اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.2K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن
ربما تكره النفوس من الأمر .... له فرجة كحل العقال
ووصل خبر بأن ظفار حضرموت دخله طائفة من البحر استولوا عليه، وأنه حصل حرب فيما بين الفضلي ويافع، والله أعلم.
وكتبت يافع إلى حسين بن علي بن المتوكل: إنك إذا احتجت إلينا أعنَّاك، فأشار عليه من أشار من أصحابه: لا تركن عليهم فإنهم لا يؤمنوا على الجميع.
وفي خامس جمادى هذا وصل الخبر بأن صاحب المنصورة مريض، وأنه كان أراد الخروج، فاعتقل بسبب المرض، فسكن الحال مع الناس هذه الأيام، وأحاط إسحاق وإبراهيم ابني أحمد بن الحسن بحسين بن علي بن المتوكل، فإبراهيم سكن ظَلْمَة وإسحاق صُهْبان .
[132/أ] وفي ثالث عشر شهر رجب وصل الخبر بأنه حصل فيما بين إبراهيم بن أحمد بن الحسن وبين حسين بن علي بن المتوكل حرب، فكان ذلك أول فتح بين المذكورين. وذلك أن إبراهيم بن أحمد بن الحسن تحرك من ظلمة إلى سد مشورة المطل على العدين، فترجح لحسين بن علي بن المتوكل اللقيا له إلى ذلك المحل واحتربوا، فوقع القتل بين الطائفتين، ثم انهزم أصحاب إبراهيم واحتاز إبراهيم في بعض البيوت هنالك. وكان المباشر للحرب الأمير فرج، ثم أغار قاسم بن علي بن المتوكل والشيخ حسين بن محمد الوادعي من عند حسين بن علي بن المتوكل، فأحاطوا به في الدار، وما زالوا يرمون من داخل أصتاب من ذلك جماعة، ومنهم الشيخ حسين بن محمد الوادعي برصاصتين، وكان ذلك يوم الأحد حادي عشر رجب الفرد في شهر الله الحرام. وكان القتل من أصحاب حسين بن علي كثير، وكذلك من أصحاب إبراهيم، أولاً كان القتل في أصحاب إبراهيم وآخره كان في أصحاب حسين بن علي. فمن أصحاب إبراهيم نحو خمسة وعشرين نفراً ومثلهم مصاويب في حرب اليوم الأول، وفي اليوم الثاني كثير، وأكثر القتل في اليوم الثاني في أصحاب حسين، لما أقبلت الغواير من الجانبين من إسحاق وغيره، ثم اهتزم أصحاب حسين بن علي إلى إبّ وجبلة وتفرقوا وتمزقوا إلى كل جهة. وحينئذٍ خطب محسن بن المهدي بالغراس لصنوه في يوم الجمعة ثالث وعشرين شهر رجب، فلم يعجب القاضي عبد الواسع خطيب الغراس ودخل صنعاء فخطب غيره. ويوسف بن المتوكل حال أن بلغه هذا الحادث أرسل بقدر مائتين رئيسهم القاضي يحيى جباري مأموراً من عنده بالإصلاح إن حصل، وإلا كان يداً مع حسين بن علي بن المتوكل.
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن

واكتف ذلك الأمر الذي جرى، بعدما وقع ومضى. وكان جملة القتلى من الجانبين كما قيل: ستين قتيلاً .
قال الراوي: وسبب حصول الحرب في سد مشورة أن إبراهيم لما جاء له الرأي من صاحب المنصورة بالمناجزة نزل من ظلمة أطراف بلاد حبيش التي إليه إلى سد مشورة، وبرز فيها خيامه، يريد النزول على قصد جبلة لفتحها، وكان حسين بن علي فيها، فتلقاه عسكره إلى سد مشورة وفيهم من الرؤساء معه أخوه قاسم والشيخ حسين وفرج العبد فكان الحرب هنالك، ثم احتاز إبراهيم إلى بيت من أطراف بلاد حبيش، فخاطبوه في الذمة، وأنه يخرج من الدار ويرجع إلى ظلمة، فساعد في الظاهر وهو مضمر خلافه، ولعله باختياره إنما يريد به الخديعة، فتقرب الشيخ حسين بغروره إلى جنابه، هو وجماعة من أصحابه ينتظرون خروجه، فرموه من الدار فقتل واحتزوا رأسه وقتلوا الذين معه. ثم انكسر أصحاب حسين بن علي، فحين رأى حسين بن علي هذا الواقع واجتماع الغارات دخل في الصلح لصاحب المنصورة، ووضعوا الأمان لأهل جبلة وسائر البلاد إلى رأس سمارة[134/أ]. والشيخ حسين المقتول وقع معه عدم النظر في العواقب، وأن الأمان ليس وضعه في الحروب من الخارج حيث قد انحصر إحدى الطائفتين، وإن حصل ذلك كان على جهة التباعد والاحتراس وعدم التساهل، لأن قلوب المتحاربين تكون محترقة، وكل منهم يتربص بصاحبه الفرصة سيما من له رئاسة في الحروب؛ لأن نكايته وهلاكه انكسار قومه، قال صاحب (الغرر الواضحة والمساوئ الفاضحة) في باب ذم التصدي للهلكة ممن لا يطيق بها ملكه قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ } .
وقال تعالى: {خُذُوا حِذْرَكُمْ } .
وقالوا: الشجاعة تغرير والتغرير مفتاح الهلكة، وقال يزيد بن المهلب : الإقدام على الهلكة تغرير، والإحجام عن الفرصة جبن. وأنشد لجمال الدين بن الحسين :
ركوبك الأمر ما لم تبد فرصته .... جهل ورأيك في الإقحام تغرير
فاعمل صواباً وخذ بالحزم مأثرة .... فلن يدوم لأهل الحزم تدبير
ويقال: أهوت إلى يزيد بن المهلب حية فلم يتَوقَها، فقال له أبوه: ضيعت الحزم من حيث حفظت الشجاعة، وقال الشريف الرضي :
العزم في غير وقت العزم معجزةً .... والإدبار بغير العقل نقصان
ويقال: من قاتل بغير نجدة، وخاصم بغير حجة، وصارع بغير قوة، فقد أعظم الخطر، وأكثر الغرر، وقال بعض الحكماء: من أعرض عن الحذر والاحتراس، وبنى أمره على غير أساس أزال عنه العز، واستولى عليه العجز، فصار من يومه في نحس، ومن غده في لبس.
وفي كتاب الهند الحازم يحذر عدوه على كل حال[134/ب]، ويحذر مواثبته إن قرب وغارته إن بعد، وكمينه إن تبع، ومكره إن انفرد، واستطراده إذا ولي. وقال أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد: إذا دخلت أرض العدو فكن بعيداً عن الجملة، فإني لا آمن عليك الجولة، وقول الشاعر :
ومن يأمن الأعداء لا بد أنه .... سيلقى بهم في موقف الموت مصرعا