شبكة غيل عمر الإخبارية والإعلانية

398 views17:44

اغتراب او ضياع !
___
#بقلم : راشد بن قوقه

الاغتراب في طلب الرزق أمر محمود شرعه الإسلام وحث عليه ، والمغترب ليس ذاهب لنزهة أو الترويح عن النفس ، بل ذاهب لتحسين وضعه وستر اهله ورعاية أسرته.
ولكن الكثير من المغتربين هدانا الله وإياهم ووفقهم الى كل خير ياخذ الاغتراب بطريقه عكسية، فلا يهتم بمستقبله ولا يكفي أهله ولا يرعي أسرته.
تمر السنين وهو لا يفكر إلا في رغباته وملاذاته وتقليد غيره ، تجده يشتغل ولا ترى اثر لعمله في حياته أو حياة أسرته ، بل ان البعض تجد آخر ما يفكر فيه أهله وأسرته ، كل همه مظهره وطلعاته واستعراضاته ، واذا سافر صرف على قاته وشطحاته اكثر بكثير مما يصرف على أسرته .
والبعض تمر عليه سنوات كثير في الغربة بلا عمل وقد تعرض عليه الكثير من فرص الأعمال وهو يخلق لنفسه الأعذار في التفنن في رفضها وضياعها .
هذه النماذج ليس لها من الغربة إلا الضياع ، لا يدرك هذا المغترب ان والده يبني عليه كل آماله ويتوقع منه ان يكفيه حاجته عن الناس ، وهو يريد أن يرفع راسه به
ولا يدرك هذا كمية الألم والغصه في صدر والدته وهي ترى غيره من اقرانه وقد أظهر نفسه وأبنها ما زال غارق في هذا الضياع .
ألا يحس بحسرة أولاده وزوجته وهم يرون أحوال الناس من حولهم تتغير وهم ما زالوا في نفس وضعهم .
ألا يدرك هذا النموذج تفاهة حياته وقلة قيمته وضياع عمره لا نفع نفسه ولا كفى غيره .
كيف يطلب الأحترام من الآخرين وهو لم يحترم مسؤولياته اتجاه نفسه أولآ ، ثم اتجاه أسرته.
والله ان البعض يعمل ولا يرسل لأهله إلا فتات راتبه ، لا يكاد يسد رمقهم بل يصرف على مظهره أكثر مما يصرف على أهله، وكثير ما نسمع عن أسر تعاني وابناءها في الاغتراب.
ناهيك عن الذي لا يريد العمل كيف وضع أسرته أليس له عقل يفكر أوضمير يأنبه .
صحيح الوضع صعب ولكن ليس بهذا السوء الذي يجعلك تلعب بما تتحصل عليه في عملك على التوافه او تقضي عمرك بين عزبة لأخرى ، أو نوم طوال اليوم دون السعي في طلب الرزق .
العمر إذا مر لن يرجع ، والفرص إذا فاتت لن تعوض ، والأرزاق لا تاتي إلا بالسعي والصبر والتحمل ، فلا احد يملك الرفاهية في أعمال الغربة الجميع تحت الضغط والمعاناة ، ولكن هناك من يدرك قيمة عمره ووقته وحدود مسؤولياته وهناك من يستهتر بعمره ولا يأبه إلا لرغباته ليس له من غربته إلا كما قيل
ان يقول للماء مويه !!
أيها المغترب أنت ليس مطالب ان تبني عمائر أو تملك الأراضي والسيارات ، وان كان هذا محمود بالحلال .
يكفيك من غربتك ان تستر أهلك وتحفظ ماء وجه أبيك وتسر خاطر أمك و تفرح أبناءك .
وإياك ان تناظر الى الآخرين، فأنت لا تدري كيف كسبوا ما يملكون ، واعلم أن الحلال دائم والحرام زائل ، وقد شاهدنا الكثير ارتفعوا بالحرام وانتكسوا ولم تقم لهم قائمة .
يكفيك ان تعيش مرتاح الضمير راضي الوالدين ساتر أسرتك وقائم بواجب رعايتهم.
أسأل الله التوفيق لنا و للجميع والله من وراء القصد .

#شبكة_غيل_عمر_الاخبارية
http://xn--mgbacg1fvdn.xn--4gbwp.xn--mgbaiiz5ibl5b.tt/ https://Telegram.me/gailomar

http://xn--mgbacg1fvdn.xn--4gbwp.xn--mgby4bl5a.xn--ngb8co.tt/
https://www.facebook.com/groups/gailomar