🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – بماذا يتذرع من يرفضون الإيمان بالله والتسليم لأوامره؟
🔸 – هل يعفيك التهرب عن الحق عن المسؤولية أمامه؟ وما مدى الجرم الذي يرتكبه هذا المتهرب؟
🔸 – في أي سياق جاء ذكر الموت في القرآن الكريم؟
🔸 – كيف تتناقض ثقافة التخويف بالموت مع ثقافة الجهاد والثقافة القرآنية؟
🔸 – كيف كانت علاقة الإمام علي عليه السلام مع الموت؟
🔸 – مما يخاف المؤمن؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
الذي {بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} ألا يستطيع أن يعيد خلقه من جديد؟ بلى.. يستطيع أن يعيده من جديد. {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أليس قولهم: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} أليس كفرا؟ لأنه استبعاد هنا، ليس استفهام، ليس سؤالًا هل نحن سنبعث من جديد؟ هذا سؤال يمكن أن يجيب عليه، يجيب عليه القرآن يجيب عليه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ممكن أن يجيب عليه، لكنهم تلفظوا به بشكل استغراب واستنكار واستبعاد.. {أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}!! بعيد لا يمكن.
أي: أنهم لا يريدون أن يؤمنوا لا أن القضية هذه لا براهين عليها كافية لا أدلة عليها دامغة، هذه حالة تحصل عند الناس في ذلك الزمان بما يتعلق بالبعث، وتحصل عند كثير منا نحن المسلمون في قضايا متعددة.
مثلا.. [كيف يأمرنا الله باتباعهم وهم ناس مثلنا.. ما هو الفرق بيننا وبينهم]؟ أليس هكذا يقال؟ استفهام على هذا النحو؟ بل أنت في واقعك لا تريد أن تؤمن بالقضية لا أن الأدلة عليها ليست كافية. بل أنت لا تريد أن تؤمن بهذه القضية، أنت رافض لها {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أنت بالإيمان بهذه القضية لا تريد أن تقبله، لا تريد أن يتسرب إلى أعماق نفسك، وهذه هي من الحالات الخطيرة عند الإنسان، الحالات الخطيرة أن يحدد موقفا مسبقا لديه، يجعله معاندا متمردا، يدفع كل شيء مهما كانت أدلته واضحة وقوية وجلية.
هذه توجهنا نحن إلى أن يكون الإنسان في واقعه منفتحًا على هداية الله، ومسلما نفسه لله أن يتقبل منه، وسترى كل شيء أمامك، سترى أدلته كافية وفوق الكافية، في كل شأن من شؤون الدين، في كل شأن من شؤون الدين.. متى ما آمنت بهذه. لكن إذا اتخذت هذا الموقف المسبق كما اتخذه هؤلاء {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} فهم يصرحون برفضهم لكن بأسلوب آخر، بأسلوب الاستبعاد وكأن القضية لا دليل عليها، هو نفس الأسلوب الذي يقوله شخص.. [كيف يأمرنا الله باتباع أشخاص مثلنا نراهم مثلنا، ما بيننا نحن وإياهم فرق].. أليس هكذا تحصل عبارة كيف. نفس الاستفهام. أنا رافض لا أريد أن أؤمن بهذه القضية ولا أرغب أن أتقبلها، فأقدم رفضي لها بصيغة استبعاد بالشكل الذي يوحي بأنه لا دليل عليها.
أدلة البعث أليست كثيرة جدا؟! كثيرة جدًا جدًا في القرآن الكريم منها هذه: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} (السجدة: من الآية7- 9) أليست هذه أدلة على أن من خلق هذه قادر على بعث عباده يوم القيامة؟ إنها لكافية.
لكن انظر ماذا قالوا في مقابل تلك الأدلة الدامغة لما كان واقعهم أنهم كافرون من الأساس. أي رافضون لا يريدون أن يؤمنوا بها {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} هكذا يقول الإنسان الكافر في نفسه، الرافض في نفسه أمام أي قضية من القضايا مهما كانت جلية، مهما كانت واضحة. هكذا يقول لكنه لا ينفعه هذا القول، أنظر ماذا قال بعد؟ مما يؤكد لنا ما قلناه أنهم عندما قالوا: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} إنهم يستبعدون ذلك لكن ليس استبعاد من لا يعرف الأدلة أو استبعاد قضية باعتبار أنه لا أدلة عليها، إنما استبعاد من هو جاحد ورافض في نفسه.
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ} (السجدة: من الآية11) قل لهؤلاء: هناك بعث لا بد منه، وبعث هذه تفاصيله أمامكم وهذه بدايته، أنتم حتى هذا الموت الذي ترونه يوميا لبعضكم بعض ليس شيئا تلقائيًا أو شأنًا يأتي مصادفة من شؤون الحياة، إنه هو قضية موكلة إلى طرف آخر من عبادنا {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ} (السجدة: من الآية11) لتعرفوا أنكم ستبعثون رغما عنكم، أن بداية الرجوع إلى الله ستكون من متى؟ من الموت، الموت هو بداية الرجوع إلى الله، فقل لهم: إنهم سيساقون إلى الله رغمًا عنهم، وأنه من أول حادثة ومن أول خطوة يساقون بها إلى الله هي خطوة نحن نتبناها، ملك موكل من عندنا يتوفاكم؛ لتعرفوا بأن جحودكم هذا لا يمكن أن يغني عنكم شيئا.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – بماذا يتذرع من يرفضون الإيمان بالله والتسليم لأوامره؟
🔸 – هل يعفيك التهرب عن الحق عن المسؤولية أمامه؟ وما مدى الجرم الذي يرتكبه هذا المتهرب؟
🔸 – في أي سياق جاء ذكر الموت في القرآن الكريم؟
🔸 – كيف تتناقض ثقافة التخويف بالموت مع ثقافة الجهاد والثقافة القرآنية؟
🔸 – كيف كانت علاقة الإمام علي عليه السلام مع الموت؟
🔸 – مما يخاف المؤمن؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
الذي {بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} ألا يستطيع أن يعيد خلقه من جديد؟ بلى.. يستطيع أن يعيده من جديد. {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أليس قولهم: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} أليس كفرا؟ لأنه استبعاد هنا، ليس استفهام، ليس سؤالًا هل نحن سنبعث من جديد؟ هذا سؤال يمكن أن يجيب عليه، يجيب عليه القرآن يجيب عليه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ممكن أن يجيب عليه، لكنهم تلفظوا به بشكل استغراب واستنكار واستبعاد.. {أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}!! بعيد لا يمكن.
أي: أنهم لا يريدون أن يؤمنوا لا أن القضية هذه لا براهين عليها كافية لا أدلة عليها دامغة، هذه حالة تحصل عند الناس في ذلك الزمان بما يتعلق بالبعث، وتحصل عند كثير منا نحن المسلمون في قضايا متعددة.
مثلا.. [كيف يأمرنا الله باتباعهم وهم ناس مثلنا.. ما هو الفرق بيننا وبينهم]؟ أليس هكذا يقال؟ استفهام على هذا النحو؟ بل أنت في واقعك لا تريد أن تؤمن بالقضية لا أن الأدلة عليها ليست كافية. بل أنت لا تريد أن تؤمن بهذه القضية، أنت رافض لها {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أنت بالإيمان بهذه القضية لا تريد أن تقبله، لا تريد أن يتسرب إلى أعماق نفسك، وهذه هي من الحالات الخطيرة عند الإنسان، الحالات الخطيرة أن يحدد موقفا مسبقا لديه، يجعله معاندا متمردا، يدفع كل شيء مهما كانت أدلته واضحة وقوية وجلية.
هذه توجهنا نحن إلى أن يكون الإنسان في واقعه منفتحًا على هداية الله، ومسلما نفسه لله أن يتقبل منه، وسترى كل شيء أمامك، سترى أدلته كافية وفوق الكافية، في كل شأن من شؤون الدين، في كل شأن من شؤون الدين.. متى ما آمنت بهذه. لكن إذا اتخذت هذا الموقف المسبق كما اتخذه هؤلاء {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} فهم يصرحون برفضهم لكن بأسلوب آخر، بأسلوب الاستبعاد وكأن القضية لا دليل عليها، هو نفس الأسلوب الذي يقوله شخص.. [كيف يأمرنا الله باتباع أشخاص مثلنا نراهم مثلنا، ما بيننا نحن وإياهم فرق].. أليس هكذا تحصل عبارة كيف. نفس الاستفهام. أنا رافض لا أريد أن أؤمن بهذه القضية ولا أرغب أن أتقبلها، فأقدم رفضي لها بصيغة استبعاد بالشكل الذي يوحي بأنه لا دليل عليها.
أدلة البعث أليست كثيرة جدا؟! كثيرة جدًا جدًا في القرآن الكريم منها هذه: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} (السجدة: من الآية7- 9) أليست هذه أدلة على أن من خلق هذه قادر على بعث عباده يوم القيامة؟ إنها لكافية.
لكن انظر ماذا قالوا في مقابل تلك الأدلة الدامغة لما كان واقعهم أنهم كافرون من الأساس. أي رافضون لا يريدون أن يؤمنوا بها {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} هكذا يقول الإنسان الكافر في نفسه، الرافض في نفسه أمام أي قضية من القضايا مهما كانت جلية، مهما كانت واضحة. هكذا يقول لكنه لا ينفعه هذا القول، أنظر ماذا قال بعد؟ مما يؤكد لنا ما قلناه أنهم عندما قالوا: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} إنهم يستبعدون ذلك لكن ليس استبعاد من لا يعرف الأدلة أو استبعاد قضية باعتبار أنه لا أدلة عليها، إنما استبعاد من هو جاحد ورافض في نفسه.
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ} (السجدة: من الآية11) قل لهؤلاء: هناك بعث لا بد منه، وبعث هذه تفاصيله أمامكم وهذه بدايته، أنتم حتى هذا الموت الذي ترونه يوميا لبعضكم بعض ليس شيئا تلقائيًا أو شأنًا يأتي مصادفة من شؤون الحياة، إنه هو قضية موكلة إلى طرف آخر من عبادنا {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ} (السجدة: من الآية11) لتعرفوا أنكم ستبعثون رغما عنكم، أن بداية الرجوع إلى الله ستكون من متى؟ من الموت، الموت هو بداية الرجوع إلى الله، فقل لهم: إنهم سيساقون إلى الله رغمًا عنهم، وأنه من أول حادثة ومن أول خطوة يساقون بها إلى الله هي خطوة نحن نتبناها، ملك موكل من عندنا يتوفاكم؛ لتعرفوا بأن جحودكم هذا لا يمكن أن يغني عنكم شيئا.
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن أن تكون أسماء الملائكة من الأسماء المنكرة؟
🔸 – ما دلالة تسمية القبر في القرآن الكريم "مرقدا"؟
🔸 – هل يستطيع الإنسان أن يجد طريقة كي لا يموت في هذه الدنيا؟
🔸 – أين وضع القرآن الكريم حالة الخوف والفزع؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
القبر حفرة ترقد فيها، ويهال عليك التراب فيها.. لا تشعر بشيء، لا تشعر بشيء. وبعض العلماء استنكر فعلا واستعبد وأنكر قضية [منكر ونكير]، أنه حتى ليس في أسماء الملائكة هذه الأسماء المزعجة الغير طبيعية [منكر ونكير] من أسماء الملائكة؟ لا... اسم الـمَلك خازن جهنم.. أليست جهنم أشد؟ اسمه مقبول [مالك].. أي واحد منا قد يسمي ابنه بهذا الاسم الطبيعي مالك {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (الزخرف: من الآية77) لماذا القبر يضع له ملكين واحد [منكر] وواحد [نكير]! هذا مما استبعده علماء - وهو فعلا مستبعد جدا - ومطرقة لا تستطيع أن تحملها [ربيعة ولا مضر].. وأشياء من هذه. فتش عن الميت بعد أيام ستراه ما يزال جسمه على ما هو عليه وإن كان كافرا، هم يموتون في المستشفيات ويتركون في الثلاجات فلا تسمع شيئا.
يقال للكفار.. أليس الكافر هو من هو جدير بأن يعذب في القبر {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (المؤمنون: من الآية113) والله ما يدري من يوم ما قبض ملك الموت روحه لما بعث بعد آلاف السنين، مرت كلا شيء.
{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (يـس: من الآية52) أليسوا يقولون هكذا يوم القيامة {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}؟ لو كان القبر مزعجا لفرحوا أن يبعثوا. يسلموا الإزعاج داخله، سموه [مرقدًا] وهم كافرون، {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} فيقال لهم: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} (يـس: من الآية52) أخرجوا الآن هذا هو اليوم الشديد، هناك سيقول الكافرون: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} (القمر: من الآية8) ألم يقولوا للقبر مرقدًا، وقالوا ليوم القيامة: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} يوم شديد يوم شديد الأهوال؟
ونحن بالعكس نتحدث عن القبر، وعن منكر ونكير، وعن الموت بتفاصيل كثيرة نجعله هو اليوم العسر، سيتشبث أحدنا بالحياة لا يريد أن يموت في سبيل الله، ولو كان في موته إعلاء كلمة الله في الدنيا كلها.
يقال: بأنه كان هناك أحد العباد كان إذا ذكر الموت عنده تنجس لكثرة ما تكرر على مسامعه، وقد يغلط الإنسان نفسه مع نفسه.. يريد أن يوعظ نفسه، يبحث لتلك الكتب التي فيها الأخبار من هذا النوع.
ارجع إلى القرآن الكريم، أنت تبحث عن الخشية من الله؟ ها هي في القرآن الكريم على أعلى درجاتها {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر: من الآية21) أنت تريد الخوف من الله؟ وتريد تخاف من أعمالك، تخاف من عقوبة أعمالك ارجع إلى القرآن الكريم سترى عقوبات الأعمال ماثلة أمامك في الدنيا وفي الآخرة فتخاف.. أما أن تخوف نفسك لتبتعد عن معاصي معينة سترى نفسك بعيدا عن أن تقوم بأعمال مهمة تركها هي المعصية الكبيرة، تركها هو الذي يجعل تلك الطاعات لا قيمة لها.
أليس هذا هو من الخطأ في التربية، ومن الخطأ في المنهجية مع أنفسنا أو مع الآخرين {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} وبسرعة ينتقل إلى اليوم الآخر {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ويتحدث عن تفاصيل اليوم الآخر، وعما سيلاقي أولئك الناس المستبعدون، وعن ما يلاقي المجرمون، الذين كانوا ناسين لهذا اليوم، عما يلاقونه في ذلك اليوم، هل تحدث عن الموت بكلمة أخرى [ثم على النعش تحملون.. ثم منكر ونكير بمطارقهم تضربون.. ثم في اللحود تضغطون.. ثم.. ثم.. هل هناك شيء؟؟) هل هناك كلمة واحدة في القرآن؟ لا.
لأنه ليس طبيعيا أن يريد منك أن تضحي بنفسك وهو يخوفك من الموت.. أليس هناك أحاديث بل قبل الأحاديث أليس هناك آيات الشهادة هي بالشكل الذي يجعلك تستهين بالموت؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (البقرة: من الآية154) ألغى قائمة الموت تمامًا لا تسموهم أمواتًا ليس هناك موت. ألم يكن إلغاء الموت بالنسبة لهم من أجل ماذا؟ من أجل أن يندفعوا إلى الشهادة، أن يستبسلوا في سبيل الله.. {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (البقرة: من الآية154) كذلك: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن أن تكون أسماء الملائكة من الأسماء المنكرة؟
🔸 – ما دلالة تسمية القبر في القرآن الكريم "مرقدا"؟
🔸 – هل يستطيع الإنسان أن يجد طريقة كي لا يموت في هذه الدنيا؟
🔸 – أين وضع القرآن الكريم حالة الخوف والفزع؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
القبر حفرة ترقد فيها، ويهال عليك التراب فيها.. لا تشعر بشيء، لا تشعر بشيء. وبعض العلماء استنكر فعلا واستعبد وأنكر قضية [منكر ونكير]، أنه حتى ليس في أسماء الملائكة هذه الأسماء المزعجة الغير طبيعية [منكر ونكير] من أسماء الملائكة؟ لا... اسم الـمَلك خازن جهنم.. أليست جهنم أشد؟ اسمه مقبول [مالك].. أي واحد منا قد يسمي ابنه بهذا الاسم الطبيعي مالك {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (الزخرف: من الآية77) لماذا القبر يضع له ملكين واحد [منكر] وواحد [نكير]! هذا مما استبعده علماء - وهو فعلا مستبعد جدا - ومطرقة لا تستطيع أن تحملها [ربيعة ولا مضر].. وأشياء من هذه. فتش عن الميت بعد أيام ستراه ما يزال جسمه على ما هو عليه وإن كان كافرا، هم يموتون في المستشفيات ويتركون في الثلاجات فلا تسمع شيئا.
يقال للكفار.. أليس الكافر هو من هو جدير بأن يعذب في القبر {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (المؤمنون: من الآية113) والله ما يدري من يوم ما قبض ملك الموت روحه لما بعث بعد آلاف السنين، مرت كلا شيء.
{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (يـس: من الآية52) أليسوا يقولون هكذا يوم القيامة {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}؟ لو كان القبر مزعجا لفرحوا أن يبعثوا. يسلموا الإزعاج داخله، سموه [مرقدًا] وهم كافرون، {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} فيقال لهم: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} (يـس: من الآية52) أخرجوا الآن هذا هو اليوم الشديد، هناك سيقول الكافرون: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} (القمر: من الآية8) ألم يقولوا للقبر مرقدًا، وقالوا ليوم القيامة: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} يوم شديد يوم شديد الأهوال؟
ونحن بالعكس نتحدث عن القبر، وعن منكر ونكير، وعن الموت بتفاصيل كثيرة نجعله هو اليوم العسر، سيتشبث أحدنا بالحياة لا يريد أن يموت في سبيل الله، ولو كان في موته إعلاء كلمة الله في الدنيا كلها.
يقال: بأنه كان هناك أحد العباد كان إذا ذكر الموت عنده تنجس لكثرة ما تكرر على مسامعه، وقد يغلط الإنسان نفسه مع نفسه.. يريد أن يوعظ نفسه، يبحث لتلك الكتب التي فيها الأخبار من هذا النوع.
ارجع إلى القرآن الكريم، أنت تبحث عن الخشية من الله؟ ها هي في القرآن الكريم على أعلى درجاتها {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر: من الآية21) أنت تريد الخوف من الله؟ وتريد تخاف من أعمالك، تخاف من عقوبة أعمالك ارجع إلى القرآن الكريم سترى عقوبات الأعمال ماثلة أمامك في الدنيا وفي الآخرة فتخاف.. أما أن تخوف نفسك لتبتعد عن معاصي معينة سترى نفسك بعيدا عن أن تقوم بأعمال مهمة تركها هي المعصية الكبيرة، تركها هو الذي يجعل تلك الطاعات لا قيمة لها.
أليس هذا هو من الخطأ في التربية، ومن الخطأ في المنهجية مع أنفسنا أو مع الآخرين {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} وبسرعة ينتقل إلى اليوم الآخر {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ويتحدث عن تفاصيل اليوم الآخر، وعما سيلاقي أولئك الناس المستبعدون، وعن ما يلاقي المجرمون، الذين كانوا ناسين لهذا اليوم، عما يلاقونه في ذلك اليوم، هل تحدث عن الموت بكلمة أخرى [ثم على النعش تحملون.. ثم منكر ونكير بمطارقهم تضربون.. ثم في اللحود تضغطون.. ثم.. ثم.. هل هناك شيء؟؟) هل هناك كلمة واحدة في القرآن؟ لا.
لأنه ليس طبيعيا أن يريد منك أن تضحي بنفسك وهو يخوفك من الموت.. أليس هناك أحاديث بل قبل الأحاديث أليس هناك آيات الشهادة هي بالشكل الذي يجعلك تستهين بالموت؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (البقرة: من الآية154) ألغى قائمة الموت تمامًا لا تسموهم أمواتًا ليس هناك موت. ألم يكن إلغاء الموت بالنسبة لهم من أجل ماذا؟ من أجل أن يندفعوا إلى الشهادة، أن يستبسلوا في سبيل الله.. {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (البقرة: من الآية154) كذلك: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)
Forwarded from ملزمة الأسبوع
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقول بأنه حين يعيش فترة الشقاء في الدنيا سيعوضه الله في الآخرة، فما العلاقة بين الدنيا والآخرة من هذه الناحية؟
🔸 – من الذي يتحرك في جبهة الباطل؟ ومن الذي ينفق عليها؟ وماذا ينبغي علينا حيال ذلك؟
🔸 – ما الذي نحتاج إليه حتى نسمع ونبصر ونعي ونتيقن في الدنيا؟
🔸 – {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} من هو الذي على بينة، ومن هو الشاهد؟
🔸 – كيف أتى الهدى والبيان من الله تعالى؟ وهل من لوازم كمال التوضيح للهدى أن يؤتي الله كل نفس هداها؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء سنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (طـه:125) كنت بصيرا بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} (طـه: من الآية126) كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع.. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه: من الآية126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جدا؟! كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جدا. يربط بين العمل في الدنيا وبين العمل في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الذي يغيب عن أذهاننا كثيرا ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع.. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى ما نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه.. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا.. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة.. هي سبب الندامة.. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحا لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـال صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة مصلحة في الحيـاة لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: من الآية227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح.. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل.. ما الفارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحًا؟ إذًا فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: من الآية104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون.. وهكذا.. الأعمال شكليتها واحدة لكن هناك أعمال صالحة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحة فيما إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: من الآية37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح؛ لأنه في مصلحتك أنت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها؛ لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقول بأنه حين يعيش فترة الشقاء في الدنيا سيعوضه الله في الآخرة، فما العلاقة بين الدنيا والآخرة من هذه الناحية؟
🔸 – من الذي يتحرك في جبهة الباطل؟ ومن الذي ينفق عليها؟ وماذا ينبغي علينا حيال ذلك؟
🔸 – ما الذي نحتاج إليه حتى نسمع ونبصر ونعي ونتيقن في الدنيا؟
🔸 – {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} من هو الذي على بينة، ومن هو الشاهد؟
🔸 – كيف أتى الهدى والبيان من الله تعالى؟ وهل من لوازم كمال التوضيح للهدى أن يؤتي الله كل نفس هداها؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء سنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (طـه:125) كنت بصيرا بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} (طـه: من الآية126) كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع.. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه: من الآية126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جدا؟! كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جدا. يربط بين العمل في الدنيا وبين العمل في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الذي يغيب عن أذهاننا كثيرا ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع.. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى ما نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه.. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا.. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة.. هي سبب الندامة.. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحا لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـال صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة مصلحة في الحيـاة لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: من الآية227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح.. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل.. ما الفارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحًا؟ إذًا فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: من الآية104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون.. وهكذا.. الأعمال شكليتها واحدة لكن هناك أعمال صالحة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحة فيما إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: من الآية37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح؛ لأنه في مصلحتك أنت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها؛ لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا لم تكن سنة الهداية إلزامية لكل البشر؟
🔸 – هل يجوز تعذيب الإنسان؟ وماذا لوك كان كافرا عدوا لله؟
🔸 – بعد البيان والهدى الكافي من الله لنا ماذا يستحق المقصرون؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق أنت الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريما لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذًا فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار.. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط.. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق.. ننطلق نتلمس آثار الكرامة في كل جانب من جوانب هدايته لنا.. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة.. أليست العزة هي للمؤمنين؟ إذًا فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) العزة للمؤمنين.. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة بعد كل شخص منهم.. ليست هذه عزة.
أو لم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافرًا! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضا، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون؛ لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى.. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعمله.. انظر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب.
أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطة.. بتلك الطريقة بتعذيبك بالقيود وبالكهرباء وبوسائل أخرى.. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكون هدايته للآخرين على هذا النحو؛ لأنه الكريم وهو العزيز هو من يريد أن يكون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها.. هو كرامتها.. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال.. هنا إهانة.. هنا قهر. أما من جانب الله سبحانه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القرآن الكريم تجد أن خطابه معك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله.. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: من الآية245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: من الآية16) يتحدث مع الناس بمنطق لطيف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسان أمام الله.. لماذا؟ كم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا لم تكن سنة الهداية إلزامية لكل البشر؟
🔸 – هل يجوز تعذيب الإنسان؟ وماذا لوك كان كافرا عدوا لله؟
🔸 – بعد البيان والهدى الكافي من الله لنا ماذا يستحق المقصرون؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق أنت الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريما لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذًا فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار.. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط.. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق.. ننطلق نتلمس آثار الكرامة في كل جانب من جوانب هدايته لنا.. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة.. أليست العزة هي للمؤمنين؟ إذًا فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) العزة للمؤمنين.. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة بعد كل شخص منهم.. ليست هذه عزة.
أو لم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافرًا! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضا، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون؛ لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى.. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعمله.. انظر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب.
أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطة.. بتلك الطريقة بتعذيبك بالقيود وبالكهرباء وبوسائل أخرى.. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكون هدايته للآخرين على هذا النحو؛ لأنه الكريم وهو العزيز هو من يريد أن يكون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها.. هو كرامتها.. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال.. هنا إهانة.. هنا قهر. أما من جانب الله سبحانه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القرآن الكريم تجد أن خطابه معك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله.. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: من الآية245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: من الآية16) يتحدث مع الناس بمنطق لطيف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسان أمام الله.. لماذا؟ كم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الحكمة من إنزال القرآن الكريم؟
🔸 – إذا كان الإنسان يرى نفسه أنه المخلوق الرئيسي في هذا الكون فما الذي يلزم من ذلك؟
🔸 – إذا كان الله قد دبر شؤون كل المخلوقات فماذا عن حياة الإنسان؟ هل دبر الله شؤونه؟ وفي أي جانب منها؟
🔸 – ما سبب ظهور الفساد في الدنيا؟
🔸 – ما الموقف الغريب الذي اتخذناه تجاه تدبير الله لحياتنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمي. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
سيكون درس اليوم حول آيات من كتاب الله الكريم من [سورة السجدة].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم { الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۚ بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) ۞ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ (15) تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)} صدق الله العظيم.
سيكون كلامنا من قول الله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} (السجدة: من الآية10) تقدم من أول السورة الحديث عن أن كتاب الله القرآن الكريم نزل من عند الله العزيز الحكيم، وذكر فيه أيضًا الاستنكار من أن ينسب إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بأنه افترى هذا القرآن.
ومن يتأمل هذا القرآن سيعرف سواء كان من العرب المتقدمين أم من المتأخرين، سواء كان عربيا أم غير عربي، سيعرف أن هذا القرآن لا يمكن أن يفترى إطلاقا من عند أي طرف آخر، لا ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبيائه ولا أي مخلوق من مخلوقاته {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: من الآية82)
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الحكمة من إنزال القرآن الكريم؟
🔸 – إذا كان الإنسان يرى نفسه أنه المخلوق الرئيسي في هذا الكون فما الذي يلزم من ذلك؟
🔸 – إذا كان الله قد دبر شؤون كل المخلوقات فماذا عن حياة الإنسان؟ هل دبر الله شؤونه؟ وفي أي جانب منها؟
🔸 – ما سبب ظهور الفساد في الدنيا؟
🔸 – ما الموقف الغريب الذي اتخذناه تجاه تدبير الله لحياتنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمي. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
سيكون درس اليوم حول آيات من كتاب الله الكريم من [سورة السجدة].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم { الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۚ بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) ۞ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ (15) تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)} صدق الله العظيم.
سيكون كلامنا من قول الله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} (السجدة: من الآية10) تقدم من أول السورة الحديث عن أن كتاب الله القرآن الكريم نزل من عند الله العزيز الحكيم، وذكر فيه أيضًا الاستنكار من أن ينسب إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بأنه افترى هذا القرآن.
ومن يتأمل هذا القرآن سيعرف سواء كان من العرب المتقدمين أم من المتأخرين، سواء كان عربيا أم غير عربي، سيعرف أن هذا القرآن لا يمكن أن يفترى إطلاقا من عند أي طرف آخر، لا ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبيائه ولا أي مخلوق من مخلوقاته {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: من الآية82)
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أي وجه كانت نظرتنا كلنا نحن بني البشر: يهود ونصارى، ووثنيين، ومسلمين نظرتنا إلى الله تقريبًا واحدة؟
🔸 – ما علاقة تدبير شؤون الإنسان بالدين؟
🔸 – ما خطورة ترسيخ كلمة قانون وتشريع في سياق بعيد عن هدي الله؟
🔸 – كيف تحولت العبادات إلى قوالب شكلية بدون مضمون مؤثر؟ ومن يساعد في الدفع إلى هذا الاتجاه؟
🔸 – هل كانت بداية خلق الإنسان غامضة حتى يكفر كثير من الناس؟ وما سبب كفرهم إذا كانت واضحة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس:17) قتل الإنسان ما أجحده، ما أبعده عن معرفة ربه. {ظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: من الآية34) كما وصفه الله في القرآن الكريم.
كلنا نحن بني البشر: يهود ونصارى، ووثنيين، ومسلمين نظرتنا إلى الله تقريبًا واحدة.. أليس هناك حكومات متعددة داخل البلاد الإسلامية هل هي تعمل بالقرآن، وتسير على نهج القرآن؟ لا.
هي من أبعدت نفسها وأبعدت شعوبها عن تدبير الله، وكما أسلفنا: أن تدبير الله للإنسان يختلف عن تدبيره للمخلوقات الأخرى.. تدبيره لنا يتمثل جانب كبير منه جدًا في جانب الهداية، توجيهات، وإرشادات، وتشريعات، أليس هذا هو الجانب الأكثر الذي نحتاج إليه؟ ومما يشهد على أن هذا هو الجانب الأكثر: أن كل الشعوب من مختلف أجناس البشر كلهم ينطلقون لوضع تشريعات لأنفسهم.. أليس كذلك؟ لأنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى وضع دساتير ووضع قوانين ووضع لوائح، أليس هذا هو الذي يحصل؟ أي بنو البشر مسلِّمون على أنهم بحاجة ماسة إلى تشريعات تنظم شؤونهم.. تكون هي في واقعها تدبيرًا لشأنهم الواسع، بل تتردد الكلمات ونسمعها كثيرًا: أنه لا يستقيم وضع الشعب إلا إذا مشى على ماذا؟ وفق القانون، أليس كذلك؟ أن نلتزم جميعًا بالدستور.. ما هذا الذي يحصل من توجيهات الرئيس، وتوجيهات الملك، وتوجيهات أي زعيم في أي بلد آخر؟ يوجه بالالتزام بالقانون، الالتزام بالدستور من أجل استقرار اقتصادي، من أجل التنمية، من أجل استقرار سياسي، من أجل سعادة الأمة.. أليس هذا ما يقولون؟
وهذا هو ما سيكون شاهدًا علينا بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ لأنه ما من شيء مما وجهنا الله إليه ومما طلبه منا إلا ونحن نشهد على أنفسنا بأننا بحاجة ماسة إليه.. هذا واحد من الشواهد.
كلنا بنو البشر مجمعون على أننا بحاجة إلى تشريعات، ودساتير، ولوائح، وأنظمة على مستوى الشعب الواحد، ثم على مستوى المجموعة الواحدة الآسيوية أو العربية، ثم على مستوى الدول كلها، القانون الدولي أليس هذا حاصل؟
هناك حتى قوانين دولية تنظم شؤون الدول كدول.. ألسنا نشهد على أنفسنا أننا بحاجة إلى هذا الجانب، وأن هذا الجانب، هو الجانب المهم الذي تستقيم به الحياة في كل مجالاتها؟
إذًا فنحن شهدنا على أنفسنا بما يريد الله منا أن نعترف به له، فلماذا ننكره إذا كان من جانب الله ونراه ضروريًا إذا ما كان من جانبنا؟ الله الذي يدبر الشؤون لمخلوقاته الواسعة على هذا النحو الواسع: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: من الآية5) نتنكر له أن يدبر شأننا، هذا الذي نرى أنه ضروري.
هذه من الشواهد، تشهد على الإنسان مواقفه في الحياة، تشهد على الإنسان ما هو مسلّم به في الحياة أنه لماذا تسلم بهذا فيما يتعلق بنفسك إذا ما كان من جانبك ضروري، أن يأتي من جانب الله. لا.. تشهد على الإنسان مواقفه، تشهد على الإنسان ضرورياته التي يعترف بها في الحياة، يشهد على الإنسان لسانه، يشهد عليه جلده، تشهد عليه أيديه وأرجله، وما أكثر الشواهد.
ألم يتضح لنا هذا الموضوع الآن؟ أننا وضعنا أنفسنا بديلًا عن الله في الجانب المهم، وأننا كفرنا بالله أن يدبر شأننا هو، وتدبير شأننا هو المهم في الحياة كلها؛ لأن شأن الإنسان هو الذي إذا استقام فاستقام الإنسان ستستقيم الحياة كلها.
لو أن المسألة بالنسبة لنا أن نقول: لسنا بحاجة إلى تدبير شأن إطلاقًا لكانت القضية أهون.. لكننا من نشهد على أنفسنا بأننا بحاجة إلى أنظمة ودساتير ولوائح وقوانين.. إذًا فلماذا لا نرجع إلى الله، أليس الله هو أعلم بنا وأعلم بهذا الكون كله من رجال القانون؟ من القانونيين، من الاقتصاديين، من فلاسفة القانون، من فلاسفة الاقتصاد، من فلاسفة النظم السياسية؟
أليس الله هو الذي يعلم السر في السماوات والأرض؟ وهو الذي خلقنا وبدأ خلقنا من طين كما قال هنا: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (السجدة: من الآية7) الذي أحسن كل شيء خلقه أليس بإمكانه أن يدبر شؤون ما خلقه على أحسن تقويم؟ بلى، بلى هو الذي يستطيع وهو وحده، وحده الذي يستطيع أن يدبر شؤون مخلوقاته بما فيها الإنسان وهو المخلوق المهم على أحسن تقويم.. وكيف لا يعرف أن يدبر شؤونك وهو الذي خلقك وبدأ خلقك من طين؟ آدم. {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} (السجدة:8)
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أي وجه كانت نظرتنا كلنا نحن بني البشر: يهود ونصارى، ووثنيين، ومسلمين نظرتنا إلى الله تقريبًا واحدة؟
🔸 – ما علاقة تدبير شؤون الإنسان بالدين؟
🔸 – ما خطورة ترسيخ كلمة قانون وتشريع في سياق بعيد عن هدي الله؟
🔸 – كيف تحولت العبادات إلى قوالب شكلية بدون مضمون مؤثر؟ ومن يساعد في الدفع إلى هذا الاتجاه؟
🔸 – هل كانت بداية خلق الإنسان غامضة حتى يكفر كثير من الناس؟ وما سبب كفرهم إذا كانت واضحة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس:17) قتل الإنسان ما أجحده، ما أبعده عن معرفة ربه. {ظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: من الآية34) كما وصفه الله في القرآن الكريم.
كلنا نحن بني البشر: يهود ونصارى، ووثنيين، ومسلمين نظرتنا إلى الله تقريبًا واحدة.. أليس هناك حكومات متعددة داخل البلاد الإسلامية هل هي تعمل بالقرآن، وتسير على نهج القرآن؟ لا.
هي من أبعدت نفسها وأبعدت شعوبها عن تدبير الله، وكما أسلفنا: أن تدبير الله للإنسان يختلف عن تدبيره للمخلوقات الأخرى.. تدبيره لنا يتمثل جانب كبير منه جدًا في جانب الهداية، توجيهات، وإرشادات، وتشريعات، أليس هذا هو الجانب الأكثر الذي نحتاج إليه؟ ومما يشهد على أن هذا هو الجانب الأكثر: أن كل الشعوب من مختلف أجناس البشر كلهم ينطلقون لوضع تشريعات لأنفسهم.. أليس كذلك؟ لأنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى وضع دساتير ووضع قوانين ووضع لوائح، أليس هذا هو الذي يحصل؟ أي بنو البشر مسلِّمون على أنهم بحاجة ماسة إلى تشريعات تنظم شؤونهم.. تكون هي في واقعها تدبيرًا لشأنهم الواسع، بل تتردد الكلمات ونسمعها كثيرًا: أنه لا يستقيم وضع الشعب إلا إذا مشى على ماذا؟ وفق القانون، أليس كذلك؟ أن نلتزم جميعًا بالدستور.. ما هذا الذي يحصل من توجيهات الرئيس، وتوجيهات الملك، وتوجيهات أي زعيم في أي بلد آخر؟ يوجه بالالتزام بالقانون، الالتزام بالدستور من أجل استقرار اقتصادي، من أجل التنمية، من أجل استقرار سياسي، من أجل سعادة الأمة.. أليس هذا ما يقولون؟
وهذا هو ما سيكون شاهدًا علينا بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ لأنه ما من شيء مما وجهنا الله إليه ومما طلبه منا إلا ونحن نشهد على أنفسنا بأننا بحاجة ماسة إليه.. هذا واحد من الشواهد.
كلنا بنو البشر مجمعون على أننا بحاجة إلى تشريعات، ودساتير، ولوائح، وأنظمة على مستوى الشعب الواحد، ثم على مستوى المجموعة الواحدة الآسيوية أو العربية، ثم على مستوى الدول كلها، القانون الدولي أليس هذا حاصل؟
هناك حتى قوانين دولية تنظم شؤون الدول كدول.. ألسنا نشهد على أنفسنا أننا بحاجة إلى هذا الجانب، وأن هذا الجانب، هو الجانب المهم الذي تستقيم به الحياة في كل مجالاتها؟
إذًا فنحن شهدنا على أنفسنا بما يريد الله منا أن نعترف به له، فلماذا ننكره إذا كان من جانب الله ونراه ضروريًا إذا ما كان من جانبنا؟ الله الذي يدبر الشؤون لمخلوقاته الواسعة على هذا النحو الواسع: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: من الآية5) نتنكر له أن يدبر شأننا، هذا الذي نرى أنه ضروري.
هذه من الشواهد، تشهد على الإنسان مواقفه في الحياة، تشهد على الإنسان ما هو مسلّم به في الحياة أنه لماذا تسلم بهذا فيما يتعلق بنفسك إذا ما كان من جانبك ضروري، أن يأتي من جانب الله. لا.. تشهد على الإنسان مواقفه، تشهد على الإنسان ضرورياته التي يعترف بها في الحياة، يشهد على الإنسان لسانه، يشهد عليه جلده، تشهد عليه أيديه وأرجله، وما أكثر الشواهد.
ألم يتضح لنا هذا الموضوع الآن؟ أننا وضعنا أنفسنا بديلًا عن الله في الجانب المهم، وأننا كفرنا بالله أن يدبر شأننا هو، وتدبير شأننا هو المهم في الحياة كلها؛ لأن شأن الإنسان هو الذي إذا استقام فاستقام الإنسان ستستقيم الحياة كلها.
لو أن المسألة بالنسبة لنا أن نقول: لسنا بحاجة إلى تدبير شأن إطلاقًا لكانت القضية أهون.. لكننا من نشهد على أنفسنا بأننا بحاجة إلى أنظمة ودساتير ولوائح وقوانين.. إذًا فلماذا لا نرجع إلى الله، أليس الله هو أعلم بنا وأعلم بهذا الكون كله من رجال القانون؟ من القانونيين، من الاقتصاديين، من فلاسفة القانون، من فلاسفة الاقتصاد، من فلاسفة النظم السياسية؟
أليس الله هو الذي يعلم السر في السماوات والأرض؟ وهو الذي خلقنا وبدأ خلقنا من طين كما قال هنا: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (السجدة: من الآية7) الذي أحسن كل شيء خلقه أليس بإمكانه أن يدبر شؤون ما خلقه على أحسن تقويم؟ بلى، بلى هو الذي يستطيع وهو وحده، وحده الذي يستطيع أن يدبر شؤون مخلوقاته بما فيها الإنسان وهو المخلوق المهم على أحسن تقويم.. وكيف لا يعرف أن يدبر شؤونك وهو الذي خلقك وبدأ خلقك من طين؟ آدم. {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} (السجدة:8)
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – بماذا يتذرع من يرفضون الإيمان بالله والتسليم لأوامره؟
🔸 – هل يعفيك التهرب عن الحق عن المسؤولية أمامه؟ وما مدى الجرم الذي يرتكبه هذا المتهرب؟
🔸 – في أي سياق جاء ذكر الموت في القرآن الكريم؟
🔸 – كيف تتناقض ثقافة التخويف بالموت مع ثقافة الجهاد والثقافة القرآنية؟
🔸 – كيف كانت علاقة الإمام علي عليه السلام مع الموت؟
🔸 – مما يخاف المؤمن؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
الذي {بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} ألا يستطيع أن يعيد خلقه من جديد؟ بلى.. يستطيع أن يعيده من جديد. {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أليس قولهم: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} أليس كفرا؟ لأنه استبعاد هنا، ليس استفهام، ليس سؤالًا هل نحن سنبعث من جديد؟ هذا سؤال يمكن أن يجيب عليه، يجيب عليه القرآن يجيب عليه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ممكن أن يجيب عليه، لكنهم تلفظوا به بشكل استغراب واستنكار واستبعاد.. {أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}!! بعيد لا يمكن.
أي: أنهم لا يريدون أن يؤمنوا لا أن القضية هذه لا براهين عليها كافية لا أدلة عليها دامغة، هذه حالة تحصل عند الناس في ذلك الزمان بما يتعلق بالبعث، وتحصل عند كثير منا نحن المسلمون في قضايا متعددة.
مثلا.. [كيف يأمرنا الله باتباعهم وهم ناس مثلنا.. ما هو الفرق بيننا وبينهم]؟ أليس هكذا يقال؟ استفهام على هذا النحو؟ بل أنت في واقعك لا تريد أن تؤمن بالقضية لا أن الأدلة عليها ليست كافية. بل أنت لا تريد أن تؤمن بهذه القضية، أنت رافض لها {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أنت بالإيمان بهذه القضية لا تريد أن تقبله، لا تريد أن يتسرب إلى أعماق نفسك، وهذه هي من الحالات الخطيرة عند الإنسان، الحالات الخطيرة أن يحدد موقفا مسبقا لديه، يجعله معاندا متمردا، يدفع كل شيء مهما كانت أدلته واضحة وقوية وجلية.
هذه توجهنا نحن إلى أن يكون الإنسان في واقعه منفتحًا على هداية الله، ومسلما نفسه لله أن يتقبل منه، وسترى كل شيء أمامك، سترى أدلته كافية وفوق الكافية، في كل شأن من شؤون الدين، في كل شأن من شؤون الدين.. متى ما آمنت بهذه. لكن إذا اتخذت هذا الموقف المسبق كما اتخذه هؤلاء {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} فهم يصرحون برفضهم لكن بأسلوب آخر، بأسلوب الاستبعاد وكأن القضية لا دليل عليها، هو نفس الأسلوب الذي يقوله شخص.. [كيف يأمرنا الله باتباع أشخاص مثلنا نراهم مثلنا، ما بيننا نحن وإياهم فرق].. أليس هكذا تحصل عبارة كيف. نفس الاستفهام. أنا رافض لا أريد أن أؤمن بهذه القضية ولا أرغب أن أتقبلها، فأقدم رفضي لها بصيغة استبعاد بالشكل الذي يوحي بأنه لا دليل عليها.
أدلة البعث أليست كثيرة جدا؟! كثيرة جدًا جدًا في القرآن الكريم منها هذه: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} (السجدة: من الآية7- 9) أليست هذه أدلة على أن من خلق هذه قادر على بعث عباده يوم القيامة؟ إنها لكافية.
لكن انظر ماذا قالوا في مقابل تلك الأدلة الدامغة لما كان واقعهم أنهم كافرون من الأساس. أي رافضون لا يريدون أن يؤمنوا بها {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} هكذا يقول الإنسان الكافر في نفسه، الرافض في نفسه أمام أي قضية من القضايا مهما كانت جلية، مهما كانت واضحة. هكذا يقول لكنه لا ينفعه هذا القول، أنظر ماذا قال بعد؟ مما يؤكد لنا ما قلناه أنهم عندما قالوا: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} إنهم يستبعدون ذلك لكن ليس استبعاد من لا يعرف الأدلة أو استبعاد قضية باعتبار أنه لا أدلة عليها، إنما استبعاد من هو جاحد ورافض في نفسه.
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ} (السجدة: من الآية11) قل لهؤلاء: هناك بعث لا بد منه، وبعث هذه تفاصيله أمامكم وهذه بدايته، أنتم حتى هذا الموت الذي ترونه يوميا لبعضكم بعض ليس شيئا تلقائيًا أو شأنًا يأتي مصادفة من شؤون الحياة، إنه هو قضية موكلة إلى طرف آخر من عبادنا {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ} (السجدة: من الآية11) لتعرفوا أنكم ستبعثون رغما عنكم، أن بداية الرجوع إلى الله ستكون من متى؟ من الموت، الموت هو بداية الرجوع إلى الله، فقل لهم: إنهم سيساقون إلى الله رغمًا عنهم، وأنه من أول حادثة ومن أول خطوة يساقون بها إلى الله هي خطوة نحن نتبناها، ملك موكل من عندنا يتوفاكم؛ لتعرفوا بأن جحودكم هذا لا يمكن أن يغني عنكم شيئا.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – بماذا يتذرع من يرفضون الإيمان بالله والتسليم لأوامره؟
🔸 – هل يعفيك التهرب عن الحق عن المسؤولية أمامه؟ وما مدى الجرم الذي يرتكبه هذا المتهرب؟
🔸 – في أي سياق جاء ذكر الموت في القرآن الكريم؟
🔸 – كيف تتناقض ثقافة التخويف بالموت مع ثقافة الجهاد والثقافة القرآنية؟
🔸 – كيف كانت علاقة الإمام علي عليه السلام مع الموت؟
🔸 – مما يخاف المؤمن؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
الذي {بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} ألا يستطيع أن يعيد خلقه من جديد؟ بلى.. يستطيع أن يعيده من جديد. {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أليس قولهم: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} أليس كفرا؟ لأنه استبعاد هنا، ليس استفهام، ليس سؤالًا هل نحن سنبعث من جديد؟ هذا سؤال يمكن أن يجيب عليه، يجيب عليه القرآن يجيب عليه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ممكن أن يجيب عليه، لكنهم تلفظوا به بشكل استغراب واستنكار واستبعاد.. {أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}!! بعيد لا يمكن.
أي: أنهم لا يريدون أن يؤمنوا لا أن القضية هذه لا براهين عليها كافية لا أدلة عليها دامغة، هذه حالة تحصل عند الناس في ذلك الزمان بما يتعلق بالبعث، وتحصل عند كثير منا نحن المسلمون في قضايا متعددة.
مثلا.. [كيف يأمرنا الله باتباعهم وهم ناس مثلنا.. ما هو الفرق بيننا وبينهم]؟ أليس هكذا يقال؟ استفهام على هذا النحو؟ بل أنت في واقعك لا تريد أن تؤمن بالقضية لا أن الأدلة عليها ليست كافية. بل أنت لا تريد أن تؤمن بهذه القضية، أنت رافض لها {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أنت بالإيمان بهذه القضية لا تريد أن تقبله، لا تريد أن يتسرب إلى أعماق نفسك، وهذه هي من الحالات الخطيرة عند الإنسان، الحالات الخطيرة أن يحدد موقفا مسبقا لديه، يجعله معاندا متمردا، يدفع كل شيء مهما كانت أدلته واضحة وقوية وجلية.
هذه توجهنا نحن إلى أن يكون الإنسان في واقعه منفتحًا على هداية الله، ومسلما نفسه لله أن يتقبل منه، وسترى كل شيء أمامك، سترى أدلته كافية وفوق الكافية، في كل شأن من شؤون الدين، في كل شأن من شؤون الدين.. متى ما آمنت بهذه. لكن إذا اتخذت هذا الموقف المسبق كما اتخذه هؤلاء {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} فهم يصرحون برفضهم لكن بأسلوب آخر، بأسلوب الاستبعاد وكأن القضية لا دليل عليها، هو نفس الأسلوب الذي يقوله شخص.. [كيف يأمرنا الله باتباع أشخاص مثلنا نراهم مثلنا، ما بيننا نحن وإياهم فرق].. أليس هكذا تحصل عبارة كيف. نفس الاستفهام. أنا رافض لا أريد أن أؤمن بهذه القضية ولا أرغب أن أتقبلها، فأقدم رفضي لها بصيغة استبعاد بالشكل الذي يوحي بأنه لا دليل عليها.
أدلة البعث أليست كثيرة جدا؟! كثيرة جدًا جدًا في القرآن الكريم منها هذه: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} (السجدة: من الآية7- 9) أليست هذه أدلة على أن من خلق هذه قادر على بعث عباده يوم القيامة؟ إنها لكافية.
لكن انظر ماذا قالوا في مقابل تلك الأدلة الدامغة لما كان واقعهم أنهم كافرون من الأساس. أي رافضون لا يريدون أن يؤمنوا بها {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} هكذا يقول الإنسان الكافر في نفسه، الرافض في نفسه أمام أي قضية من القضايا مهما كانت جلية، مهما كانت واضحة. هكذا يقول لكنه لا ينفعه هذا القول، أنظر ماذا قال بعد؟ مما يؤكد لنا ما قلناه أنهم عندما قالوا: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} إنهم يستبعدون ذلك لكن ليس استبعاد من لا يعرف الأدلة أو استبعاد قضية باعتبار أنه لا أدلة عليها، إنما استبعاد من هو جاحد ورافض في نفسه.
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ} (السجدة: من الآية11) قل لهؤلاء: هناك بعث لا بد منه، وبعث هذه تفاصيله أمامكم وهذه بدايته، أنتم حتى هذا الموت الذي ترونه يوميا لبعضكم بعض ليس شيئا تلقائيًا أو شأنًا يأتي مصادفة من شؤون الحياة، إنه هو قضية موكلة إلى طرف آخر من عبادنا {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ} (السجدة: من الآية11) لتعرفوا أنكم ستبعثون رغما عنكم، أن بداية الرجوع إلى الله ستكون من متى؟ من الموت، الموت هو بداية الرجوع إلى الله، فقل لهم: إنهم سيساقون إلى الله رغمًا عنهم، وأنه من أول حادثة ومن أول خطوة يساقون بها إلى الله هي خطوة نحن نتبناها، ملك موكل من عندنا يتوفاكم؛ لتعرفوا بأن جحودكم هذا لا يمكن أن يغني عنكم شيئا.
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن أن تكون أسماء الملائكة من الأسماء المنكرة؟
🔸 – ما دلالة تسمية القبر في القرآن الكريم "مرقدا"؟
🔸 – هل يستطيع الإنسان أن يجد طريقة كي لا يموت في هذه الدنيا؟
🔸 – أين وضع القرآن الكريم حالة الخوف والفزع؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
القبر حفرة ترقد فيها، ويهال عليك التراب فيها.. لا تشعر بشيء، لا تشعر بشيء. وبعض العلماء استنكر فعلا واستعبد وأنكر قضية [منكر ونكير]، أنه حتى ليس في أسماء الملائكة هذه الأسماء المزعجة الغير طبيعية [منكر ونكير] من أسماء الملائكة؟ لا... اسم الـمَلك خازن جهنم.. أليست جهنم أشد؟ اسمه مقبول [مالك].. أي واحد منا قد يسمي ابنه بهذا الاسم الطبيعي مالك {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (الزخرف: من الآية77) لماذا القبر يضع له ملكين واحد [منكر] وواحد [نكير]! هذا مما استبعده علماء - وهو فعلا مستبعد جدا - ومطرقة لا تستطيع أن تحملها [ربيعة ولا مضر].. وأشياء من هذه. فتش عن الميت بعد أيام ستراه ما يزال جسمه على ما هو عليه وإن كان كافرا، هم يموتون في المستشفيات ويتركون في الثلاجات فلا تسمع شيئا.
يقال للكفار.. أليس الكافر هو من هو جدير بأن يعذب في القبر {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (المؤمنون: من الآية113) والله ما يدري من يوم ما قبض ملك الموت روحه لما بعث بعد آلاف السنين، مرت كلا شيء.
{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (يـس: من الآية52) أليسوا يقولون هكذا يوم القيامة {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}؟ لو كان القبر مزعجا لفرحوا أن يبعثوا. يسلموا الإزعاج داخله، سموه [مرقدًا] وهم كافرون، {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} فيقال لهم: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} (يـس: من الآية52) أخرجوا الآن هذا هو اليوم الشديد، هناك سيقول الكافرون: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} (القمر: من الآية8) ألم يقولوا للقبر مرقدًا، وقالوا ليوم القيامة: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} يوم شديد يوم شديد الأهوال؟
ونحن بالعكس نتحدث عن القبر، وعن منكر ونكير، وعن الموت بتفاصيل كثيرة نجعله هو اليوم العسر، سيتشبث أحدنا بالحياة لا يريد أن يموت في سبيل الله، ولو كان في موته إعلاء كلمة الله في الدنيا كلها.
يقال: بأنه كان هناك أحد العباد كان إذا ذكر الموت عنده تنجس لكثرة ما تكرر على مسامعه، وقد يغلط الإنسان نفسه مع نفسه.. يريد أن يوعظ نفسه، يبحث لتلك الكتب التي فيها الأخبار من هذا النوع.
ارجع إلى القرآن الكريم، أنت تبحث عن الخشية من الله؟ ها هي في القرآن الكريم على أعلى درجاتها {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر: من الآية21) أنت تريد الخوف من الله؟ وتريد تخاف من أعمالك، تخاف من عقوبة أعمالك ارجع إلى القرآن الكريم سترى عقوبات الأعمال ماثلة أمامك في الدنيا وفي الآخرة فتخاف.. أما أن تخوف نفسك لتبتعد عن معاصي معينة سترى نفسك بعيدا عن أن تقوم بأعمال مهمة تركها هي المعصية الكبيرة، تركها هو الذي يجعل تلك الطاعات لا قيمة لها.
أليس هذا هو من الخطأ في التربية، ومن الخطأ في المنهجية مع أنفسنا أو مع الآخرين {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} وبسرعة ينتقل إلى اليوم الآخر {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ويتحدث عن تفاصيل اليوم الآخر، وعما سيلاقي أولئك الناس المستبعدون، وعن ما يلاقي المجرمون، الذين كانوا ناسين لهذا اليوم، عما يلاقونه في ذلك اليوم، هل تحدث عن الموت بكلمة أخرى [ثم على النعش تحملون.. ثم منكر ونكير بمطارقهم تضربون.. ثم في اللحود تضغطون.. ثم.. ثم.. هل هناك شيء؟؟) هل هناك كلمة واحدة في القرآن؟ لا.
لأنه ليس طبيعيا أن يريد منك أن تضحي بنفسك وهو يخوفك من الموت.. أليس هناك أحاديث بل قبل الأحاديث أليس هناك آيات الشهادة هي بالشكل الذي يجعلك تستهين بالموت؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (البقرة: من الآية154) ألغى قائمة الموت تمامًا لا تسموهم أمواتًا ليس هناك موت. ألم يكن إلغاء الموت بالنسبة لهم من أجل ماذا؟ من أجل أن يندفعوا إلى الشهادة، أن يستبسلوا في سبيل الله.. {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (البقرة: من الآية154) كذلك: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن أن تكون أسماء الملائكة من الأسماء المنكرة؟
🔸 – ما دلالة تسمية القبر في القرآن الكريم "مرقدا"؟
🔸 – هل يستطيع الإنسان أن يجد طريقة كي لا يموت في هذه الدنيا؟
🔸 – أين وضع القرآن الكريم حالة الخوف والفزع؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
القبر حفرة ترقد فيها، ويهال عليك التراب فيها.. لا تشعر بشيء، لا تشعر بشيء. وبعض العلماء استنكر فعلا واستعبد وأنكر قضية [منكر ونكير]، أنه حتى ليس في أسماء الملائكة هذه الأسماء المزعجة الغير طبيعية [منكر ونكير] من أسماء الملائكة؟ لا... اسم الـمَلك خازن جهنم.. أليست جهنم أشد؟ اسمه مقبول [مالك].. أي واحد منا قد يسمي ابنه بهذا الاسم الطبيعي مالك {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (الزخرف: من الآية77) لماذا القبر يضع له ملكين واحد [منكر] وواحد [نكير]! هذا مما استبعده علماء - وهو فعلا مستبعد جدا - ومطرقة لا تستطيع أن تحملها [ربيعة ولا مضر].. وأشياء من هذه. فتش عن الميت بعد أيام ستراه ما يزال جسمه على ما هو عليه وإن كان كافرا، هم يموتون في المستشفيات ويتركون في الثلاجات فلا تسمع شيئا.
يقال للكفار.. أليس الكافر هو من هو جدير بأن يعذب في القبر {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (المؤمنون: من الآية113) والله ما يدري من يوم ما قبض ملك الموت روحه لما بعث بعد آلاف السنين، مرت كلا شيء.
{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (يـس: من الآية52) أليسوا يقولون هكذا يوم القيامة {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}؟ لو كان القبر مزعجا لفرحوا أن يبعثوا. يسلموا الإزعاج داخله، سموه [مرقدًا] وهم كافرون، {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} فيقال لهم: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} (يـس: من الآية52) أخرجوا الآن هذا هو اليوم الشديد، هناك سيقول الكافرون: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} (القمر: من الآية8) ألم يقولوا للقبر مرقدًا، وقالوا ليوم القيامة: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} يوم شديد يوم شديد الأهوال؟
ونحن بالعكس نتحدث عن القبر، وعن منكر ونكير، وعن الموت بتفاصيل كثيرة نجعله هو اليوم العسر، سيتشبث أحدنا بالحياة لا يريد أن يموت في سبيل الله، ولو كان في موته إعلاء كلمة الله في الدنيا كلها.
يقال: بأنه كان هناك أحد العباد كان إذا ذكر الموت عنده تنجس لكثرة ما تكرر على مسامعه، وقد يغلط الإنسان نفسه مع نفسه.. يريد أن يوعظ نفسه، يبحث لتلك الكتب التي فيها الأخبار من هذا النوع.
ارجع إلى القرآن الكريم، أنت تبحث عن الخشية من الله؟ ها هي في القرآن الكريم على أعلى درجاتها {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر: من الآية21) أنت تريد الخوف من الله؟ وتريد تخاف من أعمالك، تخاف من عقوبة أعمالك ارجع إلى القرآن الكريم سترى عقوبات الأعمال ماثلة أمامك في الدنيا وفي الآخرة فتخاف.. أما أن تخوف نفسك لتبتعد عن معاصي معينة سترى نفسك بعيدا عن أن تقوم بأعمال مهمة تركها هي المعصية الكبيرة، تركها هو الذي يجعل تلك الطاعات لا قيمة لها.
أليس هذا هو من الخطأ في التربية، ومن الخطأ في المنهجية مع أنفسنا أو مع الآخرين {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} وبسرعة ينتقل إلى اليوم الآخر {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ويتحدث عن تفاصيل اليوم الآخر، وعما سيلاقي أولئك الناس المستبعدون، وعن ما يلاقي المجرمون، الذين كانوا ناسين لهذا اليوم، عما يلاقونه في ذلك اليوم، هل تحدث عن الموت بكلمة أخرى [ثم على النعش تحملون.. ثم منكر ونكير بمطارقهم تضربون.. ثم في اللحود تضغطون.. ثم.. ثم.. هل هناك شيء؟؟) هل هناك كلمة واحدة في القرآن؟ لا.
لأنه ليس طبيعيا أن يريد منك أن تضحي بنفسك وهو يخوفك من الموت.. أليس هناك أحاديث بل قبل الأحاديث أليس هناك آيات الشهادة هي بالشكل الذي يجعلك تستهين بالموت؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (البقرة: من الآية154) ألغى قائمة الموت تمامًا لا تسموهم أمواتًا ليس هناك موت. ألم يكن إلغاء الموت بالنسبة لهم من أجل ماذا؟ من أجل أن يندفعوا إلى الشهادة، أن يستبسلوا في سبيل الله.. {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (البقرة: من الآية154) كذلك: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقول بأنه حين يعيش فترة الشقاء في الدنيا سيعوضه الله في الآخرة، فما العلاقة بين الدنيا والآخرة من هذه الناحية؟
🔸 – من الذي يتحرك في جبهة الباطل؟ ومن الذي ينفق عليها؟ وماذا ينبغي علينا حيال ذلك؟
🔸 – ما الذي نحتاج إليه حتى نسمع ونبصر ونعي ونتيقن في الدنيا؟
🔸 – {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} من هو الذي على بينة، ومن هو الشاهد؟
🔸 – كيف أتى الهدى والبيان من الله تعالى؟ وهل من لوازم كمال التوضيح للهدى أن يؤتي الله كل نفس هداها؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء سنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (طـه:125) كنت بصيرا بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} (طـه: من الآية126) كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع.. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه: من الآية126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جدا؟! كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جدا. يربط بين العمل في الدنيا وبين العمل في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الذي يغيب عن أذهاننا كثيرا ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع.. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى ما نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه.. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا.. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة.. هي سبب الندامة.. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحا لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـال صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة مصلحة في الحيـاة لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: من الآية227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح.. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل.. ما الفارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحًا؟ إذًا فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: من الآية104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون.. وهكذا.. الأعمال شكليتها واحدة لكن هناك أعمال صالحة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحة فيما إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: من الآية37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح؛ لأنه في مصلحتك أنت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها؛ لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل من أضاعها في هذه الدنيا، سيرى أن تلك الأعمال الصالحة هي نوعية معينة من الأعمال.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقول بأنه حين يعيش فترة الشقاء في الدنيا سيعوضه الله في الآخرة، فما العلاقة بين الدنيا والآخرة من هذه الناحية؟
🔸 – من الذي يتحرك في جبهة الباطل؟ ومن الذي ينفق عليها؟ وماذا ينبغي علينا حيال ذلك؟
🔸 – ما الذي نحتاج إليه حتى نسمع ونبصر ونعي ونتيقن في الدنيا؟
🔸 – {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} من هو الذي على بينة، ومن هو الشاهد؟
🔸 – كيف أتى الهدى والبيان من الله تعالى؟ وهل من لوازم كمال التوضيح للهدى أن يؤتي الله كل نفس هداها؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء سنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (طـه:125) كنت بصيرا بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} (طـه: من الآية126) كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع.. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه: من الآية126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جدا؟! كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جدا. يربط بين العمل في الدنيا وبين العمل في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الذي يغيب عن أذهاننا كثيرا ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع.. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى ما نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه.. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا.. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة.. هي سبب الندامة.. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحا لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـال صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة مصلحة في الحيـاة لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: من الآية227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح.. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل.. ما الفارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحًا؟ إذًا فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: من الآية104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون.. وهكذا.. الأعمال شكليتها واحدة لكن هناك أعمال صالحة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحة فيما إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: من الآية37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح؛ لأنه في مصلحتك أنت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها؛ لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل من أضاعها في هذه الدنيا، سيرى أن تلك الأعمال الصالحة هي نوعية معينة من الأعمال.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا لم تكن سنة الهداية إلزامية لكل البشر؟
🔸 – هل يجوز تعذيب الإنسان؟ وماذا لوك كان كافرا عدوا لله؟
🔸 – بعد البيان والهدى الكافي من الله لنا ماذا يستحق المقصرون؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق أنت الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريما لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذًا فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار.. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط.. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق.. ننطلق نتلمس آثار الكرامة في كل جانب من جوانب هدايته لنا.. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة.. أليست العزة هي للمؤمنين؟ إذًا فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) العزة للمؤمنين.. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة بعد كل شخص منهم.. ليست هذه عزة.
أو لم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافرًا! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضا، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون؛ لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى.. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعمله.. انظر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب.
أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطة.. بتلك الطريقة بتعذيبك بالقيود وبالكهرباء وبوسائل أخرى.. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكون هدايته للآخرين على هذا النحو؛ لأنه الكريم وهو العزيز هو من يريد أن يكون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها.. هو كرامتها.. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال.. هنا إهانة.. هنا قهر. أما من جانب الله سبحانه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القرآن الكريم تجد أن خطابه معك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله.. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: من الآية245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: من الآية16) يتحدث مع الناس بمنطق لطيف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسان أمام الله.. لماذا؟ كم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا لم تكن سنة الهداية إلزامية لكل البشر؟
🔸 – هل يجوز تعذيب الإنسان؟ وماذا لوك كان كافرا عدوا لله؟
🔸 – بعد البيان والهدى الكافي من الله لنا ماذا يستحق المقصرون؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق أنت الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريما لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذًا فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار.. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط.. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق.. ننطلق نتلمس آثار الكرامة في كل جانب من جوانب هدايته لنا.. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة.. أليست العزة هي للمؤمنين؟ إذًا فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) العزة للمؤمنين.. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة بعد كل شخص منهم.. ليست هذه عزة.
أو لم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافرًا! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضا، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون؛ لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى.. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعمله.. انظر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب.
أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطة.. بتلك الطريقة بتعذيبك بالقيود وبالكهرباء وبوسائل أخرى.. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكون هدايته للآخرين على هذا النحو؛ لأنه الكريم وهو العزيز هو من يريد أن يكون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها.. هو كرامتها.. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال.. هنا إهانة.. هنا قهر. أما من جانب الله سبحانه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القرآن الكريم تجد أن خطابه معك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله.. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: من الآية245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: من الآية16) يتحدث مع الناس بمنطق لطيف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسان أمام الله.. لماذا؟ كم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.