🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – بم يوحي تكرار الأمر بالتقوى في القرآن الكريم للمؤمنين في أكثر من موضع؟
🔸 – ما الذي يشير إليه واقع الأمة اليوم؟ هل تعيش في وضعية رضا الله أو تعيش في وضعية سخطه وعقابه العاجل؟
🔸 – هل يمكن للمسلم أن يموت كافرا وهو لا يدري؟ وكيف ذلك؟ وبما يأمن من الوقوع في هذا المصير؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
نعود إلى أصل الموضوع ولأن الآيات من أولها {يَا أيُّها الَّذِيْنَ آمَنُوْا...} بل الآيات التي تسبقها في أهل الكتاب توحي بأن القضية بالغة الخطورة وأن القضية هامة جدًا جدًا عند الله سبحانه وتعالى فيقول للناس ويذكرهم بإيمانهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) القضية مهمة جدًا يجب أن تخافوا من الله من أن يحصل من جانبكم تقصير فيها، أن يحصل من جانبكم أي إهمال، أي تقصير، أي تفريط، القضية مهمة جدًا جدًا، هو يقول لنا هكذا، يذكرنا بأن نتقيه فالقضية لديه مهمة، وبالغة الخطورة، وبقدر ما تكون هامة لديه، وبالغة الخطورة أي أنه سيكون عقابه شديدًا جدًا على من فرط وقصر فيها، فيجب أن نتقيه أبلغ درجات التقوى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} أقصى ما يمكن فالقضية خطيرة جدًا، وهامة جدًا لديه، ولن يسمح لمن يقصر، لن يسمح لمن يفرط، لن يسمح لمن يهمل.
وهكذا تأتي عبارات: {اتَّقُوا اللَّهَ} في القرآن الكريم في مقامات كثيرة، في مقدمة كل قضية هامة ليوحي للناس بأن المسألة هامة لديه، فلينطلقوا من منطلق الحذر من الله من أن يقصروا في هذه القضية سيضربهم هو، سيكون عقابه شديدًا عليهم، سيكون غضبه شديدًا عليهم كما في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال: من الآية1)
وهكذا تأتي في القرآن الكريم مكررة في معظم المقامات المهمة؛ لينطلق الناس من منطلق أن هذه قضية مهمة لدى الله سبحانه وتعالى، وهي في واقعها بالغة الخطورة فأي تقصير من جانبنا نحوها سيجعلنا عُرضة لسخط الله ونعوذ بالله من سخطه.
فقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} أنتم في مواجهة مع طرف يمكن أن يصل بكم إلى أن تكونوا كافرين، أنا لا أريد أن تكونوا كافرين، أن تكونوا كافرين يعني أن تصبحوا من أهل جهنم، أن تتحولوا إلى أطراف، تهملوا فتصبحوا فعلًا في واقعكم كافرين، أي أن تضيِّعوا الرسالة التي حُمِّلْتُمُوها من جانب الله سبحانه وتعالى، أليس هذا الذي حصل بالنسبة للعرب؟ العرب ألم يُذِلِّوا الإسلام بذلتهم؟ ألم يقهروا الإسلام بقهرهم؟ ألم يضيِّعوا كتاب الله بضياعهم؟ لأنهم فرطوا في الرسالة، فرطوا في الرسالة، إذًا فكانت القضية فعلًا بالغة الخطورة.
وتقوى الله سبحانه وتعالى معناها الحذر منه، تكون دائمًا تعيش حالة الحذر من جانبه فيما إذا حصل منك تقصير فيما يوجهك إليه، وفيما يرشدك إليه، وفيما يأمرك به وينهاك عنه، ليست سواء، القضايا ليست سواء أن تشرب [كوب] شاهي على واحد آخر ما هذا حرام؟ لكن لا يقال لك في هذا المقام: اتق الله حق تقاته، حرام واتق الله لا تأخذ هذا.
لكن مقامات مهمة جدًا، مقامات مهمة جدًا أي تفريط من جانبك فيها هي قضايا عند الله بالغة الخطورة يعلم سوء آثارها على دينه، وعلى عباده وأنت وهذا وذاك أنتم يا هؤلاء هذه الأمة بكلها هي المعنية بأن تكون هي الطرف الذي يَدْرَأ هذا الخطر، ويدفع هذا الفساد، ويعلي هذه الكلمة.. أليس هذا هو الطرف المسئول؟
إذًا فانطلقوا من منطلق الحذر؛ لأن مسئوليتكم كبيرة، وأن القضية خطيرة يجب أن تتقوا الله أبلغ درجات التقوى، أي أن تخافوه وتحذروه هو لن يسمح إطلاقًا.
وهذا فعلا شواهده قائمة، شواهده قائمة أنه غضب غضبًا شديدًا على الأمة أن جعلها تحت أقدام من قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة، وجعلها أمة تائهة، تمتلك الأموال الكثيرة، تمتلك الخيرات الكثيرة ومع ذلك لا تزال أمة جاهلة، ما تزال تبعث منح دراسية إلى الخارج، منح دراسية، منح دراسية، وخبراء جايين من هناك وناس رايحين يدرسوا هناك، الخبراء بيروحوا ولم ينفعوا بشيء، والطلاب يعودون إلى هنا ولا يعملون شيئًا بل يعودون حربًا لأمتهم الكثير منهم، حالة من الضياع، حالة توحي بأن الأمة تواجه ضربة قاضية من الله سبحانه وتعالى، غضبة شديدة من جانبه.
لأن الله سبحانه وتعالى هو رحمن، هو رحيم يهمه أمرنا، لا يريد أن نُظْلم، لا يريد أن نكون كافرين فنستحق جهنم، هو عندما وعد بجهنم للمجرمين لم يقل: تلك جهنم فأي مجرم، أو واحد يريد أن يضل فمصيره جهنم، لا يهمه أمره، هو يهدي الناس، ويرشدهم إلى كيف يبعدهم عن مقتضى سخطه، وعقابه، كيف يبعدهم عن طريق جهنم، عن الوقوع في جهنم، هو رحيم بالناس،هو رحيم بعباده.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – بم يوحي تكرار الأمر بالتقوى في القرآن الكريم للمؤمنين في أكثر من موضع؟
🔸 – ما الذي يشير إليه واقع الأمة اليوم؟ هل تعيش في وضعية رضا الله أو تعيش في وضعية سخطه وعقابه العاجل؟
🔸 – هل يمكن للمسلم أن يموت كافرا وهو لا يدري؟ وكيف ذلك؟ وبما يأمن من الوقوع في هذا المصير؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
نعود إلى أصل الموضوع ولأن الآيات من أولها {يَا أيُّها الَّذِيْنَ آمَنُوْا...} بل الآيات التي تسبقها في أهل الكتاب توحي بأن القضية بالغة الخطورة وأن القضية هامة جدًا جدًا عند الله سبحانه وتعالى فيقول للناس ويذكرهم بإيمانهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) القضية مهمة جدًا يجب أن تخافوا من الله من أن يحصل من جانبكم تقصير فيها، أن يحصل من جانبكم أي إهمال، أي تقصير، أي تفريط، القضية مهمة جدًا جدًا، هو يقول لنا هكذا، يذكرنا بأن نتقيه فالقضية لديه مهمة، وبالغة الخطورة، وبقدر ما تكون هامة لديه، وبالغة الخطورة أي أنه سيكون عقابه شديدًا جدًا على من فرط وقصر فيها، فيجب أن نتقيه أبلغ درجات التقوى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} أقصى ما يمكن فالقضية خطيرة جدًا، وهامة جدًا لديه، ولن يسمح لمن يقصر، لن يسمح لمن يفرط، لن يسمح لمن يهمل.
وهكذا تأتي عبارات: {اتَّقُوا اللَّهَ} في القرآن الكريم في مقامات كثيرة، في مقدمة كل قضية هامة ليوحي للناس بأن المسألة هامة لديه، فلينطلقوا من منطلق الحذر من الله من أن يقصروا في هذه القضية سيضربهم هو، سيكون عقابه شديدًا عليهم، سيكون غضبه شديدًا عليهم كما في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال: من الآية1)
وهكذا تأتي في القرآن الكريم مكررة في معظم المقامات المهمة؛ لينطلق الناس من منطلق أن هذه قضية مهمة لدى الله سبحانه وتعالى، وهي في واقعها بالغة الخطورة فأي تقصير من جانبنا نحوها سيجعلنا عُرضة لسخط الله ونعوذ بالله من سخطه.
فقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} أنتم في مواجهة مع طرف يمكن أن يصل بكم إلى أن تكونوا كافرين، أنا لا أريد أن تكونوا كافرين، أن تكونوا كافرين يعني أن تصبحوا من أهل جهنم، أن تتحولوا إلى أطراف، تهملوا فتصبحوا فعلًا في واقعكم كافرين، أي أن تضيِّعوا الرسالة التي حُمِّلْتُمُوها من جانب الله سبحانه وتعالى، أليس هذا الذي حصل بالنسبة للعرب؟ العرب ألم يُذِلِّوا الإسلام بذلتهم؟ ألم يقهروا الإسلام بقهرهم؟ ألم يضيِّعوا كتاب الله بضياعهم؟ لأنهم فرطوا في الرسالة، فرطوا في الرسالة، إذًا فكانت القضية فعلًا بالغة الخطورة.
وتقوى الله سبحانه وتعالى معناها الحذر منه، تكون دائمًا تعيش حالة الحذر من جانبه فيما إذا حصل منك تقصير فيما يوجهك إليه، وفيما يرشدك إليه، وفيما يأمرك به وينهاك عنه، ليست سواء، القضايا ليست سواء أن تشرب [كوب] شاهي على واحد آخر ما هذا حرام؟ لكن لا يقال لك في هذا المقام: اتق الله حق تقاته، حرام واتق الله لا تأخذ هذا.
لكن مقامات مهمة جدًا، مقامات مهمة جدًا أي تفريط من جانبك فيها هي قضايا عند الله بالغة الخطورة يعلم سوء آثارها على دينه، وعلى عباده وأنت وهذا وذاك أنتم يا هؤلاء هذه الأمة بكلها هي المعنية بأن تكون هي الطرف الذي يَدْرَأ هذا الخطر، ويدفع هذا الفساد، ويعلي هذه الكلمة.. أليس هذا هو الطرف المسئول؟
إذًا فانطلقوا من منطلق الحذر؛ لأن مسئوليتكم كبيرة، وأن القضية خطيرة يجب أن تتقوا الله أبلغ درجات التقوى، أي أن تخافوه وتحذروه هو لن يسمح إطلاقًا.
وهذا فعلا شواهده قائمة، شواهده قائمة أنه غضب غضبًا شديدًا على الأمة أن جعلها تحت أقدام من قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة، وجعلها أمة تائهة، تمتلك الأموال الكثيرة، تمتلك الخيرات الكثيرة ومع ذلك لا تزال أمة جاهلة، ما تزال تبعث منح دراسية إلى الخارج، منح دراسية، منح دراسية، وخبراء جايين من هناك وناس رايحين يدرسوا هناك، الخبراء بيروحوا ولم ينفعوا بشيء، والطلاب يعودون إلى هنا ولا يعملون شيئًا بل يعودون حربًا لأمتهم الكثير منهم، حالة من الضياع، حالة توحي بأن الأمة تواجه ضربة قاضية من الله سبحانه وتعالى، غضبة شديدة من جانبه.
لأن الله سبحانه وتعالى هو رحمن، هو رحيم يهمه أمرنا، لا يريد أن نُظْلم، لا يريد أن نكون كافرين فنستحق جهنم، هو عندما وعد بجهنم للمجرمين لم يقل: تلك جهنم فأي مجرم، أو واحد يريد أن يضل فمصيره جهنم، لا يهمه أمره، هو يهدي الناس، ويرشدهم إلى كيف يبعدهم عن مقتضى سخطه، وعقابه، كيف يبعدهم عن طريق جهنم، عن الوقوع في جهنم، هو رحيم بالناس،هو رحيم بعباده.
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إفساد الأسرة والمجتمع من خلال وسائل متعددة أهمها الإعلام، في مصلحة من يصب في الدرجة الأولى؟
🔸 – من أول من سواجهنا حين نفقد التقوى من داخل نفوسنا؟
🔸 – كيف يكون الناس مؤهلين به لمستوى مواجهة أعدائهم؟
🔸 – ما هو حبل الذي أمرنا بأن نعتصم به، ونتوحد حوله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
الحالة التي تأتي تترسخ عند الناس أنه [ماذا سنفعل بهم؟ ما هو جُهدنا أمام قوتهم؟] ألسنا نقول هكذا؟ الله يعلم أن كتابه هذا سيسير في أمة وسيلاقي صفوف من هذا النوع، لكنه يعلم بأن باستطاعة عباده المؤمنين أن يعملوا الشيء الكثير الذي يؤهلهم إلى درجة أن يقهروا أعداءه، ألم يضرب شواهد في واقع الحياة؟ ألم تكن إيران كمثل للدول الإسلامية؟ ألم يكن حزب الله كمثل لكل الطوائف، ولكل المجتمعات؟
حزب ألم يقهر أمريكا وإسرائيل؟ أخرج أمريكا من لبنان، ضرب بارجاتها وجعلها تنسحب ذليلة ببارجاتها التي كانت تضرب بقذائف كبيرة جدًا، أخرجهم من لبنان، ثم أخرج إسرائيل من لبنان، ويضربهم بمختلف الأسلحة التي يمتلكها، فقهر أمريكا وإسرائيل، حزب واحد.
اليهود يعرفون بأنك أنت الذي تفكر بأنك لا تستطيع أن تعمل شيئًا ضدهم أنه متى ما أفسدوا أسرتك، أولادك الصغار. أليس أولادك الصغار من أضعف من تتصور بأنه ممكن أن يعملوا شيئًا ضد إسرائيل؟ أليس هذا مما يتبادر إلى أذهاننا؟ لكن هم يعرفون بأن إفسادهم شيء مهم بالنسبة لهم، وبالنسبة للحفاظ على مصالحهم، وإلى الاستمرار في عملهم في تحويل الأمة إلى أمة كافرة، هم عندما يحرصون على إفساد أسرتك.. أليس ذلك يعني أنهم يعرفون أن إفساد أسرتك هو في صالحهم، أليس كذلك؟
وهم عندما يعملون على أن تنزل [الدشات] هذه بأسعار رخيصة من أجل كل أسرة يمكن أن تأخذ لها [دُش] فتفسد المرأة: زوجتك، وبناتك، وأخواتك، وأولادك، وكل أقاربك. هم ساهموا معك في قيمة [الدش] حقك فعلا ساهموا بما تعنيه الكلمة. الدش قيمته حقيقة قد تكون مائة ألف مثلا تأخذونه بعشرين ألف، من الذي دفع الباقي؟ الصهيونية هي التي دفعت الباقي نقدا فعلا إلى الشركات المصنعة.
الدش الذي فوق سطح منزلي أو منزلك اشتريته أنا ومن؟ أنا وإسرائيل حقيقة بما تعنيه الكلمة، شراه لي الإسرائيليون، ودفعوا مبلغا أكثر مما دفعت؛ لأنهم يفهمون أن هذه الأسرة متى ما فسدت سيصبح فسادها في صالحهم. لأن المسألة وصلت إلى صراع صراع شامل وليس صراعا في جانب واحد، صراع إعلامي، فكري، ثقافي، سياسي.
أم أنهم يرتاحون جدًا لنا، ويريدون أن نعيش حياة مرفهة، ونرتاح جدًا فنتفرج على العالم من خلال ما تبثه القنوات الفضائية في مختلف بلدان الدنيا، يريدون أن يقدموا لنا خدمة؟! ما عندنا مثل معروف يقول: [ما قد نصح يهودي مسلم]؟
هذا قد حصل لآبائنا وأجدادنا، قد جربوا العيش مع اليهود، وعرفوا اليهود، وأنه [ما قد نصح يهودي مسلم]، فاليهودي هو الذي دفع ثلاثة أرباع قيمة الدش الذي فوق منزلك، لأنه عارف أن ابنك عندما يفسد، وابن هذا عندما يفسد، وابن هذا عندما يفسد أن المجتمع مكون من لبنات هي الأسر ومتى ما فسدت هذه الأسرة وهذه، وهذه، وهذه... يعني فسد المجتمع، ومتى ما فسد المجتمع أصبح لا يشكل أي خطورة عليهم، وأصبح ميدانا يمشي عليه كل ما يريد أن يعمموه عليه.
هذا جانب مما تعنيه آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (آل عمران: من الآية102) وهي من منظار آخر بعد أن قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (آل عمران: من الآية101) يقدم هو الهداية فهكذا كونوا، هكذا كونوا.
تلحظ في الموضوع جانب المبادرة من قبل الله سبحانه وتعالى أنه لا يتركك حتى تقول: ها نحن اعتصمنا بك، ثم يبحث للهدى إذا عاد معه باقي هدى في [المخزان] هذا أو ذك ثم يقول: خذ هذا، لا.. يهديك، يهديك من قبل أن تفكر في الاعتصام به، وقد قدم الهدى إلى بين يديك ليقول للناس، ليقول للأمة، ليقول لكل من يهمهم أمر الدين وإن كان مجتمعًا صغيرًا: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} تحلوا بالتقوى، كونوا متقين لله فيما تعنيه كلمة التقوى من مشاعر الحذر من التقصير فيما أمرنا الله أن نهتم به، فيما يأمرنا الله أن نعمل من أجله. التقوى فيما تعنيه الابتعاد عما يوقعنا في سخطه وعقابه.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إفساد الأسرة والمجتمع من خلال وسائل متعددة أهمها الإعلام، في مصلحة من يصب في الدرجة الأولى؟
🔸 – من أول من سواجهنا حين نفقد التقوى من داخل نفوسنا؟
🔸 – كيف يكون الناس مؤهلين به لمستوى مواجهة أعدائهم؟
🔸 – ما هو حبل الذي أمرنا بأن نعتصم به، ونتوحد حوله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
الحالة التي تأتي تترسخ عند الناس أنه [ماذا سنفعل بهم؟ ما هو جُهدنا أمام قوتهم؟] ألسنا نقول هكذا؟ الله يعلم أن كتابه هذا سيسير في أمة وسيلاقي صفوف من هذا النوع، لكنه يعلم بأن باستطاعة عباده المؤمنين أن يعملوا الشيء الكثير الذي يؤهلهم إلى درجة أن يقهروا أعداءه، ألم يضرب شواهد في واقع الحياة؟ ألم تكن إيران كمثل للدول الإسلامية؟ ألم يكن حزب الله كمثل لكل الطوائف، ولكل المجتمعات؟
حزب ألم يقهر أمريكا وإسرائيل؟ أخرج أمريكا من لبنان، ضرب بارجاتها وجعلها تنسحب ذليلة ببارجاتها التي كانت تضرب بقذائف كبيرة جدًا، أخرجهم من لبنان، ثم أخرج إسرائيل من لبنان، ويضربهم بمختلف الأسلحة التي يمتلكها، فقهر أمريكا وإسرائيل، حزب واحد.
اليهود يعرفون بأنك أنت الذي تفكر بأنك لا تستطيع أن تعمل شيئًا ضدهم أنه متى ما أفسدوا أسرتك، أولادك الصغار. أليس أولادك الصغار من أضعف من تتصور بأنه ممكن أن يعملوا شيئًا ضد إسرائيل؟ أليس هذا مما يتبادر إلى أذهاننا؟ لكن هم يعرفون بأن إفسادهم شيء مهم بالنسبة لهم، وبالنسبة للحفاظ على مصالحهم، وإلى الاستمرار في عملهم في تحويل الأمة إلى أمة كافرة، هم عندما يحرصون على إفساد أسرتك.. أليس ذلك يعني أنهم يعرفون أن إفساد أسرتك هو في صالحهم، أليس كذلك؟
وهم عندما يعملون على أن تنزل [الدشات] هذه بأسعار رخيصة من أجل كل أسرة يمكن أن تأخذ لها [دُش] فتفسد المرأة: زوجتك، وبناتك، وأخواتك، وأولادك، وكل أقاربك. هم ساهموا معك في قيمة [الدش] حقك فعلا ساهموا بما تعنيه الكلمة. الدش قيمته حقيقة قد تكون مائة ألف مثلا تأخذونه بعشرين ألف، من الذي دفع الباقي؟ الصهيونية هي التي دفعت الباقي نقدا فعلا إلى الشركات المصنعة.
الدش الذي فوق سطح منزلي أو منزلك اشتريته أنا ومن؟ أنا وإسرائيل حقيقة بما تعنيه الكلمة، شراه لي الإسرائيليون، ودفعوا مبلغا أكثر مما دفعت؛ لأنهم يفهمون أن هذه الأسرة متى ما فسدت سيصبح فسادها في صالحهم. لأن المسألة وصلت إلى صراع صراع شامل وليس صراعا في جانب واحد، صراع إعلامي، فكري، ثقافي، سياسي.
أم أنهم يرتاحون جدًا لنا، ويريدون أن نعيش حياة مرفهة، ونرتاح جدًا فنتفرج على العالم من خلال ما تبثه القنوات الفضائية في مختلف بلدان الدنيا، يريدون أن يقدموا لنا خدمة؟! ما عندنا مثل معروف يقول: [ما قد نصح يهودي مسلم]؟
هذا قد حصل لآبائنا وأجدادنا، قد جربوا العيش مع اليهود، وعرفوا اليهود، وأنه [ما قد نصح يهودي مسلم]، فاليهودي هو الذي دفع ثلاثة أرباع قيمة الدش الذي فوق منزلك، لأنه عارف أن ابنك عندما يفسد، وابن هذا عندما يفسد، وابن هذا عندما يفسد أن المجتمع مكون من لبنات هي الأسر ومتى ما فسدت هذه الأسرة وهذه، وهذه، وهذه... يعني فسد المجتمع، ومتى ما فسد المجتمع أصبح لا يشكل أي خطورة عليهم، وأصبح ميدانا يمشي عليه كل ما يريد أن يعمموه عليه.
هذا جانب مما تعنيه آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (آل عمران: من الآية102) وهي من منظار آخر بعد أن قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (آل عمران: من الآية101) يقدم هو الهداية فهكذا كونوا، هكذا كونوا.
تلحظ في الموضوع جانب المبادرة من قبل الله سبحانه وتعالى أنه لا يتركك حتى تقول: ها نحن اعتصمنا بك، ثم يبحث للهدى إذا عاد معه باقي هدى في [المخزان] هذا أو ذك ثم يقول: خذ هذا، لا.. يهديك، يهديك من قبل أن تفكر في الاعتصام به، وقد قدم الهدى إلى بين يديك ليقول للناس، ليقول للأمة، ليقول لكل من يهمهم أمر الدين وإن كان مجتمعًا صغيرًا: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} تحلوا بالتقوى، كونوا متقين لله فيما تعنيه كلمة التقوى من مشاعر الحذر من التقصير فيما أمرنا الله أن نهتم به، فيما يأمرنا الله أن نعمل من أجله. التقوى فيما تعنيه الابتعاد عما يوقعنا في سخطه وعقابه.
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الأثر المباشر للتفرق الذي يظهر بين الناس في حياتهم العادية؟
🔸 – كيف تقدم الوحدة الإسلامية اليوم في الساحة؟ ولماذا كان هذا التقديم مشروعا فاشلا؟
🔸 – كيف ينبغي أن نقدم الوحدة كمشروع ناجح قابل للتطبيق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
{وَاعْتَصِمُوا} [واو الجماعة] يفيد اعتصام جماعي {بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} أليست هذه ثلاث عبارات؟ هذا التأكيد من قبل الله سبحانه وتعالى يوحي بل يدل بما لا غبار عليه أن هذه القضية لا بد منها لأي أمة في أن يتحقق لها الاعتصام بحبل الله؛ فتكون في مستوى أن يسود فيها دين الله، في مستوى أن تواجه أعداء الله، لابد أن تكون متوحدة. ونحن نلمس آثار التفرق في حياتنا، كيف تضيع كثير من قيم الدين في حياتنا، ليس شيء من أسباب ضياعها إلا تفرقنا، تسود قيم فاسدة، يسود ضلال، يسود ظلم، تحدث ظواهر كثيرة من الفساد والظلم، وليس هناك سبب صريح في سيادتها في أوساط المجتمع إلا تفرقنا، أليس هذا واردا وحاصلا؟
متى ما تفرقت قرية واحدة أمكن أن يظهر فيها فساد، وينتشر حتى يصل كل بيت فيها، توحد الكلمة لا بد منه في ميدان مواجهة أعداء الله، لابد منه في تطبيق دين الله في المجتمع، لابد منه في أن تبرز أنت كفرد ملتزما بدين الله، متى ما حصلت فرقة في الأمة ما الذي سيحصل؟ ستكون النتيجة أنه هذا فاسد، وهذا مقصر، الجميع عند الله ماذا؟ يستوجبون غضبه، الجميع عند الله عاصين. من الذي يتصور أن يكون هناك مجتمعًا متفرقًا يمكن أن يكون متقيًا لله كامل التقوى، لا يحصل هذا. أنت أقل أحوالك إذا لم تكن أنت فاسد في حد ذاتك فأنت عنصر مساعد على الفساد أن ينتشر في مجتمعك لماذا؟ لسكوتي، لتقصيري، لإهمالي، لانزوائي بمفردي.
ولأهمية الموضوع كلنا نقول: [لو أن كلمتنا واحدة ما من حصل كذا وكذا، لو كلمتنا واحدة ما انتشر الفساد في المنطقة الفلانية، لو كلمتنا واحدة لما كان مدرس أو مدير يلعب كيفما يشاء]. ما الناس يقولون هذا؟ يعرفون هذا؟ [لو أن الكلمة واحدة]. كلمة من؟! الناس يقرون بأن تقصيرهم هم، وهم الذين لم ينطلق من جانبهم هذا العمل التخريبي، وهذا العمل الفاسد، يقرون بأن إهمالهم هو مما ساعد على انتشار الفساد، وظهور الفساد، وظهور الظلم، وغياب مبادئ الإسلام.
أي في الأخير لا أحد يستطيع أن يحكم لنفسه في مجتمع متفرق أنه ملتزم بدين الله؛ لأن أقل ما أنت عليه هو أنك مقصر، هو أنك لا تأمر بمعروف، لا تنهى عن منكر، لا تتعاون مع أخ على بر ولا تقوى، أنك منزوي على نفسك إذا فأنت عامل مساعد على ظهور الفساد، وانتشار الفساد. الاعتصام الجماعي بحبل الله لابد منه حتى بالنسبة لكل فرد في أن يصح أن يقال بأنه ملتزم بدين الله، أنه متقي لله، أنه مطيع لله، ولا ينطلق واحد من منطلق آخر.
اذكر بحين واحد من الكبار قلنا له: المفروض أن الناس يحاولون أن يعملوا جميعا، في أن تتوحد الكلمة - وهذا كان في بلد آخر غير بلادنا هذه قبل ربما عشرين سنة - قال: [أما أنا، أنا متوحد، الآخرين يتوحدوا معي، يأتوا الناس يتوحدوا معي]!
هذه النظرة غير طبيعية، غير صحيحة أنت تنطلق تتوحد مع الآخرين، حاول أن تعزز في المجتمع كل ما يؤدي به إلى الوحدة في العلاقات، والروابط، والقيم، أنت اعمل في هذا الميدان، أنت تحرك في هذا الميدان، أن تحقق داخل الأمة الاعتصام بحبل الله جميعًا.
البشر كلهم يعرفون أهمية التوحد، لكن تختلف النظرة إلى كيف تكون هذه الوحدة التي ستحقق هذه النتيجة المهمة. القوميون كانوا يهتفون بوحدة عربية، ومن منطلق أننا أمة عربية لغتها واحدة، أمة عربية على صعيد واحد، المنطقة الجغرافية لها هي واحدة، بقي هذا الصوت فترة طويلة ولكنه غاب ولم يكن مجديًا، وحدة قومية، ووحدة عربية، كقوم كعرب، ليس على أساس من الدين بل على أساس من العروبة أننا عرب؟
تنطلق أيضا هتافات وحدة [أن ننطلق على نهج السلف الصالح] وهم الذين يسمونهم السلف الصالح هم من لعب بالأمة هذه، هم من أسس ظلم الأمة، وفرق الأمة؛ لأن أبرز شخصية تطلع في ذهن من يقول السلف الصالح يعني أبو بكر وعمر عثمان معاوية عائشة عمرو بن العاص المغيرة بن شعبة وهذه النوعية هم السلف الصالح! هذه أيضًا فاشلة.
نتوحد على أساس - وهي أرقى ما يطرح في الساحة - على أساس [أن يرجع الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله لكن من المنظار المحدد لديهم، ووفق القواعد المحددة لديهم، ومن المنافذ التي عن طريقها، وقد رسموها أن تمر من خلالها لتكون متمسك بالكتاب والسنة.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الأثر المباشر للتفرق الذي يظهر بين الناس في حياتهم العادية؟
🔸 – كيف تقدم الوحدة الإسلامية اليوم في الساحة؟ ولماذا كان هذا التقديم مشروعا فاشلا؟
🔸 – كيف ينبغي أن نقدم الوحدة كمشروع ناجح قابل للتطبيق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
{وَاعْتَصِمُوا} [واو الجماعة] يفيد اعتصام جماعي {بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} أليست هذه ثلاث عبارات؟ هذا التأكيد من قبل الله سبحانه وتعالى يوحي بل يدل بما لا غبار عليه أن هذه القضية لا بد منها لأي أمة في أن يتحقق لها الاعتصام بحبل الله؛ فتكون في مستوى أن يسود فيها دين الله، في مستوى أن تواجه أعداء الله، لابد أن تكون متوحدة. ونحن نلمس آثار التفرق في حياتنا، كيف تضيع كثير من قيم الدين في حياتنا، ليس شيء من أسباب ضياعها إلا تفرقنا، تسود قيم فاسدة، يسود ضلال، يسود ظلم، تحدث ظواهر كثيرة من الفساد والظلم، وليس هناك سبب صريح في سيادتها في أوساط المجتمع إلا تفرقنا، أليس هذا واردا وحاصلا؟
متى ما تفرقت قرية واحدة أمكن أن يظهر فيها فساد، وينتشر حتى يصل كل بيت فيها، توحد الكلمة لا بد منه في ميدان مواجهة أعداء الله، لابد منه في تطبيق دين الله في المجتمع، لابد منه في أن تبرز أنت كفرد ملتزما بدين الله، متى ما حصلت فرقة في الأمة ما الذي سيحصل؟ ستكون النتيجة أنه هذا فاسد، وهذا مقصر، الجميع عند الله ماذا؟ يستوجبون غضبه، الجميع عند الله عاصين. من الذي يتصور أن يكون هناك مجتمعًا متفرقًا يمكن أن يكون متقيًا لله كامل التقوى، لا يحصل هذا. أنت أقل أحوالك إذا لم تكن أنت فاسد في حد ذاتك فأنت عنصر مساعد على الفساد أن ينتشر في مجتمعك لماذا؟ لسكوتي، لتقصيري، لإهمالي، لانزوائي بمفردي.
ولأهمية الموضوع كلنا نقول: [لو أن كلمتنا واحدة ما من حصل كذا وكذا، لو كلمتنا واحدة ما انتشر الفساد في المنطقة الفلانية، لو كلمتنا واحدة لما كان مدرس أو مدير يلعب كيفما يشاء]. ما الناس يقولون هذا؟ يعرفون هذا؟ [لو أن الكلمة واحدة]. كلمة من؟! الناس يقرون بأن تقصيرهم هم، وهم الذين لم ينطلق من جانبهم هذا العمل التخريبي، وهذا العمل الفاسد، يقرون بأن إهمالهم هو مما ساعد على انتشار الفساد، وظهور الفساد، وظهور الظلم، وغياب مبادئ الإسلام.
أي في الأخير لا أحد يستطيع أن يحكم لنفسه في مجتمع متفرق أنه ملتزم بدين الله؛ لأن أقل ما أنت عليه هو أنك مقصر، هو أنك لا تأمر بمعروف، لا تنهى عن منكر، لا تتعاون مع أخ على بر ولا تقوى، أنك منزوي على نفسك إذا فأنت عامل مساعد على ظهور الفساد، وانتشار الفساد. الاعتصام الجماعي بحبل الله لابد منه حتى بالنسبة لكل فرد في أن يصح أن يقال بأنه ملتزم بدين الله، أنه متقي لله، أنه مطيع لله، ولا ينطلق واحد من منطلق آخر.
اذكر بحين واحد من الكبار قلنا له: المفروض أن الناس يحاولون أن يعملوا جميعا، في أن تتوحد الكلمة - وهذا كان في بلد آخر غير بلادنا هذه قبل ربما عشرين سنة - قال: [أما أنا، أنا متوحد، الآخرين يتوحدوا معي، يأتوا الناس يتوحدوا معي]!
هذه النظرة غير طبيعية، غير صحيحة أنت تنطلق تتوحد مع الآخرين، حاول أن تعزز في المجتمع كل ما يؤدي به إلى الوحدة في العلاقات، والروابط، والقيم، أنت اعمل في هذا الميدان، أنت تحرك في هذا الميدان، أن تحقق داخل الأمة الاعتصام بحبل الله جميعًا.
البشر كلهم يعرفون أهمية التوحد، لكن تختلف النظرة إلى كيف تكون هذه الوحدة التي ستحقق هذه النتيجة المهمة. القوميون كانوا يهتفون بوحدة عربية، ومن منطلق أننا أمة عربية لغتها واحدة، أمة عربية على صعيد واحد، المنطقة الجغرافية لها هي واحدة، بقي هذا الصوت فترة طويلة ولكنه غاب ولم يكن مجديًا، وحدة قومية، ووحدة عربية، كقوم كعرب، ليس على أساس من الدين بل على أساس من العروبة أننا عرب؟
تنطلق أيضا هتافات وحدة [أن ننطلق على نهج السلف الصالح] وهم الذين يسمونهم السلف الصالح هم من لعب بالأمة هذه، هم من أسس ظلم الأمة، وفرق الأمة؛ لأن أبرز شخصية تطلع في ذهن من يقول السلف الصالح يعني أبو بكر وعمر عثمان معاوية عائشة عمرو بن العاص المغيرة بن شعبة وهذه النوعية هم السلف الصالح! هذه أيضًا فاشلة.
نتوحد على أساس - وهي أرقى ما يطرح في الساحة - على أساس [أن يرجع الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله لكن من المنظار المحدد لديهم، ووفق القواعد المحددة لديهم، ومن المنافذ التي عن طريقها، وقد رسموها أن تمر من خلالها لتكون متمسك بالكتاب والسنة.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الفرقة الأشد نكاية بنا نحن كمجتمع مسلم، هل قضية الفرقة في الحدود والحكومات أو في المذهبية والطوائف الدينية؟ ولماذا؟
🔸 – هل في التسامح المذهبي واتساع الصدور بين أتباع المذاهب المختلفة حل لمشكلة الفرقة؟ أو الحل في الانغلاق والتعصب؟ أو أين يكمن الحل؟
🔸 – لماذا انتشرت المحلات والشوارع والمدارس التي تحمل اسم محمد الدرة في العالم العربي، واختفى مثل ذلك في قادة شهداء كبار كالسيد عباس الموسوي والبطل يحيى عياش؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
تجمعت جيوش عربية انطلقت من عدة دول ولم تُجدِ شيئا، وهم فيما بينهم سُنِّيّة، لكن حتى نفس التفرق باعتبارهم كل شعب وطن مستقل بنفسه عن الآخر كان لهذا التفرق الذي داخل أذهانهم أن هذا له رئيس ورئيسه فلان، وهذا قائده فلان، لدينا قوانين هي كذا وآخر قوانينه كذا، بلادنا حدودها كذا، شكلها كذا، والآخر حدوده كذا.
حالة تفرق من هذا النوع التي هي أقل من التفرق المذهبي أثرت سلبا في تلك الجيوش فلم تكن مجدية، اجتمعت من مصر وسوريا وعدة بلدان، اجتمع المصري مع السوري مع العراقي مع الأردني مع اللبناني لكن كل واحد هو يرى نفسه ليس منصهرا في مشاعره مع الآخرين، أنا رئيسي فلان، وأنت رئيسك فلان، بلادي اسمها كذا، بلادك اسمها كذا، بلادي حدودها كذا بلادك حدودها كذا، أليست هذه فرقة؟ انظر كيف أثرت هي داخل من؟ داخل السنيّة أنفسهم.
ففرقة المذاهب هي أشد بَوْنًا واتساعًا من فرقة الأوطان، وفرقة أسماء الرؤساء والزعماء، وفرقة عناوين البلدان، أنا بلدي اسمه مملكة، وأنت بلدك اسمه جمهورية، وذلك اسمه سلطنة، أليست فرقة المذاهب أبعد وأشد؟ أين ساحة فرقة المذاهب؟ أين هي؟ أليست هي النفوس؟ ساحة فرقة المذاهب ميدانها هو نفوسنا نحن المسلمين، فما دامت النفوس هذه متفرقة أي هي متفرقة ليست مجتمعة على هدي واحد، أليس كذلك؟
مذاهب متعددة وكل مذهب لحاله أي هو يسير على هدى لحاله، وهذا على هدى لحاله، وهذا على هدى لوحده أليست هكذا؟ ألم يطلع الهدى متعددا؟ إذًا حبال متعددة داخل أنفسنا، وهذه هي نقطة الخطر، لو أنها حبال متعددة في ساحة خارجية خارج ساحة أنفسنا لكانت أقل ضررًا، لكنها حبال متعددة داخل ساحات أنفسنا كمسلمين فهي أشد ضررا في أن تحول بيننا وبين أن نصل إلى حالة يكون اجتماعنا فيها مجديا في مواجهة أعداء الله.
لماذا؟ لأن المطلوب أن يصل أفراد المجتمع الذين يعتصمون بحبل واحد ويتوحدوا على هذا الهدي الذي وجههم الله إليه أن تسود داخلهم مشاعر الألفة والمحبة؛ ولهذا قال: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} (آل عمران: من الآية103).
أليس هناك عداوة مذهبية قائمة؟ من الذي يستطيع أن يمسحها؟ من الذي يستطيع أن يجعل القلوب متآلفة؟ إلا متى ما اجتمعت هي على الاعتصام بحبل واحد؛ لهذا جاء في مقدمة التوجيه نحو الوحدة الاعتصام بحبل واحد، والحبل الواحد هو هدى، الهدى هو ثقافة وفكر، أليس كذلك؟ في داخل نفوسنا مشاعر، وثقافة، وفكر، وتوجهات. أليس الهدى هو داخل النفوس؟ الحبل هذا أليس في الواقع داخل النفوس؟
يمتد من يد الله إلى أعماق نفوسنا، فمن الذي يستطيع أن يصنع حالة تمسح العداء وتخلق حالة من الألفة بين أفراد المذاهب المتعددة المتعادية فيما بينهم دينًا؟ ماذا يعني دينًا؟ أنا أدين الله بأنك خبيث رافضي؛ لأنك لا تتولى أبا بكر وعمر.. أليس هكذا يحصل؟
أليسوا يقولون عنا نحن الشيعة بأننا مشركون، وأننا روافض، أننا من أهل النار؟ وما هي جريمتنا؟ أننا لا نتولى أبا بكر وعمر، وأننا نحب أهل البيت، إذًا أليسوا هم يعيشون حالة العداء لنا إلى درجة أن من يُقتل منا في مواجهة إسرائيل لا يتحدث عنه، ولا يلتفت إليه، فليقتل عباس الموسوي، أليس شيعيا مجاهدا، قائد حزب الله في لبنان؟ يقتل في عملية رهيبة، عملية مؤسفة، وتقتل معه زوجته، وابنه، ثم لا يتحدث الآخرون عنه؛ لأنه شيعي قتله يهودي، يهودي يقتل شيعي، شيعي يقتل يهودي كلها واحد!
من يستطيع أن يمسح حالة العداء في نفوس السنية قبل؟ نحن شخصيًا لا نحمل حالة من العداء نحوهم كما يحملون هم حالة العداء نحونا، يقوم الإمام الخميني تصدر أصوات من جانبهم يكفرونه رأسًا [وجاء دور المجوس] هكذا، يأتي شخص من أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يدعو الأمة إلى كيف تواجه أمريكا وإسرائيل، إلى التحرر من هيمنة دول الاستكبار من اليهود والنصارى، رجل مؤمن، تقي، رجل مجاهد، شجاع، يعرف كيف يضع الخطط الحكيمة، ينطلق انطلاقة قرآنية، ثم تأتي أصوات، وتطبع كتب من داخل بلاد السنية [وجاء دور المجوس]! الخميني يعني أكبر مجوسي، وبدأت حركة المجوس، ما هكذا قالوا؟ كتاب [وجاء دور المجوس] هل عرفتموه؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الفرقة الأشد نكاية بنا نحن كمجتمع مسلم، هل قضية الفرقة في الحدود والحكومات أو في المذهبية والطوائف الدينية؟ ولماذا؟
🔸 – هل في التسامح المذهبي واتساع الصدور بين أتباع المذاهب المختلفة حل لمشكلة الفرقة؟ أو الحل في الانغلاق والتعصب؟ أو أين يكمن الحل؟
🔸 – لماذا انتشرت المحلات والشوارع والمدارس التي تحمل اسم محمد الدرة في العالم العربي، واختفى مثل ذلك في قادة شهداء كبار كالسيد عباس الموسوي والبطل يحيى عياش؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة
تجمعت جيوش عربية انطلقت من عدة دول ولم تُجدِ شيئا، وهم فيما بينهم سُنِّيّة، لكن حتى نفس التفرق باعتبارهم كل شعب وطن مستقل بنفسه عن الآخر كان لهذا التفرق الذي داخل أذهانهم أن هذا له رئيس ورئيسه فلان، وهذا قائده فلان، لدينا قوانين هي كذا وآخر قوانينه كذا، بلادنا حدودها كذا، شكلها كذا، والآخر حدوده كذا.
حالة تفرق من هذا النوع التي هي أقل من التفرق المذهبي أثرت سلبا في تلك الجيوش فلم تكن مجدية، اجتمعت من مصر وسوريا وعدة بلدان، اجتمع المصري مع السوري مع العراقي مع الأردني مع اللبناني لكن كل واحد هو يرى نفسه ليس منصهرا في مشاعره مع الآخرين، أنا رئيسي فلان، وأنت رئيسك فلان، بلادي اسمها كذا، بلادك اسمها كذا، بلادي حدودها كذا بلادك حدودها كذا، أليست هذه فرقة؟ انظر كيف أثرت هي داخل من؟ داخل السنيّة أنفسهم.
ففرقة المذاهب هي أشد بَوْنًا واتساعًا من فرقة الأوطان، وفرقة أسماء الرؤساء والزعماء، وفرقة عناوين البلدان، أنا بلدي اسمه مملكة، وأنت بلدك اسمه جمهورية، وذلك اسمه سلطنة، أليست فرقة المذاهب أبعد وأشد؟ أين ساحة فرقة المذاهب؟ أين هي؟ أليست هي النفوس؟ ساحة فرقة المذاهب ميدانها هو نفوسنا نحن المسلمين، فما دامت النفوس هذه متفرقة أي هي متفرقة ليست مجتمعة على هدي واحد، أليس كذلك؟
مذاهب متعددة وكل مذهب لحاله أي هو يسير على هدى لحاله، وهذا على هدى لحاله، وهذا على هدى لوحده أليست هكذا؟ ألم يطلع الهدى متعددا؟ إذًا حبال متعددة داخل أنفسنا، وهذه هي نقطة الخطر، لو أنها حبال متعددة في ساحة خارجية خارج ساحة أنفسنا لكانت أقل ضررًا، لكنها حبال متعددة داخل ساحات أنفسنا كمسلمين فهي أشد ضررا في أن تحول بيننا وبين أن نصل إلى حالة يكون اجتماعنا فيها مجديا في مواجهة أعداء الله.
لماذا؟ لأن المطلوب أن يصل أفراد المجتمع الذين يعتصمون بحبل واحد ويتوحدوا على هذا الهدي الذي وجههم الله إليه أن تسود داخلهم مشاعر الألفة والمحبة؛ ولهذا قال: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} (آل عمران: من الآية103).
أليس هناك عداوة مذهبية قائمة؟ من الذي يستطيع أن يمسحها؟ من الذي يستطيع أن يجعل القلوب متآلفة؟ إلا متى ما اجتمعت هي على الاعتصام بحبل واحد؛ لهذا جاء في مقدمة التوجيه نحو الوحدة الاعتصام بحبل واحد، والحبل الواحد هو هدى، الهدى هو ثقافة وفكر، أليس كذلك؟ في داخل نفوسنا مشاعر، وثقافة، وفكر، وتوجهات. أليس الهدى هو داخل النفوس؟ الحبل هذا أليس في الواقع داخل النفوس؟
يمتد من يد الله إلى أعماق نفوسنا، فمن الذي يستطيع أن يصنع حالة تمسح العداء وتخلق حالة من الألفة بين أفراد المذاهب المتعددة المتعادية فيما بينهم دينًا؟ ماذا يعني دينًا؟ أنا أدين الله بأنك خبيث رافضي؛ لأنك لا تتولى أبا بكر وعمر.. أليس هكذا يحصل؟
أليسوا يقولون عنا نحن الشيعة بأننا مشركون، وأننا روافض، أننا من أهل النار؟ وما هي جريمتنا؟ أننا لا نتولى أبا بكر وعمر، وأننا نحب أهل البيت، إذًا أليسوا هم يعيشون حالة العداء لنا إلى درجة أن من يُقتل منا في مواجهة إسرائيل لا يتحدث عنه، ولا يلتفت إليه، فليقتل عباس الموسوي، أليس شيعيا مجاهدا، قائد حزب الله في لبنان؟ يقتل في عملية رهيبة، عملية مؤسفة، وتقتل معه زوجته، وابنه، ثم لا يتحدث الآخرون عنه؛ لأنه شيعي قتله يهودي، يهودي يقتل شيعي، شيعي يقتل يهودي كلها واحد!
من يستطيع أن يمسح حالة العداء في نفوس السنية قبل؟ نحن شخصيًا لا نحمل حالة من العداء نحوهم كما يحملون هم حالة العداء نحونا، يقوم الإمام الخميني تصدر أصوات من جانبهم يكفرونه رأسًا [وجاء دور المجوس] هكذا، يأتي شخص من أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يدعو الأمة إلى كيف تواجه أمريكا وإسرائيل، إلى التحرر من هيمنة دول الاستكبار من اليهود والنصارى، رجل مؤمن، تقي، رجل مجاهد، شجاع، يعرف كيف يضع الخطط الحكيمة، ينطلق انطلاقة قرآنية، ثم تأتي أصوات، وتطبع كتب من داخل بلاد السنية [وجاء دور المجوس]! الخميني يعني أكبر مجوسي، وبدأت حركة المجوس، ما هكذا قالوا؟ كتاب [وجاء دور المجوس] هل عرفتموه؟
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما المنطلق الذي نفهم من خلاله معنى توجه الله إلينا بالرحمة المطلقة؟
🔸 – كيف نتحرك أولا في مواجهة أهل الكتاب؟ هل نتجه لضربهم في بلادهم عسكريا
🔸 – ما الجوانب التي يشملها الأمر بالمعروف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران:102-104).
عرفنا تفسير هذه الآيات [في الجلسة السابقة].. وصلنا إلى قولـه تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) هكذا يكون بيان من الله سبحانه وتعالى لكم، من منطلق رحمته بكم، وأنه لا يريد لكم أن تُظلموا، ولا يريد لكم أن تكونوا كافرين، ولا يريد لكم أن تعودوا على شفى حفرة من النار كما أنقذكم منها أول مرة فتعودون إليها من جديد.
إذًا فالله سبحانه وتعالى عندما يبين لنا فهو يبين لأنه رحيم بنا، فمن منطلق رحمته، وهذا أهم.. أهم ما رسخه القرآن الكريم هو: أن الله [رحمن رحيم]، وأن الله رحيم بعباده، فلأنه رحيم بعباده يهديهم، يبين لهم آياته، ويسميها آيات؛ لأنها علامات على حقائق، حقائق لا تتخلف، حقائق لا يمكن أن تتخلف عن أن تحصل نتائجها سواءً كانت سلبًا أو إيجابًا.
فمتى ما تفرقتم ستظلمون، متى ما توانيتم وقصرتم في مواجهة أهل الكتاب قد ترتدون بعد إيمانكم كافرين، وقد تعودوا إلى شفى حفرة من النار.
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 1033) تهتدون إلى ما أنتم بحاجة إلى أن تهتدوا إليه، ألا نشعر بأن لدينا حاجة ماسة إلى أن نهتدي إلى ما به نحافظ على أنفسنا أن نبقى مسلمين؟ إلى ما به نبتعد عن أن يحوّلنا أهل الكتاب إلى كافرين بعد إيماننا؟ نهتدي إلى ما به نبتعد عن النار التي قد كنا على شفى حفرة منها، هل هناك حاجة إلى هذا أو لا؟ أقول: أنا لست بحاجة إلى أن أهتدي حتى لا أتحول إلى كافر! ما الذي سيحصل إذا أصبحت كافرًا؟ هو مشكلة كبيرة الكفر والاّ لا؟
الناس في الدنيا يرون بعض الأشياء مشكلة كبيرة جدًا وغايتها ما هي؟ النتيجة منها التي ترعبهم ما هي؟ قد يكون إما سجن، أو يخسر قليل فلوس، أو وجع في رأسه، والاّ قليل مغص في بطنه، ما هو يعتبرها مشاكل هذه في الدنيا؟ أو مشكلة كبيرة؛ لأنه قد يؤخذ عليه قطعة أرض، أو قطعة [مَشْرَب] لقطعة أرض، فتصبح مشكلة كبيرة عليه إذا لم يشاجر بعنف ويبذل كل أمواله في سبيل ألا تخرج من تحته، حتى وإن كانت حقًا للآخر. تصبح مشكلة لديه تشغله وهو يأكل، تشغله وهو يصلي، تشغله وهو متوجه إلى فراشه للنوم، تشغله وهو يمشي!
ما هكذا تحصل الأمور بالنسبة للذين يشاجرون على قطعة [مَشْرَب] أو على أشياء من هذه؟ تصبح مشكلة لديه كبيرة! تشغل بَالَه وتأخذ كل تفكيره وكل اهتمامه، فيعيش البعض في حالة تقشف، يتقشف يحاول عندما يطلع وينزل إلى المحكمة يحاول أن يصبر على أن يأكل أكل كيفما جاء من أجل أنه يستطيع أن يواصل شريعته، من أجل أن غريمه [لا يربِّطه] – على ما قالوا – لأنها مشكلة كبيرة لديه.! ما هي مشكلة كبيرة؟
طيب: أليست مشكلة كبيرة أن تقع في حالة يمكن أن تؤدي بك إلى جهنم؟ أليست هذه مشكلة كبيرة؟، هل هناك شيء أشد من جهنم؟ هل هناك شيء أسوأ من جهنم؟ من عذاب النار؟، من عذاب الحريق؟ {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) إذا كانت تهمكم أنفسكم فتبحثون عما يهديكم إلى ما فيه نجاتكم فلا تُظلمون في الدنيا، ولا تصيرون إلى ما تستوجبون به عذاب جهنم في الآخرة.
ثم أي طرف في الدنيا، أي جهة في الدنيا يمكن أن تكون أكثر رحمة بنا من الله سبحانه وتعالى؟ هل هناك أحد؟ وإذا افترضنا أن هناك من هو رحيم بنا، فهل هناك من يستطيع أن يهدينا كما يهدينا الله سبحانه وتعالى؟ لا.. قد ترحمك أمك، قد يرحمك أبوك، قد يرحمك إخوانك، قد يكونون حريصين على نجاتك، حريصين على سلامتك، لكن لا يمتلكون علم الغيب، لا يمتلكون ما يستطيعون به أن يرسموا لك طريق الهداية التي تعتبر حقائق لا تتخلف.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما المنطلق الذي نفهم من خلاله معنى توجه الله إلينا بالرحمة المطلقة؟
🔸 – كيف نتحرك أولا في مواجهة أهل الكتاب؟ هل نتجه لضربهم في بلادهم عسكريا
🔸 – ما الجوانب التي يشملها الأمر بالمعروف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران:102-104).
عرفنا تفسير هذه الآيات [في الجلسة السابقة].. وصلنا إلى قولـه تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) هكذا يكون بيان من الله سبحانه وتعالى لكم، من منطلق رحمته بكم، وأنه لا يريد لكم أن تُظلموا، ولا يريد لكم أن تكونوا كافرين، ولا يريد لكم أن تعودوا على شفى حفرة من النار كما أنقذكم منها أول مرة فتعودون إليها من جديد.
إذًا فالله سبحانه وتعالى عندما يبين لنا فهو يبين لأنه رحيم بنا، فمن منطلق رحمته، وهذا أهم.. أهم ما رسخه القرآن الكريم هو: أن الله [رحمن رحيم]، وأن الله رحيم بعباده، فلأنه رحيم بعباده يهديهم، يبين لهم آياته، ويسميها آيات؛ لأنها علامات على حقائق، حقائق لا تتخلف، حقائق لا يمكن أن تتخلف عن أن تحصل نتائجها سواءً كانت سلبًا أو إيجابًا.
فمتى ما تفرقتم ستظلمون، متى ما توانيتم وقصرتم في مواجهة أهل الكتاب قد ترتدون بعد إيمانكم كافرين، وقد تعودوا إلى شفى حفرة من النار.
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 1033) تهتدون إلى ما أنتم بحاجة إلى أن تهتدوا إليه، ألا نشعر بأن لدينا حاجة ماسة إلى أن نهتدي إلى ما به نحافظ على أنفسنا أن نبقى مسلمين؟ إلى ما به نبتعد عن أن يحوّلنا أهل الكتاب إلى كافرين بعد إيماننا؟ نهتدي إلى ما به نبتعد عن النار التي قد كنا على شفى حفرة منها، هل هناك حاجة إلى هذا أو لا؟ أقول: أنا لست بحاجة إلى أن أهتدي حتى لا أتحول إلى كافر! ما الذي سيحصل إذا أصبحت كافرًا؟ هو مشكلة كبيرة الكفر والاّ لا؟
الناس في الدنيا يرون بعض الأشياء مشكلة كبيرة جدًا وغايتها ما هي؟ النتيجة منها التي ترعبهم ما هي؟ قد يكون إما سجن، أو يخسر قليل فلوس، أو وجع في رأسه، والاّ قليل مغص في بطنه، ما هو يعتبرها مشاكل هذه في الدنيا؟ أو مشكلة كبيرة؛ لأنه قد يؤخذ عليه قطعة أرض، أو قطعة [مَشْرَب] لقطعة أرض، فتصبح مشكلة كبيرة عليه إذا لم يشاجر بعنف ويبذل كل أمواله في سبيل ألا تخرج من تحته، حتى وإن كانت حقًا للآخر. تصبح مشكلة لديه تشغله وهو يأكل، تشغله وهو يصلي، تشغله وهو متوجه إلى فراشه للنوم، تشغله وهو يمشي!
ما هكذا تحصل الأمور بالنسبة للذين يشاجرون على قطعة [مَشْرَب] أو على أشياء من هذه؟ تصبح مشكلة لديه كبيرة! تشغل بَالَه وتأخذ كل تفكيره وكل اهتمامه، فيعيش البعض في حالة تقشف، يتقشف يحاول عندما يطلع وينزل إلى المحكمة يحاول أن يصبر على أن يأكل أكل كيفما جاء من أجل أنه يستطيع أن يواصل شريعته، من أجل أن غريمه [لا يربِّطه] – على ما قالوا – لأنها مشكلة كبيرة لديه.! ما هي مشكلة كبيرة؟
طيب: أليست مشكلة كبيرة أن تقع في حالة يمكن أن تؤدي بك إلى جهنم؟ أليست هذه مشكلة كبيرة؟، هل هناك شيء أشد من جهنم؟ هل هناك شيء أسوأ من جهنم؟ من عذاب النار؟، من عذاب الحريق؟ {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) إذا كانت تهمكم أنفسكم فتبحثون عما يهديكم إلى ما فيه نجاتكم فلا تُظلمون في الدنيا، ولا تصيرون إلى ما تستوجبون به عذاب جهنم في الآخرة.
ثم أي طرف في الدنيا، أي جهة في الدنيا يمكن أن تكون أكثر رحمة بنا من الله سبحانه وتعالى؟ هل هناك أحد؟ وإذا افترضنا أن هناك من هو رحيم بنا، فهل هناك من يستطيع أن يهدينا كما يهدينا الله سبحانه وتعالى؟ لا.. قد ترحمك أمك، قد يرحمك أبوك، قد يرحمك إخوانك، قد يكونون حريصين على نجاتك، حريصين على سلامتك، لكن لا يمتلكون علم الغيب، لا يمتلكون ما يستطيعون به أن يرسموا لك طريق الهداية التي تعتبر حقائق لا تتخلف.
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أين تكون البداية الحقيقية لمواجهة أهل الكتاب؟ وكيف تكون البداية؟
🔸 – وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا! فما السبب؟
🔸 – "أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل" من هو صاحب هذه العبارة؟ وإلى أي مدى تجد صدقها؟
🔸 – كان للأصوليين جناية بالغة على مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فكيف ذلك؟
🔸 – كيف هي نظرة القرآن الكريم إلى مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
🔸 – ما مضار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منطلقات فردية، وتحركات فردية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
أليست هذه هي هداية حقيقية إذا أحد تأمل فعلًا، تجعلك تثق بالله، يجعل الإنسان يثق بأنه يضع الخطط الحكيمة للأمة لتمشي عليها. وهو يعلم ما سيعمل أهل الكتاب، وكيف ستكون أساليبهم، وأنهم سيغزون الأمة من الداخل فيجعلوا الأمة تقف مستسلمة أمامهم، طائعة لهم، متولية لهم، كبارها جنود لهم، وصغارها ضحية لفسادهم، فتتجمد وتتعطل كل وسائل القوة الأخرى.
البترول في الأرض يصبح لا يمثل ما يمكن أن يمثله من آلة ضغط عليهم، هذه الخيرات المنتشرة في معظم البلاد الإسلامية كذلك لم تعد تمثل وسيلة للضغط على دول الغرب: اليهود والنصارى، هذه الأسلحة المتطورة التي يمتلكها هذا الشعب وهذه الدولة وهذه الدولة وتلك الدولة هي أصبحت قطعًا متجمدة لا معنى لها لا قيمة لها، بل ستصبح قطعًا تتحرك بفاعلية في خدمة أمريكا وإسرائيل لضرب الشعوب نفسها! أليس هذا من الدهاء اليهودي؟ أليس هذا من الخبث اليهودي الشديد؟
وفعلًا كم وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا – سواءً من حيث تشعر أو لا تشعر – عندما تحركت جميعًا في مواجهة [الثورة الإسلامية] في إيران ومواجهة [الإمام الخميني]، الذي برز كأعظم قائد يحمل أفضل نظرة منبثقة من القرآن الكريم في مواجهة اليهود والنصارى، تتحرك جيوش من مختلف الدول العربية، وقطع عسكرية من مختلف دول العالم، قطع أسلحة تتحرك في مواجهة هذه الدولة المسلمة وهذه الثورة الإسلامية! فتكون النتيجة في الأخير هي أنهم حموا إسرائيل من أخطر جهة كان يمكن أن تواجهها في هذا العصر، كان يمكن أن تقضي عليها فعلًا، كان يمكن أن تقضي على إسرائيل.
وكان [الإمام الخميني] رحمة الله عليه يرفع شعار: ((أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل))، وكان فعلًا جادًا في أن يستأصل هذه الغُدّة، لكن العرب الذين يصرخون الآن من إسرائيل، العرب الذين تحولوا إلى جنود لإسرائيل هم الذين وقفوا في وجه ذلك القائد العظيم، وذلك الشعب العظيم، والثورة العظيمة؛ لتقف إسرائيل محميّة دون أن تخسر شيئًا. ومتى ما انتهى خطر ذلك الشبح المخيف تستمر إسرائيل في عملها، لا تقدر – على أقل تقدير – لا ترعى جميلًا: أن هؤلاء خدموها فتتعامل معهم بوداعة وسلام، لم يحصل هذا.
{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمران: من الآية 119) مهما عملتم لهم لن يقدروا لكم جهودكم، لن يرعوا لكم جميلًا، لن يكافئوكم بإحسان، وهذا ما حصل، وهذا الذي نشاهد الآن، أما كان من المفترض أن إسرائيل ترعى ذلك الجميل لهذه الدول العربية التي انطلقت لتقف بدلًا عنها في مواجهة [الثورة الإسلامية] و[الإمام الخميني] فتزيح ذلك الخطر عن وجهها، أما كان من المفترض أن إسرائيل تتحول إلى دولة مسالمة؟ دولة تهتم بأمر العرب وشأنهم.
[لاحظ العرب] كانوا يقولون: لا بد من تحرير فلسطين حتى آخر ذرة من تراب أرض فلسطين؟ أصبحت المسألة بالعكس سيخدمون إسرائيل حتى آخر ذرة، وآخر جندي من أبناء أوطانهم، لكن تحت عناوين أخرى، اليهود هم يعرفون كيف يرسمونها، وكيف يشغّلون الأمة ويشغّلون الشباب في التحرك تحتها.
إذًا فإذا غاب العمل على تصحيح الوضع من الداخل تحت العمل في إطار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلن تقف الأمة على قدميها أبدًا، أبدًا مهما امتلكت من أسلحة في مواجهة اليهود والنصارى؛ لأن هذا الأمر أتى في إطار وضع الخطة الحكيمة، الخطة المستمرة التي تؤهل الأمة لمواجهة أهل الكتاب اليهود والنصارى، سواء في حماية أنفسهم منهم كي لا يتحولوا إلى كافرين مرتدين بعد إيمانهم أوفي رفع ظلمهم عنهم، وفي قطع أيديهم عن بلدانهم، لا بد من تفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.
ولكن ما الذي حصل؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أين تكون البداية الحقيقية لمواجهة أهل الكتاب؟ وكيف تكون البداية؟
🔸 – وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا! فما السبب؟
🔸 – "أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل" من هو صاحب هذه العبارة؟ وإلى أي مدى تجد صدقها؟
🔸 – كان للأصوليين جناية بالغة على مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فكيف ذلك؟
🔸 – كيف هي نظرة القرآن الكريم إلى مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
🔸 – ما مضار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منطلقات فردية، وتحركات فردية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
أليست هذه هي هداية حقيقية إذا أحد تأمل فعلًا، تجعلك تثق بالله، يجعل الإنسان يثق بأنه يضع الخطط الحكيمة للأمة لتمشي عليها. وهو يعلم ما سيعمل أهل الكتاب، وكيف ستكون أساليبهم، وأنهم سيغزون الأمة من الداخل فيجعلوا الأمة تقف مستسلمة أمامهم، طائعة لهم، متولية لهم، كبارها جنود لهم، وصغارها ضحية لفسادهم، فتتجمد وتتعطل كل وسائل القوة الأخرى.
البترول في الأرض يصبح لا يمثل ما يمكن أن يمثله من آلة ضغط عليهم، هذه الخيرات المنتشرة في معظم البلاد الإسلامية كذلك لم تعد تمثل وسيلة للضغط على دول الغرب: اليهود والنصارى، هذه الأسلحة المتطورة التي يمتلكها هذا الشعب وهذه الدولة وهذه الدولة وتلك الدولة هي أصبحت قطعًا متجمدة لا معنى لها لا قيمة لها، بل ستصبح قطعًا تتحرك بفاعلية في خدمة أمريكا وإسرائيل لضرب الشعوب نفسها! أليس هذا من الدهاء اليهودي؟ أليس هذا من الخبث اليهودي الشديد؟
وفعلًا كم وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا – سواءً من حيث تشعر أو لا تشعر – عندما تحركت جميعًا في مواجهة [الثورة الإسلامية] في إيران ومواجهة [الإمام الخميني]، الذي برز كأعظم قائد يحمل أفضل نظرة منبثقة من القرآن الكريم في مواجهة اليهود والنصارى، تتحرك جيوش من مختلف الدول العربية، وقطع عسكرية من مختلف دول العالم، قطع أسلحة تتحرك في مواجهة هذه الدولة المسلمة وهذه الثورة الإسلامية! فتكون النتيجة في الأخير هي أنهم حموا إسرائيل من أخطر جهة كان يمكن أن تواجهها في هذا العصر، كان يمكن أن تقضي عليها فعلًا، كان يمكن أن تقضي على إسرائيل.
وكان [الإمام الخميني] رحمة الله عليه يرفع شعار: ((أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل))، وكان فعلًا جادًا في أن يستأصل هذه الغُدّة، لكن العرب الذين يصرخون الآن من إسرائيل، العرب الذين تحولوا إلى جنود لإسرائيل هم الذين وقفوا في وجه ذلك القائد العظيم، وذلك الشعب العظيم، والثورة العظيمة؛ لتقف إسرائيل محميّة دون أن تخسر شيئًا. ومتى ما انتهى خطر ذلك الشبح المخيف تستمر إسرائيل في عملها، لا تقدر – على أقل تقدير – لا ترعى جميلًا: أن هؤلاء خدموها فتتعامل معهم بوداعة وسلام، لم يحصل هذا.
{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمران: من الآية 119) مهما عملتم لهم لن يقدروا لكم جهودكم، لن يرعوا لكم جميلًا، لن يكافئوكم بإحسان، وهذا ما حصل، وهذا الذي نشاهد الآن، أما كان من المفترض أن إسرائيل ترعى ذلك الجميل لهذه الدول العربية التي انطلقت لتقف بدلًا عنها في مواجهة [الثورة الإسلامية] و[الإمام الخميني] فتزيح ذلك الخطر عن وجهها، أما كان من المفترض أن إسرائيل تتحول إلى دولة مسالمة؟ دولة تهتم بأمر العرب وشأنهم.
[لاحظ العرب] كانوا يقولون: لا بد من تحرير فلسطين حتى آخر ذرة من تراب أرض فلسطين؟ أصبحت المسألة بالعكس سيخدمون إسرائيل حتى آخر ذرة، وآخر جندي من أبناء أوطانهم، لكن تحت عناوين أخرى، اليهود هم يعرفون كيف يرسمونها، وكيف يشغّلون الأمة ويشغّلون الشباب في التحرك تحتها.
إذًا فإذا غاب العمل على تصحيح الوضع من الداخل تحت العمل في إطار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلن تقف الأمة على قدميها أبدًا، أبدًا مهما امتلكت من أسلحة في مواجهة اليهود والنصارى؛ لأن هذا الأمر أتى في إطار وضع الخطة الحكيمة، الخطة المستمرة التي تؤهل الأمة لمواجهة أهل الكتاب اليهود والنصارى، سواء في حماية أنفسهم منهم كي لا يتحولوا إلى كافرين مرتدين بعد إيمانهم أوفي رفع ظلمهم عنهم، وفي قطع أيديهم عن بلدانهم، لا بد من تفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.
ولكن ما الذي حصل؟
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – "ماذا نعمل"؟ سؤوال يردده الكثيرون خلال مراحل متعددة من الصراع مع اليهود والنصارى، فكيف ترد عليه؟
🔸 – هناك من يتحركون في التخريب، وتثبيط الأمة عن الدعوة إلى ما دعاها الله إليه، فما الموقف العملي الصحيح في مواجهتهم؟
🔸 – ما مصير المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض حين يجدون أمامهم مواقف وعي وحكمة جادة؟
🔸 – متى يتمكن المرجفون والمنافقون ووسائل إعلامهم من التأثير في المجتمع؟ وما اللازم تجاه ذلك؟
🔸 – من هم المفلحون؟ وهل للفلاح أكثر من طريق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ثم أليس من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف أن نتحرك، يتحرك علماؤنا يتحرك المتعلمون فينا يتحرك طلاب العلم، يتحرك كل من لديه فهم؟ إلى أن يكشف للناس خطورة هذا الواقع الذي نعيشه خطورة هذه المرحلة وهذه الأحداث التي نواجهها ويدعون الناس جميعًا إلى كيف يجتمعون على كلمة واحدة، معتصمين بحبل الله جميعًا؟ أليس هذا من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف؟ أليس من النهي عن المنكر النهي عن أي ثقافة تخلق وجهات النظر المتباينة؟ النهي عن تعدد الوسائل، والمؤسسات الثقافية – وإن كانت باسم الدين – التي تخلق آثارًا متباينة في الأمة وتفرق كلمة الأمة؟
أليس من النهي عن المنكر النهي عن تلك القواعد التي تخلق نظرة ضيقة وقاصرة، وتؤدي إلى عدم ثقة أو نقصٍ كبيرٍ في الثقة بالله وبكتابه وبرسوله؟ من النهي عن المنكر أن ننهى عنها؛ لأنها هي التي ضربتنا سواء كنا علماء أو متعلمين أو متعبدين أو دعاة نتحرك في الميادين ندعو الناس إلى الله ونحن في الواقع نجني على دين الله، ونجني على عباد الله ونفرق كلمتهم.
ميدان العمل أمامنا مفتوح، من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحرك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، ويتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله حتى يقول: ماذا نعمل؟ وكأننا قد أكملنا كل شيء، قد صلح كل شيء.!
ميدان العمل أمامك مفتوح من الآن أن تتحرك على هذا النحو، إذا كنت مؤمنًا بالله، إذا كنت واثقًا بالله، إذا كنت واثقًا بكتاب الله، إذا كنت تعتبر هذه آيات، أعلامًا على حقائق واقعة، حقائق لا تتخلف فتحرك وميدان العمل أمامك واسع، حاول أن تجعل من نفسك لبنة في صرح بناءٍ واحد متماسك، حاول أن تجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحركًا في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار وحدة لمجتمع يسير على خطة واحدة ونهج واحد.
ثم أي شيء من هذا ليس في متناولنا؟ كله في متناولنا، البُعد في أعماق أنفسنا نحن، المستحيل هو في أنفسنا نحن، متى ما غيرناها بلفتةٍ صادقة إلى الله، بالتجاء صادقٍ إلى الله، بثقة قوية بالله، وثقة بكتابه، ونتحرك في إطار الثقلين: الكتاب والعترة، فسيصبح كل شيء بمتناولنا وسنمشي على نهج واحد ونعرف كيف تكون آثاره طيبة، وكيف تكون ثماره طيبة، وآثاره بنّاءة.
من يقول [ماذا نعمل؟]، ليبرر لنفسه أنه لا قيمة لما يقال ولما يدعى إليه، وكأنه يُدعَى إلى المستحيل، يُدعى إلى ما ليس لـه وسيلة في واقع الحياة، ليعرف أنه إنما هو الذي يجهل، إنما هو الذي يتهرب ويبحث عن مبررات لنفسه، ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كل طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى.
آيات الله التي فيها هداية للناس أليست الدعوة إليها من الدعوة إلى الخير؟ أليست الدعوة إليها من الأمر بالمعروف؟ فأولئك الذين يتحركون في أوساط الناس يدعون الناس – ويقدمون أنفسهم كناصحين مشفقين على هذا أو ذاك – إلى ما يخالف هذه الآيات، إلى ما يخالف هذه الدعوة التي دعانا الله إليها أليس عملهم من المنكر؟ أليس عملهم منكرًا؟
إذا كانت هذه آيـات ووثقنا بها بأنها آيات أتتنا ممن هو أرحم الراحمين، أتتنا ممن يعلم السر في السماوات والأرض، أتتنا ممن يعلم الغيب والشهادة ويقول بأنها هداية لنا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ}، ثم ينطلق أحد من الناس ليدعونا إلى ما يُثَبِّطنا عن العمل بها، فعندما يبدو مشفقًا يبدو وكأنه ناصح لا ينبغي إطلاقًا أن نلتفت إليه، سواء كان مشفقًا في واقع الأمر وناصحًا، نقول: أنت لا تفهم. شكرًا لك على نصيحتك، وشكرًا لك على إشفاقك لكني أرى أن الله سبحانه وتعالى هو أنصح لي منك، وأرحم بي منك، وأشفق عليّ منك وأهدى لي منك، أليس بالإمكان أن نقول لأي شخص؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – "ماذا نعمل"؟ سؤوال يردده الكثيرون خلال مراحل متعددة من الصراع مع اليهود والنصارى، فكيف ترد عليه؟
🔸 – هناك من يتحركون في التخريب، وتثبيط الأمة عن الدعوة إلى ما دعاها الله إليه، فما الموقف العملي الصحيح في مواجهتهم؟
🔸 – ما مصير المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض حين يجدون أمامهم مواقف وعي وحكمة جادة؟
🔸 – متى يتمكن المرجفون والمنافقون ووسائل إعلامهم من التأثير في المجتمع؟ وما اللازم تجاه ذلك؟
🔸 – من هم المفلحون؟ وهل للفلاح أكثر من طريق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ثم أليس من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف أن نتحرك، يتحرك علماؤنا يتحرك المتعلمون فينا يتحرك طلاب العلم، يتحرك كل من لديه فهم؟ إلى أن يكشف للناس خطورة هذا الواقع الذي نعيشه خطورة هذه المرحلة وهذه الأحداث التي نواجهها ويدعون الناس جميعًا إلى كيف يجتمعون على كلمة واحدة، معتصمين بحبل الله جميعًا؟ أليس هذا من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف؟ أليس من النهي عن المنكر النهي عن أي ثقافة تخلق وجهات النظر المتباينة؟ النهي عن تعدد الوسائل، والمؤسسات الثقافية – وإن كانت باسم الدين – التي تخلق آثارًا متباينة في الأمة وتفرق كلمة الأمة؟
أليس من النهي عن المنكر النهي عن تلك القواعد التي تخلق نظرة ضيقة وقاصرة، وتؤدي إلى عدم ثقة أو نقصٍ كبيرٍ في الثقة بالله وبكتابه وبرسوله؟ من النهي عن المنكر أن ننهى عنها؛ لأنها هي التي ضربتنا سواء كنا علماء أو متعلمين أو متعبدين أو دعاة نتحرك في الميادين ندعو الناس إلى الله ونحن في الواقع نجني على دين الله، ونجني على عباد الله ونفرق كلمتهم.
ميدان العمل أمامنا مفتوح، من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحرك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، ويتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله حتى يقول: ماذا نعمل؟ وكأننا قد أكملنا كل شيء، قد صلح كل شيء.!
ميدان العمل أمامك مفتوح من الآن أن تتحرك على هذا النحو، إذا كنت مؤمنًا بالله، إذا كنت واثقًا بالله، إذا كنت واثقًا بكتاب الله، إذا كنت تعتبر هذه آيات، أعلامًا على حقائق واقعة، حقائق لا تتخلف فتحرك وميدان العمل أمامك واسع، حاول أن تجعل من نفسك لبنة في صرح بناءٍ واحد متماسك، حاول أن تجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحركًا في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار وحدة لمجتمع يسير على خطة واحدة ونهج واحد.
ثم أي شيء من هذا ليس في متناولنا؟ كله في متناولنا، البُعد في أعماق أنفسنا نحن، المستحيل هو في أنفسنا نحن، متى ما غيرناها بلفتةٍ صادقة إلى الله، بالتجاء صادقٍ إلى الله، بثقة قوية بالله، وثقة بكتابه، ونتحرك في إطار الثقلين: الكتاب والعترة، فسيصبح كل شيء بمتناولنا وسنمشي على نهج واحد ونعرف كيف تكون آثاره طيبة، وكيف تكون ثماره طيبة، وآثاره بنّاءة.
من يقول [ماذا نعمل؟]، ليبرر لنفسه أنه لا قيمة لما يقال ولما يدعى إليه، وكأنه يُدعَى إلى المستحيل، يُدعى إلى ما ليس لـه وسيلة في واقع الحياة، ليعرف أنه إنما هو الذي يجهل، إنما هو الذي يتهرب ويبحث عن مبررات لنفسه، ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كل طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى.
آيات الله التي فيها هداية للناس أليست الدعوة إليها من الدعوة إلى الخير؟ أليست الدعوة إليها من الأمر بالمعروف؟ فأولئك الذين يتحركون في أوساط الناس يدعون الناس – ويقدمون أنفسهم كناصحين مشفقين على هذا أو ذاك – إلى ما يخالف هذه الآيات، إلى ما يخالف هذه الدعوة التي دعانا الله إليها أليس عملهم من المنكر؟ أليس عملهم منكرًا؟
إذا كانت هذه آيـات ووثقنا بها بأنها آيات أتتنا ممن هو أرحم الراحمين، أتتنا ممن يعلم السر في السماوات والأرض، أتتنا ممن يعلم الغيب والشهادة ويقول بأنها هداية لنا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ}، ثم ينطلق أحد من الناس ليدعونا إلى ما يُثَبِّطنا عن العمل بها، فعندما يبدو مشفقًا يبدو وكأنه ناصح لا ينبغي إطلاقًا أن نلتفت إليه، سواء كان مشفقًا في واقع الأمر وناصحًا، نقول: أنت لا تفهم. شكرًا لك على نصيحتك، وشكرًا لك على إشفاقك لكني أرى أن الله سبحانه وتعالى هو أنصح لي منك، وأرحم بي منك، وأشفق عليّ منك وأهدى لي منك، أليس بالإمكان أن نقول لأي شخص؟
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى تفرش الملائكة أجنحتها لطالب العلم؟
🔸 – " لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى"، هناك من يرفع مثل العبارة السابقة كشعار، فإلى أي حد تتوافق هذه العبارة مع مقاصد القرآن الأساسية؟
🔸 – علام يدل أن نتفرق ونختلف على الرغم من وجود آيات الله؟
🔸 – ما موقف القرآن من التفرق والاختلاف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
هل نرضى لأنفسنا أن نسير في هذه الحياة على خط الخسران، أن نكون خاسرين، ونحن نرى، ونحن نتعلم أو نُعلّم، أنني أنطلق في عبادة الله وأنا أُعلم، أني كالمجاهد في سبيل الله وأنا أعلم، وأنك وأنت طالب علم تسلك طريقًا إلى الجنة، وأنك وأنت طالب علم تفرش الملائكة أجنحتها لك رضًا بما تصنع، إذا كنت تتجه نحو هذا الاتجاه، وتبني هذا البناء ففعلًا سيكون تعليمك جهادًا في سبيل الله، وتكون وأنت طالب علم ممن تفرش الملائكة أجنحتها لك إذا كنت ممن يتحرك على أن تكون ضمن أمة وتؤهل أمة وتبني أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ففعلًا ستكون مفلح، وإلا فلا يمكن أن تُعدّ مجاهدًا وأنت في طريق الخسران، ولا أن تُعدّ سالكًا لطريق الجنة وأنت في طريق الخسران، ولا أن تفرش الملائكة أجنحتها لك وهي تعلم أنك لا تسير على هذا الطريق، طريق الفلاح.
فكل ما تقوله أنت لنفسك إنما هو خيال ووَهمٌ: أنك مفلح وأنك مجاهد وأن الملائكة تفرش أجنحتها لك، وأن من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وتَعدّ نفسك ضمن هؤلاء وأنت تقرأ ما يخلخل صفوف الأمة، وأنت تقرأ ما يجعل كل فرد يطلع لوحده أمّة واحدة، شخصًا واحدًا، وأنت تقرأ وتُعمِّم ما يفكك الأمة فيجعلها أمة لا تتبع أحدًا ولا تلتزم لأحد، من منطلق الدين، وكل فردٍ فيها يمشي على ما أدى إليه نظره، و على ما رجحه هو، فلا أحد يتمسك بهذا ولا يلتزم بهذا ولا يتبع هذا، ولا أحد يمشي وراء أحد، ولا أحد يقف مع أحد، وكل شخص يرى أنه لا يَلْزَمه أن يمشي مع هذا، ولا يَلْزَمه أن يمشي وراء هذا!
من الذي ستفرش أجنحتها لهم عندما يكونون على هذا النحو؟ هي الشياطين؛ لأنها هي التي سترضى بما تصنع وليس الملائكة، الملائكة سترضى منك إذا كنت تسير على هذا الطرق، طريق {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) طريق {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
الملائكة هم خلق من خلق الله على مستوى عالٍ من الوعي يفهمون كل شيء، يفهمون المنهج الذي تدرسه، يفهمون الخطبة التي تقدمها للناس في المسجد، يفهمون البحث الذي تكتبه، يفهمون الحركة التي تتحركها، والكلام الذي تنطق به باسم الدين أنه إما أن يسير بالأمة إلى هذا الطريق فستفرش أجنحتها لك وإلا فستبتعد عنك وستأتي الشياطين لتفرش رقابها وليس أجنحتها لك وتضع أعناقها تحت قدميك رضًا بما تصنع.
لأن في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع)) راضية بما يصنع؛ لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟ أليست تريد أن نفرق؟ فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخل المسجد فوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفرش له أجنحتها بل ستفرش له الشياطين أجنحتها، وإن كان يقدم من داخل
القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وهو داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمة عن واقع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت طلبته وتحت أقدامه هو رضًا بما يصنع؛ لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيدًا عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي... لا يجوز... لا يجوز... لا يجوز لي إلا أن أطلع وحدي أنا وأعتمد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. ماذا يعني هذا؟ أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟ وصبغًا لها بصبغة دينية؟ تطلع في الأخير كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الذي يمر على أذهاننا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم.
وما تزال حلقات العلم قائمة على هذا النحو، ما تزال إلى الآن. ومِن مَن يتفرغ ويترك أعماله وشؤونه الخاصة، ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك ما يرى أنه فيه مجاهد في سبيل الله، ليس جهادًا في سبيل الله.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى تفرش الملائكة أجنحتها لطالب العلم؟
🔸 – " لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى"، هناك من يرفع مثل العبارة السابقة كشعار، فإلى أي حد تتوافق هذه العبارة مع مقاصد القرآن الأساسية؟
🔸 – علام يدل أن نتفرق ونختلف على الرغم من وجود آيات الله؟
🔸 – ما موقف القرآن من التفرق والاختلاف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
هل نرضى لأنفسنا أن نسير في هذه الحياة على خط الخسران، أن نكون خاسرين، ونحن نرى، ونحن نتعلم أو نُعلّم، أنني أنطلق في عبادة الله وأنا أُعلم، أني كالمجاهد في سبيل الله وأنا أعلم، وأنك وأنت طالب علم تسلك طريقًا إلى الجنة، وأنك وأنت طالب علم تفرش الملائكة أجنحتها لك رضًا بما تصنع، إذا كنت تتجه نحو هذا الاتجاه، وتبني هذا البناء ففعلًا سيكون تعليمك جهادًا في سبيل الله، وتكون وأنت طالب علم ممن تفرش الملائكة أجنحتها لك إذا كنت ممن يتحرك على أن تكون ضمن أمة وتؤهل أمة وتبني أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ففعلًا ستكون مفلح، وإلا فلا يمكن أن تُعدّ مجاهدًا وأنت في طريق الخسران، ولا أن تُعدّ سالكًا لطريق الجنة وأنت في طريق الخسران، ولا أن تفرش الملائكة أجنحتها لك وهي تعلم أنك لا تسير على هذا الطريق، طريق الفلاح.
فكل ما تقوله أنت لنفسك إنما هو خيال ووَهمٌ: أنك مفلح وأنك مجاهد وأن الملائكة تفرش أجنحتها لك، وأن من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وتَعدّ نفسك ضمن هؤلاء وأنت تقرأ ما يخلخل صفوف الأمة، وأنت تقرأ ما يجعل كل فرد يطلع لوحده أمّة واحدة، شخصًا واحدًا، وأنت تقرأ وتُعمِّم ما يفكك الأمة فيجعلها أمة لا تتبع أحدًا ولا تلتزم لأحد، من منطلق الدين، وكل فردٍ فيها يمشي على ما أدى إليه نظره، و على ما رجحه هو، فلا أحد يتمسك بهذا ولا يلتزم بهذا ولا يتبع هذا، ولا أحد يمشي وراء أحد، ولا أحد يقف مع أحد، وكل شخص يرى أنه لا يَلْزَمه أن يمشي مع هذا، ولا يَلْزَمه أن يمشي وراء هذا!
من الذي ستفرش أجنحتها لهم عندما يكونون على هذا النحو؟ هي الشياطين؛ لأنها هي التي سترضى بما تصنع وليس الملائكة، الملائكة سترضى منك إذا كنت تسير على هذا الطرق، طريق {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) طريق {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
الملائكة هم خلق من خلق الله على مستوى عالٍ من الوعي يفهمون كل شيء، يفهمون المنهج الذي تدرسه، يفهمون الخطبة التي تقدمها للناس في المسجد، يفهمون البحث الذي تكتبه، يفهمون الحركة التي تتحركها، والكلام الذي تنطق به باسم الدين أنه إما أن يسير بالأمة إلى هذا الطريق فستفرش أجنحتها لك وإلا فستبتعد عنك وستأتي الشياطين لتفرش رقابها وليس أجنحتها لك وتضع أعناقها تحت قدميك رضًا بما تصنع.
لأن في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع)) راضية بما يصنع؛ لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟ أليست تريد أن نفرق؟ فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخل المسجد فوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفرش له أجنحتها بل ستفرش له الشياطين أجنحتها، وإن كان يقدم من داخل
القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وهو داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمة عن واقع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت طلبته وتحت أقدامه هو رضًا بما يصنع؛ لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيدًا عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي... لا يجوز... لا يجوز... لا يجوز لي إلا أن أطلع وحدي أنا وأعتمد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. ماذا يعني هذا؟ أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟ وصبغًا لها بصبغة دينية؟ تطلع في الأخير كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الذي يمر على أذهاننا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم.
وما تزال حلقات العلم قائمة على هذا النحو، ما تزال إلى الآن. ومِن مَن يتفرغ ويترك أعماله وشؤونه الخاصة، ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك ما يرى أنه فيه مجاهد في سبيل الله، ليس جهادًا في سبيل الله.
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من التهديد الشديد بالعذاب العظيم لمن اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات؟
🔸 – إن كان ثمت إرهاب فما هو الإرهاب الحقيقي؟
🔸 – من أين يأتي الضرر الحقيقي على أمريكا والعالم الغربي المستكبر؟ هل من ضرب برج هنا وتفجير حافلة هناك أو من بناء الأمة بناء صحيحا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ألسنا متفرقين؟ أليست الأمة متفرقة ومختلفة؟ حتى الزيدية أنفسهم في داخلهم متفرقين ومختلفين، فأين نحن نسير، وكيف نحن؟ يعني كمثل من نحن؟ ألسنا كمثل أولئك الذي تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات؟ هل نحن نسير في طريق الجنة ونحن على هذا وإلا سايرين فين؟ طريق النار.
ثم مع هذا لا يهز فينا شعرة واحدة، ولا يحرك ضمائرنا ولا يقلق بالنا أن واقعنا هو واقع من يسيرون نحو النار. أليست هذه جهالة؟ أليست هذه هي غفلة شديدة؟ هذه هي غفلة شديدة، هذه هي جهالة عظيمة نحن نشهد على أنفسنا، ألسنا نشهد على أنفسنا؟ فإذا كنا نشهد على أنفسنا بأننا على النحو الذي هدد الله من كان على مثله بعذاب عظيم، فما الذي يجب علينا؟ ما الذي يجب؟ أليس الواجب علينا هو أن ننطلق لنكون أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ونتوحد لا نتفرق، ولا نختلف، لا نسمح للتفرق أن يتغلغل إلى صفوفنا، حتى ولا على شؤون الحياة، فإذا ما حصلت مشكلة نبادر إلى حلها نحن من جهة أنفسنا نحن المتشاجرين، نبادر إلى حل مشاكلنا.
من الطبيعي أن يحصل تشاجر، هذا يسمى تشاجر حول قضية معينة فلنبادر إلى حلها، إذا لم نحلها فإننا سنصبح متفرقين، نحذر أن نتلقى من قنوات متعددة ثقافاتنا وتوجيهاتنا وخطط أعمالنا؛ لأننا سنختلف ستكون نظرتنا إلى دين الله مختلفة، ستكون نظرتنا إلى مختلف القضايا مختلفة، ستكون نظرتنا إلى هداية الله مختلفة وسنكون مختلفين.
ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من هذا التهديد الشديد بالعذاب العظيم؟ أن نعتصم بحبل الله جميعًا وأن لا نتفرق، نعتصم بحبل الله جميعًا، فنجعل من أنفسنا أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وإلا فالقضية أمامنا – سواء علماء أو متعلمين أو متعبدين أو فلاحين أو غيرهم – واضحة {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وهذا هو كتاب الله، وهو هو الذي يرسم طريق الجنة والنار؛ لأن الذي نزل الكتاب هو الذي بيده الجنة والنار، ليس هناك إلا إله واحد، هو الذي بيده الجنة والنار، وهو الذي نزل الكتاب على رسوله وهو الذي يستطيع إذا لم نمشِ على هداه أن يوصلنا إلى النار وليس هناك من يُفك فينا منه. أو النار قضية عادية ليست مشكلة ليست مقلقة؟!
لو يأتي [الدَّجَّال] ويعمل [بركة] كبيرة ويملأها بالفحم ويملأها بالحطب ويوقدها نارًا، ويجي يجمع كل واحد منا، وقِّع على هذه، وكونوا كلكم أمة واحدة على هذا، والاّ إلى داخل [البركة] هذه، تمام جميعا أليس الناس أكثرهم يقولون هكذا؟ أكثر الناس؛ ولهذا كانت ميزة عظيمة لأصحاب الأخدود ذكر الله قضيتهم في القرآن الكريم عندما تعرضوا للتعذيب بالنار وتحملوا، فلعن من جَنَوا عليهم تلك الجناية {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} (البروج:7) مؤمنين، مؤمنين {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (البروج:8).
ولهذا نقول: أن من يُسمون الآن إرهابيين – ما هم الآن "بيسموا" بعض الوهابيين [إرهابيين]، أن فيهم ناس إرهابيين مطلوبين كانوا في [القاعدة] أو أتباع لـ[طالبان] – نقول: هم إرهابيون فعلًا يوم كانوا يسعون في المجتمع ليفرقوا كلمة المجتمع، يفرقوا كلمة الناس ويضللونهم، هذا هو الإرهاب الحقيقي، هذا هو الإرهاب الذي هو إرهاب للمؤمنين، إرهاب للمسلمين.
لماذا لم تتحركوا لمنعهم؟ لماذا كنتم تشجعونهم؟، لماذا كنتم تفتحون لهم أبواب مؤسسات الدولة؟، لماذا كنتم تفتحون لهم مراكز التربية والتعليم؟ لماذا كنتم تفتحون لهم المساجد؟ يوم كانوا يتحركون في تفريق كلمة الأمة، في التضليل على الأمة، في جعل اليمني هذا يلعن هذا، يطلع هذا وله ولاءات واعتقادات تخالف ما عليه هذا، يفرقون الطائفة الواحدة، يفرقون أبناء الزيدية – الطائفة التي هي المحقة، ونأمل أن يكون لها الدور الكبير في نصر الحق – يوم كانوا يتحركون لم تسموهم إرهابيين وهذا والله هو الإرهاب الشديد، هذا هو الإرهاب هذا هو الهدم للأمة الذي يُعتبر أشد على الأمة من هدم ذلك البرج في [نيويورك] – الذي بدا في أذهاننا وكأنه ضربة قاضية لأمريكا! ليس ضربة قاضية لأمريكا – لأن تُهدم أسرة هنا وتُفرق أحب إلى أمريكا من أن يُبنى لها أبراج متعددة مثل تلك الأبراج في (نيويورك) أو في [واشنطن].
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من التهديد الشديد بالعذاب العظيم لمن اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات؟
🔸 – إن كان ثمت إرهاب فما هو الإرهاب الحقيقي؟
🔸 – من أين يأتي الضرر الحقيقي على أمريكا والعالم الغربي المستكبر؟ هل من ضرب برج هنا وتفجير حافلة هناك أو من بناء الأمة بناء صحيحا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ألسنا متفرقين؟ أليست الأمة متفرقة ومختلفة؟ حتى الزيدية أنفسهم في داخلهم متفرقين ومختلفين، فأين نحن نسير، وكيف نحن؟ يعني كمثل من نحن؟ ألسنا كمثل أولئك الذي تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات؟ هل نحن نسير في طريق الجنة ونحن على هذا وإلا سايرين فين؟ طريق النار.
ثم مع هذا لا يهز فينا شعرة واحدة، ولا يحرك ضمائرنا ولا يقلق بالنا أن واقعنا هو واقع من يسيرون نحو النار. أليست هذه جهالة؟ أليست هذه هي غفلة شديدة؟ هذه هي غفلة شديدة، هذه هي جهالة عظيمة نحن نشهد على أنفسنا، ألسنا نشهد على أنفسنا؟ فإذا كنا نشهد على أنفسنا بأننا على النحو الذي هدد الله من كان على مثله بعذاب عظيم، فما الذي يجب علينا؟ ما الذي يجب؟ أليس الواجب علينا هو أن ننطلق لنكون أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ونتوحد لا نتفرق، ولا نختلف، لا نسمح للتفرق أن يتغلغل إلى صفوفنا، حتى ولا على شؤون الحياة، فإذا ما حصلت مشكلة نبادر إلى حلها نحن من جهة أنفسنا نحن المتشاجرين، نبادر إلى حل مشاكلنا.
من الطبيعي أن يحصل تشاجر، هذا يسمى تشاجر حول قضية معينة فلنبادر إلى حلها، إذا لم نحلها فإننا سنصبح متفرقين، نحذر أن نتلقى من قنوات متعددة ثقافاتنا وتوجيهاتنا وخطط أعمالنا؛ لأننا سنختلف ستكون نظرتنا إلى دين الله مختلفة، ستكون نظرتنا إلى مختلف القضايا مختلفة، ستكون نظرتنا إلى هداية الله مختلفة وسنكون مختلفين.
ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من هذا التهديد الشديد بالعذاب العظيم؟ أن نعتصم بحبل الله جميعًا وأن لا نتفرق، نعتصم بحبل الله جميعًا، فنجعل من أنفسنا أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وإلا فالقضية أمامنا – سواء علماء أو متعلمين أو متعبدين أو فلاحين أو غيرهم – واضحة {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وهذا هو كتاب الله، وهو هو الذي يرسم طريق الجنة والنار؛ لأن الذي نزل الكتاب هو الذي بيده الجنة والنار، ليس هناك إلا إله واحد، هو الذي بيده الجنة والنار، وهو الذي نزل الكتاب على رسوله وهو الذي يستطيع إذا لم نمشِ على هداه أن يوصلنا إلى النار وليس هناك من يُفك فينا منه. أو النار قضية عادية ليست مشكلة ليست مقلقة؟!
لو يأتي [الدَّجَّال] ويعمل [بركة] كبيرة ويملأها بالفحم ويملأها بالحطب ويوقدها نارًا، ويجي يجمع كل واحد منا، وقِّع على هذه، وكونوا كلكم أمة واحدة على هذا، والاّ إلى داخل [البركة] هذه، تمام جميعا أليس الناس أكثرهم يقولون هكذا؟ أكثر الناس؛ ولهذا كانت ميزة عظيمة لأصحاب الأخدود ذكر الله قضيتهم في القرآن الكريم عندما تعرضوا للتعذيب بالنار وتحملوا، فلعن من جَنَوا عليهم تلك الجناية {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} (البروج:7) مؤمنين، مؤمنين {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (البروج:8).
ولهذا نقول: أن من يُسمون الآن إرهابيين – ما هم الآن "بيسموا" بعض الوهابيين [إرهابيين]، أن فيهم ناس إرهابيين مطلوبين كانوا في [القاعدة] أو أتباع لـ[طالبان] – نقول: هم إرهابيون فعلًا يوم كانوا يسعون في المجتمع ليفرقوا كلمة المجتمع، يفرقوا كلمة الناس ويضللونهم، هذا هو الإرهاب الحقيقي، هذا هو الإرهاب الذي هو إرهاب للمؤمنين، إرهاب للمسلمين.
لماذا لم تتحركوا لمنعهم؟ لماذا كنتم تشجعونهم؟، لماذا كنتم تفتحون لهم أبواب مؤسسات الدولة؟، لماذا كنتم تفتحون لهم مراكز التربية والتعليم؟ لماذا كنتم تفتحون لهم المساجد؟ يوم كانوا يتحركون في تفريق كلمة الأمة، في التضليل على الأمة، في جعل اليمني هذا يلعن هذا، يطلع هذا وله ولاءات واعتقادات تخالف ما عليه هذا، يفرقون الطائفة الواحدة، يفرقون أبناء الزيدية – الطائفة التي هي المحقة، ونأمل أن يكون لها الدور الكبير في نصر الحق – يوم كانوا يتحركون لم تسموهم إرهابيين وهذا والله هو الإرهاب الشديد، هذا هو الإرهاب هذا هو الهدم للأمة الذي يُعتبر أشد على الأمة من هدم ذلك البرج في [نيويورك] – الذي بدا في أذهاننا وكأنه ضربة قاضية لأمريكا! ليس ضربة قاضية لأمريكا – لأن تُهدم أسرة هنا وتُفرق أحب إلى أمريكا من أن يُبنى لها أبراج متعددة مثل تلك الأبراج في (نيويورك) أو في [واشنطن].
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف يكون الكفر بعد الإيمان؟
🔸 – من الذي لا يمكن أن يكون كافرا بعد إيمانه؟
🔸 – ما صفات الذين تبيض وجوههم يوم القيامة؟
🔸 – ما القضية التي يذكرنا بها الله تعالى ليزيدنا ثقة بهدايته لنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران:106) كفرتم بعد إيمانكم؛ لأنكم رضيتم لأنفسكم؛ لأنكم قصرتم؛ لأنكم فرطتم؛ لأنكم توانيتم فأصبحتم ضحية لأهل الكتاب فردوكم بعد إيمانكم كافرين، وهذا موقف خزي لكم؛ لأن الله يقول في القرآن وحدثنا عن أهل الكتاب أنه ليس فيهم ما يشدنا إليهم، ليس فيهم ما يجعلنا نتأثر بهم، أنهم في خبثهم ومكرهم على النحو الذي يجب أن نكون حريصين على الاعتصام بالله من أجل أن ننجى من كيدهم ومكرهم وخبثهم حتى لا نتحول بعد إيماننا كافرين.
عندما تعاملنا مع القضية هذه ببرودة فأصبحنا نفتح أذهاننا وقلوبنا لهم، أصبحنا نفتح بيوتنا وأسرنا لهم، أصبحنا نؤيدهم، أصبحنا نتحرك في خدمتهم، أليس هذا هو الخزي؟ أليس هذا هو الكفر بعد الإيمان، أن يكون الله قد عمل على إنقاذنا من أول مرة – عندما كنا قد أصبحنا على شفى حفرة من النار فأنقذنا منها – ثم على يد من؟ على يد اليهود والنصارى وبخبثهم ومكرهم نعود من جديد إلى النار.
فإذا لم نتعامل مع القضية بجدِّية كما ينبغي أن نكون في مواجهة خطورتها سنكون فعلًا جديرين بالخزي والعار فنقدم على الله – ونعوذ بالله من أن نكون من هؤلاء – نقدم على الله ووجوهنا مسودة فيقال لنا {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)، أي أنه حصل كفر بعد إيمان، كفر بعد إيمان حصل، وكيف حصل؟ نحن قلنا بالأمس أن اليهودي لا يأتي إليك فيقول لك: أكفر بالقرآن، اكفر بمحمد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يقول لك: تَيَهود تنَصْرَن. سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر، ومتى سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر؟ عندما تكون إنسانًا لا يبالي، عندما تكون مجتمعًا لا يبالي، عندما تظل مجتمعًا متفرقًا، عندما لا تهتم بهذه القضية فإنك قد هيأت نفسك لتكون بيئة صالحة توصلك إلى الكفر، توصلك إلى الارتداد بعد الإيمان فتقدم على الله – كفرد أو كمجتمع – بوجوهٍ مسودّة {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)؛ لأنه هنا كفر حصل بعد الإيمان، على يد من؟ أليس على يد أهل الكتاب.
وأين هو الوسط الذي قَبِلَ هذا الكفر؟ هو ذلك الوسط الذي لم ينطلق على هدي الله من أول ما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران 103-105).
المجتمع الذي لا يتحرك على هذا النحو هو المجتمع القابل لأن يرتد بعد إيمانه فيصبحوا على يد أهل الكتاب كافرين، وإلا فمن؟ هل المجتمع الذي ينطلق على هذا النحو هو الذي يمكن أن يرتد بعد إيمانه كافرًا؟ لا. الأمة التي تتحرك وتعتصم بحبل الله جميعًا، الأمة التي تتحرك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الخير، الأمة التي تتحرك جسدًا واحدًا لا تسمح للتفرق والاختلاف أن يفرق صفوفها وكلمتها، هل يمكن أن تكون هي التي تكفر؟ لا. هؤلاء قال عنهم: {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، الكافرون عند الله يصفهم بأنهم خاسرون. فـ{الْمُفْلِحُونَ} عند الله كلمة لا تطلق على من يمكن أن يكون كافرًا أو فاسقًا أو ضالًا في هذه الحياة، أو مقصرًا في أمر الله، {الْمُفْلِحُونَ} تُطلق على المؤمنين في أرقى درجات الإيمان، على المتقين في أرقى درجات التقوى، على السائرين على هدي الله.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف يكون الكفر بعد الإيمان؟
🔸 – من الذي لا يمكن أن يكون كافرا بعد إيمانه؟
🔸 – ما صفات الذين تبيض وجوههم يوم القيامة؟
🔸 – ما القضية التي يذكرنا بها الله تعالى ليزيدنا ثقة بهدايته لنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران:106) كفرتم بعد إيمانكم؛ لأنكم رضيتم لأنفسكم؛ لأنكم قصرتم؛ لأنكم فرطتم؛ لأنكم توانيتم فأصبحتم ضحية لأهل الكتاب فردوكم بعد إيمانكم كافرين، وهذا موقف خزي لكم؛ لأن الله يقول في القرآن وحدثنا عن أهل الكتاب أنه ليس فيهم ما يشدنا إليهم، ليس فيهم ما يجعلنا نتأثر بهم، أنهم في خبثهم ومكرهم على النحو الذي يجب أن نكون حريصين على الاعتصام بالله من أجل أن ننجى من كيدهم ومكرهم وخبثهم حتى لا نتحول بعد إيماننا كافرين.
عندما تعاملنا مع القضية هذه ببرودة فأصبحنا نفتح أذهاننا وقلوبنا لهم، أصبحنا نفتح بيوتنا وأسرنا لهم، أصبحنا نؤيدهم، أصبحنا نتحرك في خدمتهم، أليس هذا هو الخزي؟ أليس هذا هو الكفر بعد الإيمان، أن يكون الله قد عمل على إنقاذنا من أول مرة – عندما كنا قد أصبحنا على شفى حفرة من النار فأنقذنا منها – ثم على يد من؟ على يد اليهود والنصارى وبخبثهم ومكرهم نعود من جديد إلى النار.
فإذا لم نتعامل مع القضية بجدِّية كما ينبغي أن نكون في مواجهة خطورتها سنكون فعلًا جديرين بالخزي والعار فنقدم على الله – ونعوذ بالله من أن نكون من هؤلاء – نقدم على الله ووجوهنا مسودة فيقال لنا {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)، أي أنه حصل كفر بعد إيمان، كفر بعد إيمان حصل، وكيف حصل؟ نحن قلنا بالأمس أن اليهودي لا يأتي إليك فيقول لك: أكفر بالقرآن، اكفر بمحمد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يقول لك: تَيَهود تنَصْرَن. سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر، ومتى سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر؟ عندما تكون إنسانًا لا يبالي، عندما تكون مجتمعًا لا يبالي، عندما تظل مجتمعًا متفرقًا، عندما لا تهتم بهذه القضية فإنك قد هيأت نفسك لتكون بيئة صالحة توصلك إلى الكفر، توصلك إلى الارتداد بعد الإيمان فتقدم على الله – كفرد أو كمجتمع – بوجوهٍ مسودّة {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)؛ لأنه هنا كفر حصل بعد الإيمان، على يد من؟ أليس على يد أهل الكتاب.
وأين هو الوسط الذي قَبِلَ هذا الكفر؟ هو ذلك الوسط الذي لم ينطلق على هدي الله من أول ما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران 103-105).
المجتمع الذي لا يتحرك على هذا النحو هو المجتمع القابل لأن يرتد بعد إيمانه فيصبحوا على يد أهل الكتاب كافرين، وإلا فمن؟ هل المجتمع الذي ينطلق على هذا النحو هو الذي يمكن أن يرتد بعد إيمانه كافرًا؟ لا. الأمة التي تتحرك وتعتصم بحبل الله جميعًا، الأمة التي تتحرك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الخير، الأمة التي تتحرك جسدًا واحدًا لا تسمح للتفرق والاختلاف أن يفرق صفوفها وكلمتها، هل يمكن أن تكون هي التي تكفر؟ لا. هؤلاء قال عنهم: {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، الكافرون عند الله يصفهم بأنهم خاسرون. فـ{الْمُفْلِحُونَ} عند الله كلمة لا تطلق على من يمكن أن يكون كافرًا أو فاسقًا أو ضالًا في هذه الحياة، أو مقصرًا في أمر الله، {الْمُفْلِحُونَ} تُطلق على المؤمنين في أرقى درجات الإيمان، على المتقين في أرقى درجات التقوى، على السائرين على هدي الله.