البرهان في تفسير القرآن
10.1K subscribers
25.7K photos
3.54K videos
659 files
7.36K links
للتواصل 👇 :

https://tttttt.me/mashhad1alreza

🦋🦋🦋🦋🦋
رابط القناة على الواتساب 👇

https://whatsapp.com/channel/0029Vamk1jq84OmCFmAbwq01
Download Telegram
#لا_تصنموني

اُخاطب بذات الذين يُعجبونَ بطرحي و يقتنعون ببياناتي، اُخاطب هؤلاء بذات فأقول لهم: دققوا في كلامي، لا تقبلوا كلامي لانني انا فلان قلتُ هذا الكلام، يصلُ الى مسامعي و هذه قضيةٌ طبيعية فالثقافةُ في الوسط الديني تنتشرُ فيها ظاهرةُ الصنميةِ بنحوٍ ذريع و بنحوٍ واسع فيصلُ الى مسامعي من الشباب الذين قد يُعجبون بي شخصياً او بما اطرحهُ فيجعلون مني صنماً و تلك مشكلتهم، انني اقولُ لهم: لا تخرجوا من حفرةٍ ثم بعد ذلك ترمون انفسكم في حفرة اخرى، فرّوا من الصنمية!

الصنمية الحاجز الاسودُ المظلم فيما بينكم و بين امام زمانكم الحجة بن الحسن. فروا من الصنمية، لا تصنّموا اي شخص، مهما كان و مهما كان اعجابكم بهذا الشخص او بطرحه، فروا من الصنمية انا اقول لكم و هذه حجة عليكم: انتم مسؤولون عما تعتقدون و لستُ انا مسؤولاً انا اطرحُ المطالبَ بين ايديكم و لا ادعي اني امتلك الحقيقة، انّني لا امتلك الحقيقة، هذه قناعاتٌ نتجت عن بحث علمي بشريٍ عادي، عن تحقيق بشريٍ عادي، بجهد بشريٍ عادي، و الجهد البشري العادي يخترقه الخطأ و تخترقه الغفلة و يخترقه النسيان و يخترقه و يخترقه و يخترقه...

و ربما يخترقه ما هو اسوأ من ذلك اذا مادخلت النوايا السيئة، اذا ما تدخلت طباعُ الرذيلةِ و سوءُ الاختيار في التعامل و في الحكمِ على الاشخاص او على الافكار.
ما اعرضه بين ايديكم جهدٌ بشريٌ عادي، صحيحٌ اننّي احاول الاّ اخرج عن اطار الكتاب و العترة، الكتاب و العترة معصومان، اما الباحث فليس معصوماً، وسائلُ الفهم ليست معصومة، النتائجُ التي نستخلصها ليست معصومة، لذا ما اقولهُ دققوا فيه..

نحن مشكلتنا كبيرة، انا اُعطيكم ضماناً اني ابذل جُهدي غايةَ ما يمكن الاّ اخرج عن حدود الكتاب و العترة لكنني لا اعطيكم ضماناً من انّ النتائج التي اصلُ اليها ليست مخترقةً ان كان ذلك في وسائل الفهم، في طريقة الفهم، في طريقة البحث، ليست مخترقة بفكر مخالف لاهل البيت..
دققوا فيما تسمعونه مني و تأكدوا منه، قطعاً اقولُ هذا الكلام لمن كان قادراً على ان يدقق و يتأكد من المصادر التي اُوردها لانه اذا تأكد بنفسه ستكون الصورةُ واضحةً عنده، حينما آتي بمصدرٍ من المصادر و اقرأُ من ذلك المصدر، ربما جربتموني فوثقتم بنقلي و لكن لو ذهبتم بأنفسكم و فتحتم نفس المصادر التي افتحها هنا على الشاشة و قرأتهم الكلام بأنفسكم اولاً سوف لا تنسون المضامين و ثانياً ستكون الصورةُ واضحة و حين تتكلمون و تتحدثون فإن ايديكم ملاء بالحقائق ليست كالذي يسمع عبرَ الشاشة و هو لم يكن قد لمس الكتاب بيده، على الاقل راجعوا البعض من هذه الكتب، لمن كان قادراً على ذلك..

الخلاصة ما هي؟ الخلاصةُ لا تقبلوا كلامي لانني انا اقوله، فمن انا؟ و لكن اقبلوا كلامي اذا كان كلامي يحمل الحقيقة في نفسه فإن الحقائق تحمل قيمتها في نفسها لستُ انا الذي اعطي للحقيقةِ قيمةً بل حين اذكرُ الحقيقة ان الحقيقة هي التي تُكسبني قيمة، تُكسبني قيمة العلم بها. فحين اكون عالماً بالحقيقة انال قيمةً و ازداد قيمةً لعلمي بتلك الحقيقة. الحقائقُ تحملُ القيمة في نفسها، لا انا الذي اُكسبُ الحقيقة قيمةً و لا اي واحد مهما كبُر او صغُر هذا هو منهج اهل البيت، هذا هو منهج الفكر الحُر، منهج العقل الحر، كونوا احراراً!

هذه الحريةُ هي التي ستقودكم الى عبودية الحجة بن الحسن و الاّ ستبقون عبيداً لفلان و فلان و فلان، و اذا صرتم عبيداً لفلان و فلان و فلان و هم امثالكم اناس عاديون يخطئون و يشتبهون و ربما لكم من المنزلة عند امام زمانكم ما هو افضل من منازلهم من الذي يعلم؟ لكن حين تصبحون عبيداً لاناس من امثالكم فإن ذلك سيحولُ فيما بينكم و بين العبوديةِ لامام زمانكم..
حين نخاطب الائمة، حين نخاطب الحسين، حين نخاطب سيد الاوصياء "اني عبدك و ابنُ عبدك و ابن امتك" هذا المعنى لا يليق الا لهم، الا للحجة بن الحسن.

حين تكونُ عقولنا حرةً، حريةُ العقول هذه تقودنا الى العبوديةَ الحقة هذه، اما حين نفقد عقولنا بمرض الصنمية و نصنم الاصنام البشرية و نصبح عبيداً لتلك الاصنام فإننا لن نستطيع و لا حتى من بعيد ان نشمَّ رائحة العبوديةِ للحجة بن الحسن.
انصاره هكذا يوصفون هم اطوعُ له من الامةِ لسيدها، هذا المعنى لن يتحقق و انت اطوعُ من الامة لسيدها لهذا الصنم او لذاك الصنم، بشرٌ مثلك، يخطئ و ينسى و يغفل و يشتبه و يقع في المعصية و يتوب ثم يعود الى المعصية ثانيةً و يتوب، كثيرةٌ ذنوبه، كثيرةٌ سيئاته، قليلةٌ حسناته ذاك هو الانسان انا و انت في احسن احوالنا.
الطاهر المطهر الذي بولايته تتحول السيئات الى حسنات و بالعبودية بين يديه ترتفعُ الدرجات هو واحدٌ هو الحجةُ بن الحسن لا غير صلوات الله و سلامه عليه..
كما قلت في اول حديثي اخاطبه "بقية الله ماذا فقد من وجدك، و ما الذي وجد من فقدك"

(عبدالحليم الغزي)