Forwarded from مركز الاعلام الثوري
قصص الخالدين
رجولة مبكرة..
🔶🔹🔶🔹🔶🔹
✍🏻 د. #أسماء_الشهاري
*الشهداء.. في الدنيا كرماء.. و في الأخرى شفعاء..
*براءة الطفولة وعظمة الرجولة
ما أجمل الطهر والنقاء والبراءة والصفاء.. ولكن كيف إذا اجتمعت هذه الصفات مع الرجولة والعطاء والتي يفوح منها عبق الطفولة..
هي تركيبة قد تبدو معقدة لكنها زاهية وبهية كبهاء شهيدنا الصغير وبطل قصتنا.. #مصطفى_عبدالله_المتوكل
اثناعشرة سنه.. هذا هو العمر الذي بدأ مصطفى فيه المشاركة والإنطلاق في الأعمال الجهادية لأنه من تلك الأسرة المؤمنة التي كانت تزود المجاهدين بما تستطيع في الساحات والاعتصامات أثناء ثورة الشعب ضد حكومة الظلم والفساد..
و هكذا وجد البطل الصغير نفسه يتنفس عبق الحرية والكرامة الممزوجة بالبذل والتضحية فعشقها أيما عشق وتعلق بها قلبه الصغير أيما تعلق حتى لم يستطع أن يلتفت لسواها من أمور هذه الحياة وهو لا يزال في هذه السن المبكرة.. فكان يشارك في المسيرات ويقوم بأخذ الطعام للمرابطين في الساحات ولم يكن يفوته شيء من الفعاليات..
وكان هذا الطفل الصغير في عمره.. الكبير في نضجه وتفكيره يكبر ويكبر معه حبه للجهاد والبطولة..
لم يكن هذا الحب والتعلق من فراغ بل عن إيمان ومعرفة وفهم ودراية فقد كان يقرأ ويحضر الدروس والمحاضرات ويغترف من الثقافة القرآنية التي تنير الفكر والحياة..
امتلأت روحه بالإيمان وبحب بلد الإيمان والتي هبَّ مدافعاً عنها بكل قوة وعنفوان.. غير ملتفت ولا مبالٍ بمن يعدون أنفسهم رجالاً وقد صاغوا لأنفسهم الأعذار و المبررات ورضوا لأنفسهم بالقعود والخذلان..
عندما تشاهد صورة الشهيد مصطفى فكأنّك تهب عليك نسائم من الجِنان وتجد أنك تقف معجباً وحائراً بين براءة الطفولة وعظمة الرجولة.. فإلى أهم صفات هذه الشخصية الفريدة والمميزة..
مسارعاً للخيرات
قد يقضي الإنسان عمره الطويل وهو يسعى ويحاول لأن يكون من أولياء الله.. لكن مصطفى استطاع معرفة الطريق في سن مبكرة فكثير من أهل مصطفى وأصدقاءه الذين عرفوه يقولون كان مصطفى ولي من أولياء الله.. نعم إنه الطهر عندما يمتزج مع علو الهمة وسمو الأهداف..
كان مصطفى يتصف بالصدق والأمانة وكان إجتماعياً حنوناً في تعامله مع الآخرين وكان مسارعاً في الخيرات وفي القيام بالمهمات وأداء الواجبات الجهادية وكان أيضا مغرم بشيء اسمه الإنفاق في سبيل الله وشهد له بذلك الكثير ممن عرفوه.. فكان ينفق كل ما يحصل عليه في سبيل الله ويحث أهله على ذلك.. فها هي والدته تقول كنت أحيانا أعطيه المال لتوي ثم لا يتبقى معه شيء و عندما اسأله يقول :أعطيته للمجاهدين كان ينقصهم كذا أو كذا..
و إذا لم يجد مالاً لينفق فإنه لن يعجز فيقوم بترك أحذيته المرة تلو الأخرى لمن ليس لديه من المجاهدين ويعود حافي القدمين إلى المنزل ويتحجج بضياعها في كل مرة.!
*مكاني ليس هنا.!
لم تكن والدة مصطفى قد تقبلت بعد فكرة أن طفلها الصغير قد أصبح رجلاً مقاتلاً في الميادين فكانت تقول له بإبتسامة وتعجب :انظر إلى حجم الآلي وإلى حجمك.!
لكنه كان متعلق جداً بالسلاح كما تقول..
كان مصطفى مرهف الإحساس والدموع تنهمر من عينيه بسرعة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأحب الأشياء إلى نفسه فها هو عندما كان والداه معارضان لفكرة التحاقه بالجبهات في البداية تنزل الدموع من عينيه بسرعة ويشعر بقهر كبير في داخله وهما يخبرانه أنه لا يزال صغيرا وأنه لم يحن الوقت بعد..
فيقول لهما أنه يطيعهما في كل شيء لكن لا يحق لهما أن يمنعاه مما فيه طاعة ورضا لله عز وجل.. ويقول أيضاً_أنا لن أرضى ولن أقبل بأن أموت في البيت أو فوق السرير مهما يكن.. وأريد أن استشهد في الجبهات.!
فتيقن الوالدان أن ابنهما الصغير له تفكير رجولي وعمق ووضوح في الرؤية..
كان مصطفى يعرف أنه لن يعيش طويلاً في الدنيا لأن روحه تتوق إلى السماء فعندما قال له أحدهم في عرس أخيه عقبا لك، رد عليه_ أنا سأتزوج في الجنة..
حتى إن زرته في المدرسة ستجده وهو يقول لمعلمته أنا ليس مكاني هنا.. أنا مكاني في الجبهات..
و ها هو يطير من الفرحة عندما أخبره والده بموافقته بأن يلتحق بدورة تدريبية و أن ينطلق ويحلق في ركب المجاهدين الأبرار في سبيل الله والوطن والعزة والكرامة..
*ربح البيع مصطفى
وها هي الأمنيّة الغالية التي تمناها مصطفى و رابط وسهرلأجلها الليالي في مواقع عدة قد تحققت.. وكيف لفارسٍ كمصطفى أن تأتيه المنية إلا في المكان الذي تمناه.. وهي في الحقيقة لم تكن منية بل كانت الحياة الأبدية..
نعم يا مصطفى ليس جدير بمثلك أن يموت في البيت أو على الفراش.. ولم يكن يليق بمؤمن مجاهد مثلك إلا الشهادة التي كان يتمناها و أناله الله إياها.. بعد أن شهد له من يعرفه من المجاهدين أنه كان يمتلك إيمان وشجاعة قل تواجدها بين نظراءه وأقران سنه بل وإنه كان قدوة لمن يكبرونه سناً..
رجولة مبكرة..
🔶🔹🔶🔹🔶🔹
✍🏻 د. #أسماء_الشهاري
*الشهداء.. في الدنيا كرماء.. و في الأخرى شفعاء..
*براءة الطفولة وعظمة الرجولة
ما أجمل الطهر والنقاء والبراءة والصفاء.. ولكن كيف إذا اجتمعت هذه الصفات مع الرجولة والعطاء والتي يفوح منها عبق الطفولة..
هي تركيبة قد تبدو معقدة لكنها زاهية وبهية كبهاء شهيدنا الصغير وبطل قصتنا.. #مصطفى_عبدالله_المتوكل
اثناعشرة سنه.. هذا هو العمر الذي بدأ مصطفى فيه المشاركة والإنطلاق في الأعمال الجهادية لأنه من تلك الأسرة المؤمنة التي كانت تزود المجاهدين بما تستطيع في الساحات والاعتصامات أثناء ثورة الشعب ضد حكومة الظلم والفساد..
و هكذا وجد البطل الصغير نفسه يتنفس عبق الحرية والكرامة الممزوجة بالبذل والتضحية فعشقها أيما عشق وتعلق بها قلبه الصغير أيما تعلق حتى لم يستطع أن يلتفت لسواها من أمور هذه الحياة وهو لا يزال في هذه السن المبكرة.. فكان يشارك في المسيرات ويقوم بأخذ الطعام للمرابطين في الساحات ولم يكن يفوته شيء من الفعاليات..
وكان هذا الطفل الصغير في عمره.. الكبير في نضجه وتفكيره يكبر ويكبر معه حبه للجهاد والبطولة..
لم يكن هذا الحب والتعلق من فراغ بل عن إيمان ومعرفة وفهم ودراية فقد كان يقرأ ويحضر الدروس والمحاضرات ويغترف من الثقافة القرآنية التي تنير الفكر والحياة..
امتلأت روحه بالإيمان وبحب بلد الإيمان والتي هبَّ مدافعاً عنها بكل قوة وعنفوان.. غير ملتفت ولا مبالٍ بمن يعدون أنفسهم رجالاً وقد صاغوا لأنفسهم الأعذار و المبررات ورضوا لأنفسهم بالقعود والخذلان..
عندما تشاهد صورة الشهيد مصطفى فكأنّك تهب عليك نسائم من الجِنان وتجد أنك تقف معجباً وحائراً بين براءة الطفولة وعظمة الرجولة.. فإلى أهم صفات هذه الشخصية الفريدة والمميزة..
مسارعاً للخيرات
قد يقضي الإنسان عمره الطويل وهو يسعى ويحاول لأن يكون من أولياء الله.. لكن مصطفى استطاع معرفة الطريق في سن مبكرة فكثير من أهل مصطفى وأصدقاءه الذين عرفوه يقولون كان مصطفى ولي من أولياء الله.. نعم إنه الطهر عندما يمتزج مع علو الهمة وسمو الأهداف..
كان مصطفى يتصف بالصدق والأمانة وكان إجتماعياً حنوناً في تعامله مع الآخرين وكان مسارعاً في الخيرات وفي القيام بالمهمات وأداء الواجبات الجهادية وكان أيضا مغرم بشيء اسمه الإنفاق في سبيل الله وشهد له بذلك الكثير ممن عرفوه.. فكان ينفق كل ما يحصل عليه في سبيل الله ويحث أهله على ذلك.. فها هي والدته تقول كنت أحيانا أعطيه المال لتوي ثم لا يتبقى معه شيء و عندما اسأله يقول :أعطيته للمجاهدين كان ينقصهم كذا أو كذا..
و إذا لم يجد مالاً لينفق فإنه لن يعجز فيقوم بترك أحذيته المرة تلو الأخرى لمن ليس لديه من المجاهدين ويعود حافي القدمين إلى المنزل ويتحجج بضياعها في كل مرة.!
*مكاني ليس هنا.!
لم تكن والدة مصطفى قد تقبلت بعد فكرة أن طفلها الصغير قد أصبح رجلاً مقاتلاً في الميادين فكانت تقول له بإبتسامة وتعجب :انظر إلى حجم الآلي وإلى حجمك.!
لكنه كان متعلق جداً بالسلاح كما تقول..
كان مصطفى مرهف الإحساس والدموع تنهمر من عينيه بسرعة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأحب الأشياء إلى نفسه فها هو عندما كان والداه معارضان لفكرة التحاقه بالجبهات في البداية تنزل الدموع من عينيه بسرعة ويشعر بقهر كبير في داخله وهما يخبرانه أنه لا يزال صغيرا وأنه لم يحن الوقت بعد..
فيقول لهما أنه يطيعهما في كل شيء لكن لا يحق لهما أن يمنعاه مما فيه طاعة ورضا لله عز وجل.. ويقول أيضاً_أنا لن أرضى ولن أقبل بأن أموت في البيت أو فوق السرير مهما يكن.. وأريد أن استشهد في الجبهات.!
فتيقن الوالدان أن ابنهما الصغير له تفكير رجولي وعمق ووضوح في الرؤية..
كان مصطفى يعرف أنه لن يعيش طويلاً في الدنيا لأن روحه تتوق إلى السماء فعندما قال له أحدهم في عرس أخيه عقبا لك، رد عليه_ أنا سأتزوج في الجنة..
حتى إن زرته في المدرسة ستجده وهو يقول لمعلمته أنا ليس مكاني هنا.. أنا مكاني في الجبهات..
و ها هو يطير من الفرحة عندما أخبره والده بموافقته بأن يلتحق بدورة تدريبية و أن ينطلق ويحلق في ركب المجاهدين الأبرار في سبيل الله والوطن والعزة والكرامة..
*ربح البيع مصطفى
وها هي الأمنيّة الغالية التي تمناها مصطفى و رابط وسهرلأجلها الليالي في مواقع عدة قد تحققت.. وكيف لفارسٍ كمصطفى أن تأتيه المنية إلا في المكان الذي تمناه.. وهي في الحقيقة لم تكن منية بل كانت الحياة الأبدية..
نعم يا مصطفى ليس جدير بمثلك أن يموت في البيت أو على الفراش.. ولم يكن يليق بمؤمن مجاهد مثلك إلا الشهادة التي كان يتمناها و أناله الله إياها.. بعد أن شهد له من يعرفه من المجاهدين أنه كان يمتلك إيمان وشجاعة قل تواجدها بين نظراءه وأقران سنه بل وإنه كان قدوة لمن يكبرونه سناً..