إمارة #خلّة في الضالع سبعة قرون طي النسيان
تقع قرية خلة -على بعد 15كلم شمال شرق مدينة الضالع ’ويجهل كثيرون أن "خلة "ضلت لسبعة قرون عاصمة اقتصادية وسياسية " لمشيخية "المفلحي الممتدة من أعتى أفخاذ المكاتب اليافعية الأصيلة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ كواحدة من الإمارات الجنوبية القليلة التي حافظت على وجودها الجغرافي وازدهارها الاقتصادي وتماسكها الاجتماعي كدويلة صغيرة لها نظامها السياسي وهي أول من أنشأ مجلس شورى واسع الصلاحيات ونظام إداري ومالي ومحاسبي متكامل "بحسب المخطوطات والصور "
وأطلق على خلة بداية اسم "أخلة "وهي حاضرة بلاد المفلحي شهدت ازدهارا معماريا وزراعي لوقوعها في ممر مائي مطل على غابات ومزارع تهطل عليها الأمطار في غالب شهور السنة حيث امتهن أهلها الزراعة واتخذوا من الجبال بيوتا تقيهم هجمات الطامعين وبنوا القلاع والحصون في أعالي جبل محاذي لقمة "عقرم " الشاهقة التي عبدها الحميريون قبل الإسلام لاعتقادهم بأنها آله الخير والخصب .
أيام نحت الصخور السبعة :
وأعلى منازل المفالحة قصر الأمير المحاط بالسدود السبعة والتي يصل عمقها الى خمسة أمتار تقريبا وفيها يخزن الماء والحبوب وهي من العجائب الدالة على حنكة وقدرة المفالحة على نحت الصخر حيث يصل عمرها الى أكثر 600 عام .
الباحث عبد الرحمن المفلحي يقول : إن نحت الصخور الصماء كان يتم خلال أيام سبعة "الرخوة "التي لا يعرف توقيتها إلا القليل وفيها تصبح الصخور الصماء قابلة للنحت والحفر .
براءة اختراع نبتة السمسم الحافظة للماء من التعفن :
اكثر ما يصيبك بالذهول في جبل الحكومة كما يسميه أهل" خلة "مادة نباتية خضراء اللون يزرعها المفالحة لمرة واحدة في سد الماء المنحوت وسط الصخور الصماء أعلى جبل خلة وبقدرة الله تنتشر مادة السمسم طرية الملمس على سطح الماء كقطيفة خضراء تعمل على حفظ الماء من التعفن فلا تتكاثر فيه البكتيريا أو الفطريات والطحالب كعهدها في المياه الآسنة حيث يضل الماء نقيا عذبا "لا يتسنه " ولا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته .
على الرغم من أن الرعاة وزوار الجبل يستخدمونه على مدار اليوم وبطريقة عابثة أحيانا حيث ترمى فيه قناني فارغة ومواد بلاستيكية غير أنك تراها معزولة بفضل مادة السمسم وما أن تزيح بيدك طبقة السمسم الخضراء عن سطح البركة الصخرية حتى تظهر صفحة الماء باردة نقية زلال طيبة الطعم والرائحة .
أول قانون للحفاظ على البيئة:
تذكر مخطوطات مشيخة المفلحي أن أميرها اتخذ قرارا يقضي بمعاقبة كل من يقوم بقطع شجرة خضراء وثبت عليه ذلك بالنضر أو شهادة عدلين وتقضي عقوبته بغرامة عينية تتمثل في ذبح ثور يطعم للفقراء والمحتاجين في أول تشريع وقانون يطبق في المنطقة ويهدف للحفاظ على البيئة النباتية ونموا الغابات بشكل مستمر .
المحجر الصحي للإمارة "المخمج"
مشيخة خلة كانت سباقة في إنشاء أول محجر صحي في عموم البلد ويروي أن "شوطة" جدري قد اصابت العديد من أهالي خلة قبل سنوات عديدة وسميت بالدارجة "الخامج "وهو مرض جلدي معد ينتشر بسرعة كبيرة حيث اتخذت الإمارة قرارا بعزل المصابين في كهف بعيد عن السكان ومعالجتهم بمصل يوضع أسفل الجلد يحتوي على العسل وتقول المخطوطات أن كثير من المصابين قد تماثلوا للشفاء .
يقول الباحث والشخصية الاجتماعية بخلة " الشيخ عبدالرحمن المفلحي "إن المحجر مازال موجود ويعرف بالمخمج نسبة الى اسم المرض "الجدري " ويشير الى أن نهضة تعليمية شهدتها إمارة خلة تمثلت في إنشاء مدرسة وقسم داخلي توافد إليه الطلاب من عموم منطقة يافع والمناطق المجاورة حيث كانت تدرس علوم القرآن الكريم وبعض العلوم المعروفة آنذاك .ومازالت المدرسة وقسمها الداخلي شاهدين حيين على حضارة مشيخة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ طمست هويتها وتاريخها في خضم صراع سياسي نضر الى حقبة ما قبل وجوده كعدو ينبغي بتر صلته بماضية وتاريخه وحضارته .
يقول الشخصية الاجتماعية والقيادي في الحراك الجنوبي بخلة الاستاذ "نايف محسن "
:إن صفات أهل خلة متجذ رة كطباع أصيلة وعريقة عراقة تاريخها ولذلك تراهم سباقين في التضحية والبذل والعطاء
ويشير نايف الى نماء وازدهار خلة في الحاضر والماضي البعيد بتوفيق من الله وطيبة أهلها وتكاتفهم وتعاونهم .
رسالة :
ولخلة أطلال ومشاهد وآثار ماثلة تبحث عن أياد متخصصة تتمكن من دراستها والبحث في سجلات الأجداد التي ما زال بعضها باق الى اليوم وإن كتب بقلم مسند قديم لكن البلاد التي تعصف بها الأزمات والحروب وتتقاذفها المحن و التجاذبات بطبيعة الحال لسان حال القائمين والمهتمين بالتاريخ والتراث هناك " الحي أبقى من الميت "
تقع قرية خلة -على بعد 15كلم شمال شرق مدينة الضالع ’ويجهل كثيرون أن "خلة "ضلت لسبعة قرون عاصمة اقتصادية وسياسية " لمشيخية "المفلحي الممتدة من أعتى أفخاذ المكاتب اليافعية الأصيلة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ كواحدة من الإمارات الجنوبية القليلة التي حافظت على وجودها الجغرافي وازدهارها الاقتصادي وتماسكها الاجتماعي كدويلة صغيرة لها نظامها السياسي وهي أول من أنشأ مجلس شورى واسع الصلاحيات ونظام إداري ومالي ومحاسبي متكامل "بحسب المخطوطات والصور "
وأطلق على خلة بداية اسم "أخلة "وهي حاضرة بلاد المفلحي شهدت ازدهارا معماريا وزراعي لوقوعها في ممر مائي مطل على غابات ومزارع تهطل عليها الأمطار في غالب شهور السنة حيث امتهن أهلها الزراعة واتخذوا من الجبال بيوتا تقيهم هجمات الطامعين وبنوا القلاع والحصون في أعالي جبل محاذي لقمة "عقرم " الشاهقة التي عبدها الحميريون قبل الإسلام لاعتقادهم بأنها آله الخير والخصب .
أيام نحت الصخور السبعة :
وأعلى منازل المفالحة قصر الأمير المحاط بالسدود السبعة والتي يصل عمقها الى خمسة أمتار تقريبا وفيها يخزن الماء والحبوب وهي من العجائب الدالة على حنكة وقدرة المفالحة على نحت الصخر حيث يصل عمرها الى أكثر 600 عام .
الباحث عبد الرحمن المفلحي يقول : إن نحت الصخور الصماء كان يتم خلال أيام سبعة "الرخوة "التي لا يعرف توقيتها إلا القليل وفيها تصبح الصخور الصماء قابلة للنحت والحفر .
براءة اختراع نبتة السمسم الحافظة للماء من التعفن :
اكثر ما يصيبك بالذهول في جبل الحكومة كما يسميه أهل" خلة "مادة نباتية خضراء اللون يزرعها المفالحة لمرة واحدة في سد الماء المنحوت وسط الصخور الصماء أعلى جبل خلة وبقدرة الله تنتشر مادة السمسم طرية الملمس على سطح الماء كقطيفة خضراء تعمل على حفظ الماء من التعفن فلا تتكاثر فيه البكتيريا أو الفطريات والطحالب كعهدها في المياه الآسنة حيث يضل الماء نقيا عذبا "لا يتسنه " ولا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته .
على الرغم من أن الرعاة وزوار الجبل يستخدمونه على مدار اليوم وبطريقة عابثة أحيانا حيث ترمى فيه قناني فارغة ومواد بلاستيكية غير أنك تراها معزولة بفضل مادة السمسم وما أن تزيح بيدك طبقة السمسم الخضراء عن سطح البركة الصخرية حتى تظهر صفحة الماء باردة نقية زلال طيبة الطعم والرائحة .
أول قانون للحفاظ على البيئة:
تذكر مخطوطات مشيخة المفلحي أن أميرها اتخذ قرارا يقضي بمعاقبة كل من يقوم بقطع شجرة خضراء وثبت عليه ذلك بالنضر أو شهادة عدلين وتقضي عقوبته بغرامة عينية تتمثل في ذبح ثور يطعم للفقراء والمحتاجين في أول تشريع وقانون يطبق في المنطقة ويهدف للحفاظ على البيئة النباتية ونموا الغابات بشكل مستمر .
المحجر الصحي للإمارة "المخمج"
مشيخة خلة كانت سباقة في إنشاء أول محجر صحي في عموم البلد ويروي أن "شوطة" جدري قد اصابت العديد من أهالي خلة قبل سنوات عديدة وسميت بالدارجة "الخامج "وهو مرض جلدي معد ينتشر بسرعة كبيرة حيث اتخذت الإمارة قرارا بعزل المصابين في كهف بعيد عن السكان ومعالجتهم بمصل يوضع أسفل الجلد يحتوي على العسل وتقول المخطوطات أن كثير من المصابين قد تماثلوا للشفاء .
يقول الباحث والشخصية الاجتماعية بخلة " الشيخ عبدالرحمن المفلحي "إن المحجر مازال موجود ويعرف بالمخمج نسبة الى اسم المرض "الجدري " ويشير الى أن نهضة تعليمية شهدتها إمارة خلة تمثلت في إنشاء مدرسة وقسم داخلي توافد إليه الطلاب من عموم منطقة يافع والمناطق المجاورة حيث كانت تدرس علوم القرآن الكريم وبعض العلوم المعروفة آنذاك .ومازالت المدرسة وقسمها الداخلي شاهدين حيين على حضارة مشيخة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ طمست هويتها وتاريخها في خضم صراع سياسي نضر الى حقبة ما قبل وجوده كعدو ينبغي بتر صلته بماضية وتاريخه وحضارته .
يقول الشخصية الاجتماعية والقيادي في الحراك الجنوبي بخلة الاستاذ "نايف محسن "
:إن صفات أهل خلة متجذ رة كطباع أصيلة وعريقة عراقة تاريخها ولذلك تراهم سباقين في التضحية والبذل والعطاء
ويشير نايف الى نماء وازدهار خلة في الحاضر والماضي البعيد بتوفيق من الله وطيبة أهلها وتكاتفهم وتعاونهم .
رسالة :
ولخلة أطلال ومشاهد وآثار ماثلة تبحث عن أياد متخصصة تتمكن من دراستها والبحث في سجلات الأجداد التي ما زال بعضها باق الى اليوم وإن كتب بقلم مسند قديم لكن البلاد التي تعصف بها الأزمات والحروب وتتقاذفها المحن و التجاذبات بطبيعة الحال لسان حال القائمين والمهتمين بالتاريخ والتراث هناك " الحي أبقى من الميت "
مديرية الحصين
#الضالع
#بيرمنصور بير السبيل
دينة #خله والتي كان يطلق عليها قديما باسم ( اخله ) نسبةً الى ملكة كان اسمها اخله حكمت المنطقة لعقود من الزمن كما أفادت بعض الكتب القديمة ، وتشتهر خله بمعالم أثريه وطابع معماري فريد من نوعه بالإضافة الى أبناءها المثقفين وجغرافية مكانها الرائع والتي تحاط بها الجبال من جميع الجهات ومن اشهر معالمها القديمة (بئر منصور )أو كما يطلق عليها الناس بير السبيل والتي تعد من اقدم الآبار على مستوى محافظة الضالع حيث يرجع حفرها الى قبل خمسمائة عام تقريبا ، وعند نزولنا الى منطقة خله بالحصين مررنا بهذه البئر والتقينا هناك بالشيخ عبدالرحمن بن يحيى المفلحي شيخ المنطقة واحد أبرز مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة حتى نيل الاستقلال في جنوب اليمن في العام ١٩٦٧م.
وأوضح لنا الشيخ المفلحي ان الذي حفر هذه البئر هو الشيخ احمد حسين بن ناصر المفلحي ، وكان ماء البئر يستعمل للشرب والزراعة حيث كانت النساء تقوم بجلب الماء من البئر عبر الدلو والى فتره ماء استطاع الشيخ احمد حسين المفلحي بابتكار فكره جلب الماء من البئر عبر احد الثيران بربط وعاء بحبل الى عنق الثور وبدوره يقوم الثور باطلاع الماء حتى أصبحت عمليه سهله خففت أعباء المرأة الريفية، ويقول ان هذه البئر حفرها كسبيل للمنطقة والمارة الذين يأتوا من مختلف المناطق ذهابا وإيابا، وعمل المذكور على توقيف اراضي كثيرة لهذه البئر كوقف أو مصلحه لها وكذلك قام ببناء ديوان بجانبها كسبيل للبئر، وفي منتصف الخمسينات ظهرت المكائن الارتوازية وبالتحديد في العام ١٩٥٦م، حيث عينت الحكومة البريطانية الشيخ أبوبكر المفلحي كمسئول زراعي في المنطقة وأثناء انتفاضة عام ٥٦م تمرد ٢٤ نفر كان يسميهم الضابط السياسي البريطاني' ميلان ' بالشيوعية بقيادة الشيخ احمد علي ناجي المفلحي وكان هؤلاء يستسلموا سلاح من الإمام يحيى بن حميد الدين من مدينة فعطبه وتم بعدها ضرب مشيخة المفلحي من قبل الشيخ احمد علي ناجي ومعه مجموعه من الثوار حينها ، بعد ذلك وصل الضابط السياسي البريطاني ميلان الى المنطقة واحتج على ذلك كيف يقوم الشيخ احمد علي ناجي بضرب المشيخة وعندكم اتفاقيه صداقة مع جلالة الملكة البريطانية ورد الشيخ أبوبكر المفلحي قائلاً إذا لم تفتح بريطانيا الهجرة وإعطاءنا قروض لأجل حفر آبار وشراء مضخات وعمل سوق سوف يقوم الشباب جميعا ضد بريطانيا، واخذ ميلان الشيخ أبوبكر عبدالرحمن المفلحي الى عدن وتم صرف مضخات من قبل الحكومة البريطانية نوع (ار مسترنج )( R masterenng) عدد سبع مضخات وكل شخص تم صرف له ألفان وخمسمائة شلن من اجل حفر بئر كقرض، وتم تركيب لبئر منصور اثنتان من هذه المضخات وتم عمل السدود والسقايات من اجل سقي المواشي والأراضي الزراعية كما كانت توجد حول البئر بساتين لبعض الخضار والفاكهة واشتهرت خله حينها بالبرتقال لأنه لم يوجد البرتقال حينذاك إلا في مناطق خله والحسيني وبيحان.
وشرط الواقف لهذه البئر مزاد للأسرة ومانقص عليها وقال الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المفلحي انه تم تأميم البئر في عام ١٩٧٢م من قبل الدولة حسب قانون التأمين وكان عليها مضختان فلم تعيدها الدولة إلا بعد عام ١٩٩٤م وهي خاربه ولم توجد فيها مياه ، وفي الوقت الحاضر تم دفنها ولكن اليوم قام الشيخ عبدالرحمن المفلحي بإخراج ماتم دفنه وترميمها لأجل إعادة الحسنه أو السبيل كما كانت زمان جده عليه رحمة الله، كما يتمنى من الله ان يرزقهم بالماء كي تؤدي دورها السابق. لسقي المواشي وللشرب والاحتياجات المنزلية الاخرى
ولما تحتل هذه البئر من مكانة كبيره عند المواطنين فقد زارتها قيادات جنوبية كالرئيس الجنوبي الراحل سالم ربيع علي وقبله زارها الأخوة فيصل عبد اللطيف وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع هادي وكانت الزيارة للبئر بعد خروجهم من مؤتمر الدمج القسري في ١٣ يناير ١٩٦٦م الذي وقع في حُمر بمدينة قعطبه فتوجهوا الى مدينة خله لزيارة بئر منصور، وشكلوا لجنة لجمع التبرعات للجبهة القومية من التأليه أسماءهم:
اشيخ احمد محسن ناجي المفلحي
الشيخ قاسم عبدالرحمن المفلحي
الشيخ ابوبكر عبدالرحمن المفلحي
احمد بن احمد المنصوب
ووعدهم الشيخ قاسم عبدالرحمن المفلحي انه سوف يعطيهم سلاح واتفق معهم انه سينزل الى عدن ويطلع معاه أربعه عشر قطعه سلاح نوع (كنداءB.F )حق المشيخة واتفقوا انه عند العودة سيسلم لهم السلاح في منطقة المُليح بالحصين وفعلا تم إعطاءهم السلاح بالمكان المحدد ( المُليح وهو كان راكب حينها بسيارة بن شايف لاند روفر وتم تسليم السلاح بواسطة الأخ قايد مثنى حيمد المرفدي والأخ محمد السوجري.
#الضالع
#بيرمنصور بير السبيل
دينة #خله والتي كان يطلق عليها قديما باسم ( اخله ) نسبةً الى ملكة كان اسمها اخله حكمت المنطقة لعقود من الزمن كما أفادت بعض الكتب القديمة ، وتشتهر خله بمعالم أثريه وطابع معماري فريد من نوعه بالإضافة الى أبناءها المثقفين وجغرافية مكانها الرائع والتي تحاط بها الجبال من جميع الجهات ومن اشهر معالمها القديمة (بئر منصور )أو كما يطلق عليها الناس بير السبيل والتي تعد من اقدم الآبار على مستوى محافظة الضالع حيث يرجع حفرها الى قبل خمسمائة عام تقريبا ، وعند نزولنا الى منطقة خله بالحصين مررنا بهذه البئر والتقينا هناك بالشيخ عبدالرحمن بن يحيى المفلحي شيخ المنطقة واحد أبرز مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة حتى نيل الاستقلال في جنوب اليمن في العام ١٩٦٧م.
وأوضح لنا الشيخ المفلحي ان الذي حفر هذه البئر هو الشيخ احمد حسين بن ناصر المفلحي ، وكان ماء البئر يستعمل للشرب والزراعة حيث كانت النساء تقوم بجلب الماء من البئر عبر الدلو والى فتره ماء استطاع الشيخ احمد حسين المفلحي بابتكار فكره جلب الماء من البئر عبر احد الثيران بربط وعاء بحبل الى عنق الثور وبدوره يقوم الثور باطلاع الماء حتى أصبحت عمليه سهله خففت أعباء المرأة الريفية، ويقول ان هذه البئر حفرها كسبيل للمنطقة والمارة الذين يأتوا من مختلف المناطق ذهابا وإيابا، وعمل المذكور على توقيف اراضي كثيرة لهذه البئر كوقف أو مصلحه لها وكذلك قام ببناء ديوان بجانبها كسبيل للبئر، وفي منتصف الخمسينات ظهرت المكائن الارتوازية وبالتحديد في العام ١٩٥٦م، حيث عينت الحكومة البريطانية الشيخ أبوبكر المفلحي كمسئول زراعي في المنطقة وأثناء انتفاضة عام ٥٦م تمرد ٢٤ نفر كان يسميهم الضابط السياسي البريطاني' ميلان ' بالشيوعية بقيادة الشيخ احمد علي ناجي المفلحي وكان هؤلاء يستسلموا سلاح من الإمام يحيى بن حميد الدين من مدينة فعطبه وتم بعدها ضرب مشيخة المفلحي من قبل الشيخ احمد علي ناجي ومعه مجموعه من الثوار حينها ، بعد ذلك وصل الضابط السياسي البريطاني ميلان الى المنطقة واحتج على ذلك كيف يقوم الشيخ احمد علي ناجي بضرب المشيخة وعندكم اتفاقيه صداقة مع جلالة الملكة البريطانية ورد الشيخ أبوبكر المفلحي قائلاً إذا لم تفتح بريطانيا الهجرة وإعطاءنا قروض لأجل حفر آبار وشراء مضخات وعمل سوق سوف يقوم الشباب جميعا ضد بريطانيا، واخذ ميلان الشيخ أبوبكر عبدالرحمن المفلحي الى عدن وتم صرف مضخات من قبل الحكومة البريطانية نوع (ار مسترنج )( R masterenng) عدد سبع مضخات وكل شخص تم صرف له ألفان وخمسمائة شلن من اجل حفر بئر كقرض، وتم تركيب لبئر منصور اثنتان من هذه المضخات وتم عمل السدود والسقايات من اجل سقي المواشي والأراضي الزراعية كما كانت توجد حول البئر بساتين لبعض الخضار والفاكهة واشتهرت خله حينها بالبرتقال لأنه لم يوجد البرتقال حينذاك إلا في مناطق خله والحسيني وبيحان.
وشرط الواقف لهذه البئر مزاد للأسرة ومانقص عليها وقال الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المفلحي انه تم تأميم البئر في عام ١٩٧٢م من قبل الدولة حسب قانون التأمين وكان عليها مضختان فلم تعيدها الدولة إلا بعد عام ١٩٩٤م وهي خاربه ولم توجد فيها مياه ، وفي الوقت الحاضر تم دفنها ولكن اليوم قام الشيخ عبدالرحمن المفلحي بإخراج ماتم دفنه وترميمها لأجل إعادة الحسنه أو السبيل كما كانت زمان جده عليه رحمة الله، كما يتمنى من الله ان يرزقهم بالماء كي تؤدي دورها السابق. لسقي المواشي وللشرب والاحتياجات المنزلية الاخرى
ولما تحتل هذه البئر من مكانة كبيره عند المواطنين فقد زارتها قيادات جنوبية كالرئيس الجنوبي الراحل سالم ربيع علي وقبله زارها الأخوة فيصل عبد اللطيف وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع هادي وكانت الزيارة للبئر بعد خروجهم من مؤتمر الدمج القسري في ١٣ يناير ١٩٦٦م الذي وقع في حُمر بمدينة قعطبه فتوجهوا الى مدينة خله لزيارة بئر منصور، وشكلوا لجنة لجمع التبرعات للجبهة القومية من التأليه أسماءهم:
اشيخ احمد محسن ناجي المفلحي
الشيخ قاسم عبدالرحمن المفلحي
الشيخ ابوبكر عبدالرحمن المفلحي
احمد بن احمد المنصوب
ووعدهم الشيخ قاسم عبدالرحمن المفلحي انه سوف يعطيهم سلاح واتفق معهم انه سينزل الى عدن ويطلع معاه أربعه عشر قطعه سلاح نوع (كنداءB.F )حق المشيخة واتفقوا انه عند العودة سيسلم لهم السلاح في منطقة المُليح بالحصين وفعلا تم إعطاءهم السلاح بالمكان المحدد ( المُليح وهو كان راكب حينها بسيارة بن شايف لاند روفر وتم تسليم السلاح بواسطة الأخ قايد مثنى حيمد المرفدي والأخ محمد السوجري.
#خلة
قـــــــريـــــــة خـــــــــلـــــة
خلة هي قرية عامرة في بلاد المفلحي في الشمال الشرقي من مدينة الضالع وتبعد عنها حوالي تسعة كيلو مترات وكانت تسمى (أخلة) وتقع فوق مرتفع صخري إلا أن أكثر أهلها قد هجروها وبنوا لهم بيوتا في الوادي في الجانب الشمالي منها ويقع إلى جانبها من الشمال قرية الربيعية من الشعيب وقد كانت تلك القرية تمثل واحدة من هجر العلم التي كان يقصدها الكثير من الطلاب لدراسة علوم الدين الإسلامي وقد اشتهر فيها كثير من علماء الدين الإسلامي واللغة العربية .
أما بالنسبة لأهم بقايا خلة الأثرية فهي مازالت تتمثل في مبانيها القائمة إلى الآن وبعضها ترتفع إلى أربعة طوابق ومبنية بالأحجار المحلية )البازلت (بطريقة فريدة وتنتشر أيضا مبان مهدمة (خرائب) إلى جوار تلك التي بنيت من أربعة طوابق بهيئة حصن أو قلعة إلا أنها خالية من السكان الذين انتقلوا إلى الوادي ويعود تاريخ هذه المباني إلى القرن التاسع الهجري وهي الفترة التي اشتهرت فيها القرية كهجرة علم ذلك من حيث تاريخها وبقاياها في الفترة الإسلامية .
المثير أن لقرية خلة تاريخا يعود إلى أقدم من ذلك فهناك الكثير من الآثار التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام تنتشر في معظم قمم الجبال التي تحيط بقرية خلة أهمها جبل المقبابة الذي تنتشر فيه كتابات ومخربشات بخط المسند حفرت في صخوره وهي تنتشر في معظم أجزائه وإلى جانب ذلك هناك بقايا خرائب مبنى يحتمل أن يكون معبدا يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام وقد رجحنا أن يكون كذلك من خلال نوعية القطع الأثرية التي استخرجها الأهالي من خرائبه وهي عبارة عن تماثيل آدمية وحيوانية وأوان فخارية وهي قطع أثرية عادة ما توجد في بقايا وخرائب المعابد حيث كانت تعتبر نوعا من القرابين النذرية التي كانت تقدم للآلهة في اليمن القديم ولكن معظم آثار هذا الموقع لم تلق حظها من الدراسة والبحث الأثري وهو الأمر الذي جعل تاريخ هذه المنطقة يبدو غامضا وعموما فهذه المنطقة والمناطق المجاورة لها كانت تعتبر أراضي تابعة للدولة القتبانية التي ظهرت في مطلع القرن السابع قبل الميلاد وأفل نجمها في القرون الميلادية الأولى .
مثل هكذا قرية بحاجة لاهتمام الجهات المعنية وذلك من خلال تنفيذ أعمال صيانة وترميم مباني القرية وكذا توفير خدمات البنية التحتية إلى موقع القرية وإقامة متحف لعرض موروث المنطقة الثقافي والأثري والتاريخي وذلك عبر استغلال أحد المباني المناسبة بعد الترميم فمثل هكذا قرية لايجب عدم إهمالها.
قـــــــريـــــــة خـــــــــلـــــة
خلة هي قرية عامرة في بلاد المفلحي في الشمال الشرقي من مدينة الضالع وتبعد عنها حوالي تسعة كيلو مترات وكانت تسمى (أخلة) وتقع فوق مرتفع صخري إلا أن أكثر أهلها قد هجروها وبنوا لهم بيوتا في الوادي في الجانب الشمالي منها ويقع إلى جانبها من الشمال قرية الربيعية من الشعيب وقد كانت تلك القرية تمثل واحدة من هجر العلم التي كان يقصدها الكثير من الطلاب لدراسة علوم الدين الإسلامي وقد اشتهر فيها كثير من علماء الدين الإسلامي واللغة العربية .
أما بالنسبة لأهم بقايا خلة الأثرية فهي مازالت تتمثل في مبانيها القائمة إلى الآن وبعضها ترتفع إلى أربعة طوابق ومبنية بالأحجار المحلية )البازلت (بطريقة فريدة وتنتشر أيضا مبان مهدمة (خرائب) إلى جوار تلك التي بنيت من أربعة طوابق بهيئة حصن أو قلعة إلا أنها خالية من السكان الذين انتقلوا إلى الوادي ويعود تاريخ هذه المباني إلى القرن التاسع الهجري وهي الفترة التي اشتهرت فيها القرية كهجرة علم ذلك من حيث تاريخها وبقاياها في الفترة الإسلامية .
المثير أن لقرية خلة تاريخا يعود إلى أقدم من ذلك فهناك الكثير من الآثار التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام تنتشر في معظم قمم الجبال التي تحيط بقرية خلة أهمها جبل المقبابة الذي تنتشر فيه كتابات ومخربشات بخط المسند حفرت في صخوره وهي تنتشر في معظم أجزائه وإلى جانب ذلك هناك بقايا خرائب مبنى يحتمل أن يكون معبدا يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام وقد رجحنا أن يكون كذلك من خلال نوعية القطع الأثرية التي استخرجها الأهالي من خرائبه وهي عبارة عن تماثيل آدمية وحيوانية وأوان فخارية وهي قطع أثرية عادة ما توجد في بقايا وخرائب المعابد حيث كانت تعتبر نوعا من القرابين النذرية التي كانت تقدم للآلهة في اليمن القديم ولكن معظم آثار هذا الموقع لم تلق حظها من الدراسة والبحث الأثري وهو الأمر الذي جعل تاريخ هذه المنطقة يبدو غامضا وعموما فهذه المنطقة والمناطق المجاورة لها كانت تعتبر أراضي تابعة للدولة القتبانية التي ظهرت في مطلع القرن السابع قبل الميلاد وأفل نجمها في القرون الميلادية الأولى .
مثل هكذا قرية بحاجة لاهتمام الجهات المعنية وذلك من خلال تنفيذ أعمال صيانة وترميم مباني القرية وكذا توفير خدمات البنية التحتية إلى موقع القرية وإقامة متحف لعرض موروث المنطقة الثقافي والأثري والتاريخي وذلك عبر استغلال أحد المباني المناسبة بعد الترميم فمثل هكذا قرية لايجب عدم إهمالها.
الشيخ الشهيد قاسم بن عبدالرحمن المفلحي شيخ مشيخة المفلحي بالضالع
❐☜ يُعدّ الشيخ قاسم بن عبدالرحمن السقاف المفلحي (1895 ــ 1973م) شيخ مشيخة المفلحي في بلاد الضالع، واحدًا من أشهر وأشجع وأنبل وأكرم الرجال، الذين أنجبتهم الضالع؛ فقد كان ذو شكيمة قوية عُرف بالدهاء والفراسة، كما عُرف بتواضعه وفكاهة روحه المرحة، وهو رجل وطيد الأصالة ورشيد التصرف، كريم المنزلة وكان سخيًا جوادًا ناصرًا للمظلوم، وهو من الرجال القلائل الذين تركوا بصمات في مختلف المجالات، يعجز القلم عن ذكر مآثره ومناقبه وسيرته العطرة لمّا لهذا الرجل من شأن عظيم في تلك الفترة التي عاشها من تاريخ بلاد الضالع ويافع؛ فقد وَرِثَ الشيخ الشهيد قاسم المفلحي، رحمه الله الحكم سنة ١٩١٧م بعد وفاة والده الشيخ الثائر قاسم عبدالرحمن المفلحي، ذلك الرجل المقاوم، الذي رفض تسليم مشيخته للغزاة الزيود وفضّل مقاومتهم إلى جانب زعماء القبائل الأخرى في إمارة الضالع وملحقاتها، واستطاعوا هزيمة جيوش الغزاة الزيود الإمامية في قزعة الشعيب وبلدة خلّة وبلدة شكع وبلدة الجليلة وبلدة الملحة من إمارة الضالع، وتلقت الجيوش الإمامية الزيدية بقيادة أمير الجيش الملكي الإمامي في قضاء إب يحيى بن العباس المتوكل هزيمة نكراء وخرجوا من إمارة الضالع يجرون وراءهم أذيال الهزيمة.
والجدير بالذكر أن الشيخ قاسم بن عبدالرحمن السقاف المفلحي، كان من الشخصيّات البارزة التي كان لها تأثير كبير بين القبائل الجنوبيِّة، فضلا عن سماته ومآثره الوطنية الخالدة ومناقبه الشخصية المتعددة، ولمكانته الكبيرة؛ فقد تلقى دعوة حضور ــ أثناء زيارة الملكة اليزابيث الثانية في جولتها الأوّلى للمنطقة بعد وراثتها للعرش ــ لولاية عدن في 27 إبريل عام 1954م ضمن جولة قامت بها إلى دول الكومنولث مع زوجها الأمير فيليب على متن يختها الملكي «سوربرايز»، وتم منح الشيخ قاسم المفلحي من قبل الملكة وسام الفارس (وسام إمبراطوري يمنح للشخصيات البارزة الذين قدّموا خدمة لأوطانهم).
❐ لمحة عن مشيخة المفلحي «خلّـة»:
تبعد مشيخة المفلحي في «خلّة» جغرافيًّا عن مركز إمارة الضالع إلى الشمال الشرقي حوالي 12 ميل تقريبًا، وتتوسط مشيخة المفلحي من الجهة الجنوبيِّة مشيخة الشاعري ومن الجهة الشمالية مشيخة السقالدة في بلاد الشعيب ومن الجهة الشرقية سلسلة مرتفاعات جبال حرير الشهيرة ومن ناحية الغرب بلدات مرفد وخوبر والعقلة ولكمة لشعوب.
وتاريخيًا؛ فإن مشيخة المفلحي في (خلّة ــ الضالع)، هي امتداد لمشيخة (المفلحي) يافع العليا وامتدت ــ أيضًا ــ إلى بني مسلم من بلاد الشعيب, ويضم مكتب المفلحي يافع ثلاث مناطق غير متماسة بأيّ حدود جغرافية، وهي المفلحي يافع العليا وعاصمتها الجُربة، والمفلحي في بلاد بني مسلم الشعيب ومناطقها:(القيام، الثجر، ذي كنينة)، وتضم المفلحي السفلى :(خلّة حاضرة المشيخة، الصّرفة، الحيك، السّلام، الربيعيّة، الحمراء، الفجور، شريم، الغليلي، أرحب الخربة، شكع، الظاهرة، عراش، جبل حرير)، وهي ثلاث مناطق امتدت قبائلها من يافع العليا مكتب المفلحي إلى الشعيب والضالع.
ومدينة «خلّة» التاريخيّة هي عاصمة مشيخة المفلحي في بلاد الضالع وظلّت لقرون عديدة عاصمة لمشيخة (المفالحة)، التي هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لقبائل الضالع ويافع الجنوبيِّة، وكانت بوابة من اتجاه بلاد الشعيب لتغلغل الغزاة الزيود منها تاريخيًا باتجاه بلدات الضالع المترامية الأطراف.
وتشتهر «خلّة» بوديانها الخضراء الخصبة ومدرجاتها الزراعية الرقراقة وآماجل المياه والآبار العذبة، وتذكر المخطوطات القديمة لـ«مشيخة المفلحي» أن حكامها كانوا أوّل من سن تشريعات قانونية للزراعة تقضي بمعاقبة المزارعين المخالفين الذين يقومون بقطع أيّ شجرة خضراء حفاظًا على بيئتها الطبيعية، كما تشتهر «خلّة» بالآثار التاريخيّة لحضارات هامّة سادت ثم بادت، وتركت في تاريخ الإنسانيّة شأنًا عظيمًا في القرنين الأوّل والثاني قبل الميلاد وتحديدًا إلى فترة ممالك أوسان وقتبان وحمير، ومن أشهر المقتنيات الأثرية التي تمّ اكتشافها في المنطقة تمثال من البرونز يعود للملكة «أخلّة» تمّ ترميمه في لندن وعادته الحكومة البريطانية إلى متحف عـدن الوطني، وقد تمّ عرضه في العديد من الدول الأوربية ضمن معرض الحضارات التاريخيّة القديمة، والتي كان آخرها عام 2002م في مدينة جالاسيا بمقاطعة لاكرونا الإسبانية.
كما تشتهر مدينة «خلّة» بمبانيها العتيقة وكثرة قلاعها وحصونها وأبراجها الموغِلةَ في القِدم على عمق التاريخ وأصالة الماضي التليد وعلى المكانة التاريخيّة والسّياسية والاجتماعيّة والثقافيّة عبر كل المراحل والمنعطفات التاريخيّة، التي مرّت بها المنطقة لتبقى شاهدة عيان على حقبٍ موغِلة في القدم سطّرت عراقة الماضي التليد وتظل تحكي تفاصيل حياة مفعمة بتضارسيها القاسية لملاءمة الحياة في الماضي؛ فهذه القلاع والأبراج كانت عبارة عن منشئآت عسكرية ساهمت في تعزيز النظام الدفاعي لبلاد
❐☜ يُعدّ الشيخ قاسم بن عبدالرحمن السقاف المفلحي (1895 ــ 1973م) شيخ مشيخة المفلحي في بلاد الضالع، واحدًا من أشهر وأشجع وأنبل وأكرم الرجال، الذين أنجبتهم الضالع؛ فقد كان ذو شكيمة قوية عُرف بالدهاء والفراسة، كما عُرف بتواضعه وفكاهة روحه المرحة، وهو رجل وطيد الأصالة ورشيد التصرف، كريم المنزلة وكان سخيًا جوادًا ناصرًا للمظلوم، وهو من الرجال القلائل الذين تركوا بصمات في مختلف المجالات، يعجز القلم عن ذكر مآثره ومناقبه وسيرته العطرة لمّا لهذا الرجل من شأن عظيم في تلك الفترة التي عاشها من تاريخ بلاد الضالع ويافع؛ فقد وَرِثَ الشيخ الشهيد قاسم المفلحي، رحمه الله الحكم سنة ١٩١٧م بعد وفاة والده الشيخ الثائر قاسم عبدالرحمن المفلحي، ذلك الرجل المقاوم، الذي رفض تسليم مشيخته للغزاة الزيود وفضّل مقاومتهم إلى جانب زعماء القبائل الأخرى في إمارة الضالع وملحقاتها، واستطاعوا هزيمة جيوش الغزاة الزيود الإمامية في قزعة الشعيب وبلدة خلّة وبلدة شكع وبلدة الجليلة وبلدة الملحة من إمارة الضالع، وتلقت الجيوش الإمامية الزيدية بقيادة أمير الجيش الملكي الإمامي في قضاء إب يحيى بن العباس المتوكل هزيمة نكراء وخرجوا من إمارة الضالع يجرون وراءهم أذيال الهزيمة.
والجدير بالذكر أن الشيخ قاسم بن عبدالرحمن السقاف المفلحي، كان من الشخصيّات البارزة التي كان لها تأثير كبير بين القبائل الجنوبيِّة، فضلا عن سماته ومآثره الوطنية الخالدة ومناقبه الشخصية المتعددة، ولمكانته الكبيرة؛ فقد تلقى دعوة حضور ــ أثناء زيارة الملكة اليزابيث الثانية في جولتها الأوّلى للمنطقة بعد وراثتها للعرش ــ لولاية عدن في 27 إبريل عام 1954م ضمن جولة قامت بها إلى دول الكومنولث مع زوجها الأمير فيليب على متن يختها الملكي «سوربرايز»، وتم منح الشيخ قاسم المفلحي من قبل الملكة وسام الفارس (وسام إمبراطوري يمنح للشخصيات البارزة الذين قدّموا خدمة لأوطانهم).
❐ لمحة عن مشيخة المفلحي «خلّـة»:
تبعد مشيخة المفلحي في «خلّة» جغرافيًّا عن مركز إمارة الضالع إلى الشمال الشرقي حوالي 12 ميل تقريبًا، وتتوسط مشيخة المفلحي من الجهة الجنوبيِّة مشيخة الشاعري ومن الجهة الشمالية مشيخة السقالدة في بلاد الشعيب ومن الجهة الشرقية سلسلة مرتفاعات جبال حرير الشهيرة ومن ناحية الغرب بلدات مرفد وخوبر والعقلة ولكمة لشعوب.
وتاريخيًا؛ فإن مشيخة المفلحي في (خلّة ــ الضالع)، هي امتداد لمشيخة (المفلحي) يافع العليا وامتدت ــ أيضًا ــ إلى بني مسلم من بلاد الشعيب, ويضم مكتب المفلحي يافع ثلاث مناطق غير متماسة بأيّ حدود جغرافية، وهي المفلحي يافع العليا وعاصمتها الجُربة، والمفلحي في بلاد بني مسلم الشعيب ومناطقها:(القيام، الثجر، ذي كنينة)، وتضم المفلحي السفلى :(خلّة حاضرة المشيخة، الصّرفة، الحيك، السّلام، الربيعيّة، الحمراء، الفجور، شريم، الغليلي، أرحب الخربة، شكع، الظاهرة، عراش، جبل حرير)، وهي ثلاث مناطق امتدت قبائلها من يافع العليا مكتب المفلحي إلى الشعيب والضالع.
ومدينة «خلّة» التاريخيّة هي عاصمة مشيخة المفلحي في بلاد الضالع وظلّت لقرون عديدة عاصمة لمشيخة (المفالحة)، التي هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لقبائل الضالع ويافع الجنوبيِّة، وكانت بوابة من اتجاه بلاد الشعيب لتغلغل الغزاة الزيود منها تاريخيًا باتجاه بلدات الضالع المترامية الأطراف.
وتشتهر «خلّة» بوديانها الخضراء الخصبة ومدرجاتها الزراعية الرقراقة وآماجل المياه والآبار العذبة، وتذكر المخطوطات القديمة لـ«مشيخة المفلحي» أن حكامها كانوا أوّل من سن تشريعات قانونية للزراعة تقضي بمعاقبة المزارعين المخالفين الذين يقومون بقطع أيّ شجرة خضراء حفاظًا على بيئتها الطبيعية، كما تشتهر «خلّة» بالآثار التاريخيّة لحضارات هامّة سادت ثم بادت، وتركت في تاريخ الإنسانيّة شأنًا عظيمًا في القرنين الأوّل والثاني قبل الميلاد وتحديدًا إلى فترة ممالك أوسان وقتبان وحمير، ومن أشهر المقتنيات الأثرية التي تمّ اكتشافها في المنطقة تمثال من البرونز يعود للملكة «أخلّة» تمّ ترميمه في لندن وعادته الحكومة البريطانية إلى متحف عـدن الوطني، وقد تمّ عرضه في العديد من الدول الأوربية ضمن معرض الحضارات التاريخيّة القديمة، والتي كان آخرها عام 2002م في مدينة جالاسيا بمقاطعة لاكرونا الإسبانية.
كما تشتهر مدينة «خلّة» بمبانيها العتيقة وكثرة قلاعها وحصونها وأبراجها الموغِلةَ في القِدم على عمق التاريخ وأصالة الماضي التليد وعلى المكانة التاريخيّة والسّياسية والاجتماعيّة والثقافيّة عبر كل المراحل والمنعطفات التاريخيّة، التي مرّت بها المنطقة لتبقى شاهدة عيان على حقبٍ موغِلة في القدم سطّرت عراقة الماضي التليد وتظل تحكي تفاصيل حياة مفعمة بتضارسيها القاسية لملاءمة الحياة في الماضي؛ فهذه القلاع والأبراج كانت عبارة عن منشئآت عسكرية ساهمت في تعزيز النظام الدفاعي لبلاد