رواياتي 📚الوسام 2️⃣
13.9K subscribers
1.66K photos
14 videos
2 files
2.71K links
قناه مختصة بالروايات الجديده حلقات فقط سودانيه وعالميه وعربيه

لاقتراحاتكم وارائكم التواصل @wessam1412
Download Telegram
ت اتوترت تاني و هم يضحكو ، و قلت بحدة :
- يلا على أوضكم بعد ده عشان تنومو ما عايز أشوف واحد صاحي

و طلعت و أنا متجاهل نظرات حبوبة الكلها عتاب و لوم لأني ما كان يصح أقومهم و هي لسه قاعدة ، مشيت بعيد شوية من البيت و طلعت علبة سجايري أخدت منها وحدة وولعتها و بقيت أنفث في دخانها و أنا بحاول أوهم روحي إنو النفس البطلعو ده بشيل معاهو كتييير من الضيق المكتوم جواي.. لكن ماا أظن!!
.
.
.
يتبع مع محبتي
العام الأبيض
بقلمي : رحمات صالح
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 الخامس عشر※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ (15) ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

أصبحت الصباح و أنا ناسي "أو متجاهل" كل حاجة حصلت و طلعت مشيت على الفندق و طبعا كان خلاص جاهز و ما باقي غير الإعلان و الافتتاح ، و اليوم داك مشيت استلمت اللافتة و ركبوها لي و اتفقت مع الناس الحيشتغلو معاي إنو حنبدا الشغل بعد أسبوع و حنعمل حفل صغير في المطعم التحت…
لمن خلصت و خلاص بقيت راجع اتذكرت إنو حبوبة عندها أدوية كملت قلت أمشي أشتريها ليها ، لفيت كم صيدلية مالقيتها في الآخر قالو لي بتلقاها في صيدلية بتاعت مستشفى كده ، مشيت المستشفى القالوها لي و مما نزلت من العربية جاني شعور غرييييب و حسيت إنو في حاجة حلوة حتحصل ، و فعلا…

الصيدلية كانت جوة المستشفى دخلت و أنا لافي بي ممر كده اتصدمت بوحدة كانت ساحبة ترولي فيهو حقن و أدوية ، كانت لابسة كمامة و لابسة يونيفورم لكن طبعا أنا بعرفها من عيونها ، أو حتى من غير ما أشوف عيونها.. هي اتخلعت و قالت :
- خالد!!!!

أرد أقول شنو و أنا الكلام الجواي أكتر بكتير من كل الممكن أقولو و هي لمن لقتني مصدوم و بعاين ليها قالت :
- الجابك هنا شنو ؟
- إنتي متين اشتغلتي ؟
- إنت فتشتني و جاي وراي صاح؟ أنا مش قلت ليك تنساني!!

ماعارف ليه ماقدرت أشرح ليها إنها مجرد صدفة و قلت :
- أنا مستحيل أنساك
- خالد لو سمحت
- أنا ماعندي ذنب يا ميمي ، ماتعامليني كأني عدو أو كأني عملت ليك حاجة
- عن إذنك أنا عندي شغل
- بتخلصي منو متين ؟ أنا داير أتكلم معاك
- حتقول شنو يا خالد
- والله ماعارف بس اشتقت ليك

يمكن كلمتي دي خلتها تلين حبة لأنها قالت :
- ساعة كده و بخلص

أشرت للصالة و قلت :
- حأقعد أنتظرك هناك

قعدت و الساعة دي بقت لي زي السنة ،من الشوق ماعارف و لا من إحساسي إني غلطت و كان مفروض أسيبها في حالها ، لكن أقنعت نفسي و بررت إني محتاج ليها في الوقت ده بالذات و مهما أقول إني نسيتها أو حأتناساها مابقدر ، وكمان العملو معاها أبوي ده ما ذنبي أنا…..

- أها خير ؟!
نطيت لمن سمعتها بتكلمني ، و بعد داك قلت :
- ميمي ، أنا ماقادر.. ماقادر أنساك إنتي الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي
قعدت و قالت و هي شوية و حتبكي :
- و إنت الحاجة الوحيدة السببت لي مشاكل في حياتي
- بس ده ما ذنبي
- عارفة يا خالد إنو ما ذنبك ، بس ده أبوك يعني من طرفك يعني حيفضل موجود في حياتك ، تقدر تقول لي كيف نرتبط وكيف نعيش حياتنا سوى و هو موجود و أنا و إنت عارفين هو عمل شنو ؟ كيف ح أشعر بالأمان و كيف أستأمن نفسي و أسرتي عليهو لو بقى جدهم!!!

طبعا دي كانت أول مرة ميمي تجيب سيرة الزواج بالوضوح ده ، و تفكيرها ما كان غلط.. عشان كده قلت :
- معاك حق إذا كان أنا ماقادر أستأمن أخواني عليهو و هو أبوهم
- طيب كده مفروض تتفهم موقفي
- بس أنا بحبك و مستعد أعمل كل حاجة عشان تبقي معاي ، ميمي إنتي كمان بتحبيني ليه مانقيف جنب بعض و نحل المشكلة دي سوى!

ميمي دنقرت ، و أظنها بكت بس أنا ماعاينت ليها خليتها لمن براها رفعت راسها و قالت :
- المشكلة أمي ، مستحيل تقبل إنها تسمع سيرتك أصلا
- إنتي لو بقيتي معاي حنقدر نعالج كل شي مع بعض

سكتت ، قمت شجعتها :
- أهاا معاي؟؟
هزت راسها بتقول أيوة ، و أنا حسيت إنو في جبل انزاح من قلبي ، أو زي كأني كنت واقف في شمس حارة زمن طويل و جاتني نسمة هوا بااااردة ، من أصعب الحاجات الممكن تمر بيها إنك فجأة تفارق زول هو بالنسبة ليك كل حاجة ، بتحس الحياة كلها بتقيف و بتفقد طعمها و معناها و بتبقى زي الرجل الآلي البعمل كل شي بدون ما يحس بي شي.. و يوم ما هو يرجع ليك الحياة بترجع تدب فيك و روحك بتسري جواك
كنت متأكد إنو الأنا حاسي بيهو ده هو نفسو شعورها لأنها رضت طوالي رغم إنها في الأول كانت حادة معاي…
- خالد بس عندي طلب
- إنتي تأمري
- ياريت ماتتصل علي أنا ماعايزة أمي تعرف حاجة حاليا لغاية ما نلقى حل
- حاضر يا حبي مع إنها صعبة علي و لسه بعادك فارق ومؤثر معاي ، بس حأحاول مرة مرة أجي أشوفك هنا

.
.
شوفتي ليها دي كانت زي الدنمو الحركني بكل نشاط ، و كمان أدتني دافع أعمل حاجات كتيرة و حتى خلتني أعرف أفكر صح ، و أول حاجة فكرت فيها إني أرجع أطيب خاطر حبوبة عشان اتزهجت فيها أمس ، و كمان فكرت في موضوع أبوي ماعارف أسأل منو و أطمن و لا أخليهو على كده لأنو وجودو و رجوعو حيهدد علاقتي بميمي و يعقدها زيادة

رجعت البيت و أول شي عملتو دخلت عند حبوبة و أديتها أدويتها و بعد داك قعدت جنبها و طلعت تلفوني وريتها صور الفندق و المطعم بعد ما خلاص اكتمل و قلت ليها :
- الافتتاح الأسبوع الجاي و إنتي الحتقصي الشريط ضروري
ضحكت و قالت :
- افتتاح و شرايط و حركات ، ده شنو ياولد
- كيييف ده أهم شي ، و بعدين مافي زول حيخت رجلو جوة قبلك ، إنتي الخير و البركة يا يمة
عاينت لي و عيونها اترقرقرت بالدموع و قالت :
- لمن تكون مبسوط بتبقى حنين
قلت بصيغة مزاح مع إني جادي :
- أنا أصلا ح
👍2🔥1
نين ههههه بس إنتو ساي ماعارفين
- قوم أكل ليك لقمة نحن سبقناك ، وريح شوية عشان بعدين عندنا قعدة
عملت بكلامها ، و بالليل جيت و أنا متحمس للقصة على قدر الطاقة و الفرحة الجواي ، و قعدنا كلنا زي كل مرة بس المرة دي خلود كانت عاملة لينا حلويات و فشار و عصير زي كأنها بتحتفل برجوعي لميمي مع إنو مافي زول عارف حاجة أصلا بس أنا كنت حاسي إنو الدنيا كلها بترقص حواليني…
و ركزت و انتبهت لمن اشتغلت القصة من محل وقفت آخر مرة :

.๑๑♫♪♪๑๑♫♪

وجدت ميرا نفسها أمام الأمير يوليوس والذي كان يستفسر عنها ويسألها من تكون ، فأجابت بكلمة :
- ميرا
نظر إليها بإعجاب لم يستطع إخفاؤه و قال :
- خادمتي الجديدة ؟؟
كانت نظرات يوليوس كالوقود الذي يصب على النار إذ أن ميرا كانت تعرف جيدا هذه النظرات من خلال عملها مع سارا و قد أثار غضبها أن الذي جعلها تتحمل البقاء هنا هو رغبتها في الابتعاد عن هذا الطريق ، فقالت بغضب دون أن تذكر نفسها أنه الأمير :
- لا تنعتني بالخادمة أنا عاملة ، و لاتنظر إلي هكذا
كانت ردة فعل يوليوس غير متوقعة ، فقد قال بهدوء يتنافى مع غروره و سطوته :
- يمكنكِ الذهاب الآن يا ميرا
.
.
.
في المجلس الغربي….
دخل الحاكم و جلس ثم سمح لرابيا بالجلوس و تحدث إليها بتواضع بالغ :
- لقد قلتِ أن والدك قد خرج في رحلة الصيد ولم يعد
- هذا صحيح سيدي
- اسمه أدولف حسب ماذكرتِ
- نعم
- هل هو طويل القامة و نحيل و شعره يصل إلى حد عنقه؟؟
- نعم هذه هي أوصاف أبي
- امممم يؤسفني أن أبلغك أن والدك هو من كنت أتحدث عنه قبل قليل ، لقد واجه العصابة ببسالة و أنقذ حياتي ثم اختفى ، سأعوضك و سأكافئك بما تطلبين كرد جميل لوالدك
بكت رابيا كثيرا و هي تذكر ماقاله الأمير أن عودة أدولف مستحيلة ، فقال الحاكم بذات التواضع :
- اهدئي الآن و اطلبي ماتشائين
- لا أريد شيئا سوى العودة لقريتي ، فليس لدي أحد هنا غير أدولف
- أين هي قريتك ؟ و من هم أقاربك؟!
- لا أذكر اسم القرية و لكنها قرية زراعية تنتج الحمص و اللوبياء ، و جدي حائك ثياب يدعى مهران
- حسنا ، أمهليني ثلاثة أيام فقط..
عادت رابيا للمنزل حزينة و متألمة كثيرا لفقد والدها ، ثم رقدت على فراشه لتشتم رائحته و بكت كثيرا ، كانت تشعر بوحشة بالغة و قلبها ينفطر حزنا لم تستطع تحمل هذا الشعور فآثرت أن تهرب من واقعها المرير ، فبدأت تغني لنفسها أغنية تحفظ كلماتها منذ طفولتها :
أيتها النجمة المضيئة
المختبئة خلف الغيمة السوداء
هلا تلألأتِ الآن
هلا أضأتِ صفحة السماء

وقبل أن تكمل الأغنية غالبها النعاس و نامت نوما عميقا طويلا…

..
.
.
بعد أن خرجت ميرا من عند الأمير هرعت إلى غرفتها وهي مرتبكة و خائفة بعد أن استوعبت فداحة تصرفها ، و لكنها خبأت قلقها عندما جاءت روزالين و سألت :
- هااا أخبريني كيف كان أداؤك و كيف هي مقابلتكِ الأولى لصاحب السمو الأمير يوليوس
- اا جيدة
- جميل ، سنرى ماذا سيقول
حينها دخلت إحدى الخادمات لتخبر روزالين أن الأمير يطلبها حالا بخصوص الفتاة الجديدة ، ارتبكت ميرا كثيرا ثم ذهبت روزالين لترى ماذا يريد أن يقول :
- نعم سيدي الأمير
- من هي الفتاة التي كانت هنا قبل قليل ؟
- فتاة ريفية تدعى ميرا ، هل فعلت شيئا أغضبك ؟
- لا ، بالعكس.. و من الآن فصاعدا لا أريد أن تقوم بخدمتي أية خادمة أخرى ، لا أريد سوى ميرا هذه
تهللت روزالين فرحا :
- كنت أعرف أنها جيدة و لبقة و ستؤدي وظيفتها جيدا
- إذهبي الآن.. هيا

.
.
.
في هذه الأثناء ، كانت زوجة الحرس الشخصي للحاكم تتسلل خارج القصر لتسرع نحو منزل والديها و تقابل والدتها :
- أمي ، لن تصدقي ما حدث اليوم
- ما الذي حدث؟
- تلك الفتاة الساحرة التي حدثتِ عنها الأمير ، لقد وصل إليها و أحضرها لتعالج الحاكم ، وقد نجحت في ذلك بأعجوبة لاتصدق ، لقد رأى زوجي كل شيء و قد شفي الحاكم تماما كأن شيئا لم يحدث
- أوووف يبدو أن مخططي قد فشل ، كنت أخطط للاستفادة من العائد الذي ستجنيه هذه الفتاة من تطبيب الناس عندما يسمحون لها بمزاولة العمل ، و لكن الأمير قد وصل إليها و لن أتمكن من التدخل بعد الآن
- و لم لا ؟ أنا لدي فكرة جيدة.. خاصة أنها قد تركت سلة مليئة بتلك الزهور العجيبة
- و ماهي فكرتك؟
- حسنا سأخبرك بها
.
.
.
.
عادت روز لتبشر ميرا بما قاله الأمير و أمرتها أن تذهب إليه بكأس به ماء بارد و ذلك حتى يراها و يتأكد أن أمره قد تم تنفيذه ، حاولت ميرا التهرب و لكن روزالين لم تدع لها مجالا ، فاستسلمت ميرا و ذهبت للأمير الذي ابتسم بمجرد رؤيتها قائلا :
- خادمتي الجديدة ، آاا أقصد العاملة الجديدة
وضعت ميرا الكأس أمامه و قالت وهي تحاول أن تبدو هادئة و مهذبة :
- هل تريد شيئا آخرا ؟
- نعم ، أريد أن أعرف من أنتِ و لم أنتٍ شرسة هكذا ؟
شعرت ميرا أنه يحاول أن يكون لطيفا لذا قالت بذات التهذيب :
- لقد جئت من قرية بعيدة للعمل هنا ، و أعتذر إن كنت قد…
قاطعها :
- لا تعتذري ، كلامك صحيح أنا كذلك أشعر أنكِ لم تخلقي لتكوني خادمة..
ارتب
👍4🔥1
كت ميرا و لم تقل شيئا ، فقال يوليوس :
- يمكنك الذهاب الآن
خرجت ميرا فاحتار يوليوس في السبب الذي يجعله يعامل إحدى الخادمات بهذه الطريقة رغم غروره و جبروته المعتاد ، ثم ابتسم و حدث نفسه :
- إحذر يا يوليوس فأنت الأمير ، وهي.. هي
لم يستطع أن يلفظ بكلمة خادمة فقال :
- ما الذي فعلته بي هذه الغريبة!!

هنا طرق الحاجب الباب فسمح له الأمير بالدخول :
- هناك امرأة بالخارج تريد مقابلتك
- لا أريد مقابلة أحد الآن
- إنها والدة زوجة الحرس الشخصي للحاكم وتصر على مقابلتك
تأفف يوليوس ثم قال بضجر :
- حسنا أنا قادم

خرج يوليوس لمقابلة السيدة المسنة في المجلس الرئيسي لجناحه :
- سيدي الأمير ، لقد أتيت لإخبارك أن تلك الساحرة التي كنت قد اقترحت عليك سابقا أن تجعلها تعمل لصالح القصر تفكر في استغلال معالجتها للحاكم لصالحها الشخصي
- كيف ذلك ؟ و كيف علمتِ أنها قامت بمعالجته
- اا.. لقد شاع الخبر ، و بالتأكيد هي من قامت بنشره حتى يتوافد الناس إليها و تأخذ منهم المال
- و ماذا سيضيرنا إن هي فعلت ذلك؟
- الأولى أن تكون مثل هذه الحديقة داخل القصر لا سيما أن العلاج الذي قام بشفاء الحاكم لا يجب أن يتواجد في فناء منزلها الصغير
- لا أعرف ما الذي تريدين قوله… اختصري فلا وقت لدي
- أرى أن تقومون بإبادة هذه الحديقة و زراعة الأزهار في القصر ، لقد رأيت حديقتها و أعرف كيف تعتني بها ، و يمكنني فعل ذلك فقط إن تحصلنا على بعض تلك الأزهار السحرية ، يمكن أن تتخيل سيدي الأمير إن أصبح كل ذلك العلاج السريع السحري بين يديك

أعجب يوليوس بتلك الفكرة و تذكر أن رابيا قد تركت السلة في جناح الحاكم ، ففكر أن يطبق ما قالته السيدة و لكنه لم يصارحها بذلك ، بل قال :
- اذهبي الآن ، و سأفكر بالأمر لاحقا… و لكن إياك.. إياك أن تتفوهي بأي كلمة و إلا سأقوم بإجلاء زوج ابنتك من العمل ، و طردهما خارج القصر

.
.
.
.
كانت رابيا تغط في نوم عميق لفترة طويلة تجاوزت اليوم و ليلة ، ثم استيقظت على رائحة دخان مزعجة نهضت من فراشها و هي تتبع مصدر الدخان الكثيف الذي بدأ يتسلل لداخل المنزل ، فتحت الباب و أسرعت نحو الفناء الخلفي لتتفاجأ بألسنة اللهب العالية المشتعلة في حديقتها ، بدأت تصرخ ، و تصرخ وهي تستنجد.. و تنادي ، و لكن… لا أحد يمكنه نجدتها بعد أن تفحمت حديقتها و تحولت أزهارها الجميلة ذات ألوان الطيف إلى رماد…. لينتهي كل شيء ، و يقترب حلول العام الأبيض…
.
.
.
.
.
يتبع
مع حبي : رحمات صالح
العام الأبيض
👍3🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 السادس عشر※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ (16) ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ


صرخت رابيا كثيرا وهي ترى حديقتها السحرية قد تفحمت بالكامل ، ثم جثت على الأرض و بكت بحرقة ، كانت تبكي والدها و تبكي حديقتها ، ثم وقع بصرها على آثار خطوات لأقدام كبيرة في الأرض تنتهي عند سور المنزل ، ومن الواضح أنها قدم رجالية ، فأدركت بذلك أن هذا الحريق متعمد و بفعل فاعل ….
ضمت ركبتيها إلى صدرها و قالت :
- البشر سيئون.. سيئون جدا ، لايستحقون الأزهار و الشفاء ، لايستحقون الألوان والسلام ، البشر أعداء البشر… يستحقون الهلاك و الجفاف و الأسقام..
ظالمون ، ولايعلمون أن مايفعلونه ببعضهم البعض هو سبب ما سيحل بهم..
فتحت يدها لأنها تعرف أن الغضب و الحزن يجعلها تومض بالبريق ذي السبعة الألوان ، ولكن هذه المرة لم يحدث شيء رغم أنها كانت في أوج حزنها و ألمها… فأكملت ماكانت تقوله و هي لا تدري أن ما تتفوه به كان عبارة عن تعويذة غضب سحرية ناجمة عن عمق غضبها :
- ساحرة الطيف خذي ألوانك واجعلي العالم يواجه شر أعماله
اجعلي الخامس والعشرين من أيلول كما كان مولد ساحرة الألوان يصبح مولد عام بلا ألوان
ساحرة الطيف ، من أحرق الأزهار فليحترق قلبه ، أو يذهب عقله.. هو و كل ذكر يأتي من سلالته ، لتجعلي فعلته وبالا عليه لايوقف ذلك شيء سوى التسامح والمحبة ، لاشيء سوى ذلك!!

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

حسيت برعشة و خوفة غريبة من الكلام ده وطوالي مديت يدي و قفلت المسجل ، كلهم استغربو مني و أنا زاتي استغربت ماعارف ليه خفت كده و قلبي بقى يضرب و بقيت أعرق و أرجف رجفة كده خفيفة.. مافي زول حس بي غير حبوبة القالت ليهم يدخلو ينومو خلاص وبعد مشو أنا سألتها :
- في شنو في القصة دي ؟
- عايزاك تتعلم وتعرف أعظم حاجة ممكن تتعلمها في حياتك
- شنو هي؟
- لو كنت دايرة أقولها ليك كده بالطريقة دي كان قلتها من الأول ، لكن عارفاك ما حتستوعب كلامي إلا بعد تسمع القصة للآخر
قلت و أنا بفكر و سرحان :
- التسامح ؟؟
- أدخل نوم و بكرة حنكمل و نشوف

دخلت و رقدت لكن ماقدرت أنوم رغم إني كنت مرهق و نعسان لكن بديت أجمع خيوط القصة دي و جاني شعور غريييب و قلبي بقى مقبوض بس قلت ما أستعجل لمن أعرف نهايتها و لو طلع الفي بالي صح حتبقى كارثة..
غمضت قريب الصباح و أول ما غفيت كده صحيت بحركة سعيد وهو بلبس طالع المدرسة و بعد طلع ماقدرت أقوم بقيت بتقلب مكاني بكسل و قلق ، بعد داك حسيت إني داير أشوف ميمي مع إنها قالت لي ما أجيها كتير محل شغلها لكن ماقدرت ، قمت طوالي أخدت لي حمام و طلعت بسرعة ومشيت و لمن وصلت لقيت مواعيدها حقت الدوام القالتها لي باقي ليها ساعة قمت وقفت العربية قريب من باب المستشفى و بقيت قاعد منتظرها
في الأثناء دي رجعت أفكر في كلام أمس ، حبوبة عاوزة تصل معانا لشنو بالضبط ، بقيت خايف و مرعوب من استنتاجي ، و بقيت بفكر تحديدا في أبوي و في الحالات البتجيهو دي ، وبقيت برجع أتذكر أيام زمان و العمايل العملها في أمي ، هو ليه كان بعمل كده ؟ و ده مرض شنو البخليهو يعذبها كده و كمان يصل مرحلة ينتهك حرمة البيت و شرفو و يجيب ناس في البيت و يخلي أمي تنتحر قدام عيونو و عيوننا
و بعد ده حبوبة دايراني أسامحو ، دي لاحظتها كتير و من زمان كل مايجينا هايج بتهديهو و بتحاول تحنن قلبي عليهو لكن ليه ؟
الكلام ده كلو تفسيرو واحد ، بس ما منطقي ، مامنطقي أبدا…
.
.
- خالد ، تصدق حسيت إني حأشوفك الليلة بس ما اتوقعت ألقاك من الصباح كده
قمت نزلت ليها و قلت :
- متوقعاني ولااااا …..
وغمزت ليها وواصلت :
- ولا اشتقتي لي و دايرة تشوفيني ؟
خجلت زي عادتها لكن دارت خجلها و عملت نفسها جادة :
- نحن مش اتفقنا نقلل تواصلنا لغاية ما نلقى الحل!!
ماعارف شنو الخلاني أقول :
- في موضوع مهم داير أحكيهو ليك
- شنو خير ؟
- كده ما حينفع خلصي شغلك و نتقابل ، أنا بعمل كم مشوار و بجيك راجع بعدين
- لكن ياخالد….
- أرجوك ماترفضي ، أنا ما عندي أقرب منك يسمعني
كلامي ده خلاها ترق و ده الأصلا كنت عايزو لمن اتهورت و قررت أحكي ليها
- بعدين ماينفع ، لكن حسي باقي نص ساعة للدوام و حآخد إذن نص ساعة تانية…
، قامت طلعت تلفونها و اتصلت و بعد داك فتحت ليها الباب و ركبنا و بديت أحكي ، حكيت ليها عن حياتنا و عن أمي و عن أبوي ، و حكيت ليها عن حبوبة و تعاملها في الموضوع ده و إني بقيت محتار فيها ، و شوية شوية في نص الكلام حكيت ليها عن القصة و إنو حبوبة بتقول لمن نكملها حنفهم كل حاجة ، و حكيت ليها عن الجزء السمعناهو أمس…
- خالد
عاينت ليها لقيت عيونها مليانة دموع ، وهي قالت :
- ما كنت عارفة إنك عانيت من ده كلو ، آسفة لو كنت اتخليت عنك
- المهم إنك حاليا معاي و جنبي
- لكن.... تفتكر حبوبتك قاصدة شنو ؟ خالد القصة دي فيها سر كبييير
- عارف يا ميمي و خايف من حاجة ، بس يمكن تعتبري كلامي ما منطقي
- فاهماك و عارفاك بتفكر في شنو ، و على فكرة ده نفس الجا ببالي
حسيت بخوف أكبر لأني كنت
👍21🔥1
متمني إنها تطمنني و تقنعني إنو ده وهم و مستحيل يبقى حقيقة ، عشان كده قلت و أنا بحاول أطمن نفسي :
- أنا ما مؤمن بالحاجات دي ، دي مجرد أساطير و قصص وهمية
- خلاص شيلها من بالك لغاية ما تسمع القصة للنهاية و تشوف حبوبة قاصدة توصل ليك شنو
العبرة خنقتني لكن قاومت عشان ما أضعف قدامها ، و قلت ليها :
- ميمي أنا بحبك كتير
ابتسمت لي ، و نزلت و مشت بدون ماتقول شي و أنا اتحركت و رجعت البيت بي حالة تانية عكس الحالة الطلعت بيها ، في ناس كده زي البلسم والشفا للروح مجرد ماتشوفهم بترتاح و روحك تبقى خفيفة…
جاتني فكرة كده و طوالي مشيت لي حبوبة و بدون أي مقدمات قلت ليها :
- بتعرفي شنو عن أهل أبوي ؟
- قصدك شنو ؟
- يعني أصلهم و فصلهم و كده!
حبوبة سكتت ، و أنا براي كده قلت لنفسي كيف زول قدري مايكون عارف أصلو و نسبو بالتفصيل ؟ يمكن عشان الظروف النشأت فيها ما حبيت أسمع عن أبوي و أهلو ، و يمكن عشان سبب تاني ، و سكات حبوبة خلاني أرجح الاحتمال التاني ، قمت قلت ليها بحرقة :
- نفسي أعرف كيف أديتوهو أمي الله يرحمها ؟ حبوبة كيف رضيتي بتك تتزوج إنسان مريض زي ده ؟!
حبوبة يدها بقت ترجف وحاولت تتكلم خشمها بقى يرجف برضو ، حسيت نفسي قسيت عليها لكن كنت داير إجابة سريعة و مباشرة ، و أصريت على سؤالي لكن هي قالت :
- حتعرف كل حاجة في وقتها
سألتها بخوف :
- في القصة صاح؟؟؟
- أيوة..!.!
حسيت راسي حينفجر ، ماعارف كيف قدرت أصبر اليوم ده كلو لغاية ما جا المساء و كنت أنا أول زول جاب المسجل و أصريت نقعد و نسمع :

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

بعد أن ألقت رابيا تعويذتها الشريرة الغاضبة لم تتحرك من مكانها لفترة طويلة جدا ، فقد كان الحزن و اليأس يكبلانها و يقيدان حركتها ، حتى سمعت طرقات على الباب فأسرعت نحوه و هي تتمنى أن تجد أدولف ماثلا أمامها ، و لكنها وجدته مرسولا من عند الحاكم يبلغها أن الحاكم يطلب قدومها لأمر هام جدا… أسرعت بتبديل ملابسها ثم ذهبت برفقته لقصر الحاكم
.
.
.
.
في القرية :
فتحت سارا باب المنزل ، ثم تجهمت و قالت :
- ماذا تريدين ؟؟
- أريد أن أعرف أين ابنتي ؟ ماذا فعلتِ بها ؟!
- صوفي ، رجاء لا أريد أن أكرر ما أقوله لكِ كل يوم منذ ليلة اختفائها ، فأنت تأتين إلى هنا يوميا سائلة عنها..
قالت صوفي بترجي و هي تبكي :
- أرجوك أخبريني بالحقيقة ، أنا أتقطع حزنا و أحترق كل يوم ، أريحي قلبي و أخبريني أين ميرا ؟؟
- أوففف أنتِ لا تريدين تصديق الحقيقة ، ميرا هربت و لا أعرف كيف فعلت ذلك و لكنها الحقيقة و أتوقع أن تكون قد هربت برفقة رجل ما…
- لا ، ميرا لن تهرب مع رجل ، فقد كانت معي قبلها مباشرة و أخبرتني أن حلمها يتعدى أن تكون برفقة رجل
- و ها قد قلتِ بلسانك أنها كانت معكِ ثم اختفت ، إذن فما ذنبي أنا ؟ أنا التي ينبغي أن تسألكِ هذا السؤال! ماذا فعلتِ بها ياصوفي!!
- يا إلهي! إذن أين تراها قد ذهبت؟؟
- لا أعرف و لا أريد أن أراكِ مرة أخرى
ثم أغلقت الباب في وجهها و تركتها تبكي و تنوح حزنا و قلقا على ميرا المختفية منذ أيام عديدة….
.
.
.

في مدينة الصخرة الصفراء
وصلت رابيا القصر على أمل أن تسمع خبرا عن والدها أو يتحقق وعد الحاكم لها بإعادتها لجدها مهران ، و لكنها وجدت شيئا لم يكن يخطر ببالها :
- لقد أرسلت أحد رجالي ليسأل عن أهلك قبل أن أعيدك إليهم
- وماذا حدث يا سيدي؟
- رابيا ، متى كانت آخر مرة ذهبتِ فيها لقريتك ؟ و ماذا تعرفين عن أسرتك ؟
- قدمت إلى هنا و أنا في الرابعة من عمري و لم أعد إليها أبدا ، منذ أربعة عشر عاما.. ولا أعرف عنهم شيئا منذ ذلك الحين
- أممم ولاتعلمين أن جدك مهران متوفٍ منذ أربعة عشر عام ؟
شعرت رابيا بدوار يجتاحها ، فما يحدث معها كان أكبر من احتمالها غير أن أملها في رؤية جدها كان حلما كبيرا يلازمها منذ طفولتها ، ثم تكتشف الآن أنه ميت ، و أردف الحاكم :
- و خالتك قد هربت من المنزل ، غالبا بسبب معاملة زوجة أبيها لها والتي لايوجد سواها في البيت ، لذا فلن أعيدك إليها أبدا ، أنتِ أمانة في عنقي و جميل والدك يحتم علي الحفاظ عليك بأية وسيلة كانت

بدأت رابيا ترتعش خوفا و حزنا ، فأمرها الحاكم بالجلوس و الاسترخاء ثم أمر الحراس بالخروج و تركها معه على انفراد ، ثم قال لها :
- سأفعل الشيء الوحيد الذي يجعلني مطمئنا عليك و موفيا لحق أبيك
نظرت له رابيا بنظرات ذات معنى : ماذا ستفعل ؟
فقال الحاكم :
- لقد قررت أن أزوجكِ ابني الوحيد ، الأمير يوليوس..!!!

يتبع
في : العام الأبيض
مع محبتي ، رحمات صالح
👍3🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 السابع عشر※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ (17) ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ


شعرت رابيا أنها تحلم ، رغم كل مامرت به من أحزان و صدمات إلا أن ماقاله الحاكم جعلها تفرح كثيرا ، فهي الآن وحيدة تماما و تحتاج لشخص يقف بجانبها و لكن لم يخطر ببالها أبدا أنها قد تتزوج من أمير ، و بالتحديد الأمير يوليوس الذي مال له قلبها منذ أن رأته لأول مرة..
بعد ذلك أمر الحاكم أن يتم أخذها لجناح الضيافة الملكي بعد أن أخبرها أنها من اللحظة ستقيم في القصر لحين اكتمال مراسم الزواج…
ذهبت رابيا برفقة الخادمات وهي تشعر أنها أميرة حقيقة ، و تفاجأت حين رأت الجناح الذي ستقيم فيه لأنه كان غاية في الفخامة و الأناقة و معد تماما لاستقبال الضيوف….

في هذه الأثناء طلب الحاكم رؤية ابنه يوليوس والذي لبى نداء والده و حضر مباشرة ليصدم بما سمعه منه :
- ستتزوج من تلك الطبيبة الصغيرة ، سيقام الحفل الأسبوع القادم
ضحك يوليوس ثم قال :
- بالتأكيد تمزح يا أبي
- لا ، و تعرفني جديدا لا أمزح بمثل هذه الأمور
قال يوليوس بجزع :
- و لكنها ابنة جندي فقير ، و أنا… أنا يوليوس الأمير وولي العهد
- ستكون ولي العهد إن أطعتني ، أما إن خالفت أمري فسأحرمك من هذه الولاية ، و سأتوج ابن أخي بدلا عنك… بعد أن يتزوجها
- و لكن… لماذا؟؟؟ مالذي يجعلك تفعل هذا بي يا أبي ، أنا لا أريدها… لا تعجبني و لا أشعر أنها زوجة مناسبة لي
- يوليوس ، لا تجادلني كثيرا
- أنا متأكد أنها قامت بسحرك لأنها ساحرة و مشعوذة و لقد رأيت بأم عيني كيف اندملت جروحك و شفيت على يدها
- و ها أنت تقولها الآن ، هذه الفتاة لها فضل كبير علي ، و والدها كذلك… كلاهما أنقذ حياتي ، و واجبي أن أرد الجميل
- و ماذنبي أنا
نظر إليه الحاكم نظرة تهديد جعلته يتراجع عن جملته الأخيرة :
- آاا أنت والدي وأنا كذلك ممتن لهما ، لكن دعنا نكافئها بطريقة أخرى، يمكننا أن نعطيها الكثير من المال مثلا ، أو أن نهبها حديقة ضخمة و نجعلها تزرع أزهارها أو…
قاطعه الحاكم :
- خيارين لا ثالث لهما ، الولاية و رابيا ، أو لاشيء من كليهما و سيذهبان لابن أخي… ماذا تقول؟؟؟
وضع يوليوس يديه على رأسه كمن واجه مصيبة عظيمة ثم قال :
- لايجب أن تفعل هذا بي يا أبي … وأنت تعرف أنني لن أتنازل عن الولاية..
.
.
.
.
في هذا الوقت كان البستاني الذي أحضره يوليوس بعد أن تجاهل المرأة التي أشارت بحرق حديقة رابيا و زراعة أزهارها في القصر ، كان يعمل بجد على سقايتها و الاعتناء بها ، وفجأة رأى الأزهار القليلة التي كان قد غرسها سابقا قد تكاثرت بسرعة مرعبة و انتشرت في كافة أرجاء الحديقة ، ولكن جميعها كانت باللون الأبيض حتى الأزهار السبعة الملونة فقدت ألوانها وتحولت لأزهار بيضاء..
أصيب البستاني بالذعر بعد أن حدث هذا الشيء الغريب ثم ركض بسرعة طالبا مقابلة الأمير الذي كان يجلس مهموما بعد أن تركه والده في حيرة من أمره :
- سيدي الأمير
- ماذا تريد ؟
- هناك شيئا مرعبا قد حدث للتو
- ما الذي حدث ، تحدث بسرعة أو اغرب عن وجهي فأنا لا أطيق رؤية أحد الآن
- و لكنه شيء لايصدق
ثم أخبره بما حدث ، ولكن الأمير لم يبد استغرابه مما جعل البستاني يروي القصة مجددا فقال يوليوس :
- انس هذا الأمر وتابع الاعتناء بالحديقة كأن شيئا لم يكن ، ولا تدع أحدا يقطف واحدة من هذه الأزهار حتى ءآذن أنا بذلك ، مفهوم؟؟
.
.
.
في غضون يومين بدأ الخبر ينتشر باقتراب زفاف الأمير من فتاة عادية تدعى رابيا لايعرفها أحد.. كان الحاكم يشرف بنفسه على كافة التجهيزات في حين أن يوليوس كان يرفض المشاركة في أي شيء يتعلق بهذا الزواج تنديدا بإرغامه و إجباره..
كان القصر يعج بالحركة استعدادا لهذا الحدث الهام و المفاجئ.. وقد كان الحاكم مصرا على إقامة حفل ضخم لم تشهد المدينة له مثيلا..

كانت ميرا في غرفتها تصفف شعرها و تضع بعض اللمسات على وجهها استعدادا لخدمة الأمير و أخذ وجبة الإفطار إليه ، سرحت قليلا في المرآة و هي تتذكر يوم مقابلتها الأولى له ثم ضحكت بتهكم وهي تلوم نفسها على تهيؤ فكرة أنه قد يكون معجبا بها…
انقطع تفكيرها بقدوم إحدى الخادمات قائلة لها :
- بما أنك مستعدة ، خذي الإفطار للعروس الأميرة رابيا
التفتت ميرا نحوها بسرعة و سألت باهتمام :
- اسمها رابيا؟؟؟
- نعم….
ثم قالت بهلع :
- ميرا ماهذا ؟؟ لماذا امتلأت عيناك بالدموع ؟
- هذا الاسم يذكرني بأعز اثنتين عندي أختي و ابنتها ، و قد فقدتهما الاثنتين
- أووه أنا آسفة إن كنت قد ذكرتك بهما
- لا عليك.. فأنا لم أنسهما قط..
توجهت ميرا نحو المطبخ لأخذ الإفطار الذي أعدته الطباخة ، و خرجت وهي تحمله و تفكر في الأميرة التي تحمل اسم أختها المتوفية و ابنتها و تفكر كيف سيكون شكل هذه العروس ، هل هي جميلة للحد الذي يجعل يوليوس يختارها ، هل تكون أجمل منها ، ثم نفضت رأسها قائلة :
- يجب أن أخرج هذه الأوهام من رأسي ، فمهما كانت نظرات يوليوس أو طريقة كلامه فمن المستحيل أن يفكر بي أنا ، و
👍2🔥1
هاهو سيتزوج قريبا..

- ميرا
التفتت ميرا خلفها لتجيب :
- نعم سيدة روز
- إلى أين تذهبين
- سآخذ هذا الإفطار لعروس الأمير
أخذته روزالين من بين يديها قائلة بتوبيخ :
- لقد أخبرتك أن الأمير يوليوس أوصى بألا تخدمه غيرك مما يوجب عليك أن تكوني متفرغة له تماما ، لا أريد أي إخلال بالنظام يا ميرا مفهوم ؟
- حاضر روزالين
- هيا عودي للمطبخ لتأخذي طلبات الأمير

.
.
في القرية :
فتحت سارا باب المنزل لترى أمامها رجلين بزي رسمي يقول أحدهما :
- هل أنتِ المغنية سارا ؟
- نعم
- نحن مبعوثي حاكم البلاد ، الذي يطالبك بالحضور للغناء في حفل زفاف ابنه الأمير
قالت سارا باستغراب و هي لاتكاد تصدق نفسها :
- أنا ؟؟ طلبني الحاكم شخصيا
- سيقام حفل ضخم جدا و قد أرسل الحاكم في طلب المغنيين من كافة أرجاء البلاد
ثم ناولها مظروف به دعوة رسمية ، أغلقت سارا الباب وهي تكاد أن تطير فرحا بهذه الفرصة الكبرى و بدأت تقرأ في الخطاب الملكي حتى استوقفها أمر مهم جدا جعلها تحتار و تتردد ، ثم بدلت ثيابها و خرجت لمقابلة جدتها الساحرة و استشارتها :
- لقد اكتشفت أن تاريخ هذا الحفل يصادف الخامس و العشرين من أيلول
- و ماذا يعني ذلك ؟
- إنه عيد ميلاد ابنة مهران الثامن عشر
- امممم عيد ميلاد ساحرة الزمان الثامن عشر ، و أمر خطير سيصيب البلاد
- جدتي افهميني أرجوك، أنا لا أكترث لما سيصيب البلاد أو حتى العالم بحاله ، هذا هو التاريخ الذي ظللت أنتظره لأكثر من سبعة عشر عاما مذ كانت رابيا طفلة في المهد.. إنه وقت ظهور الكنز في منزل مهران و لا أريد أن أكون مكان آخر في هذا اليوم
- اسمعي يا ابنتي ، لقد أفنيت عمركِ تلهثين وراء الحصول على هذا الكنز و نحن لا ندري ماهو بالتحديد ، قد يكون الكنز مالا أو مجوهرات ، و قد لايكون شيئا ذو أهمية بالنسبة لك.. أما هذا الحفل فهو فرصة عمرك و بالتأكيد سيمنحونك مكافأة كبيرة جدا كما أنك ستشتهرين و قد تتاح لك فرصة بالعمل في المدينة ، اذهبي ياسارا فهذا الحفل سيكون طريقك للشهرة و النجومية ، ومن يدري ربما تعودين و تجدين كنزك لايزال بانتظارك..
.
.
.
قبلها بلحظات… في جناح رابيا
كانت تجلس على حافة السرير وتهز قدمها بتوتر وقلق ، كانت تشعر أن حياتها قد انقلبت رأسا على عقب و قد تسارعت الأحداث حولها بلا يد منها ، رغم أنها في بادئ الأمر قد فرحت بفكرة زواجها من الأمير و لكنها الآن وبعد أن أصبح الأمر واقعا ووشيك الحدوث بدأت تفكر بصورة جدية ، كيف تتزوج وهي لاتدري أين أدولف وهل قُتل أم أنه سيعود لاحقا وإن عاد ووجدها متزوجة ماذا سيكون رأيه ، و كيف سيعاملها الأمير وهي تذكر أسلوبه الذي عاملها به عندما التقيا في المرة الأولى..
رفعت رأسها على صوت طرق في الباب و قالت :
- تفضل
دخلت روزالين و خلفها إحدى الخادمات قامت بوضع الطعام على الطاولة ، ثم قالت روز بعد أن عرفتها على الخادمة :
- ستكون في خدمتكِ دائما إن احتجتِ أي شيء
- حسنا ، شكرا لك
نظرت روز في وجه رابيا للحظات ، ثم أشارت للخادمة بالانصراف لتقول لرابيا :
- سعادة الأميرة ، هل أنتِ بخير ؟
- نعم
- و لكني ألاحظ أن وجهك مرهق قليلا ، أعذريني لا أقصد أن أكون وقحة ولكنك العروس المرتقبة ، هل قام أحد بالإشراف على الاعتناء ببشرتك ؟
- لا.. فقط أخذو قياسات ثوب الزفاف و بقية الملابس
- اممم هل تسمحين لي بنيل هذا الشرف و الاعتناء بك لحين موعد الزفاف ؟
- بالتأكيد
باشرت روزالين مهمتها الجديدة على الفور و أحضرت بنفسها مجموعة من المستحضرات بعد أن أخذت الإذن من الأمير الذي لم يمانع و لم يبالي..
بدأت روز تتحدث مع رابيا ، و شعرت بالحزن الذي ينتابها ويبدو جليا على ملامح وجهها و صوتها فسألتها :
- لا يحق لي التدخل في شؤونك الخاصة و لكني أشعر أنك حزينة ، ألستِ سعيدة بزواجك من الأمير ؟
- بلى ، و لكن..
كانت تريد أن تخبرها عن أدولف و عن وفاة جدها التي اكتشفتها مؤخرا ولكنها تذكرت أن الحاكم أوصاها بالتكتم حتى لا يقول الناس أن الأمير تزوج فتاة بلا أسرة و لا أهل و تبدأ الشائعات حول هويتها
فغيرت رأيها و قالت :
- سعيدة ولكن.. لا أعرف الكثير عن الأمير و هذا يقلقني قليلا
ابتسمت روز وقالت :
- السيد يوليوس قد يبدو مغرورا ، و صعب المراس… ولكنه رقيق المشاعر فقط لمن يعرف كيف يكسب قلبه ، أنا أعمل معه منذ زمن طويل و أعرفه جيدا.. و متأكدة أن فتاة في مثل رقتك و لطافتك ستكون قادرة على كسبه ، فقط افهميه جيدا و لا تغضبي منه إن بدا لك قاسيا أو فظا في بعض الأحيان...

ظلت رابيا تفكر بنصيحة روزالين و قد شعرت أن الأمر بسيط جدا ، و بدأت ترسم أحلاما دافئة تصور لها حياة هنيئة تجمع بين الأمير الوسيم و فتاة الطيف الجميلة ، مليئة بالحب و السعادة
حتى أتى اليوم الموعود ، الخامس و العشرين من أيلول
يوم زواج رابيا ساحرة الزمان من الأمير يوليوس ابن حاكم البلاد
فما الذي حدث في هذا اليوم ؟!!
.
.
.
.
يتبع في العام الأبيض
رحمات صالح
كل الحب
👍4🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 الثامن عشر※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ (18) ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

بعد حبوبة وقفت المسجل كلهم بقو يسألو عن الزفاف حيحصل فيهو شنو ؟ سارا و رابيا حيعرفو بعض ولا لا ، و ميرا حيحصل معاها شنو و العام الأبيض و علاقتو بخمسة وعشرين أيلول ، إلا أنا سؤالي كان مختلف تماما :
- و تعويذة الغضب القالتها رابيا ؟؟
حبوبة عاينت لي و قالت :
- نصبر حبة
طبعا عارفها ماحتتكلم بس قمت و دخلت رقدت كنت تعبان شديد لدرجة ما فكرت في أي حاجة بس في ثواني نمت ، لكن حلمت أحلام بشعة و مزعجة وشفت رابيا و سمعتها بتكرر في التعويذة بصوت مزعج و مخيف ، و صحيت الصباح مقلق و متوتر لكن حاولت أنسى كل شي و أركز في حياتي و مستقبلي و ميمي ومشكلتنا الماعارفين نحلها كيف…

جات خلود و قعدت معاي عرفتها دايرة تتكلم في حاجة و مترددة و اختصرت ليها وقلت بزهج :
- مالك دايرة شنو ؟
طوالي هاجت فيني وقالت :
- إنت بقيت ماعندك أخلاق لأي حاجة و الواحد يجي يتكلم معاك تتنرفز فيهو طوالي

طبعا لقيت كلامها صاح أنا اتغيرت كتير في الفترة الأخيرة دي ، و على عكس عادتي طوالي رخيت وقلت :
- مضغوط شديد
وهي زاتها رخت معاي وقالت :
- مالك يا أخوي؟
- حاجات كتيرة.. الشغل الجديد..
- وتاني ؟
- موضوع أبوي ده
- وغيرو؟

عرفتها دايرة تصل لشنو و قاصدة تعرف موضوع ميمي الانقطعت مننا فجأة :
- وتاني مافي حاجة ، كان عندي مشكلة كده مع ميمي و اتصالحنا خلاص..
- ومالا بقيت مابتجينا ؟
- أممم لأنها اشتغلت و بقت مافاضية
- شكلك كده داسي حاجة
- المهم ، انتي كنتي دايراني في شنو ؟

خلود اتوترت و ارتبكت ، و ماعرفت تتكلم قمت أنا طوالي نقشت الموضوع :
- عريس ؟
- أيوة
- ده منو و عرفتيهو من وين؟
- قبل ماتعترض يا خالد أنا والله والله ماكنت عارفة
- ماكنتي عارفة شنو ؟؟
- إنو أمو بت عمتنا ، اتعرفت عليهو من الفيس بوك و بعد داك صارحني إنو هو عرفني من اسمي بس ما كان متأكد

انفعلت قبل ما أسمع باقي الكلام :
- الناس ديل ماداير معاهم أي علاقة ، تنسي الموضوع ده نهائي
- لكن هم ماعملو لينا حاجة ، كونو هم مابسألو مننا نحن زاتنا ما مدنهم فرصة ، و بعدين الولد ذنبو شنو ، و انت زاتك ماعرفت عنو شي ليه تظلمو كده؟

في اللحظة دي خطرت ببالي قصتي مع ميمي و موقف أمها ، لقيت نفسي اتصرفت زيها لكن شايف نفسي معاي حق ، حاولت أتكلم بهدوء :
- ياخلود يا أختي نحن حياتنا معقدة بما فيه الكفاية مافي داعي نعقدها أكتر من كده
- على فكرة ياخالد براك المعقدها ، نحن ماعندنا أي حاجة ، ولو على أبوي ما أول و لا آخر زول يجيهو مرض نفسي.. و ده مابيدو ولا بيدنا ولا بيد أهلو
- شكلك كده مصرة على الموضوع ده
قالت بإصرار :
- أيوة
- خلاص أنا بتكلم مع حبوبة و أشوف رايها
- أنا كلمتها ، قالت لي أجلي الموضوع ده شوية لغاية مانكمل القصة لكن أنا دايراك تلاقيهو و تتعرف عليهو
- انتي مالاحظتي إنو القصة دي بقت متحكمة في حياتنا ؟
- ماعارفة ، بس حبوبة الله يديها العافية كبرت شوية و بقت متمسكة بحاجات كده ، خلينا نجاريها بس ، ماتكبر المواضيع

بقيت ماعارف أنا مكبر المواضيع ولا هي فعلا كبيرة! ولو المتوقعو صاح معناتا أصلا موضوع خلود ده ما حينفع ، و لا ميمي كمان ما حأخليها تتعذب معاي ، لكن ماعندي حل غير أكمل القصة دي و أعرف نهايتها و علاقتها بحياتنا
ولمن جا المساء ، كلمت حبوبة إننا جاهزين و دايرين نسمع و هي طوالي جابت المسجل و قعدت في كرسيها المميز و شغلتو لينا :


๑๑♫♪♪๑๑♫♪

كانت المدينة بأسرها ، بل و بعض سكان القرى المجاورة محتشدين في الباحة الكبرى لمدينة الصخرة الصفراء لحضور زفاف الأمير يوليوس وولي عهد البلاد ، و كان الزفاف معدا له بطريقة لم يسبقها مثيل رغم ضيق الزمن ، و بدأ الحفل أحد أشهر مطربي البلاد ثم تلاه عدد من المغنيين ، إلى أن حان وقت زفاف العروسين

كانت رابيا متوترة كثيرا و هي تقف استعدادا لشق الممر الطويل الموصل لمقعد العروسيين ، ثم بعد إشارة من منسقة الحفل شبكت يدها في ذراع يوليوس وهي ترتجف ، كانت آية في الجمال بثوبها الأبيض ذي الذيل الطويل و تسريحة شعرها المثبت بتاج من الألماس البراق يجعلها تبدو كأميرة حقيقية..

سار الزوجان معا على خطوات تناسبها الأغنية حتى وصلا فقام يوليوس بأخذ يدها اليمنى ليصعد بها على أعتاب المسرح ثم يجلسان ، و يتناول خاتم الزواج ليضعه في بنصر يدها اليسرى…
شعرت رابيا ببرودة كفه التي أوحت ببرودة قلبه و مشاعره ، ورغم ذلك كانت تشعر بدقات قلبها تنبض بقوة موحية بحب جارف ليوليوس..

مضت لحظات ثم تبادل المغنيون مجددا ، وفجأة رفعت رابيا رأسها بسرعة لتنظر للمطربة التي بدأت تغني ، كان الصوت الذي يبدو مألوفا لها جعلها تشعر بضيق بالغ ثم نظرت نحوها مطولا وهي تحاول أن تتفرس ملامحها رغم بعد المسافة بينهما..

في هذه الأثناء كانت سارا تحاول جاهدة التركيز فيما تقوم به بعد أن تشتت انتباهها بسبب معرفتها لاسم العروس ، و كانت تفك
👍31🔥1
رحمات صالح
العام الأبيض
ر إذا ما كانت رابيا هي نفسها حفيدة مهران التي أتى بها والدها إلى هنا أم أنه مجرد تشابه أسماء وارد الحدوث ،..
وفجأة خطرت ببالها فكرة جهنمية تجعلها تكتشف الحقيقية ، فأكملت أغنيتها ثم شرعت في أغنية أخرى ستجعلها تتأكد من ذلك :

أيتها النجمة المضيئة 🎶

هنا ، شهقت رابيا بفزع ثم أمسكت بكف يوليوس بقوة قائلة :
- اجعلها تتوقف حالا
تفاجأ يوليوس ثم قال باستغراب :
- ماذا بك ؟؟

المختبئة خلف الغيمة السوداء 🎶

بدأت عيناها ترتخيان ببطء وهي تتمتم
- أ أ أرجوك.. لا.. لا تدعها ت ت تكمل..

هلا تلألأتِ الآن 🎶

هنا شعر يوليوس أن قبضة يدها قد ارتخت ، لم يكن يدري ما الذي يحدث و كيف يتصرف ، في حين كانت سارا تراقبهما من على خشبة المسرح و تكمل :

هلا أضأتِ صفحة السماء 🎶

هنا كانت رابيا قد غصت في سبات عميق جعل رأسها يميل نحو اليسار ليسقط على كتف يوليوس

أيتها النجمة المضيئة 🎶
السابحة في الفضاء🎶
ما أجملك حين تبرقين 🎶
حين ترقصين 🎶
حين تلمعين كفرحة في عيني عروس🎶
كابتسامة في شفتي أميرة جميلة🎶

تنفست سارا بعمق و هي تحاول أن تكمل أغنيتها دون أن يلاحظ أحد ولكنها لم تتمكن من المواصلة بسبب هول المفاجأة ، و لكن أنقذها من ذلك الجلبة التي حدثت بعد إغماءة رابيا كما اعتقد الجميع .
ألقت سارا مكبر الصوت و هي تفكر كيف ستتصرف وكان كل مايستحوذ على تفكيرها أن رابيا قد حظت بالزواج من أمير في حين أنها لا تزال تركض خلف سراب الكنز المزعوم…

في هذه الأثناء شعر الجميع بما حدث ، و بدأت الخادمات يتهامسن حول الأمر ، عدا ميرا التي كانت تقف مكانها بذهول بعد أن تذكرت تلك الأغنية جيدا لا سيما أن صوت سارا كان معروفا جدا بالنسبة إليها رغم أنها كانت لا تراها بسبب الزحام…

- خذوها للقصر. بسرعة
كان هذا أمر الحاكم الذي بدا قلقا جدا على رابيا بخلاف يوليوس الذي لم يبد أي تعبير يذكر…
و تم أخذ رابيا للقصر برفقة الحاكم شخصيا و زوجته و الأمير ووضعوها على الفراش ثم قاموا باستدعاء طبيب القصر الذي حضر بسرعة و كشف عليها ثم قال :
- لا أعتقد أنها تعاني من شيء ، إنها نائمة فقط
هنا صرخ يوليوس بغضب :
- نائمة فقط ؟؟؟!! كنت أتمنى أن تكون ميتة ليكون هناك مبررا لإفسادها لحفل زواجي ، ماذا سأقول الآن و كيف سأواجه الشعب بعد ما حدث ؟ هل سأقول : عذرا.. نامت العروس أثناء العرس ؟؟
انتهره والده قائلا :
- وهل هذا كل ما يهمك ؟
- نعم يا أبي هذا كل مايهمني ، فأنا لا أكترث لهذه الفتاة غريبة الأطوار أنت من أجبرني على الزواج بها
هنا تنحنح الطبيب ليذكرهم بوجوده ، ثم قال محرجا و متهربا من سماع المزيد من الأسرار:
- حاولوا إيقاظها فقط ، هذا كل مافي الأمر
ثم خرج ليترك يوليوس يواصل في عتابه لأبيه الحاكم الذي كان في حيرة حقيقية ولا يدري ما الذي حدث و كيف يوقظونها بعد أن رفضت الاستجابة لهزهم إياها…

.
.

تسللت ميرا من مكان تواجد الخادمات ، و شقت الزحام لتصل بصعوبة لمكان المغنيين الذين كانوا لايزالون مجتمعين في انتظار رأي الحاكم بشأن إكمال الحفل :
- سارا
تفاجأت سارا و فتحت عينيها بذهول ، ثم تحولت ملامحها للغضب :
- أنتِ؟؟ ما الذي أتى بك إلى هنا ؟
لم تستطع ميرا أن تجيبها ، خاصة و أن مشاعرها اهتزت كثيرا و عادت تشعر بتعلقها بها والحنين إليها ، فقالت سارا موبخة لها :
- هل ستبكين الآن ؟؟ هاا ؟؟ بعد أن هربتِ من المنزل ، و يبدو أنكِ تحاولين منافستي في الغناء لذا جئتِ إلى هنا ناسية أنني أنا من قام بتربيتك و تعليمك هذه الحرفة
هزت ميرا رأسها وقالت بصوت مختنق بالعبرات :
- لا ، لم أفعل ذلك صدقيني
- إذن كيف اختفيتِ فجأة و ظهرتِ هنا ؟؟
- لقد.. لقد….
لم تستطع ميرا البوح بالحقيقة لاسيما أن حولهما الكثير من الناس ، فأخذت سارا بعيدا ثم قالت بصوت منخفض تحت تأثير التعويذة القديمة :
- لقد اختطفوني و أتوا بي إلى هنا لأكون خادمة للأمير
ضحكت سارا وقالت بتهكم :
- لا أصدق هذه المسرحية الفاشلة
- أقسم لكِ أنها الحقيقة ، و روني هو من طلب منهم أن يفعلوا ذلك
قالت سارا :
- روني ؟؟ و لم فعل ذلك ؟؟
- ليبعدني عنك ، و أنا الآن مستعدة لأن أعود معكِ لبيتنا
ثم بكت بقوة و ارتمت في أحضان سارا التي ربتت على ظهرها و هي تفكر :
- لا ، لن تعودي الآن
- ولم ؟ ألم تعودي تريدينني بعد الآن ؟؟
أبعدتها سارا عنها و قالت بجدية :
- اسمعيني جيدا ، لقد قلتٍ أنكِ خادمة للأمير
- هذا صحيح
- أريدك أن تنفذي ما أقوله لكِ بالحرف الواحد ، و بعد أن تفعلي سآخذك للمنزل
- حاضر سارا ، سألبي ما تطلبينه
همست سارا في أذن ميرا :
- ستفسدين زواج الأمير من تلك البغيضة
شهقت ميرا و قالت مستنكرة :
- و ما الذي يجعلنا نفعل ذلك؟
هنا تأكدت سارا أن ميرا لا تعرف شيئا عن حقيقة رابيا ، فقالت :
- لأنها فتاة سيئة ، هذا كل ما يمكنكِ معرفته ، لا تتحدثي مع أي أحد طيلة مكوثك هنا ، فقط نفذي ما سأقوله لك مفهوم ؟
اختنقت ميرا وقالت بألم يشق صدرها بسبب ما تنويان فعله :
- مفهوم

يتبع
مع حبي و تقديري
👍1🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 التاسع عشر※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ (19) ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

جلس يوليوس قبالة رابيا الممدة على فراشها و هو يفكر فيما يحدث بعد أن تركه والداه و ذهبا لإكمال الحفل معتذرين بأن العروس أصيبت بإغمائة مفاجئة وتحتاج للراحة ، و بينما هو جالس هكذا خطر بباله شيء ما ، فأسرع بطلب البستاني ثم أمره أن يحضر له بعض أزهار الحديقة البيضاء اعتقادا منه أن هذه الأزهار السحرية نبتت من أصل زهور رابيا التي عالجت بها والده..
أحضر له البستاني بعضا منها ، فأغلق يوليوس الباب ثم أخذ واحدة منها و فعل مثل ما فعلت رابيا مع الحاكم و لكن شيئا لم يحدث ، و كرر ذلك عدة مرات باستخدام زهرة أخرى بلا جدوى ، فركل السلة بقدمه ثم خرج تاركا إياها..
وبعد ذهابه مباشرة بدأت رابيا تتقلب في فراشها بإنزعاج مقطبة جبينها و كأنها ترى حلما مزعجا ، ثم بدأت تفوق تدريجيا ، كانت تشعر بآلام بالغة في كافة أنحاء جسدها و تشعر بقشعريرة تسري و كأن شيئا ما يتحرك على جسدها و عندما رأت الأزهار البيضاء متناثرة على الأرض شعرت برغبة عارمة في الصراخ و البكاء وهي لاتعرف سبب ذلك ، حاولت أن تتمالك نفسها ولكنها لم تستطع ، فبدأت تبكي و هي تكمم فمها بيدها حتى لا تصرخ..

هنا ، شعرت بحركة على مقبض الباب و كأن هناك شخص متردد في الدخول ، ثم انفتح الباب و رأت أمامها شابه جميلة تشعر أنها تعرفها منذ أمد بعيد ، تبادلت الفتاتان النظرات ثم بادرت إحداهما :
- سيدتي الأميرة هل أنتِ بخير ؟ لقد كنت بالقرب من هنا و سمعت صوت بكاء مكتوم و كما أعرف أنك تعبت قليلا خلال الحفل
نظرت إليها رابيا بنظرات حادة و عينين حمراوتين جعلتاها تخاف كثيرا ، ثم سألتها :
- من أنتِ ؟ و كيف دخلتِ إلى هنا ؟
- أنا خادمة الأمير الوحيدة ، لذا سأتواجد هنا كثيرا
قالت رابيا بذات الحدة و النظرات التي تقطر شرا :
- أغربي عن وجهي و إلا قتلتك ، سأقتلك و سأقتلكم جميعا
هربت ميرا وقلبها يخفق خوفا ، ثم قالت لنفسها بعد أن خرجت وتداركت أنفاسها المتلاحقة :
- مخيفة جدا ، و عيناها مثل.. مثل عيني الشيطان.. يا إلهي ماهذا

في داخل الغرفة كانت رابيا تشعر بشيء ساخن يسري بداخل جوفها.. شيء ما أقرب للسم الذي تحتاج للتخلص منه و لكن لاتدري كيف ربما يجدي الصراخ ، وبدون أن تتمالك نفسها أطلقت صرخة مدوية لم ير لها مثيل ، وعلى إثرها سكن كل شيء في المدينة لمدة ثوانٍ معدودة .. توقفت الرياح ، و سكنت الأشجار ، و تجمدت حركة كل الطيور والحيوانات ، و عم سكون غريب و لا صوت يسمع.. غير دوي رعدة قوية هطلت بعدها أمطار لوهلة قصيرة جدا ، ثم توقفت وانقشعت الغيوم ، وعادت الحركة مجددا ، ولكن بعد أن اكتسبت كل أشجار و نباتات البلدة بأكملها ، و أزهارها اللون الأبيض..

خرج جميع سكان البلاد إلى الشوارع و الطرقات في ذهول تام من هذا التحول الغريب ، ولا أحد يدري كيف حدث ذلك و ما الذي يجعل كل النبات يصبح أبيض اللون في خلال ثوان معدودة ، أما أهل مدينة الصخرة الصفراء فقد أجمعوا على أن هذا البياض حدث مباشرة بعد صرخة مدوية لايعرف أحد مصدرها بالتحديد ، غير أن البعض أجزموا أنها صدرت من داخل القصر….
.
.

في جناح العروسين..
دخل يوليوس و جلس على مقعد يقابل سرير رابيا التي كانت مضطجعة على جانبها الأيسر و وجهها إلى الحائط فبدأ يحدث نفسه بصوت مرتفع وهو يظن أنها لاتزال نائمة :
- أشعر أنكِ وراء ما حدث للتو ، فهذا البياض الذي غطى كل شيء يشبه بياض أزهارك ، لا أعرف كيف تفعلين ذلك إلا إن كنتِ ساحرة أو شيطانة.. ولكني متأكد أن حرق حديقتك كان قرارا صائبا
فاجأته رابيا بأن استدارت نحوه ثم نهضت بصعوبة بسبب ثقل ثوب الزفاف ، وهي تتذكر بينها و بين نفسها تعويذتها الشريرة التي تلتها سابقا "ساحرة الطيف خذي ألوانك واجعلي العالم يواجه شر أعماله
اجعلي الخامس والعشرين من أيلول كما كان مولد ساحرة الألوان يصبح مولد عام بلا ألوان.. ساحرة الطيف ، من أحرق الأزهار فليحترق قلبه ، أو يذهب عقله.. هو و كل ذكر يأتي من سلالته ، لتجعلي فعلته وبالا عليه لايوقف ذلك شيء سوى التسامح والمحبة ، لاشيء سوى ذلك!!"
أصيبت بالفزع و هي تدرك فداحة الأمر لا سيما أن من أحرقها هو الأمير الذي سلب قلبها و سيصاب بالتعويذة ، و الأدهى من ذلك أنها إن أنجبت منه البنين فستحل بهم اللعنة هم و أحفادهم الذكور….
فقالت ليوليوس بهلع :
- أنت من أحرق حديقتي ؟ و لكن لماذا؟؟ لماذا فعلت بي هذا لقد كنت أفعل الخير و أداوي المرضى
قال يوليوس :
- لا يحق لكِ محاسبتي على شيء ، فأنا ولي العهد و بوسعي فعل ما أريد ، غير أنك زوجتي الآن ولا تحتاجين لأية حديقة
قالها يوليوس مبررا فعلته ، و لكن رابيا قد فرحت بالعبارة الأخيرة ظنا منها أنه سيكرمها و لن يجعلها تحتاج لشيء
ثم استدركت و قالت :
- ومالذي حدث في الخارج ؟ لقد سمعتك تتحدث عن لون أبيض؟؟
قالت مختصرا للحديث معها :
- لا تشغلي بالك
قالت رابيا بشيء من الحرج :
- أريد أن.. آاا.. أن أبدل هذا ا
👍41
لثوب
- و ما شأني ؟
- آاا.. إن كان بإمكانك الخروج قليلا
نظر إليها باحتقار قائلا :
- لا يمكنكِ أبدا أن تملي علي أفعالي ولا أن تأمريني بشيء ، لا تنسي نفسك و تذكري هذا الأمر دائما
أصيبت رابيا بضيق من أسلوبه الحاد و لكنها تذكرت كلام روزالين حول يوليوس و أنه قد يكون بإمكانها كسب قلبه و مشاعره ثم جلست بفستانها وهي تنتظر ما سيحدث..
و بعد دقائق من الصمت قال يوليوس بهدوء :
- يمكنك أن تبدلي ثيابك ، أنتِ زوجتي الآن
فهمت رابيا تلميحه فازدادت خجلا ، و لم تتحرك من مكانها فجلس يوليوس بجانبها محاولا التقرب إليها لكنها تذكرت أمر التعويذة ، فابتعدت عنه…
نظر إليها يوليوس باحتقار قائلا :
- سأعطيك فرصة ، وتذكري أنني لو أردت أن أحضر عشرة جواري يضاهينك جمالا و حسنا لفعلت ..

خرج يوليوس بعد ذلك ، ثم التقطت رابيا أنفاسها و حاولت تهدئة قلبها الذي كان يضطرب بقوة…
.
.
.
.
مضى أسبوعان على زواج رابيا من أمير البلاد ، و كانت في هذه الفترة وحيدة لا تقابل سوى الخادمات ، و لا تجتمع بالحاكم و زوجته -ولاحتى يوليوس- إلا في أوقات تناول الطعام ثم انشغال كل منهم بمشاغله حتى يوليوس الذي كان يتعمد تجاهلها و الابتعاد عنها عدا بعض الأوقات التي كان يحاول فيها التقرب إليها ولكنها رغم حبها له كانت تتهرب و ترفض خوفا من تحقق تعويذتها إن حملت ووضعت طفلا ذكرا .. و قد كان في كل مرة بعد رفضها إياه يثور ويتوعد ثم يتركها و يذهب..
.
.
.
خلال هذه الفترة كانت البلاد قد شهدت ظواهر غير مألوفة بجانب ظاهرة اللون الأبيض ، مثل مرض الحيوانات و موت الطيور ، ثم تناقص مياه البحيرة بشكل غريب ، و تفشي أمراض متنوعة بين الناس ، ولم يتمكن أحد من إيجاد نفسير منطقي لما يحدث..
.
.
- سيدتي
- تفضلي
دخلت ميرا حاملة بعض الحلويات في طبق ووضعته أمام رابيا التي نظرت إليها مطولا ثم قالت :
- لقد رأيتك من قبل ، أمسية زواجي
- نعم سيدتي
- و لم أرك مجددا
- ااه.. لقد.. لقد شعرت أنكِ لم ترغبي برؤيتي رغم أني لم أفعل شيئا
قالت رابيا بهدوء :
- آسفة لقد كنت فظة معك ، يبدو أنني كنت متوترة قليلا
- لاتعتذري أنتِ أميرة و الأميرات لايعتذرن
- و لم ؟ نحن بشر و كلنا يخطئ و يصيب
شعرت ميرا بانقباض في صدرها بعد ماقالته رابيا التي بدت متواضعة و طيبة القلب وهي تنوي إفساد حياتها طوعا لأمر سارا ، و لكنها لاتستطيع التوقف ، فقالت :
- أنتِ عظيمة جدا ، أنا متأكدة أن سيدي الأمير سيكون سعيدا معك
هنا زفرت رابيا بضيق ولكنها آثرت الصمت ، فمهما حدث لن يكون بإمكانها التحدث عن حياتها الخاصة مع خادمة زوجها ، رغم أنها كانت تحتاج للحديث مع شخص ما …
- سيدتي ، هل هناك ماتودين قوله ؟؟
- لا.. يمكنك الذهاب الآن
- حسنا
و بعد أن توجهت ميرا نحو الباب عادت قائلة :
- آاا.. لقد نسيت.. سآخذ الملابس المتسخة ، فعاملة الغسيل متوعكة قليلا
ثم بدأت تجمع الملابس المتسخة ، وفتحت الخزانة بحجة أنها تريد تعطير بعض الملابس ولكن قبل أن تقول شيئا اختلست النظر لرابيا التي لم تكن تنظر إليها بل كانت غارقة في التفكير بيوليوس ، ولم تنتبه لها و هي تفتح الخزانة بخفة وتضع ورقة بين طيات الملابس ثم أغلقت الخزانة و حملت ما بيدها وخرجت قبل أن تسمع رابيا وهي تنادي :
- توقفي..…. أوففف لقد ذهبت قبل أن أسألها عن اسمها..!!!
.
.
.
في وقت لاحق…
كان يوليوس يجلس في مجلسه وحيدا شارد الذهن حين دخلت ميرا و هي تقول :
- سيد يوليوس
التفت نحوها ثم ابتسم :
- ميرا
- لقد أتيت للاطمئنان ، هل تريد شيئا؟
قال يوليوس بصدق :
- لا يوجد شيء الآن يمكنه تحسين مزاجي أكثر من رؤيتك
خجلت ميرا حتى احمرت وجنتاها ، ولكنها قالت متهربة :
- و ما الذي يشغل بالك ، عفوا إن كنت أتدخل في شؤونك لكن يبدو أنك تحمل هما كبيرا
زفر يوليوس ثم قال بضيق:
- يشغلني حال البلاد و ما آل إليه الوضع ، الكائنات تموت بلا سبب ، و الناس كذلك يعانون من الأسقام التي لا نعرف لها سببا ولا علاجا ، و المطر منقطع و ستجف البحيرة و ستموت النباتات التي يبدو أنها قد فسدت مسبقا بسبب البياض الذي لا نعلم له تفسيرا.. نحن مقبلون على فترة جفاف و مجاعة و مرض ، الوضع خطير يا ميرا خطير جدا.. و نحن المسؤولون أمام الشعب
- هون عليك سيدي فما يحدث خارج عن إرادتكم و سيطرتكم..
ثم أردفت متعمدة أن تتطرق إلى هذا الموضوع :
- كما أنك عريس و في بداية زواجك و هذه أيام سعيدة ، لا تدع هذا الأمر يفسد سعادتك
قال بضيق :
- و من قال أنني سعيد ، لا أريد الخوض في هذا الأمر أرجوك
قالت ميرا و هي لا تود تضييع الفرصة :
- و لكني لم أحتمل رؤيتك هكذا ، كما أنني قد لاحظت ذلك و.. امم…
- لماذا توقفتِ؟ ما الذي تريدين قوله ؟
- لا أحب التدخل في شؤونك فأنا مجرد خادمة
قال يوليوس بعصبية :
- لا أريد أن أسمع هذه الكلمة مجددا ، ميرا أنا أشعر أنكِ.. أنك مقربة و.. لا أعرف كيف ولكن.. المهم ما الذي كنت تريدين قوله ؟
- قد تكون مجرد شائعات لا أدري
- ميرا ، تحدثي حالا
- كلنا يذكر ما حدث للأمي
👍31🔥1