🍀اليوم التاسع عشر🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عندما قال الإمام علي (عليه السلام): أفي سلامة من ديني، ماذا كان يقصد؟ وإلام كان يشير؟
🔸 – عندما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "ستخضب هذه من هذا" ما الذي أزعج الإمام علي (عليه السلام)؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#ذكرى_إستشهاد_الإمام_علي (ع)
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة
ففي موضوع الشهادة مثلًا، موضوع الشهادة، لقد كان الإمام علي على علم عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يوم أن أخبره بأن لحيته سَتُخْضَب من دم رأسه.
هذا الخبر لو يأتي لشخص منا - ربما - قد يكون مزعجًا، لو يأتي هذا الخبر لشخص منا قد ينظر إلى ما حوله، ينظر إلى أسرته، إلى أولاده، إلى ممتلكاته إلى مظاهر الحياة من حوله فيبدو متأسفًا ويودع نفسه حينًا بعد حين وينتظر متى يخضب دم رأسه لحيته، لكن عليا كان يهمه شيء واحد.
كيف أجاب على الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ قال: "يا رسول الله أَفِيْ سلامة من ديني؟" أفي سلامة من ديني يحصل هذا؟ "قال: نعم. قال: إذًا لا أبالي" مادام أن ديني سليمًا.
الإمام علي عندما يقول بهذه العبارة يعطينا إشارة مهمة جدًا، وكأنه يلحظ من خلال ما يسمع من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه سيحصل ضلال، يحصل انحراف، تحصل فتن. يهم أي إنسان حريص على سلامة نفسه أن يبحث عن سلامة دينه، وأن يحرص على سلامة دينه.
لو كانت الأمور عند الإمام علي (عليه السلام)، في رؤيته - يوم قال لـه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بهذا الكلام - هو أن هذه الرسالة ستمشي بشكل طبيعي، وسيكون الناس كلهم هكذا بشكل صحيح يسيرون جيلًا بعد جيل لما سأل الرسول: "أفي سلامة من ديني؟".
ناهيك عما إذا كان قد قال لـه: أن الذي سيقتله هو أشقى هذه الأمة، أي من هذه الأمة، وهو من يجلب الشقاء على هذه الأمة، وشبَّهه بعاقر ناقة ثمود الذي جلب الشقاء على تلك الأمة فجعلها تستحق عذابًا شديدًا من الله، استأصل تلك الأمة بأكملها.
"أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟" ما أحوجنا إلى هذه المشاعر!
تجد الإمام عليًا تأكد أيضًا بأنه فعلًا كان قرينًا للقرآن، وما يزال قرينًا للقرآن، أن هذا هو منطق القرآن نفسه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) أليس هذا توجيه يحث كل إنسان منا على أن يكون حريصًا على أن يسلم له دينه؟ وأن يكون كل ما يهمه هو أن يسلم له دينه، على الرغم من كل ما يواجهه، على الرغم من أي شيء يمكن أن يواجهه حتى وإن كان خبرًا مؤكدًا على نحو ما جاء لعلي (صلوات الله عليه): "ستخضب هذه من هذا" وأشار إلى لحيته ورأسه؟
ومن خلال هذا نعرف موقعنا نحن من القرآن ومن قرين القرآن، عندما نجد الكثير منا، الغالبية العظمى منا يضحي بدينه من أجل احتمال أن تسلم لـه دنياه، احتمال أن تسلم لـه قدماه ناهيك عن رأسه، أو لاحتمال أن لا يبـيت ليلة في سجن من السجون، لاحتمال أن لا يضحي بمبلغ من المال في سبيل إعلاء كلمة ربه، أليس كثير من الناس على هذا النحو؟
كأننا نقول للقرآن نفسه عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14ه) أفي سلامة من دنيانا يا قرآن الله؟! عندما يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104) تمام، لكن هل في سلامة من دنيانا ورؤوسنا وأقدامنا وأيدينا يا كتاب الله؟!
إن كل إنسان يتولى عليا، إن كل إنسان مصدق برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبكتاب الله يجب أن تكون مشاعره على هذا النحو الذي كان يسيطر على مشاعر علي (عليه السلام): "أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟ قال: نعم: إذًا لا أبالي".
ولقد كان يقول: "والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليّ" إن كل شيء يهمه هو أن يكون هناك السلامة لدينه، فلتخضب دماء رأسه لحيته، وليتقطع إربًا، وليكن ما كان ما دام دينه سالمًا لـه.
وهذه هي الرؤية الصحيحة، هذه هي السلامة لمن يبحث عن السلامة، الإنسان لا يمكن أن يسلم إذا لم يسلم لـه دينه، لا في دنياه ولا في آخرته، ما الذي جعلنا نُظلم؟ ما الذي جعلنا نُقهر ونحن ملايين؟ نمتلك الإمكانيات الكبيرة، نمتلك الجيوش، نمتلك الثروات الضخمة والهائلة في باطن الأرض وظاهرها، نمتلك رقعة استراتيجية مهمة؟ لأن ديننا لم يسلم لنا، فوجدنا أنفسنا لم نسلم من الذل، لم نسلم من القهر، لم نسلم من النهب.
أصبحت هذه الأمة ذليلة، أصبحت مستضعفة، أصبحت مقهورة؛ لأنها لم تفكر تفكير قرين القرآن "أفي سلامة من ديني؟"، وحينها عندما تنطلق لتبحث عن السلامة لنفسك وأنت لا تفكر في أن يسلم لك دينك فلن تسلم نفسك، لن يسلم عِرْضك، لن تسلم كرامتك، وفي الأخير لن تسلم أنت في الآخرة يوم تلقى الله، لن تسلم سوء الحساب، لن تسلم نار جهنم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عندما قال الإمام علي (عليه السلام): أفي سلامة من ديني، ماذا كان يقصد؟ وإلام كان يشير؟
🔸 – عندما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "ستخضب هذه من هذا" ما الذي أزعج الإمام علي (عليه السلام)؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#ذكرى_إستشهاد_الإمام_علي (ع)
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة
ففي موضوع الشهادة مثلًا، موضوع الشهادة، لقد كان الإمام علي على علم عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يوم أن أخبره بأن لحيته سَتُخْضَب من دم رأسه.
هذا الخبر لو يأتي لشخص منا - ربما - قد يكون مزعجًا، لو يأتي هذا الخبر لشخص منا قد ينظر إلى ما حوله، ينظر إلى أسرته، إلى أولاده، إلى ممتلكاته إلى مظاهر الحياة من حوله فيبدو متأسفًا ويودع نفسه حينًا بعد حين وينتظر متى يخضب دم رأسه لحيته، لكن عليا كان يهمه شيء واحد.
كيف أجاب على الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ قال: "يا رسول الله أَفِيْ سلامة من ديني؟" أفي سلامة من ديني يحصل هذا؟ "قال: نعم. قال: إذًا لا أبالي" مادام أن ديني سليمًا.
الإمام علي عندما يقول بهذه العبارة يعطينا إشارة مهمة جدًا، وكأنه يلحظ من خلال ما يسمع من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه سيحصل ضلال، يحصل انحراف، تحصل فتن. يهم أي إنسان حريص على سلامة نفسه أن يبحث عن سلامة دينه، وأن يحرص على سلامة دينه.
لو كانت الأمور عند الإمام علي (عليه السلام)، في رؤيته - يوم قال لـه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بهذا الكلام - هو أن هذه الرسالة ستمشي بشكل طبيعي، وسيكون الناس كلهم هكذا بشكل صحيح يسيرون جيلًا بعد جيل لما سأل الرسول: "أفي سلامة من ديني؟".
ناهيك عما إذا كان قد قال لـه: أن الذي سيقتله هو أشقى هذه الأمة، أي من هذه الأمة، وهو من يجلب الشقاء على هذه الأمة، وشبَّهه بعاقر ناقة ثمود الذي جلب الشقاء على تلك الأمة فجعلها تستحق عذابًا شديدًا من الله، استأصل تلك الأمة بأكملها.
"أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟" ما أحوجنا إلى هذه المشاعر!
تجد الإمام عليًا تأكد أيضًا بأنه فعلًا كان قرينًا للقرآن، وما يزال قرينًا للقرآن، أن هذا هو منطق القرآن نفسه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) أليس هذا توجيه يحث كل إنسان منا على أن يكون حريصًا على أن يسلم له دينه؟ وأن يكون كل ما يهمه هو أن يسلم له دينه، على الرغم من كل ما يواجهه، على الرغم من أي شيء يمكن أن يواجهه حتى وإن كان خبرًا مؤكدًا على نحو ما جاء لعلي (صلوات الله عليه): "ستخضب هذه من هذا" وأشار إلى لحيته ورأسه؟
ومن خلال هذا نعرف موقعنا نحن من القرآن ومن قرين القرآن، عندما نجد الكثير منا، الغالبية العظمى منا يضحي بدينه من أجل احتمال أن تسلم لـه دنياه، احتمال أن تسلم لـه قدماه ناهيك عن رأسه، أو لاحتمال أن لا يبـيت ليلة في سجن من السجون، لاحتمال أن لا يضحي بمبلغ من المال في سبيل إعلاء كلمة ربه، أليس كثير من الناس على هذا النحو؟
كأننا نقول للقرآن نفسه عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14ه) أفي سلامة من دنيانا يا قرآن الله؟! عندما يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104) تمام، لكن هل في سلامة من دنيانا ورؤوسنا وأقدامنا وأيدينا يا كتاب الله؟!
إن كل إنسان يتولى عليا، إن كل إنسان مصدق برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبكتاب الله يجب أن تكون مشاعره على هذا النحو الذي كان يسيطر على مشاعر علي (عليه السلام): "أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟ قال: نعم: إذًا لا أبالي".
ولقد كان يقول: "والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليّ" إن كل شيء يهمه هو أن يكون هناك السلامة لدينه، فلتخضب دماء رأسه لحيته، وليتقطع إربًا، وليكن ما كان ما دام دينه سالمًا لـه.
وهذه هي الرؤية الصحيحة، هذه هي السلامة لمن يبحث عن السلامة، الإنسان لا يمكن أن يسلم إذا لم يسلم لـه دينه، لا في دنياه ولا في آخرته، ما الذي جعلنا نُظلم؟ ما الذي جعلنا نُقهر ونحن ملايين؟ نمتلك الإمكانيات الكبيرة، نمتلك الجيوش، نمتلك الثروات الضخمة والهائلة في باطن الأرض وظاهرها، نمتلك رقعة استراتيجية مهمة؟ لأن ديننا لم يسلم لنا، فوجدنا أنفسنا لم نسلم من الذل، لم نسلم من القهر، لم نسلم من النهب.
أصبحت هذه الأمة ذليلة، أصبحت مستضعفة، أصبحت مقهورة؛ لأنها لم تفكر تفكير قرين القرآن "أفي سلامة من ديني؟"، وحينها عندما تنطلق لتبحث عن السلامة لنفسك وأنت لا تفكر في أن يسلم لك دينك فلن تسلم نفسك، لن يسلم عِرْضك، لن تسلم كرامتك، وفي الأخير لن تسلم أنت في الآخرة يوم تلقى الله، لن تسلم سوء الحساب، لن تسلم نار جهنم.
🍀اليوم العشرون🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عندما نستذكر فضائل ومواقف الإمام علي (عليه السلام) ما الذي يجب أن نستلهمه؟
🔸 – كيف كان استقبال الإمام علي (عليه السلام) للشهادة؟
🔸 – عندما يقول الإمام علي (عليه السلام)" "فزت ورب الكعبة" بينما آخرون ممن سمعوه تمنى أحدهم عند احتضاره أنه بعرات لخروف، علام يدل ذلك؟
🔸 – اذكر الآية الدالة عل أن الإمام علي (عليه السلام) كان شاهدا لرسول الله؟ وكيف كانت شهادته للرسول؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#ذكرى_استشهاد_الامام_علي(ع)
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة
وعندما نرجع إلى علي (صلوات الله عليه) نراه - كما أسلفنا - يُلْهِمُ من خلال ما قدّم، من خلال ما تكلم، يُلْهِم الناس كيف تكون المواقف الصحيحة، كيف تكون التوجهات التي فيها نجاة الناس. عندما نرجع إلى فضائل الإمام علي (صلوات الله عليه) نجد أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يثني عليه كثيرًا.
يجب أن نفهم من كل هذا، من كل ما قدمه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، من فضائل لعلي، من كل ما ذكره من فضائل لعلي، من كل ما وجدناه من مواقف عظيمة لعلي أن تفكير النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وتفكير علي، وما يريده النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، وما يريده الإمام علي هو أن نأخذ من ذلك العبرة، نأخذ من ذلك الوعي، نأخذ من ذلك ما يجعلنا مستبصرين في كل شؤون الحياة، في كل المواقف التي يطلب منا أن نقفها في هذه الحياة، أن نعرف المقاييس الصحيحة التي من خلالها نستطيع أن نقيّم الأشخاص والمواقف والاتجاهات في هذه الحياة؛ لهذا قال عنه (صلوات الله عليه وعلى آله): "علي مع الحق، والحق مع علي".
ونحن شيعة علي يجب أن نرجع إلى دراسة تاريخ علي، إلى دراسة سيرة علي (صلوات الله عليه)؛ لنعرف كيف نقتدي به؟ كيف نسير على خطاه؟ كيف نتمسك بنهجه؟ كيف نسلك السبيل الذي سلكه؟ كيف ننظر إلى الأمور كنظرته؛ لأنه بالتأكيد قرين القرآن.
ثم نأتِي إلى موضوع آخر هو: كيف كان استقبال علي (صلوات الله عليه) للشهادة؟
قد تحدثنا عمّا الذي أوصل الإمام عليًا (صلوات الله عليه) إلى أن نراه يخرُّ صريعًا في وسط أمة مسلمة، وداخل بيت من بيوت الله، كيف كان استقباله للشهادة هو؟ لنعرف أن الإمام عليًا (صلوات الله عليه) كان يرى أن مقام الشهادة مقام عظيم، وأنها أمْنِيَة كان يطلبها، أنها أمنية كان يسأل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عنها هل سيحصل عليها؟، ومتى سيحصل عليها؟
استقبلها الإمام علي (عليه السلام) استقبال من يعرف كرامة الشهيد، عظمة الشهيد. فعندما خرَّ صريعًا بعد تلك الضربة قال (صلوات الله عليه): "فُزْتُ ورب الكعبة".
بينما نرى التاريخ يحكي عن أشخاص آخرين ممن سبقوه أن أحدهم تمنى عند احتضاره أنه كان بَعَرَات لخروف تتساقط هنا وهناك، لكن عليًا (صلوات الله عليه) قال: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه على يقين من سلامة دينه، على يقين من صحة موقفه، على يقين من صحة نهجه، على يقين من أن الله سبحانه وتعالى قد منح الشهداء، وأعطى الشهداء الكرامة التي تجعل مثله - على الرغم من عباداته الكثيرة - يصرخ بهذه الكلمة العظيمة مقسمًا: "فزت ورب الكعبة".
ما أحوجنا - أيها الإخوة - إلى أن نستلهم من علي (صلوات الله عليه) الصبر على الحق، الصمود في مواجهة الباطل، استقبال العناء والشدائد بصدور رَحْبَة، بعزائم قوية، بإرادات لا تُقهر، برؤية واضحة، ببصيرة عالية فنكون ممن يحمل شعور علي حتى في لحظة الاستشهاد، في لحظة اغتياله يرى نفسه مسرورًا "فزت ورب الكعبة".
لماذا سماه فوزًا؟ وهل يمكن للكثير منا، الذي يرى نفسه فائزًا أنه لم يُقْحِم نفسه - كما يقول الكثير - في مشكلة، أنه لم يدخل في عمل ربما يؤدي إلى مشكلة، أنه يبتعد مسافات عن أن يحصل عليه أبسط ما يحتمل من ضر في ماله أو في نفسه، هل يمكن لأحد ممن يفكر هذا التفكير أن يقول عندما يحتضر، عندما تأتيه ملائكة الموت: "فُزتُ ورب الكعبة"؟؟ لا والله، بل ربما يصرخ مُتَأَوِّهًا، بل ربما يَبْهَرَه الموت - كما قال الإمام علي (صلوات الله عليه) وهو يوصي ابنه الحسن ويحذره من أن يكون على طريقة سيئة عندما يفاجئه الموت - قال: "فيَبْهَرَك". نعوذ بالله من بَهْرَة الموت.
متى تكون بَهْرَة الموت؟ عندما تكون أنت من لم تحرص على سلامة دينك، من لم تُضَحِّ من أجل دينك، من لا تعتبر السقوط شهيدًا في سبيل الله من أجل سلامة دينك فوزًا، سيبهرك الموت، وسيبهرك الحشر، وستبهرك زبانية جهنم، هذا شيء لا شك فيه.
الإمام علي عندما يقول: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه سار على منهجية هي منهجية يفوز من سار عليها.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عندما نستذكر فضائل ومواقف الإمام علي (عليه السلام) ما الذي يجب أن نستلهمه؟
🔸 – كيف كان استقبال الإمام علي (عليه السلام) للشهادة؟
🔸 – عندما يقول الإمام علي (عليه السلام)" "فزت ورب الكعبة" بينما آخرون ممن سمعوه تمنى أحدهم عند احتضاره أنه بعرات لخروف، علام يدل ذلك؟
🔸 – اذكر الآية الدالة عل أن الإمام علي (عليه السلام) كان شاهدا لرسول الله؟ وكيف كانت شهادته للرسول؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#ذكرى_استشهاد_الامام_علي(ع)
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة
وعندما نرجع إلى علي (صلوات الله عليه) نراه - كما أسلفنا - يُلْهِمُ من خلال ما قدّم، من خلال ما تكلم، يُلْهِم الناس كيف تكون المواقف الصحيحة، كيف تكون التوجهات التي فيها نجاة الناس. عندما نرجع إلى فضائل الإمام علي (صلوات الله عليه) نجد أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يثني عليه كثيرًا.
يجب أن نفهم من كل هذا، من كل ما قدمه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، من فضائل لعلي، من كل ما ذكره من فضائل لعلي، من كل ما وجدناه من مواقف عظيمة لعلي أن تفكير النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وتفكير علي، وما يريده النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، وما يريده الإمام علي هو أن نأخذ من ذلك العبرة، نأخذ من ذلك الوعي، نأخذ من ذلك ما يجعلنا مستبصرين في كل شؤون الحياة، في كل المواقف التي يطلب منا أن نقفها في هذه الحياة، أن نعرف المقاييس الصحيحة التي من خلالها نستطيع أن نقيّم الأشخاص والمواقف والاتجاهات في هذه الحياة؛ لهذا قال عنه (صلوات الله عليه وعلى آله): "علي مع الحق، والحق مع علي".
ونحن شيعة علي يجب أن نرجع إلى دراسة تاريخ علي، إلى دراسة سيرة علي (صلوات الله عليه)؛ لنعرف كيف نقتدي به؟ كيف نسير على خطاه؟ كيف نتمسك بنهجه؟ كيف نسلك السبيل الذي سلكه؟ كيف ننظر إلى الأمور كنظرته؛ لأنه بالتأكيد قرين القرآن.
ثم نأتِي إلى موضوع آخر هو: كيف كان استقبال علي (صلوات الله عليه) للشهادة؟
قد تحدثنا عمّا الذي أوصل الإمام عليًا (صلوات الله عليه) إلى أن نراه يخرُّ صريعًا في وسط أمة مسلمة، وداخل بيت من بيوت الله، كيف كان استقباله للشهادة هو؟ لنعرف أن الإمام عليًا (صلوات الله عليه) كان يرى أن مقام الشهادة مقام عظيم، وأنها أمْنِيَة كان يطلبها، أنها أمنية كان يسأل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عنها هل سيحصل عليها؟، ومتى سيحصل عليها؟
استقبلها الإمام علي (عليه السلام) استقبال من يعرف كرامة الشهيد، عظمة الشهيد. فعندما خرَّ صريعًا بعد تلك الضربة قال (صلوات الله عليه): "فُزْتُ ورب الكعبة".
بينما نرى التاريخ يحكي عن أشخاص آخرين ممن سبقوه أن أحدهم تمنى عند احتضاره أنه كان بَعَرَات لخروف تتساقط هنا وهناك، لكن عليًا (صلوات الله عليه) قال: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه على يقين من سلامة دينه، على يقين من صحة موقفه، على يقين من صحة نهجه، على يقين من أن الله سبحانه وتعالى قد منح الشهداء، وأعطى الشهداء الكرامة التي تجعل مثله - على الرغم من عباداته الكثيرة - يصرخ بهذه الكلمة العظيمة مقسمًا: "فزت ورب الكعبة".
ما أحوجنا - أيها الإخوة - إلى أن نستلهم من علي (صلوات الله عليه) الصبر على الحق، الصمود في مواجهة الباطل، استقبال العناء والشدائد بصدور رَحْبَة، بعزائم قوية، بإرادات لا تُقهر، برؤية واضحة، ببصيرة عالية فنكون ممن يحمل شعور علي حتى في لحظة الاستشهاد، في لحظة اغتياله يرى نفسه مسرورًا "فزت ورب الكعبة".
لماذا سماه فوزًا؟ وهل يمكن للكثير منا، الذي يرى نفسه فائزًا أنه لم يُقْحِم نفسه - كما يقول الكثير - في مشكلة، أنه لم يدخل في عمل ربما يؤدي إلى مشكلة، أنه يبتعد مسافات عن أن يحصل عليه أبسط ما يحتمل من ضر في ماله أو في نفسه، هل يمكن لأحد ممن يفكر هذا التفكير أن يقول عندما يحتضر، عندما تأتيه ملائكة الموت: "فُزتُ ورب الكعبة"؟؟ لا والله، بل ربما يصرخ مُتَأَوِّهًا، بل ربما يَبْهَرَه الموت - كما قال الإمام علي (صلوات الله عليه) وهو يوصي ابنه الحسن ويحذره من أن يكون على طريقة سيئة عندما يفاجئه الموت - قال: "فيَبْهَرَك". نعوذ بالله من بَهْرَة الموت.
متى تكون بَهْرَة الموت؟ عندما تكون أنت من لم تحرص على سلامة دينك، من لم تُضَحِّ من أجل دينك، من لا تعتبر السقوط شهيدًا في سبيل الله من أجل سلامة دينك فوزًا، سيبهرك الموت، وسيبهرك الحشر، وستبهرك زبانية جهنم، هذا شيء لا شك فيه.
الإمام علي عندما يقول: "فزت ورب الكعبة"؛ لأنه سار على منهجية هي منهجية يفوز من سار عليها.