حينما يُذكَر (أبو طالب) عمّ #رسول_الله ووالد أمير المؤمنين "صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين"، حِين يُذكر في الوسط الشيعي،
تَجِد غالبيّة #الشيعة يُركّزون حَديثهم ويَصبّون كُلّ اهتمامهم في إثبات إيمانهِ وأنّه مُؤمن ولم يكن مُشْركاً كما يَزعم النواصب..!
وهذا ظُلمٌ كبير جدّاً لأبي طالب ولرسول الله وسيّد الأوصياء "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم أجمعين" حِين نجعل حديثنا عن #سيد_البطحاء "صلواتُ الله عليه" بهذا المُستوى..

لأنّ مَنزلة أبي طالب في كلمات أهل بيت العِصمة "صلواتُ الله عليهم" منزلة أرفع بكثير وكثير وكثير جدّاً مِن هذا المُستوى مِن الحديث..
ولكن #حديث_أهل_البيت "صلواتُ الله عليهم" مُغيّب عن الساحة الشيعية.. والشيعة مُتأثّرون بالأجواء المُخالفة لأهل البيت، لذلك صار حديث الشيعة حديثاً سطحياً جدّاً في الحديث أبي طالب..
وهذا بالضَبط ما يُريدهُ الشيطان "لعنه الله" وما يُريده الفِكْر المُعاند لأهل البيت "عليهم السلام"..

فالشيطان يبذل جُهده كي يَشغَل الشِيعة بالأمور السطحية الغير هامّة (ويُصوّر لهم أنّها مُهمّة) فينشغلون بها وهم غيرُ مُلتفتين.. ويصرفهم عن الحقائق والأمور الهامّة..
وأحدُ الأمثلة على ذلك:
هو المُستوى الذي يتحدّث به الشيعة عن أبي طالب حِين يُذكر في الوسط الشيعي..
فالشيطان يشغل الشيعة - مِن حيث لا يشعرون - بالرَدّ على حَماقات النواصب وضَلالاتهم بشأن أبي طالب.. فيضيع وقت الشيعة في إثبات إيمان أبي طالب.. ويُغفلِون ذِكْر مقامات أبي طالب العالية جدّاً في #أحاديث_أهل_البيت "عليهم السلام"..!
،
أبو طالب "صلواتُ الله عليه" في ثقافة #أهل_البيت "عليهم السلام" أفضلُ مِن جميع الأنبياء عدا نبيّنا الأعظم "صلّى الله عليه وآله" وأهل بيتهِ الأطهار..
وهذه الحقيقة أشارتْ لها جُملة مِن أحاديثهم الشريفة "صلواتُ الله عليهم"..
منها - على سبيل المِثال - الحديث التالي المروي عن #سيد_الأوصياء "صلواتُ الله عليه" والذي يُخبرنا فيه:
أنّ نُورُ أبي طالب يوم القيامة يُطفئ أنوارَ الخلائق إلَّا أنوار أهل الكساء..
↓↓
❥ جاء عن #أمير_المؤمنين "عليهِ السلام":
أنّه كانَ جالساً في الرحبة والناسُ حولهُ، فقامَ إليهِ رجلٌ، فقال لهُ: يا أمير المؤمنين،
إنّكَ بالمكان الَّذي أنزلك اللهُ فيهِ، وأبوكَ مُعذَّب في النار؟ فقال له أمير المؤمنين "عليه السلام":
فَضَّ اللهُ فَاكَ، والَّذي بعَثَ مُحمَّداً بالحقّ نبيّاً، لو شُفِّعَ أبي في كُلّ مُذنبٍ على وَجْه الأرْض لشفَّعهُ الله تعالى فيهم،
أبي مُعَذَّب في النار وابنهُ قسيمُ الجنَّة والنار!
والَّذي بعثَ محمّداً بالحقّ، إنَّ نُور أبي #أبي_طالب يوم القيامة لَيُطفئ أنوار الخلائق إلّا خَمْسة أنوار،
نُور محمّد، ونور فاطمة، ونور الحسن والحسين، ونور أولاده من الأئمّة "صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين"،
ألا إنَّ نُوره مِن نُورنا، خَلَقَهُ اللهُ مِن قبلِ أن يخلقَ آدم بألفي عام)
[الاحتجاج]
:
لاحظوا كلمات سيّد الأوصياء "صلواتُ الله عليه" في حقّ أبيه (أبي طالب "صلواتُ الله عليه") في الحديث أعلاه.. والتي تكشف عن مَنزلة عالية جدّاً لأبي طالب تفوق مراتب الأنبياء.. حِين يقول سيّد الأوصياء "عليه السلام":
(إنَّ نُور أبي أبي طالب يوم القيامة لَيُطفئ أنوار الخلائق إلّا خَمْسة أنوار)
هذه العِبارة يدخل فيها جميعُ الأنبياء ..
يعني أنّ نُور أبي طالب يُطفىء حتّى أنوار الأنبياء؛ لأنّ مَرتبته "صلواتُ الله عليه" أعلى مِن مَرتبة الأنبياء.. والإمام "صلواتُ الله عليه" يُبين ذلك حِين يقول: (ألا إنَّ نُوره مِن نُورنا، خَلَقَهُ اللهُ مِن قبلِ أن يخلقَ آدم بألفي عام)
فنُور أبي طالب مِن نُور #آل_محمد "عليهم السلام".. وهو نورٌ خَلَقه الله تعالى قَبل خَلْق آدم بألفي عام...

(هذهِ ثقافة أهل البيت الزهرائية الأصيلة) ولكنّ البعض قد يستغربها، لأنّها مُغيّبة عن ساحة الثقافة الشيعية..
:
#أبو_طالب "عليه السلام"..
#الثقافة_الزهرائية

أبو طالب يدعو الله بالإسم الأعظم الوارد في دُعاء الإمام الكاظم "عليهما السلام"..
:
❂ وردَ في أحد أدعية إمامنا #باب_الحوائج موسى بن جعفر "صلواتُ الله عليه" و هو دعاءٌ سريع الإجابة (موجود في مفاتيح الجنان).. ممّا جاء في هذا الدعاء هذه العبارات:
(الّلهُمّ إنّي أسألكَ بالوحدانيّة الكُبرى، و المُحمَّديةِ البيضاء، و العَلَويّة العُليا، و بجميع ما احتججتَ بهِ على عبادك، و بالإسم الذي حَجَبْتهُ عن خَلْقكَ فلم يخرجْ منكَ إلّا إليك‏، صلّ على مُحمّد وآلهِ ، و اجعلْ لي مِن أمري فرجاً ومخرجاً... إلخ الدعاء)
[البلد الأمين]
〰〰〰〰〰

هذهِ الفقرات مِن الدُعاء الشريف أعلاه لإمامنا الكاظم "عليه السلام" تتحدّث عن الإسم الأعظم الأعظم الأعظم لله تعالى، عن الإسم المَخزون المَكنون الذي استقرّ في ظِلّه تعالى فلا يخرجُ مِنه إلى غَيره..
و هذهِ العناوين الواردة في الدُعاء (الوحدانيّة الكُبرى، المُحمّديّة البيضاء، العَلَويّة العُليا) هَذهِ تجليّاتٌ لهذا الإسم الأعظم المَحجوب عن الخَلْق..
،
• تعبير (الوحدانيّة الكبرى) هذا حديث عن الإسم الـمَخزون الـمَكنون الذي لا نَعرفُ عَنهُ شيئاً.
• و تعبير (الـمُحمّديَّةِ البيضاء) هُو التجلّي التكوينـي للإسم الأعظم.
• و تعبير (العَلَويَّةِ العُليا) هي الـحقيقةُ العَلوية.
و الحقيقةُ الـمُحمّديّة و الـحقيقة العَلَويّة تـجلّتا في حقيقةٍ واحدة هي (الـحقيقةُ الفاطمية).

هذه الـمعاني و المضامين موجودة في عند الأنبياء السابقين..
و لهذا تَجد نفس هذهِ التعابير وردتْ في دُعاءٍ آخر جاء على لسان أبي طالب "صلواتُ الله عليه" الذي هو نبيٌ مِن الأنبياء..
(لأنّ أبا طالب و كذلك عبدالله والدُ النبيّ، و كذلك عبد المُطلّب هُم أوصياء مِن أوصياء إبراهيم، و جميعُ أوصياء إبراهيم هُم أنبياء - كما وردَ عن أهل بيت العصمة "صلواتُ الله و سلامهُ عليهم"..)

بل إنّ عبدالله والد #رسول_الله، و أبا طالب والد#أمير_المؤمنين هُما أفضل و أعلى رُتبةً و طَهارةً مِن جَميع الأنبياء عَدا نبيّنا الأعظم "صلّى الله عليه وآله".. (و هذا المضمون موجود في كلمات أهل البيت "عليهم السلام"..)
:
نعود للموضوع..
هذهِ المُصطلَحات التي وردتْ في دُعاء إمامنا الكاظم و التي هي تجلّيات للإسم الأعظم (أعني هذه العناوين: الوحدانيّة الكبرى، و المُحمّديّة البيضاء، و العَلَويّة العُليا)
هذه العناوين وردتْ أيضاً في دعاء على لسان#أبي_طالب كما يُحدّثنا بذلك #خاتم_الأنبياء "صلّى الله عليه وآله" مِن أنّه حِين نزلتْ الَّلئواء بقريش و مرّتْ أيّام و الأرض تتزلزل أيّام الـجاهلية، و قبل ولادة أمير الـمؤمنين و قبل بعثة النبـي.. يقول #سيد_الكائنات"صلّى الله عليه وآله" أنَّ أبا طالب رفع يدهُ بالدعاء، و قال:
(الّلهُمَّ إنّي أسألكَ بالمُحمَّديّة المَحمودة و بالعَلَويّة العَالية و بالفاطمية البيضاء إلّا تفضّلتَ على أهْل تهامة بالرأفة و الرحمة) ثُم يقول صلّى الله عليه وآله:
(فَوَالذي فَلَقَ الحَبّةَ وبَرَأ النَسَمَة لقد كانت العربُ تكتبُ هذه الكلِمات فتدعوا بها عند شَدائدِها في الجاهليّة و هي لا تَعلَمُها و لا تَعرِفُ حقيقتَها..)
👆🏻
موطن الشاهد مِن دعاء أبي أبي طالب أنّ أبا طالب استخدم نَفْس العَناوين التي جاءتْ في دُعاء إمامنا الكاظم "صلواتُ الله و سلامهُ عليه" الذي يشتملُ على الإسم الأعظم..

و هذهِ إشارة تكشف عَن مَنزلة عاليةٍ جدّاً لأبي طالب "صلواتُ الله عليه" فَهو على عِلْم بهذهِ المَضامين و هذه الأسرار..
و مِن هُنا قُلتْ أنَّ هذهِ المعاني و المضامين مَوجودةٌ عند الأنبياء السابقين ..
فأبو طالب - كما مرّ - هو أحدُ أوصياء إبراهيم الذين هُم أنبياء.. و هو أعلى رُتبةً و طهارةً من كلّ هؤلاء الأنبياء..
:
✱ ملاحظة للتفكّر ✱
دُعاء إمامنا الكاظم "عليه السلام" جاء فيه هذا التعبير (و المُحمّديّة البيضاء) أمّا دعاء أبي طالب "عليه السلام" فجاء فيهِ هذا التعبير (و بالفاطمية البيضاء)

يعني نفس تعبير (البيضاء) وردَ مُقترناً بالحقيقة المُحمّدية في دعاء إمامنا الكاظم، و جاء مُقترناً بالحقيقة الفاطمية في دعاء أبي طالب.. و هي إشارة إلى ذلك المعنى الوارد عن #سيد_الكائنات "صلّى الله عليه وآله": (فاطمة روحي التي بينَ جنبي).

لفائدة القرّاء.. راجعوا الموضوع التالي للفائدة:
https://bit.ly/2HvczyE

#يا_كاظم_الغيظ
#سيد_البطحاء
#الثقافة_الزهرائية