجبرها تجي بالقوة .
_ تمام انا حخلص اجتماعي وحجيكم ف المستشفى .
_ ناوي على شنو
_ واحد من الاتنين يا تجي بالحُسنة يا حسوقها رجالة ... انا م عندي وقت اضيعو ف دلع البنات .
_ عمران م تبقى قاسي معاها ؟
_ انا م قاسي ... انا باختصار صارم ... لانو هي مسؤولية كبيرة لازم احسن التصرف فيها .
_ واحسان التصرف حيكون بي انك تجيبها رجالة ؟
اتغيرت نبرتو وبقت هادئة بطريقة مفاجأة : فرق بين رجالة العاديين ورجالة شخص دوبلوماسي ...
_ طيب ... نشوف حتعمل شنو !
_ اوكي ... يلا عشان مفروض ادخل قاعدة الاجتماعات .
_ good luck .
قفل التلفون وعاين ليه مسافة وبعدها همس : الله يستر
_ نهاية الحلقة الاولى _
بعتذر على الحلقة القصيرة ... كان مفروض تكون طويلة بس اتمسحت اثناء كتابتها ... واضطريت اعيد كتابتها في ساعتين بس 🙏🏻.
👍31
_ بنت عمران _
_ الجزء التاني _
♥️ اسيرة القُنصل ♥️
#توضيح :
حصل لبس وسوء استوعاب في الحلقة السابقة بسبب عدم التوضيح الكافي .
اولاً عمران بعمر الواحد والثلاثين عاما وليس بالثانية و الثلاثين كما ذكر .
احداث الرواية الان تدور في الحاضر ، الماضي انتهى بآخر جملة بين عزيز وسارة .
_____________________________
#ح2
الطرقات المتتالية على الباب خلتها ترفع راسها عشان تشوف منو الداخل ...
كانت متوقعاه دكتور أحمد ... غمضت عيونها بعصبية وهي بتتوجه بي كرسيها على اتجاه الشباك الزجاجي .
سمعت صوت الباب وهو بيتقفل وبعدها وقع اقدام متجهة ناحيتها .
ابتسمت بسخافة وقبلت بكرسيها عليه وهي بتقول : انت م حتستسلم ؟
سكتت لثواني لمن شافت الواقف قدامها ... اول شي انتبهت ليه كان عيونو ذات اللون الردمادي الداكن ... ملامحو كانت صارمة لدرجة بثت الرعشة ف نفسها ... كان ماسك جاكيت بدلة بيدو ... الامر الخلا تفاصيل الجزء العلوي من جسدو باينة تحت قميصو الازرق الداكن ... قعد ف الكنبة المختوتة ف الاوضة ... واتكئ بيدينو على فخذينو لدرجة خلت عضلاتو تبين اكتر ... قعدتو خلتها تنتبه للجزمة ( اكرمكم الله ) الجلدية اللامعة اللابسها .
بلعت ريقها لمن قال ليها بصوت رجولي ابح : الاستسلام للأسف ما في قاموسنا .
م استشعرت اي نبرة وُد او رحمة في صوتو بعكس دكتور احمد الكان بيتكلم معاها بإسلوب يليق بأُنوثتها .
رفعت حاجبها باستفزاز : اها انت منو التاني ؟
عاين لي الساعة الفضية الاحتضنت معصمو : انا عُمران .
_ تطلع منو يعني ؟
_ القُنصل
_ ممممممممم اخيرا اتقابلنا ؟
_ اتشرفنا ... نوفر الكلام الكتير لي بعدين م عندنا وقت .
كتفت يدينها : م عندك وقت لشنو ان شاء الله ؟ هل انا طلبت منك تجيني مثلا ؟ ولا قلت ليك تعال سوقني .
_ ابداً ... لكن للأسف هنا القرار م بيدك .
_ بيد منو ؟
_ انا .
_ اديني سبب مقنع واحد يخليني امشي معاك ؟
_ انو هنا المكان م آمن ليك .
_ كيف يعني ؟
_ م حتلقي اجابات لي كل تساؤلاتك ف نفس الوقت م تفكري فيني بكرم اكتر من اللازم ( ومن هنا احب اوجه رسالة للقُراء الكرام م تفكرو فيني بكرم اكتر من اللازم م حتلقو اجابات لكل تساؤلاتكم ف وقت واحد 😁) .
_ بس دا م تكرُم منك علي .... دا شي انا من حقي اعرفو .
عاين لي ساعتو تاني : حديك دقيقة واحدة تسألي فيها عن العايزاه وبعدها حسوقك .
_ لا انا م حمشي معاك
_٥٨ ثانية
_ انت بتعمل في شنو ؟
_ ٥٧ ثانية
ختت يدها ف راسها لثواني وبعدها قالت باندفاع : انت منو ؟
عاين ليها وهو بهز كتفو : عُمران
_ قصدي عايز مني شنو ؟
_ اوفر ليك الحماية
_ من ؟
_ حتعرفي ف الوقت المناسب .
_ طيب بتعرفني من وين ؟
_ صديق قديم لوالدك ؟
عيونها اتوجهت لي فوق ف دلالة منها على التفكير ... سكتت لمسافة وبعدها غمضت عيونها وهي بتهز راسها وقالت بهمس : مستحيل بابا عادل م يحكي لي بشي زي دا .
كان مركز معاها ومنتبه لكل تصرف بيبدر منها ...
شالت انفاسها وزفرتها بضيق : طيب بابا وين هسه ؟
_ م عندي اجابة للسؤال دا
نبرتها احتدت وقالت بضيق زايد : انا اضمنك كيف ؟
_ م عندك خيار غيري .
_ طيب حقعد هنا لمتين .
_ لحدي م تبقي كويسة
_ هل في ...
قاطعها : الدقيقة انتهت ...
رجعت خصلات شعرها المتدلية بنعومة على جبينها لورا : انا لسا م خلصت اسألتي
_ م عندي وقت كافي لأسئلتك ... انتي كائنة ثرثارة لحد عجيب.
_ ثرثارة ؟ كيف يعني .
اشار لي خشمو : كلامك كتير .
وقف على حيلو واتوجه ناحية الباب: استعدي عشان حنطلع .
_ لا ...
وقف وقبل عليها : عفوا ؟
_ لا ... م حطلع ... انا م اقتنعت بكلامك دا .
لبس جكت البدلة وجا ناحيتها ... خطواتو كانت واسعة الامر الخلاهو يوصلها ف رمشة عين .
وقف قدامها ... كانت بتعاين ليه بنظرات عدائية كأنها كديسة صغيرة مواجهة لنمر ... حكا عمود انفو وانحنى قدامها ... جرا الكرسي حقها عليه .... عاين ليها وقال ليها بنبرة هادئة مليانة برود واستفزاز : مع احترامي ليك ... بس هنا الموضوع م علي كيفك .
_ انت بتتكلم معاي كأني طفلة قاصر لي ؟ انت زولة كبيرة ومسؤولة عن نفسي ، م انت الحتجي تتحكم بي ...
_ اسف ... بس الامر اكبر من الكلمتين الحافظاهم ديل .
_ من حقي اعرف
_ اظن وضحت ليك انو حتعرفي كل شي ف الوقت المناسب
_ اللي هو حيكون متين ؟
_ انتي م بتعرفي تصبري ؟
_ لا م بعرف .
_ معناها حتتعبي شديد معاي .
_ انت بتهدد فيني ؟
_ ابدا ... بوريك ف حقايق .
_ حتعب كيف يعني معاك ؟
_ م شايفة اسئلتك كتيرة ؟
_ نو .
وقف على حيلو : انسة ميهان ... انا م بحب التسويف ووقتي مهم جدا بالنسبة لي وشغلي كتير ... م عندي وقت كافي عشان اضيع منو ثواني زيادة ... حيجي دكتور أحمد ويوديك البيت ... نتلاقى هناك ...
م اداها فرصة كافية عشان ترد عليه حتى وف ثواني اختفى وقفل الباب وراه وخلاها مع كمية من الاسئلة ف بالها ... م عرفت لي حست بأنفاسها
👍82