🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقول بأنه حين يعيش فترة الشقاء في الدنيا سيعوضه الله في الآخرة، فما العلاقة بين الدنيا والآخرة من هذه الناحية؟
🔸 – من الذي يتحرك في جبهة الباطل؟ ومن الذي ينفق عليها؟ وماذا ينبغي علينا حيال ذلك؟
🔸 – ما الذي نحتاج إليه حتى نسمع ونبصر ونعي ونتيقن في الدنيا؟
🔸 – {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} من هو الذي على بينة، ومن هو الشاهد؟
🔸 – كيف أتى الهدى والبيان من الله تعالى؟ وهل من لوازم كمال التوضيح للهدى أن يؤتي الله كل نفس هداها؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء سنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (طـه:125) كنت بصيرا بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} (طـه: من الآية126) كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع.. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه: من الآية126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جدا؟! كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جدا. يربط بين العمل في الدنيا وبين العمل في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الذي يغيب عن أذهاننا كثيرا ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع.. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى ما نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه.. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا.. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة.. هي سبب الندامة.. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحا لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـال صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة مصلحة في الحيـاة لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: من الآية227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح.. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل.. ما الفارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحًا؟ إذًا فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: من الآية104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون.. وهكذا.. الأعمال شكليتها واحدة لكن هناك أعمال صالحة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحة فيما إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: من الآية37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح؛ لأنه في مصلحتك أنت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها؛ لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل من أضاعها في هذه الدنيا، سيرى أن تلك الأعمال الصالحة هي نوعية معينة من الأعمال.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقول بأنه حين يعيش فترة الشقاء في الدنيا سيعوضه الله في الآخرة، فما العلاقة بين الدنيا والآخرة من هذه الناحية؟
🔸 – من الذي يتحرك في جبهة الباطل؟ ومن الذي ينفق عليها؟ وماذا ينبغي علينا حيال ذلك؟
🔸 – ما الذي نحتاج إليه حتى نسمع ونبصر ونعي ونتيقن في الدنيا؟
🔸 – {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} من هو الذي على بينة، ومن هو الشاهد؟
🔸 – كيف أتى الهدى والبيان من الله تعالى؟ وهل من لوازم كمال التوضيح للهدى أن يؤتي الله كل نفس هداها؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء سنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (طـه:125) كنت بصيرا بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} (طـه: من الآية126) كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع.. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه: من الآية126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جدا؟! كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جدا. يربط بين العمل في الدنيا وبين العمل في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الذي يغيب عن أذهاننا كثيرا ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع.. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى ما نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه.. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا.. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة.. هي سبب الندامة.. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحا لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـال صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة مصلحة في الحيـاة لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: من الآية227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح.. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل.. ما الفارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحًا؟ إذًا فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: من الآية104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون.. وهكذا.. الأعمال شكليتها واحدة لكن هناك أعمال صالحة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحة فيما إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: من الآية37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح؛ لأنه في مصلحتك أنت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها؛ لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل من أضاعها في هذه الدنيا، سيرى أن تلك الأعمال الصالحة هي نوعية معينة من الأعمال.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا لم تكن سنة الهداية إلزامية لكل البشر؟
🔸 – هل يجوز تعذيب الإنسان؟ وماذا لوك كان كافرا عدوا لله؟
🔸 – بعد البيان والهدى الكافي من الله لنا ماذا يستحق المقصرون؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق أنت الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريما لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذًا فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار.. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط.. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق.. ننطلق نتلمس آثار الكرامة في كل جانب من جوانب هدايته لنا.. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة.. أليست العزة هي للمؤمنين؟ إذًا فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) العزة للمؤمنين.. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة بعد كل شخص منهم.. ليست هذه عزة.
أو لم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافرًا! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضا، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون؛ لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى.. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعمله.. انظر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب.
أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطة.. بتلك الطريقة بتعذيبك بالقيود وبالكهرباء وبوسائل أخرى.. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكون هدايته للآخرين على هذا النحو؛ لأنه الكريم وهو العزيز هو من يريد أن يكون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها.. هو كرامتها.. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال.. هنا إهانة.. هنا قهر. أما من جانب الله سبحانه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القرآن الكريم تجد أن خطابه معك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله.. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: من الآية245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: من الآية16) يتحدث مع الناس بمنطق لطيف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسان أمام الله.. لماذا؟ كم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا لم تكن سنة الهداية إلزامية لكل البشر؟
🔸 – هل يجوز تعذيب الإنسان؟ وماذا لوك كان كافرا عدوا لله؟
🔸 – بعد البيان والهدى الكافي من الله لنا ماذا يستحق المقصرون؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق أنت الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريما لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذًا فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار.. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط.. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق.. ننطلق نتلمس آثار الكرامة في كل جانب من جوانب هدايته لنا.. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة.. أليست العزة هي للمؤمنين؟ إذًا فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) العزة للمؤمنين.. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة بعد كل شخص منهم.. ليست هذه عزة.
أو لم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافرًا! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضا، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون؛ لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى.. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعمله.. انظر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب.
أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطة.. بتلك الطريقة بتعذيبك بالقيود وبالكهرباء وبوسائل أخرى.. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكون هدايته للآخرين على هذا النحو؛ لأنه الكريم وهو العزيز هو من يريد أن يكون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها.. هو كرامتها.. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال.. هنا إهانة.. هنا قهر. أما من جانب الله سبحانه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القرآن الكريم تجد أن خطابه معك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله.. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: من الآية245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: من الآية16) يتحدث مع الناس بمنطق لطيف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسان أمام الله.. لماذا؟ كم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
#ملزمة_الأسبوع
🍀القسم الأول 🍀
🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن - صعدة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. ما يزال الموضوع هو حول الآية الكريمة: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}(المائدة:56) وقلنا: من المهم جداً أن نعرف من هم أولياء الله، وأن نعرف كيف نتولى الله، والشيء المؤكد أن معرفة الله سبحانه وتعالى المعرفة الكافية معرفة واسعة لا بد منها في تحقيق أن يكون الإنسان من أولياء الله؛ لأن من أبرز صفات أولياء الله سبحانه وتعالى أنهم عظيمي الثقة بالله، ثقتهم بالله قوية. والثقة القوية بالله إنما تحصل من خلال معرفته، ولا نقصد بمعرفته سبحانه وتعالى ما هو متصالح عليه في كتب علم الكلام، بل معرفته الواسعة من خلال القرآن الكريم معرفة كماله، معرفة ما أسبغ على عباده من نعم، معرفة مظاهر قدرته ودلائل حكمته, ومظاهر رحمته، أيضاً معرفة شدة بطشه، معرفة ما أعده لأوليائه, وما أعده لأعدائه، معرفة ما يحظى به أولياؤه من الرعاية منه سبحانه وتعالى، معرفة أنه غالب على أمره، هذه المعرفة الواسعة. بالأمس كان الموضوع حول ألوهية الله سبحانه وتعالى, أن نعرف ألوهيته سبحانه وتعالى، ماذا تعني بالنسبة لنا, أن نعرف أنه لا إله إلا الله، وكما قال سبحانه وتعالى لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله): {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد: من الآية19) ومتى ما تحقق لدينا ـ بإذن الله وبتوفيقه وبتنويره ـ معرفة كافية بمعنى (لا إله إلا الله), معرفة كافية بمعنى ألوهيته, أنه إلهنا ونحن عبيده فإن هذه تعتبر من أهم الفوائد وأعظم المكاسب التي لو قطع الإنسان عمره الطويل في ترسيخ معانيها في نفسه لكانت من أعظم النعم التي يحصل عليها طول عمره. الله سبحانه وتعالى هو إلهنا ونحن عبيده، ومعنى ذلك أنه وحده الذي له الحق أن يكون له الأمر فينا, والحكم فينا، هو من له الحق أن يشرّع لنا، ويهدينا ويرشدنا، هو من له الحق أن يحكم فينا، هو من له الحق أن يدبر شؤوننا؛ لأننا عبيده، هو من له الحق أن لا يتدخل غيره في شأن من شؤوننا بما يخالف ما يريده ـ سبحانه وتعالى ـ لنا ومنا، هو وحده الذي له الحق أن نطيعه, ونطيع مَنْ طَاعتُه مِنْ طَاعته. هذه القاعدة المهمة, والقاعدة الواسعة هي التي تفصلك عن كل إله في الأرض سواء تمثل في هواك، أو تمثل في إنسان، أو تمثل في أي شيء من هذا العالم، فمتى ما فصلت نفسك عن كل ما سوى الله أن يكون إلهاً لك تحقق لك معنى (لا إله إلا الله), ومنحت مِن عزة مَن وحدّته، مِن قوة مَن وحدته، مِن حكمة مَن وحدته، مِن علم مَن وحدته، كما قال الله سبحانه وتعالى في نبي الله يوسف، ونبي الله موسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:22). لو تقرأ ما قرأت طول عمرك، ورصَّات الكتب بين يديك مجلد بعد مجلد وأنت لا تحظى برعاية من الله سبحانه وتعالى أن يعلمك هو، أن يرشدك هو، أن يهديك, أن يفهمك فإن غاية ما تحصل عليه قليل من العلم وكثير من الجهل. كم سمعنا عن أشخاص في تاريخ الإسلام، كم تركوا من تراث من الكتب؟ وكيف عرفت حياتهم حتى قيل عن بعضهم: أن كراريس علمه بلغت أكثر من أيام عمره، أكثر من شخص قيل فيه هذا، ولكن لو تستعرض ما تركه تجد أنه كان بحاجة ماسة, في حاجة ماسة إلى أن يهتدي بالقرآن الكريم، وأن يستأنف حياته من جديد مع القرآن الكريم. إن كل خلل يحصل سببه نقص في معنى (لا إله إلا الله) في نفسك، فترى الركام الذي تركه هذا، والركام الذي تركه ذاك، وتلك العبارات المنمقة عند هذا، والعبارات المنمقة عند ذاك، تراها وكأنها هي الحكمة، وكأنها هي الهدى, وكأنها هي الصواب، وترى وكأن القرآن الكريم الذي عايشته وأنت صغير, وقرأته وأنت ما تزال طفلاً, ما يزال فهمك محدوداً, ما يزال إدراكك للمعاني ضعيفاً، تتعامل معه وكأنه هو ذلك الكتاب الذي عايشته في الصغر فتنطلق بعد هذا, وبعد ذاك, وبعد تلك العبارات المنمقة، وبعد تلك المجلدات الطويلة، وكأن هناك الهدي, وكأن هناك الحكمة, وكأن هناك العلم. وفي الحقيقة ـ كما أسلفت ـ نحن نعرف أشخاصاً كابن تيمية مثلاً من العلماء الذين عُرفوا بغزارة العلم ـ بالمعنى المتعارف عليه ـ أي: كثرة المقروءات، والكتابة، والحديث هنا وهنا، في هذه المسألة وتلك المسألة، لكنه كان يفتقد إلى أسس، إلى أسس ينطلق منها، أسس يرشد إليها القرآن الكريم، لينطلق منها هو وغيره من أمثاله ممن يمكن أن تلمس لديهم عقائد باطلة، أقوال غريبة، وجهة نظر شاذة. سبب ذلك كله هو أنه لم يحصل اعتماد ـ بالشكل المطلوب ـ على القرآن الكريم، وأنه لم يحصل اعتماد بالشكل المط
🍀القسم الأول 🍀
🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن - صعدة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. ما يزال الموضوع هو حول الآية الكريمة: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}(المائدة:56) وقلنا: من المهم جداً أن نعرف من هم أولياء الله، وأن نعرف كيف نتولى الله، والشيء المؤكد أن معرفة الله سبحانه وتعالى المعرفة الكافية معرفة واسعة لا بد منها في تحقيق أن يكون الإنسان من أولياء الله؛ لأن من أبرز صفات أولياء الله سبحانه وتعالى أنهم عظيمي الثقة بالله، ثقتهم بالله قوية. والثقة القوية بالله إنما تحصل من خلال معرفته، ولا نقصد بمعرفته سبحانه وتعالى ما هو متصالح عليه في كتب علم الكلام، بل معرفته الواسعة من خلال القرآن الكريم معرفة كماله، معرفة ما أسبغ على عباده من نعم، معرفة مظاهر قدرته ودلائل حكمته, ومظاهر رحمته، أيضاً معرفة شدة بطشه، معرفة ما أعده لأوليائه, وما أعده لأعدائه، معرفة ما يحظى به أولياؤه من الرعاية منه سبحانه وتعالى، معرفة أنه غالب على أمره، هذه المعرفة الواسعة. بالأمس كان الموضوع حول ألوهية الله سبحانه وتعالى, أن نعرف ألوهيته سبحانه وتعالى، ماذا تعني بالنسبة لنا, أن نعرف أنه لا إله إلا الله، وكما قال سبحانه وتعالى لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله): {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد: من الآية19) ومتى ما تحقق لدينا ـ بإذن الله وبتوفيقه وبتنويره ـ معرفة كافية بمعنى (لا إله إلا الله), معرفة كافية بمعنى ألوهيته, أنه إلهنا ونحن عبيده فإن هذه تعتبر من أهم الفوائد وأعظم المكاسب التي لو قطع الإنسان عمره الطويل في ترسيخ معانيها في نفسه لكانت من أعظم النعم التي يحصل عليها طول عمره. الله سبحانه وتعالى هو إلهنا ونحن عبيده، ومعنى ذلك أنه وحده الذي له الحق أن يكون له الأمر فينا, والحكم فينا، هو من له الحق أن يشرّع لنا، ويهدينا ويرشدنا، هو من له الحق أن يحكم فينا، هو من له الحق أن يدبر شؤوننا؛ لأننا عبيده، هو من له الحق أن لا يتدخل غيره في شأن من شؤوننا بما يخالف ما يريده ـ سبحانه وتعالى ـ لنا ومنا، هو وحده الذي له الحق أن نطيعه, ونطيع مَنْ طَاعتُه مِنْ طَاعته. هذه القاعدة المهمة, والقاعدة الواسعة هي التي تفصلك عن كل إله في الأرض سواء تمثل في هواك، أو تمثل في إنسان، أو تمثل في أي شيء من هذا العالم، فمتى ما فصلت نفسك عن كل ما سوى الله أن يكون إلهاً لك تحقق لك معنى (لا إله إلا الله), ومنحت مِن عزة مَن وحدّته، مِن قوة مَن وحدته، مِن حكمة مَن وحدته، مِن علم مَن وحدته، كما قال الله سبحانه وتعالى في نبي الله يوسف، ونبي الله موسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:22). لو تقرأ ما قرأت طول عمرك، ورصَّات الكتب بين يديك مجلد بعد مجلد وأنت لا تحظى برعاية من الله سبحانه وتعالى أن يعلمك هو، أن يرشدك هو، أن يهديك, أن يفهمك فإن غاية ما تحصل عليه قليل من العلم وكثير من الجهل. كم سمعنا عن أشخاص في تاريخ الإسلام، كم تركوا من تراث من الكتب؟ وكيف عرفت حياتهم حتى قيل عن بعضهم: أن كراريس علمه بلغت أكثر من أيام عمره، أكثر من شخص قيل فيه هذا، ولكن لو تستعرض ما تركه تجد أنه كان بحاجة ماسة, في حاجة ماسة إلى أن يهتدي بالقرآن الكريم، وأن يستأنف حياته من جديد مع القرآن الكريم. إن كل خلل يحصل سببه نقص في معنى (لا إله إلا الله) في نفسك، فترى الركام الذي تركه هذا، والركام الذي تركه ذاك، وتلك العبارات المنمقة عند هذا، والعبارات المنمقة عند ذاك، تراها وكأنها هي الحكمة، وكأنها هي الهدى, وكأنها هي الصواب، وترى وكأن القرآن الكريم الذي عايشته وأنت صغير, وقرأته وأنت ما تزال طفلاً, ما يزال فهمك محدوداً, ما يزال إدراكك للمعاني ضعيفاً، تتعامل معه وكأنه هو ذلك الكتاب الذي عايشته في الصغر فتنطلق بعد هذا, وبعد ذاك, وبعد تلك العبارات المنمقة، وبعد تلك المجلدات الطويلة، وكأن هناك الهدي, وكأن هناك الحكمة, وكأن هناك العلم. وفي الحقيقة ـ كما أسلفت ـ نحن نعرف أشخاصاً كابن تيمية مثلاً من العلماء الذين عُرفوا بغزارة العلم ـ بالمعنى المتعارف عليه ـ أي: كثرة المقروءات، والكتابة، والحديث هنا وهنا، في هذه المسألة وتلك المسألة، لكنه كان يفتقد إلى أسس، إلى أسس ينطلق منها، أسس يرشد إليها القرآن الكريم، لينطلق منها هو وغيره من أمثاله ممن يمكن أن تلمس لديهم عقائد باطلة، أقوال غريبة، وجهة نظر شاذة. سبب ذلك كله هو أنه لم يحصل اعتماد ـ بالشكل المطلوب ـ على القرآن الكريم، وأنه لم يحصل اعتماد بالشكل المط
#ملزمة_الأسبوع
🍀القسم الثاني 🍀
🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن - صعدة
لهذا كان يأتي الواحد منهم ممن قضى معظم عمره في هذه الأبحاث من هذا القبيل داخل علم الكلام وتراه في نفس الوقت يدين بالطاعة لحاكم ظالم.. هل هذا عرف الله؟ تراه في نفس الوقت يعتقد عقائد تتنافى مع عظمة الله، مع حكمته، مع جلاله، مع عدله، مع رحمته، مع حكمته في أفعاله.. هل هذا عرف الله؟ تراه في الأخير كما قيل عنهم: لا يخشع.. قلب قاسي.. هل هذا عرف الله؟ وهو من قال سبحانه في كتابه الكريم: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}(فاطر: من الآية28) هم من يخشونه. لكن لما أصبح لدينا مسمى العلم, أو المقاييس التي من خلالها نطلق على هذا عالم أو هذا نسميه عالما، أصبحت هي تقاس بمقدار ما يقرأ من كتب كيفما كانت سميناه عالماً وهو ليس في قلبه خشية من الله. إذاً فإما أن تكون الآية المباركة: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} والتي قدمت كحقيقة إما أن تكون هي غير واقعية, أو يكون قلب ذلك الرجل هو غير الحقيقي فيما داخله مما سميناه علماً.. ليس علماً، هو علم باعتباره اطلاع على قواعد، العلم يطلق على العلم النفسي، ويطلق أيضاً على مجرد القواعد.. يقال: علم الفقه، علم الكلام، علم كذا. لا بأس هو عالم بهذا المسمى، لكن من كان عالماً على هذا النحو, وليس بالشكل الذي سمته به الآية الكريمة:{إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فإنه ما يزال جاهلاً، ما يزال جاهلاً؛ لأنه في نفس الوقت لم يأخذ العلم من مصدره, لم يأخذ الحكمة ممن يؤتيها، الله قال لنبيه (صلوات الله عليه وعلى آله): {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}(طـه: من الآية114) رب زدني علماً.. لم يقل له تعلم، انظر الآخرين ما لديهم وتعلم.. لا.. ربِّ أنت، أنت زدني علماً، اهدني أنت, ارزقني من علمك, من علمك الواسع، ائتني من حكمتك الواسعة {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}(البقرة: من الآية269). وعالم يكون على هذا النحو، عالم أي قرأ كتبا، قرأ فنوناً، يسمى هذا الفن علم كذا، ويسمى هذا الفن علم كذا، أو يسمى هذا الفن علم كذا، هو عالم على هذا المصطلح هو عالم، لكن إذا لم يعلم ـ في نفس الوقت ـ ذلك العلم الذي يجعله يخشى الله سيصبح علمه يشكل خطراً بالغاً على الإسلام والمسلمين، يشكل خطراً بالغاً على البشرية, يرسخ جهالات متراكمة، وإن صدّر كتابه بعبارات كريمة مثل [بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه..] إلى آخره. ثم يذكر لك ما الذي دفعه إلى تأليف هذا الكتاب، ثم عن الأبواب التي تناولها، ثم تقسيمه إلى كذا فصول إلى آخره، ثم يقول: [مبتغياً بذلك وجه الله، وأن يسهم في إثراء المكتبة الإسلامية وأن يتناول ما رأى بأن الآخرين بحاجة إلى معرفته ليقدم خدمة للإسلام والمسلمين، راجياً من الله بذلك أن يتقبله وأن يكتبه ويجعله في رصيد حسناته يوم يلقاه].. هكذا تأتي الأشياء بحسن نية. القرآن الكريم علّمنا بأن حسن النية لا تكفي.. أنه حتى الإخلاص لا يكفي إذا لم تعتمد على القرآن الكريم لتعرف من خلاله ما هو العلم، ثم تمشي من خلال ما يرشدك إليه في آفاق الحياة، وآفاق المعارف الأخرى فتزداد معارف حقيقية.. كل شيء في الأخير يعطيك معرفة، يرسخ لديك معاني كمال الله سبحانه وتعالى، كل هذا العالم ليس فيه شيء لا يشهد بكمال الله سبحانه وتعالى. يقال في [علم الكلام] بأنه أشرف العلوم؛ لأن موضوعه هو معرفة الله سبحانه وتعالى، ومعرفة الله هي أعلى شيء، فالفن الذي يتناولها هو أشرف العلوم؛ لذلك يبادرون به وبكتيّبات صغيرة إلى الأطفال من سن البلوغ يكون قد بدأ بمعرفة الله؛ لأنها أهم شيء.. لكن هكذا ننظر للأشياء وننطلق فيها بحسن نية وبإخلاص وكأن القضية متروكة إلينا نحن، أن نرسم الأشياء على ما نرى, وعلى ما نلمس بأن فيه رضا الله, وفق رؤية انطلقت من داخلنا دون اعتماد كبير على القرآن الكريم بأنه كتاب شامل يعطي مناهج للمعرفة أيضاً، ومناهج للتربية ومناهج للعمل في مختلف شئون الحياة.. {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} هذه وحدها تكفي لمن يتأمل؛ لأننا نقول: إن الله سبحانه وتعالى هو العالم هو العليم {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (الأنعام: من الآية73) {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (البقرة: من الآية255) {يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الفرقان: من الآية6) إذاً هو العالم.. أليس كذلك؟ هو العالم واسع العلم، هو من أحاط بكل شيء علماً، فهو من يجب أن نلتفت نحوه ليعلمنا، وليس فقط أن ندعوه أن يرزقنا العلم وننطلق من مصادر أخرى نبحث عن العلم. {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي} زدني أنت {عِلْماً}، حتى العلوم الأخرى هذه الاختراعات، وعلوم الصناعة، يقال: إن كثيراً من المخترعي
🍀القسم الثاني 🍀
🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن - صعدة
لهذا كان يأتي الواحد منهم ممن قضى معظم عمره في هذه الأبحاث من هذا القبيل داخل علم الكلام وتراه في نفس الوقت يدين بالطاعة لحاكم ظالم.. هل هذا عرف الله؟ تراه في نفس الوقت يعتقد عقائد تتنافى مع عظمة الله، مع حكمته، مع جلاله، مع عدله، مع رحمته، مع حكمته في أفعاله.. هل هذا عرف الله؟ تراه في الأخير كما قيل عنهم: لا يخشع.. قلب قاسي.. هل هذا عرف الله؟ وهو من قال سبحانه في كتابه الكريم: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}(فاطر: من الآية28) هم من يخشونه. لكن لما أصبح لدينا مسمى العلم, أو المقاييس التي من خلالها نطلق على هذا عالم أو هذا نسميه عالما، أصبحت هي تقاس بمقدار ما يقرأ من كتب كيفما كانت سميناه عالماً وهو ليس في قلبه خشية من الله. إذاً فإما أن تكون الآية المباركة: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} والتي قدمت كحقيقة إما أن تكون هي غير واقعية, أو يكون قلب ذلك الرجل هو غير الحقيقي فيما داخله مما سميناه علماً.. ليس علماً، هو علم باعتباره اطلاع على قواعد، العلم يطلق على العلم النفسي، ويطلق أيضاً على مجرد القواعد.. يقال: علم الفقه، علم الكلام، علم كذا. لا بأس هو عالم بهذا المسمى، لكن من كان عالماً على هذا النحو, وليس بالشكل الذي سمته به الآية الكريمة:{إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فإنه ما يزال جاهلاً، ما يزال جاهلاً؛ لأنه في نفس الوقت لم يأخذ العلم من مصدره, لم يأخذ الحكمة ممن يؤتيها، الله قال لنبيه (صلوات الله عليه وعلى آله): {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}(طـه: من الآية114) رب زدني علماً.. لم يقل له تعلم، انظر الآخرين ما لديهم وتعلم.. لا.. ربِّ أنت، أنت زدني علماً، اهدني أنت, ارزقني من علمك, من علمك الواسع، ائتني من حكمتك الواسعة {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}(البقرة: من الآية269). وعالم يكون على هذا النحو، عالم أي قرأ كتبا، قرأ فنوناً، يسمى هذا الفن علم كذا، ويسمى هذا الفن علم كذا، أو يسمى هذا الفن علم كذا، هو عالم على هذا المصطلح هو عالم، لكن إذا لم يعلم ـ في نفس الوقت ـ ذلك العلم الذي يجعله يخشى الله سيصبح علمه يشكل خطراً بالغاً على الإسلام والمسلمين، يشكل خطراً بالغاً على البشرية, يرسخ جهالات متراكمة، وإن صدّر كتابه بعبارات كريمة مثل [بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه..] إلى آخره. ثم يذكر لك ما الذي دفعه إلى تأليف هذا الكتاب، ثم عن الأبواب التي تناولها، ثم تقسيمه إلى كذا فصول إلى آخره، ثم يقول: [مبتغياً بذلك وجه الله، وأن يسهم في إثراء المكتبة الإسلامية وأن يتناول ما رأى بأن الآخرين بحاجة إلى معرفته ليقدم خدمة للإسلام والمسلمين، راجياً من الله بذلك أن يتقبله وأن يكتبه ويجعله في رصيد حسناته يوم يلقاه].. هكذا تأتي الأشياء بحسن نية. القرآن الكريم علّمنا بأن حسن النية لا تكفي.. أنه حتى الإخلاص لا يكفي إذا لم تعتمد على القرآن الكريم لتعرف من خلاله ما هو العلم، ثم تمشي من خلال ما يرشدك إليه في آفاق الحياة، وآفاق المعارف الأخرى فتزداد معارف حقيقية.. كل شيء في الأخير يعطيك معرفة، يرسخ لديك معاني كمال الله سبحانه وتعالى، كل هذا العالم ليس فيه شيء لا يشهد بكمال الله سبحانه وتعالى. يقال في [علم الكلام] بأنه أشرف العلوم؛ لأن موضوعه هو معرفة الله سبحانه وتعالى، ومعرفة الله هي أعلى شيء، فالفن الذي يتناولها هو أشرف العلوم؛ لذلك يبادرون به وبكتيّبات صغيرة إلى الأطفال من سن البلوغ يكون قد بدأ بمعرفة الله؛ لأنها أهم شيء.. لكن هكذا ننظر للأشياء وننطلق فيها بحسن نية وبإخلاص وكأن القضية متروكة إلينا نحن، أن نرسم الأشياء على ما نرى, وعلى ما نلمس بأن فيه رضا الله, وفق رؤية انطلقت من داخلنا دون اعتماد كبير على القرآن الكريم بأنه كتاب شامل يعطي مناهج للمعرفة أيضاً، ومناهج للتربية ومناهج للعمل في مختلف شئون الحياة.. {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} هذه وحدها تكفي لمن يتأمل؛ لأننا نقول: إن الله سبحانه وتعالى هو العالم هو العليم {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (الأنعام: من الآية73) {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (البقرة: من الآية255) {يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الفرقان: من الآية6) إذاً هو العالم.. أليس كذلك؟ هو العالم واسع العلم، هو من أحاط بكل شيء علماً، فهو من يجب أن نلتفت نحوه ليعلمنا، وليس فقط أن ندعوه أن يرزقنا العلم وننطلق من مصادر أخرى نبحث عن العلم. {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي} زدني أنت {عِلْماً}، حتى العلوم الأخرى هذه الاختراعات، وعلوم الصناعة، يقال: إن كثيراً من المخترعي