رواياتي 📚الوسام 2️⃣
13.9K subscribers
1.66K photos
14 videos
2 files
2.71K links
قناه مختصة بالروايات الجديده حلقات فقط سودانيه وعالميه وعربيه

لاقتراحاتكم وارائكم التواصل @wessam1412
Download Telegram
فة لتحملها لمشقة الاعتناء بالطفلة الصغيرة حديثة الولادة بمساعدة خالتها "صوفي" بعض الأحيان حيث كانت تأتي للاطمئنان عليهن كل يوم…

مرت أشهر فصل الخريف الذي لم يكن كما كان متوقعا ، كان خريفا ممطرا و بنهايته عم الرخاء في القرى لتمتلئ من جديد خزائن قصر مدينة الصخرة الصفراء…

في نهار أحد الأيام ، و في اجتماع أسبوعي لبعض نسوة الحي حيث يعددن الحلويات والفطائر و يتناولن القهوة و يتحدثن في أمور مختلفة بعضها يعنيهن و كثير منها لا يعنيهن ، كانت أسرة مهران هي محور الحديث الأساسي هذه المرة ، حيث قالت إحداهن لصديقاتها :
- أنا لا أفهم كيف تترك "صوفي" ابنة أختها ميرا و طفلة رابيا هكذا ؟
- لقد سمعت أنها عرضت على مهران أخذ الصغيرة عندها و لكنه رفض بشدة
- بالتأكيد سيرفض
- أنا أعتقد أن مهران يجب أن يتزوج
- و من ستقبل بالزواج من رجل في الخمسين لايملك سوى محل حياكة قديم و منزل صغير بالإضافة لطفلتين يتيمتين

هنا تدخلت "سارا" امرأة في نهاية الثلاثين و قالت بثقة :
- أنا
تسائلت صديقاتها :
- أنتِ ماذا؟
- أنا سأتزوج مهران
ضحكت النسوة و قالت إحداهن :
- يبدو أن تجاربك السابقة قد أخلت بعقلك تماما
قالت سارا بجدية :
- أنتن لا تفهمن شيئا
ثم واصلت بصوت هامس :
- جدتي الساحرة قد قرأت في كتابها السحري في الصفحة السابعة و الخمسين أن هناك خياطا في هذه القرية يملك في داره كنزا ثمينا ، سيكتشفه عندما تبلغ حفيدته اليتيمة عامها الثامن عشر ، و إذا تزوج قد تتمكن زوجته من الحصول على هذا الكنز في وقت مبكر.. و بالتأكيد لايوجد شخص بهذا الوصف سوى مهران

- ماهذا الهراء ، بالتأكيد لايوجد شيء مماثل سيحدث و ستفنين ماتبقى من شبابك في خدمة العجوز و طفلتيه

- لا.. فكتاب جدتي لا يخطئ أبدا

قالت أخرى :
- اسمعنني جيدا ، قد يكون كلام سارا وجدتها صحيحا، فهناك شيء مريب قد حدث يوم وفاة رابيا ، فكلكن تعلمن أن أمي كانت أول من حملت الطفلة بين يديها ، لكن الذي لا يعرفه أحد أن أمي قالت أنها رأت بعينيها أن كفة يدها اليمنى تشع بقوس قزح.. لم أكن أريد أن أبوح بهذا الأمر قبل ذلك حتى لا تتهمن أمي بالجنون لكنها تقسم أنها رأت سبعة ألوان تتلألأ في يدها ، قد يكون لهذا الأمر علاقة بالكنز الذي ذكرته جدة سارا

قالت سارة بلا اكتراث :
- لا أدري ، قد تكون والدتك تتهيأ ، لكني على ثقة بأن هناك كنز عند ذلك المدعو مهران و لن أدع غيري تأخذه
ثم تنهدت و قالت بيأس :
- لقد سئمت من حياة الفقر

- و كيف ستقنعين مهران بالزواج منك ؟

- سأترك الأمر إليكن ، يجب عليكن إقناع صوفي بذلك.. أنتن صديقاتي و إن كنتن تردن سعادتي فلتفعلن ذلك من أجلي

- حسنا.. اعتبري نفسك زوجة مهران

ضحكت سارة في نفس اللحظة التي صرخت فيها الطفلة في منزل مهران ، و أسرعت نحوها ميرا لتحملها على كتفها و هي تقول :
- ما بال صغيرتي "رابيا" تبكي هكذا ، اهدئي حبيبتي لم أسمعك تبكين هكذا من قبل
هدأت الطفلة رابيا قليلا ثم وضعتها ميرا على الفراش استعدادا لإطعامها بعض البطاطا المعجون بقليل من الحليب ، و لكن ميرا انتفضت و ابتعدت بذعر بعد أن بسطت رابيا يدها و أشعت بشعاع من ألوان الطيف السبعة ثم اختفى…. و ابتسمت الطفلة ثم غاصت في نوم عميق…

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

- لاااااا يا حبوبة ليه وقفتيهو كان تخليهو شغال
حبوبة ردت على سعيد :
- كفاية لغاية هنا و حنكمل بكرة
سعيد ما رضى ، و كلنا كنا دايرين نسمع الباقي لكن عارفين حبوبة صعب ترجع من كلمتها ، و خلود سألت بفضول :
- السر شنو في قوس قزح ده ، و سارا دي حتتزوج مهران بالجد؟
سعاد قالت :
- أنا ما مرتاحة لسارا دي ولا لحبوبتها الساحرة

حبوبة شالت مسجلها و مشت وهي بتتسند على عكازها و خلتنا كلنا قاعدين نفكر و نخمن شنو الحيحصل!!!
.
.
.
.
.
يتبع ، في العام الأبيض
مع تحياتي
رحمات صالح
👍8
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 الَثَالثة3⃣※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ3⃣ ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

خليت أخواني لسه قاعدين يتكلمو عن القصة و قمت أخدت لي نومة ، صحيت منها على أذان العصر و ريحة الأكل الجاي من المطبخ ، طلعت من الأوضة وقعدت في البرندة و بقيت منتظر الغدا و بفكر إنو الشهر خلاص انتهى و مصاريفنا كملت و دي الحاجة البفكر فيها بنهاية كل شهر ، لمتين حتقعد حبوبة تصرف علينا كده ، أنا اتخرجت من الجامعة السنة دي و مفروض أتحرك و أعمل حاجة… انتبهت لمن سمعت صوت عكاز حبوبة جاية و بتقول :
- الما صلى العصر يصلي عشان نتغدى
طبعا الكلام أكيد موجه لي ، لأنو أنا الوحيد الما مواظب على صلواتي بقطعها و بأخرها ، وحبوبة مابتحب تحرجني بالكلام المباشر فبتقول كلام عام ، و أنا مابحب ينبهوني ليها :
- نتغدى أول أنا جعان
خلود و سعاد جابو الأكل وقعدنا في الصفرة ، كنت باكل و أنا سرحان في مستقبلي و مستقبل أخواتي ، خلود بعد امتحنت الشهادة رفضت تدخل الجامعة وقعدت في البيت ، و سعاد في المدرسة ما شاطرة و نتيجتها السنة الفاتت كانت سيئة شديد عشان كده حبوبة نقلتهم هي و سعيد لمدارس خاصة ، أما سعيد رغم إنو ذكي جدا لكن بتجيهو خوفة من الامتحانات و في الغالب بجيب نتيجة ضعيفة….
- خالد ، مالك سرحان و مابتاكل
اتجاهلت سؤال خلود و قلت لسعاد :
- مدرستكم حتفتح متين ؟
سعاد ردت باختصار :
- ماعارفة
وجهت سؤالي لسعيد قام قال ببرود :
- أظن فتحت ماعارف
قلت بعصبية :
- إنتو الاتنين ماصغار ولا شفع ، شنو ماعارفين ، انت داخل الثانوي و دي ممتحنة …
حبوبة قاطعتني بطريقة حادة :
- مالك بتكورك فيهم كده ؟ لمن المدرسة تفتح حيضربو لينا لأنو تقويمهم مختلف من باقي المدارس
- و المدرسة دي رسومها كم في السنة ؟
- و إنت مالك بيها ؟
لقيت نفسي بنفعل أكتر ، ماعارف ليه :
- كيف مالي بيها ؟ أنا ما راجل في البيت ده ولا شنو ؟ و لمن أشتغل الحاجات دي كلها حأدفعها أنا
حبوبة ختت الملعقة من يدها دليل على زعلها ، لكن قالت براحة :
- بالنسبة لسعيد السنة بي أربعين دفعنا القسط الأول و سعاد خمسة و خمسين و دفعناها كاملة
طبعا اتخلعت لأنو الأرقام دي كبيرة شديد علي ، و أنا مستحيل أقدر أوفر مبلغ زي ده حتى لو اشتغلت
بعد داك انتبهت إنو كلامي كان مافيهو زوق لأنها طول عمرها شايلانا ، لكن ده طبعي كده لمن أعمل حاجة غلط بزعل ، طوالي قمت من الصفرة و طلعت قعدت في الحوش و أنا حاسي نفسي مخنوق شديد و زعلان من الكلام القلتو حبوبة طول عمرها شايلانا وهي مقتدرة ووارثة كتيييير من جدي الله يرحمو و ماحصل يوم حسستنا إنها هي البتصرف علينا ، و بعد ده كلو أنا جاي أطلع عقدي فيها و في أخواني ، و إحساسي الملازمني بالضعف من يوم أمي انتحرت قدام عيوني و أنا ماعرفت أمنعها و لا قدرت أحميها من الكان بعملو أبوي ، بقيت كل ما ألقى فرصة أحاول أثبت رجولتي الأنا أساسا ماقادر أحس بيها…
قعدت شوية و أنا أصلا خجلان أدخل جوة تاني بعد القلتو و بعد رد حبوبة الأحرجني زيادة ، المرة دي حنينة شديد و قلبها أبيض و بالها علينا طويل شديد ، قررت أبقى راجل بالجد و أمشي أعتذر ليها قدام أخواني زي ما زعلتها قدامهم ، لكن لمن دخلت ماعارف الحصل لي شنو ، كانو لسه قاعدين في الصفرة لكن ماعاينت ليهم و طوالي دخلت الحمام اتوضيت و مشيت أوضتي قفلت الباب و صليت العصر و بعد داك طلعت من البيت لفيت و مارجعت إلا بالليل متأخر و نمت طوالي…

لمن صحيت اليوم التاني كنت كسلان شديد و تعبااان ، و كمان كنت فاقد ميمي لأنو أمس ماشفتها ، عاينت للساعة لقيتها عشرة و أربعين دقيقة أكيد فطرو بس غريبة ما صحوني ، طلعت لقيت البنات في التلفزيون و سعيد مشغول بتلفونو و مافي زول رفع راسو عاين لي ، دخلت اتسوكت ولمن طلعت لقيت حبوبة جات وقاعدة في كرسيها الأبيض و باين إنها حتشغل المسجل ، طوالي اتشجعت و مشيت عليها قبلتها في راسها و قلت :
- كيف أصبحتي يمة
حبوبة قبلت اعتذاري الما مباشر ده و ابتسمت لي بحنية وقالت لي أقعد ، و أنا قعدت رغم إني كنت حاسي بجوع بس حماسي للقصة كان أقوى

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

أصبحت ميرا في موقف لا تحسد عليه بعد أن أصابها الرعب بسبب وميض يد رابيا الصغيرة ، ابتعدت عنها و جلست في ركن الحجرة و هي ترتجف خوفا ، و بعد قليل هرولت نحو بيت خالتها لتروي لها ما حدث و تطلب منها المجيء بسرعة ، و عندما وصلت بيت الخالة صوفي وجدت معها ضيفة فجلست بقلق بالقرب من خالتها وهي تنتظر ذهاب الضيفة و التي نظرت إليها ثم قالت بعطف مفتعل :
- هذه الجميلة ميرا ابنة مهران
ردت صوفي بعد أن مسحت على رأس ميرا بحنان و قالت :
- نعم إنها صغيرتي ميرا
ثم استدركت و قالت :
- ميرا ما الخطب ؟ و أين رابيا ؟
نظرت ميرا لخالتها ثم للسيدة الجالسة قبالها وهمست :
- رابيا في البيت ، إذا كان بإمكانك المجيء لرؤيتها
- حسنا ، يمكنك الذهاب الآن و سألحق بك
ذهبت ميرا ثم قالت المرأة لصوفي :
- إنه شيء مؤسف للغاية ، فهذه الطفلة بحاجة لمن يعتني بها
👍8👎1🔥1
ليس أن تقوم هي برعاية الصغيرة
- نعم ولكن ليس بوسعي أن أفعل شيئا حيال ذلك ، فوالدهما لايستطيع الاستغناء عنهما كما أنه لن يحتمل العيش وحيدا ، وإلا فقد كنت أفكر في أخذهما عندي
- و لم لا يتزوج مهران ؟ أعتقد أن هذا حل رائع
- لقد فكرت بذلك و لكن الأمر ليس بهذه السهولة
- ولم لا ؟
- أخشى على الفتاتين من زوجة الأب القاسية الظالمة
- إن كان هذا كل مافي الأمر فأنا لدي العروس المناسبة
- من هي ؟ هل أعرفها ؟
- سارا
قالت صوفي باستنكار :
- سارا المغنية ؟ أنت تمزحين
- لا أمزح ، سارة صديقتي و أعرفها جيدا ، و هي شابة ممتازة و خلوقة و تعشق الأطفال لأنها تزوجت و لم ترزق بهم
- تقصدين تزوجت مرتين
- ااا لاا ثلاث مرات
- اوووف أرجوك لاتحدثيني عنها مجددا أنا أريد لفتاتي أن تتربيا تربية جيدة ، و بالتأكيد سارا لن تفعل
- أنت معقدة جدا ، فالغناء موهبة جميلة و سارا لاتفعل شيئا مخلا.. كما أنها طيبة القلب… بالإضافة لجمالها و أناقتها
قالت صوفي باستهزاء :
- وهل تعتقدين أن سيدة بهذه المواصفات الهائلة ستقبل الزواج من مهران ؟
- دعي الأمر لي

لا أحد يعلم كيف قامت المرأة بإقناع صوفي والتي قامت بدورها بإقناع مهران ليتم الزواج في غضون عشرة أيام فقط

بالتأكيد لم تعر صوفي اهتماما لكلام ميرا حول ماحدث لرابيا و حتى ميرا نفسها تجاوزت الأمر ثم انشغل الجميع بالتجهيز للزواج و استقبال العروس في دار مهران

و في أول ليلة بعد الزفاف ، استيقظ مهران قبيل الفجر ببضع دقائق ، ثم استغرب عندما لم يجد زوجته في فراشه ، خرج من الحجرة ليبحث عنها ، ثم سمع صوتا ينبعث من الفناء الخلفي ، خرج بسرعة و هو يظن أنا لصا قد دخل الدار و لكنه فوجئ بالعروس سارا تحمل سكينا و تحفر في التربة :
- سارا ، ماذا تفعلين ؟؟؟
انتفضت سارا بهلع لتسقط السكين من يدها و قالت بتعلثم :
- اا لا شيء ااا أنا.. فقط.. كنت… ااااا
- أنت ماذا ؟ تحدثي ، و لم تقومين بالحفر ؟
- اااه لقد خشيت أن تسرق مجوهراتي ففكرت أن أقوم بدفنها هنا
ابتسم مهران ثم أخد بيدها ليأخذها للداخل وهو يقول :
- أنت امرأة بقلب طفلة بريئة ههههه أعدك أنني سأحضر لك خزنة حديدة صغيرة لا يمكن لأحد فتحها
- شكرا مهران كم أنا ممتنة حقا
- و أنا ممتن لأن الله رزقني بزوجة مثلك
- سأعد لك كوبا من القهوة
دخلت المطبخ و هي تركل بقدمها على الأرض غضبا و تقول لنفسها :
- تبا لهذا العجوز ، لن يتركني أبحث عن الكنز المدفون في داره

فرغت سارا من إعداد القهوة ثم أخذتها مع ابتسامة مزيفة لتضعها أمام مهران وتجلس بجواره و هو يقول :
- لم تسنح لنا الفرصة بالتحدث قبل الزواج و لكن هناك أمرا هاما لابد أن نتحدث فيه
- و ماهو هذا الأمر ؟
- عملك
تحولت ملامح سارا من الرقة المفرطة لغضب جامح و قالت :
- أرجوك لا تتحدث عن عملي مرة أخرى ، فأنا لن أتركه مهما كلفني الأمر
حاول مهران تهدئتها فقال وهو يمسك يدها بكلتا يديه :
- و لكنني أغار ، لا أريد لأحد غيري أن يسمع هذا الصوت الجميل و يرى هذا الوجه الفاتن
- حسنا يا مهران ، أعدك أنني سأفكر في الأمر… سأذهب الآن للاطمئنان على الفتاتين
- شكرا لكِ أيتها الزوجة العظيمة

دخلت سارا غرفة الفتاتين وهي تمشي بحذر و تلتفت خلفها ، ثم اقتربت من فراشهما و جلست بقربهما على الأرض و بدأت تغني بصوت منخفض جدا :
أيتها النجمة المضيئة
المختبئة خلف الغيمة السوداء
هلا تلألأت الآن
هلا أضأتي صفحة السماء
أيتها النجمة المضيئة

علت أنفاس رابيا إشارة لتعمقها أكثر في النوم ، بينما حركت ميرا قدمها استعداد للاستيقاظ و سارا تقول في نفسها :
- عظيييم ، لقد سرت التعويذة في الطفلة مما يعني أن جدتي محقة هههههههه أنا سعيدة فتضحية زواجي من هذا العجوز المقرف لن تذهب سدى ، نامي الآن ياعزيزتي نامي يا رابيا…..

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

- حبوووووبة لاااا
- اششش ولا كلمة خلاص حنوقف هنا ، يلا ياسعاد و خلود قومو نضفو البيت و إنت ياخالد تعال ساعدني أدخل أوضتي
- حاضر يا حبوبة
مسكتها من يدها وأنا عارف إنها بس عايزاني أدخل معاها لأنو أصلا هي بتتحرك براها ، بس ماعارف هي حتقول لي شنو ، وبصراحة خفت.. خفت شديد

يتبع

في : العام الأبيض
رحمات صالح
👍3🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 الرابعة4⃣※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ4⃣ ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

حبوبة لمن دخلنا أوضتها قعدت و قالت لي :
- أنا عارفة إنك راجل ، و راجل البيت ده.. و من حقك تعرف أي حاجة و من حقك تشيل المسؤولية لكن لازم تتعلم تتكلم كيف و متين ، و الحصل ده ما يتكرر تاني
خجلت من نفسي شديد و في نفس الوقت زعلت إنها تتكلم معاي باللهجة دي لأني ما اتعودت على كده و كمان هي قبيل حسستني إنها خلاص سامحتني لكن لازم تنبهني..
ما قلت أي شي و حتى غلبني أعتذر أو أقول ليها إنو ده ما حيتكرر تاني ، استأذنت منها و طلعت

على المغرب ، في مواعيد الحقنة حقت حبوبة كنت منتظر ميمي بلهفة و مشتاق أشوفها و كمان حاسي إنو شوفتها هي الشي الوحيد الممكن يخفف عني الضيق الكنت حاسي بيهو ، تلفوني ضرب و لمن لقيتها دي هي استغربت ، لأنو ما حصل قبل كده هي الاتصلت علي ، رديت :
- ألو
- خالد ، تعال سريع
- أجيك وين ؟ و في شنو ؟
- في البيت ، بسرعة بس
وقفلت الخط قبل ما أفهم منها أي حاجة ، و طوالي طلعت مشيت على بيتهم و لمن بقيت في الفسحة شفت أبوي جاي على جهتي.. قلبي طلع من مكانو و لاشعوريا جريت ، أيوة جريت و دخلت ورا شجرة عشان ما يشوفني ، و لمن اتخطاني و مشى على بيتنا أنا بقيت برجف وبلهث ، و عرقت شديد… كونو يجينا تلاتة مرات ورا بعض كده كتير شديد ، ما كنا بنشوفو إلا مرة كل شهرين ولا تلاتة….
بالرغم من الحالة الأصابتني دي لكن ما نسيت ميمي و مشيت على بيتهم ، و لمن وصلت اتصلت عليها لكن ما ردت.. بعد ثواني جا أخوها الصغير و قال لي :
- قالو ليك أدخل
طبعا اتخلعت شديد و ارتبكت ، ديل دايرين مني شنو و أصلا نحن ما بيناتنا تداخل كبير بس نحن عرفنا ميمي لأنها أصلا عاملة دبلوم تمريض و كانت شغالة في المركز الصحي الجنبنا و مرة وديت حبوبة تاخد حقنة و هناك لقيت ميمي و انجذبت ليها مباشرة ، و كمان هي لمن عرفتنا ساكنين جنبها قالت إنها تاني بتجينا في البيت عشان حبوبة ما تتعب و تطلع كل يوم…
أخوها نبهني تاني و قال :
- أدخل ، أمي منتظراك
دخلت و أنا تفكيري بين أبوي اللاقيتو ده و بين أم ميمي دي دايراني في شنو ، لقيتها منتظراني في الصالة جوة و وشها ما ببشر بالخير و قالت لي مباشرة بدون حتى ما تسلم علي :
- أنا أساسا موضوع إنو ميمي كل يوم تمشي ليكم في البيت ده ما كان عاجبني بس ساكتة لأنها قالت الحجة كبيرة و مابتقدر تطلع و قلت معليش ديل جيران برضو و ده واجبنا
هنا ميمي جات طالعة من جوة على صوت أمها ، كانت لابسة توب خاتة جزء منو في راسها و الباقي مجرجر في الأرض ، و عيونها مورمة ووشها محمر باين إنها كانت بتبكي ، و قالت لأمها :
- يا ماما أنا قلت ليك الموضوع ده ما زي ما إنتي فاهمة ، خلي خالد يشرح ليك و يفهمك أنا ما حبيت أتكلم بس
أمها هاجت زيادة و قالت :
- يفهمني شنو أنا ما دايرة أفهم أي شي بس الحصل ده ما يحصل تاني و إذا كان ده أبوهو عمل معاك كده الله أعلم الولد يطلع منو شنو
طبعا أنا راسي لف و بقيت مافاهم أبوي دخلو شنو و عمل معاهم شنو ، وطوالي انتبهت و اتذكرت إني لمن لاقيتو كان جاي من جهة بيتهم :
- أبوي عمل شنو يا ميمي؟
ميمي بكت شديد و قعدت في الكرسي ، و أمها قالت :
- لقى بابنا فاتح جانا داخل زي الكلب السعران يكورك البت وين البت وين ؟ لقاها تغسل في الحوش بقى يجرجر فيها قال شنو قال شافها و عجبتو و ما بخليها و بالغصب بعرسها
حسيت ببركان اشتعل في راسي وطوالي اتذكرت نظراتو ليها في بيتنا لفتت نظري رغم كمية التوتر الكنت فيهو ، ده كده كتير شديد علي ، معقولة قصة أمي تتكرر تاني و في منو ؟ في البت الأنا بحبها… و المصيبة إني ضعيف جدا قصاد أي شي بتعلق بأبوي… مع إني مستعد أفدي ميمي بروحي و أحميها بكل شي لكن دي ، دي صعبة و ما اتوقعت إنها ممكن تحصل
- هوي أنا بتكلم معاك ما تعمل فيها متنح و مافاهم ، أنا كان ممكن أفتح فيهو بلاغ تحرش لكن راعيت للجيرة ، يلا إنتو كمان راعو للجيرة و أبعدو مننا بالله.. و ماتفتكرو عشان أبونا مغترب ماعندنا زول يحمينا أنا هنا مرة وراجل و بعرف أحمي عيالي كيف و أبوك ده أنا طلعتو من هنا بالسكين لو ما طلع كنت غزيتها ليهو في بطنو
طوالي قلت :
- لكن.. ده حصل كيف و..
ميمي قالت :
- وريها يا خالد ، أنا ناديتك عشان تجي و توضح ليها الموضوع كلو
طبعا ميمي كانت قاصدة أوري أمها إنو أبوي مريض نفسي ، و أنا فهمت شي تاني خالص و قلت :
- أنا بحب ميمي و مستحيل أتخلى عنها و لا أبعد منها
ميمي اتخلعت و أمها بقت تكورك و طردتني من البيت و هي بتحلف لو شافتني تاني تبلغ عننا أنا و أبوي…

طلعت و أنا حاسي إنو ده كابوس ، أبشع كابوس ممكن يمر علي.. أبوي يتهجم على ميمي في بيتهم و أمها تطردني و تجبرني أقطع صلتي بيها ، كان نفسي أصرخ ولا أبكي و لا أعمل أي حاجة تطلعني من حالة اللاوعي الأنا فيها دي لكن بقيت ماقادر أعمل أي حاجة و مشيت البيت ، مالقيت أبوي هناك لكن لقيت حبوبة و بتسأل ليه ميمي اتأخرت و مواعيد الحقنة الفا
👍3🔥1
تت ، قلت ليها :
- ميمي ما جاية خلي خلود تمشي معاك المستوصف بي ركشة ، أنا تعبان شديد

خليتهم بتكلمو و سامع تخميناتهم و قالو بنكون نحن متزاعلين لكن ماكان عندي أي استعداد أوضح ليهم حاجة بس دخلت قفلت نفسي حتى سعيد ما خليتو يدخل رغم إنو دي أوضتنا سوى ، و من الوقت داك ما طلعت إلا الساعة ٤ صباحا..

دخلت أخدت حمام و اتوضيت كان الصبح أذن ، صليتو حاضر و بعد داك طلعت قعدت في الحوش كنت محتاج أشم هوا لكن شوية كده المطر بدا ينزل و برضو ماقمت لغاية ما اتبللت و حسيت إنو شوية جزء من النار الجواي بدت تبرد ، مع إنها صعب جدا جدا تنطفي

مرت تلاتة أيام و أنا على نفس حالي لا باكل لا بتكلم ولا بعمل أي حاجة و مافي واحد فيهم سألني ، و كانت خلود كل يوم بتمشي مع حبوبة للحقنة لكن ماعارف إذا كانو اتكلمو مع ميمي ولا لا ، بس المتأكد منو إنهم فاكرين إننا متشاكلين

اليوم ده جو نادوني و قالو إنو حبوبة دايرانا كلنا ، عرفتها دايرة تشغل لينا القصة لكن اعتذرت و قلت ما داير أسمع شي ، بعد شوية جاتني حبوبة داخلة و اتكت في سرير سعيد و ختت المسجل قدامها و كلهم قعدو ، و شغلتو و بقيت مضطر أسمع غصبا عني

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

استيقظت ميرا على غناء زوجة أبيها ، ووجدت رابيا تغص في نوم عميق ، لم تشعر بالراحة لما يجري رغم أن سارا قالت لها بابتسامة تظهر وجنتيها :
- صباح الخير يا حلوتي ، هيا إغسلي وجهك و نظفي أسنانك ريثما أعد لك كوبا من الحليب الساخن
قطبت ميرا حاجبيها ثم قالت :
- لا شكرا ، أنا لا أشرب الحليب
- اممم ، ربما ستتغير الأمور قليلا… سنضع نظاما دقيقا لكل شيء بما في ذلك نظاما صحيا ، سيتطلب الأمر أن تشربي الحليب كل صباح حتى تكوني بصحة جيدة..
قالت ميرا باشمئزاز :
- حسنا. ولكن أرجوك كوبا صغيرا فقط فأنا لا أستسيغ طعمه
فعلت ميرا ماقالته سارا وهي سعيدة باهتمامها رغم أنها تشعر بشيء من القلق لا تعرف مصدره
عدت ساعات الصباح الأولى و لم تستيقظ الطفلة رابيا ، استغربت ميرا لأن ذلك لم يحدث من قبل ، ولكنه استمر لأيام فقد أصبحت رابيا تنام ساعات طويلة و تستيقظ بعد الظهيرة…

بعد مرور أسبوع
كانت سارا تجلس قبال مرءاتها و تضع الكحل على عينيها الجميلتين ، ووقفت لتتأمل نفسها بفستانها الأسود المنسوج بخيوط ذهبية ، ووضعت وشاحا على رأسها بإهمال بدون أن يغطي شعرها الحريري و سكبت بعض العطر على يدها ثم وضعت منه خلف أذنيها و على رقبتها..
- رفقا بي يا جميلة الجميلات ، هكذا سأفقد صوابي
ابتسمت سارا ابتسامة مصطنعة لمهران الذي دخل بغتة ، ثم قالت :
- لم أتوقع حضورك بهذه السرعة
- شعرت بالجوع فعدت لآكل شيئا من يديك الجميلتين
- ااا آسفة مهران لم أطبخ اليوم ، كما أنني ذاهبة فلدي حفل مهم اليوم
- اعتلى الغضب وجه مهران ثم قال :
- أنا لن أسمح لك بالغناء في أي حفل ، كما أنني لن أسمح بأن تخرجي هكذا دون إذني
- مهران يا حبيبي أنا لم أكن لأخرج بدون علمك ، كنت سأبعث لك ميرا لتخبرك.. اهدأ يا عزيزي
- حسنا.. سأذهب لإحضار بعض الطعام من السوق و سأعود لنتحدث لاحقا
خرج مهران فضحكت سارا باستهزاء قائلة :
- و هل يظن هذا العجوز الخرف أني سأنتظره ليفوتني حفل مهم كهذا
أخذت حقيبتها و توجهت نحو الباب لتصادف صوفي التي جاءت لتفقد الفتيات كما اعتادت رغم أنها انقطعت لأسبوع مراعاة للعروس سارا
فوجئت سارا بميرا تأتي من خلفها ركضا لتحضن خالتها بشوق و سعادة ، قالت صوفي :
- ميرا حبيبتي كيف حالك؟
- أنا بخير يا خالتي لكنني اشتقت إليك كثيرا ، أرجوك لا تنقطعي مجددا
- لا تقلقي ياصغيرتي ، سآتي لرؤيتك كل يوم كما اعتدتِ
هنا قالت سارا :
- لا تتعبي نفسك يا صوفي فكل شيء يسير على ما يرام ، و لا أعتقد أن الفتاتين تحتاجان لأي شيء
قطبت صوفي حاجبيها و قالت بغضب :
- ماذا تقصدين يا سارا ؟ هل تقومين بطردي ؟
- اممم أنا لا أعني ذلك و لكن يمكنك أن تفهمي كما يحلو لك
في هذه اللحظة عاد مهران و الذي كان قد نسي أخذ النقود ، ووجد السيدتان تقفان بالقرب من الباب و بينهما ميرا ، ولاحظ أن المكان مشحون ببعض التوتر فقال :
- ما الذي يجري؟
هنا قالت صوفي بصوت مختنق :
- زوجتك المصون قامت بطردي للتو
نظر مهران بسرعة لسارا التي قالت :
- أنا لم أطرد أحدا ، أنا فقط أخبرتها أننا بخير و لا داعي لأن تقلق بشأن البنات
قال مهران :
- هذا صحيح ، سارا تعتني بنا جيدا و أنا ممتن لك كثيرا يا صوفي فأنت من أتى بهذه النعمة إلينا
اختنقت صوفي أكثر إذ أن مهران لم يتحدث سوى عن سارا و لم يتحقق مما جرى قبيل وصوله ، فقالت :
- حسنا ، أنا ذاهبة
و خرجت صوفي من دار مهران و لم تعد إليه أبدا ، ربما لسنوات.. و أصبحت ميرا كل أسبوع تأخذ رابيا و تذهب بها لمنزل صوفي بعد إذن والدها و وسط احتجاج سارا…

.
.
.
- رابياااااا ، ميراااااا فلتفتح إحداكن الباب ، ألا ترين أنني منهمكة بغسل ملابسكن ، أووووف لا أدري كيف تتسخن هكذا ، كم أنتن مقرفات حقا
أغلقت ميرا أذنيها و هي تقول بهمس لابنة أختها :
- فلتفعلي كما أخبرتك
👍5
، في كل مرة تسمعين فيها صراخ هذه المرأة المجنونة أغلقي أذنيك
غطت رابيا أذنيها بكفتي يديها الصغيرتين جدا و اللتين كانتا أصغر بكثير من حجم فتاة في الثالثة و النصف من عمرها ، إذ أن رابيا كانت قصيرة وضئيلة بصورة واضحة جدا
ثم ضحكت وقالت :
- لا أزال أسمعها ههههههه
ضحكت ميرا و قالت :
- هيا لنفتح الباب
ركضت رابيا قبل خالتها ميرا نحو الباب و وقفت على أمشاطها لكنها لم تدرك مقبض الباب ، ففتحت ميرا ثم قالت بفرح :
- لا أصدق "أدولف" هنااااا أخيييييراااااا
نظرت رابيا للرجل الواقف أمامها فشعرت بالفزع إذ أنه كان يرتدي زيا رسميا يذكرها برجال الشرطة ، فاختبئت خلف ميرا..
انتبه لها أدولف فأصيب بنوبة بكاء حادة لدرجة أن ميرا بكت معه ، فجاءت سارا مسرعة و هي تتساءل :
- مالذي يجري ؟ و من هذا ؟
تمالك أدولف نفسه فقال وهو يكفكف دموعه :
- تشبه رابيا كثيرا ، تعالي يا صغيرتي تعالي يا ابنتي
حمل أدولف رابيا واحتضنها رغم خوفها ، ثم دخل و جلس و هو يسأل عن مهران ، بدأت رابيا تطمئن له قليلا ثم خرجت ميرا لتخبر والدها بعودة أدولف فجاء مهرولا ليستقبل زوج ابنته الراحلة بدموع الحزن على ذكراها

قضى أدولف اليوم في منزل مهران و في المساء انفرد بمهران ليقول له وهو لا يخفي تأثره :
- كما تعلم يا عم مهران أن عملي كجندي في مدينة الصخرة الصفراء يتطلب أن أقضي أربعة سنوات متواصلة بلا عطلة ، لذا لم أتمكن الحضور قبلا في وفاة رابيا و لا لرؤية ابنتي
- أعلم ذلك يا بني ، و أذكر أنك تركت زوجتك في شهرها الثالث و كنت حزينا
- كنت أشعر أنني لن أراها مرة أخرى ، و ندمت كثيرا لأني تركتها بعيدة عني ، و لا أريد أن يتكرر معي هذا الأمر لذا فقد قررت أن آخذ ابنتي معي حتى تنشأ أمام عيني ، أدرك أن هذا الأمر قد يكون صعبا بالنسبة لك ، و لكنه أصعب لي.. أرجو أن تتفهم موقفي ، سآتي في الصباح لأخذها……
قبل أن يجيب مهران و يبدي رفضه التام ، دخلت سارا التي كانت تتصنت لحديث الرجلين و صرخت بغضب :
- لن أسمح لك أن تأخذها ، رابيا ابنتي و أنا من قمت بتربيتها لثلاث سنوات و أكثر.. و لن أدعها تخرج من هذا المنزل مهما حدث ، هل تفهم ؟؟؟

يتبع
في : العام الأبيض
مع خالص تقديري
رحمات صالح
👍51🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 الخامسة5⃣※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ5⃣ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

التفت الرجلان نحو سارا التي جاءت باندفاع لتهدد أدولف و تمنعه من أخذ ابنته ، فقال لها مهران :
- سارا ، اذهبي لإعداد العشاء
قالت :
- و هل ستسمح له بأخذ رابيا ؟ ابنتك.. و ابنتي ؟ حفيدتك التي تحمل ذكرى رابيا المتوفاة ؟
نجحت سارا في إثارة عاطفة مهران والذي قال لأدولف :
- هذا صحيح ، أنا لا أستطيع الاستغناء عنها
- أنا أتفهم مشاعرك جيدا ، و لكن لا تنسى يا عمي أن هذه ابنتي و أنا كذلك لا أستطيع الاستغناء عنها
ثم نهض و هو يقول :
- سآتي في الصباح لأخذها ، أنا متأسف يا عم مهران اعذرني
و قبل أن يخرج أدولف كانت سارا قد أخذت وشاحها و وضعته على رأسها و خرجت من المنزل بدون أن تخبر مهران عن وجهتها ، و ذهبت لمنزل جدتها….

- جدتي ، أنجديني أرجوك
- ماذا بك ؟
- سأخسر كل شيء ، ستذهب الفتاة لتعيش مع والدها.. أريد تعويذة أو أي شيء يمنعها من الذهاب ، كما أريد أن أعرف هل لهذا الكنز علاقة بوجود الفتاة في المنزل أم يمكنني الحصول عليه حتى بعد ذهابها ؟
- أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا حيال هذا الأمر ، و لا توجد لدي إجابات لأسئلتك هذه..
جن جنون سارا وقالت :
- كيف ذلك ؟ ألستِ ساحرة ؟
تغير وجه الجدة الساحرة ثم قالت :
- هناك شيء ما حول هذه الطفلة ، قوى خارقة أو مقدرات سحرية ، و هذا ما يحجبها عني كثيرا و لن تتأثر بسحري
- و لكنها تستجيب لتعويذتنا الغنائية ، ولا تزال تنام بمجرد أن أغني لها
- لأن هذه الأغنية مذكورة في كتابي السحري حيث ذكر أنها لن تسري سوى على الفتاة المقصودة
- أريد أن أقرأ هذا الكلام ، أرجوك جدتي.. أنا أعرف أنك لا تسمحين لأحد أن يقترب من كتابك ولكن هذا الأمر يهمني كثيرا فقد أضعت شبابي من أجله
قالت الساحرة و هي تحاول أن تتهرب :
- ااا ولكني لا أذكر في أي صفحة قرأته ، و الوقت تأخر الآن هيا عودي لمنزلك
- أنا أذكر ، الصفحة السابعة والخمسين
- أوففف حسنا ولكن إياك أن تقلبي بين صفحات الكتاب
تناولت الجدة الكتاب و فتحته على الصفحة المقصودة و أعطته لسارا التي بدأت تقرأ باهتمام و تركيز
- و في سنة من السنوات
سينعدم المطر و تحدث المجاعات
ثم تموت الطيور و الحيوانات
و قد لا يحدث شيء من ذلك إن تزامن هذا الخريف مع ميلاد ساحرة الزمان
فتاة تنشر الخير بسبعة ألوان
وجودها في الدار و القرية أمان
وغيابها قد يسبب الحرمان
تنشأ في دار كهل حائك ملابس له دكان
عندما تبلغ الثامنة عشر سيظهر كنز ثمين
و إن تزوج الكهل قد يظهر الكنز قبل ذلك بسنين
لا سحر يؤثر على هذه الفتاة
و لن يهزمها سوى شيء واحد ليس له دواء
لا تعويذة قد تسري بها غير الغناء

انتهت الصفحة و بدأت سارا تفكر في هذا الكلام العجيب الذي لم تقله لها الجدة من قبل ، و استوقفتها عبارة أن لاشيء سيهزم هذه الفتاة سوى شي واحد فيا ترى ما هو ؟
لاحظت سارا أن جدتها لم تنتبه أنها فرغت من قراءة الصفحة ، فقلبتها بخفة دون أن تثير انتباهها و بدأت تقرأ :

ثم يأتي عام أبيض تنعدم في الألوان
و يصبح الأحمر و الأخضر سيان

قفزت سارا من مكانها عندما داهمتها الجدة بضربة مؤلمة على كتفها وهي تقول :
- لقد حذرتك من أن تقلبي الصفحة
- أرجوك دعيني أكمل قراءتها
رفعت الجدة يدها استعدادا لضربة أخرى وهي تقول :
- أخرجي من هنا قبل أن أوسعك ضربا
رفعت سارا يدها لتحمي وجهها ثم قالت :
- اهدئي يا جدتي ، و اسمعي
- ماذا تريدين
- سأطلب منك شيئا ، افعليه من أجلي أرجوووك
- ماذا تريدين
- أريد قليلا من ذلك الشراب السحري ، شراب التعلق و المحبة فلعلها تتمسك بي وترفض مرافقة والدها
- ألم تفهمي ما قرأته؟ لا شيء سيسري على هذه الساحرة الصغيرة
- مجرد محاولة ياجدتي أرجوك دعيني أفعل شيئا ، و لن أطلب منك أي شيء بعد ذلك
- حسنا سأعطيك منه جرعة واحدة فقط ، مادام أن ذلك سيريحني من كثرة طلباتك و لكن عديني أنها ستكون المرة الأخيرة التي تطلبين بها مساعدتي كساحرة
- أعدك بذلك

أخذت سارا الجرعة و عادت للمنزل ووجدت مهران ينتظرها بغضب وقلق :
- أين كنتِ في هذا الوقت المتأخر ؟
- ذهبت لرؤية جدتي
قال مهران بحدة :
- في هذا الوقت ؟ هذا أمر لايصدق ، أنت تتمادين كثيرا يا سارا ، تعاندينني كثيرا و تخرجين بلا موافقتي و تقيمين الحفلات و تفعلين كل مايحلو لك
- مهران أرجوك ، لا رغبة لي في الحديث حول هذه الأمور الآن ، و دعنا نجد حلا مع هذا المدعو أدولف ، كيف ستسمح له بأخذ رابيا وهي في هذا العمر و هي لا تعرفه حتى، ولا أظن أنها ستعتاد عليه
طأطأ مهران رأسه و قال بصوت متحشرج :
- لا يمكنني أن أمنعه من أخذها ، سأفتقدها كثيرا ولن أحتمل فراقها و لكنه والدها و إن أراد أن يأخذها عنوة فالقانون معه ، بالرغم من أن أدولف يستحيل أن يلجأ لذلك
تأففت سارا ثم قالت :
- أوفففف كم أنت ضعيف الشخصية ، سأذهب لتجهيز العشاء
و خرجت من الحجرة بعد أن جرحته بهذا الوصف ، و بعد أن فرغت من تجهيز العشاء و أكلو جميعا
👍31🔥1
تحت أجواء يشوبها الحزن أخذت ميرا رابيا قائلة :
- سنخلد للنوم
و دخلت الفتاتان غرفتهما و لحقتهما سارا بكوبين من العصير ، أعطت أحدهما لميرا و تأكدت من أنها شربته كاملا ، ثم طلبت من رابيا أن تشرب الآخر
- ااااه سارااا لا أريد بطني ممتلئة
- حسنا سأتركه بجوارك و يمكنك شربه حين تشعري بالعطش
ثم وجهت كلامها لميرا :
- إياك أن تشربيه حتى لا تؤلمك بطنك ، يكفي ما شربتِ هل هذا واضح
- حسنا
و ما إن خرجت سارا حتى قامت ميرا العنيدة بشرب العصير ثم قالت :
- لن تسيطر علينا هذه الغبية و سأفعل ما يحلو لي
ثم خلدت للنوم بجانب رابيا و هي تحتضنها و تتمنى أن يغير أدولف رأيه و لا يأخذها

في هذه الأثناء كانت سارا في غرفتها تتقلب في فراشها قلقا و هي تكاد أن تجن بسبب كثرة التفكير ، و كان كل مايشغل بالها هو الكنز ، أين يمكن أن يكون وكيف ستصل إليه قبل هذه السنوات الطويلة حيث ستبلغ رابيا الثامنة عشر ، و هل ستتمكن من ذلك إن فشلت الجرعة السحرية و ذهبت رابيا مع أبيها ؟
و فجأة تذكرت أنها لم تتأكد من شرب رابيا للعصير ففكرت أن توقظها و تجبرها على شربه ، و ما إن رفعت رأسها من الوسادة حتى سمعت صراخا قويا استيقظ على إثره مهران ، و أسرع كليهما نحو غرفة البنات ليجدا ميرا تشد شعرها و تصرخ بجنون و تقول :
- أتركوووونييييي ابتعدووووو عنيييييي لاااااااا سأختنق سأمووووووت
حاول مهران احتضانها و تهدئتها و لكنها دفعته بعيدا و بقوة غريبة ، ثم ركضت نحو سارا التي كانت تقف في باب الحجرة بذهول ، و أمسكت بها بقوة و هي تقول :
- لا تتركيني ، احتضنيني أرجوك فأنا خائفة
تنهدت سارا و هي تقول لنفسها :
- أوووه لااااا يبدو أنها شربت جرعة التعلق!!!!!!!

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

كنت متوقع إنو حبوبة حتوقف الشريط هنا ، وفعلا وقفتو و أخواني بقو يتساءلو و كل واحد قال سؤال :
- يعني أدولف حيسوق رابيا ؟
- ميرا بعد تتعلق بسارا حيحصل ليها شنو
- رابيا ساحرة الزمان ؟
- طيب شنو الشي الوحيد الحيحصل ليها و ماليهو علاج؟

هنا أنا طوالي قلت :
- الحب أكيد

يتبع ، مع محبتي وتقديري
رحمات صالح
العام الأبيض
👍2🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 السادسة6⃣※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ6⃣ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

بعد حبوبة مشت أخواني لقوها فرصة إني أخيرا فتحت خشمي و اتكلمت و بقو يحاولو يتونسو معاي و يختلقو مواضيع و يضحكو بالغصب و أنا فهمت قصدهم لكن جاريتهم و بقيت بحاول أتونس رغم النار المولعة فيني ، و بقينا نتذكر حاجات حلوة في حياتنا و مواقف من طفولة كل واحد فينا و خلود قالت :
- تتذكر يا خالد يوم دايرين نعمل مرجيحة في باب الشارع
ضحكت و قلت :
- دي كانت فكرتك قلتي نأجرها لشفع الحلة ماعارف كل عشرة دفرات بي كم كده ههههههههه
- اي لكن مشروعنا فشل مالقينا حبل و بقينا نشيل أي شي نربطو و مانفع
- انتي قطعتي سيور شنط أمي كلها
سعيد قال وهو متحمس معانا :
- قطعتو ليها شنطها و ما دقتكم ؟
- لا لا لكن عاقبتنا و حرمتنا من التلفزيون أسبوع و من المصاريف
- شكلها كانت طيبة
رديت عليهو و العبرة خنقتني :
- طيبة شديد ، الله يرحمها
سعيد قال وهو متردد :
- ممكن تحكو لي عنها ؟
هنا خلود طوالي بقت تتكلم عنها و تقول قدر شنو كانت طيبة و حنونة و بتحبنا و سعيد في حاجات بقى يتذكرها و يقولها ، أما سعاد كانت ساكتة بس و بتسمع و عيونها مرقرقة بالدموع ، و لمن الكلام اتواصل سعيد اتشجع و قال :
- أنا داير أعرفها ماتت كيف بالضبط ؟ بسمع حاجات بس مافاهم كويس و من حقي أعرف
هنا طوالي سعاد طلعت لأنها مابتتحمل كلام في التفاصيل دي ، و خلود أصلا عارفة كل شي لكن برضو ما حبيت أتكلم قدامها عشان كده قلت :
- قوم أرح معاي السوق نجيب التموين و حاجات البيت
سعيد قام يغير هدومو و أنا بقيت بقنع في نفسي إنو قراري ده ماغلط ، فعلا سعيد ماصغير ولازم يعرف كل حاجة و أنا كمان لازم أواجه مخاوفي و عقدي كلها و أعرف أتكلم في الموضوع ده و أفهمو الحاصل
طلعنا و هو طوالي من باب الشارع كان داير يمشي على الظلط عشان يوقف ركشة زي مامتعودين في كل مرة نمشي فيها السوق ، لكن أنا قلت ليهو :
- لا ما حنمشي بالركشة
و فتحت باب القراش وسعيد مخلوع شديد لأنو أنا ما بحب أسوق العربية دي مع إني بعرف من عمري ١٤ سنة… والليلة قررت أكسر حواجزي كلها
ركبنا العربية و اتحركنا و هو ساكت و منتظرني أتكلم لكن أنا ما اتكلمت لغاية ما وصلت مكان محدد و أشرت ليهو و سألتو :
- بتعرف البيت ده؟
سعيد بسرعة اتذكرو :
- ده بيتنا القديم
- شفت ياسعيد القصر ده أمك اتربت فيهو ،كانت عايشة عيشة ملوك لأنو أبوها كان غني شديد
- و ليه رحلنا منو ؟ و سكننا في بيت عادي كده ؟
- عشان نهرب من الذكريات المرة
قال وهو متردد في كلامو :
- قصدك.. عشان.. أمي.. انتحرت فيهو وكده؟
بطلت العربية بعد ما ركنتها و قلت ليهو :
- عارف أمي كانت جميلة كيف صاح؟
- أيوة متذكرها و كمان صورها قاعدة
لقيت نفسي بطلع من الموضوع ، يمكن في الأول كنت داير أحكي لسعيد عشان أفضفض و أرتاح وخلاص أنا حسي كويس و ما داير أواصل فغيرت مجرى الكلام ، و سعيد اتجاوب معاي كتير… و فجأة من خلال ونستي معاهو و احساسي بقربو مني اتذكرت ميمي و فكرت أخليهو يساعدني :
- سعيد حأسألك سؤال ؟ انت أم ميمي حصل شافتك قبل كده ؟
- امممم ما أظن ، لكن أخوها كان معاي في المدرسة و شفتو كتير
- خلاص أنا حأحتاج ليك في خدمة كده ، بكرة بوريك كل حاجة تمام!؟
- تمام
مشينا بعد داك السوق و رجعنا البيت و أنا مرتاح كتير و ماعارف السبب تحديدا ، لدرجة إني طلبت من حبوبة تشغل لينا القصة و هي ماصدقت شافتني كويس و بتكلم طوالي وافقت ووعدتني بالليل حتشغلها لينا ، الوقت ده أنا كنت فتحت اللاب توب حقي و بقيت بجهز في السي في و كمان دخلت مواقع كتيرة وقلبت في قروبات الفيس بوك عشان أفتش وظائف حتى لو تدريب بس لغاية ما أكتسب خبرة.…
في المساء وبعد ما اتعشينا قعدنا و استعدينا عشان نعرف باقي القصة الحصل فيها شنو ، و جات حبوبة زي ماوعدتنا و قعدت في كرسيها و شغلت المسجل و نحن متحمسين نسمع :

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

استيقظت ميرا في الصباح لتجد نفسها بجوار سارا ، تشبثت بها ثم قالت :
- ما الذي حدث ؟
لم تجب سارا و اكتفت بأن رمقت ميرا بنظرة ثاقبة ، و تقول ميرا :
- أشعر بآلام في جسدي
ثم رفعت رأسها بسرعة بعد أن بدأت تتذكر أحداث الليلة الماضية :
- أين رابيا ؟؟
هنا ثار غضب سارا فدفعت ميرا بعنف و أسقطتها أرضا :
- أنتِ السبب ، لقد أفسدتِ كل شيء
لم تستوعب ميرا جملة سارا لكنها بدأت بالصراخ و هي تقول :
- هل أخذها ؟؟ هل ذهبت رابيا بدون أن أراها ؟
وخرجت من الغرفة ركضا ، لكنها وقفت عندما رأت والدها يجلس بسكون و رأسه محني لليسار و بجانبه الإفطار الذي يبدو أنه لم يأكل منه شيئا
خرجت سارا خلفها فسألتها ميرا :
- لماذا يجلس أبي هكذا ؟
قالت سارا بلا اكتراث :
- لا أدري ، ربما غالبه النوم لأنه لم ينم طيلة الليل
هرولت ميرا نحوه و حاولت إيقاظه :
- أبي ، هل أنت بخير ؟
ما إن وضعت يدها في كتفه حتى مال رأسه نحو الأمام ، خافت ميرا كثيرا و قالت :
- سارا ، تعالي بسرعة
جاءت سارا و هي تقول :
- مهران ،
👍6🔥1
مهران ، هل تسمعني؟ مهراااان
و لكن مهران لم يحرك ساكنا ، و هنا أدركت سارا مباشرة أنه قد فارق الحياة إذ أنه لم يحتمل فراق صغيرته التي كانت تحمل رائحة ابنته و ما إن ذهبت رابيا الصغرى حتى ثارت شجونه على رابيا الكبرى ، فرحل مهران متأثرا بمرض القلب..

وصلت رابيا برفقة والدها أدولف إلى مدينة الصخرة الصفراء بعد مسيرة ثلاثة أيام حيث لم تتوقف رابيا خلالها عن البكاء والصراخ إلا للحظات و حين يغالبها النعاس..
كان أدولف يقيم في مجمع سكني صغير مخصص لأسر جنود الطبقة الأولى في الجيش ، و كان يمتلك منزلا صغيرا يحتوي على غرفة واحدة بمنافعها ، و فناء داخلي خلفي ، و بمجرد أن فتح باب المنزل و أدخل رابيا و هو يحمل حقبية ملابسها ، حتى شعر بشيء غريب يحدث ، لم يستطع أن يحدد ماهيته ، ولكنه رفع رأسه للسماء لأنه ظن أنها تبرق ، و لكنه لم يجد أي أثر للغيوم أو البرق ، فتجاهل ما حدث و أغلق الباب و حاول تهدئة رابيا التي كانت لا تزال تبكي و تطالب بالعودة لمنزل جدها مهران ……
- أهدئي يا حبيبتي ، أنا والدك هل تفهمين معنى ذلك ، أنتِ معي بأمان سأرعاك و أدللك سأجلب لك الكثير من الهدايا والحلوى و الألعاب و سآخذك في نزهة لحديقة المدينة و سنخرج للصيد معا
كفت رابيا عن البكاء و هي لا تزال تشهق ، ثم قالت :
- و ميرا ، و بابا مهران ؟
- في الوقت المناسب سنذهب لرؤيتهم لاتقلقي ، هيا لتذهبي الآن للاستحمام ريثما أجلب لك بعض الطعام
لم تتحرك رابيا فسأل أدولف :
- لا تعرفين مكان الحمام ؟ إنه هناك
- ميرا كانت تساعدني
- اممم حسنا أنا سأساعدك ، هيا بنا
رفضت رابيا الاستجابة لوالدها كما رفضت أيضا أن تتناول الطعام الذي قام بإحضاره لها ، و ظلت رابيا تعاند أدولف هكذا و تزداد عنادا يوما بعد يوم……

مرت أشهر على وفاة مهران و كانت ميرا لاتزال تشعر بالحزن و الوحدة بعد أن فقدت جميع أفراد عائلتها ، والدتها ثم أختها الوحيدة ثم والدها بالإضافة لغياب رابيا والتي كانت تعدها أختها الصغرى… و لكنها كانت لصيقة بسارا رغم شعورها المستمر بالوحشة…. وكانت سارا تشعر بالضيق بسبب تعلق ميرا بها ، و في أحد الأيام ذهبت لتطلب مساعدة جدتها الساحرة في التخلص من تعلق ميرا :
- جدتي أرجوك ساعديني فهذه الفتاة تكاد تخنقني ، و أنا لا أصدق أنني أخيرا تخلصت من العجوز و أصبحت حرة و طليقة
- لقد اتفقنا سابقا أنها ستكون مساعدتي السحرية الأخيرة و لن أتراجع أبدا
- و ماذا سأفعل بها ، إنها ترفض أن تبتعد عني ، هل تصدقين أن خالتها صوفي قد جاءت لأخذها و لكنها رفضت وقالت أنها لا تستطيع مفارقتي!
قالت الجدة :
- أنت الآن حرة و تمتلكين منزلا و دكان حياكة و فتاة كالخاتم في يدك
- ماذا تقصدين ؟
- يمكنك أن تستفيدي من هذا الفتاة ، دعيها تساعدك في إقامة حفلاتك و إنجاحها
- و كيف ستساعدني في ذلك طفلة لم تكمل عامها الرابع عشر؟
- أعتقد أنها جميلة و يافعة ، و قوامها لايوحي بذلك
- اااااااه لقد فهمت هههههه يمكنني تحويل هذه الطفلة لفتاة تلفت الأنظار و تجذب الزبائن ، فقط إن ابتعدت صوفي عن طريقي
- و لكن احذري ، فهي لاتزال قاصرة
- لا تهمني الفتاة ، كل ما يهمني هو المال ، إن لم أحصل على الكنز المزعوم فستصبح ميرا هذه طريقي للثراء ههههههههههههههههه

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

- يلا عشان تنومو
سعيد قال :
- حبوبة بس دايرين نعرف ، رابيا حصل ليها شنو بعد سكنت مع أبوها و حتظهر قدراتها السحرية دي متين ؟ والعام الأبيض ده بجي متين؟
و خلود قالت :
- و أنا بس خايفة على ميرا ، خايفة سارا دي تضيعها و هي طفلة و يتيمة
- كلو كلو حنعرفو ، يلا تصبحو على خير
- و إنتي من أهلو ياحبوبة

يتبع
في العام الأبيض
رحمات صالح
👍2🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 السابعة7⃣※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ7⃣ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ

اليوم التاني طلعت من الصباح بدري ، بقيت لافي بفتش على شغل و أنا عارف تماما إني بالطريقة دي ما حألقى شي بس كنت داير أحس إني بعمل في حاجة لأنو جواي شعور كبييير بالنقص و العجز ، و فعلا لفيت و رجعت العصر بدون أي فايدة… دخلت و أنا محبط و قالو لي إنو حبوبة سألت مني قمت دخلت ليها و من شافتني سألت :

- كنت وين ؟
قعدت و قلت ليها بنفس الإحباط الجواي :
- بفتش شغل ، و مالقيت
- تتذكر قبل ماتدخل الجامعة كنت بتفكر تقرا شنو ؟
- كنت بفكر أدرس فندقة وسياحة
- و متذكر خليتها لشنو ؟
- أولاد المدرسة ضحكو فيني لأنهم مافاهمين المجال ده
- أنا زمان كنت بفكر أعمل لي مشروع زي ده لكن ماعندي ليهو قدرة ، رايك شنو يا خالد يا ولدي لو تنفذو بدالي ؟
- قصدك شنو ؟
- نعمل فندق ، أنا بديك راس المال و المكان قاعد
- المكان ؟؟؟؟ لا يا حبوبة مايكون بس الفي بالي
- حنعمل شنو ؟ حنخليهو كده ؟ أنا أكتر وحدة متألمة من الحصل ده لكن لا حنقدر نرجع نسكن فيهو ولا حنقدر نبيعو

سكت شوية و حبوبة كمان سكتت و أدتني فرصة أفكر ، و بعد داك قلت :
- لكن أنا داير أعتمد على نفسي يا حبوبة
- و مالو ، دي شراكة
بلعت ريقي و حاولت أكون ثابت و أقوى من ذكرياتي الموجعة و قلت :
- خلاص موافق

و بعدها سرحت و بقيت بفكر إن الطابق الأرضي فيهو صالات استقبال واسعة ممكن تتعمل مطعم و التلاتة أدوار الفوق تتقسم و تبقى أجنحة و غرف ، و اتخيلت إنو الفندق حينجح و حأتوسع و حأعمل غيرو أكبر و أفخم و حأكون الوقت داك اتزوجت ميمي وجبنا أولاد و وو .. وانقطعت أفكاري لمن اتذكرتها و اتذكرت إنو أمها مستحيل توافق بي ، لكن أنا ما بتنازل بالسهولة دي ، طوالي طلعت من عند حبوبة و مشيت قعدت مع سعيد و وريتو حنعمل شنو :

- إنت تقوم تمشي لأخوها على أساس إنو كان معاك في المدرسة ، و تسألو من منهج الثانوي لأنو هم نزلو و إنت لسه.. أنا دايرك تتونس معاهو وتصاحبو بس أوع أمو تعرف إنك أخوي
- ليه هو في شنو ؟
- ماعارف أقول ليك شنو
- قول لي الحقيقة أنا ما شافع يرسلوهو كده ، و بعدين أنا لمن أكون فاهم بساعدك كويس وبعرف أتصرف
كلامو أقنعني جدا و حسيت إنو عندي أخ واعي ممكن أثق فيهو قمت كلمتو :
- حصلت مشكلة كبيرة جدا ، بس الموضوع ده مافي زول يعرفو
- ماحكلم زول ، حصل شنو ؟
- أبوي مشى اتهجم على ميمي في بيتهم ، و بعد داك أمها أجبرتها تقطع علاقتها بينا
- لاحول ولاقوة إلا بالله ، هو ليه بعمل كده ياخالد ؟ و ما ممكن يتعالج ؟
- ماعارف
- مش ممكن نحاول ؟ بدل نخليهو كده ، هايج و كل مرة مشاكل و فضايح
طبعا اتفاجأت بتفكير سعيد ،أنا كل همي و تفكيري أحمي نفسي و أخواني منو و ميمي ترجع لي لكن ماحصل فكرت فيهو هو خالص :

- لو في فايدة كان أهلو عالجوهو
- بس نحن أولادو
اتنرفزت شديد من الكلمة دي و قلت :
- سعيد لو داير تساعدني كويس و لو ماداير خلاص
- طيب طيب أنا بمشي ليهم ، و بلاقي ميمي
خليتو طلع و أنا قعدت أفكر في كلامو ، هل ممكن أبوي يتعالج و ممكن يبقى زول طبيعي ، ولو بقى طبيعي أنا حأقدر أتعامل معاهو بعد ما بقى سبب في موت أمي ، غمضت عيوني و استسلمت للذكريات الاتسللت لي و بقيت بتذكر كيف كان بعذبها و بدفق فيها الموية الحارة وبربطها و يضربها ، و كل مرة تخليهو يطلع تقفل منو الباب و يرجع هايج و يخبط و كلنا ندخل في نوبة خوف وهلع… و بتعدي…. لكن ديك ما عدت يمكن لأنو هو اتمادى شديد و يمكن لأنو أنا ماقدرت أبقى راجل و ماقدرت أحمي أمي ، من يومها حسيت إنو ما مني فايدة.. أبوي يدخل لينا راجل جوة البيت و أمي تهدد لو زول قرب منها حتنتحر ، أنا واقف و الراجل بتهجم على أمي ، ماقادر أتخيل إنو أبوي مريض لا أبوي ده زول كعب وشراني و هو سبب أذانا ومصايبنا كلها ، لا أنا مستحيل أسامحو و أقيف معاهو مستحيل

بعد شوية تلفوني رن ، شلتو لقيتو سعيد و لمن رديت سمعت صوتها الزي الشفا لكل أوجاعي و جروحي :
- خالد
- اشتقت ليك شديييد أول مرة يعدو كم يوم و ما أشوفك ، انتي كويسة ؟ طمنيني عليك ؟
ميمي سكتت مسافة كده و سكاتها ده ما طمنني
- ميمي مالك يا حبي سكتتي؟
- خالد أنا وعدت أمي إني أبعد منكم تماما ، معليش ما بيدي.. خلي بالك على نفسك و أخوانك و حبوبة ، و عشان خاطري مافي داعي تاني ترسل لي سعيد ولا زول
- ده كلام شنو ؟ هي فترة و حتمر أنا عارف الحصل تأثيرو عليك ما ساهل و أمك حتفهم كل حاجة و أنا ح…
طوالي قاطعتني :
- أنا آسفة ، ماحقدر… سلام
لمن قفلت منها جاني شعور كده إنو خلاص بقى ماعندي شي أعيش عشانو ، فقدان الرغبة في كل شي… ميمي أحلى حاجة في حياتي البائسة دي ، وبعد قالت لي كده بقيت ما حاسي غير بمراار مرااار شديد..

بعدها سعيد جا راجع و قعد وهو ماعارف يقول لي شنو شكلو كده كان سامع المكالمة أو ميمي قالت ليهو نفس القالتو لي
- يا خالد خلاص ياخ
مارديت عليهو وهو تاني قال :
- و بعدين هي من حقها ت
👍61🔥1
تخذ قرارها بعد ماعرفت موضوعنا ده و حالة أبونا
- سعيد أنا ما داير أتكلم في الموضوع ده تاني ، خلاص انتهى
و فجأة حسيت إني مخنوق وداير أطلع ، الوقت ده المغرب كان أذن و اترددت أصلي ولا لا تاني خليتها و مشيت ، مشيت برجليني مسااافة و تاني لقيت لي كشك كده و بدون ما أفكر شنو الخلاني أعمل كده لقيت نفسي بشتري لي علبة سجاير ، مع إني من الثانوي ماحصل ختيتها في خشمي و ديك كانت تجربة مع الأولاد و حركات المراهقين و ما كررتها من الزمن داك إلا الليلة
بعد خلصت سجارتي و دخلت باقي العلبة في جيبي رجعت البيت ، كنت لسه متضايق ، ولقيتهم كلهم قاعدين في الصالة و لمن شافوني جرت سعاد تنادي :
- حبوبة حبوووبة يلا خالد جا
قعدت بس ، مع إني ماقادر أركز في أي شي ولا لي رغبة في القصة لكن ماعارف القعدني شنو ، و حبوبة جابت المسجل و أول ماقعدت كده الكهربا قطعت و المكان ضلم و الغريبة إني شعرت بخوفة غريبة ، لكن لقيت نفسي مندمج مع القصة :

๑๑♫♪♪๑๑♫♪

كان أدولف يعاني من تمرد رابيا و طباعها التي أصبحت تزداد سوءا يوما بعد يوم ، و كان يحاول التقرب منها بشتى الطرق حتى أصبح يبالغ في تدليلها و تنفيذ طلباتها ، و كان هذا الأمر يزيدها عنادا.. حتى أصبح أدولف محتارا في كيفية معاملتها…
بدأ أدولف يلاحظ أشياء غريبة تحدث مع ابنته ، كسقوط جزء من الحائط حين تغضب ، و انطفاء إضاءة المنزل حين تبكي ، ولكنه افترض أنها مجرد صدفة ، حتى جاء ذلك اليوم و كان بعد ثلاثة أشهر من إحضارها لمنزله
دخل أدولف عليها فرآها ترسم على ورقة بيضاء ، كانت ترسم أزهارا بقلم أسود و ببراعة تفوق مقدرة طفلة في الرابعة من العمر ، فقال لها متوددا :
- رائعة جدا هذه الأزهار
- لا إنها أزهار شريرة و سأؤذيكم بها إن لم تعيدوني لأبي مهران
جلس أدولف على الأرض بالقرب منها وهو لاينوي إخبارها بوفاته التي قد سمع بها منذ أيام ، ثم قال لها :
- ولكن الأزهار شيء جميل ولا يؤذي
تعصبت رابيا و قالت بغضب :
- إنها مؤذية
ثم وضعت يدها على الورقة وفجأة اكتست الأزهار ألوانا مختلفة ، نظر أدولف للورقة ثم رفعها و هو شاخص البصر لفرط الذهول الذي أصابه وقال :
- كيف فعلتِ ذلك؟
قالت رابيا :
- لا أدري ، أريد أبي و ميرا خذني إليهم حالا
- رابيا أخبريني كيف تحولت الرسمة ذات اللونين الأبيض والأسود لرسمة ملونة بهذه الطريقة ؟
- فعلتها بيدي الملونة
أمسك أدولف يد رابيا و تفاجأ أن كفها لازال يشع بألوان الطيف ، و صار يردد بذهول :
- ما الذي يحدث ؟

في القرية كانت ميرا تجلس على مقعد خشبي أمام المرآة و سارا تضع لها بعض الزينة على وجهها البريئ ، قالت ميرا :
- سارا ، أنا لا أحب هذه الحفلات أرجوك يكفي
- وهل تحبينني أنا؟
- نعم أحبك كثيرا
- إذن ستفعلين ما أمليه عليك ، و إلا سأترك صوفي تأخذك عندها ، فهذا المنزل كما ترين أصبح مقرا لإقامة حفلاتي الأسبوعية
- لا لا لاأريد أن أذهب لصوفي ، سأفعل ماتريدين
- هيا قفي الآن
وقفت ميرا فانتهرتها سارا قائلة :
- ميراا ، ليست هذه طريقة الوقوف التي علمتك إياها
مباشرة قامت ميرا بشد جذعها لتبرز مفاتنها وتبتسم ، فقالت سارا :
- والآن تحركي خطوات لأرى كيف تمشين
تحركت ميرا بذات الاستقامة فصفقت لها سارا :
- ممتاز ، هيا اسبقيني للخارج لتستقبلي زبائن الحفل ريثما أستعد
خرجت ميرا وهي تطبق أوامر سارا بالحرف الواحد من كيفية التحدث مع الزبائن و كيف تبتسم لهم و كيف تجمع منهم النقود بايحاءات لاتفهم هي نفسها معناها
ارتبكت ميرا عندما لمحت خالتها صوفي تدخل المكان ، ثم سحبتها بعنف لخارج المنزل والذي أصبح أقرب للنوادي الليلية
- هل جننتِ ؟ ماهذا الذي تفعلينه ياميرا ؟
- أنا لا أفعل شيئا يا خالتي أنا أعمل مع ماما سارا
- ياااللهول هل أصبح اسمها الآن ماما؟ أنا لا أعرف ما الذي فعلته بك هذه الشيطانة ولكني لن أتركك للضياع ، هيا تحركي أمامي
انتزعت ميرا نفسها بقوة لتبتعد عن صوفي وهي تقول :
- لا أريد ، سأبقى مع سارا و سأفعل كل ماتقوله لي
جن جنون صوفي فانهالت على ميرا بالضرب و هي تشتم سارا و تقول :
- لن أسمح لهذه المنحرفة بأخذك لهذا الطريق مهما حدث
هنا ظهرت سارا فأسرعت ميرا للاختباء خلفها ، وقالت سارا بثقة :
- إن تكرر هذا الأمر مجددا فسأبلغ السلطات بأنك قد تهجمت علينا في دارنا و مكان عملنا النزيه القانوني ، هل سمعت؟ هاا القانوووني ، هيا لا أريد أن أرى وجهك هنا مجددا
ذهبت صوفي و هي تشعر بالقهر و الغضب يشتعل بصدرها أسفا على حال ابنة أختها بعد وفاة والدها ، و قامت سارا بالاعتذار للزبائن الذين تجمهروا بعد مافعلته صوفي بميرا ، ثم بدأت حفلها الليلي وسط تصفيق و تصفير جمهورها

في نفس اللحظات وفي مدينة الصخرة الصفراء كان أدولف يتقلب في فراشه دون أن يتمكن من النوم وهو يفكر في الأمر غير المعتاد الذي حدث على يد رابيا ، قام من فراشه و تأكد أن رابيا تغط في نوم عميق ، فخرج من المنزل متسللا بخفة متوجها لمنزل أحد حكماء المدينة :

- نعم أيها الجندي ؟ ما الأمر
👍7🔥1
المهم الذي أتى بك في هذا الوقت المتأخر؟
- لدي ابنة عمرها أربعة أعوام تحدث معها أشياء غريبة
- ما الذي يحدث
قص عليه أدولف كل ما حدث منذ لحظة دخولها المنزل و حتى اليوم ، فقال الرجل :
- هل لديك باحة في منزلك ؟
- نعم لدي فناء خلفي
- احضر لها أزهارا و ساعدها في زراعتها و الاعتناء بها
- و لم ؟
- أنا لا أعرف حقيقة ما يحدث لابنتك و لكني أشعر أن هناك شيئا يربطها بالزهور ، كما أن الزراعة ستشغلها عن سؤالها عن جدها و ستساعدها في تحسن أطباعها العنيدة ، و إن صدقنا الخرافات بالرغم من أني لا أؤمن بها فإن كان لابنتك أي قدرات خارقة فقد يساعدها ذلك على تنميتها في الخير ، و يمكنك أيضا أن تحضر لها حيوانا أليفا

عاد أدولف للمنزل و هو ينوي تنفيذ مشورة الحكيم بالرغم من أن كلامه لم يشفِ حيرته وقلقه ، و ما إن دخل المنزل حتى انطفأت الأنوار ، و أصابه الرعب عندما سمع صوتا غريبا لم يدرك ماهو .. ولكنه سرعان ما استدرك أنه صوت رابيا نفسها تبكي ربما ، فهرع نحوها و هو يتخبط في الظلام و ينادي :
- رابيا ، ماذا بكِ؟ رابيااا أين أنتِ….؟!!

يتبع
كل الود
رحمات صالح
العام الأبيض
👍4🔥1
*※※الۛعامۘ الۛأبيۧض 🌫 الثامنة8⃣※※*
رًّحّْمّـُاٍّتُّ صُّاٍّلَّحّْ

ƬӇЄ ƜӇƖƬЄ ƳЄƛƦ8⃣ƦƛӇMƛƬ ƧƛԼƖӇ


تخبط أدولف في الظلام و هو يتحسس الفراغ بيده حتى لا يصطدم بشيء خلال توجهه لمصدر صوت رابيا ، ثم تفاجأ بأن هناك هالة مضيئة بألوان قوس قزح تحيط بها و هي لا تزال نائمة لكنها تصدر أصواتا غريبة و تقول كلمات متداخلة لم يفهم منها أدولف سوى أنها
تتوعد وتهدد و تطالب بإعادتها لمنزل جدها
وفجأة عاد كل شيء كمان كان و انحسرت الهالة الملونة و عادت إنارة المنزل ، وهنا جلس أدولف و هو يشعر أنه لايقوى على الحركة و أن قدماه لا تحملانه ، كان يشعر أنه يحلم و أن ماحدث للتو لم يحدث حقيقة لأن عقله لم يتمكن من تفسير هذه الأشياء…
اقترب من رابيا التي كانت تنام بهدوء و همس قائلا :
- هل أنت بخير
لم تجب رابيا ولكنها كانت تتنفس بانتظام دلالة على تعمقها في النوم ، فقام بتغطيتها جيدا ثم عاد ليجلس قبالها و هو يراقبها و يفكر فيما حدث و فيما سيحدث و فيما يتوجب عليه فعله…

انتهت الليلة الغنائية قبيل الفجر بقليل ، و بدأ زبائن الحفل بالخروج و دخلت سارا غرفتها وهي تعد النقود التي جنتها من هذه الحفلة ، ثم لحقت بها ميرا :
- هناك شخص يريد مقابلتك؟
- من هو و ماذا يريد؟
- لا أدري
- أخبريه أنني متعبة و لا أرغب برؤية أحد
و لكن قبل أن تخرج ميرا دخل الرجل و قال :
- هل أنتِ متأكدة ؟
هنا ابتسمت سارا و قالت بفرح :
- روني ؟
- أولا أهنؤك على هذا الحفل الرائع
- اووه كيف لم أنتبه لوجودك خلال الحفل رغم أن المكان ضيق جدا
- هههههه كما أنتِ يا صديقتي ، مغرورة جدا ولا تنظرين لحضورك ومعجبيك
انتبهت سارا لوجود ميرا التي كانت تتبع الحوار بينهما ، فقالت لها :
- ميرا اذهبي و نظفي المكان و تأكدي من إغلاق الباب
قالت ميرا :
- و لكني متعبة
انتهرتها سارا و قالت :
- لا أريد أن أكرر ماقلته ، هيا اذهبي الآن
خرجت ميرا و هي تجرجر أقدامها بوهن ، فقال روني :
- هذه الجميلة لا تستحق معاملة قاسية كهذه ، كما يبدو أنها متعبة دعيها تنام
- دعك منها ، فهي مجرد فتاة مدللة و كسولة.. و أخبرني ما الذي جعلك تتذكرني بعد كل هذه السنوات و كيف عرفت مكاني
- تعرفين كيف تتنشر الأخبار بسهولة في قريتنا و قد سمعت بأن هناك دارا غنائيا جديدا و به فتاة جميلة فجئت مسرعا
- بالتأكيد عرفت أنها أنا ، و لكن دعني أحذرك يا روني أنا الآن أكثر شهرة و لم أعد أجامل أصدقائي ومن يريدني يتوجب عليه أن يدفع لي كما أستحق
- اممممم بالتأكيد أنتِ تستحقين الكثير يا جميلتي ، و لكن الفتاة التي أحدثك عنها و التي جئت من أجلها ليست أنتِ..
- و من تكون؟
- تلك ال ساندريلا التي تقوم الآن بتنظيف المكان
قالت سارا باستنكار :
- ميرا؟؟؟ بالتأكيد تمزح
- ولم لا ؟
- لأن عمرك يضاعف عمرها ثلاث مرات أو أكثر
- و هل يحدث ذلك فرقا ؟ أم تظنين أنني أريد أن أتزوجها ؟ هي فقط ليلة واحدة و سأدفع لك ما تطلبينه
- روني ، أخرج من هنا حالا.. ولا أريد أن أراك مجددا
- سارا عزيزتي هل أصبحتِ تغارين الآن؟
- أنت لاتفهم شيئا أنا لا أغار و لكنها طفلة ، مجرررررد طفلة
- ولكنك أقمحتِ هذه الطفلة في هذا
- لم أقحمها في أي شيء ، أنا أستخدمها كواجهة فقط
- سااااراااا هيا ، لا تكوني معقدة هكذا لطالما كنتِ أكثر مرونة
سكتت سارا فاستغل روني الفرصة ليقنعها أكثر ، و أخيرا قالت :
- و لكن بشرط
- ماهو ؟
- سنتدرج معها حتى تقع في حبالك
- دعي هذا الأمر لي ، تعرفين جيدا كيف أتعامل مع الفتيات
- اووووف لا أصدق أنني أفعل بها هذا
اقترب منها روني و همس في أذنها بعبارة أججت النار في صدرها لتحرق كل شعور بالرحمة تجاه ميرا :
- أنتِ لن تفعلي أكثر مما فعلوه بك عندما كنتِ في مثل عمرها
- هههههههه لقد صدقت ، إنها ليست أفضل مني عندما قامت أمي ببيع جسدي هههههه
- إذن فلا داعي لكل هذه المثالية

في مدينة الصخرة الصفراء
أفاق أدولف من الغفوة التي داهمته خلال جلوسه في الكرسي مراقبا لرابيا ، كانت الساعة تشير للتاسعة و ربع صباحا ، و لحسن حظه أنه لم يكن يعمل هذه الأيام إذ أن عمل الجنود كان موسميا عدا فترات التدريب…
انتبه لفراش رابيا الذي كان خاويا ، فأصابه الهلع و أصبح يبحث عنها و ينادي حتى وجدها في الفناء الخلفي ، و ما إن رأته حتى قالت :
- هنا سنزرع الأزهار
تعجب أدولف و قال :
- وكيف عرفتِ أننا سنزرع أزهارا؟
لم تعبأ رابيا بسؤاله و أكملت عبارتها :
- أزهارا سحرية ، ملونة… جميلة
ابتسم أدولف رغم الخوف الذي يملأ صدره و قال :
- نعم ستكون جميلة جدا
- حمراء و برتقالية و صفراء و خضراء و زرقاء و نيلية و بنفسجية
- امممم و بيضاء كذلك
قالت رابيا بغضب :
- لااا ، البيضاء قاتلة
- حسناا عزيزتي لا نريد أزهارا بيضاء ، هيا بدلي ملابسك و سنذهب لإحضار البذور و الشتول التي سنغرسها و كل مانحتاجة لإنشاء حديقتنا الجميلة
تحمست رابيا كثيرا و هرعت لتبديل ملابسها ثم خرجا و عادا و هما يحملان كل ما تتطلبه زراعة الزهور وبدءآ حالا ب
👍81