وحسب صحيفة الأيام فقد حضر اللقاء الأب ماثيوز أوزنناليل، راعي كنائس عدن بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وعبدلله إبراهيم، مدير عام الموارد المالية بالمحافظة.
وتشير تقارير الحرية الدينية التي تصدر الخارجية الأميركية سنويا إلى أنه في أعقاب توحيد الشمال والجنوب عام 1990، دُعي أصحاب الممتلكات التي كانت حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الشيوعية السابقة قد صادرتها إلى تقديم طلب لتعويضهم عن ممتلكاتهم المصادرة، إلا أن تطبيق العملية، بما في ذلك تطبيقها على المؤسسات الدينية، كان محدوداً للغاية، ولم تُرد الممتلكات المصادرة إلا إلى عدد ضئيل جداً من أصحابها السابقين.
ولا تسمح الحكومة اليمنية بتشييد أماكن عبادة عامة جديدة غير إسلامية بدون إذن؛ وتقام القداديس الأسبوعية للمسيحيين الكاثوليك والبروتستانت والإثيوبيين في قاعة مبنى شركة خاصة في صنعاء دون تدخل حكومي. وتقام القداديس المسيحية بشكل منتظم في مدن أخرى في منازل أو منشآت خاصة كالمدارس دون مضايقات، وتبدو هذه المرافق وافية بالغرض لاستيعاب الأعداد القليلة التي تشارك في هذا النشاط.
وكان وزير الخارجية د.أبوبكر القربي قد تسلم في 21/11/2005 نسخة من أوراق اعتماد منجد الهاشم كسفير غير مقيم للفاتيكان في اليمن.
وبدأت العلاقات اليمنية مع الفاتيكان في العام 2002م عبر اعتماد سفير الفاتيكان لدى الكويت سفيرا غير مقيم في اليمن، وزار الرئيس علي عبدالله صالح الفاتيكان عام 2000، وفي العام 1999 تم اعتماد سفير اليمن لدى إيطاليا سفيراً لدى الفاتيكان.
وكان بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر عين في منتصف أغسطس الماضي راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المطران بولس منجد الهاشم سفيرا بابويا في منطقة الجزيرة العربية والعراق.
ووفق الأمر البابوي فإن الهاشم سيكون مسئولا عن مصالح الكنيسة الكاثوليكية في الكويت وقطر والبحرين واليمن، ومقره الرئيس الكويت.
وفي 25 مارس 2004م زار وفد الأخوة الكاثوليكي من دولة الفاتيكان اليمن برئاسة الأمير كارلو دي بوربون قلد الرئيس علي عبدالله صالح وسام “الفارس الاعظم” لفرنسيس الاول من الدرجة الاولى وهو أعلى وسام للمقام البابوي تكريماً وتقديراً لدوره في تحقيق الوحدة اليمنية وخدمة السلام على المستويين الاقليمي والعالمي ونشر قيم التسامح والتعايش والحوار بين الأديان.
ومن جانبه قلد الرئيس اليمني الأمير كارلو دي بوربون وسام الوحدة 22 مايو من الدرجة الأولى تقديراً للعلاقات بين الجمهورية اليمنية ودولة الفاتيكان وتقديراً للمهام الانسانية الجليلة التي قدمها الأمير كارلودي بوربون في خدمة السلام الانساني والتعايش والحوار بين الاديان- كما قالت الأخبار الرسمية حينها.
وخلال الثلاث السنوات الأخيرة تصاعدت نبرات التقرير الأميركي السنوي عن الحريات الدينية لصالح اليمن، والذي أشاد بثقافة التعايش بين الديانات والمذاهب في المجتمع اليمني.
واتفقت تقارير الأعوام الأخيرة حول اليمن على أنها بلد (يوفر الدستور –فيها- الحرية الدينية، وتحترم الحكومة بشكل عام هذا الحق عمليا؛ غير أنه كانت هناك بعض القيود).
وأن الدولة مستمرة (في المساهمة بشكل عام في حرية ممارسة الدين) وأنه (يتمتع أتباع الأديان الأخرى غير الإسلام بحرية العبادة حسب معتقداتهم؛ غير أن الحكومة تحظر التحول عن الإسلام واعتناق ديانات أخرى وتحظر التبشير على غير المسلمين). وقالت أن العلاقة الودية بين الأديان ساهمت في (الحرية الدينية).
وقال أن المبشرين المسيحيين يمارسون نشاطهم في البلاد، ويكرس معظمهم نفسه لتوفير الخدمات الطبية، في حين يعمل آخرون في حقلي التعليم والخدمات الاجتماعية.
وتدير “راهبات المحبة “، بدعوة من الحكومة، دُوراً للمعوزين والأشخاص المعاقين في كل من صنعاء وتعز والحديدة وعدن. وتصدر الحكومة تأشيرات إقامة لرجال الدين المسيحيين كي يلبوا احتياجات الجالية الدينية. وهناك أيضاً إرسالية خيرية مسيحية ألمانية في الحديدة وبعثة طبية مسيحية هولندية في صعده. وتحافظ جماعة من أتباع الكنيسة المعمدانية الأميركية على ارتباط مع المستشفى في جبله، وهو المستشفى الذي كانت قد أدارته لأكثر من ثلاثين عاماً قبل انتقال إدارته إلى الحكومة في عام 2002. وتدير الكنيسة الأنجليكانية مستوصفاً خيرياً في عدن. وتنشط منظمة أميركية غير حكومية، يديرها الأدفنتست (السبتيون) في عدد من المحافظات.
حيث أكد أن العلاقات بين المجموعات الدينية تتصف عموماً بالود.وقال أنه رجال الدين المسلمين لا يحرضون على أعمال العنف لدوافع دينية ولا يبيحونها، وذلك باستثناء أقلية صغيرة منهم غالباً ما يرتبطون بصلات مع عناصر متطرفة أجنبية.
وزعماء القبائل –حسب التقرير الأميركي- في المناطق التي يسكنها اليهود، مسئولون تقليدياً عن حماية اليهود في مناطقهم. ويعتبر الإخفاق في توفير هذه الحماية عاراً شخصياً كبيرا.
وتشير تقارير الحرية الدينية التي تصدر الخارجية الأميركية سنويا إلى أنه في أعقاب توحيد الشمال والجنوب عام 1990، دُعي أصحاب الممتلكات التي كانت حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الشيوعية السابقة قد صادرتها إلى تقديم طلب لتعويضهم عن ممتلكاتهم المصادرة، إلا أن تطبيق العملية، بما في ذلك تطبيقها على المؤسسات الدينية، كان محدوداً للغاية، ولم تُرد الممتلكات المصادرة إلا إلى عدد ضئيل جداً من أصحابها السابقين.
ولا تسمح الحكومة اليمنية بتشييد أماكن عبادة عامة جديدة غير إسلامية بدون إذن؛ وتقام القداديس الأسبوعية للمسيحيين الكاثوليك والبروتستانت والإثيوبيين في قاعة مبنى شركة خاصة في صنعاء دون تدخل حكومي. وتقام القداديس المسيحية بشكل منتظم في مدن أخرى في منازل أو منشآت خاصة كالمدارس دون مضايقات، وتبدو هذه المرافق وافية بالغرض لاستيعاب الأعداد القليلة التي تشارك في هذا النشاط.
وكان وزير الخارجية د.أبوبكر القربي قد تسلم في 21/11/2005 نسخة من أوراق اعتماد منجد الهاشم كسفير غير مقيم للفاتيكان في اليمن.
وبدأت العلاقات اليمنية مع الفاتيكان في العام 2002م عبر اعتماد سفير الفاتيكان لدى الكويت سفيرا غير مقيم في اليمن، وزار الرئيس علي عبدالله صالح الفاتيكان عام 2000، وفي العام 1999 تم اعتماد سفير اليمن لدى إيطاليا سفيراً لدى الفاتيكان.
وكان بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر عين في منتصف أغسطس الماضي راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المطران بولس منجد الهاشم سفيرا بابويا في منطقة الجزيرة العربية والعراق.
ووفق الأمر البابوي فإن الهاشم سيكون مسئولا عن مصالح الكنيسة الكاثوليكية في الكويت وقطر والبحرين واليمن، ومقره الرئيس الكويت.
وفي 25 مارس 2004م زار وفد الأخوة الكاثوليكي من دولة الفاتيكان اليمن برئاسة الأمير كارلو دي بوربون قلد الرئيس علي عبدالله صالح وسام “الفارس الاعظم” لفرنسيس الاول من الدرجة الاولى وهو أعلى وسام للمقام البابوي تكريماً وتقديراً لدوره في تحقيق الوحدة اليمنية وخدمة السلام على المستويين الاقليمي والعالمي ونشر قيم التسامح والتعايش والحوار بين الأديان.
ومن جانبه قلد الرئيس اليمني الأمير كارلو دي بوربون وسام الوحدة 22 مايو من الدرجة الأولى تقديراً للعلاقات بين الجمهورية اليمنية ودولة الفاتيكان وتقديراً للمهام الانسانية الجليلة التي قدمها الأمير كارلودي بوربون في خدمة السلام الانساني والتعايش والحوار بين الاديان- كما قالت الأخبار الرسمية حينها.
وخلال الثلاث السنوات الأخيرة تصاعدت نبرات التقرير الأميركي السنوي عن الحريات الدينية لصالح اليمن، والذي أشاد بثقافة التعايش بين الديانات والمذاهب في المجتمع اليمني.
واتفقت تقارير الأعوام الأخيرة حول اليمن على أنها بلد (يوفر الدستور –فيها- الحرية الدينية، وتحترم الحكومة بشكل عام هذا الحق عمليا؛ غير أنه كانت هناك بعض القيود).
وأن الدولة مستمرة (في المساهمة بشكل عام في حرية ممارسة الدين) وأنه (يتمتع أتباع الأديان الأخرى غير الإسلام بحرية العبادة حسب معتقداتهم؛ غير أن الحكومة تحظر التحول عن الإسلام واعتناق ديانات أخرى وتحظر التبشير على غير المسلمين). وقالت أن العلاقة الودية بين الأديان ساهمت في (الحرية الدينية).
وقال أن المبشرين المسيحيين يمارسون نشاطهم في البلاد، ويكرس معظمهم نفسه لتوفير الخدمات الطبية، في حين يعمل آخرون في حقلي التعليم والخدمات الاجتماعية.
وتدير “راهبات المحبة “، بدعوة من الحكومة، دُوراً للمعوزين والأشخاص المعاقين في كل من صنعاء وتعز والحديدة وعدن. وتصدر الحكومة تأشيرات إقامة لرجال الدين المسيحيين كي يلبوا احتياجات الجالية الدينية. وهناك أيضاً إرسالية خيرية مسيحية ألمانية في الحديدة وبعثة طبية مسيحية هولندية في صعده. وتحافظ جماعة من أتباع الكنيسة المعمدانية الأميركية على ارتباط مع المستشفى في جبله، وهو المستشفى الذي كانت قد أدارته لأكثر من ثلاثين عاماً قبل انتقال إدارته إلى الحكومة في عام 2002. وتدير الكنيسة الأنجليكانية مستوصفاً خيرياً في عدن. وتنشط منظمة أميركية غير حكومية، يديرها الأدفنتست (السبتيون) في عدد من المحافظات.
حيث أكد أن العلاقات بين المجموعات الدينية تتصف عموماً بالود.وقال أنه رجال الدين المسلمين لا يحرضون على أعمال العنف لدوافع دينية ولا يبيحونها، وذلك باستثناء أقلية صغيرة منهم غالباً ما يرتبطون بصلات مع عناصر متطرفة أجنبية.
وزعماء القبائل –حسب التقرير الأميركي- في المناطق التي يسكنها اليهود، مسئولون تقليدياً عن حماية اليهود في مناطقهم. ويعتبر الإخفاق في توفير هذه الحماية عاراً شخصياً كبيرا.
وتناقش السفارة الأميركية بصنعاء قضايا الحرية الدينية مع الحكومة ضمن سياستها الشاملة لتعزيز حقوق الإنسان. وتجري السفارة الأميركية حواراً نشطاً حول قضايا حقوق الإنسان مع الحكومة ومع المنظمات غير الحكومية وأطراف أخرى. ويجتمع المسئولون في السفارة، بمن فيهم السفير، بشكل منتظم مع ممثلين عن الجاليتين اليهودية والمسيحية.
واصدرت الولايات المتحدة الأميركية تقرير الحريات الدينية للعام 2006م والذي يتناول الحريات الدينية في العالم ومنها اليمن. ويتحدث التقرير عن وجود نحو 3000 آلاف مسيحي في اليمن معظمهم من اللاجئين ومواطني الدول الأجنبية ، إضافة إلى 40 هندوسيا من أصل هندي وأربع كنائس مسيحية في مدينة عدن ، كما يتحدث عن معابد الطائفة اليهودية في شمال اليمن ، ويقصد بذلك مدينتي صعدة وريدة اللتين تحتضنان العدد الأكبر من اليهود الذين بقوا في اليمن.
ويتطرق التقرير إلى " العلاقات الودية " بين أبناء الطوائف الإسلامية ، الزيدية ( الشيعية ) والشافعية ( السنية ) وعن حرية العبادة لغير المسلمين وعن الطوائف الإسلامية الأخرى مثل الإسماعيلين. ويقول إن الزيدية يمثلون 30% من السكان ، فيما يمثل الشوافع 70% .
ويشير بشكل ايجابي إلى دور الحكومة اليمنية وجهودها " للتخفيف من حدّة التوتر الديني بينها وبين أعضاء من الطائفة الشيعة الزيديين " ، ويقصد بذلك جماعة الحوثي وبالتحديد تنظيم " الشباب المؤمن " ويقول التقرير إن دوافع تحرك الحكومة ضد الحوثيين سياسية وليست دينية ويضيف: هذه " فئة من الشيعة تختلف عن طائفة الشيعة الزيدية السائدة. تتبع حركة "الشباب المؤمن" تعاليم رجل الدين المتمرد حسين بدر الدين الحوثي الذي قُتل خلال التمرد الذي استمر عشرة أسابيع والذي قاده في شهر يونيو عام 2004م ضد الحكومة في محافظة صعده. وكانت دوافع الأفعال التي اتخذتها الحكومة ضدّ حركة "الشباب المؤمن" في العام 2005م سياسية وليست دينيةً.
ويشيد التقرير باتاحة للمارسة العبادة لغير المسلمين وارتداء ملابسهم ولكنه يضيف بهذا الخصوص : " إلا أن الشريعة تحظر على المسلمين اعتناق أي دين آخر كما تحظر على غير المسلمين الدعوة لاعتناق دينٍ غير الإسلام . اعتمدت الحكومة هذا الحظر كما تشترط الحصول على إذن مسبق لإقامة أماكن عبادة جديدة، وتمنع غير المسلمين من تولي المناصب التي يتم شغلها عن طريق الانتخاب. تعد أعياد الأضحى والفطر أعياد رسمية عند المسلمين في اليمن، حيث لا تتأثّر الجماعات الدينية الأخرى سلباً بهذه الأعياد ".
ويقول التقرير حسب ماجاء في موقع التغيير نت " إن الحكومة اليمنية لا تحتفظ بسجلات خاصة لهوية اتباع الديانات الأخرى " كما لا يوجد هناك قانون يفرض على الجماعات الدينية تقيد أسمائها لدى الدولة. بعد أن حاول الحزب الحاكم ترشيح يهودي في الانتخابات النيابية، اعتمدت اللجنة العليا لانتخابات سياسةً تحظر على غير المسلمين الترشّيح لمنصب نائب في البرلمان. وتنص المادة 106 من الفصل 2 من الدستور على أنّه يجب على رئيس الجمهورية "ممارسة واجباته الإسلامية".
ويتحدث التقرير عن ممارسة الحكومة اليمنية اثناء عملها على " جماح العنف السياسي المتزايد الى تقييد الممارسات الدينية. ففي شهر يناير 2006، وللعام الثاني على التوالي، حظرت الحكومة الاحتفال بمناسبة "يوم الغدير" (وهو عيد يحتفل به المسلمون الشيعة) في أجزاء من محافظة صعده. فخلال فترة اعداد هذا التقرير، أفادت تقارير بأن الحكومة كثفت جهودها لمنع انتشار "الحوثية" عبر تحديد الساعات التي يحق فيها للمساجد أن تفتح أبوابها للناس واقفال المعاهد التي اعتبرتها الحكومة معاهد دينية زيدية متطرّفة أو تابعةً للطائفة الشيعية الإثنى عشرية وكذلك عزل الأئمّة الذين تبنوا اعتناق العقيدة الأصولية وكذلك تشديد المراقبة على خطب المساجد ".
ويشيد التقرير أيضا ـ ضمنيا ـ بأداء اليمن في مجال عدم تسيس المساجد والمدارس في إطار محاربته للتطرف وتعزيز التسامح و" تركّزت هذه الجهود على مراقبة المساجد لرصد الخطب التي تحرض على العنف و غيرها من البيانات السياسية التي تعتبرها الحكومة خطراً على الأمن العام. ويجوز للمنظمات الإسلامية الخاصة المحافظة على علاقاتها مع منظمات إسلامية دوليّة، غير أنّ الحكومة راقبت نشاطاتها عن طريق الشرطة والهيئات الاستخباراتيّة ".
ويكشف التقرير ان مسئولين أمنيين اعتقلوا مؤخرا وبصورة عشوائية بعض المسيحيين بتهمة التبشير ومسلمين أيضا على علاقة بالمبشيرين وانه جرى تعذيبهم داخل السجون.
وانتقدت الخارجية الامريكية التمييز الديني في اليمن، طبقا لتقرير الحرية الدينية حول العالم لسنة 2007م الذي جاء في 800 صفحة ويصدره مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال بوزارة الخارجية الأمريكية، والذي اشاد في ورشة اقامتها وزارة الاوقاف بالتسامح الديني السائد في الجمهورية اليمنية ونيذ التطرف ودور الحكومة اليمنية في مجال ترسيخ الحرية الدينية والحد من ظاهرة الاضطهاد الديني.
واصدرت الولايات المتحدة الأميركية تقرير الحريات الدينية للعام 2006م والذي يتناول الحريات الدينية في العالم ومنها اليمن. ويتحدث التقرير عن وجود نحو 3000 آلاف مسيحي في اليمن معظمهم من اللاجئين ومواطني الدول الأجنبية ، إضافة إلى 40 هندوسيا من أصل هندي وأربع كنائس مسيحية في مدينة عدن ، كما يتحدث عن معابد الطائفة اليهودية في شمال اليمن ، ويقصد بذلك مدينتي صعدة وريدة اللتين تحتضنان العدد الأكبر من اليهود الذين بقوا في اليمن.
ويتطرق التقرير إلى " العلاقات الودية " بين أبناء الطوائف الإسلامية ، الزيدية ( الشيعية ) والشافعية ( السنية ) وعن حرية العبادة لغير المسلمين وعن الطوائف الإسلامية الأخرى مثل الإسماعيلين. ويقول إن الزيدية يمثلون 30% من السكان ، فيما يمثل الشوافع 70% .
ويشير بشكل ايجابي إلى دور الحكومة اليمنية وجهودها " للتخفيف من حدّة التوتر الديني بينها وبين أعضاء من الطائفة الشيعة الزيديين " ، ويقصد بذلك جماعة الحوثي وبالتحديد تنظيم " الشباب المؤمن " ويقول التقرير إن دوافع تحرك الحكومة ضد الحوثيين سياسية وليست دينية ويضيف: هذه " فئة من الشيعة تختلف عن طائفة الشيعة الزيدية السائدة. تتبع حركة "الشباب المؤمن" تعاليم رجل الدين المتمرد حسين بدر الدين الحوثي الذي قُتل خلال التمرد الذي استمر عشرة أسابيع والذي قاده في شهر يونيو عام 2004م ضد الحكومة في محافظة صعده. وكانت دوافع الأفعال التي اتخذتها الحكومة ضدّ حركة "الشباب المؤمن" في العام 2005م سياسية وليست دينيةً.
ويشيد التقرير باتاحة للمارسة العبادة لغير المسلمين وارتداء ملابسهم ولكنه يضيف بهذا الخصوص : " إلا أن الشريعة تحظر على المسلمين اعتناق أي دين آخر كما تحظر على غير المسلمين الدعوة لاعتناق دينٍ غير الإسلام . اعتمدت الحكومة هذا الحظر كما تشترط الحصول على إذن مسبق لإقامة أماكن عبادة جديدة، وتمنع غير المسلمين من تولي المناصب التي يتم شغلها عن طريق الانتخاب. تعد أعياد الأضحى والفطر أعياد رسمية عند المسلمين في اليمن، حيث لا تتأثّر الجماعات الدينية الأخرى سلباً بهذه الأعياد ".
ويقول التقرير حسب ماجاء في موقع التغيير نت " إن الحكومة اليمنية لا تحتفظ بسجلات خاصة لهوية اتباع الديانات الأخرى " كما لا يوجد هناك قانون يفرض على الجماعات الدينية تقيد أسمائها لدى الدولة. بعد أن حاول الحزب الحاكم ترشيح يهودي في الانتخابات النيابية، اعتمدت اللجنة العليا لانتخابات سياسةً تحظر على غير المسلمين الترشّيح لمنصب نائب في البرلمان. وتنص المادة 106 من الفصل 2 من الدستور على أنّه يجب على رئيس الجمهورية "ممارسة واجباته الإسلامية".
ويتحدث التقرير عن ممارسة الحكومة اليمنية اثناء عملها على " جماح العنف السياسي المتزايد الى تقييد الممارسات الدينية. ففي شهر يناير 2006، وللعام الثاني على التوالي، حظرت الحكومة الاحتفال بمناسبة "يوم الغدير" (وهو عيد يحتفل به المسلمون الشيعة) في أجزاء من محافظة صعده. فخلال فترة اعداد هذا التقرير، أفادت تقارير بأن الحكومة كثفت جهودها لمنع انتشار "الحوثية" عبر تحديد الساعات التي يحق فيها للمساجد أن تفتح أبوابها للناس واقفال المعاهد التي اعتبرتها الحكومة معاهد دينية زيدية متطرّفة أو تابعةً للطائفة الشيعية الإثنى عشرية وكذلك عزل الأئمّة الذين تبنوا اعتناق العقيدة الأصولية وكذلك تشديد المراقبة على خطب المساجد ".
ويشيد التقرير أيضا ـ ضمنيا ـ بأداء اليمن في مجال عدم تسيس المساجد والمدارس في إطار محاربته للتطرف وتعزيز التسامح و" تركّزت هذه الجهود على مراقبة المساجد لرصد الخطب التي تحرض على العنف و غيرها من البيانات السياسية التي تعتبرها الحكومة خطراً على الأمن العام. ويجوز للمنظمات الإسلامية الخاصة المحافظة على علاقاتها مع منظمات إسلامية دوليّة، غير أنّ الحكومة راقبت نشاطاتها عن طريق الشرطة والهيئات الاستخباراتيّة ".
ويكشف التقرير ان مسئولين أمنيين اعتقلوا مؤخرا وبصورة عشوائية بعض المسيحيين بتهمة التبشير ومسلمين أيضا على علاقة بالمبشيرين وانه جرى تعذيبهم داخل السجون.
وانتقدت الخارجية الامريكية التمييز الديني في اليمن، طبقا لتقرير الحرية الدينية حول العالم لسنة 2007م الذي جاء في 800 صفحة ويصدره مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال بوزارة الخارجية الأمريكية، والذي اشاد في ورشة اقامتها وزارة الاوقاف بالتسامح الديني السائد في الجمهورية اليمنية ونيذ التطرف ودور الحكومة اليمنية في مجال ترسيخ الحرية الدينية والحد من ظاهرة الاضطهاد الديني.
واشار التقرير الى العفو الذي اصدره الرئيس في حق الديلمي و مفتاح الذين تم سجنهما بتهمة التخابر مع ايران واطلاق بعض المتحفظ عليهم في قضية الحوثيين وعدم اطلاق البقية، وكذا عدم اعلان الرقم الحقيقي للمعتقلين في قضية الحوثي.
و انتقد التقرير مصادرة وزارة الثقافة وبعض الاجهزة الامنية لكتب تناصر الزيدية , كما اشار الى منع السلطات اليمنية للاحتفال بيوم الغدير و أشار الى تمييز و قمع حصل للمذهب الزيدي لاسباب سياسية اكثرمن ان تكون دينية.
ووجه نحو مائة من علماء اليمن، نداءً لرئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى، وكافة مسؤولي الدولة، طالبوا بتحمل مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية، إزاء مظاهر الانحراف والمنكرات التي تفشت في البلاد، والدخيلة على قيم المجتمع اليمني الأصيل..
وجاء في البيان،،
أن أبناء اليمن فوجئوا في الفترة الأخيرة بعديد منكرات ومعاصي ظاهرة وافدة على بلادنا، ومنها تزايد نشاط بعض الجهات الأجنبية (التنصيرية) من منظمات ومعاهد لغات، ومدارس خاصة، لمحاولة إخراج الشباب اليمني المسلم عن دينه، وكذا الدعوة إلى تغيير القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية لقوانين غربية وافدة، بدعم أجنبي، كالجندر وغيره، بدعوى مواءمة التشريعات اليمنية مع الاتفاقيات الدولية..
وحذر البيان الذي أصدره العلماء بمناسبة شهر رمضان من تطاول بعض الصحف على الذات الإلهية، والسخرية من الشعائر الإسلامية، واستقدام الراقصات والمغنيات الأجنبيات لإحياء الليالي الراقصة، وتحطيم القيم والأخلاق في العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية، وإقامة فعاليات عروض الأزياء، ومن ذلك حسب ما جاء في البيان نقلاً عن جريدة "الثورة" الرسمية وبعض القنوات العربية، قيام أكثر من 15 فتاة يمنية بعرض أزياء بملابس الزفاف في حديقة السبعين بصنعاء بحضور عدد من الأجانب، ضمن مهرجان صيف صنعاء السياحي2007 لأربع مرات، كما نقل البيان عن صحف ووسائل إعلام رسمية وغير رسمية العديد من الفعاليات والأعمال التي وصفه البيان بـ"المنكرة والمحرمة" كالرياضة النسوية، وتشجيع الرقص المختلط بين الرجال والنساء كما حدث في مهرجان الدان بحضرموت، وفتح المراقص والملاهي الليلية ومراكز التدليك، التي تعمل فيها النساء لتدليك الرجال، وإرسال فتيات يمنيات إلى الخارج يعرضن أزياء ليلة الزفاف، والمشاركة في الأعمال المسرحية والغناء والتمثيل في الخليج والقاهرة وبيروت..
وسرد بيان العلماء العديد من المظاهر والأعمال التي اعتبرها منكرات ومعاصي، توجب الغضب الإلهي، خصوصاً بعد أن أصبحت ظاهرة ومنتشرة، مؤكداً بأن وحدة البلاد والعباد متوقفة على تطبيق الشريعة الإسلامية وحماية صرح الدين والأخلاق، سيما ونحن في بلد "مرجعيته الكتاب والسنة، وتسوده العفة والطهارة والأخلاق الحسنة" مطالباً كذلك أبناء الشعب اليمني والمنظمات والأحزاب السياسية بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة..علماء اليمن يطالبون الحكومة والأحزاب بمنع المنكرات الوافدة ومظاهر الانحراف
وتطرق التقرير ايضا الى قيام السلطات اليمنية بسجن العائدين من افانستان و اطلاقهم بسرعة عاجلة و عدم اطلاق البعض الذين مكثو لمدة طويلة في السجن.
و تطرق الى تمييز ديني على المذهب الاسماعيلي من قبل المجتمع , كما تطرق الى اعمال قام بها السلفيون ضد الصوفية المعتدلة.
من ناحية ثانية أشار الى الانفتاح في حزب المؤتمر و عدم اشتراطه الديني للمنتسبين في حين يشترط حزب الاصلاح على العضو ان يكون مسلما.
كما أورد التقرير إشارة الى التمييز ضد المسيحيين و عدم السماح لهم ببناء كنيسة في صنعاء، وبخصوص الديانة اليهودية أشار الى طرد الحوثيين لليهود من مساكنهم و تهديدهم لهم، وانتقد قيام الاجهزة الامنية بمراقبة و متابعة بريد الجماعات التبشيرية في اليمن..
و انتقد التقرير مصادرة وزارة الثقافة وبعض الاجهزة الامنية لكتب تناصر الزيدية , كما اشار الى منع السلطات اليمنية للاحتفال بيوم الغدير و أشار الى تمييز و قمع حصل للمذهب الزيدي لاسباب سياسية اكثرمن ان تكون دينية.
ووجه نحو مائة من علماء اليمن، نداءً لرئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى، وكافة مسؤولي الدولة، طالبوا بتحمل مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية، إزاء مظاهر الانحراف والمنكرات التي تفشت في البلاد، والدخيلة على قيم المجتمع اليمني الأصيل..
وجاء في البيان،،
أن أبناء اليمن فوجئوا في الفترة الأخيرة بعديد منكرات ومعاصي ظاهرة وافدة على بلادنا، ومنها تزايد نشاط بعض الجهات الأجنبية (التنصيرية) من منظمات ومعاهد لغات، ومدارس خاصة، لمحاولة إخراج الشباب اليمني المسلم عن دينه، وكذا الدعوة إلى تغيير القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية لقوانين غربية وافدة، بدعم أجنبي، كالجندر وغيره، بدعوى مواءمة التشريعات اليمنية مع الاتفاقيات الدولية..
وحذر البيان الذي أصدره العلماء بمناسبة شهر رمضان من تطاول بعض الصحف على الذات الإلهية، والسخرية من الشعائر الإسلامية، واستقدام الراقصات والمغنيات الأجنبيات لإحياء الليالي الراقصة، وتحطيم القيم والأخلاق في العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية، وإقامة فعاليات عروض الأزياء، ومن ذلك حسب ما جاء في البيان نقلاً عن جريدة "الثورة" الرسمية وبعض القنوات العربية، قيام أكثر من 15 فتاة يمنية بعرض أزياء بملابس الزفاف في حديقة السبعين بصنعاء بحضور عدد من الأجانب، ضمن مهرجان صيف صنعاء السياحي2007 لأربع مرات، كما نقل البيان عن صحف ووسائل إعلام رسمية وغير رسمية العديد من الفعاليات والأعمال التي وصفه البيان بـ"المنكرة والمحرمة" كالرياضة النسوية، وتشجيع الرقص المختلط بين الرجال والنساء كما حدث في مهرجان الدان بحضرموت، وفتح المراقص والملاهي الليلية ومراكز التدليك، التي تعمل فيها النساء لتدليك الرجال، وإرسال فتيات يمنيات إلى الخارج يعرضن أزياء ليلة الزفاف، والمشاركة في الأعمال المسرحية والغناء والتمثيل في الخليج والقاهرة وبيروت..
وسرد بيان العلماء العديد من المظاهر والأعمال التي اعتبرها منكرات ومعاصي، توجب الغضب الإلهي، خصوصاً بعد أن أصبحت ظاهرة ومنتشرة، مؤكداً بأن وحدة البلاد والعباد متوقفة على تطبيق الشريعة الإسلامية وحماية صرح الدين والأخلاق، سيما ونحن في بلد "مرجعيته الكتاب والسنة، وتسوده العفة والطهارة والأخلاق الحسنة" مطالباً كذلك أبناء الشعب اليمني والمنظمات والأحزاب السياسية بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة..علماء اليمن يطالبون الحكومة والأحزاب بمنع المنكرات الوافدة ومظاهر الانحراف
وتطرق التقرير ايضا الى قيام السلطات اليمنية بسجن العائدين من افانستان و اطلاقهم بسرعة عاجلة و عدم اطلاق البعض الذين مكثو لمدة طويلة في السجن.
و تطرق الى تمييز ديني على المذهب الاسماعيلي من قبل المجتمع , كما تطرق الى اعمال قام بها السلفيون ضد الصوفية المعتدلة.
من ناحية ثانية أشار الى الانفتاح في حزب المؤتمر و عدم اشتراطه الديني للمنتسبين في حين يشترط حزب الاصلاح على العضو ان يكون مسلما.
كما أورد التقرير إشارة الى التمييز ضد المسيحيين و عدم السماح لهم ببناء كنيسة في صنعاء، وبخصوص الديانة اليهودية أشار الى طرد الحوثيين لليهود من مساكنهم و تهديدهم لهم، وانتقد قيام الاجهزة الامنية بمراقبة و متابعة بريد الجماعات التبشيرية في اليمن..
أوَّل حرب بالوكالة في تاريخ #اليمن
اليهودية والمسيحية أدوات في التنافس بين بيزنطة وفارس
تنزع المرويات التاريخية القديمة إلى إبراز الدوافع الدينية في حملات الملك الحميري (ذو نواس) واسمه أحياناً “يوسف أسار”، و”دومنوس أو داميانس” عند الرومان، و”مسروق” عند السريان) ضد التجمُّعات المسيحية في نجران وظفار وحضرموت وغيرها من مناطق اليمن القديم.
وتحرص هذه المرويات غالباً على إعطاء الانطباع بأن تلك الحملات لم تكن في جوهرها سوى استهداف خالص للعقيدة المسيحية، والتنكيل بمعتنقيها فقط بسبب ما يعتقدون.
في حين أن صنفاً حديثاً من المؤرخين والباحثين يميل إلى استعادة تلك الوقائع وتفسيرها بمنطق يشدِّد على خلفيتها السياسية أو التجارية -كانت اليمن ممرَّاً برِّياً لطرق التجارة بين الشرق والغرب-، بحيث ينحصر دور المعتقد الديني إلى أن يغدو فقط أشبه بواجهة تنكُّريَّة تخفي تحتها أهدافاً مادية دنيوية، أو أن يُعتَرف به باعتباره عاملاً واحداً من بين عدة عوامل للصراع، بدلاً من أن يكون هو العامل الوحيد.
وعليه، فالمسيحيون في نجران لم يكونوا مجرَّد مسيحيين وانتهى الأمر، أو على الأقل لم يكونوا كذلك في نظر الملك الحميري ذو نواس. كانت مراكزهم الدينية وأماكن تجمعاتهم تبدو كبؤر خطرة لنشاط سياسي وتجاري مرتبط بمصالح بيزنطة المسيحية وحلفائها الأحباش.
كانت نجران محطة أساسية على طرق التجارة. وكان سكَّانها على درجة كبيرة من الثراء. وكانت المدينة على ما يبدو تضم جالية حبشية كبيرة، وتجاراً رومانيين.
وفي ذلك العصر، كانت المسيحية قد تحوَّلتْ إلى أداة سياسية تخدم طموحات بيزنطة (أو روما الشرقية).
تقول إحدى الفرضيات القوية أن ذي نواس ربما وصل إلى عرش مملكة حمير نتيجةً لصراعٍ على الحكم بين جناحين أو اتجاهين سياسيين ودينيين وتجاريين متباينين كانا يهيمنان على بلاد حمير: أحدهما كان على صلة وثيقة بالمسيحية والأحباش ومن ورائهم بيزنطة، والآخر هو المُخْلِص لما كان عليه الملك الحميري تبَّان أسعد أبي كرب (المعروف بـ أسعد الكامل) في أواخر حياته من الولاء الديني لليهودية.
وكان هناك بطبيعة الحال كتلة ثالثة كبيرة ظلَّتْ وفيَّة للتقاليد الدينية اليمنية الوثنية أو شبه التوحيدية على طريقتها الخاصة.
ربما نشب ذلك الصراع بين هذه الفصائل، وفقاً لبعض المصادر، بعد وفاة (تبَّان أسعد أبي كرب) الذي قيل إنه اعتنق اليهودية، كما يفيد الطبري، وذلك بتأثير من أحبار يثرب، المنطقة الحجازية التي ذهب لغزوها، فغزى أحبارها قلبه، ولدى عودته إلى بلاده، أنكر عليه قومه ردته عن دينه الوثني، لكنهم احتكموا إلى النار، فغشيتْ النار الحبرين اليهوديين اللذين رافقاه في رحلة عودته من يثرب، وخرجا من النار سالمين بينما أكلت النار الأوثان، “فأصفقتْ حمير عند ذلك وعند ذلك كان أصل اليهودية في اليمن”.
بيد أن المؤرخ والباحث اليهودي إسرائيل ولفنسون، الذي نقل هذه القصة عن الطبري[1] يرفض -بأدبٍ جَمّ- ما تقوله هذه المروية “الخرافية” عن منشأ اليهودية في اليمن. فهو يعتقد أن الشعوب لا تغير أديانها هكذا دفعة واحدة مثلما تغير أثوابها، بل هي عملية عقلية بطيئة متدرجة. يرى هذا المؤرخ أن لليهودية في اليمن بدايات أقدم بكثير من تلك اللحظة التي أمستْ فيها ديانة رسمية لبعض ملوك حَمْيَر[2].
ما يهم هو أن (ذو نواس) استطاع بصعوبة أن يكسب الرهان في صراع عنيف دار بين متنافسين على عرش حمير. كانت المملكة حينها تعيش حالة من التضعضع السياسي والانقسام.
أصبح ذو نواس هو الملك، بل قد يكون هو آخر ملوك حمير الكبار، باستثناء تنصيب وجيز، قبيل الإسلام بثلاثة أو أربعة عقود، لملك حميري شهير بقدر ما يحيط بسيرته من الغموض، نقصد سيف بن ذي يزن الذي يُعرف فقط بكونه من طلب العون العسكري من الفُرس لتحرير بلده من الأحباش.
ولعل الملك ذو نواس هو ذاته أحد أبناء أسعد أبي كرب، وكان يدعى عند ولادته ذُرْعَة (أو زرعة).
كان انتصاره على خصومه وتولِّيه الحكم يملي عليه أن يختط لنفسه اتجاهاً سياسياً وروحياً مغايراً لما كان عليه الجناح المنافس، فالتزم ذو نواس باليهودية -أو تظاهر بالالتزام بنسخة منقحة منها- وشجع رعاياه على اعتناقها، ومن خلالها كان يمكنه الاتصال بالقطب الإمبراطوري المنافس لبيزنطة والأحباش، متمثِّلاً في الامبراطورية الساسانية (فارس(، التي رغم أن ديانتها السائدة هي الزرادشتية إلا أنها كانت على الأرجح في تلك الحقبة تؤوي اليهود وترعاهم، بغضّ النظر عن غياب دعمها لـ ذي نواس الذي بقي بلا غطاء خارجي مباشر طوال مراحل ما يمكن أن نسمِّيه بلغة اليوم “كفاحه الوطني” ضد الوجود الحبشي البيزنطي.
نقل إسرائيل ولفنسون عن بعض المصادر اليونانية أن ذو نواس حكم بلاد حِمْيَر بين 490 ميلادية و525 ميلادية[3] وقد جعل ذو نواس من صنعاء عاصمةً له بدلاً عن ظفار.
اليهودية والمسيحية أدوات في التنافس بين بيزنطة وفارس
تنزع المرويات التاريخية القديمة إلى إبراز الدوافع الدينية في حملات الملك الحميري (ذو نواس) واسمه أحياناً “يوسف أسار”، و”دومنوس أو داميانس” عند الرومان، و”مسروق” عند السريان) ضد التجمُّعات المسيحية في نجران وظفار وحضرموت وغيرها من مناطق اليمن القديم.
وتحرص هذه المرويات غالباً على إعطاء الانطباع بأن تلك الحملات لم تكن في جوهرها سوى استهداف خالص للعقيدة المسيحية، والتنكيل بمعتنقيها فقط بسبب ما يعتقدون.
في حين أن صنفاً حديثاً من المؤرخين والباحثين يميل إلى استعادة تلك الوقائع وتفسيرها بمنطق يشدِّد على خلفيتها السياسية أو التجارية -كانت اليمن ممرَّاً برِّياً لطرق التجارة بين الشرق والغرب-، بحيث ينحصر دور المعتقد الديني إلى أن يغدو فقط أشبه بواجهة تنكُّريَّة تخفي تحتها أهدافاً مادية دنيوية، أو أن يُعتَرف به باعتباره عاملاً واحداً من بين عدة عوامل للصراع، بدلاً من أن يكون هو العامل الوحيد.
وعليه، فالمسيحيون في نجران لم يكونوا مجرَّد مسيحيين وانتهى الأمر، أو على الأقل لم يكونوا كذلك في نظر الملك الحميري ذو نواس. كانت مراكزهم الدينية وأماكن تجمعاتهم تبدو كبؤر خطرة لنشاط سياسي وتجاري مرتبط بمصالح بيزنطة المسيحية وحلفائها الأحباش.
كانت نجران محطة أساسية على طرق التجارة. وكان سكَّانها على درجة كبيرة من الثراء. وكانت المدينة على ما يبدو تضم جالية حبشية كبيرة، وتجاراً رومانيين.
وفي ذلك العصر، كانت المسيحية قد تحوَّلتْ إلى أداة سياسية تخدم طموحات بيزنطة (أو روما الشرقية).
تقول إحدى الفرضيات القوية أن ذي نواس ربما وصل إلى عرش مملكة حمير نتيجةً لصراعٍ على الحكم بين جناحين أو اتجاهين سياسيين ودينيين وتجاريين متباينين كانا يهيمنان على بلاد حمير: أحدهما كان على صلة وثيقة بالمسيحية والأحباش ومن ورائهم بيزنطة، والآخر هو المُخْلِص لما كان عليه الملك الحميري تبَّان أسعد أبي كرب (المعروف بـ أسعد الكامل) في أواخر حياته من الولاء الديني لليهودية.
وكان هناك بطبيعة الحال كتلة ثالثة كبيرة ظلَّتْ وفيَّة للتقاليد الدينية اليمنية الوثنية أو شبه التوحيدية على طريقتها الخاصة.
ربما نشب ذلك الصراع بين هذه الفصائل، وفقاً لبعض المصادر، بعد وفاة (تبَّان أسعد أبي كرب) الذي قيل إنه اعتنق اليهودية، كما يفيد الطبري، وذلك بتأثير من أحبار يثرب، المنطقة الحجازية التي ذهب لغزوها، فغزى أحبارها قلبه، ولدى عودته إلى بلاده، أنكر عليه قومه ردته عن دينه الوثني، لكنهم احتكموا إلى النار، فغشيتْ النار الحبرين اليهوديين اللذين رافقاه في رحلة عودته من يثرب، وخرجا من النار سالمين بينما أكلت النار الأوثان، “فأصفقتْ حمير عند ذلك وعند ذلك كان أصل اليهودية في اليمن”.
بيد أن المؤرخ والباحث اليهودي إسرائيل ولفنسون، الذي نقل هذه القصة عن الطبري[1] يرفض -بأدبٍ جَمّ- ما تقوله هذه المروية “الخرافية” عن منشأ اليهودية في اليمن. فهو يعتقد أن الشعوب لا تغير أديانها هكذا دفعة واحدة مثلما تغير أثوابها، بل هي عملية عقلية بطيئة متدرجة. يرى هذا المؤرخ أن لليهودية في اليمن بدايات أقدم بكثير من تلك اللحظة التي أمستْ فيها ديانة رسمية لبعض ملوك حَمْيَر[2].
ما يهم هو أن (ذو نواس) استطاع بصعوبة أن يكسب الرهان في صراع عنيف دار بين متنافسين على عرش حمير. كانت المملكة حينها تعيش حالة من التضعضع السياسي والانقسام.
أصبح ذو نواس هو الملك، بل قد يكون هو آخر ملوك حمير الكبار، باستثناء تنصيب وجيز، قبيل الإسلام بثلاثة أو أربعة عقود، لملك حميري شهير بقدر ما يحيط بسيرته من الغموض، نقصد سيف بن ذي يزن الذي يُعرف فقط بكونه من طلب العون العسكري من الفُرس لتحرير بلده من الأحباش.
ولعل الملك ذو نواس هو ذاته أحد أبناء أسعد أبي كرب، وكان يدعى عند ولادته ذُرْعَة (أو زرعة).
كان انتصاره على خصومه وتولِّيه الحكم يملي عليه أن يختط لنفسه اتجاهاً سياسياً وروحياً مغايراً لما كان عليه الجناح المنافس، فالتزم ذو نواس باليهودية -أو تظاهر بالالتزام بنسخة منقحة منها- وشجع رعاياه على اعتناقها، ومن خلالها كان يمكنه الاتصال بالقطب الإمبراطوري المنافس لبيزنطة والأحباش، متمثِّلاً في الامبراطورية الساسانية (فارس(، التي رغم أن ديانتها السائدة هي الزرادشتية إلا أنها كانت على الأرجح في تلك الحقبة تؤوي اليهود وترعاهم، بغضّ النظر عن غياب دعمها لـ ذي نواس الذي بقي بلا غطاء خارجي مباشر طوال مراحل ما يمكن أن نسمِّيه بلغة اليوم “كفاحه الوطني” ضد الوجود الحبشي البيزنطي.
نقل إسرائيل ولفنسون عن بعض المصادر اليونانية أن ذو نواس حكم بلاد حِمْيَر بين 490 ميلادية و525 ميلادية[3] وقد جعل ذو نواس من صنعاء عاصمةً له بدلاً عن ظفار.
والمتفق عليه في أغلب كتب التاريخ أن هذا الملك العظيم لقي مصرعه في سواحل البحر الأحمر خلال معركة خاسرة خاضها بجنود متخاذلين في مواجهة الجيوش الأكسومية الحبشية التي جاءت بإيعاز من روما الشرقية (بيزنطة) لاحتلال اليمن بذريعة الانتقام لتجَّار بيزنطيين جرى اعتراضهم وقتلهم في اليمن، والأهم من ذلك الانتقام لنصارى نجران الذين سنتحدث عنهم في هذا المقال.
وردت قصة نصارى نجران في القرآن الكريم تلميحاً في سورة “البروج”. وهذا التلميح مثار جدل وخلاف حول المقصود منه. وشاع في الكتابات الإسلامية رأي مفاده أن المقصود في الآية “قُتِلَ أصحاب الأخدود”، هم نصارى نجران.
وجاء في “تاريخ الأمم والملوك” للطبري أن الملك الحميري ذو نواس “خَدَّ لهم الأخدود، وحَرق بالنار، وقَتل بالسيف، ومثَّلَ بهم كلّ مثلة”[4]“
وتتوافق المرويات الإسلامية مع المرويات المسيحية في الاعتقاد بأن ذو نواس لم يبطش بنصارى نجران، في أكتوبر 523 ميلادية، إلا لكونهم مسيحيين مؤمنين رفضوا الرجوع عن دينهم.
هل كان الأمر يتعلق بالدين فقط؟
إننا نميل إلى ما ذهب إليه المستشرق الأمريكي روبرت هايلاند وآخرون، بشأن ترجيح المحرِّكات الخارجية للصراع اليهودي المسيحي في اليمن. بحسب هايلاند، فإن ذلك الصراع الديني لم يحدث إلا في اللحظة التي أصبح فيها جنوبي الجزيرة العربية “متورطاً في سياسة قوة عظمى”. ويضيف: “لقد اشتد هذا التورط على نحو مثير أوائل القرن السادس عندما اندلعت حرب شاملة بين الحبشة وحمير”.
ورغم أن الكُتَّاب المسيحيين يصورون تلك الأحداث بلغة الاضطهاد الديني والاستشهاد، كما يقول هايلاند، إلا أنه “لا يوجد أي إيحاء في المصادر المحلية باضطهاد المسيحيين بسبب دينهم فقط. بالأحرى يبدو الاعتراض مرتبطاً بالسياسة، لأن نشر المسيحية كان يفهم على أنه نشر للنفوذ السياسي البيزنطي، الذي عارضته الأطراف الموالية للفرس وأنصار استقلال اليمن[5]” .
والآن دعونا ننظر في وثيقة تاريخية مسيحية أرثوذكسية مهمة حول الأحداث في نجران. الوثيقة وردت في كتاب بعنوان “الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السريانية” لـ أغناطيوس يعقوب الثالث -بطريرك أنطاكية وسائر المشرق- الذي عاش بين 1912م و1980.
في البداية، يجادل مؤلف الكتاب بإلحاح على أن نصارى نجران كانوا على المذهب الأرثوذكسي، (يؤمنون بالطبيعة الواحدة للمسيح وهي العقيدة الرسمية لدولة الروم في ذلك الوقت). ويرفض المؤلف مزاعم الكاثوليك الذين يقولون إن نصارى نجران “كانوا مستمسكين بعروة الايمان الكاثوليكي”، على حدّ تعبيره.
على أن أول ما يلفت النظر في واحدة من الوثائق التي تضمَّنها الكتاب، وهو ما يهمنا الآن، هي تلك الإشارة إلى أن الوفد الذي بعثه ذو نواس للتفاوض مع المسيحيين (وبينهم أحباش) المتحصنين في مدينة ظفار، عاصمة الحميريين الأولى، كان يتألف من كاهن “لاوي” من يهود طبرية، وشخصاً مسيحياً من نجران اسمه عبد الله ابن ملك، “وكان مسيحياً اسماً فقط”، هكذا تصفه الوثيقة السريانية الأرثوذكسية) ومسيحياً آخر من حيرة النعمان واسمه كونب ابن موهوبة (وكان هو الآخر مسيحياً اسماً) فقط حسب وصف الوثيقة.
تتحدث الوثيقة أيضاً عن حيلة اعتمدها ذو نواس للإيقاع بنصارى نجران شبيهة بحيلته مع نصارى ظفار: إرسال وفد من اليهود أعطى نصارى نجران عهداً بعدم المساس بهم، وعندما خرجوا إليه آمنين غدر بهم ذو نواس وأمر بدفعهم إلى المحرقة في الأخدود.
وتذكر الوثيقة أرقاما مبالغا فيها عن الضحايا.
لكن أن يضم وفد الملك الحميري (اليهودي)ذو نواس أشخاصاً “مسيحيين”، كما تعترف الوثيقة المنحازة أصلاً، فهذا مؤشر أول على أن الاعتقاد الشخصي بالمسيحية لم يكن إطلاقاً هو المستهدف بالاضطهاد والقمع. وأما القول بأن مسيحية أعضاء الوفد كانت اسمية فقط، فهو لا يعكس إلا العاطفة اللاهوتية الدينية المتحيزة لكاتب الوثيقة الذي يرى في تعاون أي مسيحي -سياسياً- مع الملك الحميري خيانة ونوعا من الردة عن المسيحية الحقيقية. هذا التخوين والتكفير معهود بين الجماعات المؤمنة والنصوص الدينية.
ثمة إشارة أخرى مفادها أن الملك أرسل إلى المتمرِّدين يهوداً ووثنيين، إلى جانب العناصر المسيحية، وهو ما قد يدل على أن الوثنية كانت إضافةً إلى اليهودية تشكلان معاً العقيدة الرسمية لدولة ذو نواس.
حادثة المحرقة بين الذاكرة المصدومة والواقع التاريخي
تحتوي الوثيقة المسيحية (السريانية) على تفاصيل مروعة ولا شك عن الطريقة التي أُحرِق بها نصارى نجران. قد لا تكون جميع التفاصيل مطابقة تماماً لما حدث، لكنها في نفس الوقت ربما تشتمل على بذور من الحقيقة أضاف لها الخيال المصدوم طابعاً ملحمياً استشهادياً يمجد الشجاعة والإيمان العنيد بالعقيدة والتضحية في سبيلها، ويكشف وحشية وضلال الجلادين.
وردت قصة نصارى نجران في القرآن الكريم تلميحاً في سورة “البروج”. وهذا التلميح مثار جدل وخلاف حول المقصود منه. وشاع في الكتابات الإسلامية رأي مفاده أن المقصود في الآية “قُتِلَ أصحاب الأخدود”، هم نصارى نجران.
وجاء في “تاريخ الأمم والملوك” للطبري أن الملك الحميري ذو نواس “خَدَّ لهم الأخدود، وحَرق بالنار، وقَتل بالسيف، ومثَّلَ بهم كلّ مثلة”[4]“
وتتوافق المرويات الإسلامية مع المرويات المسيحية في الاعتقاد بأن ذو نواس لم يبطش بنصارى نجران، في أكتوبر 523 ميلادية، إلا لكونهم مسيحيين مؤمنين رفضوا الرجوع عن دينهم.
هل كان الأمر يتعلق بالدين فقط؟
إننا نميل إلى ما ذهب إليه المستشرق الأمريكي روبرت هايلاند وآخرون، بشأن ترجيح المحرِّكات الخارجية للصراع اليهودي المسيحي في اليمن. بحسب هايلاند، فإن ذلك الصراع الديني لم يحدث إلا في اللحظة التي أصبح فيها جنوبي الجزيرة العربية “متورطاً في سياسة قوة عظمى”. ويضيف: “لقد اشتد هذا التورط على نحو مثير أوائل القرن السادس عندما اندلعت حرب شاملة بين الحبشة وحمير”.
ورغم أن الكُتَّاب المسيحيين يصورون تلك الأحداث بلغة الاضطهاد الديني والاستشهاد، كما يقول هايلاند، إلا أنه “لا يوجد أي إيحاء في المصادر المحلية باضطهاد المسيحيين بسبب دينهم فقط. بالأحرى يبدو الاعتراض مرتبطاً بالسياسة، لأن نشر المسيحية كان يفهم على أنه نشر للنفوذ السياسي البيزنطي، الذي عارضته الأطراف الموالية للفرس وأنصار استقلال اليمن[5]” .
والآن دعونا ننظر في وثيقة تاريخية مسيحية أرثوذكسية مهمة حول الأحداث في نجران. الوثيقة وردت في كتاب بعنوان “الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السريانية” لـ أغناطيوس يعقوب الثالث -بطريرك أنطاكية وسائر المشرق- الذي عاش بين 1912م و1980.
في البداية، يجادل مؤلف الكتاب بإلحاح على أن نصارى نجران كانوا على المذهب الأرثوذكسي، (يؤمنون بالطبيعة الواحدة للمسيح وهي العقيدة الرسمية لدولة الروم في ذلك الوقت). ويرفض المؤلف مزاعم الكاثوليك الذين يقولون إن نصارى نجران “كانوا مستمسكين بعروة الايمان الكاثوليكي”، على حدّ تعبيره.
على أن أول ما يلفت النظر في واحدة من الوثائق التي تضمَّنها الكتاب، وهو ما يهمنا الآن، هي تلك الإشارة إلى أن الوفد الذي بعثه ذو نواس للتفاوض مع المسيحيين (وبينهم أحباش) المتحصنين في مدينة ظفار، عاصمة الحميريين الأولى، كان يتألف من كاهن “لاوي” من يهود طبرية، وشخصاً مسيحياً من نجران اسمه عبد الله ابن ملك، “وكان مسيحياً اسماً فقط”، هكذا تصفه الوثيقة السريانية الأرثوذكسية) ومسيحياً آخر من حيرة النعمان واسمه كونب ابن موهوبة (وكان هو الآخر مسيحياً اسماً) فقط حسب وصف الوثيقة.
تتحدث الوثيقة أيضاً عن حيلة اعتمدها ذو نواس للإيقاع بنصارى نجران شبيهة بحيلته مع نصارى ظفار: إرسال وفد من اليهود أعطى نصارى نجران عهداً بعدم المساس بهم، وعندما خرجوا إليه آمنين غدر بهم ذو نواس وأمر بدفعهم إلى المحرقة في الأخدود.
وتذكر الوثيقة أرقاما مبالغا فيها عن الضحايا.
لكن أن يضم وفد الملك الحميري (اليهودي)ذو نواس أشخاصاً “مسيحيين”، كما تعترف الوثيقة المنحازة أصلاً، فهذا مؤشر أول على أن الاعتقاد الشخصي بالمسيحية لم يكن إطلاقاً هو المستهدف بالاضطهاد والقمع. وأما القول بأن مسيحية أعضاء الوفد كانت اسمية فقط، فهو لا يعكس إلا العاطفة اللاهوتية الدينية المتحيزة لكاتب الوثيقة الذي يرى في تعاون أي مسيحي -سياسياً- مع الملك الحميري خيانة ونوعا من الردة عن المسيحية الحقيقية. هذا التخوين والتكفير معهود بين الجماعات المؤمنة والنصوص الدينية.
ثمة إشارة أخرى مفادها أن الملك أرسل إلى المتمرِّدين يهوداً ووثنيين، إلى جانب العناصر المسيحية، وهو ما قد يدل على أن الوثنية كانت إضافةً إلى اليهودية تشكلان معاً العقيدة الرسمية لدولة ذو نواس.
حادثة المحرقة بين الذاكرة المصدومة والواقع التاريخي
تحتوي الوثيقة المسيحية (السريانية) على تفاصيل مروعة ولا شك عن الطريقة التي أُحرِق بها نصارى نجران. قد لا تكون جميع التفاصيل مطابقة تماماً لما حدث، لكنها في نفس الوقت ربما تشتمل على بذور من الحقيقة أضاف لها الخيال المصدوم طابعاً ملحمياً استشهادياً يمجد الشجاعة والإيمان العنيد بالعقيدة والتضحية في سبيلها، ويكشف وحشية وضلال الجلادين.
مثلاً يورد كاتب الوثيقة تسجيلاً درامياً لحديث مفترض بين الحارث ابن كعب زعيم نصارى نجران مع الملك ذو نواس. هذا الحوار لا يمكن إلا أن يكون مفبركاً من نسج الخيال، فمن بوسعه في ذلك الزمن الغابر أن يوثِّق تلك اللحظة الصعبة، ويرصد ما دار فيها من حديث بالتفصيل؟
وهذا ما يجعلنا نرجّح أن الحادثة برمِّتها قد خضعت في حقب لاحقة لإنتاج سردي مسرحي بغرض تحريك العواطف الدينية.
ويروي كتاب “الشهداء الحميريون” قصة عن طفل في الثالثة عشرة يشاهد الملك جالساً بثيابه الملكية، فيعدو إليه تاركا أمه ويقبل ركبتي الملك، “فأمسكه الملك وأخذ يهش له قائلاً: ماذا تريد؟ أن ترافق أمك لتموت معها أم أن تبقى عندي؟ فأجابه الطفل: أريد يا سيدي أن أموت مع أمي ولهذا خرجت معها إذ قالت لي هلّم يا بني لنمضي ونموت من أجل المسيح..إلخ”.
وفي محاولة مستمرة لإثبات المنظور الديني العقائدي بخصوص الواقعة، تضيف الوثيقة أن ذو نواس بعد أن أحرق كنائس نصارى نجران، قام بجمع الأعيان والأشراف الذين وقفوا أمامه مكبلين، “فسألهم ذو نواس: لماذا قصدتم أن تتمردوا عليّ ولم تسلموا إليّ المدينة -نجران، لكنكم اتكلتم على ذلك الساحر المضل ابن الفجور (يقصد المسيح) وعلى هذا الشيخ الأخرق الحارث بن كعب الذي صير لكم رئيساً؟”[6]
حرب بالوكالة
مع ذلك، فمعظم الدلائل الأخرى تشير إلى أن واقعة نجران قد جرت في سياق ما يمكن وصفه بـ “الحرب بالوكالة” بين قوتين عظميين هما (بيزنطة وفارس)، حيث كانت تلك الحرب تتخذ من الدين شعاراً لها، وكانت اليمن ساحة من ساحاتها.
فالأحداث التالية لواقعة نجران تكشف بوضوح معالم الحرب بالوكالة. فبعد انتصار الأحباش حلفاء بيزنطة واستيلائهم على اليمن، ونشر المسيحية على حساب اليهودية وبناء كنيسة ضخمة في صنعاء، ظل اليمنيون المتضررون من حكم الأحباش يبحثون عن عون.
وكانت فارس باعتبارها القطب الدولي المنافس حينها، من أبرز الجهات التي قصدوها مراراً. وبالفعل أمر كسرى أنوشروان، وهو أحد أهم كسروات فارس، بإرسال حملة عسكرية مصغَّرة رافقت الزعيم اليمني سيف بن ذي يزن. لكن هذا القرار اتُخِذ بعد سنوات طويلة من مقتل ذي نواس وانتصار الأحباش.
تمكنتْ الحملة (اليمنية/ الفارسية كما يبدو) من إلحاق هزيمة أولية بالأحباش، ولا شك أن للأحباش حلفاء يمنيين أيضاً. لكن الأحباش ما لبثوا أن استجمعوا قوتهم وتغلَّبوا من جديد، وربما استطاعوا اغتيال سيف بن ذي يزن نفسه، وذلك قبل التعزيز بحملة فارسية ثانية انتهت في البداية بسيطرة الزعماء اليمنيين حلفاء الفرس على صنعاء وأنحاء واسعة من البلاد (عام 575م على وجه التقريب).
أما الحكم الفعلي للفُرس في اليمن (وليس على كُلّ اليمن) فربما تأخر إلى العام 597م.
ويشير الأب سهيل قاشا في كتابه “صفحات من تاريخ المسيحيين العرب قبل الإسلام” إلى أن سياسة الفُرس تجاه معتنقي المسيحية (وليس تجاه الأحباش كعرق) اتسمت بكثير من التسامح”[7].
هذا هو الحال الذي كانت عليه اليمن عشية ظهور الإسلام في الحجاز.
الثمرة المعرفية للتنقيب في هذه الأحداث
إنّ تسليط الضوء على الأبعاد الدنيوية في مثل هذه الوقائع، التي اعتادت النصوص الدينية على نقل أخبارها كعنف ديني محض، يُعْتَبَر جهداً معرفياً وتاريخياً ينتمي إلى اتجاهات العقلنة والتنوير والعلمنة.
ذلك أن الدين، أو الاختلاف في العقائد، لا يستطيع أن يكون وحده حافزاً كافياً للحرب والقتال والقمع والتطهير. لا بد من التنقيب عن محرِّك مادي للصراع، دون التقليل من أهمية المحرِّكات الفكرية والروحية.
يترتَّب على هذا النمط من التفكير والبحث والتفسير، وضع حادثة دامية مثل حادثة نصارى نجران في منظور تاريخي عقلاني، قابل للتصديق والفهم، حتى لو لم تكن أعمال القتل والحرق مستساغة ومقبولة من الناحية الأخلاقية بمعايير وحساسيات زماننا.
وبهذه الطريقة تصبح حملة ذو نواس واجراءاته الخاصة تجاه نصارى نجران (أصحاب الأخدود)، عملاً نظامياً قانونياً من تلك الأعمال المنوطة بالدول عادةً من أجل تثبيت أركانها وبسط نفوذها وإزاحة كل ما يقف في طريقها، رغم ما تتصف به أحياناً هذه الأعمال من القسوة والجور.
أو بتعبير آخر: تصبح تلك الحملة عملاً من أعمال “السيادة” بلغة اليوم. فالعنف كان موجهاً ضد المجموعات المسيحية في الأساس لأنها تمردت على سلطة الملك/ الدولة لصالح قوة أجنبية، وليس لأنها آمنت بهذا الإله أو ذاك.
ومما يدعم هذا الافتراض أنّ نمط التوحيد السياسي الحميري كان قد كَفَّ، منذ زمن بعيد، عن اشتراط تحقيق وحدة دينية شاملة مصاحبةً له.
[1] تاريخ الأمم والملوك، جـ2، ص96
[2] إسرائيل ولفنسون، “تاربخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام”، طبعة 1927 عن دار الاعتماد في مصر، ص41 و42
وهذا ما يجعلنا نرجّح أن الحادثة برمِّتها قد خضعت في حقب لاحقة لإنتاج سردي مسرحي بغرض تحريك العواطف الدينية.
ويروي كتاب “الشهداء الحميريون” قصة عن طفل في الثالثة عشرة يشاهد الملك جالساً بثيابه الملكية، فيعدو إليه تاركا أمه ويقبل ركبتي الملك، “فأمسكه الملك وأخذ يهش له قائلاً: ماذا تريد؟ أن ترافق أمك لتموت معها أم أن تبقى عندي؟ فأجابه الطفل: أريد يا سيدي أن أموت مع أمي ولهذا خرجت معها إذ قالت لي هلّم يا بني لنمضي ونموت من أجل المسيح..إلخ”.
وفي محاولة مستمرة لإثبات المنظور الديني العقائدي بخصوص الواقعة، تضيف الوثيقة أن ذو نواس بعد أن أحرق كنائس نصارى نجران، قام بجمع الأعيان والأشراف الذين وقفوا أمامه مكبلين، “فسألهم ذو نواس: لماذا قصدتم أن تتمردوا عليّ ولم تسلموا إليّ المدينة -نجران، لكنكم اتكلتم على ذلك الساحر المضل ابن الفجور (يقصد المسيح) وعلى هذا الشيخ الأخرق الحارث بن كعب الذي صير لكم رئيساً؟”[6]
حرب بالوكالة
مع ذلك، فمعظم الدلائل الأخرى تشير إلى أن واقعة نجران قد جرت في سياق ما يمكن وصفه بـ “الحرب بالوكالة” بين قوتين عظميين هما (بيزنطة وفارس)، حيث كانت تلك الحرب تتخذ من الدين شعاراً لها، وكانت اليمن ساحة من ساحاتها.
فالأحداث التالية لواقعة نجران تكشف بوضوح معالم الحرب بالوكالة. فبعد انتصار الأحباش حلفاء بيزنطة واستيلائهم على اليمن، ونشر المسيحية على حساب اليهودية وبناء كنيسة ضخمة في صنعاء، ظل اليمنيون المتضررون من حكم الأحباش يبحثون عن عون.
وكانت فارس باعتبارها القطب الدولي المنافس حينها، من أبرز الجهات التي قصدوها مراراً. وبالفعل أمر كسرى أنوشروان، وهو أحد أهم كسروات فارس، بإرسال حملة عسكرية مصغَّرة رافقت الزعيم اليمني سيف بن ذي يزن. لكن هذا القرار اتُخِذ بعد سنوات طويلة من مقتل ذي نواس وانتصار الأحباش.
تمكنتْ الحملة (اليمنية/ الفارسية كما يبدو) من إلحاق هزيمة أولية بالأحباش، ولا شك أن للأحباش حلفاء يمنيين أيضاً. لكن الأحباش ما لبثوا أن استجمعوا قوتهم وتغلَّبوا من جديد، وربما استطاعوا اغتيال سيف بن ذي يزن نفسه، وذلك قبل التعزيز بحملة فارسية ثانية انتهت في البداية بسيطرة الزعماء اليمنيين حلفاء الفرس على صنعاء وأنحاء واسعة من البلاد (عام 575م على وجه التقريب).
أما الحكم الفعلي للفُرس في اليمن (وليس على كُلّ اليمن) فربما تأخر إلى العام 597م.
ويشير الأب سهيل قاشا في كتابه “صفحات من تاريخ المسيحيين العرب قبل الإسلام” إلى أن سياسة الفُرس تجاه معتنقي المسيحية (وليس تجاه الأحباش كعرق) اتسمت بكثير من التسامح”[7].
هذا هو الحال الذي كانت عليه اليمن عشية ظهور الإسلام في الحجاز.
الثمرة المعرفية للتنقيب في هذه الأحداث
إنّ تسليط الضوء على الأبعاد الدنيوية في مثل هذه الوقائع، التي اعتادت النصوص الدينية على نقل أخبارها كعنف ديني محض، يُعْتَبَر جهداً معرفياً وتاريخياً ينتمي إلى اتجاهات العقلنة والتنوير والعلمنة.
ذلك أن الدين، أو الاختلاف في العقائد، لا يستطيع أن يكون وحده حافزاً كافياً للحرب والقتال والقمع والتطهير. لا بد من التنقيب عن محرِّك مادي للصراع، دون التقليل من أهمية المحرِّكات الفكرية والروحية.
يترتَّب على هذا النمط من التفكير والبحث والتفسير، وضع حادثة دامية مثل حادثة نصارى نجران في منظور تاريخي عقلاني، قابل للتصديق والفهم، حتى لو لم تكن أعمال القتل والحرق مستساغة ومقبولة من الناحية الأخلاقية بمعايير وحساسيات زماننا.
وبهذه الطريقة تصبح حملة ذو نواس واجراءاته الخاصة تجاه نصارى نجران (أصحاب الأخدود)، عملاً نظامياً قانونياً من تلك الأعمال المنوطة بالدول عادةً من أجل تثبيت أركانها وبسط نفوذها وإزاحة كل ما يقف في طريقها، رغم ما تتصف به أحياناً هذه الأعمال من القسوة والجور.
أو بتعبير آخر: تصبح تلك الحملة عملاً من أعمال “السيادة” بلغة اليوم. فالعنف كان موجهاً ضد المجموعات المسيحية في الأساس لأنها تمردت على سلطة الملك/ الدولة لصالح قوة أجنبية، وليس لأنها آمنت بهذا الإله أو ذاك.
ومما يدعم هذا الافتراض أنّ نمط التوحيد السياسي الحميري كان قد كَفَّ، منذ زمن بعيد، عن اشتراط تحقيق وحدة دينية شاملة مصاحبةً له.
[1] تاريخ الأمم والملوك، جـ2، ص96
[2] إسرائيل ولفنسون، “تاربخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام”، طبعة 1927 عن دار الاعتماد في مصر، ص41 و42
[3] إسرائيل ولفنسون، مصدر سابق، ص44
[4] أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، م 310 هـ، “تاريخ الأمم والملوك”، طبعة دار الكتب العلمية 2011، ج1، ص436
[5] تاريخ العرب في جزيرة العرب من العصر البرونزي إلى صدر الإسلام 3200 ق.م -630م”، روبرت هايلاند، ص77
[6] أغناطيوس يعقوب الثالث، “الشهداء الحميريون في الوثائق السريانية”، طبعة عام 1966، دمشق، ص 28.
[7] سهيل قاشا، “صفحات من تاريخ المسيحيين العرب قبل الإسلام”، منشورات المكتبة البُولسية، ص 251
الوسوم
الصراع في اليمنبيزنطة وفارس في اليمنتاريخ اليمنحرب بالوكالةحروب اليمن القديممحمد العلائيمها العمري

Mohammed al-Alaiy
صحفي وباحث ومؤرخ يمني، مؤلف كتاب "الجمهورية الفانية..مذكرة حول الانهيار والحرب في اليمن" الصادر هذا العام 2021، عن دار الفارابيو
[4] أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، م 310 هـ، “تاريخ الأمم والملوك”، طبعة دار الكتب العلمية 2011، ج1، ص436
[5] تاريخ العرب في جزيرة العرب من العصر البرونزي إلى صدر الإسلام 3200 ق.م -630م”، روبرت هايلاند، ص77
[6] أغناطيوس يعقوب الثالث، “الشهداء الحميريون في الوثائق السريانية”، طبعة عام 1966، دمشق، ص 28.
[7] سهيل قاشا، “صفحات من تاريخ المسيحيين العرب قبل الإسلام”، منشورات المكتبة البُولسية، ص 251
الوسوم
الصراع في اليمنبيزنطة وفارس في اليمنتاريخ اليمنحرب بالوكالةحروب اليمن القديممحمد العلائيمها العمري

Mohammed al-Alaiy
صحفي وباحث ومؤرخ يمني، مؤلف كتاب "الجمهورية الفانية..مذكرة حول الانهيار والحرب في اليمن" الصادر هذا العام 2021، عن دار الفارابيو
نقش الملك يوسف أســـار يثأر .. Ry 507
ليبركن / الهن / ذلهو/ ذسمين / وارضن / ملكن / يوسف / أسار / يثار / ملك / كل / اشعبن / وليبركن / اقولهمو / ومراسهمو / وعربنهمو / وذكرو / أقولن / لحي عت / وبنيهمو / شرحب ال / يكمل / وهعن / واسار / ولحي عت / يرخم / ومرثد ال / يمجد / بني / مراهمو / ملكن / يوسف / اسار / يثار/ كدهرو / قلسن / وهرجو / أحبشن / بظفر / ذخرعوم /.../ وهرجهمو / ثلث / ماتم / ..... مو/ وكل / كذي / بعلي / اشعرن / ومصنع / شمر / وركبن / ورمع / ومخون /.../ ومتو / بأشعرن / ودهرو / قلسن / وهرجو / وغنمو / احبشن / بمخون / بحورهمو / فرسنيتم / وهربو / كل / ذاسيو / بعلي / مسباهمو / بن / حشيم / وسعلم / يوم /...ود / ارمن / وكذكي / ثني / بعلي / نجرن / ليهعلنن / بنهمو / رهنم / فاو / يحربهمو / يحكك / وكدا / وهبت / رهنن / وستغرو / علهمو / مجرمتم / وكي / وسعو /.../ وخمرتم / اخني / وككل / فيح / يمن / وهبون / ماتم / رهنم / وكجمع / ذهفع / ملكن / وم / وككل / اقولن / واشعبن / وتسباتن / اربعت / عشر / االفم / مهرجتم / واحد / عشر / االفم / سبيم / وتسعي / وثتي / ماتن / االفم / جملم / وبقرم / وعنزم / وكهسطر / ذن / مسَندن / قلن / شرح ال / ذ يزان / كقرن / باشعب / ذهمدن / واعربن / بعلي / نجرن / ثو / يقهن / ملكن / ذ يرضين / اخوتهمو / وجشهمو / ازان / قرن / بعم / ملكن / بمخون / بن / حبشت / ويصنعن / سسلت / مدبن / ورخهو / ذ مذران / ذ لثلثت / وثلثي / وست / ماتم / وبخفرت / سمين / وارضن / واذن / اسدن / ذن / مسندن / بن / كل / خسسَم / سلم / علي / ملكت / حميرم / وتقدم / وسطر / ذن / مسَندن / تممم / بن / معدن / ذ قسم لت / سباين ..
------------------------------------------
المعنى :
ليبارك الله الذي له ( مُلك ) السماوات والأرضين الملك يوسف أســار يثــأر .. ملك كل القبائل ويبارك أقيالهم وقادتهم وأعرابهم ، ويبارك المذكورين من أقيالهم لحيعة وأبنائه شرحبيل يكمل وهعان وأسار ولحيعة يرخم ومرثد إل يمجد أبناء سيدهم الملك يوسف أسار يثأر (وذلك عندما) أحرقوا الكنائس وقاتلوا الأحباش في ظفار وأرعبوهم وقتلوا منهم ثلاثمائة .. وكذلك (حدث لهم في)الاشاعر ومصنعة شمر في ركاب وفي (وادي) رماع والمخا عندما اجتاحوهم ، واحرقوا الكنائس وقتلوا الأحباش في المخا (وتعاون ) الساكنين (في المنطقه مع الجيش) والفرسان ومن وجدوه على طريقهم حصدوهم حصيداً ثم بعث الملك شخصين إلى نجران من اجل قبض الرهائن المفروضه عليهم (على الاحباش) وإلا كان شن الحرب عليهم بلا هواده لكن لم يسلموا الرهائن بل أنهم أغاروا بجريمة (شنعاء) على الحميريين وسعوا الى النيل منهم كثيراً ولكن (في نهاية الأمر) كل رجال قبائل وعشائر اليمن استلموا المئات من الرهائن ومجموع ما انتفعوا به وامتلكوه مع جميع الاقيال والقبائل والمقاتلين (في هذه) الحملة .. أربعة عشر ألف قتيل وأحد عشر ألف أسير ومائتان وتسعون الفاً من الإبل والبقر والماعز ،وقد كُتِبَ هذا النقش عندما كان القيل شرح إل ذي يزن مرابطاً على حصار نجران مع رجال قبائل همدان والبدو حتى أنجز ما أمر به الملك وحاز رضى الملك و إخوتهم وجيشهم اليزني رفاق الملك في المخا .. وقد قام الملك بصنع سلسلة من التحصينات في (باب) المندب (هذاالنقش مؤرخ) في شهر ذو المذرأ عام ستمائة وثلاثة وثلاثون والنقش في حماية رب السماوات والأرض ورعاية وحماية جنوده (الملائكة) لهذا النقش من كل خسيس أومخرب .. وســـلام ( الله وأمانه ) على مملكة حـِمـيـَـر .. كَتَبَ هذا المسند تمــام بن مـعدي ذو قاسم اللات السبئي ..
------------------------------------------
ملاحظات :
1- النقش مؤرخ في شهر ذو المذرأ عام 633 حميريه الموافق يوليو 518 ميلاديه
وهو ذات تاريخ النقش JAM 1028 الذي يتحدث عن نفس الموضوع ..
2- سبق نشر هذا النقش من قبل في دراسة متواضعة
------------------------------------------
معمر الشرجبي
ليبركن / الهن / ذلهو/ ذسمين / وارضن / ملكن / يوسف / أسار / يثار / ملك / كل / اشعبن / وليبركن / اقولهمو / ومراسهمو / وعربنهمو / وذكرو / أقولن / لحي عت / وبنيهمو / شرحب ال / يكمل / وهعن / واسار / ولحي عت / يرخم / ومرثد ال / يمجد / بني / مراهمو / ملكن / يوسف / اسار / يثار/ كدهرو / قلسن / وهرجو / أحبشن / بظفر / ذخرعوم /.../ وهرجهمو / ثلث / ماتم / ..... مو/ وكل / كذي / بعلي / اشعرن / ومصنع / شمر / وركبن / ورمع / ومخون /.../ ومتو / بأشعرن / ودهرو / قلسن / وهرجو / وغنمو / احبشن / بمخون / بحورهمو / فرسنيتم / وهربو / كل / ذاسيو / بعلي / مسباهمو / بن / حشيم / وسعلم / يوم /...ود / ارمن / وكذكي / ثني / بعلي / نجرن / ليهعلنن / بنهمو / رهنم / فاو / يحربهمو / يحكك / وكدا / وهبت / رهنن / وستغرو / علهمو / مجرمتم / وكي / وسعو /.../ وخمرتم / اخني / وككل / فيح / يمن / وهبون / ماتم / رهنم / وكجمع / ذهفع / ملكن / وم / وككل / اقولن / واشعبن / وتسباتن / اربعت / عشر / االفم / مهرجتم / واحد / عشر / االفم / سبيم / وتسعي / وثتي / ماتن / االفم / جملم / وبقرم / وعنزم / وكهسطر / ذن / مسَندن / قلن / شرح ال / ذ يزان / كقرن / باشعب / ذهمدن / واعربن / بعلي / نجرن / ثو / يقهن / ملكن / ذ يرضين / اخوتهمو / وجشهمو / ازان / قرن / بعم / ملكن / بمخون / بن / حبشت / ويصنعن / سسلت / مدبن / ورخهو / ذ مذران / ذ لثلثت / وثلثي / وست / ماتم / وبخفرت / سمين / وارضن / واذن / اسدن / ذن / مسندن / بن / كل / خسسَم / سلم / علي / ملكت / حميرم / وتقدم / وسطر / ذن / مسَندن / تممم / بن / معدن / ذ قسم لت / سباين ..
------------------------------------------
المعنى :
ليبارك الله الذي له ( مُلك ) السماوات والأرضين الملك يوسف أســار يثــأر .. ملك كل القبائل ويبارك أقيالهم وقادتهم وأعرابهم ، ويبارك المذكورين من أقيالهم لحيعة وأبنائه شرحبيل يكمل وهعان وأسار ولحيعة يرخم ومرثد إل يمجد أبناء سيدهم الملك يوسف أسار يثأر (وذلك عندما) أحرقوا الكنائس وقاتلوا الأحباش في ظفار وأرعبوهم وقتلوا منهم ثلاثمائة .. وكذلك (حدث لهم في)الاشاعر ومصنعة شمر في ركاب وفي (وادي) رماع والمخا عندما اجتاحوهم ، واحرقوا الكنائس وقتلوا الأحباش في المخا (وتعاون ) الساكنين (في المنطقه مع الجيش) والفرسان ومن وجدوه على طريقهم حصدوهم حصيداً ثم بعث الملك شخصين إلى نجران من اجل قبض الرهائن المفروضه عليهم (على الاحباش) وإلا كان شن الحرب عليهم بلا هواده لكن لم يسلموا الرهائن بل أنهم أغاروا بجريمة (شنعاء) على الحميريين وسعوا الى النيل منهم كثيراً ولكن (في نهاية الأمر) كل رجال قبائل وعشائر اليمن استلموا المئات من الرهائن ومجموع ما انتفعوا به وامتلكوه مع جميع الاقيال والقبائل والمقاتلين (في هذه) الحملة .. أربعة عشر ألف قتيل وأحد عشر ألف أسير ومائتان وتسعون الفاً من الإبل والبقر والماعز ،وقد كُتِبَ هذا النقش عندما كان القيل شرح إل ذي يزن مرابطاً على حصار نجران مع رجال قبائل همدان والبدو حتى أنجز ما أمر به الملك وحاز رضى الملك و إخوتهم وجيشهم اليزني رفاق الملك في المخا .. وقد قام الملك بصنع سلسلة من التحصينات في (باب) المندب (هذاالنقش مؤرخ) في شهر ذو المذرأ عام ستمائة وثلاثة وثلاثون والنقش في حماية رب السماوات والأرض ورعاية وحماية جنوده (الملائكة) لهذا النقش من كل خسيس أومخرب .. وســـلام ( الله وأمانه ) على مملكة حـِمـيـَـر .. كَتَبَ هذا المسند تمــام بن مـعدي ذو قاسم اللات السبئي ..
------------------------------------------
ملاحظات :
1- النقش مؤرخ في شهر ذو المذرأ عام 633 حميريه الموافق يوليو 518 ميلاديه
وهو ذات تاريخ النقش JAM 1028 الذي يتحدث عن نفس الموضوع ..
2- سبق نشر هذا النقش من قبل في دراسة متواضعة
------------------------------------------
معمر الشرجبي
ذو نواس الحميري ومحرقة #المسيحيين
كانت اليمن في أيام الحميريين تجمع الكثير من الديانات منهم من بقي على الوثنية وكان للمسيحيين وجود وكانوا ملوكا على حمير بلإضافة لوجود يهودي قوي فاليهود إن لم يكونوا ملوكا فإن بعض الأشراف وأقيال القبائل كان يهوديا بلا شك. وردت نصوص مثل :"برك وتبرك سم رحمن ذو سمين ويسرائيل وإلهمو رب يهود ذي حرض بدهمو شهرم" وترجمة النص :" تبارك اسم رحمن صاحب السماء إله إسرائيل رب يهود الذي ساعد عبده شهر"
وورد نص يشير إلى استقلال القبائل نماء روح العصبية والتحزب القبلي التي لاتعرف مصلحة سوى مصلحة القبيلة. فورد عن حروب بين كندة ومذحج وأرحب و"ثعلبن" (وقد تكون ثعلبن هذه هي المقصود بها دوس ثعلبان الواردة في كتب الإخباريين ) ومضر في عهد ملك يدعى "معد يكرب يعفر" يرجع الباحثون تاريخ النص المسندي إلى سنة 516 للميلاد ذكر أهل الأخبار أن ملكا يدعى "لخيعة ينوف ذو شناتر" كان قبل ذو نواس ولم تكتشف كتابة بخط المسند تشير إلى ذلك ولا إلى "ذو نواس" بهذا الاسم. فقد ورد اسمه بصيغة "يوسف أسأر" أو "يوسف آزار" لاتوجد إنجازات في عهد يوسف وكل الوارد عنه تحامله على المسيحيين فقد كان ملكا محاربا وقاسيا ولم يبدي شفقة أو تساهل اتجاه أعداء حِميّر. بل أورد السريان قصة أنه أرسل وفدا إلى الحيرة يطلب من ملكها الإقتداء به وقتله المسيحيين في العراق كون المناذرة حلفاء للفرس الذين كانت لهم علاقات جيدة بالحميريين وعداوة وإقتتال مع الرومان وهناك إعتقاد أن الرسالة ملفقة وتعكس أحقاداً مسيحية على اليهود
ورد اسم يوسف بدون لقب ملكي طويل مكتفيا بلقب "ملك يوسف أسأر" فقد كان أقيال القبائل ينافسونه السلطان وإستغل الأحباش هذا الوضع وأعلنوا دعمهم للمسيحيين وشن ذو نواس أو "يوسف أسأر" حملات على مراكز المسيحيين وإستطاع أن يجمع جمعا من القبائل كانت فروعاً من كل من خولان وكندة ومذحج وهمدان وبضعة بيوت وأقيال من حمير وتحديدا من بيت "ذو يزأن" ومنهم الملك شبه الأسطوري سيف بن ذي يزن بلا شك
ترأس زعماء بيوت حميرية رؤوس جيش ذو نواس ذكرت أسماء بعض منهم :
"شرح إيل ذو يزأن" (شراحيل ذو يزأن) ممايعني أنه كان قيلا على بيت ذو يزن الحميري.
"شرحب إيل يكمل"
"شميفع أشوع"
شرح إيل (شراحيل) يقبل
شرحب إيل (شرحبيل) يكمل
شرحبيل أسعد
معاوية بن والعة
نعمة بن مالك
تميم يزيد رئيس بيت "لحيعة ذي جدن"
شنت القَبائل الموالية ليوسف حملات على القبائل والأقيال المسيحيين المناوئين له والمعاونين للأحباش في مشهد يوضح مدى تردي الأوضاع في اليمن وتنامي روح القبيلة التي لاتعرف إلا مصلحتها ولو على حساب استقلال وطنها من عنصر أجنبي غريب. حاول يوسف الحفاظ على استقلالية بلاده ووحدة قبائله وبلغ ذلك منه أنزل والقبائل التي تبعته خسائر ومجازر بالمسيحيين والأحباش في ظفار يريم حيث قتل ما يقارب ثلاثة عشر ألف منهم وهدم "قلسن" وكلمة قلسن أو القليس تعني كنيسة بلسان الحميريين وسحق قبائل الأشاعرة المعاونة للأحباش ثم توجه إلى نجران وقتل هناك ما يقارب إحدى عشر ألف قتيل وهدم الكنيسة المتواجدة هناك ولم يكتشف حتى اللحظة كتابة مسندية تشير إلى حريق باستثناء كتابات السريان والبيزنطة وهي كتابات وإن غلب عليها التعاطف مع المسيحيين إلا أنها تحكي مايدعم الوارد في نقوش عن قسوة يوسف أزار وأفعاله بحق الأحباش والمسيحيين فقد ذكر شمعون الأرشمي أنه كتب الوقائع إستنادا على روايات شهود عيان رأوا الحميريين يجمعون النساء والأطفال والرهبان في كنيسة نجران وأحرقوا الكنيسة بمن فيها النصان المكتشفان اللذان يشيران ليوسف لم يشيرا إلى مجازر في مأرب وحضرموت. ذكر النص مجازر في ظفار يريم والمخا ونجران المصادر التي تشير إلى مجازر في مأرب وحضرموت هي مصادر سريانية وبيزنطية
وقد يكون للوارد في كتب أهل الأخبار صحة لورود اسم "دوس ثعلبن" في عداد القبائل المعادية لذو نواس وقد أورد أهل الأخبار أن رجلا منهم ذهب إلى ملك بيزنطة طلبا للنجدة أمد الملك البيزنطي جستنيان الأول كما ورد في كتاب المؤرخ بروكوبيوس الأحباش بأسطول دخل اليمن عن طريق ساحلها الغربي المطل على أثيوبيا وقتل ذو نواس في المعارك عام 525 - 527 وبذلك وضع المؤرخون نهاية مملكة حمير أصبحت المناطق الغربية لجنوب شبه الجزيرة العربية مملكة تابعة لروما وعليها حميري يدعى شميفع أشوع سمى نفسه ملك سبأ قلت الكتابات المسندية كثيرا بعد هذه الفترة وإنقطعت تماما أواسط القرن السادس فلا يعرف الكثير عن اليمن بعد سيطرة ملك مملكة أكسوم كالب الذي ظن الرومان أن بدعمه سيتم تأمين الطريق التجارية عبر اليمن وهو مالم يحدث ولم تنجح الحملة الرومانية ـ الحبشية إلا في قتل ذو نواس وإنقاذ المسيحيين.
كانت اليمن في أيام الحميريين تجمع الكثير من الديانات منهم من بقي على الوثنية وكان للمسيحيين وجود وكانوا ملوكا على حمير بلإضافة لوجود يهودي قوي فاليهود إن لم يكونوا ملوكا فإن بعض الأشراف وأقيال القبائل كان يهوديا بلا شك. وردت نصوص مثل :"برك وتبرك سم رحمن ذو سمين ويسرائيل وإلهمو رب يهود ذي حرض بدهمو شهرم" وترجمة النص :" تبارك اسم رحمن صاحب السماء إله إسرائيل رب يهود الذي ساعد عبده شهر"
وورد نص يشير إلى استقلال القبائل نماء روح العصبية والتحزب القبلي التي لاتعرف مصلحة سوى مصلحة القبيلة. فورد عن حروب بين كندة ومذحج وأرحب و"ثعلبن" (وقد تكون ثعلبن هذه هي المقصود بها دوس ثعلبان الواردة في كتب الإخباريين ) ومضر في عهد ملك يدعى "معد يكرب يعفر" يرجع الباحثون تاريخ النص المسندي إلى سنة 516 للميلاد ذكر أهل الأخبار أن ملكا يدعى "لخيعة ينوف ذو شناتر" كان قبل ذو نواس ولم تكتشف كتابة بخط المسند تشير إلى ذلك ولا إلى "ذو نواس" بهذا الاسم. فقد ورد اسمه بصيغة "يوسف أسأر" أو "يوسف آزار" لاتوجد إنجازات في عهد يوسف وكل الوارد عنه تحامله على المسيحيين فقد كان ملكا محاربا وقاسيا ولم يبدي شفقة أو تساهل اتجاه أعداء حِميّر. بل أورد السريان قصة أنه أرسل وفدا إلى الحيرة يطلب من ملكها الإقتداء به وقتله المسيحيين في العراق كون المناذرة حلفاء للفرس الذين كانت لهم علاقات جيدة بالحميريين وعداوة وإقتتال مع الرومان وهناك إعتقاد أن الرسالة ملفقة وتعكس أحقاداً مسيحية على اليهود
ورد اسم يوسف بدون لقب ملكي طويل مكتفيا بلقب "ملك يوسف أسأر" فقد كان أقيال القبائل ينافسونه السلطان وإستغل الأحباش هذا الوضع وأعلنوا دعمهم للمسيحيين وشن ذو نواس أو "يوسف أسأر" حملات على مراكز المسيحيين وإستطاع أن يجمع جمعا من القبائل كانت فروعاً من كل من خولان وكندة ومذحج وهمدان وبضعة بيوت وأقيال من حمير وتحديدا من بيت "ذو يزأن" ومنهم الملك شبه الأسطوري سيف بن ذي يزن بلا شك
ترأس زعماء بيوت حميرية رؤوس جيش ذو نواس ذكرت أسماء بعض منهم :
"شرح إيل ذو يزأن" (شراحيل ذو يزأن) ممايعني أنه كان قيلا على بيت ذو يزن الحميري.
"شرحب إيل يكمل"
"شميفع أشوع"
شرح إيل (شراحيل) يقبل
شرحب إيل (شرحبيل) يكمل
شرحبيل أسعد
معاوية بن والعة
نعمة بن مالك
تميم يزيد رئيس بيت "لحيعة ذي جدن"
شنت القَبائل الموالية ليوسف حملات على القبائل والأقيال المسيحيين المناوئين له والمعاونين للأحباش في مشهد يوضح مدى تردي الأوضاع في اليمن وتنامي روح القبيلة التي لاتعرف إلا مصلحتها ولو على حساب استقلال وطنها من عنصر أجنبي غريب. حاول يوسف الحفاظ على استقلالية بلاده ووحدة قبائله وبلغ ذلك منه أنزل والقبائل التي تبعته خسائر ومجازر بالمسيحيين والأحباش في ظفار يريم حيث قتل ما يقارب ثلاثة عشر ألف منهم وهدم "قلسن" وكلمة قلسن أو القليس تعني كنيسة بلسان الحميريين وسحق قبائل الأشاعرة المعاونة للأحباش ثم توجه إلى نجران وقتل هناك ما يقارب إحدى عشر ألف قتيل وهدم الكنيسة المتواجدة هناك ولم يكتشف حتى اللحظة كتابة مسندية تشير إلى حريق باستثناء كتابات السريان والبيزنطة وهي كتابات وإن غلب عليها التعاطف مع المسيحيين إلا أنها تحكي مايدعم الوارد في نقوش عن قسوة يوسف أزار وأفعاله بحق الأحباش والمسيحيين فقد ذكر شمعون الأرشمي أنه كتب الوقائع إستنادا على روايات شهود عيان رأوا الحميريين يجمعون النساء والأطفال والرهبان في كنيسة نجران وأحرقوا الكنيسة بمن فيها النصان المكتشفان اللذان يشيران ليوسف لم يشيرا إلى مجازر في مأرب وحضرموت. ذكر النص مجازر في ظفار يريم والمخا ونجران المصادر التي تشير إلى مجازر في مأرب وحضرموت هي مصادر سريانية وبيزنطية
وقد يكون للوارد في كتب أهل الأخبار صحة لورود اسم "دوس ثعلبن" في عداد القبائل المعادية لذو نواس وقد أورد أهل الأخبار أن رجلا منهم ذهب إلى ملك بيزنطة طلبا للنجدة أمد الملك البيزنطي جستنيان الأول كما ورد في كتاب المؤرخ بروكوبيوس الأحباش بأسطول دخل اليمن عن طريق ساحلها الغربي المطل على أثيوبيا وقتل ذو نواس في المعارك عام 525 - 527 وبذلك وضع المؤرخون نهاية مملكة حمير أصبحت المناطق الغربية لجنوب شبه الجزيرة العربية مملكة تابعة لروما وعليها حميري يدعى شميفع أشوع سمى نفسه ملك سبأ قلت الكتابات المسندية كثيرا بعد هذه الفترة وإنقطعت تماما أواسط القرن السادس فلا يعرف الكثير عن اليمن بعد سيطرة ملك مملكة أكسوم كالب الذي ظن الرومان أن بدعمه سيتم تأمين الطريق التجارية عبر اليمن وهو مالم يحدث ولم تنجح الحملة الرومانية ـ الحبشية إلا في قتل ذو نواس وإنقاذ المسيحيين.
فأحد قادة الجيش خلع كالب وقتل شميفع وأعلن نفسه ملكا في العام 531 - 533 وعرف هذا القائد باسم أبرهة وورد نص واحد يشير إلى تمرد من قبل ابن شميفع أشوع الذي عين ممثلا ، ونص يشير إلى قبائل معد والنص الذي يتحدث عن معد قصير للغاية ولم تكن ثورة بمعنى ثورة كل ماجاء في الكتابة أنه سار بنفسه نحوهم وقدموا أبنائهم رهائن تعهدا بعدم خروجها عليه وترميمه لسد مأرب كذلك نسبت إليه قصة أصحاب الفيل ولم يرد في ذكرها نقش ولا أثر سواء من قبل أعداءه الحميريين أو من مؤرخي بيزنطة. ولم يحكم الأكسوميين العربية الجنوبية كاملة فإقتصر وجودهم على المناطق الغربية وصنعاء أما باقي المناطق فكانت خاضعة للأقيال النص الذي تحدث عن ابن 'شميفع أشوع " كانت محاولة للخروج على هذا الأبرهة من ملك كندة " يزيد بن كبشت " (يزيد بن كبشة) بمعاونة من أقيال "ذو خليل " و"ذو يزأن " و"مرثد " وكان من بينهم ابن شميفع أشوع. أما أبرهة فقد عاونته همدان و"ذي معاهر " وحضرموت و"ذو كلاع" وعدد من القبائل الأخرى التي لايعرف عنها شيء في العصر الحالي، وأستطاع أبرهة وجمعه مقارعة سيد بني كندة وتوصلوا لهدنة عقب وصول الأخبار أو "أصوات البكاء" كما يذكر النص عن تصدع أصاب سد مأرب
لايوجد نقش يشير إلى الحقبة الفارسية في اليمن فتاريخ اليمن يكاد يكون مجهولا خلال هذه الفترة سوى ماتوارد عن كتابات فارسية بسيطة عن وهرز قائد الكتيبة الفارسية التي ساعدت الحميريين على طرد أبرهة (أو أحد أبنائه) وإخضاع القبائل المسيحية عام 570 - 573 للميلاد وكان سيف بن ذي يزن يهوديا ودخل اليمن عصرا من الإنحطاط قبيل الإسلام مما مكن مكة بأن تصبح مركزا تجاريا مهما بل ربما الأهم في الجزيرة العربية لبعدها عن مراكز الصراع حكم الحميريين كاذواء فلا سلطة حقيقية تذكر لهم خلال هذه الفترة إلا على قبائلهم ويقول صاحب المفصل :" أستطيع أن أقول إن حكم الفرس كان حكمًا شكليًّا، مقتصرًا على بعض المواضع، أما الحكم الواقعي فكان للأقيال. ولا عبرة لما نقرأه في الموارد الإسلامية من استيلاء الفرس على اليمن، لأن هذه الموارد تناقض نفسها حين تذكر أسماء الأقيال الذين كانوا يحكمون مقاطعات واسعة في أيام حكم الفرس لليمن، وكان منهم من لقب نفسه بلقب ملك، وكان له القول والفعل في أرضه، ولا سلطان للعامل الفارسي عليه" وتمت المبالغة في تصوير حكم أكسوم وفارس لتصوير الإسلام على أنه جالب الحرية والاستقلال للعرب فكما يقرأ من التاريخ لمتناقض في كتابات أهل الأخبار قبيلة واحدة من قبائل اليمن (مذحج) إستطاعت طرد الفرس دون عناء بقيادة الأسود العنسي إستفرد أحد الساتراب بالحكم في العام 598 ميلادية ودخل أحد هولاء إلى الإسلام حتى طردهم الأسود العنسي وأعلن نفسه نبيا وملكا على اليمن وقتله مسلمون يمنيون وأحد بقايا الفرس المدعو فيروز الديلمي.
لايوجد نقش يشير إلى الحقبة الفارسية في اليمن فتاريخ اليمن يكاد يكون مجهولا خلال هذه الفترة سوى ماتوارد عن كتابات فارسية بسيطة عن وهرز قائد الكتيبة الفارسية التي ساعدت الحميريين على طرد أبرهة (أو أحد أبنائه) وإخضاع القبائل المسيحية عام 570 - 573 للميلاد وكان سيف بن ذي يزن يهوديا ودخل اليمن عصرا من الإنحطاط قبيل الإسلام مما مكن مكة بأن تصبح مركزا تجاريا مهما بل ربما الأهم في الجزيرة العربية لبعدها عن مراكز الصراع حكم الحميريين كاذواء فلا سلطة حقيقية تذكر لهم خلال هذه الفترة إلا على قبائلهم ويقول صاحب المفصل :" أستطيع أن أقول إن حكم الفرس كان حكمًا شكليًّا، مقتصرًا على بعض المواضع، أما الحكم الواقعي فكان للأقيال. ولا عبرة لما نقرأه في الموارد الإسلامية من استيلاء الفرس على اليمن، لأن هذه الموارد تناقض نفسها حين تذكر أسماء الأقيال الذين كانوا يحكمون مقاطعات واسعة في أيام حكم الفرس لليمن، وكان منهم من لقب نفسه بلقب ملك، وكان له القول والفعل في أرضه، ولا سلطان للعامل الفارسي عليه" وتمت المبالغة في تصوير حكم أكسوم وفارس لتصوير الإسلام على أنه جالب الحرية والاستقلال للعرب فكما يقرأ من التاريخ لمتناقض في كتابات أهل الأخبار قبيلة واحدة من قبائل اليمن (مذحج) إستطاعت طرد الفرس دون عناء بقيادة الأسود العنسي إستفرد أحد الساتراب بالحكم في العام 598 ميلادية ودخل أحد هولاء إلى الإسلام حتى طردهم الأسود العنسي وأعلن نفسه نبيا وملكا على اليمن وقتله مسلمون يمنيون وأحد بقايا الفرس المدعو فيروز الديلمي.