*شهيد المحراب*
في كل سنةٍ من شهر رمضان المبارك تمر بنا ذكرى استشهاد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ، وصي الرسول وابن عمه وأخيه، إمام المتقين وولي المؤمنين تأتي هذه الذكرى الأليمه والفاجعه الكبرى لنستلهم منها الكثير من الدروس والعبر التي تحذرنا من عواقب التفريط؛ فحادثة استشهاد الامام علي(ع) في أمةٍ كانت تعايش هذا الرجل وترى عدله وتراه قرآناً ناطقاً، امةٌ كانت ترى المواقف التي تحكي عن إيمانه وتحكي عن جهاده واسبساله، أمةٌ كانت تسمع الاحاديث من نبيها عن عظيم منزلته وجليل فضله وتتجلّى مواقفه في واقع حياته العامره بالجهاد والصبر والايمان الصادق،
مواقفه التي تحكي عن بطولاته وشجاعته التي سخرها في إعلاء راية الاسلام، ومع كل ماذكر ومالا يستطيع الانسان أن يحصيه من فضائل هذه الشخصيه العظيمه تفرط الامه تفريطاً كبيراًوتتعامل بجفاء قل نظيره مع من ولّاه خاتم الانبياء وأكمل الله بأمر ولايته الدين..
ظلال مابعده ظلال يصل بالامه إلى أن يقتل فيها هذا الرجل العظيم غدراً في محراب صلاته بالكوفه وتخضّب لحيته بدم هامته..
هي فتنةٌ أراد أهلها أن تقوم لحرف مسار الرساله الإلهيه عن طريقها الذي كان الامام علي (ع)بحكمته واقترانه بالنهج القويم (القران الكريم) قد اعاد تصحيحه،
سقطت تلك الفتنه وسقط صانعوها بدئاً من حرب صفين عندما تجلّى لأهل الحق مكر أهل الباطل عندما رفعوا المصاحف على الرماح حتى قال الامام علي (ع):(والله لقد فقأت عين الفتنه )..
لنا عبرةٌ في الكثير من ذلك الزمن من من اغتروا بمكر أهل الباطل ليخرجوا من صف الحق ويتهيون بتخاذلهم وكأنهم كقوم موسى اللذين تخاذلو. عن دخول الارض المقدسة التي كتب الله لهم فيها فكانت العاقبه هي التيه والخزي في الدنيا والآخره..
نعود لنتأمل في قول الامام علي في حرب صفين نجد أن الفتنه فعلاً قد فقأت عينها، فلولا تضحيات أهل البيت وجهادهم لما وصلنا الدين بنقائه لأنهم حملو هم هداية الامه وتجلى لنا عظيم وسمو إيمانهم وحبهم لله فأخلصوا لله ورفعو راية الحق وكانو هم أهله ولم يكن فيهم من يرى للدنيا أي مقام..
هي مواقف خلدت وصاغها التاريخ ليست رواياتٌ تروى،هو الايمان العظيم هي المبادئ الساميه التي حملتها هذه الرساله وحملها النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده العتره الطاهره ليسير على نهجهم من تشربو حب الله ورسوله والمؤمنين واتخذوهم اولياء،فتبرأو بذلك من كل شركٍ وظلال .
السلام عليك ياأمير المؤمنين.
السلام عليك من كل حرٍ في هذه الارض اتخذ من ولايتك مساراً في حياته فرأى الشهاده له فوزاً عظيماً، كما كنت انت تراها فوزاً عظيماً ونطقت بها جوارحك *(فُزْتُ وَرَبِ الكَعْبَه)*
*#ذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام*
*1439ه* العام_البالستي*
*#انفروا_خفافا_وثقالا*
🔰 *مديرة قناة زينبيات*
🔰 *العصر في اليمن*
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
https://telegram.me/wksqzh
في كل سنةٍ من شهر رمضان المبارك تمر بنا ذكرى استشهاد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ، وصي الرسول وابن عمه وأخيه، إمام المتقين وولي المؤمنين تأتي هذه الذكرى الأليمه والفاجعه الكبرى لنستلهم منها الكثير من الدروس والعبر التي تحذرنا من عواقب التفريط؛ فحادثة استشهاد الامام علي(ع) في أمةٍ كانت تعايش هذا الرجل وترى عدله وتراه قرآناً ناطقاً، امةٌ كانت ترى المواقف التي تحكي عن إيمانه وتحكي عن جهاده واسبساله، أمةٌ كانت تسمع الاحاديث من نبيها عن عظيم منزلته وجليل فضله وتتجلّى مواقفه في واقع حياته العامره بالجهاد والصبر والايمان الصادق،
مواقفه التي تحكي عن بطولاته وشجاعته التي سخرها في إعلاء راية الاسلام، ومع كل ماذكر ومالا يستطيع الانسان أن يحصيه من فضائل هذه الشخصيه العظيمه تفرط الامه تفريطاً كبيراًوتتعامل بجفاء قل نظيره مع من ولّاه خاتم الانبياء وأكمل الله بأمر ولايته الدين..
ظلال مابعده ظلال يصل بالامه إلى أن يقتل فيها هذا الرجل العظيم غدراً في محراب صلاته بالكوفه وتخضّب لحيته بدم هامته..
هي فتنةٌ أراد أهلها أن تقوم لحرف مسار الرساله الإلهيه عن طريقها الذي كان الامام علي (ع)بحكمته واقترانه بالنهج القويم (القران الكريم) قد اعاد تصحيحه،
سقطت تلك الفتنه وسقط صانعوها بدئاً من حرب صفين عندما تجلّى لأهل الحق مكر أهل الباطل عندما رفعوا المصاحف على الرماح حتى قال الامام علي (ع):(والله لقد فقأت عين الفتنه )..
لنا عبرةٌ في الكثير من ذلك الزمن من من اغتروا بمكر أهل الباطل ليخرجوا من صف الحق ويتهيون بتخاذلهم وكأنهم كقوم موسى اللذين تخاذلو. عن دخول الارض المقدسة التي كتب الله لهم فيها فكانت العاقبه هي التيه والخزي في الدنيا والآخره..
نعود لنتأمل في قول الامام علي في حرب صفين نجد أن الفتنه فعلاً قد فقأت عينها، فلولا تضحيات أهل البيت وجهادهم لما وصلنا الدين بنقائه لأنهم حملو هم هداية الامه وتجلى لنا عظيم وسمو إيمانهم وحبهم لله فأخلصوا لله ورفعو راية الحق وكانو هم أهله ولم يكن فيهم من يرى للدنيا أي مقام..
هي مواقف خلدت وصاغها التاريخ ليست رواياتٌ تروى،هو الايمان العظيم هي المبادئ الساميه التي حملتها هذه الرساله وحملها النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده العتره الطاهره ليسير على نهجهم من تشربو حب الله ورسوله والمؤمنين واتخذوهم اولياء،فتبرأو بذلك من كل شركٍ وظلال .
السلام عليك ياأمير المؤمنين.
السلام عليك من كل حرٍ في هذه الارض اتخذ من ولايتك مساراً في حياته فرأى الشهاده له فوزاً عظيماً، كما كنت انت تراها فوزاً عظيماً ونطقت بها جوارحك *(فُزْتُ وَرَبِ الكَعْبَه)*
*#ذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام*
*1439ه* العام_البالستي*
*#انفروا_خفافا_وثقالا*
🔰 *مديرة قناة زينبيات*
🔰 *العصر في اليمن*
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
https://telegram.me/wksqzh
Telegram
زينبيات العصر في اليمن
🔮 قناة شاملة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على بلدنا الحبيب 🇾🇪
⭕️اخبارية
📚 ثقافية:
✌️ جهادية :
📕 توعوية:
🎼 اروع الزوامل :
♻️ شاملة :كل مايخص المسيرة القرآنية
زينبيـ العصر ـات فـ اليمن ـي
ஜ ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
⭕️اخبارية
📚 ثقافية:
✌️ جهادية :
📕 توعوية:
🎼 اروع الزوامل :
♻️ شاملة :كل مايخص المسيرة القرآنية
زينبيـ العصر ـات فـ اليمن ـي
ஜ ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
🍀اليوم العشرون🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عندما نستذكر فضائل ومواقف الإمام علي (عليه السلام) ما الذي يجب أن نستلهمه؟
🔸 – كيف كان استقبال الإمام علي (عليه السلام) للشهادة؟
🔸 – عندما يقول الإمام علي (عليه السلام)" "فزت ورب الكعبة" بينما آخرون ممن سمعوه تمنى أحدهم عند احتضاره أنه بعرات لخروف، علام يدل ذلك؟
🔸 – اذكر الآية الدالة عل أن الإمام علي (عليه السلام) كان شاهدا لرسول الله؟ وكيف كانت شهادته للرسول؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#ذكرى_استشهاد_الامام_علي(ع)
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة
وعندما نرجع إلى علي (صلوات الله عليه) نراه - كما أسلفنا - يُلْهِمُ من خلال ما قدّم، من خلال ما تكلم، يُلْهِم الناس كيف تكون المواقف الصحيحة، كيف تكون التوجهات التي فيها نجاة الناس. عندما نرجع إلى فضائل الإمام علي (صلوات الله عليه) نجد أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يثني عليه كثيرًا.
يجب أن نفهم من كل هذا، من كل ما قدمه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، من فضائل لعلي، من كل ما ذكره من فضائل لعلي، من كل ما وجدناه من مواقف عظيمة لعلي أن تفكير النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وتفكير علي، وما يريده النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، وما يريده الإمام علي هو أن نأخذ من ذلك العبرة، نأخذ من ذلك الوعي، نأخذ من ذلك ما يجعلنا مستبصرين في كل شؤون الحياة، في كل المواقف التي يطلب منا أن نقفها في هذه الحياة، أن نعرف المقاييس الصحيحة التي من خلالها نستطيع أن نقيّم الأشخاص والمواقف والاتجاهات في هذه الحياة؛ لهذا قال عنه (صلوات الله عليه وعلى آله): "علي مع الحق، والحق مع علي".
ونحن شيعة علي يجب أن نرجع إلى دراسة تاريخ علي، إلى دراسة سيرة علي (صلوات الله عليه)؛ لنعرف كيف نقتدي به؟ كيف نسير على خطاه؟ كيف نتمسك بنهجه؟ كيف نسلك السبيل الذي سلكه؟ كيف ننظر إلى الأمور كنظرته؛ لأنه بالتأكيد قرين القرآن.
ثم نأتِي إلى موضوع آخر هو: كيف كان استقبال علي (صلوات الله عليه) للشهادة؟
قد تحدثنا عمّا الذي أوصل الإمام عليًا (صلوات الله عليه) إلى أن نراه يخرُّ صريعًا في وسط أمة مسلمة، وداخل بيت من بيوت الله، كيف كان استقباله للشهادة هو؟ لنعرف أن الإمام عليًا (صلوات الله عليه) كان يرى أن مقام الشهادة مقام عظيم، وأنها أمْنِيَة كان يطلبها، أنها أمنية كان يسأل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عنها هل سيحصل عليها؟، ومتى سيحصل عليها؟
استقبلها الإمام علي (عليه السلام) استقبال من يعرف كرامة الشهيد، عظمة الشهيد. فعندما خرَّ صريعًا بعد تلك الضربة قال (صلوات الله عليه): "فُزْتُ ورب الكعبة".
بينما نرى التاريخ يحكي عن أشخاص آخرين ممن سبقوه أن أحدهم تمنى عند احتضاره أنه كان بَعَرَات لخروف تتساقط هنا وهناك، لكن عليًا (صلوات الله عليه) قال: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه على يقين من سلامة دينه، على يقين من صحة موقفه، على يقين من صحة نهجه، على يقين من أن الله سبحانه وتعالى قد منح الشهداء، وأعطى الشهداء الكرامة التي تجعل مثله - على الرغم من عباداته الكثيرة - يصرخ بهذه الكلمة العظيمة مقسمًا: "فزت ورب الكعبة".
ما أحوجنا - أيها الإخوة - إلى أن نستلهم من علي (صلوات الله عليه) الصبر على الحق، الصمود في مواجهة الباطل، استقبال العناء والشدائد بصدور رَحْبَة، بعزائم قوية، بإرادات لا تُقهر، برؤية واضحة، ببصيرة عالية فنكون ممن يحمل شعور علي حتى في لحظة الاستشهاد، في لحظة اغتياله يرى نفسه مسرورًا "فزت ورب الكعبة".
لماذا سماه فوزًا؟ وهل يمكن للكثير منا، الذي يرى نفسه فائزًا أنه لم يُقْحِم نفسه - كما يقول الكثير - في مشكلة، أنه لم يدخل في عمل ربما يؤدي إلى مشكلة، أنه يبتعد مسافات عن أن يحصل عليه أبسط ما يحتمل من ضر في ماله أو في نفسه، هل يمكن لأحد ممن يفكر هذا التفكير أن يقول عندما يحتضر، عندما تأتيه ملائكة الموت: "فُزتُ ورب الكعبة"؟؟ لا والله، بل ربما يصرخ مُتَأَوِّهًا، بل ربما يَبْهَرَه الموت - كما قال الإمام علي (صلوات الله عليه) وهو يوصي ابنه الحسن ويحذره من أن يكون على طريقة سيئة عندما يفاجئه الموت - قال: "فيَبْهَرَك". نعوذ بالله من بَهْرَة الموت.
متى تكون بَهْرَة الموت؟ عندما تكون أنت من لم تحرص على سلامة دينك، من لم تُضَحِّ من أجل دينك، من لا تعتبر السقوط شهيدًا في سبيل الله من أجل سلامة دينك فوزًا، سيبهرك الموت، وسيبهرك الحشر، وستبهرك زبانية جهنم، هذا شيء لا شك فيه.
الإمام علي عندما يقول: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه سار على منهجية هي منهجية يفوز من سار عليها.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عندما نستذكر فضائل ومواقف الإمام علي (عليه السلام) ما الذي يجب أن نستلهمه؟
🔸 – كيف كان استقبال الإمام علي (عليه السلام) للشهادة؟
🔸 – عندما يقول الإمام علي (عليه السلام)" "فزت ورب الكعبة" بينما آخرون ممن سمعوه تمنى أحدهم عند احتضاره أنه بعرات لخروف، علام يدل ذلك؟
🔸 – اذكر الآية الدالة عل أن الإمام علي (عليه السلام) كان شاهدا لرسول الله؟ وكيف كانت شهادته للرسول؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#ذكرى_استشهاد_الامام_علي(ع)
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة
وعندما نرجع إلى علي (صلوات الله عليه) نراه - كما أسلفنا - يُلْهِمُ من خلال ما قدّم، من خلال ما تكلم، يُلْهِم الناس كيف تكون المواقف الصحيحة، كيف تكون التوجهات التي فيها نجاة الناس. عندما نرجع إلى فضائل الإمام علي (صلوات الله عليه) نجد أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يثني عليه كثيرًا.
يجب أن نفهم من كل هذا، من كل ما قدمه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، من فضائل لعلي، من كل ما ذكره من فضائل لعلي، من كل ما وجدناه من مواقف عظيمة لعلي أن تفكير النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وتفكير علي، وما يريده النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، وما يريده الإمام علي هو أن نأخذ من ذلك العبرة، نأخذ من ذلك الوعي، نأخذ من ذلك ما يجعلنا مستبصرين في كل شؤون الحياة، في كل المواقف التي يطلب منا أن نقفها في هذه الحياة، أن نعرف المقاييس الصحيحة التي من خلالها نستطيع أن نقيّم الأشخاص والمواقف والاتجاهات في هذه الحياة؛ لهذا قال عنه (صلوات الله عليه وعلى آله): "علي مع الحق، والحق مع علي".
ونحن شيعة علي يجب أن نرجع إلى دراسة تاريخ علي، إلى دراسة سيرة علي (صلوات الله عليه)؛ لنعرف كيف نقتدي به؟ كيف نسير على خطاه؟ كيف نتمسك بنهجه؟ كيف نسلك السبيل الذي سلكه؟ كيف ننظر إلى الأمور كنظرته؛ لأنه بالتأكيد قرين القرآن.
ثم نأتِي إلى موضوع آخر هو: كيف كان استقبال علي (صلوات الله عليه) للشهادة؟
قد تحدثنا عمّا الذي أوصل الإمام عليًا (صلوات الله عليه) إلى أن نراه يخرُّ صريعًا في وسط أمة مسلمة، وداخل بيت من بيوت الله، كيف كان استقباله للشهادة هو؟ لنعرف أن الإمام عليًا (صلوات الله عليه) كان يرى أن مقام الشهادة مقام عظيم، وأنها أمْنِيَة كان يطلبها، أنها أمنية كان يسأل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عنها هل سيحصل عليها؟، ومتى سيحصل عليها؟
استقبلها الإمام علي (عليه السلام) استقبال من يعرف كرامة الشهيد، عظمة الشهيد. فعندما خرَّ صريعًا بعد تلك الضربة قال (صلوات الله عليه): "فُزْتُ ورب الكعبة".
بينما نرى التاريخ يحكي عن أشخاص آخرين ممن سبقوه أن أحدهم تمنى عند احتضاره أنه كان بَعَرَات لخروف تتساقط هنا وهناك، لكن عليًا (صلوات الله عليه) قال: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه على يقين من سلامة دينه، على يقين من صحة موقفه، على يقين من صحة نهجه، على يقين من أن الله سبحانه وتعالى قد منح الشهداء، وأعطى الشهداء الكرامة التي تجعل مثله - على الرغم من عباداته الكثيرة - يصرخ بهذه الكلمة العظيمة مقسمًا: "فزت ورب الكعبة".
ما أحوجنا - أيها الإخوة - إلى أن نستلهم من علي (صلوات الله عليه) الصبر على الحق، الصمود في مواجهة الباطل، استقبال العناء والشدائد بصدور رَحْبَة، بعزائم قوية، بإرادات لا تُقهر، برؤية واضحة، ببصيرة عالية فنكون ممن يحمل شعور علي حتى في لحظة الاستشهاد، في لحظة اغتياله يرى نفسه مسرورًا "فزت ورب الكعبة".
لماذا سماه فوزًا؟ وهل يمكن للكثير منا، الذي يرى نفسه فائزًا أنه لم يُقْحِم نفسه - كما يقول الكثير - في مشكلة، أنه لم يدخل في عمل ربما يؤدي إلى مشكلة، أنه يبتعد مسافات عن أن يحصل عليه أبسط ما يحتمل من ضر في ماله أو في نفسه، هل يمكن لأحد ممن يفكر هذا التفكير أن يقول عندما يحتضر، عندما تأتيه ملائكة الموت: "فُزتُ ورب الكعبة"؟؟ لا والله، بل ربما يصرخ مُتَأَوِّهًا، بل ربما يَبْهَرَه الموت - كما قال الإمام علي (صلوات الله عليه) وهو يوصي ابنه الحسن ويحذره من أن يكون على طريقة سيئة عندما يفاجئه الموت - قال: "فيَبْهَرَك". نعوذ بالله من بَهْرَة الموت.
متى تكون بَهْرَة الموت؟ عندما تكون أنت من لم تحرص على سلامة دينك، من لم تُضَحِّ من أجل دينك، من لا تعتبر السقوط شهيدًا في سبيل الله من أجل سلامة دينك فوزًا، سيبهرك الموت، وسيبهرك الحشر، وستبهرك زبانية جهنم، هذا شيء لا شك فيه.
الإمام علي عندما يقول: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه سار على منهجية هي منهجية يفوز من سار عليها.