💮من معاني التوحيد في أفق الحقيقة المُحمّدية💮

▪︎حين نتحدَّثُ عن التوحيدِ في أُفقِ الحقيقةِ الـمُحَمَّديَّةِ نتحدَّثُ عنها حيثُ كانت ولم يكن شيءٌ معها،
بعد أن خلقها سبحانه وتعالى وبعد ذلكَ صدرت الأشياءُ منها،
ولابُدَّ أن نعرف من أنَّ الحقيقة الـمُحَمَّديَّة من دونهِ سبحانهُ وتعالى تساوي صفراً،
لأنَّها أساساً لم تكن موجودةً، وبعد ذلك وُجِدت
(كَانَ اللهُ وَلَم يَكُن مَعَهُ شَيء ثُمَّ تكلَّم بكلمة)، بعد ذلك وُجِدت.
في أشرفِ مَثَلٍ ضَرَبهُ في قرآنهِ في سورة النور؛ مَثَلُ الْمِشْكَاة، وَمَثَلُ الْمِصْبَاح، وَالشَّجَرةِ الزَّيتُونة الَّتي هي لا شرقية ولا غربية،
ماذا جاء في هذا المثال؟:
"يَكَادُ زِيْتُهَا يُضِيء، يُضِيء وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار"،
الأمثلةُ الحسيَّةُ تُقرِّبُ من وجهٍ وتُبعِّدُ من وجوه،
لكنَّ الله قال هذا في قُرآنهِ؛
"يَكَادُ زِيْتُهَا يُضِيء، يُضِيء"، تلكَ الشَّجرةُ، وتلكَ الْمِشكاةُ، وذلكَ الْمِصبَاحُ، وتلكَ الحقيقةُ الَّتي هي نورٌ على نور، "يَكَادُ زِيْتُهَا يُضِيء"،
يكادُ من أفعال المقاربة، فإنَّ الآية هكذا تريدُ أن تقول لنا: إنَّ الحقيقة الـمُحَمَّديَّة لعلوِّ شأنها ولعظمتها، ولأنَّها مَجْمعُ كُلِّ جمالٍ وجلالٍ وكمال، ولأنَّ القدرة الإلهيَّة بتمامها تجلَّت فيها فكأنَّها تُوجَدُ بنفسها، تكاد أن توجد بنفسها من دونِ اللهِ سُبحانهُ وتعالى،
الله هو الَّذي يقولُ عنها، إنَّها أمثلةٌ حسيَّةٌ تُقرِّبُ من وجهٍ وتُبعِّدُ من وجوه.
"يَكَادُ زِيْتُهَا يُضِيء وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار"؛
إنَّها نارُ القدرةِ الإلهيَّة، ونارُ الجبروتِ الإلهي، فهذا الزيتُ يكادُ أن يُضيء من عند نفسهِ، لماذا؟ لعظمةِ هذا الزيت، فهو بنحوٍ ذاتيٍّ قادرٍ أن يُشرِق نُوراً، فلأنَّ اللهَ أودعَ كُلَّ شيءٍ في الحقيقةِ الـمُحَمَّديَّةِ هو يقولُ عنها: "يَكَادُ زِيْتُهَا يُضِيء"، من دوني، تذكَّروْا فعل المقاربة؛ (يكاد ، يكاد)،
يعني أنَّ ذلك ليسَ موجوداً في الواقع،
ولكن هذهِ التعابيرُ تريدُ أن تُشعِرنا بعظمةِ وعُلو وجلالِ وسُبحانيةِ هذهِ الحقيقة المقدَّسة،
إنَّها الحقيقةُ الـمُحَمَّديَّةُ العُظمى،..

مقتطف من #برنامج_الخاتمة
لسماحة #الشيخ_الغزي

حديث #الإمام_الباقر “عليه السلام”
في كتاب [الكافي الشريف: ج٣]
باب #تلقين_الميّت – الحديث (٥):

◽عن‌ أبي بصير ، عن أبي جعفر “عليه‌ السلام” قال:
كُنّا عندهُ وعنده حمران إذ دخلَ عليه مَولىً له، فقال لهُ: جعلتُ فداك، هذا عكرمة في الموت؛ وكان يرى رأي الخوارج ، وكان مُنقطعاً إلى أبي جعفر “عليه‌ السلام”،
فقال لنا أبو جعفر “عليه‌ السلام”: أنظروني حتّى أرجع إليكم،
فقُلنا: نعم، فما لبث أن رجع،
فقال: أما إنّي لو أدركتُ عكرمة قبل أن تقعَ النفس موقعها، لعلّمته كلمات ينتفع بها، ولكنّي أدركته وقد وقعتْ النفس موقعها.
قلتُ: جعلت فداك، وما ذاك الكلام؟
قال: هُو والله ما أنتم عليه، فلقّنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله، والولاية).

◽قولهِ: (هذا عكرمة في الموت)
أي أنّهُ في هذهِ المرحلة (مرحلة التمازج بين الاحتضار وزُهوق الرُوح)
وعكرمة هذا كانَ خادماً لِعبدالله بن عبّاس وصارَ تلميذاً عندهُ، تعلّم مِن ابن عبّاس، ونقلَ عن ابن عبّاس.
عكرمة كان خارجيّاً وكان يُظهِر نُفْرتَهُ مِن أمير المُؤمنين..
ولكن في الوقت نفسهِ كانتْ لهُ علاقةٌ إجتماعيّة بالإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه
وأئمتنا يفتحون أبوابهم للجميع..
فكان على صِلةٍ إجتماعيّةٍ بإمامنا الباقر يتردّد عليه ويُظْهِر الإحترام له إجتماعيّاً..
إلّا أنَّ عكرمة عقيدتهُ عقيدةُ الخوارج، وفي مَجالسهِ الخاصّة يُظهِر نُفرته مِن أمير المؤمنين.
فعكرمة مِن جهةٍ يُحْسَب على بني هاشم، لأنّهُ مِن موالي عبد الله بن عبّاس، وصارَ خادماً وتلميذاً عند ابن عبّاس
فلمّا جاءَ خادم الإمام الباقر وأخبرَ الإمام الباقر أنَّ عكرمةَ في الّلحظاتِ الأخيرةِ مِن حياته..
هذا الخادم أخبرَ الإمامَ الباقر لأنَّ هذا الأمْر الناس يهتمّون به..
فهُناك واجباتٌ اجتماعيّة وهُناك أعراف..
فأخبر هذا الخادم الإمامَ الباقر بذلك.
فأسرع الإمامُ الباقر كي يُدركَ عكرمة لأنّهُ أرادَ أن يُكرمَ عكرمة لهذهِ العلاقة الإجتماعيّة،
أرادَ أن يُلقّنهُ #العقيدةَ_الصحيحة
الإمامُ عالمٌ بالحقيقة ولكنَّ الإمامَ أرادَ أن يُبيّن لنا شيئاً عَمَليّاً، ولكن عكرمة مات قبل أن يُدركه الإمام الباقر.
فقال الإمام الباقر “عليه السلام”: لو أنّني أدركته ولقّنتهُ كلمات لانتفع منها.

#برنامج_دليل_المسافر
#الشيخ_الغزي ( العقيدة_السليمة )