🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من هم أهل الكتاب، وما علاقتهم بأمتنا اليوم؟
🔸 – كان لليهود مواقفهم من رسول الله والمسلمين في ذلك الزمن، فهل تغير موقفهم اليوم؟ وكيف تغير؟
🔸 – يلحظ اليهود في كل أعمالهم جانب التكلفة المادية، كيف تستشهد على ذلك من واقعنا اليوم؟
🔸 – اليهود لديهم [خِبرَة دينية]، ماذا يعني خبرة دينية؟
🔸 – يمتلك أهل الكتاب كافة الأسلحة المتطورة والفتاكة، فلماذا يحرصون على فك ارتباطنا بالله كأمة مسلمة أولا، قبل أن يضربونا؟
🔸 – المسؤولية الدينية على العرب أكبر منها على غيرهم من الأمم، فسِّر ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ} [آل عمران: 100]
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ | وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ | يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ | وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ | وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ | وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ | يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ | وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ | تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ | وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} (آل عمران:100- 109). صدق الله العظيم.
{ياأَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا} خطاب للمؤمنين كمؤمنين وباسم الإيمان الذي يحملونه وينطقون به ويقرون به، أنتم كمؤمنين وترون أنفسكم مؤمنين {إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ} [آل عمران: من الآية 100] فريقاً منهم، فريق: طرف، وهو الفريق الذي يتحدث عنه القرآن الكريم بصورة خاصة - لأن القرآن الكريم كان حديثه حتى وهو يلتزم جانب العدل، ويتحدث عن الواقع - كان حديثه بالنسبة لأهل الكتاب هو أنه لا ينسى فريقاً آخر كان ما يزال ملتزماً، كان ما يزال فريقاً يهدي، كان ما يزال فريقاً يمثل الخير في كل أعماله.
هناك فريق الشر، وفريق الغدر، فريق الكفر، فريق الحسد، فريق الدهاء الشديد، {فريقاً من أهل الكتاب} أهل الكتاب هـم: اليهود والنصارى، وكـان معظم مـن يواجه الناس في تلك الفترة، ويدخلون في صراع معهم هـم - خاصة في بدايات فترة المدينة بعدما هاجر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى المدينة - هم يهود. كان من حول المدينة يهود في [خيبر]، و[بني قريظة]، و[بني قينقاع]، و[بني النضير]، ومناطق أخرى هم يهود، ولكن أهل الكتاب بصورة عامة؛ على الرغم من أن الله قد ضرب بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، لكنهم بالنسبة لنا يمكن أن يتشكلوا فريقاً واحداً.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من هم أهل الكتاب، وما علاقتهم بأمتنا اليوم؟
🔸 – كان لليهود مواقفهم من رسول الله والمسلمين في ذلك الزمن، فهل تغير موقفهم اليوم؟ وكيف تغير؟
🔸 – يلحظ اليهود في كل أعمالهم جانب التكلفة المادية، كيف تستشهد على ذلك من واقعنا اليوم؟
🔸 – اليهود لديهم [خِبرَة دينية]، ماذا يعني خبرة دينية؟
🔸 – يمتلك أهل الكتاب كافة الأسلحة المتطورة والفتاكة، فلماذا يحرصون على فك ارتباطنا بالله كأمة مسلمة أولا، قبل أن يضربونا؟
🔸 – المسؤولية الدينية على العرب أكبر منها على غيرهم من الأمم، فسِّر ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ} [آل عمران: 100]
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ | وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ | يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ | وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ | وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ | وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ | يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ | وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ | تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ | وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} (آل عمران:100- 109). صدق الله العظيم.
{ياأَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا} خطاب للمؤمنين كمؤمنين وباسم الإيمان الذي يحملونه وينطقون به ويقرون به، أنتم كمؤمنين وترون أنفسكم مؤمنين {إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ} [آل عمران: من الآية 100] فريقاً منهم، فريق: طرف، وهو الفريق الذي يتحدث عنه القرآن الكريم بصورة خاصة - لأن القرآن الكريم كان حديثه حتى وهو يلتزم جانب العدل، ويتحدث عن الواقع - كان حديثه بالنسبة لأهل الكتاب هو أنه لا ينسى فريقاً آخر كان ما يزال ملتزماً، كان ما يزال فريقاً يهدي، كان ما يزال فريقاً يمثل الخير في كل أعماله.
هناك فريق الشر، وفريق الغدر، فريق الكفر، فريق الحسد، فريق الدهاء الشديد، {فريقاً من أهل الكتاب} أهل الكتاب هـم: اليهود والنصارى، وكـان معظم مـن يواجه الناس في تلك الفترة، ويدخلون في صراع معهم هـم - خاصة في بدايات فترة المدينة بعدما هاجر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى المدينة - هم يهود. كان من حول المدينة يهود في [خيبر]، و[بني قريظة]، و[بني قينقاع]، و[بني النضير]، ومناطق أخرى هم يهود، ولكن أهل الكتاب بصورة عامة؛ على الرغم من أن الله قد ضرب بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، لكنهم بالنسبة لنا يمكن أن يتشكلوا فريقاً واحداً.
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى يحصل لآيات القرآن تأثير في حياتنا، هل بفهمهما أو بمجرد حتى سماعها؟
🔸 – افتتحت كل سور القرآن الكريم بـ بسم الله الرحمن الرحيم، فماذا تجد في ذلك من الدلالة؟
🔸 – ما دلالة تسمية الله المنافقين إخوان أهل الكتاب؟
🔸 – هل تكفي آيات القرآن لهداية البشر وهي بمعزل أهل البيت عيلهم السلام؟
🔸 – ما البديل الذي تحصل عليه الأمة حين تعيش بمعزل عن أعلام الهدى والحق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
إذًا فأنت من أضعت، أنت - بانصرافك عن هديي بانصرافك عن نهجي، بانصرافك عن أعلام الدين - أنت الذي أضعت ديني، أضعت عبادي جميعًا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يهمه أمر عباده جميعًا، لكن عن طريق من؟ - كما اقتضت سنته - عن طريق بعض عباده، إذا لم يتحمل هذا البعض المسؤولية فإنه هو من يجني على البشرية كاملًا، وهذه حقيقة. أليس صحيحًا لو أن العرب هم من التزموا بالدين فإن الله قد وعد بأن يظهره على الدين كله؟ وأمرهم أن يقاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
{يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ} [آل عمران: 100] حينئذٍ عندما تصبح كافرًا، يصبح من السهل على اليهود أن يضربوك؛ لأنهم قد فصلوك عن الله، وستكون في نفس الوقت بدلًا من أن تكون محط عناية الله وتأييده تصبح محط ومحل غضب الله - ونعوذ بالله من غضبه - وإذلاله وتعذيبه.
هل من المحتمل أن يحصل هذا؟ الآية توحي فعلًا، هو يتحدث عن حقيقة، وتسمى آيات الله حقائق {إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ * وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلىٰ عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 100-101](آل عمران: من الآية101) هذا الاستنكار يعني أن موقفكم هو مما يثير الاستغراب فعلًا، قد تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، وهذا شيء مدهش جدًا، شيء مزعج جدًا، كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله؟!!. وبمجرد تلاوتها ناهيك عن فهم معانيها، وفهم أعماقها وفهم ما توحي به، فإن مجرد تلاوتها وسماعها فيه ما يكفي للهداية.
{وَأَنتُم تُتلىٰ عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ} [آل عمران: 101](آل عمران: من الآية101) آيات الله، وهي حقائق وأعلام؛ ولهذا سميت آيات، هي أعلام على حقائق، حقائق من الهدى، حقائق من واقع الحياة، حقائق من مستقبل الغيب، حقائق في كل ما تحكيه.
{وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلىٰ عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ} [آل عمران: 101](آل عمران: من الآية101) آيات الله ربكم، آياته ليست صحفًا [صحيفة الحياة] أو [صحيفة الشرق الأوسط] آيات هي من قِبَل من؟ من قِبَل الله الذي هو ربكم، الذي هو الرحيم بكم، الذي هو الهادي لكم، الذي هو اللطيف بكم، الذي هو إلهكم وملككم يهمه أمركم. آيات الله، هل أنتم بعد لم تعرفوا الله، وتعرفوا موقفه منكم، وتعرفوا أنه يهمه أمركم، أنه رحيم بكم، أنه لطيف بكم، أنه حكيم، أنه عالم الغيب أنه... الخ؟ أليس هذا شيئًا مدهشًا؟!
ممكن يقول: وأنتم تتلى عليكم صحيفة كذا، أو مجلة كذا، أو كتاب بخاري، أو كتاب فلان، فتقول: لكن هذا الرجل أو هذا الكاتب أو هذه الصحيفة لا يهمها أمرنا، وإن أدت نصائح فليست بالمستوى الذي يهمها أمرنا لدرجة عالية. لكن أما الله سبحانه وتعالى هو رحمن رحيم، وجاءت (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل سورة تؤكد أنما يتلوه على الناس من آياته، وما يهديهم إليه، وما يشرّعه لهم هو كله من منطلق أنه رحيم بهم ورحمن بهم.
{وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 101] إضافة إلى القرآن وفيكم رسوله، رسوله. لا حظوا الإضافات هذه [آيات الله، رسوله] ألم تأت كلها مضافة إلى الله؟ هو عندما يرسل رسولًا هو يصطفي رسلًا من نوعية معينة، يصطفي رسلًا لا يأتون إلى البشرية ليتحكموا عليها من منطلق الجبروت والهيمنة والاهتمام بالمصالح الخاصة، رسلًا يصطفيهم الله سبحانه وتعالى رحمةً للعالمين، يحملون هَمًا كبيرًا ويحملون اهتمامًا كبيرًا بأمر الأمة.
{لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ} [التوبة: 128](التوبة:128). هذا الرسول الذي قال: {وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 101] وليس رسول كسرى، أو رسول ما أدري من، أو وفيكم خبير أمريكي، أو فيكم خبراء ألمان، أو فيكم قانونيون.! {وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 101] آياته ورسوله، آياته تتلى عليكم ورسوله يتلو عليكم.. فكيف تكفرون؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى يحصل لآيات القرآن تأثير في حياتنا، هل بفهمهما أو بمجرد حتى سماعها؟
🔸 – افتتحت كل سور القرآن الكريم بـ بسم الله الرحمن الرحيم، فماذا تجد في ذلك من الدلالة؟
🔸 – ما دلالة تسمية الله المنافقين إخوان أهل الكتاب؟
🔸 – هل تكفي آيات القرآن لهداية البشر وهي بمعزل أهل البيت عيلهم السلام؟
🔸 – ما البديل الذي تحصل عليه الأمة حين تعيش بمعزل عن أعلام الهدى والحق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
إذًا فأنت من أضعت، أنت - بانصرافك عن هديي بانصرافك عن نهجي، بانصرافك عن أعلام الدين - أنت الذي أضعت ديني، أضعت عبادي جميعًا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يهمه أمر عباده جميعًا، لكن عن طريق من؟ - كما اقتضت سنته - عن طريق بعض عباده، إذا لم يتحمل هذا البعض المسؤولية فإنه هو من يجني على البشرية كاملًا، وهذه حقيقة. أليس صحيحًا لو أن العرب هم من التزموا بالدين فإن الله قد وعد بأن يظهره على الدين كله؟ وأمرهم أن يقاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
{يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ} [آل عمران: 100] حينئذٍ عندما تصبح كافرًا، يصبح من السهل على اليهود أن يضربوك؛ لأنهم قد فصلوك عن الله، وستكون في نفس الوقت بدلًا من أن تكون محط عناية الله وتأييده تصبح محط ومحل غضب الله - ونعوذ بالله من غضبه - وإذلاله وتعذيبه.
هل من المحتمل أن يحصل هذا؟ الآية توحي فعلًا، هو يتحدث عن حقيقة، وتسمى آيات الله حقائق {إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ * وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلىٰ عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 100-101](آل عمران: من الآية101) هذا الاستنكار يعني أن موقفكم هو مما يثير الاستغراب فعلًا، قد تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، وهذا شيء مدهش جدًا، شيء مزعج جدًا، كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله؟!!. وبمجرد تلاوتها ناهيك عن فهم معانيها، وفهم أعماقها وفهم ما توحي به، فإن مجرد تلاوتها وسماعها فيه ما يكفي للهداية.
{وَأَنتُم تُتلىٰ عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ} [آل عمران: 101](آل عمران: من الآية101) آيات الله، وهي حقائق وأعلام؛ ولهذا سميت آيات، هي أعلام على حقائق، حقائق من الهدى، حقائق من واقع الحياة، حقائق من مستقبل الغيب، حقائق في كل ما تحكيه.
{وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلىٰ عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ} [آل عمران: 101](آل عمران: من الآية101) آيات الله ربكم، آياته ليست صحفًا [صحيفة الحياة] أو [صحيفة الشرق الأوسط] آيات هي من قِبَل من؟ من قِبَل الله الذي هو ربكم، الذي هو الرحيم بكم، الذي هو الهادي لكم، الذي هو اللطيف بكم، الذي هو إلهكم وملككم يهمه أمركم. آيات الله، هل أنتم بعد لم تعرفوا الله، وتعرفوا موقفه منكم، وتعرفوا أنه يهمه أمركم، أنه رحيم بكم، أنه لطيف بكم، أنه حكيم، أنه عالم الغيب أنه... الخ؟ أليس هذا شيئًا مدهشًا؟!
ممكن يقول: وأنتم تتلى عليكم صحيفة كذا، أو مجلة كذا، أو كتاب بخاري، أو كتاب فلان، فتقول: لكن هذا الرجل أو هذا الكاتب أو هذه الصحيفة لا يهمها أمرنا، وإن أدت نصائح فليست بالمستوى الذي يهمها أمرنا لدرجة عالية. لكن أما الله سبحانه وتعالى هو رحمن رحيم، وجاءت (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل سورة تؤكد أنما يتلوه على الناس من آياته، وما يهديهم إليه، وما يشرّعه لهم هو كله من منطلق أنه رحيم بهم ورحمن بهم.
{وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 101] إضافة إلى القرآن وفيكم رسوله، رسوله. لا حظوا الإضافات هذه [آيات الله، رسوله] ألم تأت كلها مضافة إلى الله؟ هو عندما يرسل رسولًا هو يصطفي رسلًا من نوعية معينة، يصطفي رسلًا لا يأتون إلى البشرية ليتحكموا عليها من منطلق الجبروت والهيمنة والاهتمام بالمصالح الخاصة، رسلًا يصطفيهم الله سبحانه وتعالى رحمةً للعالمين، يحملون هَمًا كبيرًا ويحملون اهتمامًا كبيرًا بأمر الأمة.
{لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ} [التوبة: 128](التوبة:128). هذا الرسول الذي قال: {وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 101] وليس رسول كسرى، أو رسول ما أدري من، أو وفيكم خبير أمريكي، أو فيكم خبراء ألمان، أو فيكم قانونيون.! {وَفيكُم رَسولُهُ} [آل عمران: 101] آياته ورسوله، آياته تتلى عليكم ورسوله يتلو عليكم.. فكيف تكفرون؟
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن أن يتعبد الإنسان ربه بالضلال؟ وكيف ذلك؟
🔸 – ما معنى {الرحمن الرحيم}؟
🔸 – كيف تتوافق معاني الرحمن الإلهية الواسعة مع قضية سنة الله في الهداية لكل زمان ومكان؟
🔸 – لماذا أحاط الله مصادر الهداية بهالة من العظمة والتجليل؟
🔸 – من الذي حصر مهمة الرسول في إبلاغ الرسالة فقط؟ وماذا ترتب على ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
وما أسوأ أن يتعبد الإنسان ربه بالضلال، ما أسوأ أن تتعبد الله بضلال؛ لأنك ضليت ثم رأيت الضلال حقًا فأصبحت تتعبد الله بضلال، والله هو المنزه أن تقصر أنت في طاعته بالحق الذي هو حق، متنزه، لا يليق بك أن تقصر في طاعته بالحق الذي هو حق صريح، أما أن تتعبده بضلال فهذا شيء لا يليق بالله إطلاقًا، لا يليق بكماله إطلاقًا.
ثم إن الضلال يتجه نحو من هو شر، أن أتعبد الله بأن هذا هو عَلَم من أعلامه، وهو نفسه ممن يخالف كتاب الله ويخالف رسوله، هو نفسه ممن ضرب الأمة وأهان الأمة، هو نفسه ممن يحمل الباطل من قمة رأسه إلى أخْمص قدميه، أنا أتعبد الله بأن هذا هو بيني وبين الله، هو عَلَم من أعلام الله أليس كذلك؟
معنى ذلك أنه إن كان الله شرًا، وكان الله ناقصًا فيمكن أن يكون هذا علم من أعلامه فأنت تدنس مقام الله، تدنس الله - إن صح التعبير - أن تتعبده بتولي هذا؛ لأن هذا لا يليق بأن يكون فيما بينك وبينه، {وَما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلّينَ عَضُدًا} [الكهف: من الآية 51] وما كنت متخذ المضلين عضدًا ساعدًا يعينني أو يساعدني أو عونًا فيما يتعلق بهداية عبادي، لا يمكن.
لكن تصبح المسألة إلى هذه الدرجة: أن يتعبدوا الله بالضلال فيتولى ذلك الشخص ويصلي عليه كما يصلي على آل محمد، يصلي على آله وأصحابه [أجمعين] فيدخلهم في الصلاة التي هي كلمة لها معاني رفيعة، لها معاني سامية جدًا، ولها - فيما توحي به - معاني مهمة جدًا؛ من أجل أن تشمل أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعائشة وفلان، وفلان [أجمعين].
إذًا فالأمة تحتاج في تاريخها إلى القرآن - وهو قائم بين أظهرنا - لكن ((رسوله)) هل كان رسوله لتلك الفترة إذًا فنحن يا الله لماذا تضيعنا؟ فترة قصيرة هي خمسة وعشرين سنة أو ثلاثة وعشرين سنة، تؤتي أهلها وهم لا يتجاوزون آلافًا معدودة، تعطيهم رسول هو سيد الأنبياء والرسل، ثم تضيعنا من بعد فلا تهدينا إلى أعلام، ولا تجعل لنا أعلاما، ولا ترشدنا إلى أعلام، يقومون فينا خلفاء لرسولك (صلواتك وسلامك عليه)، يهدون الناس بهديه ويجسدون قيمه ومبادئه، ويسيرون بالناس سيرته، فيلتف الناس حولهم!
لا يجوز هذا على الله إطلاقًا، لا يجوز على الله وإلا كان منافيًا لرحمته، ونحن من نقرأ في كتابه: {بِسمِ اللَّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ * الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ} [الفاتحة: 1-2]. {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ألم} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم} ما كلها في بدايتها {بِسمِ اللَّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ}؟
وكلمة [رحمن رحيم] فيما تعنيه جملةً المبالغة في الرحمة، كما تقول: [الأخ العالم العلامة]، ألسنا نقول هكذا في رسائلنا: العالم العلامة؟، [عالم وعلامة] اشتقاقها واحد.
وضل المفسرون في معنى رحيم بمن؟ ورحمن بمن؟ رحيم في الدنيا ورحمن في الآخرة، فيقسمون رحمته! هي فيما تعطيه جملةً تدل على المبالغة الشديدة في رحمته، في التعبير عن رحمته بنا.
[رحمن رحيم] عبارة واحدة تنظر إليها كعبارة واحدة، وهذا في لغة العرب تستعمل على هذا النحو تكرير الصيغتين ذات جِذْرٍ واحد، بصيغتين مختلفتين في الظاهر واشتقاقهما واحد للمبالغة جملةً، الرحيم، الرحيم، الرحيم.. وكأنه يقول هكذا.
فأين رحمته - إن جَوّزنا عليه هذا - إن جوزنا عليه أن يهتم بسكان منطقة الجزيرة العربية خلال فترة ثلاثة وعشرين سنة، وأمام يهود مساكين مستضعفين [بدو]، لم يكونوا على هذه الخطورة العالية، ثم يموت نبيه فيغلق ملف هدايته ورحمته ولطفه، ثم يقول: هناك الجنة وهناك جهنم، جهنم يسعرها بعد أن أغلق ملف رحمته، وهدايته! هل هذا يليق بالله؟
لا يليق بالله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن نعتقده، بدليل أن الأمة في واقعها بطبيعتها لا يمكن أن تتخلى عن هذا، حتى وهي تسير في طريق الباطل تحتاج إلى أعلام للباطل، ولن تتخلى، أنت لا تستطيع أن تعيش في ذهنيتك بدون علم، لا تستطيع، هل تعيش في ذهنيتك بدون أعلام؟ تعدل عن هذا لكنك ترجع تلقائيًا إلى هذا، أليس هذا الذي يحصل؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن أن يتعبد الإنسان ربه بالضلال؟ وكيف ذلك؟
🔸 – ما معنى {الرحمن الرحيم}؟
🔸 – كيف تتوافق معاني الرحمن الإلهية الواسعة مع قضية سنة الله في الهداية لكل زمان ومكان؟
🔸 – لماذا أحاط الله مصادر الهداية بهالة من العظمة والتجليل؟
🔸 – من الذي حصر مهمة الرسول في إبلاغ الرسالة فقط؟ وماذا ترتب على ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
وما أسوأ أن يتعبد الإنسان ربه بالضلال، ما أسوأ أن تتعبد الله بضلال؛ لأنك ضليت ثم رأيت الضلال حقًا فأصبحت تتعبد الله بضلال، والله هو المنزه أن تقصر أنت في طاعته بالحق الذي هو حق، متنزه، لا يليق بك أن تقصر في طاعته بالحق الذي هو حق صريح، أما أن تتعبده بضلال فهذا شيء لا يليق بالله إطلاقًا، لا يليق بكماله إطلاقًا.
ثم إن الضلال يتجه نحو من هو شر، أن أتعبد الله بأن هذا هو عَلَم من أعلامه، وهو نفسه ممن يخالف كتاب الله ويخالف رسوله، هو نفسه ممن ضرب الأمة وأهان الأمة، هو نفسه ممن يحمل الباطل من قمة رأسه إلى أخْمص قدميه، أنا أتعبد الله بأن هذا هو بيني وبين الله، هو عَلَم من أعلام الله أليس كذلك؟
معنى ذلك أنه إن كان الله شرًا، وكان الله ناقصًا فيمكن أن يكون هذا علم من أعلامه فأنت تدنس مقام الله، تدنس الله - إن صح التعبير - أن تتعبده بتولي هذا؛ لأن هذا لا يليق بأن يكون فيما بينك وبينه، {وَما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلّينَ عَضُدًا} [الكهف: من الآية 51] وما كنت متخذ المضلين عضدًا ساعدًا يعينني أو يساعدني أو عونًا فيما يتعلق بهداية عبادي، لا يمكن.
لكن تصبح المسألة إلى هذه الدرجة: أن يتعبدوا الله بالضلال فيتولى ذلك الشخص ويصلي عليه كما يصلي على آل محمد، يصلي على آله وأصحابه [أجمعين] فيدخلهم في الصلاة التي هي كلمة لها معاني رفيعة، لها معاني سامية جدًا، ولها - فيما توحي به - معاني مهمة جدًا؛ من أجل أن تشمل أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعائشة وفلان، وفلان [أجمعين].
إذًا فالأمة تحتاج في تاريخها إلى القرآن - وهو قائم بين أظهرنا - لكن ((رسوله)) هل كان رسوله لتلك الفترة إذًا فنحن يا الله لماذا تضيعنا؟ فترة قصيرة هي خمسة وعشرين سنة أو ثلاثة وعشرين سنة، تؤتي أهلها وهم لا يتجاوزون آلافًا معدودة، تعطيهم رسول هو سيد الأنبياء والرسل، ثم تضيعنا من بعد فلا تهدينا إلى أعلام، ولا تجعل لنا أعلاما، ولا ترشدنا إلى أعلام، يقومون فينا خلفاء لرسولك (صلواتك وسلامك عليه)، يهدون الناس بهديه ويجسدون قيمه ومبادئه، ويسيرون بالناس سيرته، فيلتف الناس حولهم!
لا يجوز هذا على الله إطلاقًا، لا يجوز على الله وإلا كان منافيًا لرحمته، ونحن من نقرأ في كتابه: {بِسمِ اللَّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ * الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ} [الفاتحة: 1-2]. {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ألم} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم} ما كلها في بدايتها {بِسمِ اللَّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ}؟
وكلمة [رحمن رحيم] فيما تعنيه جملةً المبالغة في الرحمة، كما تقول: [الأخ العالم العلامة]، ألسنا نقول هكذا في رسائلنا: العالم العلامة؟، [عالم وعلامة] اشتقاقها واحد.
وضل المفسرون في معنى رحيم بمن؟ ورحمن بمن؟ رحيم في الدنيا ورحمن في الآخرة، فيقسمون رحمته! هي فيما تعطيه جملةً تدل على المبالغة الشديدة في رحمته، في التعبير عن رحمته بنا.
[رحمن رحيم] عبارة واحدة تنظر إليها كعبارة واحدة، وهذا في لغة العرب تستعمل على هذا النحو تكرير الصيغتين ذات جِذْرٍ واحد، بصيغتين مختلفتين في الظاهر واشتقاقهما واحد للمبالغة جملةً، الرحيم، الرحيم، الرحيم.. وكأنه يقول هكذا.
فأين رحمته - إن جَوّزنا عليه هذا - إن جوزنا عليه أن يهتم بسكان منطقة الجزيرة العربية خلال فترة ثلاثة وعشرين سنة، وأمام يهود مساكين مستضعفين [بدو]، لم يكونوا على هذه الخطورة العالية، ثم يموت نبيه فيغلق ملف هدايته ورحمته ولطفه، ثم يقول: هناك الجنة وهناك جهنم، جهنم يسعرها بعد أن أغلق ملف رحمته، وهدايته! هل هذا يليق بالله؟
لا يليق بالله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن نعتقده، بدليل أن الأمة في واقعها بطبيعتها لا يمكن أن تتخلى عن هذا، حتى وهي تسير في طريق الباطل تحتاج إلى أعلام للباطل، ولن تتخلى، أنت لا تستطيع أن تعيش في ذهنيتك بدون علم، لا تستطيع، هل تعيش في ذهنيتك بدون أعلام؟ تعدل عن هذا لكنك ترجع تلقائيًا إلى هذا، أليس هذا الذي يحصل؟
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إلى أين وصلت الأمور بالعرب حين تركوا ثقتهم بالله تعالى وبالرسول الأكرم وبالقرآن الكريم؟
🔸 – لماذا يحتاج الأعلام من غير أهل البيت إلى ترويج بين الناس وتلميع دائم؟
🔸 – هل يصاب المرء عند استعراض سيرة الإمام علي بن أبي طالب بالإحراج أحيانا من بعض المواقف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
الإسلام هو جاء دين يهدي الأمة فيزكي النفوس، يعلّم الناس، يزكيهم، يطهرهم، يجعل الحياة كلها سعيدة بالنسبة لهم، يجعلهم متمكنين في الأرض، كل خيرات الأرض تحت أيديهم، كل أسباب القوة بأيديهم، هذا الذي أراده الله سبحانه وتعالى للمسلمين، للعرب بالذات، لكن تنكروا لكل شيء فأصبحوا أذلاء وأصبحوا لا يمتلكون شيئًا، إلا ما كان فضلات مما لدى الآخرين.
حتى في المناهج الدراسية نحن ندرس نظريات قد عفا عليها الزمن، وقد تجاوزوها هم فأصبحت قديمة لديهم، سواء في الطب أو في الفيزياء، أوفي غيرها، وأصبحت غير مجدية كاملة أو بنسبة معينة، أصبحت معروفة لديهم، وقد تجاوزوها، وقد مشوا من بعدها بزمان، أصبحنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نصنع مثل تلك قطعة الغيار الفلانية مثل هذه المسجلة مثل هذه السيارة.. ما نستطع أن نصنع مثلهم.
هذا هو الضلال الذي تقع فيه الأمة، لكن ما عاش الناس ثقة بالقرآن، ولا عاشوا ثقة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ونظروا إلى القرآن ونظروا إلى الرسول وكأنه صاحب مهمة معينة، ومجال محدود هناك، لا شأن له بالحياة وبأمور الحياة، نحن سنحاول من جانبنا ننظر كيف نهدي أنفسنا، كيف نعمل في سبيل إخراجنا من هذه الأزمات. لدرجة أنه ماذا حصل؟
أليس العرب الآن يبحثون عن السلام من أمريكا؟! من عدوهم، وهم يقولون ويصرحون أن أمريكا هي التي تدعم إسرائيل. أليس هذا من الضلال المكشوف؟ الضلال الذي لا يدخل فيه أحدنا، هل أنت ستذهب إلى عدوك الأكبر تِريد منه أنه يفك منك عدو ما هو إلا يد من أياديه، وهو إنما يعمل لصالحه؟! هل سيفكه منك؟ لا.
هذا الزمن - أيها الإخوة - هو زمن لا بد أن الناس يقفون موقفًا صحيحًا من أنفسهم، ما عاده وقت مجاملات ولا حياء ولا مداهنة، وقت مناقشة الحقائق، ومعرفة الحقائق، يكفي الناس ما يلمسونه من ذلة وإهانة وضياع لهم كمسلمين، كعرب، يكفي.
المفروض أن يبحثوا عن الحل، الإنسان متى ما اشتد به المرض ما هو في الأخير بيشرب العلاج ولو هو مرّ؟ الآن نبحث عن العلاج، ولنقبل ولو كان مرًا، مع أن العلاج من قِبَل الإسلام ليس مرًا، ما يمكن يكونْ مرًّا، لكن نفهم أن وضعيتنا أصبحت إلى درجة أنهم إذا قالوا لي، أعتقد أن العرب لو يفهمون وضعيتهم وقالوا: أنتم لن تتخلصوا من هذه الوضعية إلا بعد أن تُتَوِّجُوا ذلك الجَمَل وتجعلوه قائدًا لكم، أن من الطبيعي أن يسيروا وراء هذا الجمل، ويُتَوِّجوه ويجعلوه قائدًا لهم، ويهتفوا باسمه، ويصفقوا له، وضعية سيئة، ناهيك عن الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
هل كان أعلام أهل البيت مرّ؟ غير مقبولين لدى الأمة؟ علي غير مقبول؟ لماذا غير مقبول؟ كان ظالمًا؟ كان جشعًا؟ كان غبيًا؟ ماذا كان؟ أعلام تشَدّ الناس إليهم فكيف يمكن أن يكونوا مرًا؟ كيف يمكن أن لا يُقبلوا؟
أنت عندما تمرض وتشتد بك[الملاريا] ألست تشرب [السَّنَا] وهي مرّ؟ سعال يحصل فيك أو أي شيء من الأمراض، تأكل [مرّ]، تأكل [صبر] الأمة هذه هي لا تدرك بأنها أصبحت مريضة، خليك عن الآخرين، نحن الزيود هل أننا بعد لم نفهم وضعيتنا؟ هل كل شيء سابر؟ لا والله ما كل شيء سابر، وأننا تحت الصفر في كل شيء.
نستعرض: هل لدينا حزب؟ لا. هل لدينا مطبعة؟ لا.. لدينا قناة تلفزيون؟ لا.. لدينا إذاعة؟ لا.. لدينا صحيفة.. لدينا مجلة؟ لدينا جمعيات؟ حتى الجمعيات ألسنا فاترين فيها؟ قلنا جمعية لهمدان ممكن تعملوا جمعية ما تحرك الناس في ضحيان اعملوا جمعية ما تحركوا رازح حاولوا ما تحركوا فوط ما تحركوا وهكذا، فاترين، فاترين في كل شيء.
نحن نعيش حالة ضلال رهيب. هل نحن طائفة واعية نستمسك بعلمائنا وبأعلامنا؟ أم أننا أصبحنا كما يقال: [تَوْفِيَة مذاهب] من يريد أن يوفي مذهبه قال من عند الزيدية! إما جعفري والاّ وهابي ما بيروا إلا الزيدية ذي هم مضاحك.. تائهين، لم يعد لدينا شيء حتى الوعي ليس لدينا شيء ثابت. يطلع واحد من هناك وشخروا فيه يرى بلاطه بتلمع قالوا: ذولا على الحق، لمبه تولع فوق الحرم، قالوا [أشهد لله أن ذولا على حق]، يعني حالة من الضياع تبحث عن بلاطه أو صومعة، أو ناس يطوفون عند البيت أو واحد بثوب نظيف وذقنة نظيفة قال: [كيف يا خي ما هم على حق وهم كأنهم عُطْب] وأشياء من هذه.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إلى أين وصلت الأمور بالعرب حين تركوا ثقتهم بالله تعالى وبالرسول الأكرم وبالقرآن الكريم؟
🔸 – لماذا يحتاج الأعلام من غير أهل البيت إلى ترويج بين الناس وتلميع دائم؟
🔸 – هل يصاب المرء عند استعراض سيرة الإمام علي بن أبي طالب بالإحراج أحيانا من بعض المواقف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
الإسلام هو جاء دين يهدي الأمة فيزكي النفوس، يعلّم الناس، يزكيهم، يطهرهم، يجعل الحياة كلها سعيدة بالنسبة لهم، يجعلهم متمكنين في الأرض، كل خيرات الأرض تحت أيديهم، كل أسباب القوة بأيديهم، هذا الذي أراده الله سبحانه وتعالى للمسلمين، للعرب بالذات، لكن تنكروا لكل شيء فأصبحوا أذلاء وأصبحوا لا يمتلكون شيئًا، إلا ما كان فضلات مما لدى الآخرين.
حتى في المناهج الدراسية نحن ندرس نظريات قد عفا عليها الزمن، وقد تجاوزوها هم فأصبحت قديمة لديهم، سواء في الطب أو في الفيزياء، أوفي غيرها، وأصبحت غير مجدية كاملة أو بنسبة معينة، أصبحت معروفة لديهم، وقد تجاوزوها، وقد مشوا من بعدها بزمان، أصبحنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نصنع مثل تلك قطعة الغيار الفلانية مثل هذه المسجلة مثل هذه السيارة.. ما نستطع أن نصنع مثلهم.
هذا هو الضلال الذي تقع فيه الأمة، لكن ما عاش الناس ثقة بالقرآن، ولا عاشوا ثقة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ونظروا إلى القرآن ونظروا إلى الرسول وكأنه صاحب مهمة معينة، ومجال محدود هناك، لا شأن له بالحياة وبأمور الحياة، نحن سنحاول من جانبنا ننظر كيف نهدي أنفسنا، كيف نعمل في سبيل إخراجنا من هذه الأزمات. لدرجة أنه ماذا حصل؟
أليس العرب الآن يبحثون عن السلام من أمريكا؟! من عدوهم، وهم يقولون ويصرحون أن أمريكا هي التي تدعم إسرائيل. أليس هذا من الضلال المكشوف؟ الضلال الذي لا يدخل فيه أحدنا، هل أنت ستذهب إلى عدوك الأكبر تِريد منه أنه يفك منك عدو ما هو إلا يد من أياديه، وهو إنما يعمل لصالحه؟! هل سيفكه منك؟ لا.
هذا الزمن - أيها الإخوة - هو زمن لا بد أن الناس يقفون موقفًا صحيحًا من أنفسهم، ما عاده وقت مجاملات ولا حياء ولا مداهنة، وقت مناقشة الحقائق، ومعرفة الحقائق، يكفي الناس ما يلمسونه من ذلة وإهانة وضياع لهم كمسلمين، كعرب، يكفي.
المفروض أن يبحثوا عن الحل، الإنسان متى ما اشتد به المرض ما هو في الأخير بيشرب العلاج ولو هو مرّ؟ الآن نبحث عن العلاج، ولنقبل ولو كان مرًا، مع أن العلاج من قِبَل الإسلام ليس مرًا، ما يمكن يكونْ مرًّا، لكن نفهم أن وضعيتنا أصبحت إلى درجة أنهم إذا قالوا لي، أعتقد أن العرب لو يفهمون وضعيتهم وقالوا: أنتم لن تتخلصوا من هذه الوضعية إلا بعد أن تُتَوِّجُوا ذلك الجَمَل وتجعلوه قائدًا لكم، أن من الطبيعي أن يسيروا وراء هذا الجمل، ويُتَوِّجوه ويجعلوه قائدًا لهم، ويهتفوا باسمه، ويصفقوا له، وضعية سيئة، ناهيك عن الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
هل كان أعلام أهل البيت مرّ؟ غير مقبولين لدى الأمة؟ علي غير مقبول؟ لماذا غير مقبول؟ كان ظالمًا؟ كان جشعًا؟ كان غبيًا؟ ماذا كان؟ أعلام تشَدّ الناس إليهم فكيف يمكن أن يكونوا مرًا؟ كيف يمكن أن لا يُقبلوا؟
أنت عندما تمرض وتشتد بك[الملاريا] ألست تشرب [السَّنَا] وهي مرّ؟ سعال يحصل فيك أو أي شيء من الأمراض، تأكل [مرّ]، تأكل [صبر] الأمة هذه هي لا تدرك بأنها أصبحت مريضة، خليك عن الآخرين، نحن الزيود هل أننا بعد لم نفهم وضعيتنا؟ هل كل شيء سابر؟ لا والله ما كل شيء سابر، وأننا تحت الصفر في كل شيء.
نستعرض: هل لدينا حزب؟ لا. هل لدينا مطبعة؟ لا.. لدينا قناة تلفزيون؟ لا.. لدينا إذاعة؟ لا.. لدينا صحيفة.. لدينا مجلة؟ لدينا جمعيات؟ حتى الجمعيات ألسنا فاترين فيها؟ قلنا جمعية لهمدان ممكن تعملوا جمعية ما تحرك الناس في ضحيان اعملوا جمعية ما تحركوا رازح حاولوا ما تحركوا فوط ما تحركوا وهكذا، فاترين، فاترين في كل شيء.
نحن نعيش حالة ضلال رهيب. هل نحن طائفة واعية نستمسك بعلمائنا وبأعلامنا؟ أم أننا أصبحنا كما يقال: [تَوْفِيَة مذاهب] من يريد أن يوفي مذهبه قال من عند الزيدية! إما جعفري والاّ وهابي ما بيروا إلا الزيدية ذي هم مضاحك.. تائهين، لم يعد لدينا شيء حتى الوعي ليس لدينا شيء ثابت. يطلع واحد من هناك وشخروا فيه يرى بلاطه بتلمع قالوا: ذولا على الحق، لمبه تولع فوق الحرم، قالوا [أشهد لله أن ذولا على حق]، يعني حالة من الضياع تبحث عن بلاطه أو صومعة، أو ناس يطوفون عند البيت أو واحد بثوب نظيف وذقنة نظيفة قال: [كيف يا خي ما هم على حق وهم كأنهم عُطْب] وأشياء من هذه.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى يجوز لنا أن نبحث عن أعذار وتبريرات أخطاء من سبق من الأئمة؟
🔸 – لماذا ظهر في فترة ماضية أعلام منحطون من أهل البيت؟
🔸 – بما امتاز أئمة الزيدية عند النظر إليهم من الناحية الجهادية؟
🔸 – كيف يمكن تعزيز الولاء لله ولرسوله ولأهل البيت في نفوس الناس؟
🔸 – {وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلىٰ صِراطٍ مُستَقيمٍ} [آل عمران: من الآية 101] ماذا توحي به هذه الآية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
حصل ظاهرة في أئمة متأخرين من الزيدية، حصل داخلهم حركة وتضارب، وأشياء من هذه، هل نحن أحرجنا أنفسنا بهم، ونقول سلام الله عليه وهو كذا؟ لا. لا سلام الله عليه وهو على باطل، لا سلام الله عليه ولو عمامته كيف ما كانت، أو يحمل اسمًا كيفما كان. نحن لا نتعب أنفسنا بأعلام يرتكبون باطلًا ثم نحاول أن ندسم عليهم. هذا ليس من طريقتنا إطلاقًا.
متى حصل هذا؟ عند متأخري الزيدية عندما امتدت إليهم هَبَّة من الروائح الكريهة من جانب شيعة هؤلاء، فدخل معتزلة ودخل سنيّة، وأصبحوا متأثرين بهم، فطلعوا أعلام منحطين، وطلع صراع فيما بينهم، طلع صراع ما كان يحصل مثله بين أئمة أهل البيت السابقين، فتدنسوا هم بسبب ما وصل إليهم؛ ولأنهم لم يكونوا كاملين، لم يحصلوا على الكمال، بعضهم لم يحصل على الكمال؛ لأن ثقافته كانت معتزلية، ثقافته كانت سنية، ولا يمكن أن يبلغ رجل درجة كمال بحيث يمكن أن يلي أمر الأمة، وهو على هذا النحو؛ لأنه هو أصبح متأثرًا بالآخرين، أصبح متأثرًا بما هَبّ من جانب أبي بكر وعمر وشيعتهم.
ما هم بيحاولوا الآن أن يقولوا: الأئمة الزيدية حصل فيهم كذا، كذا. قلنا شوفوا احنا [مُطَرِّقِيْنَ فيهم]، من شفتوه على باطل العنوه. هل سنأتي نحن ونقول: ماشي أبدًا.. نحاول نشرِّبك عائشة وقد خرجت تقاتل الإمام علي، وتحت قيادتها حوالي ثلاثين ألفًا، وحاشيتها من بني أمية. نحاول نشرب الناس غصبا غصبا، في الأخير يقل لك رضي الله عنهم هؤلاء ما يضرهم شيء، هؤلاء ما يؤثر عليهم شيء [مُصَرَّفِينَ] كلهم من المعاصي، مصرَّفين تصاريف ما يضرهم شيء، لكن محمدًا يضره عندما قال: {قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ} [الأنعام: 15] (الأنعام:15).
حتى الاثنا عشرية تدرون أنهم محرجين هم أيضًا، مما تجلى لنا أنهم محرجين في مسألة أئمة معدودين، جعلوهم أئمة الكون بكله، ثم رأوا في الأخير أن المسألة كانت غير طبيعية، فعندما ظهر الإمام الخميني وطرح نظرية [ولاية الفقيه] كان كثير منهم يقاومها.
طيب ما الذي حصل؟ من آمنوا بالمسألة ولا يزال في ذهنيتهم اثنا عشر رأوا وضعيتهم محرجة، فماذا قالوا؟ عمدوا إلى الجانب الزيدي المجاهد فقالوا: [هذا كان هو الجناح العسكري للأئمة] من أجل ماذا؟ من أجل أن يحاولوا أن يبرهنوا على أن أولئك الأئمة كانوا رجال ثورة وجهاد، ورجال يعملون على إقامة حكومة إسلامية. ما هم دوروا للزيدية؟ فقالوا هم كانوا الجناح العسكري للحركة الرسالية في حركة الأئمة، فكان [زيد] هو القائد العسكري للإمام جعفر الصادق، فكان هو عبارة عن شخص على رأس معسكر، وجيش يخرج تحت قيادة جعفر الصادق.. وهكذا وعلى هذا النحو. من أجل ماذا؟ من أجل أن يحاولوا أن يلبسوا أئمة معينين لباس آلة الحرب. فيقولوا هؤلاء الأئمة الذين هم أئمة عظماء هم كانوا أئمة يقاومون الظلم، هم كانوا يعملون في إقامة حكومات إسلامية، هم كانوا أئمة يلبسون آلة الحرب، وينزلون إلى ميادين القتال.
مع أن كان المنطق السائد هو أئمة هكذا عباد زهاد، ليس هناك أي كلام حول الجانب الجهادي، جانب إقامة حكومة فيما بعد من عصر زين العابدين ومَنْزَل إلى عند المهدي المنتظر [عجل الله فرجه]!، كما يقولون هم أنه قد ولد. إذًا فهناك من أئمتهم تسعة لا يستطيعون أن يتحدثوا عنهم أنهم قاموا بحركة جهادية، وعندما لمسوا المسألة أنهم بحاجة إليها حاولوا أن يضفوا عليهم صبغة الحركة الجهادية.
طيب ما هم احتاجوا يعملوا نفس الأسلوب يلبسوا أئمتهم دروع الحرب وقد تحولوا إلى رفات؟ لكن تعال أنت إلى أئمة الزيدية لا تحوج نفسك في شيء ستجد لديهم ما يدعم نشاطك كله، وأنت تدعو إلى الإسلام، وأنت تجاهد في ميادين الإسلام، وأنت تعمل للإسلام في مختلف مجالات العمل تجد لديهم القدوة الكاملة، وأنت تريد أن توعي الناس ليفهم الناس تجد لديهم الأمثلة الكاملة من واقع حياتهم بالشكل الذي يذهل الناس ويرسخ الوعي بأهمية قيم الدين إلى أعماق أعماق نفوسهم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى يجوز لنا أن نبحث عن أعذار وتبريرات أخطاء من سبق من الأئمة؟
🔸 – لماذا ظهر في فترة ماضية أعلام منحطون من أهل البيت؟
🔸 – بما امتاز أئمة الزيدية عند النظر إليهم من الناحية الجهادية؟
🔸 – كيف يمكن تعزيز الولاء لله ولرسوله ولأهل البيت في نفوس الناس؟
🔸 – {وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلىٰ صِراطٍ مُستَقيمٍ} [آل عمران: من الآية 101] ماذا توحي به هذه الآية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (1- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الأول
{إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/1/2002م
اليمن – صعدة
حصل ظاهرة في أئمة متأخرين من الزيدية، حصل داخلهم حركة وتضارب، وأشياء من هذه، هل نحن أحرجنا أنفسنا بهم، ونقول سلام الله عليه وهو كذا؟ لا. لا سلام الله عليه وهو على باطل، لا سلام الله عليه ولو عمامته كيف ما كانت، أو يحمل اسمًا كيفما كان. نحن لا نتعب أنفسنا بأعلام يرتكبون باطلًا ثم نحاول أن ندسم عليهم. هذا ليس من طريقتنا إطلاقًا.
متى حصل هذا؟ عند متأخري الزيدية عندما امتدت إليهم هَبَّة من الروائح الكريهة من جانب شيعة هؤلاء، فدخل معتزلة ودخل سنيّة، وأصبحوا متأثرين بهم، فطلعوا أعلام منحطين، وطلع صراع فيما بينهم، طلع صراع ما كان يحصل مثله بين أئمة أهل البيت السابقين، فتدنسوا هم بسبب ما وصل إليهم؛ ولأنهم لم يكونوا كاملين، لم يحصلوا على الكمال، بعضهم لم يحصل على الكمال؛ لأن ثقافته كانت معتزلية، ثقافته كانت سنية، ولا يمكن أن يبلغ رجل درجة كمال بحيث يمكن أن يلي أمر الأمة، وهو على هذا النحو؛ لأنه هو أصبح متأثرًا بالآخرين، أصبح متأثرًا بما هَبّ من جانب أبي بكر وعمر وشيعتهم.
ما هم بيحاولوا الآن أن يقولوا: الأئمة الزيدية حصل فيهم كذا، كذا. قلنا شوفوا احنا [مُطَرِّقِيْنَ فيهم]، من شفتوه على باطل العنوه. هل سنأتي نحن ونقول: ماشي أبدًا.. نحاول نشرِّبك عائشة وقد خرجت تقاتل الإمام علي، وتحت قيادتها حوالي ثلاثين ألفًا، وحاشيتها من بني أمية. نحاول نشرب الناس غصبا غصبا، في الأخير يقل لك رضي الله عنهم هؤلاء ما يضرهم شيء، هؤلاء ما يؤثر عليهم شيء [مُصَرَّفِينَ] كلهم من المعاصي، مصرَّفين تصاريف ما يضرهم شيء، لكن محمدًا يضره عندما قال: {قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ} [الأنعام: 15] (الأنعام:15).
حتى الاثنا عشرية تدرون أنهم محرجين هم أيضًا، مما تجلى لنا أنهم محرجين في مسألة أئمة معدودين، جعلوهم أئمة الكون بكله، ثم رأوا في الأخير أن المسألة كانت غير طبيعية، فعندما ظهر الإمام الخميني وطرح نظرية [ولاية الفقيه] كان كثير منهم يقاومها.
طيب ما الذي حصل؟ من آمنوا بالمسألة ولا يزال في ذهنيتهم اثنا عشر رأوا وضعيتهم محرجة، فماذا قالوا؟ عمدوا إلى الجانب الزيدي المجاهد فقالوا: [هذا كان هو الجناح العسكري للأئمة] من أجل ماذا؟ من أجل أن يحاولوا أن يبرهنوا على أن أولئك الأئمة كانوا رجال ثورة وجهاد، ورجال يعملون على إقامة حكومة إسلامية. ما هم دوروا للزيدية؟ فقالوا هم كانوا الجناح العسكري للحركة الرسالية في حركة الأئمة، فكان [زيد] هو القائد العسكري للإمام جعفر الصادق، فكان هو عبارة عن شخص على رأس معسكر، وجيش يخرج تحت قيادة جعفر الصادق.. وهكذا وعلى هذا النحو. من أجل ماذا؟ من أجل أن يحاولوا أن يلبسوا أئمة معينين لباس آلة الحرب. فيقولوا هؤلاء الأئمة الذين هم أئمة عظماء هم كانوا أئمة يقاومون الظلم، هم كانوا يعملون في إقامة حكومات إسلامية، هم كانوا أئمة يلبسون آلة الحرب، وينزلون إلى ميادين القتال.
مع أن كان المنطق السائد هو أئمة هكذا عباد زهاد، ليس هناك أي كلام حول الجانب الجهادي، جانب إقامة حكومة فيما بعد من عصر زين العابدين ومَنْزَل إلى عند المهدي المنتظر [عجل الله فرجه]!، كما يقولون هم أنه قد ولد. إذًا فهناك من أئمتهم تسعة لا يستطيعون أن يتحدثوا عنهم أنهم قاموا بحركة جهادية، وعندما لمسوا المسألة أنهم بحاجة إليها حاولوا أن يضفوا عليهم صبغة الحركة الجهادية.
طيب ما هم احتاجوا يعملوا نفس الأسلوب يلبسوا أئمتهم دروع الحرب وقد تحولوا إلى رفات؟ لكن تعال أنت إلى أئمة الزيدية لا تحوج نفسك في شيء ستجد لديهم ما يدعم نشاطك كله، وأنت تدعو إلى الإسلام، وأنت تجاهد في ميادين الإسلام، وأنت تعمل للإسلام في مختلف مجالات العمل تجد لديهم القدوة الكاملة، وأنت تريد أن توعي الناس ليفهم الناس تجد لديهم الأمثلة الكاملة من واقع حياتهم بالشكل الذي يذهل الناس ويرسخ الوعي بأهمية قيم الدين إلى أعماق أعماق نفوسهم.