زينبيات العصر في اليمن

سلامة الدين الذي كان يسعى إليه الإمام علي

بقلم عدنان الكبسي (أبو محمد)

رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يخبر الإمام علي عليه السلام بأن: لحيته ستخضب من دم رأسه، مع علم الإمام علي وكأنه من خلال ما يسمع من رسول الله، أنه سيحصل ضلال، وسيحصل إنحراف في واقع الأمة، ستحصل فتن، سيحصل زيغ داخل المسلمين، لا يبالي الكثير من المسلمين بسلامة دينهم، ولا يلتفت الكثير إلى صحة إيمانهم، يقول الإمام علي عليه السلام (أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟!) قال رسول الله:(نعم) قال: (إذن لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت علي).
فما أحوجنا إلى هذه المشاعر (أفي سلامة من ديني؟!) في زمن تكالبت على الأمة الإسلامية أمم ودول وددت هذه الأمم أن ترد المسلمين كفارا حسدا من عند أنفسهم، في زمن يعمل اليهود والنصارى سويا ليلا ونهارا في مجال أن يردوا الأمة بعد إيمانها كافرة (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)).
لماذا لا تتجه أذهانهم إلى أن يقهروا هذه الأمة ويستذلوها ويستعبدوها بعيدا عن مسألة التكفير والتضليل؟، لماذا هم حريصون على أن يردوا الأمة كافرة بعد إيمانها؟.
لماذا؟!.
لأن اليهود لديهم خبرة دينية أنهم لن يسيطروا على الأمة الإسلامية وأن يقهروها ويستعبدوها والأمة لا زالت مؤمنة، هم يفهمون حتى لو انطلقوا من منطلق القوة القاهرة فيقهروا الأمة أنهم لن يستطيعوا أن يقهروها، يريدون تدمير الأمة من الداخل ليفصلونها عن الله، لتكون بعيدة عن رعاية ونصر الله، حينها تكون الأمة مهيئة بأن تضرب وتقهر وتهان وتستعبد.
فلذلك يستنكر الله على المؤمنين، أنهم كيف يتأثرون بأهل الكتاب فيكفرون، وهناك من يتلو عليهم آياته من أعلام الهدى (( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)).
ومن ثم يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ))، لأنكم في مواجهة أعداء خطيرين يمكن أن يصلوا بكم إلى أن تكونوا كافرين، ولأن القضية خطيرة يجب أن تتقوا الله على أعلى درجات التقوى، وأن تحذروا أشد الحذر في أن تتأثروا بأهل الكتاب، واحرصوا أن لا تموتوا إلا ودينكم سليم، كي لا تصبح كافر وأنت تصلي، وأنت تصوم، وأنت تحج، وأنت تحفظ القرآن، وأنت.. وأنت..
هذا الدين الذي لا يساوي عند الكثير من أبناء الأمة حبة الدخان، فإهتمامه بالدخان أكبر من إهتمامه بسلامة دينه.
هذا الدين الذي الكثير يبيعه بثمن قليل، فيقف مع المجرمين، ويؤيد قتلة الأطفال والنساء، ويسكت عن جرائم وحشية ومجازر بشعة، مقابل أن يحصل على شيء من المال، أو من أجل تسلم نفسه ويسلم أهله وأولاده وماله.
ولا يمكن أن يسلم الإنسان ولا يسلم عرضه وماله وأهله وعزته وكرامته وأرضه ووطنه ما لم يسلم له دينه، وهذا ما كان يحرص عليه الإمام علي (أفي سلامة من ديني)، وهذه هي الرؤية الصحيحة، وهي السلامة لمن يريد السلامة.
فما الذي جعل الأمة الإسلامية تظلم وتقهر وترتكب بحقها أبشع الجرائم وهم الملايين؟ ويمتلكون الإمكانيات الضخمة والموقع الجغرافي الهام والإستراتيجي، لأنه لم يسلم للأمة دينها، لتسلم من كل الشرور، ومن لم يسلم له دينه أيضا لم يسلم سخط الله وعذابه في الدنيا والآخرة.
فكل من يتولى ويحب الإمام علي يجب أن تسيطر على مشاعره (أفي سلامة من ديني؟)، لذلك يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (إن كل إنسان يتولى عليا، إن كل إنسان مصدق برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبكتاب الله يجب أن تكون مشاعره على هذا النحو الذي كان يسيطر على مشاعر علي (عليه السلام): ((أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟. قال: نعم: إذاً لا أبالي)).
ولقد كان يقول: ((والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليّ)) إن كل شيء يهمه هو أن يكون هناك السلامة لدينه، فلتخضب دماء رأسه لحيته، وليتقطع إرباً, وليكن ما كان ما دام دينه سالماً لـه).
ولن تخرج الأمة من وضعيتها المهينة إلا إذا حملت هذا الشعور، وحرصت على سلامة دينها، ولن تحصل على عزة وكرامة إلا بالحرص على سلامة الدين، ولن ينصرها الله ويمكنها في الأرض ما لم يسلم لها دينها.
ولسنا أغلى من رسول الله، وليست دماءنا أغلى من دماء الإمام علي، وليست أنفسنا أغلى من نفس الإمام الحسن، وليست أرواحنا أغلى من روح الإمام الحسين، الذين قدموا أنفسهم من أجل هذا الدين.
فالإمام علي صعد إلى ربه شهيدا، فبقي حيا حياة حقيقية وليست معنوية في ضيافة الله، وأحيا فينا الإيمان والجهاد وحب التضحية والإستشهاد، أحيا فينا الإباء والحرية، فعلمنا كيف نذوب في هذا الدين، وكيف نسلم من شر الأشرار عندما يسلم لنا ديننا.
أبو محمد الكبسي

#يد_تحمي_ويد_تبني

221 viewsأبو محمد, 07:57