الإله ود والإله نسرا في النقوش اليمنيه
الصورة المرفقه لعمله يمنيه قديمه من مملكة معين
مكتوب في الاعلى ( وِدْ )
في الوسط رسم النسر = ( نسرا )
ومكتوب في الاسفل (هملك / أب / هثع )
هذا ويقول سبحانه وتعالى في سورة نوح
(وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )
صدق الله العظيم ..
من الواضح أنه يظهر في العمله ( ود + نسرا ) المذكوران في الآية الكريمة أعلاه
فهل هذا يعني أن مملكة معين اليمنيه كانت موجوده في عهد نوح عليه السلام ؟
أم انه إستمر اليمنيين في عبادة الآلهة ( ود + نسرا ) بعد عهد نوح ؟
#معمر_الشرجبي
الصورة المرفقه لعمله يمنيه قديمه من مملكة معين
مكتوب في الاعلى ( وِدْ )
في الوسط رسم النسر = ( نسرا )
ومكتوب في الاسفل (هملك / أب / هثع )
هذا ويقول سبحانه وتعالى في سورة نوح
(وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )
صدق الله العظيم ..
من الواضح أنه يظهر في العمله ( ود + نسرا ) المذكوران في الآية الكريمة أعلاه
فهل هذا يعني أن مملكة معين اليمنيه كانت موجوده في عهد نوح عليه السلام ؟
أم انه إستمر اليمنيين في عبادة الآلهة ( ود + نسرا ) بعد عهد نوح ؟
#معمر_الشرجبي
#بلدان_اليمن_وقبائلها_الأكوع
ومنها أيضا شعيب الأسود الجبائي المحدّث من أقران طاووس وعنه محمد بن إسحق وسلمة بن وهرام انتهى كلام شارح القاموس.
وقال ابن مخرمة في كتاب النسبة الى البلدان : جبا بفتح الجيم والموحدة ثم الف قرية في جبل صبر فوق تعز ، قال القاضي مسعود : قرب تعز غربي جبل صبر تسقى أراضيها وأشجارها من عيون تخرج من جبل صبر وفيه زروع وسكر وغير ذلك ، قال وبها مسكن القاضي مسعود بن علي بن مسعود بن علي بن جعفر بن الحسين بن عبد الله بن عبد الكريم بن زكريا بن أحمد القري بفتح القاف وكسر الراء المهملة الذي جرى له مع السلطان حكومة حتى أحضره ، وأنصف منه نفع الله به ـ انتهى كلام القاضي مسعود بن شكيل ؛ والحكومة التي أشار إليها هي أن بعض التجار باع الى السلطان مبيعا بثمن جزل أظنه يزيد على ألف دينار فلم يزل ولاة السلطان يماطلونه بالثمن حتى أيس منه فشكا الى القاضي فكتب القاضي له ورقة الى السلطان وفيها هذه الآية الشريفة : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ثم كتب تحت هذه ليعمل (١) فلان بن فلان اسم السلطان على الحضور إلى مجلس الشرع الشريف ليفصل بينه وبين خصمه.
فلما وقف السلطان على كتاب القاضي قال : سمعنا وأطعنا ولبس نعله وتقدم إلى القاضي مع غلام له فقط فلم يرفع القاضي إليه رأسا ولم يزده على جواب ردّ سلامه ثم قال له : اتق الله وساو خصمك فوقف مع خصمه فادعى عليه بالمال فأقرّ السلطان بذلك ، فألزمه القاضي بالتسليم فامتهل الى وصوله داره ، فقال الغريم. متى وصل داره لم يحصل الإجتماع به ، فقال القاضي للسلطان : أنت قادر على الوفاء وأنت بهذا المجلس فأرسل السلطان من أتى بالمال جميعه وتسلمه صاحبه بحضرة القاضي ، فلما فرغ من ذلك قام القاضي وقبّل بين عيني السلطان ، وأجلسه معه على السرير وقال : ذلك مما يجب علينا من أمر الشرع وهذا مما يتوجه علينا من حق السلطان.
______
(١) في مراجع ترجمته الأخرى ليحضر بدلا من ليعمل.
ومنها أيضا شعيب الأسود الجبائي المحدّث من أقران طاووس وعنه محمد بن إسحق وسلمة بن وهرام انتهى كلام شارح القاموس.
وقال ابن مخرمة في كتاب النسبة الى البلدان : جبا بفتح الجيم والموحدة ثم الف قرية في جبل صبر فوق تعز ، قال القاضي مسعود : قرب تعز غربي جبل صبر تسقى أراضيها وأشجارها من عيون تخرج من جبل صبر وفيه زروع وسكر وغير ذلك ، قال وبها مسكن القاضي مسعود بن علي بن مسعود بن علي بن جعفر بن الحسين بن عبد الله بن عبد الكريم بن زكريا بن أحمد القري بفتح القاف وكسر الراء المهملة الذي جرى له مع السلطان حكومة حتى أحضره ، وأنصف منه نفع الله به ـ انتهى كلام القاضي مسعود بن شكيل ؛ والحكومة التي أشار إليها هي أن بعض التجار باع الى السلطان مبيعا بثمن جزل أظنه يزيد على ألف دينار فلم يزل ولاة السلطان يماطلونه بالثمن حتى أيس منه فشكا الى القاضي فكتب القاضي له ورقة الى السلطان وفيها هذه الآية الشريفة : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ثم كتب تحت هذه ليعمل (١) فلان بن فلان اسم السلطان على الحضور إلى مجلس الشرع الشريف ليفصل بينه وبين خصمه.
فلما وقف السلطان على كتاب القاضي قال : سمعنا وأطعنا ولبس نعله وتقدم إلى القاضي مع غلام له فقط فلم يرفع القاضي إليه رأسا ولم يزده على جواب ردّ سلامه ثم قال له : اتق الله وساو خصمك فوقف مع خصمه فادعى عليه بالمال فأقرّ السلطان بذلك ، فألزمه القاضي بالتسليم فامتهل الى وصوله داره ، فقال الغريم. متى وصل داره لم يحصل الإجتماع به ، فقال القاضي للسلطان : أنت قادر على الوفاء وأنت بهذا المجلس فأرسل السلطان من أتى بالمال جميعه وتسلمه صاحبه بحضرة القاضي ، فلما فرغ من ذلك قام القاضي وقبّل بين عيني السلطان ، وأجلسه معه على السرير وقال : ذلك مما يجب علينا من أمر الشرع وهذا مما يتوجه علينا من حق السلطان.
______
(١) في مراجع ترجمته الأخرى ليحضر بدلا من ليعمل.
فما أصلب دين القاضي وما أحسن انقياد السلطان للشرع.
وأظن أن سبب ولاية القاضي مسعود المذكور للقضاء أن القاضي الذي كان متوليا قبله لما رأى نجابة القاضي مسعود ونباهته حسده وكان يسعى بما ينقص القاضي مسعود فقدّر أن بعض الفقهاء أجاب على مسألة وأخطأ في جوابه فرفع الجواب والسؤال الى القاضي مسعود فكتب المجيب مخطىء ولم ينقط ما كتبه ، فرفع ذلك الى القاضي فلاحت له فرصة المكيدة للقاضي مسعود فنقط الجيم خاء والياء نونا والموحدة مثلثة ثم طلع بالسؤال على السلطان وقال : يا مولانا ظهر في البلد متفقّه يزعم أنه بلغ رتبة الفتوى وهو يسفّه على العلماء ويثلبهم ويتتبع عثراتهم ولم يكتف بما يصدر منه في ذلك بلسانه حتى كتب ما تقفون عليه. وأعطى السلطان السؤال فلما وقف السلطان على كتاب القاضي مسعود إشتد غيظه وأمر بإحضار القاضي مسعود فلما وقف القاضي مسعود بين يدي السلطان رمى إليه بالورقة وقال له : هذا خطك؟ فلما وقف عليه القاضي مسعود قال : سبحان الله أما عقول تميّز إنما جاء الخلل من قبل الاعجام. وكان من لطف الله بالقاضي مسعود أن المداد الذي كتب به المجيب مخطىء مغاير لمداد النقط فلما تأمل السلطان الورقة تحقق مما قاله القاضي مسعود وأن الخلل من قبل الاعجام وعرف أن ذلك مكيدة من القاضي في حق القاضي مسعود فعزل القاضي من ولايته وولى مكانه القاضي مسعود.
وينسب الى جبا من المتقدمين شعيب الجبائي حدّث عن سلمة بن وهرام ومحمد بن القاسم بن عبد الله الجبائي السكسكي كان فاضلا شرح المقامات وغيرها ، ومن المتأخرين شيخ مشايخنا نجم الدين يوسف بن يونس الجبائي الجابري وغيره. انتهى كلام ابن مخرمة.
قلت : وجبل ذخر الذي حكاه في معجم البلدان هو جبل حبشي من أعمال الحجرية فإنها كانت قاعدة بلاد المعافر ، وتعرف الآن ببلاد الحجرية.
ومن أعمال تعز جبل صبر ، وهو جبل واسع فيه قرى كثيرة ومزارع.
قال في معجم البلدان : صبر بفتح أوله وكسر ثانيه بلفظ الصبر من
وأظن أن سبب ولاية القاضي مسعود المذكور للقضاء أن القاضي الذي كان متوليا قبله لما رأى نجابة القاضي مسعود ونباهته حسده وكان يسعى بما ينقص القاضي مسعود فقدّر أن بعض الفقهاء أجاب على مسألة وأخطأ في جوابه فرفع الجواب والسؤال الى القاضي مسعود فكتب المجيب مخطىء ولم ينقط ما كتبه ، فرفع ذلك الى القاضي فلاحت له فرصة المكيدة للقاضي مسعود فنقط الجيم خاء والياء نونا والموحدة مثلثة ثم طلع بالسؤال على السلطان وقال : يا مولانا ظهر في البلد متفقّه يزعم أنه بلغ رتبة الفتوى وهو يسفّه على العلماء ويثلبهم ويتتبع عثراتهم ولم يكتف بما يصدر منه في ذلك بلسانه حتى كتب ما تقفون عليه. وأعطى السلطان السؤال فلما وقف السلطان على كتاب القاضي مسعود إشتد غيظه وأمر بإحضار القاضي مسعود فلما وقف القاضي مسعود بين يدي السلطان رمى إليه بالورقة وقال له : هذا خطك؟ فلما وقف عليه القاضي مسعود قال : سبحان الله أما عقول تميّز إنما جاء الخلل من قبل الاعجام. وكان من لطف الله بالقاضي مسعود أن المداد الذي كتب به المجيب مخطىء مغاير لمداد النقط فلما تأمل السلطان الورقة تحقق مما قاله القاضي مسعود وأن الخلل من قبل الاعجام وعرف أن ذلك مكيدة من القاضي في حق القاضي مسعود فعزل القاضي من ولايته وولى مكانه القاضي مسعود.
وينسب الى جبا من المتقدمين شعيب الجبائي حدّث عن سلمة بن وهرام ومحمد بن القاسم بن عبد الله الجبائي السكسكي كان فاضلا شرح المقامات وغيرها ، ومن المتأخرين شيخ مشايخنا نجم الدين يوسف بن يونس الجبائي الجابري وغيره. انتهى كلام ابن مخرمة.
قلت : وجبل ذخر الذي حكاه في معجم البلدان هو جبل حبشي من أعمال الحجرية فإنها كانت قاعدة بلاد المعافر ، وتعرف الآن ببلاد الحجرية.
ومن أعمال تعز جبل صبر ، وهو جبل واسع فيه قرى كثيرة ومزارع.
قال في معجم البلدان : صبر بفتح أوله وكسر ثانيه بلفظ الصبر من
العقاقير والنسبة اليه صبري اسم الجبل الشامخ العظيم المطل على قلعة تعز فيه عدة حصون وقرى باليمن وإليه ينسب أبو الخير النحوي الصبري شيخ الأهنومي الذي كان بمصر ، ونشوان بن سعيد صاحب كتاب «شمس العلوم وشفاء كلام العرب من الكلوم» في اللغة أتقنه وقيده بالأوزان وكان نشوان هذا قد استولى على عدة قلاع وحصون هناك وقدمه أهل تلك البلاد حتى صار ملكا. ولهذا الجبل قلعة يقال لها صبر فلا أدري الجبل سمي بها أم هي سميت بالجبل.
وقال ابن أبي الدمينة : وجبل صبر في بلاد المعافر وسكانه الركب والحواشب من حمير وسكسك وصبر حاجز بين جبا والجند وهو حصن منيع وهو من الجبال المسنمة قال الصليحي يصف خيلا :
حتى رمتهم ولو يرمى بها كنن
والطود من صبر لا نهد أو كاد
انتهى كلام ياقوت.
قلت : أما صبر الذي ينسب إليه نشوان بن سعيد فهو بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة وهو واد معروف من بلاد صعدة غربي صعدة على بعد نحو خمسة أميال فيه قرى ومزارع ، ونشوان بن سعيد من أهله وقبره هنالك في حيدان ، ومن أهل صبر تعز أبو الحسن علي بن أحمد الرميمة المتوفى سنة ٦٦٣ ترجمه الشرجي في طبقات الخواص.
وعزل صبر هي : عزلة الأقروض وحصبان أسفل وخريشة وهيجة المقر وعبدان وعرش ومسفر وابنيان وثير وحصبان أعلى وصنمات وطالق وجارة.
ومن أعمال تعز : ما حكاه الأهدل في تاريخه قال : أبو عبد الله محمد بن حميد بن أبي الحسن بن يمن من بني نمر بطن من الركب يعرفون بالزواقر كان يسكن قرية ذي المليذ من أعمال ، قياض عزلة من بلاد تعز توفي سنة ٥٧٩ ـ انتهى.
ومن فضلاء تعز أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي
154
وقال ابن أبي الدمينة : وجبل صبر في بلاد المعافر وسكانه الركب والحواشب من حمير وسكسك وصبر حاجز بين جبا والجند وهو حصن منيع وهو من الجبال المسنمة قال الصليحي يصف خيلا :
حتى رمتهم ولو يرمى بها كنن
والطود من صبر لا نهد أو كاد
انتهى كلام ياقوت.
قلت : أما صبر الذي ينسب إليه نشوان بن سعيد فهو بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة وهو واد معروف من بلاد صعدة غربي صعدة على بعد نحو خمسة أميال فيه قرى ومزارع ، ونشوان بن سعيد من أهله وقبره هنالك في حيدان ، ومن أهل صبر تعز أبو الحسن علي بن أحمد الرميمة المتوفى سنة ٦٦٣ ترجمه الشرجي في طبقات الخواص.
وعزل صبر هي : عزلة الأقروض وحصبان أسفل وخريشة وهيجة المقر وعبدان وعرش ومسفر وابنيان وثير وحصبان أعلى وصنمات وطالق وجارة.
ومن أعمال تعز : ما حكاه الأهدل في تاريخه قال : أبو عبد الله محمد بن حميد بن أبي الحسن بن يمن من بني نمر بطن من الركب يعرفون بالزواقر كان يسكن قرية ذي المليذ من أعمال ، قياض عزلة من بلاد تعز توفي سنة ٥٧٩ ـ انتهى.
ومن فضلاء تعز أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي
154
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن
وفي هذه المدة لما كثرت الضرائب للدراهم وصغرت السكة بلغ صرف القرش إلى اثني عشر حرفاً ونصف وإلى ثلاثة عشر حرفاً وإلى أربعة عشر وخمسة عشر، ثم ما زال يزداد الصرف إلى أن بلغ إلى خمسة وعشرين حرفاً، فحصل مع التجار تضرر من جهة ما باعوه، والصرف كان بعشرة وبتسعة وثمانية، وكان فيه مهلة في المُخْلَص ، فانتقص البائع والمشتري، فالمشتري باع البضاعة المشتراه بربحها بعددي على أصل صرف القرش الأول، مثلاً بحرف في العشرة الحروف، وكان المقضى على أصل صرف[144/ب] القرش، مثلاً بثلاثة عشر حرفاً، فخسر المشتري حينئذٍ حرفين اثنين. والبائع حيث قبض عشرة حروف يوم باع أو تسعة من العددي صرف القرش تأريخ البيع، وأراد أن يصطرف القرش للموسم الآخر انتقص ثلاثة حروف فتحصل الخسارة عليهم من الجانبين وربح آخرون، وهو من كان في يده القروش وصرفها عند ارتفاع الصرف قدر حاجته في مصاريفه. ومما كان بيعه بالقرش مثل تجار الهند إلى بلادهم، وأهل البُن لأن بيعهم بالقرش، ومن باع بالقرش من التجار وقبضه حال البيع أو أمهل فيه ولم يقبض العددي فهؤلاء لا ينقص عليهم، لكن هم القليل؛ لأن القبض والبيع أكثره بالعددي فلا يحصل العدل إلا لو كانت الضربة بالميزان للدراهم لا يزيد ولا ينقص كما توزن القروش، فهذا لا يحصل للجميع الخسران، وتكون الضربة واحدة مستقرة إما صغيرة أو كبيرة.
وفي هذه الأيام أول شهر محرم الحرام تم حصاد الثمار، وكان أكثر ذلك الذرة، فتهونت الأسعار، واستقر السعر للقدح الذرة مائة بقشة على كبر القدح وصغر الدراهم، فكان على الزمان الأول نصف قدح، والبقشة على النصف زيادة على هذا يأتي بالقدح الأول، والدرهم الأول كل قدح بعشرين، فللَّه الحمد.
وفي هذه المدة لما كثرت الضرائب للدراهم وصغرت السكة بلغ صرف القرش إلى اثني عشر حرفاً ونصف وإلى ثلاثة عشر حرفاً وإلى أربعة عشر وخمسة عشر، ثم ما زال يزداد الصرف إلى أن بلغ إلى خمسة وعشرين حرفاً، فحصل مع التجار تضرر من جهة ما باعوه، والصرف كان بعشرة وبتسعة وثمانية، وكان فيه مهلة في المُخْلَص ، فانتقص البائع والمشتري، فالمشتري باع البضاعة المشتراه بربحها بعددي على أصل صرف القرش الأول، مثلاً بحرف في العشرة الحروف، وكان المقضى على أصل صرف[144/ب] القرش، مثلاً بثلاثة عشر حرفاً، فخسر المشتري حينئذٍ حرفين اثنين. والبائع حيث قبض عشرة حروف يوم باع أو تسعة من العددي صرف القرش تأريخ البيع، وأراد أن يصطرف القرش للموسم الآخر انتقص ثلاثة حروف فتحصل الخسارة عليهم من الجانبين وربح آخرون، وهو من كان في يده القروش وصرفها عند ارتفاع الصرف قدر حاجته في مصاريفه. ومما كان بيعه بالقرش مثل تجار الهند إلى بلادهم، وأهل البُن لأن بيعهم بالقرش، ومن باع بالقرش من التجار وقبضه حال البيع أو أمهل فيه ولم يقبض العددي فهؤلاء لا ينقص عليهم، لكن هم القليل؛ لأن القبض والبيع أكثره بالعددي فلا يحصل العدل إلا لو كانت الضربة بالميزان للدراهم لا يزيد ولا ينقص كما توزن القروش، فهذا لا يحصل للجميع الخسران، وتكون الضربة واحدة مستقرة إما صغيرة أو كبيرة.
وفي هذه الأيام أول شهر محرم الحرام تم حصاد الثمار، وكان أكثر ذلك الذرة، فتهونت الأسعار، واستقر السعر للقدح الذرة مائة بقشة على كبر القدح وصغر الدراهم، فكان على الزمان الأول نصف قدح، والبقشة على النصف زيادة على هذا يأتي بالقدح الأول، والدرهم الأول كل قدح بعشرين، فللَّه الحمد.
وصاروا يضربون مع القروش كل بقشة كبيرة من الأولة، والضرائب بلغت إلى نحو أربعة عشر ضربة: في صنعاء ضربتين، وفي الغراس واحدة، وفي كوكبان وفي عمران ، وفي ذمار، وفي يريم، وفي رداع، وفي المنصورة، ومع زيد بن المتوكل في بلاد ريمة، وفي اللحية. وصار قبال كل ضربة للدولة في كل يوم قدر ثمانمائة حرف وألف حرف، وأحقرها كل يوم خمسمائة حرف للدولة غير الملاحيق والآخر للضرابين محصول كبير معهم في ذلك. وصار القروش يأتي بها التجار والبانيان يضرب لهم عند المتقبل لدار الضرب مع ما يحصل معها من القروش من الدولة. وأكثر من صار يبدل القروش ويجعلها بيع وشراء البانيان. والسبب في ذلك أنهم صاروا يضربون البقشة أولاً نحاساً ويغطسونها بالفضة غطساً من أعلا الدارس يدخل البقشة نحو السدس فضة فقط، ومتى استعملت البقشة ظهر داخلها نحاساً على حاله؛ لأنها إنما تحلى بالفضة، فالقرش يخرج منها في التحقيق بخمسين حرفاً.
وأهل الحيمة لما رأوا الاشتجار حاصل في بلادهم، وإرسال حسين بن المتوكل ابن أخيه إبراهيم بن المؤيد بعسكر ما وسعهم إلا التسليم إلى حسين بن المتوكل.
ووصل أمر للشيخ ابن خليل بأنه يسوق محصول بلاد همدان من الطعام إلى مخزان صنعاء، فبلغ صنوه محسن وهو في بلاد العثارب، فقال: هذا محال، فإن البلاد بلاده، ولا يساق إلا على جاري العادة إلى الغراس. وكتب إلى صنوه الحمزة أنه يمنع ابن خليل عن ذلك، فمنعه، وقد كان أهم محسن بالطلوع لولا بعض العقال، قال: لا يصلح له، وصار مع هذا الارتباش إخوته يغيروا على الناصر الذين هم محسن وإبراهيم مع أولاد المتوكل وغيرهم، فمنعوا جميعاً على كل أمر يأتي مخالف لجاري عادتهم.
وإسماعيل طلع إلى جبلة وسكن بها لما بلغه سكون حسين بن علي[145/ب] في عتمة ثم نزول زيد إلى ريمة، وصده ذلك عن الطلوع، حيث كان أمر أولاً إلى اليمن الأعلى لأن إبراهيم في ذمار في نفسه من جهة ما تغير عليه، ويخشى حيث طلع من جانب حسين بن علي من عتمة، وزيد بن المتوكل لا يدخلون جبلة، فصار صاحب المنصورة الناصر في حيرة من جانب عيال المتوكل ومن جانب صنوه إبراهيم ومن جانب يافع، فاستقر كل مكانه، والله يصلح أحوال المسلمين.
وفي ليلة رابع عشر محرم خسفت القمر في برج الجوزاء وجاء الحجاج من بني عضيَّة الذين طريقهم السراة، فأخبروا بعموم صلاح الثمار اتصلت من اليمن إلى الشام، وأن الكيلة بمكة ستة كبار، وأن الشريف أحمد بن زيد كان بالحجاز بعد أن دخل بلاد نجد كما سبق عاد خرج بنفسه إلى بلاد عنزة؛ لأجل تعديهم في الطريق ، فأمنها وانتهب عليهم كثيراً من مواشيهم، وأدخلها مكة، وقبض على جماعة من مشائخ تلك الجهة إلى مكة.
وأهل الحيمة لما رأوا الاشتجار حاصل في بلادهم، وإرسال حسين بن المتوكل ابن أخيه إبراهيم بن المؤيد بعسكر ما وسعهم إلا التسليم إلى حسين بن المتوكل.
ووصل أمر للشيخ ابن خليل بأنه يسوق محصول بلاد همدان من الطعام إلى مخزان صنعاء، فبلغ صنوه محسن وهو في بلاد العثارب، فقال: هذا محال، فإن البلاد بلاده، ولا يساق إلا على جاري العادة إلى الغراس. وكتب إلى صنوه الحمزة أنه يمنع ابن خليل عن ذلك، فمنعه، وقد كان أهم محسن بالطلوع لولا بعض العقال، قال: لا يصلح له، وصار مع هذا الارتباش إخوته يغيروا على الناصر الذين هم محسن وإبراهيم مع أولاد المتوكل وغيرهم، فمنعوا جميعاً على كل أمر يأتي مخالف لجاري عادتهم.
وإسماعيل طلع إلى جبلة وسكن بها لما بلغه سكون حسين بن علي[145/ب] في عتمة ثم نزول زيد إلى ريمة، وصده ذلك عن الطلوع، حيث كان أمر أولاً إلى اليمن الأعلى لأن إبراهيم في ذمار في نفسه من جهة ما تغير عليه، ويخشى حيث طلع من جانب حسين بن علي من عتمة، وزيد بن المتوكل لا يدخلون جبلة، فصار صاحب المنصورة الناصر في حيرة من جانب عيال المتوكل ومن جانب صنوه إبراهيم ومن جانب يافع، فاستقر كل مكانه، والله يصلح أحوال المسلمين.
وفي ليلة رابع عشر محرم خسفت القمر في برج الجوزاء وجاء الحجاج من بني عضيَّة الذين طريقهم السراة، فأخبروا بعموم صلاح الثمار اتصلت من اليمن إلى الشام، وأن الكيلة بمكة ستة كبار، وأن الشريف أحمد بن زيد كان بالحجاز بعد أن دخل بلاد نجد كما سبق عاد خرج بنفسه إلى بلاد عنزة؛ لأجل تعديهم في الطريق ، فأمنها وانتهب عليهم كثيراً من مواشيهم، وأدخلها مكة، وقبض على جماعة من مشائخ تلك الجهة إلى مكة.
كان دخوله قبيل الموسم، وأن حاج اليماني ضعيف إلى العام لم يحج إلا بنو عضيَّة الذين جاؤا السراة وهم قليل. والشامي كان حجه قوياً زائداً على العادة، أميرهم الباشا صالح في قوة خيل فوق ألف عنان، وبضائع الشام كثيرة، ولم يكن لها طالب من اليمن لعدم دخول التجار هذا العام. وحاج المصري كان دون العادة؛ لأنه حصل بمصر ما حصل من الموت والطاعون، نعوذ بالله منه، فهلك كثير بمصر، بحيث غلقت بعض بيوته، فالقدرة لله سبحانه، والخيرات شاملة ورخص الأسعار ورخص البضائع.
[146/أ] وجاء الخبر أن علي بن أحمد خطب بصعدة لنفسه، وخلع صاحب المنصورة، وكذلك يوسف صاحب ضوران حذف خطبة الناصر صاحب المنصورة، وصاحب صنعاء حسين بن المتوكل بنى على مثل ذلك، فتغير الناس من هذا الأمر، لا يكون سبب الفتنة ورد الأمر الأول الذي كان استقر وسكن بعض السكون جذعة. وأما قاسم صاحب شهارة، فأجاب على علي بن أحمد صاحب صعدة بعدم الاتفاق، وأنه لا يثق بأحد على الإطلاق.
ووصل رسول من حسين بن عبد القادر بأن الولاية له، وأن صنوه حسن معزول عن المشاركة، وأنه ينزل من كوكبان إلى حدة لمحاصرة حسين بن المتوكل، فكان أهم بذلك، ثم بلغه خلاف ولده عبد الله وصنوه إسحاق على الناصر، فترك ذلك وسكن. وسبب هذا الأمر اضطراب أوامر صاحب المنصورة وتناقضها، بحيث لم يبرم أمراً من الأمور، بل يناقضه من عزل وتولية، ثم له فزَّات كثيرة للرؤساء والسادة، والتوعدات المتواترة على أشياء غير موجبة، ووضع الزناجير في الرقاب والمعاقبات المجلدة، والتشديدات الغليظة، فنفرت نفوس كثيرٌ من الأعيان والرؤساء والقادات الكبار من المشائخ والنقباء والعقال، ولم يصبر على حاله إلا القليل لما يبذله من المال والبرطيل ، وهم على حذر منه في الأفاعيل، لكن غلبهم حب المال، مع أن بذله ليس بعام، بل لمن شاء واختار. ومنهم من يصل إليه من الوافدين والمساكين فلا يصلهم بشيء، ومنهم من يحول له على الولاة فلا يجدي خطه في شيء.[146/ب]
[146/أ] وجاء الخبر أن علي بن أحمد خطب بصعدة لنفسه، وخلع صاحب المنصورة، وكذلك يوسف صاحب ضوران حذف خطبة الناصر صاحب المنصورة، وصاحب صنعاء حسين بن المتوكل بنى على مثل ذلك، فتغير الناس من هذا الأمر، لا يكون سبب الفتنة ورد الأمر الأول الذي كان استقر وسكن بعض السكون جذعة. وأما قاسم صاحب شهارة، فأجاب على علي بن أحمد صاحب صعدة بعدم الاتفاق، وأنه لا يثق بأحد على الإطلاق.
ووصل رسول من حسين بن عبد القادر بأن الولاية له، وأن صنوه حسن معزول عن المشاركة، وأنه ينزل من كوكبان إلى حدة لمحاصرة حسين بن المتوكل، فكان أهم بذلك، ثم بلغه خلاف ولده عبد الله وصنوه إسحاق على الناصر، فترك ذلك وسكن. وسبب هذا الأمر اضطراب أوامر صاحب المنصورة وتناقضها، بحيث لم يبرم أمراً من الأمور، بل يناقضه من عزل وتولية، ثم له فزَّات كثيرة للرؤساء والسادة، والتوعدات المتواترة على أشياء غير موجبة، ووضع الزناجير في الرقاب والمعاقبات المجلدة، والتشديدات الغليظة، فنفرت نفوس كثيرٌ من الأعيان والرؤساء والقادات الكبار من المشائخ والنقباء والعقال، ولم يصبر على حاله إلا القليل لما يبذله من المال والبرطيل ، وهم على حذر منه في الأفاعيل، لكن غلبهم حب المال، مع أن بذله ليس بعام، بل لمن شاء واختار. ومنهم من يصل إليه من الوافدين والمساكين فلا يصلهم بشيء، ومنهم من يحول له على الولاة فلا يجدي خطه في شيء.[146/ب]
#رحلات_في_الجزيرة_العربية_د.
ولأجل الحصول على تربة أفضل وإرواء أسهل ، قام العرب بإزالة التربة حتى عمق ستة أو سبعة أقدام وملئها بالماء كليا أو جزئيا حسب رغبتهم. وبعض هذه الجداول من الأملاك العامة ، في حين يملك البعض الآخر منها الأفراد أو الشركات. وفي أحد الأماكن التي يطلق عليها اسم (أم طايف) ، بالقرب من (مسقط) ، قام الإمام ببناء أحد الأفلاج بكلفة أربعين ألف دولار ، غير أن الماء كان عسرا يصعب شربه مما اضطرهم إلى التخلي عنه. وثمة مقاطعة في عمان الشمالية ـ حيث يندر وجود هذه الجداول ـ تستمد قيمتها من موقعها بالنسبة لهم. وبعض هذه الأنهار الثانوية يجف أو يتناقص ماؤه في فصل الجفاف فيتم إرواء الأرض من الجداول الرئيسة. وفي منطقة (نخل) القريبة من (بركاء) دفع مبلغ مقداره أربعمائة دولار لتوفير الماء ساعة واحدة كل خمسة عشر يوما ، ولما لم تكن لدى الناس ساعات ، فقد لجأوا إلى النجوم ، حيث يحسبون ظهورها وغيابها بعد أن تعلموا ذلك جيدا.
إن الماء ، كما هو معروف ، يعطي خصوبة غير محدودة تقريبا للتربة في المناطق ذات المناخ المداري. والتربة في الواحات مشبعة دوما بالرطوبة. أما الأوراق وغير ذلك من النباتات الخضر لا تحتاج إلا إلى القليل من السماد بعد تفسخها ، لتعود إلى الحياة. وتتم الزراعة إلى حد كبير تحت ظلال الأشجار ، كما أن المساحات المفتوحة تترك لزراعة الحبوب وقصب السكر الذي يحتاج إلى أشعة الشمس كي ينضج. ويزرع القمح في الجزء الأخير من شهر أكتوبر / تشرين الأول في حين يتم الحصاد مع بداية مارس / آذار أو في منتصفه. وفي المناطق التي تتوفر فيها وسائل الري الدائم ، تنتج الأرض محصولا واحدا من القمح ومحصولين من الذرة. أما الشعير فيزرع بعد شهر واحد على زراعة القمح. ولا ينمو الرز في عمان ، ولهذا لا يجد السكان ما يكفيهم لسد حاجتهم منه فيستوردون كميات كبيرة من بلاد فارس و (مكران) وتنتج الواحات خمسة عشر إلى عشرين ضعف من القمح ، وبنفس المقدار أيضا تنتج الشعير. أما الذرة فيتراوح إنتاجها ما بين ثلاثين إلى أربعين ضعف. وقد ذكرت في مكان سابق المظهر الفريد الذي تظهر به هذه البساتين خلال مختلف مراحل الإنتاج.
ومن المكان المرتفع للجبل الأخضر ، يختلف العديد من الوديان التي تتشكل بفعل السلاسل العليا ، عن السهول الموجودة إلى أسفل من حيث التربة وأسلوب الزراعة.
ولأجل الحصول على تربة أفضل وإرواء أسهل ، قام العرب بإزالة التربة حتى عمق ستة أو سبعة أقدام وملئها بالماء كليا أو جزئيا حسب رغبتهم. وبعض هذه الجداول من الأملاك العامة ، في حين يملك البعض الآخر منها الأفراد أو الشركات. وفي أحد الأماكن التي يطلق عليها اسم (أم طايف) ، بالقرب من (مسقط) ، قام الإمام ببناء أحد الأفلاج بكلفة أربعين ألف دولار ، غير أن الماء كان عسرا يصعب شربه مما اضطرهم إلى التخلي عنه. وثمة مقاطعة في عمان الشمالية ـ حيث يندر وجود هذه الجداول ـ تستمد قيمتها من موقعها بالنسبة لهم. وبعض هذه الأنهار الثانوية يجف أو يتناقص ماؤه في فصل الجفاف فيتم إرواء الأرض من الجداول الرئيسة. وفي منطقة (نخل) القريبة من (بركاء) دفع مبلغ مقداره أربعمائة دولار لتوفير الماء ساعة واحدة كل خمسة عشر يوما ، ولما لم تكن لدى الناس ساعات ، فقد لجأوا إلى النجوم ، حيث يحسبون ظهورها وغيابها بعد أن تعلموا ذلك جيدا.
إن الماء ، كما هو معروف ، يعطي خصوبة غير محدودة تقريبا للتربة في المناطق ذات المناخ المداري. والتربة في الواحات مشبعة دوما بالرطوبة. أما الأوراق وغير ذلك من النباتات الخضر لا تحتاج إلا إلى القليل من السماد بعد تفسخها ، لتعود إلى الحياة. وتتم الزراعة إلى حد كبير تحت ظلال الأشجار ، كما أن المساحات المفتوحة تترك لزراعة الحبوب وقصب السكر الذي يحتاج إلى أشعة الشمس كي ينضج. ويزرع القمح في الجزء الأخير من شهر أكتوبر / تشرين الأول في حين يتم الحصاد مع بداية مارس / آذار أو في منتصفه. وفي المناطق التي تتوفر فيها وسائل الري الدائم ، تنتج الأرض محصولا واحدا من القمح ومحصولين من الذرة. أما الشعير فيزرع بعد شهر واحد على زراعة القمح. ولا ينمو الرز في عمان ، ولهذا لا يجد السكان ما يكفيهم لسد حاجتهم منه فيستوردون كميات كبيرة من بلاد فارس و (مكران) وتنتج الواحات خمسة عشر إلى عشرين ضعف من القمح ، وبنفس المقدار أيضا تنتج الشعير. أما الذرة فيتراوح إنتاجها ما بين ثلاثين إلى أربعين ضعف. وقد ذكرت في مكان سابق المظهر الفريد الذي تظهر به هذه البساتين خلال مختلف مراحل الإنتاج.
ومن المكان المرتفع للجبل الأخضر ، يختلف العديد من الوديان التي تتشكل بفعل السلاسل العليا ، عن السهول الموجودة إلى أسفل من حيث التربة وأسلوب الزراعة.
والأرض هنا مصطّبة عادة ، كما هو الحال في فلسطين والصين وتزرع فيها مختلف أنواع الأشجار وتنتج مختلف الأثمار التي لا تزرع في أماكن أخرى.
إن الزراعة لم تتقدم إلا قليلا في (عمان). وقد لا حظنا أن تربة الواحات الغنية لا تتطلب إلا القليل من المساعدة ، ففي حين لا يخشى الرجال أي شيء من تقلبات الفصل ، فإنه لا توجد ضرورة لإدارة عملية الزراعة إلا نادرا. أما في الأراضي الصالحة للزراعة الممتدة على الحقول الشاسعة ، التي تكون تربتها ، رغم اختلاف نوعيتها ، قابلة للتطور ، فإن المواطنين لا يبذلون أي جهد أو مال لإصلاح الخلل. غير أنني لا بد من أن أستثني المناطق الواقعة ضمن (منح) و (نزوى) التي تشتهر بحقولها الشاسعة المزروعة والغنية بكل أنواع الخضراوات بدلا من أن تكون عبارة عن أراض مهملة أو محروثة إلى حد ما كما هو شأن بعض المدن الأخرى.
وتعتمد المحاصيل في الحقول على الأمطار إلى حد ما ، على الرغم من أن أجزاء عديدة تروى بوساطة الآبار ، التي يكون البعض منها عميقا جدا. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار المصاعب التي تتحملها الأنهار التي تمدّ الواحات بالمياه ، فإننا نستغرب عدم لجوء السكان إلى الوسائل الميكانيكية لاختصار العمل الذي يستتبع هذا العمل. وهنا ، كما هو الحال في الهند ، تستخدم قطعتان من الخشب تمثلان عادة جذع نخلة ، لسبر غور مركز البئر. وثمة بكرة مثبتة في الجزء العلوي من هاتين القطعتين الخشبيتين يمر بها حبل ودلو مصنوع من جلد الثور على شكل حقيبة وفي الجزء الأسفل منه خرطوم ماء. وهناك حبل صغير يرتبط بالطرف الأقصى منه يمتد فوق البكرة وعلى مسافة قدمين عن حافة البئر. وتستخدم الثيران لسحب المياه ، ولأجل إضافة قوة الزخم عند الحيوان لقوته ، فإنه يساق أسفل منحدر حفر خصيصا لهذا الغرض وبزاوية مقدارها خمس عشرة درجة. ويرتبط الحبلان بالنيّر ، وعند ما يرتفع الماء إلى حد كاف ينتقل بسرعة إلى الخرطوم الذي يكون في وضع عمودي ، فيصبح مشدودا بقوة ويسحب فتحة الخرطوم إلى أسفل وعندئذ ينتقل الماء إلى خزان صغير.
وعند ما تصبح الآبار ضحلة جدا ، فإن السكان يستخدمون نفس الأسلوب الذي لجأ إليه المصريون على ضفتي نهر النيل. إذ يتم تثبيت عمود وسط دعامتين ويربط دلو بأحد
إن الزراعة لم تتقدم إلا قليلا في (عمان). وقد لا حظنا أن تربة الواحات الغنية لا تتطلب إلا القليل من المساعدة ، ففي حين لا يخشى الرجال أي شيء من تقلبات الفصل ، فإنه لا توجد ضرورة لإدارة عملية الزراعة إلا نادرا. أما في الأراضي الصالحة للزراعة الممتدة على الحقول الشاسعة ، التي تكون تربتها ، رغم اختلاف نوعيتها ، قابلة للتطور ، فإن المواطنين لا يبذلون أي جهد أو مال لإصلاح الخلل. غير أنني لا بد من أن أستثني المناطق الواقعة ضمن (منح) و (نزوى) التي تشتهر بحقولها الشاسعة المزروعة والغنية بكل أنواع الخضراوات بدلا من أن تكون عبارة عن أراض مهملة أو محروثة إلى حد ما كما هو شأن بعض المدن الأخرى.
وتعتمد المحاصيل في الحقول على الأمطار إلى حد ما ، على الرغم من أن أجزاء عديدة تروى بوساطة الآبار ، التي يكون البعض منها عميقا جدا. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار المصاعب التي تتحملها الأنهار التي تمدّ الواحات بالمياه ، فإننا نستغرب عدم لجوء السكان إلى الوسائل الميكانيكية لاختصار العمل الذي يستتبع هذا العمل. وهنا ، كما هو الحال في الهند ، تستخدم قطعتان من الخشب تمثلان عادة جذع نخلة ، لسبر غور مركز البئر. وثمة بكرة مثبتة في الجزء العلوي من هاتين القطعتين الخشبيتين يمر بها حبل ودلو مصنوع من جلد الثور على شكل حقيبة وفي الجزء الأسفل منه خرطوم ماء. وهناك حبل صغير يرتبط بالطرف الأقصى منه يمتد فوق البكرة وعلى مسافة قدمين عن حافة البئر. وتستخدم الثيران لسحب المياه ، ولأجل إضافة قوة الزخم عند الحيوان لقوته ، فإنه يساق أسفل منحدر حفر خصيصا لهذا الغرض وبزاوية مقدارها خمس عشرة درجة. ويرتبط الحبلان بالنيّر ، وعند ما يرتفع الماء إلى حد كاف ينتقل بسرعة إلى الخرطوم الذي يكون في وضع عمودي ، فيصبح مشدودا بقوة ويسحب فتحة الخرطوم إلى أسفل وعندئذ ينتقل الماء إلى خزان صغير.
وعند ما تصبح الآبار ضحلة جدا ، فإن السكان يستخدمون نفس الأسلوب الذي لجأ إليه المصريون على ضفتي نهر النيل. إذ يتم تثبيت عمود وسط دعامتين ويربط دلو بأحد
الطرفين ، بينما تربط حجارة ثقيلة الوزن أو أي جسم آخر بالطرف الثاني. ويساعد الثقل الفلاحين الذين يهزون الحبل المربوط به. ومن الخزان ينتقل الماء في جداول اصطناعية فوق سطح الأرض المجاورة.
إن وسائل الزراعة قديمة وبدائية ، والمحراث يشبه المحراث المستخدم في اليمن والذي رسمه (نيبور). وبعد الحراثة ، تقطع الأرض إلى أقسام مربعة ذات حافات يسير الماء على امتدادها. وتفيد هذه السدود الصغيرة في الاحتفاظ بالرطوبة على السطح لأطول فترة ممكنة إضافة إلى الحيلولة دون انتشار الماء. وعند ما يمتلئ أحد التجاويف يوقف الفلاح الماء وذلك بدفع التراب بقدمه فيفتح بذلك قناة اخرى (١).
وضمن هذه الأراضي المقسمة إلى أجزاء يبذرون البذار يدويا في أخاديد ضيقة ومن ثم يغطونها فيغدو السطح كله مستويا. وبهذه الطريقة يوفرون أعدادا كبيرة من البذور التي لا تفسد بسبب تعرضها إلى الجو أو تأكلها الطيور. وتحصد الذرة عادة بالمنجل الذي يشبه الهلال وفيه حزوز تشبه المنشار. ويقوم الشخص الذي يتولى الحصاد بتسليم ما يحصده إلى شخص آخر يعمل على تسويته وجمعه وربطه ومن ثم وضعه في خط مواز للخط الذي فرغ زميله من حصاده. وبعد ذلك تجمع هذه الكميات وتوضع صخرة كبيرة يجرها ثوران فوقها. وفي أجزاء أخرى ، ثمة بقعة من الأرض يبلغ قطرها حوالي عشرين قدم ومسيجة بسياج. وهناك وتد مثبت في وسط هذه البقعة مشدود إليها أحد الثيران وعليه النير. ويظل هذا الثور يدور ويدور حتى يتم فصل الذرة. ثم يستخدم سعف النخيل لعملية الذري في حين يتابع أحد الأشخاص العملية كلها مستخدما المدمّة. وقد انتابني سرور كبير وأنا أشاهد في هذا المكان ، كما هو الحال في فلسطين وأجزاء أخرى من الشرق ، إن الثور غير مكمم بكمامة.
وتظهر الأشجار والأدغال مبعثرة على سطح الجزء الأعظم من الصحراء الممتدة بين الواحات. وهناك بعض الأماكن التي تخلو كليا منها ، لكني وجدت في الدروب التي
______
(١) يذكر أن أحد ملوك أشور كان يهدد باستخدام الصورة نفسها إذ يقول : (لقد جففت بقدميّ أنهار الأماكن المحاصرة) وهذا الأسلوب في الجزيرة العربية يعرفه المزارعون البرتغاليون.
154
إن وسائل الزراعة قديمة وبدائية ، والمحراث يشبه المحراث المستخدم في اليمن والذي رسمه (نيبور). وبعد الحراثة ، تقطع الأرض إلى أقسام مربعة ذات حافات يسير الماء على امتدادها. وتفيد هذه السدود الصغيرة في الاحتفاظ بالرطوبة على السطح لأطول فترة ممكنة إضافة إلى الحيلولة دون انتشار الماء. وعند ما يمتلئ أحد التجاويف يوقف الفلاح الماء وذلك بدفع التراب بقدمه فيفتح بذلك قناة اخرى (١).
وضمن هذه الأراضي المقسمة إلى أجزاء يبذرون البذار يدويا في أخاديد ضيقة ومن ثم يغطونها فيغدو السطح كله مستويا. وبهذه الطريقة يوفرون أعدادا كبيرة من البذور التي لا تفسد بسبب تعرضها إلى الجو أو تأكلها الطيور. وتحصد الذرة عادة بالمنجل الذي يشبه الهلال وفيه حزوز تشبه المنشار. ويقوم الشخص الذي يتولى الحصاد بتسليم ما يحصده إلى شخص آخر يعمل على تسويته وجمعه وربطه ومن ثم وضعه في خط مواز للخط الذي فرغ زميله من حصاده. وبعد ذلك تجمع هذه الكميات وتوضع صخرة كبيرة يجرها ثوران فوقها. وفي أجزاء أخرى ، ثمة بقعة من الأرض يبلغ قطرها حوالي عشرين قدم ومسيجة بسياج. وهناك وتد مثبت في وسط هذه البقعة مشدود إليها أحد الثيران وعليه النير. ويظل هذا الثور يدور ويدور حتى يتم فصل الذرة. ثم يستخدم سعف النخيل لعملية الذري في حين يتابع أحد الأشخاص العملية كلها مستخدما المدمّة. وقد انتابني سرور كبير وأنا أشاهد في هذا المكان ، كما هو الحال في فلسطين وأجزاء أخرى من الشرق ، إن الثور غير مكمم بكمامة.
وتظهر الأشجار والأدغال مبعثرة على سطح الجزء الأعظم من الصحراء الممتدة بين الواحات. وهناك بعض الأماكن التي تخلو كليا منها ، لكني وجدت في الدروب التي
______
(١) يذكر أن أحد ملوك أشور كان يهدد باستخدام الصورة نفسها إذ يقول : (لقد جففت بقدميّ أنهار الأماكن المحاصرة) وهذا الأسلوب في الجزيرة العربية يعرفه المزارعون البرتغاليون.
154
#عدن_سقوط_الستار
مذكرات ضابط بريطاني في عدن
الفصل القطعي
بعد فترة وجيزة من رحيل شاكلتون ، أرسلني مع زوجتي الجديدة لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة من الاسترخاء بعيدًا عن مشاكل عدن. اخترنا السفر إلى هرجيسا في أرض الصومال وقضينا بضعة أيام مريحة ، على الرغم من تأخر رحلة العودة ، للأسف ، لمدة أربع وعشرين ساعة بسبب إضراب موظفي شركة طيران عدن في خورمكسر. لذلك لم يكن بإمكاني العودة إلى المكتب إلا في صباح يوم الثلاثاء لأعلم أنه كان هناك فيضان من برقيات وزارة الخارجية خلال عطلة نهاية الأسبوع وتم استدعاء سعادة السفير إلى لندن مرة أخرى. كنت أعتذر بشدة عن عودتي إلى العمل في وقت متأخر ، لكن سعادته كان أكثر قلقًا بشأن ما كان عليهم فعله في وايتهول. كانت البرقيات صامتة إلى حد الجنون بشأن القرارات التي توصل إليها مجلس الوزراء بعد عودة شاكلتون إلى لندن.
مذكرات ضابط بريطاني في عدن
الفصل القطعي
بعد فترة وجيزة من رحيل شاكلتون ، أرسلني مع زوجتي الجديدة لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة من الاسترخاء بعيدًا عن مشاكل عدن. اخترنا السفر إلى هرجيسا في أرض الصومال وقضينا بضعة أيام مريحة ، على الرغم من تأخر رحلة العودة ، للأسف ، لمدة أربع وعشرين ساعة بسبب إضراب موظفي شركة طيران عدن في خورمكسر. لذلك لم يكن بإمكاني العودة إلى المكتب إلا في صباح يوم الثلاثاء لأعلم أنه كان هناك فيضان من برقيات وزارة الخارجية خلال عطلة نهاية الأسبوع وتم استدعاء سعادة السفير إلى لندن مرة أخرى. كنت أعتذر بشدة عن عودتي إلى العمل في وقت متأخر ، لكن سعادته كان أكثر قلقًا بشأن ما كان عليهم فعله في وايتهول. كانت البرقيات صامتة إلى حد الجنون بشأن القرارات التي توصل إليها مجلس الوزراء بعد عودة شاكلتون إلى لندن.