#علماء_المفخرة

#عندي لك رسالة"

قبل وفاة المرجع الورع آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي في سنة (1380هـ) بيومين أو ثلاثة أيام جاءه الشيخ عبد الزهراء الكعبي وقال: سيدنا!.. عندي لك رسالة، وإني معتذر إليك، فلقد رأيت البارحة في المنام الإمام موسى بن جعفر (ع) وقال لي: قل للسيد ميرزا مهدي إنك قد أدّيت ما كان عليك من الخدمات الدينية، والآن استعد للرحيل!..
يقول الشيخ الكعبي: ما أن أبلغت للسيد هذه الرسالة حتى رأيته بكى وقلّب كفّيه، وأخذ ينظر إليهما ويقول: كيف أواجه ربي ويدي خالية.
هذا كلام واحد من أتقى مراجع زمانه، فكيف بنا أيها الغافلون؟!.. إن مراجعنا هؤلاء قد درسوا في مدرسة أمير المؤمنين وسيد المتقين علي بن أبي طالب، الذي كان في آناء الليل يبكي ويناجي الله تعالى، وهو يقول: آه !.. آه!.. من قلة الزاد وبُعد الطريق..

( 6 ) #الفصل_السادس

تقدّمَ بسرور ونشوة لم يخالطها خوف، جلس بين الجناحين فطار به الملك وفي لحظات
معدودة أصبح فوق الكرة الأرضية ورأى الناس يصغرون، ورأى الأرض التي يتقاتل الناس
على امتلاك بضعة أمتار منها تتضاءل لتصبح بحجم برتقالة ثم بحجم حبة حمّص، ثم

تختفي.. وخفت ضوء الشمس تدريجيا حتى اختفى وعمَّ الظلام. وخرج بسرعة من المجموعة
الشمسية وبعد مدة حطَّ به الملك في السماء السادسة، على بعد خطوات من مكتب
سكرتير الله عقلائيل.
في الطريق إى المكتب لاحظ الشاب عمودا ضخم ا يمتد من السماء السابعة نزولا إى
الأسفل. أثار العمود فضوله فالتفت إى عقلائيل متسائلا :
# ما هذا العمود؟
# إنه كابل الطاقة
# أية طاقة؟
# الطاقة التي تزوّد كل الوجود بالقدرة على الحركة
#كل الوجود؟ الأفلاك والنجوم والكواكب؟
# والخلايا والذرات والأحياء وكل شيء..... لا يتحرك شيء ولا يحدث شيء من
دون طاقة، وهذا كابل الطاقة الرئيسي الذي يزوّد الوجود. لا تشغل نفسك به،
سنتحدث يوم ا عنه. عندنا اليوم مهمة أخرى .
قاده عقلائيل إى مكتبه الفخم المليء بأزرار لا نهاية لها، يقف أمام كل زرّ ملك ضخم
يعمل تحت إمرته ملائكة أقل منه رتبة، ما إن دخل عقلائيل حتى وقفوا له جميعا احتراما
وتبجيلا .

💢( 7 ) #الفصل_السابع

شعر بالقدسية لأنه الآن في مكتب سكرتير الله حيث تمر كل شؤون العباد الصاعدة
والنازلة، كما شعر بالهيبة لأنه يجلس على بُعد خطوات من كابل الطاقة الرئيسي للوجود.
قدّم عقلائيل للشاب كرسيّا ليجلس عليه ثم قال له:
#عندي موافقة على إعطائك صلاحياتي

#يعني بإمكاني أن.....
# بإمكانك أن تمارس نفس ما أمارسه من أعمال....هنا تصل دعوات العباد
وطلباتهم، ومن هنا تصدر القرارات بشكنها وفقا للصلاحيات المخولة لي من السماء
السابعة
# إذن أول طلب هو....
#شفاؤك من مرض السكّر
# نعم
# هذا حصل، لم تعد مصابا بالسكر
# ما شاء الله، الحمد لله ، الحمد لله ...ولابد؟
# القرار بيدك، تريده لابد؟
# نعم، بالتأكيد
# نحن هنا لا نصدر قرارات مستعجلة، أغلب القرارات تأخذ وقتا قبل الإصدار
# لماذا؟
# ستعرف بعد قليل من ممارسة صلاحياتي هنا
# ولا يمكن أن تقول لي الآن؟
# إذا قلت لك سوف لن تفهم وإذا فهمت سوف لن تتحمل
# أرجوك قل لي، ولو بإيجاز
# بإيجاز. لابد من مراعاة عنصر الزمن
# لم أفهم
# نحن نستطيع أن نلبي كل الطلبات التي يقدمها العباد، فلا حدود لقدرتنا، لكن
إغفال عنصر الزمن والتلبية الفورية لكل الطلبات يؤدي إلى انهيار المنظومة الحياتية
كلها، ويتعارض مع الهدف الأساسي من الحياة.
# لم أفهم
# حسنا سأقول لك باختصار وبتبسيط شديد. لو أننا حققنا جميع رغبات العباد فورا
وبدون تأخير، فستخلو الشوارع تماما من المارة.
# لماذا؟
# لماذا يخرج الناس من البيوت؟ الذي يطلب المال أعطيناه ما يطلب فورا وهو في بيته،
فلم يجد ضرورة للعمل والكسب
# لكنه سيخرج لكي يشتري به ما يريد.
# مِّن مَن يشتري؟ لا يوجد بائع. الباعة كانوا يطلبون المال فجاءهم المال الذي
يطلبونه وهم في بيوتهم، فلماذا يفتحون دكاكينهم ومتاجرهم؟
# لكنه بحاجة للطعام
# الطعام أيضا صار يصلهم بمجرد الدعاء..
# يا إلهي...واصل حديثك
# لابد من عنصر الزمن وعنصر المعاناة، أي الجد والجهد.
# أي إن عنصر الزمن وعنصر المعاناة ضروريان للحياة
# بالضبط
# زدني أرجوك
# لو حذفنا عنصر المعاناة وعنصر الزمن، واستجبنا دعوة كل داعٍ وحققنا رجاء كل
راجٍ، فسيطلب كل إنسان أن يكون أعلم الناس وأغناهم وأعلاهم منزلة...أي أن
يصبح كل الناس ر ؤوساء جمهوريات، فمن سيكون الشعب الذي يمارسون عليه
رئاستهم؟ وإذا أصبح الجميع وزراء فمن يقوم بالأعمال الأخرى؟ ولو أعطينا كل
فقير منجم ذهب، فسيصبح سعر الذهب بسعر التراب لوفرته
#هذه حكمة عظيمة، شكر ا لك يا سيد عقلائيل، كيف عرفتها؟
# بالعقل، لا تنسَ أن اسمي عقلائيل. بالعقل تعرف أنه عندما نلغي عنصر الزمن
ونحقق الرغبات البشرية فورا فإننا نقضي على الحياة. لابد من أن تمرّ الإجابة
بسلسلة إجراءات نسميها السنن ويسميها البشر القوانين، سواء كانت قوانين
طبيعية أو قوانين اجتماعية. وعنصر الزمن ضروري لهذه السنن، فبدون الزمن ينعدم
القانون، وبدون السنن تنعدم الحياة
# إذن لماذا ندعو ونطلب من الله ما نريد؟ هناك سنن نتبعها وكل يحصد منها ما
تعطي.
# للدعاء وظيفتان: أحداهما تربوية، والأخرى تنفيذية. تربويا نعرّف الداعي بمصدر
القرار في الكون وفي حياته ليتوجه إلى المصدر دائمآ ولا ينساه في غمرة مشاكل
الحياة، أما تنفيذيا فهو يحقق للداعي طلبه لكن عن طريق السنن لا عن طريق
المعاجز، وهنا يأتي عنصر الزمن الذي نعبّر عنه بالصبر.
# هناك أمور كثيرة في مسكلة إجابة الدعاء لا أفهمها.
# ستفهم بعد حين، لا تعجل. تعال هنا اجلس خلف لوحة المفاتيح هذه واستلم
الطلبات ورد عليها بما تراه مناسب ا .
# أنا لا أعرف هذا العمل، لم أمارسه من قبل
# لا عليك، أنا بجنبك، سلني إذا التبس عليك أمر
#أحب أولا أن أرى طلبات أمي وأبي وأحققها
# أمك وأبوك