#حديث_الثورة_14إكتوبر_المجيدة
مع كتاب "عدن تحت الحكم البريطاني ،1839-1967م"
محمد ناجي أحمد
“عدن تحت الحكم البريطاني “كتاب يطل على حقب تاريخية عديدة لمدينة عدن ،ويتوقف مع تفاصيل المائة وتسع وعشرين سنة لاحتلال بريطانيا لعدن من 1839م-1967م،تأليف ر.ج جافن ،ترجمة محمد محسن العمري ،ويحتوي على 422صفحة من القطع الكبير، واثني عشر فصلاً ،،مع شكر وتنويه ،ومقدمة لهشام علي بن علي وأخرى للمؤلف، وفي الأخير ثلاثة ملاحق عن المعتمدون والحكام والسكان والتجارة في عدن .الكتاب طبع بالإنجليزية عام 1975م ،وبحسب المترجم فهذه هي ترجمته العربية الوحيدة ،التي صدرت عام 2013م عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر.. في مقدمته أشار هشام علي بن علي إلى أن “ترجمة الكتب والتقارير والدراسات الإنجليزية التي نشرت عن عدن في مرحلة الاستعمار التي دامت أكثر من قرن وربع، سوف توفر مكتبة كاملة عن التاريخ والمجتمع وما حدث من تحولات في اليمن “7ص.وأنّ” ترجمة هذا الكتاب تؤسس لوعي وطني جديد يدرك أن تصفية استعمار العقل ،كما طرحها المفكر المارتيني –الجزائري ،أثناء ثورة الجزائر أهم بكثير من تصفية الأرض “مجيء البريطانيين إلى عدن:
كان صباح يوم 19يناير 1839م،إعلان بتاريخ مغاير لعدن ،فلقد “وقفت قوة بحرية صغيرة من السفن البريطانية البحرية الملكية ، وطردة بحرية من شركة الهند الشرقية وسفن شراعية وناقلات تحمل سبعمائة فرد من القوات البريطانية والهندية “مسلحون بمدافع بعيدة المدى ،وأسلحة حديثة ،بالقرب من سواحل عدن ،وبالمقابل كان هناك “الف من المقاتلين العرب يربضون خلف الدفاعات المشتتة على طول الخليج وعلى جزيرة صيرة...واستمر المدافعون في صد الهجوم بعناد من بين الأنقاض ببنادقهم القديمة ،...وتقدمت القوات إلى الأمام على ظهر الزوارق ،ونزلت على الشاطئ، وسيطرت على المدينة بنجاح باهر .كانت الإصابات البريطانية خفيفة ،فقط 16 قتيلاً وجريحاً، وبعض من هؤلاء عانوا بعد الهجوم خلال الاشتباك لنزع أسلحة الأسرى والمقبوض عليهم فوق الجزيرة ،وتم رفع العلم البريطاني ،وأصبحت عدن أول حيازة استعمارية في عهد الملكة فكتوريا.”14ص.
لقد كانت المدينة القديمة في عدن ،والتي أصبح اسمها في عهد الاستعمار “كريتر” محصنة تحصيناً طبيعياً بالجبال، مما يساعدها على الدفاع عن نفسها .وكانت التجارة سبباً رئيسياً في أهمية مركز عدن، أكان ذلك في القرون الميلادية الأولى وصراع الفرس والروم عليها، أم في القرون الوسطى والحديثة ،فلقد كانت عدن هي حلقة التواصل تجارياً بين فارس والغرب ،وإن كان الازدهار الأكبر لعدن حين ارتبطت بالدولة الرسولية التي بدأت حكمها المستق في اليمن عام1232م .ولعل المجد الأسطوري التوراتي للميناء لم يكن سوى أسطورة ،أما ازدهاره في عهد الرسوليين فقد تم توثيقه بصورة جيدة “23ص.إلاّ أن حالة الازدهار في عهد الدولة الرسولية قد بدأ بالأفول مع تدهور الحكم الرسولي في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.” وبدأ ميناء هرمز في الخليج الفارسي بالصعود مرة أخرى ،ممتصاً جزءاً من التجارة شرقاً، بينما كان سلطان مصر يكسر قبضة عدن على تجارة البحر الأحمر، وبين أعوام 1422م 1438م احتكرت الحكومة المصرية التجارة عبر البحر الأحمر “25ص.وبدأ ازدهارها في ميناء جدة، وفي عهدالطاهريين حدث ازدهار مؤقت لميناء عدن سرعان ما انهار في القرن السادس عشر، بسبب البرتغاليين، وتحويل التجارة الشرقية إلى خط رأس الرجاء الصالح والأطلسي. وسيطر العثمانيون على جنوب الجزيرة العربية “وبحلول نهاية القرن السادس عشر لم يكن الميناء الأغنى في المنطقة المحيطة هو عدن بل المخا ،والذي يقع ضمن الممرات المسيطر عليها من قبل العثمانيين ،كانت المخا ملاذاً لمعظم الشحن البحري الهندي ،كما كانت أيضاً المركز التجاري للقافلة السنوية الكبيرة إلى حلب، وسفينة حمل المداخيل السنوية من السويس “27ص.وكان لتجارة البن أن تحول التجارة في البحر الأحمر إلى المخا ،إلاّ أن هذا الكنز بدأ ينضب عام 1771م “وبحلول الربع الأخير من القرن الثامن عشر كان إنتاج البن لا يزال وفيراً ،ولكن الطلب والأسعار كانت في حالة كساد .لقد انتهت أيام اليمن العظيمة في تجارة البن وأصبح البحر الأحمر معزولاً اقتصادياً تقريباً “34ص.كان لتمدد الجيش المصري عام 1833م دافعاً للبريطانيين كي يقطعوا على محمد علي باشا الطريق على طموحاته، وذلك بأن اسرعوا عام 1839م لاحتلال عدن “وفي كل الأحوال فإن التهديدات من الشمال من قبل حكومات قوية سواء بواسطة الوهابيين كما حدث في العقد الأول من القرن ،أو المصريين مثلما جرى أوائل عشرينيات القرن قد جلبت اقتراحات بأن عدن يجب أن تعتبر الحد لتقدمهم، وأن على بريطانيا أن تحكم قبضتها السياسية والتجارية على الميناء، واعتباراً من أوائل 1825م بدأ القنصل العام البريطاني في مصر بتحذير محمد علي ضد أي تدخل في عدن “40ص.وفي عام 1835م تم احتلال جزيرة سقطرى لفترة قصيرة ،وقد اشترك هينس في المفاوضات لامتلاك سقطرى ،وكان هناك مسح مكثف
مع كتاب "عدن تحت الحكم البريطاني ،1839-1967م"
محمد ناجي أحمد
“عدن تحت الحكم البريطاني “كتاب يطل على حقب تاريخية عديدة لمدينة عدن ،ويتوقف مع تفاصيل المائة وتسع وعشرين سنة لاحتلال بريطانيا لعدن من 1839م-1967م،تأليف ر.ج جافن ،ترجمة محمد محسن العمري ،ويحتوي على 422صفحة من القطع الكبير، واثني عشر فصلاً ،،مع شكر وتنويه ،ومقدمة لهشام علي بن علي وأخرى للمؤلف، وفي الأخير ثلاثة ملاحق عن المعتمدون والحكام والسكان والتجارة في عدن .الكتاب طبع بالإنجليزية عام 1975م ،وبحسب المترجم فهذه هي ترجمته العربية الوحيدة ،التي صدرت عام 2013م عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر.. في مقدمته أشار هشام علي بن علي إلى أن “ترجمة الكتب والتقارير والدراسات الإنجليزية التي نشرت عن عدن في مرحلة الاستعمار التي دامت أكثر من قرن وربع، سوف توفر مكتبة كاملة عن التاريخ والمجتمع وما حدث من تحولات في اليمن “7ص.وأنّ” ترجمة هذا الكتاب تؤسس لوعي وطني جديد يدرك أن تصفية استعمار العقل ،كما طرحها المفكر المارتيني –الجزائري ،أثناء ثورة الجزائر أهم بكثير من تصفية الأرض “مجيء البريطانيين إلى عدن:
كان صباح يوم 19يناير 1839م،إعلان بتاريخ مغاير لعدن ،فلقد “وقفت قوة بحرية صغيرة من السفن البريطانية البحرية الملكية ، وطردة بحرية من شركة الهند الشرقية وسفن شراعية وناقلات تحمل سبعمائة فرد من القوات البريطانية والهندية “مسلحون بمدافع بعيدة المدى ،وأسلحة حديثة ،بالقرب من سواحل عدن ،وبالمقابل كان هناك “الف من المقاتلين العرب يربضون خلف الدفاعات المشتتة على طول الخليج وعلى جزيرة صيرة...واستمر المدافعون في صد الهجوم بعناد من بين الأنقاض ببنادقهم القديمة ،...وتقدمت القوات إلى الأمام على ظهر الزوارق ،ونزلت على الشاطئ، وسيطرت على المدينة بنجاح باهر .كانت الإصابات البريطانية خفيفة ،فقط 16 قتيلاً وجريحاً، وبعض من هؤلاء عانوا بعد الهجوم خلال الاشتباك لنزع أسلحة الأسرى والمقبوض عليهم فوق الجزيرة ،وتم رفع العلم البريطاني ،وأصبحت عدن أول حيازة استعمارية في عهد الملكة فكتوريا.”14ص.
لقد كانت المدينة القديمة في عدن ،والتي أصبح اسمها في عهد الاستعمار “كريتر” محصنة تحصيناً طبيعياً بالجبال، مما يساعدها على الدفاع عن نفسها .وكانت التجارة سبباً رئيسياً في أهمية مركز عدن، أكان ذلك في القرون الميلادية الأولى وصراع الفرس والروم عليها، أم في القرون الوسطى والحديثة ،فلقد كانت عدن هي حلقة التواصل تجارياً بين فارس والغرب ،وإن كان الازدهار الأكبر لعدن حين ارتبطت بالدولة الرسولية التي بدأت حكمها المستق في اليمن عام1232م .ولعل المجد الأسطوري التوراتي للميناء لم يكن سوى أسطورة ،أما ازدهاره في عهد الرسوليين فقد تم توثيقه بصورة جيدة “23ص.إلاّ أن حالة الازدهار في عهد الدولة الرسولية قد بدأ بالأفول مع تدهور الحكم الرسولي في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.” وبدأ ميناء هرمز في الخليج الفارسي بالصعود مرة أخرى ،ممتصاً جزءاً من التجارة شرقاً، بينما كان سلطان مصر يكسر قبضة عدن على تجارة البحر الأحمر، وبين أعوام 1422م 1438م احتكرت الحكومة المصرية التجارة عبر البحر الأحمر “25ص.وبدأ ازدهارها في ميناء جدة، وفي عهدالطاهريين حدث ازدهار مؤقت لميناء عدن سرعان ما انهار في القرن السادس عشر، بسبب البرتغاليين، وتحويل التجارة الشرقية إلى خط رأس الرجاء الصالح والأطلسي. وسيطر العثمانيون على جنوب الجزيرة العربية “وبحلول نهاية القرن السادس عشر لم يكن الميناء الأغنى في المنطقة المحيطة هو عدن بل المخا ،والذي يقع ضمن الممرات المسيطر عليها من قبل العثمانيين ،كانت المخا ملاذاً لمعظم الشحن البحري الهندي ،كما كانت أيضاً المركز التجاري للقافلة السنوية الكبيرة إلى حلب، وسفينة حمل المداخيل السنوية من السويس “27ص.وكان لتجارة البن أن تحول التجارة في البحر الأحمر إلى المخا ،إلاّ أن هذا الكنز بدأ ينضب عام 1771م “وبحلول الربع الأخير من القرن الثامن عشر كان إنتاج البن لا يزال وفيراً ،ولكن الطلب والأسعار كانت في حالة كساد .لقد انتهت أيام اليمن العظيمة في تجارة البن وأصبح البحر الأحمر معزولاً اقتصادياً تقريباً “34ص.كان لتمدد الجيش المصري عام 1833م دافعاً للبريطانيين كي يقطعوا على محمد علي باشا الطريق على طموحاته، وذلك بأن اسرعوا عام 1839م لاحتلال عدن “وفي كل الأحوال فإن التهديدات من الشمال من قبل حكومات قوية سواء بواسطة الوهابيين كما حدث في العقد الأول من القرن ،أو المصريين مثلما جرى أوائل عشرينيات القرن قد جلبت اقتراحات بأن عدن يجب أن تعتبر الحد لتقدمهم، وأن على بريطانيا أن تحكم قبضتها السياسية والتجارية على الميناء، واعتباراً من أوائل 1825م بدأ القنصل العام البريطاني في مصر بتحذير محمد علي ضد أي تدخل في عدن “40ص.وفي عام 1835م تم احتلال جزيرة سقطرى لفترة قصيرة ،وقد اشترك هينس في المفاوضات لامتلاك سقطرى ،وكان هناك مسح مكثف
#حديث_الثورة_14إكتوبر_المجيدة
#عبود_الشرعبي ... مهندس العمل الفدائي ضد الاستعمار البريطاني
عبود الشرعبي.. مهندس العمل الفدائي ضد الاستعمار البريطاني و أحد ثوار أكتوبر الذين غيروا وجه اليمن في نضال شعب وهزيمة إمبراطورية .
ينحدر مهيوب علي الشرعبي الشهير بـ"عبود" من عزلة الدعيسة شرعب الرونة محافظة تعز ، ولد عام 1945م و عاش حياته يتيماً بعد أن فقد والده في الثالثة من عمره.
الانتماء والنضال
انتقل في العاشرة من عمره إلى مدينة عدن لتلقي التعليم ثم التحق بعد ذلك بالجبهة القومية ليتبوأ العديد من المناصب و المواقع القيادية حتى صار من أبرز قادة القطاع الفدائي للجبهة القومية في مستعمرة عدن.
ومع انطلاقة ثورة الـ 14 من اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني عام 1963م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل والتي تشكلت في أغسطس 1963م من حركة القوميين العرب وتسع فصائل وطنية أخرى، ليصير حينها عبود عضواً في الجبهة القومية وضمن قيادة العمل السياسي والفدائي في عدن.
وفي يونيو عام 1964م انتقل، عبود، مع مجموعة من الفدائيين إلى مدينة تعز للالتحاق بدورة تدريب عسكرية استمرت لخمسة أشهر ثم عاد مع مجموعته إلى عدن لتبدأ عملياته الفدائية ضد الاحتلال وتركزت في احياء المعلا وخور مكسر.
وفي يناير عام 1965 اُعتقل عبود من قبل القوات البريطانية اثناء خروجه من منزل رفيقه الدائم أحمد قاسم ثم أودعته معتقل المنصورة لمدة ستة أشهر تعرض خلالها لتعذيب جسدي ونفسي شديدين حتى بترت إحدى أصابع يده، وحكم عليه بالتسفير إلى مدينة تعز.
وفي مدينة تعز التي كانت تقيم فيها قيادة الجبهة القومية حيث قامت بابتعاث، عبود، الى الخارج في دورة تدريبية على أساليب طرق قيادة حرب العصابات والعمل الفدائي في المدن.
وعند إكماله لدراسته في حرب العصابات في المدن والمعسكرات مُنح من عناصر الجبهة القومية في جيش اتحاد الجنوب العربي والبوليس بطاقات قائد عسكري مما مكنه من القيادة والتخطيط والتنفيذ عمليات فدائية في عدن.
بفضل قدراته ومواهبه وروح الإقدام والإخلاص والاستعداد للتضحية والسرعة في الحركة والدقة في التخطيط والشجاعة العالية التي كان يتمتع بها الفدائي" عبود" تمكن من تنفيذ العمليات الفدائية الجسورة والخطيرة وهذه المزايا مكنته من الإفلات من الوقوع في أيدي سلطات الاحتلال وأجهزتها الاستعمارية في أكثر من مره.
كما كان له دور في دعم ومساندة ثورة 26 سبتمبر ضد الحكم الامامي شمالي اليمن، حيث أشترك مع عدد من رفاقه ضمن فرق شكلت في عدن لجمع التبرعات المالية وتعبئة المواطنين والمتطوعين وإرسالهم للالتحاق بالحرس الوطني والجيش الجمهوري للدفاع عن الجمهورية.
أبرز عملياته الفدائية ضد الاستعمار
- أحبط عملية تفجير مقر القوات المصرية في تعز بسيارة مفخخة خطط لها الإماميون بدعم الاستعمار البريطاني، بسبب دعمها لثورتي الشمال والجنوب. اكتشف عبود المؤامرة قبل وقوعها وقام مع مجموعته بتفكيك المتفجرات.
-ملأ عبود سيارته بالألغام وذهب برفقة زملائه لتفخيخ ميدان الاتحاد الذي كان يجري الإعداد للاحتفال فيه من قبل شخصيات كبيرة من البريطانيين بينهم المندوب السامي مع بعض السلاطين الموالين. إلا أن السلطات المستعمرة اكتشفت الأمر قبيل الاحتفال مما أدى إلى فشل العملية. الأمر الذي دفع عبود ورفاقه بفتح النار على مجموعة من الضباط البريطانيين الحاضرين وتكبيدهم خسائر طائلة.
استشهد برصاص جندي بريطاني كان متمركزاً مع ثلة من الجنود فوق سطح عمارة البنك القريب من مسجد النور وأطلق عليه النار ليسقط"عبود" شهيداً مُضرجاً بدم الثورة والحريه.
حياته الاجتماعية
للشهيد عبود شقيق واحد من والده ويحمل ذات اسمه "مهيوب" ولديه شقيقتان من والدته هن خيرية ومريم.
تزوج عبود عام 1964م من ابنة عمه عبدالله غالب في قرية الجبانة، شرعب الرونه، إلا أنه انفصل عنها بعد عامين ولم تنجب له أطفال.
ليرتبط بعد ذلك بإحدى فتيات حي المنصورة وكانت من أعضاء قطاع الطوارئ للجبهة القومية إلا أنه استشهد قبل أن يقترن بها.
#عبود_الشرعبي ... مهندس العمل الفدائي ضد الاستعمار البريطاني
عبود الشرعبي.. مهندس العمل الفدائي ضد الاستعمار البريطاني و أحد ثوار أكتوبر الذين غيروا وجه اليمن في نضال شعب وهزيمة إمبراطورية .
ينحدر مهيوب علي الشرعبي الشهير بـ"عبود" من عزلة الدعيسة شرعب الرونة محافظة تعز ، ولد عام 1945م و عاش حياته يتيماً بعد أن فقد والده في الثالثة من عمره.
الانتماء والنضال
انتقل في العاشرة من عمره إلى مدينة عدن لتلقي التعليم ثم التحق بعد ذلك بالجبهة القومية ليتبوأ العديد من المناصب و المواقع القيادية حتى صار من أبرز قادة القطاع الفدائي للجبهة القومية في مستعمرة عدن.
ومع انطلاقة ثورة الـ 14 من اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني عام 1963م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل والتي تشكلت في أغسطس 1963م من حركة القوميين العرب وتسع فصائل وطنية أخرى، ليصير حينها عبود عضواً في الجبهة القومية وضمن قيادة العمل السياسي والفدائي في عدن.
وفي يونيو عام 1964م انتقل، عبود، مع مجموعة من الفدائيين إلى مدينة تعز للالتحاق بدورة تدريب عسكرية استمرت لخمسة أشهر ثم عاد مع مجموعته إلى عدن لتبدأ عملياته الفدائية ضد الاحتلال وتركزت في احياء المعلا وخور مكسر.
وفي يناير عام 1965 اُعتقل عبود من قبل القوات البريطانية اثناء خروجه من منزل رفيقه الدائم أحمد قاسم ثم أودعته معتقل المنصورة لمدة ستة أشهر تعرض خلالها لتعذيب جسدي ونفسي شديدين حتى بترت إحدى أصابع يده، وحكم عليه بالتسفير إلى مدينة تعز.
وفي مدينة تعز التي كانت تقيم فيها قيادة الجبهة القومية حيث قامت بابتعاث، عبود، الى الخارج في دورة تدريبية على أساليب طرق قيادة حرب العصابات والعمل الفدائي في المدن.
وعند إكماله لدراسته في حرب العصابات في المدن والمعسكرات مُنح من عناصر الجبهة القومية في جيش اتحاد الجنوب العربي والبوليس بطاقات قائد عسكري مما مكنه من القيادة والتخطيط والتنفيذ عمليات فدائية في عدن.
بفضل قدراته ومواهبه وروح الإقدام والإخلاص والاستعداد للتضحية والسرعة في الحركة والدقة في التخطيط والشجاعة العالية التي كان يتمتع بها الفدائي" عبود" تمكن من تنفيذ العمليات الفدائية الجسورة والخطيرة وهذه المزايا مكنته من الإفلات من الوقوع في أيدي سلطات الاحتلال وأجهزتها الاستعمارية في أكثر من مره.
كما كان له دور في دعم ومساندة ثورة 26 سبتمبر ضد الحكم الامامي شمالي اليمن، حيث أشترك مع عدد من رفاقه ضمن فرق شكلت في عدن لجمع التبرعات المالية وتعبئة المواطنين والمتطوعين وإرسالهم للالتحاق بالحرس الوطني والجيش الجمهوري للدفاع عن الجمهورية.
أبرز عملياته الفدائية ضد الاستعمار
- أحبط عملية تفجير مقر القوات المصرية في تعز بسيارة مفخخة خطط لها الإماميون بدعم الاستعمار البريطاني، بسبب دعمها لثورتي الشمال والجنوب. اكتشف عبود المؤامرة قبل وقوعها وقام مع مجموعته بتفكيك المتفجرات.
-ملأ عبود سيارته بالألغام وذهب برفقة زملائه لتفخيخ ميدان الاتحاد الذي كان يجري الإعداد للاحتفال فيه من قبل شخصيات كبيرة من البريطانيين بينهم المندوب السامي مع بعض السلاطين الموالين. إلا أن السلطات المستعمرة اكتشفت الأمر قبيل الاحتفال مما أدى إلى فشل العملية. الأمر الذي دفع عبود ورفاقه بفتح النار على مجموعة من الضباط البريطانيين الحاضرين وتكبيدهم خسائر طائلة.
استشهد برصاص جندي بريطاني كان متمركزاً مع ثلة من الجنود فوق سطح عمارة البنك القريب من مسجد النور وأطلق عليه النار ليسقط"عبود" شهيداً مُضرجاً بدم الثورة والحريه.
حياته الاجتماعية
للشهيد عبود شقيق واحد من والده ويحمل ذات اسمه "مهيوب" ولديه شقيقتان من والدته هن خيرية ومريم.
تزوج عبود عام 1964م من ابنة عمه عبدالله غالب في قرية الجبانة، شرعب الرونه، إلا أنه انفصل عنها بعد عامين ولم تنجب له أطفال.
ليرتبط بعد ذلك بإحدى فتيات حي المنصورة وكانت من أعضاء قطاع الطوارئ للجبهة القومية إلا أنه استشهد قبل أن يقترن بها.