فوائد أ.د. صالح سندي

💠 [ أهمية دراسة علم العقيدة ]:

📌 قال الشيخ صالح بن عبد العزيز سندي -حفظه الله-: ( وما مِنْ شكٍّ يا أيها الكرام أنّ انبعاث همة المسلم لدراسة العقيدة والتوحيد علامةٌ من علامات الخير فيه، فإنّ من دلائل التوفيق أنْ تكون همة المسلم مُتجهةً إلى هذا العلم وتُحقق فيه، فإنّ كل خير في الدنيا والآخرة فهو من ثمرات تحقيق التوحيد.
والله جَلَّ وَعَلَا أكبرُ من كلِّ شيء، فالعلم به أكبر من كلِّ علم، وشرفُ العلم بشرف المعلوم، والله تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ أشرفُ معلوم، فالعلم به أشرف العلوم.

فالله الله يا أيها الأحبة في الجِدِّ والتشمير والعناية التامة، والعكوف على الدراسة والقراءة والنظر في كُتب الاعتقاد، فإنها الخير والسعادة والفلاح، فإنَّ النّجاة يا أيها الأحبة إنما عُلِّقت بسلامة القلب.
قال جَلَّ وعَلَا: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ 88 إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ 89﴾ [الشعراء: 88، 89] والقلب السليم هو القلب الذي صلُحَ اعتقاده، واستقام توحيده، وسار على درب النبي محمدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وإذا كانت دراسة الاعتقاد وإذا كانت العناية بهذا الباب المُهم شيئًا ذا أهمية في كل زمان فإنّهُ في هذا الزمان أوجب وأهم؛ وذلك أنّ الأخطاء العقدية والانحراف في هذا الباب العظيم قد كثُرت وعظُمت وفحش شأنها مع الأسف الشديد. فكان مما ينبغي على الإنسان: أن يحرص على أنّ يتفقّه في هذا الباب العظيم حتى يَسلَم، وحتى يكون سببًا في سلامة غيره، فإنّ الشُبَهَ خطّافة، وما راجت في زمان كرواجها في هذا الزمان، في كلِّ شيء يتعلّق بهذا الدين الحنيف ثمة شُبَه، في أصل الدين وفي فرعه، وفي صغيره وكبيره ثمة شُبُهات.
والشُبُهات إنما يقفُ أمامها العلم، أما الثقافة العامة كما يُقال والمعلومات المُشتتة من هنا وهناك فإنها لا تُجدي على صاحبها في الغالب شيئًا.

فالحرص الحرص أيها الأحبة والعناية العناية بهذا الأمر العظيم ألا وهو: التوحيد.

وإني لأقسُم غير حانث: أنَّ مَن لقي الله جَلَّ وَعَلَا بعقيدةٍ صحيحة وتوحيدٍ سليم فليُبشر فإنه والله وبالله وتالله لعلى خير، مَن لقي الله لا يُشرك به شيئًا دخل الجنة قطعًا إما ابتداءً وإما مآلا، فهذا من الأمر المقطوع به في شريعتنا؛ لكن الضدَّ شأنه عظيم وأمره جَلَل وخطورته عُظمى، فإنَّ الشرك لا يبقى معهُ خيرٌ البتة ولا ينتفع معه الإنسان بعملٍ مهما كثُر.
لو عبَدَ اللهَ الإنسانَ تسعينَ سَنة أمضاها كلها في صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍ وعُمرةٍ وصدقة وذِكر لكنه قبل وفاته بلحظات استغاث بغير الله، فكلُّ ما مضى -والعياذ بالله- يُصبح هباءً منثورًا. إنّه لَكلامُ ربّنا جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا 23﴾ [الفرقان: 23] فإذا علمت خطورة الأمر في ضدِّ التوحيد كان هذا حافزًا للجدِّ والنشاط في تعلُّمه؛ لأنّ تعلُم التوحيد من أسباب القيام به علمًا وعملًا ). اهـ

[ شرح العقيدة القيروانية المجلس الأول ]

15.0K views19:11