سليمان المهري .. أمير الملاحة ومعلم البحر
سليمان المهري أمير الملاحة ومعلم البحر، أحد أعلام الملاحة البحرية العربية، وصاحب العمدة المهرية، فماذا عن حياته وإسهاماته ومؤلفاته؟
يُعدُّ الرُّبَّان سليمان المهري (النصف الأول من القرن العاشر هجريًّا= السادس عشر ميلاديًّا)، الذي أُطلق عليه "معلِّم البحر"، من الربابنة العرب الذين أرسوا قواعد الملاحة على أسس وقوانين ووضعوا تقاليدًا ودستورًا راسخًا للبحر، تمتدُّ فروعه إلى دساتير البحر المعروفة اليوم عند الأمم البحريَّة القديمة؛ بل يُعتبر أحد رواد الملاحة البحريَّة ورموزها، الذين أضافوا إلى مكتبة العلوم البحريَّة العربيَّة والإسلاميَّة رصيدًا كبيرًا من العلوم البحريَّة والمعارف الملاحية، لعلَّ أشهرها كتابيه: "العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية"، "المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر".
اسم سليمان المهري ونسبه
سليمان بن أحمد بن سليمان المهري، ربَّان بحري وعالم فلكي عربي، من مدينة الشحَّر على الساحل الجنوبي لحضرموت ببلاد اليمن، يمتدُّ نسب المهري إلى قبيلة مهرة بن حيدان من قضاعة؛ حيث ينحدر من فرع آل باعوين المهرية، الذين اتَّخذوا مدينة الشحر موطنًا لها، وأبلت هذه القبيلة بلاءً حسنًا في الدفاع عن مدينة الشحر حين تعرَّضت لغزوات القراصنة البرتغاليُّون في القرن العاشر الهجري، ويذكر الزركلي أنَّ المهري كان من سكَّان بلدة سُقُطْرَى، وهي أرخبيل يمني مكوَّن من ستِّ جُزُر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي بالقرب من خليج عدن، وقد اشتهر سليمان المهري في (القرن التاسع والعاشر الهجريَّين= الخامس والسادس عشر الميلاديَّين).
نشأة سليمان المهري
كانت مدينة الشحر إحدى البلاد اليمنيَّة التي اشتهر سكَّانها بالملاحة، وكانت من المراكز التعليميَّة الهامَّة في جنوب الجزيرة العربيَّة، وفيها تلقَّى الشيخ سليمان بن أحمد المهري علومه على يد كبار المشايخ، وأظهر تفوُّقًا في تحصيلها والإلمام بها خاصَّةً علوم الفلك وشئون الملاحة.
بين ابن ماجد وسليمان المهري
كان الشيخ سليمان المهري معاصرًا لأسد البحار أحمد بن ماجد (حوالي ٨٣٦-٩٢٣هـ= ١٤٣٢–١٥١٧م)، وقد اعتبر الزركلي -وعنه أخذ آخرون- أنَّ المهري تلميذ ابن ماجد، وأنَّه أخذ العلم على مؤلَّفاته، وأنَّه الممثِّل العربي الثاني للجغرافيا الملاحيَّة بعد أحمد بن ماجد.
وفي هذا الصدد يردُّ الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف اليمني، يقول: "الشيخان المهري وابن ماجد خاضا التجربة وعراكها على سطح المحيط الهندي، ولكنَّهما عاشا في موقعين مختلفين؛ فالمهري من قاطني ميناء الشحر الواقع على الشاطئ الجنوبي لجزيرة العرب، وعلى مدخل خليج عدن وعلى خط طول 49 درجة 34 ق وعرض 14 درجة 44 ق، وابن ماجد من قاطني ميناء جلفار (رأس الخيمة الآن) الواقعة على خليج عمان بخط طول 56 درجة 4 ق وعرض 25 درجة 38 ق، وليس بينهما فاصل زمني كبير يُمكِّن الخلف من الإبداع وتفنيد آراء معاصريه، مع صعوبة التواصل بينهما، وإن تمَّ هذا التواصل فلم يكن عميقًا ومؤثِّرًا على ما يبدو، فلم يُشِرْ كلٌّ من الشيخين للآخر في كتبه سواء على سبيل الذكر أو النقل أو التفنيذ؛ ففي الفترة التي يُجرِّب ويختبر الأوَّل البحر ويختزن حصيلته العلميَّة ويُدوِّن ملاحظاته ومعلوماته المستجدَّة في سبيل إرشاداته، كان الثاني يقوم بالتجربة نفسها وتتمُّ معه العمليَّة نفسها تخزين الحصيلة العلمية، ولذلك عندما يُقال: إنَّ المهري يشرح ما يُورد معاصره ابن ماجد من معلومات؛ فإنَّه إنَّما يعمق ويُضيف -أيضًا- وِفْقَ تجربته هو واستنتاجاته في موقعه، فليس في هذا تقليدٌ بل تأكيدٌ لتجربة ابن ماجد وإغناء لها؛ فالاثنان كما قلنا خاضا التجربة على معتركٍ واحد، والأحرى القول: إنَّ مؤلَّفات المهري تأكيدٌ لمعارف ابن ماجد وليس شرحًا لها، إنَّ منهجه في البحث هو أسلوب مفكِّري عصره عامَّة".
نشاط سليمان المهري البحري
تقع فترة نشاط سليمان المهري في النصف الأوَّل من القرن (العاشر الهجري= السادس عشر)، عندما عرف ربَّانًا خبيرًا في البحار، وقد جاب سواحل إفريقيا الشرقية وسواحل الهند وجزر الملايو ووصف خطوط الملاحة لهذه الجزر.
قيمة المهري في الجغرافيا الملاحية
أضاف سليمان المهري كثيرًا إلى علم البحار، وصحَّح الأرقام الخاصَّة بالجداول البحريَّة التي أوردها ابن ماجد، ورتَّب المسافات البحريَّة الموافقة للارتفاعات المختلفة المقيسة بالأصابع لتحديد الأمكنة على الخريطة البحريَّة.
وقد وصل المـَهْري إلى نتيجةٍ مفادها أنَّ المعرفة بالشئون البحريَّة إنَّما تقوم على أساسٍ مزدوجٍ من سلامة التفكير والخبرة العمليَّة، وأشار دي سلان De Slane إلى أسلوب المهري ووصفه أنَّه يحفل بالغرابة وكثرة المصطلحات الفنِّيَّة التي لايتسنَّى فهمها إلَّا لملَّاحي المحيط الهندي دون غيرهم.
وعلى الرغم من أنَّ نشاط المهري كان في عهد سيطرة البرتغاليِّين، فإنَّه لم يتأثَّر بهم؛ بل كان مذهبه العلمي في ال
سليمان المهري أمير الملاحة ومعلم البحر، أحد أعلام الملاحة البحرية العربية، وصاحب العمدة المهرية، فماذا عن حياته وإسهاماته ومؤلفاته؟
يُعدُّ الرُّبَّان سليمان المهري (النصف الأول من القرن العاشر هجريًّا= السادس عشر ميلاديًّا)، الذي أُطلق عليه "معلِّم البحر"، من الربابنة العرب الذين أرسوا قواعد الملاحة على أسس وقوانين ووضعوا تقاليدًا ودستورًا راسخًا للبحر، تمتدُّ فروعه إلى دساتير البحر المعروفة اليوم عند الأمم البحريَّة القديمة؛ بل يُعتبر أحد رواد الملاحة البحريَّة ورموزها، الذين أضافوا إلى مكتبة العلوم البحريَّة العربيَّة والإسلاميَّة رصيدًا كبيرًا من العلوم البحريَّة والمعارف الملاحية، لعلَّ أشهرها كتابيه: "العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية"، "المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر".
اسم سليمان المهري ونسبه
سليمان بن أحمد بن سليمان المهري، ربَّان بحري وعالم فلكي عربي، من مدينة الشحَّر على الساحل الجنوبي لحضرموت ببلاد اليمن، يمتدُّ نسب المهري إلى قبيلة مهرة بن حيدان من قضاعة؛ حيث ينحدر من فرع آل باعوين المهرية، الذين اتَّخذوا مدينة الشحر موطنًا لها، وأبلت هذه القبيلة بلاءً حسنًا في الدفاع عن مدينة الشحر حين تعرَّضت لغزوات القراصنة البرتغاليُّون في القرن العاشر الهجري، ويذكر الزركلي أنَّ المهري كان من سكَّان بلدة سُقُطْرَى، وهي أرخبيل يمني مكوَّن من ستِّ جُزُر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي بالقرب من خليج عدن، وقد اشتهر سليمان المهري في (القرن التاسع والعاشر الهجريَّين= الخامس والسادس عشر الميلاديَّين).
نشأة سليمان المهري
كانت مدينة الشحر إحدى البلاد اليمنيَّة التي اشتهر سكَّانها بالملاحة، وكانت من المراكز التعليميَّة الهامَّة في جنوب الجزيرة العربيَّة، وفيها تلقَّى الشيخ سليمان بن أحمد المهري علومه على يد كبار المشايخ، وأظهر تفوُّقًا في تحصيلها والإلمام بها خاصَّةً علوم الفلك وشئون الملاحة.
بين ابن ماجد وسليمان المهري
كان الشيخ سليمان المهري معاصرًا لأسد البحار أحمد بن ماجد (حوالي ٨٣٦-٩٢٣هـ= ١٤٣٢–١٥١٧م)، وقد اعتبر الزركلي -وعنه أخذ آخرون- أنَّ المهري تلميذ ابن ماجد، وأنَّه أخذ العلم على مؤلَّفاته، وأنَّه الممثِّل العربي الثاني للجغرافيا الملاحيَّة بعد أحمد بن ماجد.
وفي هذا الصدد يردُّ الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف اليمني، يقول: "الشيخان المهري وابن ماجد خاضا التجربة وعراكها على سطح المحيط الهندي، ولكنَّهما عاشا في موقعين مختلفين؛ فالمهري من قاطني ميناء الشحر الواقع على الشاطئ الجنوبي لجزيرة العرب، وعلى مدخل خليج عدن وعلى خط طول 49 درجة 34 ق وعرض 14 درجة 44 ق، وابن ماجد من قاطني ميناء جلفار (رأس الخيمة الآن) الواقعة على خليج عمان بخط طول 56 درجة 4 ق وعرض 25 درجة 38 ق، وليس بينهما فاصل زمني كبير يُمكِّن الخلف من الإبداع وتفنيد آراء معاصريه، مع صعوبة التواصل بينهما، وإن تمَّ هذا التواصل فلم يكن عميقًا ومؤثِّرًا على ما يبدو، فلم يُشِرْ كلٌّ من الشيخين للآخر في كتبه سواء على سبيل الذكر أو النقل أو التفنيذ؛ ففي الفترة التي يُجرِّب ويختبر الأوَّل البحر ويختزن حصيلته العلميَّة ويُدوِّن ملاحظاته ومعلوماته المستجدَّة في سبيل إرشاداته، كان الثاني يقوم بالتجربة نفسها وتتمُّ معه العمليَّة نفسها تخزين الحصيلة العلمية، ولذلك عندما يُقال: إنَّ المهري يشرح ما يُورد معاصره ابن ماجد من معلومات؛ فإنَّه إنَّما يعمق ويُضيف -أيضًا- وِفْقَ تجربته هو واستنتاجاته في موقعه، فليس في هذا تقليدٌ بل تأكيدٌ لتجربة ابن ماجد وإغناء لها؛ فالاثنان كما قلنا خاضا التجربة على معتركٍ واحد، والأحرى القول: إنَّ مؤلَّفات المهري تأكيدٌ لمعارف ابن ماجد وليس شرحًا لها، إنَّ منهجه في البحث هو أسلوب مفكِّري عصره عامَّة".
نشاط سليمان المهري البحري
تقع فترة نشاط سليمان المهري في النصف الأوَّل من القرن (العاشر الهجري= السادس عشر)، عندما عرف ربَّانًا خبيرًا في البحار، وقد جاب سواحل إفريقيا الشرقية وسواحل الهند وجزر الملايو ووصف خطوط الملاحة لهذه الجزر.
قيمة المهري في الجغرافيا الملاحية
أضاف سليمان المهري كثيرًا إلى علم البحار، وصحَّح الأرقام الخاصَّة بالجداول البحريَّة التي أوردها ابن ماجد، ورتَّب المسافات البحريَّة الموافقة للارتفاعات المختلفة المقيسة بالأصابع لتحديد الأمكنة على الخريطة البحريَّة.
وقد وصل المـَهْري إلى نتيجةٍ مفادها أنَّ المعرفة بالشئون البحريَّة إنَّما تقوم على أساسٍ مزدوجٍ من سلامة التفكير والخبرة العمليَّة، وأشار دي سلان De Slane إلى أسلوب المهري ووصفه أنَّه يحفل بالغرابة وكثرة المصطلحات الفنِّيَّة التي لايتسنَّى فهمها إلَّا لملَّاحي المحيط الهندي دون غيرهم.
وعلى الرغم من أنَّ نشاط المهري كان في عهد سيطرة البرتغاليِّين، فإنَّه لم يتأثَّر بهم؛ بل كان مذهبه العلمي في ال
تأليف شرقيًّا خالصًا.
على أنَّ الأهم أنَّ منهج الشيخ سليمان المهري كان معتمدًا على التجرية والملاحظة؛ فقد ترعرع المهري وعاش على شاطئ المحيط الهندي يُراقب هيجانه وهدوءه، ويُلاحظ تغيُّرات الأنواء فيه وهبوب الرياح عليه، ولذلك جاءت معارفه مستنبطة من التجربة الحقَّة، فإنَّه في مواقع كثيرة من كتابه "العمدة المهرية في العلوم البحرية" يُؤكِّد على المعارف التجريبيَّة؛ فعنده أنَّ التجربة أثبت وأوفى من النظريَّة، والتي يُكنِّيها بالمعارف العقليَّة، ولكنَّه مع ذلك لا يستهين بها، ولا يتمُّ كمال المعرفة إلَّا بتوافرهما معًا، وفي ذلك يقول: "فإن قيل أصح العقلي أم التجريبي؟! أقول: أي. فإن قال قائل: أي العلمين أصح؛ العقلي أم التجريبي؟! قلت: وفي بعض التجريب، وفي بعض العقل. أقول: أي بعض العقليَّات أصحُّ من بعض التجريبيَّات وبعض التجريبيَّات أصحُّ من بعض العقليَّات. وهذا البحث أعلى المراتب لأنَّه يحتاج الى تمييز العقليَّات من التجريبيَّات وترجيح بعضهما على بعض، وكذلك لمحقِّقي الفن. قلت أمَّا الدير والمواسم تجريبٌ محض، وتصوير الكواكب في الأفلاك وقواعد الحساب في الأعداد والأرقاق وما تولَّد منهما عقلٌ محض، والقياسات والمسافات تجريبٌ وعقل". وفي مقامٍ آخر من كتابه نفسه يقول: (أقول: أي أصل علم البحر، إنَّما هو مستخرج من نظر العقل مع استكمال التجربة، وهما أصلان له).
ومن خلال إيمانه بثبوت التجربة كأصلٍ من أصول علم البحار وفنِّ الملاحة، فإنَّه لا يقتنع بما أورده السلف وما وضعوه من نظريَّات؛ بل كان يُطابق النظريَّة بتجربته، فإن توافقت وإلَّا فإنَّه يُعارضها، ويعتمد ما جرَّبه، وفي ذلك يقول: (وأمَّا وضعي من الأوزام في الترفات وما بين الأخنان التي وضعتها في كتابي المسمَّى بالمنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر، فهو أقرب للصحَّة من صنعهم المتقدِّم).
فالتجربة عنده أساسيَّة لاستكمال بلوغ أعلى المراتب في علم البحار، وما دام أساس علم الملاح المهري مصدره التجربة بتوافقها مع النظريَّة، فإنَّ ما كتبه سلفه من الربابنة وعلماء الفلك، وهم الذين خاضوا التجربة في مواقع تختلف عن موقع تجربته وأقاموا عليها نظرياتهم وعلمهم أنَّ ما كتبه هؤلاء لا يتَّفق في بعضه مع ما توصَّل إليه من نتائج ووضعه من نظريَّات، ولذا نشأ خلافٌ بيِّنٌ في المعارف، ولم يُناقشها أحدٌ من الباحثين؛ فلقد كانت مصنَّفات ابن ماجد ومن سبقه من الرحَّالة والملَّاحين العرب أكثر شهرةً وانتشارًا من مصنَّفات المهري، التي اكتُشفت ملحقة في مجلَّدٍ واحدٍ برسائل ابن ماجد.
مؤلَّفات المهري البحرية
انعكس التفوُّق العلمي للمهري على مصنَّفاته القيمة عن الملاحة والعلوم الفلكيَّة والبحريَّة، ولتبحُّر سليمان المهري في العلوم؛ فقد اجتهد في تأليف عشرات الكتب في علوم البحر وأنوائه، وأحوال النجوم والرياح، ووصف الطرق البحرية بين بلاد العرب، والبلدان المجاورة، من الهند وجاوة والصين، وهي مكتوبة نثرًا بأجمعها في باريس، ومن أهم مصنَّفات الشيخ سليمان المهري:
1- قلادة الشموس واستخراج قواعد الأسوس.
2- تحفة الفحول في تمهيد الأصول: شرح فيها طريقة العلماء القدامى في مختلف فروع العلوم.
3- شرح تحفة الفحول في تمهيد الأصول.
4- المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر.
5- العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية.
6- الأرجوزة السبعية.
العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية
يُعدُّ أكبر مؤلفات المهري، يرجع تأليفه إلى عام (917هـ=1511م)، وهو مقسَّمٌ إلى سبعة أبواب، وضمَّن كلَّ بابٍ فصولًا عدَّة، وبحث في أبوابها السبعة: أصول الفلك البحري، وتحدَّث عن النجوم وجميع ما يتعلَّق بها من شئون الملاحة، والطرق البحرية الواقعة فوق الريح وتحت الريح، ودرس كذلك الطرق المارَّة على الجزر الكبرى المختلفة، والقياسات مثل: قياس النجم القطبي، وفصَّل -أيضًا- في الرياح الموسميَّة السائدة بالمحيط الهندي، ووصف البحر الأحمر والطرق الملاحية فيه مبيِّنًا المخاطر التي ينبغي على الملَّاحين تجنُّبها.
لقد ظلَّ كتاب العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية مغمورًا في المكتبة الأهليَّة بباريس إلى عام 1912م، حيث اكتشفت مخطوطتان، الأولى كانت موجودة بالمكتبة الأهلية منذ القرن الثامن عشر، والثانية كانت قد اشترتها المكتبة من أستاذ عربي كان يُقيم بفرنسا، هو سليمان الجزائري عام 1860م، وقد اهتمَّ بهاتين المخطوطتين جبرائيل فران G.ferrand وهو من كبار المتخصِّصين في تاريخ الملاحة في المحيط الهندي والشرق الأقصى.
وقد اهتمَّ بهما الباحث الفرنسي "فران" ووضع مشروعًا متكاملًا لدراسة تلك المخطوطتين بعناية وصبر حتى أنجزه عام 1925م في عدَّة مجلدات، وقد نشر النصوص العربية بطريق التصوير؛ أي دون تحقيق مباشر للنص، وقد ألقت تلك المخطوطة من كتاب العمدة المهرية الضوء على آفاق الملاحة العربية ووضع قواعد العلوم البحرية.
المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر
قسَّمه المهري إلى سبعة أبواب أيضًا، ووصف فيه الس
على أنَّ الأهم أنَّ منهج الشيخ سليمان المهري كان معتمدًا على التجرية والملاحظة؛ فقد ترعرع المهري وعاش على شاطئ المحيط الهندي يُراقب هيجانه وهدوءه، ويُلاحظ تغيُّرات الأنواء فيه وهبوب الرياح عليه، ولذلك جاءت معارفه مستنبطة من التجربة الحقَّة، فإنَّه في مواقع كثيرة من كتابه "العمدة المهرية في العلوم البحرية" يُؤكِّد على المعارف التجريبيَّة؛ فعنده أنَّ التجربة أثبت وأوفى من النظريَّة، والتي يُكنِّيها بالمعارف العقليَّة، ولكنَّه مع ذلك لا يستهين بها، ولا يتمُّ كمال المعرفة إلَّا بتوافرهما معًا، وفي ذلك يقول: "فإن قيل أصح العقلي أم التجريبي؟! أقول: أي. فإن قال قائل: أي العلمين أصح؛ العقلي أم التجريبي؟! قلت: وفي بعض التجريب، وفي بعض العقل. أقول: أي بعض العقليَّات أصحُّ من بعض التجريبيَّات وبعض التجريبيَّات أصحُّ من بعض العقليَّات. وهذا البحث أعلى المراتب لأنَّه يحتاج الى تمييز العقليَّات من التجريبيَّات وترجيح بعضهما على بعض، وكذلك لمحقِّقي الفن. قلت أمَّا الدير والمواسم تجريبٌ محض، وتصوير الكواكب في الأفلاك وقواعد الحساب في الأعداد والأرقاق وما تولَّد منهما عقلٌ محض، والقياسات والمسافات تجريبٌ وعقل". وفي مقامٍ آخر من كتابه نفسه يقول: (أقول: أي أصل علم البحر، إنَّما هو مستخرج من نظر العقل مع استكمال التجربة، وهما أصلان له).
ومن خلال إيمانه بثبوت التجربة كأصلٍ من أصول علم البحار وفنِّ الملاحة، فإنَّه لا يقتنع بما أورده السلف وما وضعوه من نظريَّات؛ بل كان يُطابق النظريَّة بتجربته، فإن توافقت وإلَّا فإنَّه يُعارضها، ويعتمد ما جرَّبه، وفي ذلك يقول: (وأمَّا وضعي من الأوزام في الترفات وما بين الأخنان التي وضعتها في كتابي المسمَّى بالمنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر، فهو أقرب للصحَّة من صنعهم المتقدِّم).
فالتجربة عنده أساسيَّة لاستكمال بلوغ أعلى المراتب في علم البحار، وما دام أساس علم الملاح المهري مصدره التجربة بتوافقها مع النظريَّة، فإنَّ ما كتبه سلفه من الربابنة وعلماء الفلك، وهم الذين خاضوا التجربة في مواقع تختلف عن موقع تجربته وأقاموا عليها نظرياتهم وعلمهم أنَّ ما كتبه هؤلاء لا يتَّفق في بعضه مع ما توصَّل إليه من نتائج ووضعه من نظريَّات، ولذا نشأ خلافٌ بيِّنٌ في المعارف، ولم يُناقشها أحدٌ من الباحثين؛ فلقد كانت مصنَّفات ابن ماجد ومن سبقه من الرحَّالة والملَّاحين العرب أكثر شهرةً وانتشارًا من مصنَّفات المهري، التي اكتُشفت ملحقة في مجلَّدٍ واحدٍ برسائل ابن ماجد.
مؤلَّفات المهري البحرية
انعكس التفوُّق العلمي للمهري على مصنَّفاته القيمة عن الملاحة والعلوم الفلكيَّة والبحريَّة، ولتبحُّر سليمان المهري في العلوم؛ فقد اجتهد في تأليف عشرات الكتب في علوم البحر وأنوائه، وأحوال النجوم والرياح، ووصف الطرق البحرية بين بلاد العرب، والبلدان المجاورة، من الهند وجاوة والصين، وهي مكتوبة نثرًا بأجمعها في باريس، ومن أهم مصنَّفات الشيخ سليمان المهري:
1- قلادة الشموس واستخراج قواعد الأسوس.
2- تحفة الفحول في تمهيد الأصول: شرح فيها طريقة العلماء القدامى في مختلف فروع العلوم.
3- شرح تحفة الفحول في تمهيد الأصول.
4- المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر.
5- العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية.
6- الأرجوزة السبعية.
العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية
يُعدُّ أكبر مؤلفات المهري، يرجع تأليفه إلى عام (917هـ=1511م)، وهو مقسَّمٌ إلى سبعة أبواب، وضمَّن كلَّ بابٍ فصولًا عدَّة، وبحث في أبوابها السبعة: أصول الفلك البحري، وتحدَّث عن النجوم وجميع ما يتعلَّق بها من شئون الملاحة، والطرق البحرية الواقعة فوق الريح وتحت الريح، ودرس كذلك الطرق المارَّة على الجزر الكبرى المختلفة، والقياسات مثل: قياس النجم القطبي، وفصَّل -أيضًا- في الرياح الموسميَّة السائدة بالمحيط الهندي، ووصف البحر الأحمر والطرق الملاحية فيه مبيِّنًا المخاطر التي ينبغي على الملَّاحين تجنُّبها.
لقد ظلَّ كتاب العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية مغمورًا في المكتبة الأهليَّة بباريس إلى عام 1912م، حيث اكتشفت مخطوطتان، الأولى كانت موجودة بالمكتبة الأهلية منذ القرن الثامن عشر، والثانية كانت قد اشترتها المكتبة من أستاذ عربي كان يُقيم بفرنسا، هو سليمان الجزائري عام 1860م، وقد اهتمَّ بهاتين المخطوطتين جبرائيل فران G.ferrand وهو من كبار المتخصِّصين في تاريخ الملاحة في المحيط الهندي والشرق الأقصى.
وقد اهتمَّ بهما الباحث الفرنسي "فران" ووضع مشروعًا متكاملًا لدراسة تلك المخطوطتين بعناية وصبر حتى أنجزه عام 1925م في عدَّة مجلدات، وقد نشر النصوص العربية بطريق التصوير؛ أي دون تحقيق مباشر للنص، وقد ألقت تلك المخطوطة من كتاب العمدة المهرية الضوء على آفاق الملاحة العربية ووضع قواعد العلوم البحرية.
المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر
قسَّمه المهري إلى سبعة أبواب أيضًا، ووصف فيه الس
واحل القارِّيَّة للمحيط الهندي والموانئ الموجودة على السواحل المشهورة، ووصف الجزر الكبرى المعمورة المشهورة، والمسافات بين بلاد العرب وساحل الهند الغربي، وموانئ خليج البنغال من ناحية، وبين ساحل إفريقيا الشرقي وموانئ سومطرة وجاوة وبالي من ناحية أخرى، وذكر الرياح والعواصف والمخاطر، وعالج في الباب السادس العلامات التي تُشير إلى اقتراب الأرض على السواحل الغربية للهند وإفريقيا الشرقية، وحلول الشمس والقمر منطقة البروج.
تاريخ وفاة سليمان المهري
كما لم تُحدِّد المصادر تاريخ مولد المهري، فإنَّها كذلك لم تُحدِّد تاريخ وفاته، وقد تعدَّدت الآراء في ذلك، فذكر فريق من العلماء أنَّ وفاته بعد عام (917هـ=1511م) عندما كان حيًّا وقت تصنيف كتابه العمدة المهرية، وذكر آخرون أنَّه تُوفِّي سنة (950هـ=1543م)، بينما ذكر فريقٌ ثالثٌ أنَّه تُوفِّي نحو سنة (961هـ=1554م).
__________________
المصادر والمراجع:
- إغناطيوس يوليانوڤتش كراتشكوڤسكي: تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ترجمة: صلاح الدين عثمان هاشم، الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، 1987م.
- الزركلي: الأعلام، الناشر: دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر - أيار/ مايو، 2002م.
- عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين، الناشر: مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، د.ت.
- فياض سكيكر: سليمان المهري، الموسوعة العربية العالمية، المجلد التاسع عشر، ص758.
- الحضارمة والمعارف الملاحية البحرية، مقال على موقع تاريخ وتراث حضرموت
تاريخ وفاة سليمان المهري
كما لم تُحدِّد المصادر تاريخ مولد المهري، فإنَّها كذلك لم تُحدِّد تاريخ وفاته، وقد تعدَّدت الآراء في ذلك، فذكر فريق من العلماء أنَّ وفاته بعد عام (917هـ=1511م) عندما كان حيًّا وقت تصنيف كتابه العمدة المهرية، وذكر آخرون أنَّه تُوفِّي سنة (950هـ=1543م)، بينما ذكر فريقٌ ثالثٌ أنَّه تُوفِّي نحو سنة (961هـ=1554م).
__________________
المصادر والمراجع:
- إغناطيوس يوليانوڤتش كراتشكوڤسكي: تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ترجمة: صلاح الدين عثمان هاشم، الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، 1987م.
- الزركلي: الأعلام، الناشر: دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر - أيار/ مايو، 2002م.
- عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين، الناشر: مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، د.ت.
- فياض سكيكر: سليمان المهري، الموسوعة العربية العالمية، المجلد التاسع عشر، ص758.
- الحضارمة والمعارف الملاحية البحرية، مقال على موقع تاريخ وتراث حضرموت
علماء حضرموت ودعاتها بجاوة اندونيسيا يتوسطهم العلامة السيد علوي بن طاهر الحداد مع الوفد الذي ترأسه سيف الاسلام الحسين بمعيّة حسين إسماعيل مفضل الوزير والسيد حسين الكبسي وسيف والقاضي علي العمري.
هذه الصورة ستكون إما والوفد يتوجه الى اليابان عام ١٩٣٨م أو منها وكان ذلك لافتتاح مسجد طوكيو والذي لا يزال موجودا الى اليوم ولكن تغير المبنى.
ترجمة السيد العلامة ( مفتي دولة ماليزيا ) خاتمة المحققين وبقية العلماء العاملين والمؤرخ والمتفنن علوي بن طاهر الحداد؛
ولد سنة 1301 ببلد قيدون من وادي دوعن بوادي حضرموت ومات والده وهو صغير وكانت له حافظة قوية , وحبه الشديد لطلب العلم حتى أنه طالع كتاب إحياء علوم الدين كله وهو لم يجاوز 12 من عمره , ووهب الله له من المواهب من الذكاء اللامع والفهم الثاقب وحفظ القرآن الكريم وألفية الإمام مالك في ثلاثة أشهر .
طلب العلم ببلد قيدون وكان جل أخذه عن مشائخه الذين تربى بهم كالحبيب أحمد بن حسن العطاس والحبيب العابد طاهر بن عمر الحداد والحبيب محمد بن طاهر الحداد وأخذ عن غيرهم من علماء المسلمين ذكرهم في كتابه الخلاصة الشافية في الأسانيد العالية منهم بالمكاتبه المحدث الشيخ محمد زاهد الكوثري .
وتصدر للتدريس وعمره 17 سنة وللوعظ والإرشاد وسنة 20 سنة وبرع في سائر العلوم والتفسير والحديث والفقه والتصوف والأصلين الأدب والتاريخ وعلوم الفلك وله في كل ذلك آثار دالة على بلوغه منها الغاية مع حسن الإسلوب وجمال التعبير وبلاغة الكلام وقوة الحجة ودقة الملاحظة وقوة وسعة الإطلاع لديه .
وقد سافر ورحل إلى السواحل والحبشة ( أفريقية الشرقية ) وإندونيسيا وأخيرا إستقر بماليزيا في ولاية جهور وتصدر الإفتاء بدولة ماليزيا ما يناهز ال25 وعشرين سنة حتى توفي بها رحمه الله في جمادي الأولى 1382 هجري.
وله مؤلفات كثيرة نذكر منها
1. كتب المدخل إلى تاريخ الإسلام بالشرق الأقصى.
2. التاريخ الشامل في تاريخ حضرموت.
3. جني الشماريخ أسأله وأجوبه في التاريخ.
4. القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل.
5. فتاويه البالغة إثني عشر ألف مسألة.
6. الفرائد اللؤلؤية في القواعد النحوية.
7. السيرة النبوية.
8. إعانة الناهض في علم الفرائض.
9. الطبقات العلوية .
10. رسالة في تاريخ آل عبد الملك وأنسابهم.
هذه الصورة ستكون إما والوفد يتوجه الى اليابان عام ١٩٣٨م أو منها وكان ذلك لافتتاح مسجد طوكيو والذي لا يزال موجودا الى اليوم ولكن تغير المبنى.
ترجمة السيد العلامة ( مفتي دولة ماليزيا ) خاتمة المحققين وبقية العلماء العاملين والمؤرخ والمتفنن علوي بن طاهر الحداد؛
ولد سنة 1301 ببلد قيدون من وادي دوعن بوادي حضرموت ومات والده وهو صغير وكانت له حافظة قوية , وحبه الشديد لطلب العلم حتى أنه طالع كتاب إحياء علوم الدين كله وهو لم يجاوز 12 من عمره , ووهب الله له من المواهب من الذكاء اللامع والفهم الثاقب وحفظ القرآن الكريم وألفية الإمام مالك في ثلاثة أشهر .
طلب العلم ببلد قيدون وكان جل أخذه عن مشائخه الذين تربى بهم كالحبيب أحمد بن حسن العطاس والحبيب العابد طاهر بن عمر الحداد والحبيب محمد بن طاهر الحداد وأخذ عن غيرهم من علماء المسلمين ذكرهم في كتابه الخلاصة الشافية في الأسانيد العالية منهم بالمكاتبه المحدث الشيخ محمد زاهد الكوثري .
وتصدر للتدريس وعمره 17 سنة وللوعظ والإرشاد وسنة 20 سنة وبرع في سائر العلوم والتفسير والحديث والفقه والتصوف والأصلين الأدب والتاريخ وعلوم الفلك وله في كل ذلك آثار دالة على بلوغه منها الغاية مع حسن الإسلوب وجمال التعبير وبلاغة الكلام وقوة الحجة ودقة الملاحظة وقوة وسعة الإطلاع لديه .
وقد سافر ورحل إلى السواحل والحبشة ( أفريقية الشرقية ) وإندونيسيا وأخيرا إستقر بماليزيا في ولاية جهور وتصدر الإفتاء بدولة ماليزيا ما يناهز ال25 وعشرين سنة حتى توفي بها رحمه الله في جمادي الأولى 1382 هجري.
وله مؤلفات كثيرة نذكر منها
1. كتب المدخل إلى تاريخ الإسلام بالشرق الأقصى.
2. التاريخ الشامل في تاريخ حضرموت.
3. جني الشماريخ أسأله وأجوبه في التاريخ.
4. القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل.
5. فتاويه البالغة إثني عشر ألف مسألة.
6. الفرائد اللؤلؤية في القواعد النحوية.
7. السيرة النبوية.
8. إعانة الناهض في علم الفرائض.
9. الطبقات العلوية .
10. رسالة في تاريخ آل عبد الملك وأنسابهم.
#اليمن مقبرة الغزاة
تجمع كافة المصادر التاريخية على ضخامة الأموال التي جناها الولاة الأيوبيون أثناء تنافسهم على تولي منطقتي عدن وزبيد
كان هدف الحملة التي أرسلها صلاح الدين الأيوبي عام 1183م -بالإضافة إلى ردع تمرد الولاة- توسيع نفوذ الأيوبيين في المناطق اليمنية العصية
لنضع القارئ أمام صورة مكبرة ومقربة لتصرفات الولاة الأيوبيين وفسادهم الذي أدى إلى ثورة الشعب اليمني عليهم بعد معارك عديدة، فإلى الحصيلة:
عرض/ امين ابو حيدر
النزال والمواجهة فيصبح أمام الأيوبيين أضعف فيما لو كان قد استعد وتوحد مع غيره .
كفاءة الجيش الأيوبي من حيث التدريب والقدرة القتالية.
أدوات وأسلحة جديدة استخدمها الغزاة ولم تكن معروفة لدى اليمنيين كالمجانيق التي استخدمها الأيوبيون بشكل كبير في إسقاط المدن والقلاع وفي إرهاب اليمنيين إضافة إلى السلالم لاعتلاء الأسوار واقتحامها .
القيادة العسكرية الكفوءة والمحنكة والمختبرة ومعرفة الأهداف القادمة لإسقاطها عسكرياً من مدن وقرى وحصون وقلاع وذلك من الناحية الجغرافية والتاريخية.
توظيف الأيوبيين خلافات اليمنيين المذهبية فحاولوا الاقتراب من السنة وتجييشهم ضد المذاهب الأخرى كالزيدية والإسماعيلية.
فساد الولاة :
سبق وإن أشرنا إلى الأسباب الحقيقية لغزو الأيوبيين اليمن وعلى رأسها الاقتصاد فقد كانت اليمن بتلك الفترة ووفق معايير ذلك الزمن من أهم البلدان من حيث العائدات الاقتصادية سواءً من الموانئ والمرافئ البحرية المهمة أو من خلال الزراعة وتكشف لنا رسالة صلاح الدين إلى أخيه توران شاه أهمية اليمن بالنسبة للأيوبيين فقد حثه بتلك الرسالة على البقاء باليمن بعد أن كان قد هم بالانتقال إلى الشام فقال له صلاح الدين .
وتُجمعُ كافة المصادر التاريخية على ما جناه الولاة الأيوبيون من الأموال وتنافسهم على تولي بعض المناطق كعدن وزبيد وهما المنطقتان اللتان تسابق عليهما الولاة الذين استأثروا بخيراتهما ومارسوا الفساد بنهب أموال الفلاحين بالباطل ومصادرة محصولاتهم وفرض الضرائب العالية عليهم وفي نهاية عهد توران شاه كان قد استخلف أبا المبارك بن منقذ على تهامة وزبيد وعثمان بن علي الزنجبيلي على عدن وياقوت التعزي على تعز والجند ومظفر الدين قايماز على ذي جبلة ومخلاف جعفر فكلُ والٍ اتجه إلى جمع الأموال والثروة الطائلة وعندما دب الخلاف بينهم استخدموا تلك الأموال في صراعاتهم بينما ولاة آخرون تمكنوا من مغادرة اليمن بما جمعوه من الثروة التي تحدثت عنها معظم المصادر التاريخية، فالمبارك بن منقذ تمكن من مغادرة زبيد وأخذ معه أموالاً طائلة ويقال إنه استأذن صلاح الدين في المغادرة فأذن له وتولى خطاب بن منقذ زبيد وتهامة سنة 1179م .
وحتى يستمر الولاة في مناصبهم ومناطقهم لم يتوقفوا عن دفع الأموال إلى توران شاه حتى بعد مغادرته اليمن فقد كانت تلك الأموال تُرسل إليه في الشام وكذلك عندما انتقل إلى الإسكندرية وإلى أن توفي في 1180م ، وقد استغل صلاح الدين وفاة أخيه لتدبير مكيدة تمكن من خلالها من مصادرة أموال والي زبيد السابق أبي المبارك بن منقذ بعد أن وصل إليه في القاهرة وذلك يشير إلى أن قادة الدولة الأيوبية كانوا على علم بفساد ولاتهم باليمن فعندما لا تصل إليهم حصصهم من ذلك الفساد يقومون بمصادرة أموال الولاة وإقالتهم.
ولعل الحدث الأهم الذي يجب الالتفات إليه هو استغلال الولاة وفاة توران شاه فأعلنوا استقلالهم عن الدولة الأيوبية معتمدين على ثرواتهم الطائلة في بسط نفوذهم وقام البعض منهم بضرب العملة باسمه وفرضوا على أبناء المناطق الخاضعة لهم بعدم التعامل بغيرها من العملة ، والقارئ لتفاصيل التاريخ اليمني يجد أن هذه الحادثة تكررت سيما في عهد الاحتلال الحبشي عندما استقل أبرهة باليمن كون اليمن تتوافر لديه عوامل الدولة القوية سواءً من حيث الموقع أو الثروات الطبيعة والجغرافيا ، والأمر ذاته حدث مع الولاة الأيوبيين التي شجعتهم الأموال وغنى البلاد اليمنية وحركة أطماعهم فاقتنصوا الفرصة وباشروا الاستقلال الفعلي إلا أن ذلك لن يمر مرور الكرام على صلاح الدين الذي كان يبحث هو الآخر عن حصته من خراج اليمن وأمواله الكثيرة.
حملة خلطبا :
شعر صلاح الدين بخطورة استقلال الولاة باليمن فسارع في أكتوبر 1181م إلى تجهيز حملة عسكرية كبيرة بقيادة صارم الدين خلطبا .
ومن أسباب تلك الحملة تتضح أهدافها المتمثلة باستعادة السيطرة على الأجزاء التي كانت تحت سيطرة الولاة الذين ما إن سمعوا بتحركها ومن ثم وصولها إلى عدن حتى سارعوا لإعلان الولاء والطاعة وانضموا إليها وعلى رأسهم والي عدن عثمان الزنجبيلي وذلك قبل أن تتجه إلى الجند وهناك انضم ياقوت التعزي ووالي مخلاف جعفر إليها و اتفق الجميع على مواجهة والي زبيد وكأنه استقل هو بمنطقته دون غيره، وما إن علم خطاب بن منقذ بقدوم الحملة العسكرية وهدفها حتى تحصن في أحد الحصون القريبة من زبيد يقال له قوارير .
وبعد دخول الحملة إلى زبيد أعلن خلطبا نفسه والياً عليها إلا أن خط
تجمع كافة المصادر التاريخية على ضخامة الأموال التي جناها الولاة الأيوبيون أثناء تنافسهم على تولي منطقتي عدن وزبيد
كان هدف الحملة التي أرسلها صلاح الدين الأيوبي عام 1183م -بالإضافة إلى ردع تمرد الولاة- توسيع نفوذ الأيوبيين في المناطق اليمنية العصية
لنضع القارئ أمام صورة مكبرة ومقربة لتصرفات الولاة الأيوبيين وفسادهم الذي أدى إلى ثورة الشعب اليمني عليهم بعد معارك عديدة، فإلى الحصيلة:
عرض/ امين ابو حيدر
النزال والمواجهة فيصبح أمام الأيوبيين أضعف فيما لو كان قد استعد وتوحد مع غيره .
كفاءة الجيش الأيوبي من حيث التدريب والقدرة القتالية.
أدوات وأسلحة جديدة استخدمها الغزاة ولم تكن معروفة لدى اليمنيين كالمجانيق التي استخدمها الأيوبيون بشكل كبير في إسقاط المدن والقلاع وفي إرهاب اليمنيين إضافة إلى السلالم لاعتلاء الأسوار واقتحامها .
القيادة العسكرية الكفوءة والمحنكة والمختبرة ومعرفة الأهداف القادمة لإسقاطها عسكرياً من مدن وقرى وحصون وقلاع وذلك من الناحية الجغرافية والتاريخية.
توظيف الأيوبيين خلافات اليمنيين المذهبية فحاولوا الاقتراب من السنة وتجييشهم ضد المذاهب الأخرى كالزيدية والإسماعيلية.
فساد الولاة :
سبق وإن أشرنا إلى الأسباب الحقيقية لغزو الأيوبيين اليمن وعلى رأسها الاقتصاد فقد كانت اليمن بتلك الفترة ووفق معايير ذلك الزمن من أهم البلدان من حيث العائدات الاقتصادية سواءً من الموانئ والمرافئ البحرية المهمة أو من خلال الزراعة وتكشف لنا رسالة صلاح الدين إلى أخيه توران شاه أهمية اليمن بالنسبة للأيوبيين فقد حثه بتلك الرسالة على البقاء باليمن بعد أن كان قد هم بالانتقال إلى الشام فقال له صلاح الدين .
وتُجمعُ كافة المصادر التاريخية على ما جناه الولاة الأيوبيون من الأموال وتنافسهم على تولي بعض المناطق كعدن وزبيد وهما المنطقتان اللتان تسابق عليهما الولاة الذين استأثروا بخيراتهما ومارسوا الفساد بنهب أموال الفلاحين بالباطل ومصادرة محصولاتهم وفرض الضرائب العالية عليهم وفي نهاية عهد توران شاه كان قد استخلف أبا المبارك بن منقذ على تهامة وزبيد وعثمان بن علي الزنجبيلي على عدن وياقوت التعزي على تعز والجند ومظفر الدين قايماز على ذي جبلة ومخلاف جعفر فكلُ والٍ اتجه إلى جمع الأموال والثروة الطائلة وعندما دب الخلاف بينهم استخدموا تلك الأموال في صراعاتهم بينما ولاة آخرون تمكنوا من مغادرة اليمن بما جمعوه من الثروة التي تحدثت عنها معظم المصادر التاريخية، فالمبارك بن منقذ تمكن من مغادرة زبيد وأخذ معه أموالاً طائلة ويقال إنه استأذن صلاح الدين في المغادرة فأذن له وتولى خطاب بن منقذ زبيد وتهامة سنة 1179م .
وحتى يستمر الولاة في مناصبهم ومناطقهم لم يتوقفوا عن دفع الأموال إلى توران شاه حتى بعد مغادرته اليمن فقد كانت تلك الأموال تُرسل إليه في الشام وكذلك عندما انتقل إلى الإسكندرية وإلى أن توفي في 1180م ، وقد استغل صلاح الدين وفاة أخيه لتدبير مكيدة تمكن من خلالها من مصادرة أموال والي زبيد السابق أبي المبارك بن منقذ بعد أن وصل إليه في القاهرة وذلك يشير إلى أن قادة الدولة الأيوبية كانوا على علم بفساد ولاتهم باليمن فعندما لا تصل إليهم حصصهم من ذلك الفساد يقومون بمصادرة أموال الولاة وإقالتهم.
ولعل الحدث الأهم الذي يجب الالتفات إليه هو استغلال الولاة وفاة توران شاه فأعلنوا استقلالهم عن الدولة الأيوبية معتمدين على ثرواتهم الطائلة في بسط نفوذهم وقام البعض منهم بضرب العملة باسمه وفرضوا على أبناء المناطق الخاضعة لهم بعدم التعامل بغيرها من العملة ، والقارئ لتفاصيل التاريخ اليمني يجد أن هذه الحادثة تكررت سيما في عهد الاحتلال الحبشي عندما استقل أبرهة باليمن كون اليمن تتوافر لديه عوامل الدولة القوية سواءً من حيث الموقع أو الثروات الطبيعة والجغرافيا ، والأمر ذاته حدث مع الولاة الأيوبيين التي شجعتهم الأموال وغنى البلاد اليمنية وحركة أطماعهم فاقتنصوا الفرصة وباشروا الاستقلال الفعلي إلا أن ذلك لن يمر مرور الكرام على صلاح الدين الذي كان يبحث هو الآخر عن حصته من خراج اليمن وأمواله الكثيرة.
حملة خلطبا :
شعر صلاح الدين بخطورة استقلال الولاة باليمن فسارع في أكتوبر 1181م إلى تجهيز حملة عسكرية كبيرة بقيادة صارم الدين خلطبا .
ومن أسباب تلك الحملة تتضح أهدافها المتمثلة باستعادة السيطرة على الأجزاء التي كانت تحت سيطرة الولاة الذين ما إن سمعوا بتحركها ومن ثم وصولها إلى عدن حتى سارعوا لإعلان الولاء والطاعة وانضموا إليها وعلى رأسهم والي عدن عثمان الزنجبيلي وذلك قبل أن تتجه إلى الجند وهناك انضم ياقوت التعزي ووالي مخلاف جعفر إليها و اتفق الجميع على مواجهة والي زبيد وكأنه استقل هو بمنطقته دون غيره، وما إن علم خطاب بن منقذ بقدوم الحملة العسكرية وهدفها حتى تحصن في أحد الحصون القريبة من زبيد يقال له قوارير .
وبعد دخول الحملة إلى زبيد أعلن خلطبا نفسه والياً عليها إلا أن خط
اباً ظل في حصنه يراسله ويطلب وده ويبعث إليه بالهدايا حتى داهم المرض خلطبا وحينها استدعى خطابًا وأعاد إليه ولاية زبيد مرة أخرى ، أما عثمان الزنجبيلي والي عدن فقد كان يتطلع إلى أن يكون والياً على كل اليمن فعمل على تجهيز قوات عسكرية تقدمت إلى تعز، فتمكن من السيطرة عليها ثم اتجه نحو مخلاف جعفر فسيطر عليها دون قتال وأسر واليها وعين أخاه عمر نائباً عنه في ذي جبلة وشن حملة عسكرية على زبيد حيث دارت المعركة الأولى بمدينة زبيد أعقبها معركة استمرت لأيام في منطقة مصابيح وانتهت بالصلح وتؤكد هذه الأحداث التي كانت قبل الحملة مستوى ما وصلت إليه الصراعات بين الولاة الأيوبيين الذي كان أغناهم من حيث الأموال والي عدن الذي كان يستأثر بالجزء الأكبر من عائدات الميناء حتى طمع في حكم اليمن وسيَّر الحملات العسكرية إلى أكثر من منطقة.
معارك حضرموت :
شعر الأيوبيون بأهمية اليمن خلال سنوات حكمهم لمثلث عدن تعز زبيد فعمدوا إلى محاولة توسيع سيطرتهم وعندما عجزوا عن التقدم شمالاً قرر والي عدن عثمان الزنجبيلي التوجه شرقاً لإخضاع حضرموت وكافة المناطق الشرقية فجهز في العام 1180م حملة عسكرية كبيرة مكونة من 7 سفن شارك فيها عدد من المرتزقة اليمنيين ثم اتجهت عبر البحر إلى الشحر بساحل حضرموت التي كانت وقتها تعيش وضعاً مستقراً تحت حكم عدد من الأسر في تريم وشبام وكذلك في الشحر التي كانت أول هدف للغزاة ، فما إن وصلت إليها أخبار قدوم الحملة حتى غادرها حكامها من آل فارس وبذلك استولى عليها الأيوبيون دون مقاومة فيما تشير بعض المصادر أن الأيوبيين قتلوا حاكمها ثم اتجهوا إلى تريم فاستعد حاكمها شجعنة بن راشد للحرب والمقاومة وطلب العون من أبناء عمومته آل الدغار بشبام فاحتشدوا جميعاً بمنطقة غيل با وزير القريبة من الشحر وإليها تقدم الأيوبيون فدارت بها المعركة التي انكسرت بها المقاومة وألقي القبض على راشد بن شجعنة وابنيه وعلى أبي الرشيد بن راشد الدغار صاحب شبام وبعد تلك المعركة ارتكب الأيوبيون مجازر بشعة بحق الأهالي فاستباحوا المدينة ونهبوا أموال أهلها .
وتذكر لنا المصادر التاريخية أن الفقهاء والعلماء لم يسلموا من سيوف الأيوبيين فقد اُرتكبت بحقهم المجازر وقُتل الكثير منهم أبرزهم علماء تريم التي تمكن الأيوبيون من دخولها في أبريل 1180م وقد أصروا على أخذ رهائن من آل راشد وقاموا بنقلهم إلى سجن عدن .
ومن الواضح أن أخذ الرهائن هو لإجبار أهل حضرموت على طاعتهم وعدم الخروج عليهم .
وذكر المؤرخ شنبل في تاريخه أسماء العلماء الذين استشهدوا أثناء الغزو الأيوبي فلا تزال تلك الجرائم محفوظة في ذاكرة أبناء حضرموت حتى يومنا هذا، فبدخول الأيوبيين مدينة تريم استشهد كثير من العلماء والصلحاء .
ثورة كندة :
لم يستقر الأيوبيون في حضرموت فما هو إلا شهر واحد فقط حتى اشتعلت ثورة عارمة وصفها بعض المؤرخين بالعصيان دون أن يتطرقوا إلى أسبابها فمع اشتعالها كانت دماء العلماء والأبرياء لم تجف بعد في الوقت الذي اتجه فيه الأيوبيون إلى تكريس سيطرتهم باستخدام القوة والوحشية في التعامل مع الأهالي إضافة إلى أن صدى المقاومة في معركة غيل باوزير قد بلغ كافة مناطق حضرموت واتخذت القبائل مواقف مناهضة للغزاة وقد تصدرت تلك المواقف قبيلة كندة التي حشدت مقاتليها ومن شارك معهم من بقية القبائل فهاجمت الأيوبيين في تريم بعد أن فرضت عليهم الحصار ثم انقضت عليهم من كل الجهات حتى تمكنت من هزيمتهم ودحرهم وما إن وصلت أنباء الثورة إلى عدن حتى أمر واليها بتجهيز حملة عسكرية ثانية بقيادة سويد ثم اتجهت تلك الحملة إلى حضرموت وتوقفت في منطقة الأسعا ثم هاجمت تريم وارتكبت فيها جرائم بشعة تطرقت لها أغلب المصادر التاريخية فمن نجا من علماء المدينة خلال الحملة الأولى كان من ضحايا الحملة الثانية فقد قتل الكثير من علماء وفقهاء وقرَّاء تريم منهم يحيى وأخوه أحمد ابنا سالم وأحمد أكدر والفقيه علي بن أحمد بن بكير والفقيه المقرئ أبو بكر بن بكير كما قتلوا عدداً كبيراً من الصالحين ومنهم جمع كبير من أهل الدومتين وبتلك المجازر البشعة تمكنت الحملة من بسط السيطرة على حضرموت .
طرد الغزاة بعد معارك عدة :
لم تؤدِ الجرائم الأيوبية بحضرموت إلا إلى المزيد من المقاومة والصمود فبعد مجازر تريم بمدة وجيزة قاد أمير شبام عبد الباقي بن أحمد في فبراير من العام 1181م ثورة ثانية ضد الأيوبيين وهي الثورة التي تمكنت من تحقيق إنجازات مهمة قادت بعد عدة معارك إلى تحرير كافة المناطق الخاضعة للأيوبيين بحضرموت وأشهر تلك المعارك معركة قصعان والتي شارك فيها آل راشد واستشهد بها حاكم الشحر محمد بن فارس والفقيه ابن سالم ، وكذلك معركة العجلانية إضافة إلى معارك أخرى ، وكان النجاح العسكري الأبرز يتمثل في حصار الأيوبيين بتريم وهو الحصار الذي أدى إلى اتفاق صلح بين الطرفين أطلق بموجبه الأيوبيون سراح كافة السجناء لديهم ولم يأتِ شهر مايو من نفس العام إلا وقد عاد آل فارس لحكم الشحر وآل راشد لحكم تريم
معارك حضرموت :
شعر الأيوبيون بأهمية اليمن خلال سنوات حكمهم لمثلث عدن تعز زبيد فعمدوا إلى محاولة توسيع سيطرتهم وعندما عجزوا عن التقدم شمالاً قرر والي عدن عثمان الزنجبيلي التوجه شرقاً لإخضاع حضرموت وكافة المناطق الشرقية فجهز في العام 1180م حملة عسكرية كبيرة مكونة من 7 سفن شارك فيها عدد من المرتزقة اليمنيين ثم اتجهت عبر البحر إلى الشحر بساحل حضرموت التي كانت وقتها تعيش وضعاً مستقراً تحت حكم عدد من الأسر في تريم وشبام وكذلك في الشحر التي كانت أول هدف للغزاة ، فما إن وصلت إليها أخبار قدوم الحملة حتى غادرها حكامها من آل فارس وبذلك استولى عليها الأيوبيون دون مقاومة فيما تشير بعض المصادر أن الأيوبيين قتلوا حاكمها ثم اتجهوا إلى تريم فاستعد حاكمها شجعنة بن راشد للحرب والمقاومة وطلب العون من أبناء عمومته آل الدغار بشبام فاحتشدوا جميعاً بمنطقة غيل با وزير القريبة من الشحر وإليها تقدم الأيوبيون فدارت بها المعركة التي انكسرت بها المقاومة وألقي القبض على راشد بن شجعنة وابنيه وعلى أبي الرشيد بن راشد الدغار صاحب شبام وبعد تلك المعركة ارتكب الأيوبيون مجازر بشعة بحق الأهالي فاستباحوا المدينة ونهبوا أموال أهلها .
وتذكر لنا المصادر التاريخية أن الفقهاء والعلماء لم يسلموا من سيوف الأيوبيين فقد اُرتكبت بحقهم المجازر وقُتل الكثير منهم أبرزهم علماء تريم التي تمكن الأيوبيون من دخولها في أبريل 1180م وقد أصروا على أخذ رهائن من آل راشد وقاموا بنقلهم إلى سجن عدن .
ومن الواضح أن أخذ الرهائن هو لإجبار أهل حضرموت على طاعتهم وعدم الخروج عليهم .
وذكر المؤرخ شنبل في تاريخه أسماء العلماء الذين استشهدوا أثناء الغزو الأيوبي فلا تزال تلك الجرائم محفوظة في ذاكرة أبناء حضرموت حتى يومنا هذا، فبدخول الأيوبيين مدينة تريم استشهد كثير من العلماء والصلحاء .
ثورة كندة :
لم يستقر الأيوبيون في حضرموت فما هو إلا شهر واحد فقط حتى اشتعلت ثورة عارمة وصفها بعض المؤرخين بالعصيان دون أن يتطرقوا إلى أسبابها فمع اشتعالها كانت دماء العلماء والأبرياء لم تجف بعد في الوقت الذي اتجه فيه الأيوبيون إلى تكريس سيطرتهم باستخدام القوة والوحشية في التعامل مع الأهالي إضافة إلى أن صدى المقاومة في معركة غيل باوزير قد بلغ كافة مناطق حضرموت واتخذت القبائل مواقف مناهضة للغزاة وقد تصدرت تلك المواقف قبيلة كندة التي حشدت مقاتليها ومن شارك معهم من بقية القبائل فهاجمت الأيوبيين في تريم بعد أن فرضت عليهم الحصار ثم انقضت عليهم من كل الجهات حتى تمكنت من هزيمتهم ودحرهم وما إن وصلت أنباء الثورة إلى عدن حتى أمر واليها بتجهيز حملة عسكرية ثانية بقيادة سويد ثم اتجهت تلك الحملة إلى حضرموت وتوقفت في منطقة الأسعا ثم هاجمت تريم وارتكبت فيها جرائم بشعة تطرقت لها أغلب المصادر التاريخية فمن نجا من علماء المدينة خلال الحملة الأولى كان من ضحايا الحملة الثانية فقد قتل الكثير من علماء وفقهاء وقرَّاء تريم منهم يحيى وأخوه أحمد ابنا سالم وأحمد أكدر والفقيه علي بن أحمد بن بكير والفقيه المقرئ أبو بكر بن بكير كما قتلوا عدداً كبيراً من الصالحين ومنهم جمع كبير من أهل الدومتين وبتلك المجازر البشعة تمكنت الحملة من بسط السيطرة على حضرموت .
طرد الغزاة بعد معارك عدة :
لم تؤدِ الجرائم الأيوبية بحضرموت إلا إلى المزيد من المقاومة والصمود فبعد مجازر تريم بمدة وجيزة قاد أمير شبام عبد الباقي بن أحمد في فبراير من العام 1181م ثورة ثانية ضد الأيوبيين وهي الثورة التي تمكنت من تحقيق إنجازات مهمة قادت بعد عدة معارك إلى تحرير كافة المناطق الخاضعة للأيوبيين بحضرموت وأشهر تلك المعارك معركة قصعان والتي شارك فيها آل راشد واستشهد بها حاكم الشحر محمد بن فارس والفقيه ابن سالم ، وكذلك معركة العجلانية إضافة إلى معارك أخرى ، وكان النجاح العسكري الأبرز يتمثل في حصار الأيوبيين بتريم وهو الحصار الذي أدى إلى اتفاق صلح بين الطرفين أطلق بموجبه الأيوبيون سراح كافة السجناء لديهم ولم يأتِ شهر مايو من نفس العام إلا وقد عاد آل فارس لحكم الشحر وآل راشد لحكم تريم
وآل الدغار لحكم شبام .
وقد استفاد أبناء حضرموت كثيراً من صراعهم مع الأيوبيين رغم قصر مدة ذلك الصراع الذي لم يتجاوز العام الواحد وكل ذلك يشير إلى أن المقاومة نجحت إلى حد كبير في تغيير المعادلة وكسب عامل الوقت بعد معرفة نقاط ضعف العدو، فكانت تختار وقت المواجهة وتحدد مستواها وحجمها وقبل ذلك تمكنت من توظيف تداعيات المجازر الأيوبية ضد الأهالي وذلك في تعبئة العامة للجهاد وإثارة حماستهم للقتال انتصاراً للمظلومين من العلماء والفقهاء الذين كانوا يحتلون مكانة خاصة في نفوس عامة الناس فهم من تصدروا المقاومة عند بداية الغزو والأمر كذلك بالنسبة لحكام الشحر وشبام وتريم.
ثورات القبائل :
يؤكد الكثير من المؤرخين أن الأيوبيين لم يفكروا بعد هزيمتهم بحضرموت في استعادتها حتى جاء طغتكين بحملته المشهورة إلى اليمن فقرر في عام 590هـ التوجه إلى حضرموت إلا أنه سرعان ما غادرها وظلت تتبع الأيوبيين تبعية اسمية فقط .
وبعد ذلك بسنوات استغل الأيوبيون خلافات قبائل حضرموت فعملوا على تغذية تلك الخلافات من خلال مساندتهم بعض القبائل على قبائل أخرى وفي خضم هذا المشهد عادوا إلى حضرموت غير أنهم اصطدموا بمقاومة عنيفة رغم اعتمادهم على القوة والإرهاب؛ لإخضاع أبناء تلك المناطق لكنهم فشلوا فكلما ارتكبوا مجزرة اتسعت رقعة المقاومة ومن أبرز تلك الجرائم قتلهم عدداً من أهل حجر من بني دغار أعقبتها حرب شرسة قادها ابن أقيال ضدهم حتى تمكن من إلحاق الهزيمة بهم .
وفي 605هـ شن الأيوبيون هجوماً على الهجرين وبعدها بعام هاجموا مناطق متعددة من شبوة ومناطق أعلى حضرموت لكنهم لم ينجحوا في إخضاعها وأمام ذلك الفشل قرر الأيوبيون الاستعانة بالمرتزقة اليمنيين فجهزوا حملة وجعلوا قيادتها لأحد المرتزقة يدعى عمر بن مهدي وهي الحملة التي تمكنت من السيطرة الجزئية على بعض المناطق غير أنها لم تستقر فقد واجهت انتفاضات قبلية كبيرة منها انتفاضة أهل حجر وكندة وكذلك انتفاضة قبائل نهد في 612هـ وكان من أهم نتائجها قتل عامل الأيوبيين .
وتكشف لنا حملات الأيوبيين على حضرموت مستوى إقدامهم على ارتكاب المجازر البشعة ضد الأبرياء ونهب الأموال وفعل كل ما يتنافى وقيم الشريعة والأخلاق الإنسانية بل إنهم لم يستفيدوا من درس الحملة الأولى ليتركوا جنودهم ينهبون ويقتلون ويعيثون الفساد في الحملة الثانية .
ومن خلال ذلك نقول إن مقاومة الغزو الأيوبي لم تكن حكراً على مناطق شمال الشمال فهاهم أبناء حضرموت رغم تقاربهم المذهبي مع الغزاة يرفضون بقاء الأجنبي في بلادهم ولو لأشهر قليلة فثورتهم لم تهدأ رغم التنكيل وتحركهم لم يتوقف رغم الجرائم وعنفوانهم ظل متقداً ومستعراً رغم المذابح والمجازر.
حملة طغتكين :
لم يكتفِ صلاح الدين بالحملة العسكرية السابقة التي جاءت على وقع تمردات الولاة ومحاولة استقلالهم باليمن بل جهز في ديسمبر 1183 حملة عسكرية نوعية قوامها ألف فارس وخمسمائة راجل وكلَّف أخاه طغتكين بقيادتها في وقت كان في اليمن المئات من الجنود المنتشرين في الحاميات والقلاع والحصون من حرض حتى زبيد ومنها إلى عدن وكذلك إلى تعز وإب ، ومن خلال قراءة ظروف تلك المرحلة فإن أهم أهداف حملة طغتكين توسيع رقعة نفوذ الأيوبيين باليمن سيما في المناطق الوسطى والشمالية وهي المناطق الجبلية التي ظلت عصية عليهم فتركها توران شاه واكتفى بالمناطق الجنوبية الغربية.
فساد الولاة والكنوز القارونية :
على ما يبدو أن فشل الحملة العسكرية السابقة في تأديب الولاة الأيوبيين جعل تلك المهمة على رأس واجبات طغتكين فقد تمكن الولاة من إظهار الولاء والطاعة للأيوبيين غير أنهم استمروا في جمع الثروات الطائلة فعندما وصل طغتكين إلى زبيد تظاهر واليها خطاب بن منقذ بالولاء والطاعة غير أن طغتكين أقاله من منصبه وقرر توليته أحد الحصون القريبة من زبيد .
إلا أنه فضل المغادرة إلى مصر فطلب الإذن من طغتكين فأذن له ثم تجهز للرحيل وجمع كل أمواله واستأجر الجمال لحملها وأثناء ما كان يفعل ذلك قرر طغتكين الخروج بنفسه لتوديعه إلى منطقة الجنابذ شمال زبيد وهناك تفاجأ بحجم الأموال التي كانت على ظهور الجمال فكانت بحسب الكثير من المصادر التاريخية عبارة عن سبعين غلافاً زردية مملوءة ذهبًا قدر قيمتها بألف ألف دينار أي مليون دينار وكانت هذه الأموال هي ما جمعها خطاب من تهامة خلال أربع سنوات فقط وقد قرر طغتكين مصادرة كل تلك الأموال وحبس خطاب ومن ثم قتله سرًا .
وعندما علم عثمان الزنجبيلي والي عدن بمصير والي زبيد من اقتياده إلى السجن ومصادرة أمواله قرر الفرار في فبراير من العام 1184م فقام بشحن ثرواته الطائلة في عدة سفن جُهزت لهذا الغرض وكان أغنى الولاة الأيوبيين باليمن حتى أن المؤرخين وصفوا ثروته الضخمة بالكنوز القارونية .
وبعد أن شحنها على ظهر السفن تمكن من مغادرة عدن بحراً متجهاً صوب باب المندب ومنه إلى البحر الأحمر نحو الحجاز إلا أن طغتكين كان قد أمر أتباعه باعتراض السفن أثناء المرور من جنوب البحر الأحمر فلم يت
وقد استفاد أبناء حضرموت كثيراً من صراعهم مع الأيوبيين رغم قصر مدة ذلك الصراع الذي لم يتجاوز العام الواحد وكل ذلك يشير إلى أن المقاومة نجحت إلى حد كبير في تغيير المعادلة وكسب عامل الوقت بعد معرفة نقاط ضعف العدو، فكانت تختار وقت المواجهة وتحدد مستواها وحجمها وقبل ذلك تمكنت من توظيف تداعيات المجازر الأيوبية ضد الأهالي وذلك في تعبئة العامة للجهاد وإثارة حماستهم للقتال انتصاراً للمظلومين من العلماء والفقهاء الذين كانوا يحتلون مكانة خاصة في نفوس عامة الناس فهم من تصدروا المقاومة عند بداية الغزو والأمر كذلك بالنسبة لحكام الشحر وشبام وتريم.
ثورات القبائل :
يؤكد الكثير من المؤرخين أن الأيوبيين لم يفكروا بعد هزيمتهم بحضرموت في استعادتها حتى جاء طغتكين بحملته المشهورة إلى اليمن فقرر في عام 590هـ التوجه إلى حضرموت إلا أنه سرعان ما غادرها وظلت تتبع الأيوبيين تبعية اسمية فقط .
وبعد ذلك بسنوات استغل الأيوبيون خلافات قبائل حضرموت فعملوا على تغذية تلك الخلافات من خلال مساندتهم بعض القبائل على قبائل أخرى وفي خضم هذا المشهد عادوا إلى حضرموت غير أنهم اصطدموا بمقاومة عنيفة رغم اعتمادهم على القوة والإرهاب؛ لإخضاع أبناء تلك المناطق لكنهم فشلوا فكلما ارتكبوا مجزرة اتسعت رقعة المقاومة ومن أبرز تلك الجرائم قتلهم عدداً من أهل حجر من بني دغار أعقبتها حرب شرسة قادها ابن أقيال ضدهم حتى تمكن من إلحاق الهزيمة بهم .
وفي 605هـ شن الأيوبيون هجوماً على الهجرين وبعدها بعام هاجموا مناطق متعددة من شبوة ومناطق أعلى حضرموت لكنهم لم ينجحوا في إخضاعها وأمام ذلك الفشل قرر الأيوبيون الاستعانة بالمرتزقة اليمنيين فجهزوا حملة وجعلوا قيادتها لأحد المرتزقة يدعى عمر بن مهدي وهي الحملة التي تمكنت من السيطرة الجزئية على بعض المناطق غير أنها لم تستقر فقد واجهت انتفاضات قبلية كبيرة منها انتفاضة أهل حجر وكندة وكذلك انتفاضة قبائل نهد في 612هـ وكان من أهم نتائجها قتل عامل الأيوبيين .
وتكشف لنا حملات الأيوبيين على حضرموت مستوى إقدامهم على ارتكاب المجازر البشعة ضد الأبرياء ونهب الأموال وفعل كل ما يتنافى وقيم الشريعة والأخلاق الإنسانية بل إنهم لم يستفيدوا من درس الحملة الأولى ليتركوا جنودهم ينهبون ويقتلون ويعيثون الفساد في الحملة الثانية .
ومن خلال ذلك نقول إن مقاومة الغزو الأيوبي لم تكن حكراً على مناطق شمال الشمال فهاهم أبناء حضرموت رغم تقاربهم المذهبي مع الغزاة يرفضون بقاء الأجنبي في بلادهم ولو لأشهر قليلة فثورتهم لم تهدأ رغم التنكيل وتحركهم لم يتوقف رغم الجرائم وعنفوانهم ظل متقداً ومستعراً رغم المذابح والمجازر.
حملة طغتكين :
لم يكتفِ صلاح الدين بالحملة العسكرية السابقة التي جاءت على وقع تمردات الولاة ومحاولة استقلالهم باليمن بل جهز في ديسمبر 1183 حملة عسكرية نوعية قوامها ألف فارس وخمسمائة راجل وكلَّف أخاه طغتكين بقيادتها في وقت كان في اليمن المئات من الجنود المنتشرين في الحاميات والقلاع والحصون من حرض حتى زبيد ومنها إلى عدن وكذلك إلى تعز وإب ، ومن خلال قراءة ظروف تلك المرحلة فإن أهم أهداف حملة طغتكين توسيع رقعة نفوذ الأيوبيين باليمن سيما في المناطق الوسطى والشمالية وهي المناطق الجبلية التي ظلت عصية عليهم فتركها توران شاه واكتفى بالمناطق الجنوبية الغربية.
فساد الولاة والكنوز القارونية :
على ما يبدو أن فشل الحملة العسكرية السابقة في تأديب الولاة الأيوبيين جعل تلك المهمة على رأس واجبات طغتكين فقد تمكن الولاة من إظهار الولاء والطاعة للأيوبيين غير أنهم استمروا في جمع الثروات الطائلة فعندما وصل طغتكين إلى زبيد تظاهر واليها خطاب بن منقذ بالولاء والطاعة غير أن طغتكين أقاله من منصبه وقرر توليته أحد الحصون القريبة من زبيد .
إلا أنه فضل المغادرة إلى مصر فطلب الإذن من طغتكين فأذن له ثم تجهز للرحيل وجمع كل أمواله واستأجر الجمال لحملها وأثناء ما كان يفعل ذلك قرر طغتكين الخروج بنفسه لتوديعه إلى منطقة الجنابذ شمال زبيد وهناك تفاجأ بحجم الأموال التي كانت على ظهور الجمال فكانت بحسب الكثير من المصادر التاريخية عبارة عن سبعين غلافاً زردية مملوءة ذهبًا قدر قيمتها بألف ألف دينار أي مليون دينار وكانت هذه الأموال هي ما جمعها خطاب من تهامة خلال أربع سنوات فقط وقد قرر طغتكين مصادرة كل تلك الأموال وحبس خطاب ومن ثم قتله سرًا .
وعندما علم عثمان الزنجبيلي والي عدن بمصير والي زبيد من اقتياده إلى السجن ومصادرة أمواله قرر الفرار في فبراير من العام 1184م فقام بشحن ثرواته الطائلة في عدة سفن جُهزت لهذا الغرض وكان أغنى الولاة الأيوبيين باليمن حتى أن المؤرخين وصفوا ثروته الضخمة بالكنوز القارونية .
وبعد أن شحنها على ظهر السفن تمكن من مغادرة عدن بحراً متجهاً صوب باب المندب ومنه إلى البحر الأحمر نحو الحجاز إلا أن طغتكين كان قد أمر أتباعه باعتراض السفن أثناء المرور من جنوب البحر الأحمر فلم يت
مكن هؤلاء الأتباع من اعتراض سوى سفينة واحدة استولوا عليها وكانت مليئة بالقماش فيما تمكنت بقية السفن التي كانت تحمل المال من جواهر وذهب وفضة من الإفلات وفيها الزنجبيلي الذي نجا ووصل إلى ساحل الحجاز ثم انتقل إلى مكة قبل أن يغادرها إلى دمشق
وتُظهر هاتان الحادثتان ما وصل إليه اليمن في تلك الفترة من غنى اقتصادي كبير غير أن هذه الخيرات لم تذهب إلى أبنائه بل ذهبت للأسف إلى الولاة الفاسدين الأيوبيين ومما قاله بعض المؤرخين عن تلك الفترة وما كانت تمثله اليمن بالنسبة للأيوبيين هو أن العائدات اليمنية كانت تغطي جزءاً كبيراً من تكلفة الحروب التي خاضها الأيوبيون ضد الصليبيين بل كانت عائدات الأرض اليمنية من مزارع وموانئ وتجارة ما يعتمد عليها الأيوبيون في تغطية نفقات الدولة بأكملها.
مقاومة المعافر والسيطرة على الحصون :
اتجه طغتكين نحو المعافر للسيطرة على حصن السوا فحاصره فلما أصاب أهله مرض عظيم أشرفوا منه على الهلاك سلموا له الحصن من غير قتال .
ثم تمكن من السيطرة على حصن خدد ثم ريمة الحدبا ثم اتجه إلى مخلاف جعفر وكان الهدف الاستيلاء على حصون وصاب وأعمالها كما استولى على حصون أولاد أبي النور بن أبي الفتح وهما حصنا (بيت عز ونعم) في الشعر دون قتال ، كذلك استولى على حصن شواحط من أهله دون حرب ، وفي 1185توجه للسيطرة على حصن (عنه) في العدين وبعدها بعام توجه للاستيلاء على حصن (يفوز) من يد عبد الله بن محمد العودري كما استولى على حصن (خدد) جبل حبيش من صاحبه علي بن عبد الله بن مقبل وحصن بحرانة وسماءه وقزعة وعتمة .
وهكذا سقطت معظم الحصون في تلك المناطق عدا حصن حب في بعدان إب والدملؤة في صلو تعز وكان للحصون والقلاع أهمية كبيرة في تلك الفترة فمن مظاهر السيادة والسيطرة على أيّة منطقة كانت بالسيطرة على القلعة أو الحصن فيها إضافة إلى الأهمية العسكرية لهذه القلاع والحصون فمن سيطر عليها صار من الصعوبة على عدوه هزيمته.
مجزرة حصن حب في بعدان :
كان لحصن حب أهمية كبيرة لدرجة أن السيطرة على إب تظل شكلية ما لم يتم الاستيلاء على ذلك الحصن الاستراتيجي الذي يشرف على مناطق واسعة ولذلك كان الهدف التالي لطغتكين بعد حصون تعز فتقدم بقواته إلى محيط الحصن وفرض الحصار الخانق عليه وكان فيه السلطان زياد بن حاتم الزريعي مع عدد من جنوده وأتباعه وعندما طال الحصار، طلب النجدة من علي بن حاتم حاكم صنعاء ومن كافة المشائخ في ذمار أبرزهم عبد الله الجنبي شيخ قبائل جنب وقد استغل هؤلاء مغادرة طغتكين إلى الحج وذلك في العام 581هـ للاحتشاد والتوجه إلى فك الحصار على الحصن الذي استمر في محاصرته قائد آخر عينه طغتيكن وهو أبوزيان وكذلك شمس الخواص، وكان المقاتلون اليمنيون قد احتشدوا من همدان وذمار ومذحج وجنب وتقدموا إلى منطقة الصنمية من بلاد الحقل وفيها انضم إليهم السلطان أسعد بن علي بن عبد الله الصليحي صاحب حصن قيضان، وقد اجتمع المقاتلون للتشاور حول خطة عسكرية لقتال الأيوبيين وفك الحصار عن حصن حب، فبشر بن حاتم رأى أن يتجه الجيش بكامله في جهة قتالية واحدة .
ورأى أسعد بن علي أن يتجه الجمع من جهتين فتغلب رأي أسعد بتقسيم الجيش إلى فرقتين فرقة وهم همدان بقيادة بشر بن حاتم تتجه نحو حصن نعم في الشعر وكان قد سيطر عليه الأيوبيون وفرقة أخرى وهم مذحج وجنب وغيرهم تتجه نحو السحول ووصلت قبائل جنب إلى مشارف السحول ثم قررت العودة بسبب الخلافات بين قادتها .
وعندما علم بشر بن حاتم بعودة قبيلة جنب أمر همدان بالعودة والرحيل عن حصن نعم، وفي تلك الفترة عاد طغتكين من الحج فشدد الحصار على حصن بعدان وأنذر من به بتسليم أنفسهم قبل أن يقرر في أغسطس 1186م اقتحام الحصن بالقوة في وقت كان الحصار قد أثر بشكل كبير على من في الحصن لدرجة أنهم لم يتمكنوا من المقاومة أكثر فكانوا ضحية للسيوف الأيوبية التي ارتكبت مجزرة بشعة بموجب أوامر من طغتكين فقتلوا كل من كان بالحصن وفي ذلك قال العديد من المؤرخين (وقتل جميع من كان به ولم يسلم منهم إلا من لم يُعرف أو دخل في الجند الذي له أو طرح نفسه بين القتلى وتزلزلت لذلك اليوم جميع اليمن شاما ويمنا)
وتُظهر هاتان الحادثتان ما وصل إليه اليمن في تلك الفترة من غنى اقتصادي كبير غير أن هذه الخيرات لم تذهب إلى أبنائه بل ذهبت للأسف إلى الولاة الفاسدين الأيوبيين ومما قاله بعض المؤرخين عن تلك الفترة وما كانت تمثله اليمن بالنسبة للأيوبيين هو أن العائدات اليمنية كانت تغطي جزءاً كبيراً من تكلفة الحروب التي خاضها الأيوبيون ضد الصليبيين بل كانت عائدات الأرض اليمنية من مزارع وموانئ وتجارة ما يعتمد عليها الأيوبيون في تغطية نفقات الدولة بأكملها.
مقاومة المعافر والسيطرة على الحصون :
اتجه طغتكين نحو المعافر للسيطرة على حصن السوا فحاصره فلما أصاب أهله مرض عظيم أشرفوا منه على الهلاك سلموا له الحصن من غير قتال .
ثم تمكن من السيطرة على حصن خدد ثم ريمة الحدبا ثم اتجه إلى مخلاف جعفر وكان الهدف الاستيلاء على حصون وصاب وأعمالها كما استولى على حصون أولاد أبي النور بن أبي الفتح وهما حصنا (بيت عز ونعم) في الشعر دون قتال ، كذلك استولى على حصن شواحط من أهله دون حرب ، وفي 1185توجه للسيطرة على حصن (عنه) في العدين وبعدها بعام توجه للاستيلاء على حصن (يفوز) من يد عبد الله بن محمد العودري كما استولى على حصن (خدد) جبل حبيش من صاحبه علي بن عبد الله بن مقبل وحصن بحرانة وسماءه وقزعة وعتمة .
وهكذا سقطت معظم الحصون في تلك المناطق عدا حصن حب في بعدان إب والدملؤة في صلو تعز وكان للحصون والقلاع أهمية كبيرة في تلك الفترة فمن مظاهر السيادة والسيطرة على أيّة منطقة كانت بالسيطرة على القلعة أو الحصن فيها إضافة إلى الأهمية العسكرية لهذه القلاع والحصون فمن سيطر عليها صار من الصعوبة على عدوه هزيمته.
مجزرة حصن حب في بعدان :
كان لحصن حب أهمية كبيرة لدرجة أن السيطرة على إب تظل شكلية ما لم يتم الاستيلاء على ذلك الحصن الاستراتيجي الذي يشرف على مناطق واسعة ولذلك كان الهدف التالي لطغتكين بعد حصون تعز فتقدم بقواته إلى محيط الحصن وفرض الحصار الخانق عليه وكان فيه السلطان زياد بن حاتم الزريعي مع عدد من جنوده وأتباعه وعندما طال الحصار، طلب النجدة من علي بن حاتم حاكم صنعاء ومن كافة المشائخ في ذمار أبرزهم عبد الله الجنبي شيخ قبائل جنب وقد استغل هؤلاء مغادرة طغتكين إلى الحج وذلك في العام 581هـ للاحتشاد والتوجه إلى فك الحصار على الحصن الذي استمر في محاصرته قائد آخر عينه طغتيكن وهو أبوزيان وكذلك شمس الخواص، وكان المقاتلون اليمنيون قد احتشدوا من همدان وذمار ومذحج وجنب وتقدموا إلى منطقة الصنمية من بلاد الحقل وفيها انضم إليهم السلطان أسعد بن علي بن عبد الله الصليحي صاحب حصن قيضان، وقد اجتمع المقاتلون للتشاور حول خطة عسكرية لقتال الأيوبيين وفك الحصار عن حصن حب، فبشر بن حاتم رأى أن يتجه الجيش بكامله في جهة قتالية واحدة .
ورأى أسعد بن علي أن يتجه الجمع من جهتين فتغلب رأي أسعد بتقسيم الجيش إلى فرقتين فرقة وهم همدان بقيادة بشر بن حاتم تتجه نحو حصن نعم في الشعر وكان قد سيطر عليه الأيوبيون وفرقة أخرى وهم مذحج وجنب وغيرهم تتجه نحو السحول ووصلت قبائل جنب إلى مشارف السحول ثم قررت العودة بسبب الخلافات بين قادتها .
وعندما علم بشر بن حاتم بعودة قبيلة جنب أمر همدان بالعودة والرحيل عن حصن نعم، وفي تلك الفترة عاد طغتكين من الحج فشدد الحصار على حصن بعدان وأنذر من به بتسليم أنفسهم قبل أن يقرر في أغسطس 1186م اقتحام الحصن بالقوة في وقت كان الحصار قد أثر بشكل كبير على من في الحصن لدرجة أنهم لم يتمكنوا من المقاومة أكثر فكانوا ضحية للسيوف الأيوبية التي ارتكبت مجزرة بشعة بموجب أوامر من طغتكين فقتلوا كل من كان بالحصن وفي ذلك قال العديد من المؤرخين (وقتل جميع من كان به ولم يسلم منهم إلا من لم يُعرف أو دخل في الجند الذي له أو طرح نفسه بين القتلى وتزلزلت لذلك اليوم جميع اليمن شاما ويمنا)
13 #يناير_المشئوم ليس هو المشئوم الوحيد فقد سبقه نوفمبر 73 الاكثر شؤماً
جنون الساسة وتحولهم الى قتلة
قبل 39 عاما وتحديدا في يوم 17 نوفمبر 1973 ؛ شهدت مدينة شبام
حضرموت اسوا ايامها وهي التي عاشت اياما منذ الازل ساهمت في صنع التاريخ ، الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي صنعته افكار شله من الحاقدين ينا صرهم قله من المتطرفين جمعهم مفهوم الطبقيه والنقل الالي للشعارات اللا واقعيه التي لطخت شوارع شبام والقطن
تحديدا مثل ((الانتفاضه عنف منظم وصراع طبقي اقوى صراع )) .
هكذا كتبوا بالطلاء الاحمر وداهم اولئك بغو غائيه القرى والمدن وبالفؤوس والبنادق ليلا واقتادوا الرجال وصيحات (( النصر ))البذيئه يطلقونها(( لا اقطاعي بعد اليوم )). (( لا كهنوت بعد اليوم )).
الم نقل انهم متطرفون ، متعصبون يجهلون ما يقولون ... كانت هذه العمليات من اعتقالات وتدمير منازل واختطاف علماء الدين ورجالات القبائل والشباب المتنور من مختلف فئات المجتمع بدات من نهايه عامي
71و 72 ، وحتى عام 73 ، بطرق ارهابيه وتنكيل لم تطبقه حتى الصين الشيوعيه على اقطاعييها ولم تنفذ الا بعضا منه الثوره البلشفيه الروسيه .. اما عندنا في حضرموت فكانت اسوا الامور ، اذ تعدت الجماعات والمليشيات الفلا حيه باوامر من الزعامات المحليه لتنظيم الجبهه القوميه _ الجناح اليساري ، المومن بالا شتراكيه العلميه ، تعدت وتجا وزت كل القيم الانسانيه وتحدوا الاصوات المعتدله التي رفضت القيام بمثل هذه الافعال .
ان ما ذكرناه ربما شهدته مناطق الجنوب في ذلك الحين .. كشبوه وابين وعدن ، الا ان ما وقع في حضرموت فاق ما يتوقعه الانسان ضد اخيه الانسان ، اذ كانت حضرموت مسرحا للا عمال الارهابيه .. مما يثير سؤالا لماذا حضرموت بالذات ؟؟؟ الذي لم يجد اجابه شامله حتى الان ، وكذلك لماذا جعل اولئك من مدينة شبام مثا لا سيئا لعقدهم ومعتقداتهم ؟ مع العلم انهم _ اي المخططون والمنفذون البرابره _ ليسوا من ابناء المدينه ، بل من المناطق المجاوره شرقا وغربا .
ان ما اسطره لا اقصد منه محاسبة مرحله من مراحل حكم الجنوب عموما ، او ما اقترفه التنظيم بحق حضرموت ... لا نني لست بقاض ،
فالا خطاء والتجاوزات والانتهاكات اعترف بها التنظيم الذي تطور الى حزب ، ولكن بعضا مما حصل لا يمكن وصفه خطا او تجاوزا ، انه الارهاب
و (( العنف المنظم )) الذي لم تصدر به قوانين (( كقانون التاميم )) بل شيئا اسمه (( الا نتفاضه الحمراء )) . كيف بدات ، ومن المستهدف ، ومن قادها ، واين نفذت وطرق واساليب تنفيذها ؟؟
هذا سوف نقراه في تقارير قادمه لا نها اضحت علامه سوداء لم تمح ، ووصـية عار ولعنه تلاحق مؤيديها ومنفذيها خصوصا المشهد الدموي ، وهو الفصل البشع لهذه (( الانتفاضه )) الذي نفذ بمدينة شبام حيث سحل سته رجال من ابرز وجهاء مركز شبام .
، فبعد ان قضى بعضهم اشهرا ومنهم اكثر من العام في سجون ، غير انسانيه وتنقلوا بين شبام والحوطه وسيئون والقطن ومورست ابشع انواع التعذيب ضدهم دون محاكمات ،
اخرجوا من السجون وامام منزل كل واحد منهم تجمعت عناصر المليشيا والقوات الشعبيه والجماعات الفلاحيه وانهالوا عليهم ضربا ، ثم ربط كل واحد منهم بسياره من الخلف وسحبوا على الطرقات المرصوفه بالحجاره حتى خلعت ثيلبهم بعد ان تقطعت نتيجة هذا السحل ، وبدات الاشلاء تتقطع والدماء تسيل ، وامام هذا المشهد المروع كان يردد الفاعلون (( اهازيج
الانتفاضه )).
سته رجال انتهكت كرامتهم وسحلوا على الطرقات وهم \
ا، بــــــــــن سنـــــــــد ، العـــــيــــــدروس ،
بــــــــــــن طـــــــــالب و بـــــــن عــبـــدات .و. بن سعيد والحامد و
ماذا فعلوا ؟؟ حتى يسحلوا ثم ترمى جثثهم وسط لهيب مسيال شبام
الرملي ، بعدها تبدا الخطب ويزعق المنتفضون بشعار يرددونه (( يوم السابع عشر من نوفمبر سحلت قواتنا كل اقطاعي ))..
انه مشهد مريع ، لقد خطب هؤلاء على الجثث التي وصلت ناقصه من طريقة الموت البشعه ((( الـــــــســــــــــحــــــــل ))) ، بعدها رفعت الجثث ونقلت الى مقبرة شبام وحفرت حفرة واحده للسته .
كما وقع التنكيل على رجالات من مركز شبام سجنوا وعذبوا واطلق سراحهم بعد زمن ومنهم \
\بعض من ال عبد العزيز وبعض من ال سعيد ومن ال عبدات ومن ال طالب والعديد من ابناء المنطقة ،
حصـــــــا لــــح وفي القطن كانت تقطع الرؤوس في (( بئر طريفه ))وعذب الرجال مثلما حصل للفــــضـلي في بـــاشــــداده والـــعـــوبــــثانــــــــي
وربـــــيـــــع بــــــن عـــيـــشـــان والـــحـــكم عـــلــي بــن صــالــــح وغيرهم ، ومصير كثيرين الى اليوم مجهولا ومنهم بـــــــــاســـــــــواد
وفي تريم ما حصل للعلماء وابرزهم الــــســــيد بـــــــــــــــــــن
حــــــفـــــــيظ والــــشــــاطـــــري ...
فــــــــــــــــمـــــــــــــــن الــــــــــمــــــــســــــئـــــول عــــمــا جـــرى؟؟
ولـــــمــــــاذا جــــــــــــــــــــــرى كـــــــــــــــــــــــــــل هــــــــ
جنون الساسة وتحولهم الى قتلة
قبل 39 عاما وتحديدا في يوم 17 نوفمبر 1973 ؛ شهدت مدينة شبام
حضرموت اسوا ايامها وهي التي عاشت اياما منذ الازل ساهمت في صنع التاريخ ، الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي صنعته افكار شله من الحاقدين ينا صرهم قله من المتطرفين جمعهم مفهوم الطبقيه والنقل الالي للشعارات اللا واقعيه التي لطخت شوارع شبام والقطن
تحديدا مثل ((الانتفاضه عنف منظم وصراع طبقي اقوى صراع )) .
هكذا كتبوا بالطلاء الاحمر وداهم اولئك بغو غائيه القرى والمدن وبالفؤوس والبنادق ليلا واقتادوا الرجال وصيحات (( النصر ))البذيئه يطلقونها(( لا اقطاعي بعد اليوم )). (( لا كهنوت بعد اليوم )).
الم نقل انهم متطرفون ، متعصبون يجهلون ما يقولون ... كانت هذه العمليات من اعتقالات وتدمير منازل واختطاف علماء الدين ورجالات القبائل والشباب المتنور من مختلف فئات المجتمع بدات من نهايه عامي
71و 72 ، وحتى عام 73 ، بطرق ارهابيه وتنكيل لم تطبقه حتى الصين الشيوعيه على اقطاعييها ولم تنفذ الا بعضا منه الثوره البلشفيه الروسيه .. اما عندنا في حضرموت فكانت اسوا الامور ، اذ تعدت الجماعات والمليشيات الفلا حيه باوامر من الزعامات المحليه لتنظيم الجبهه القوميه _ الجناح اليساري ، المومن بالا شتراكيه العلميه ، تعدت وتجا وزت كل القيم الانسانيه وتحدوا الاصوات المعتدله التي رفضت القيام بمثل هذه الافعال .
ان ما ذكرناه ربما شهدته مناطق الجنوب في ذلك الحين .. كشبوه وابين وعدن ، الا ان ما وقع في حضرموت فاق ما يتوقعه الانسان ضد اخيه الانسان ، اذ كانت حضرموت مسرحا للا عمال الارهابيه .. مما يثير سؤالا لماذا حضرموت بالذات ؟؟؟ الذي لم يجد اجابه شامله حتى الان ، وكذلك لماذا جعل اولئك من مدينة شبام مثا لا سيئا لعقدهم ومعتقداتهم ؟ مع العلم انهم _ اي المخططون والمنفذون البرابره _ ليسوا من ابناء المدينه ، بل من المناطق المجاوره شرقا وغربا .
ان ما اسطره لا اقصد منه محاسبة مرحله من مراحل حكم الجنوب عموما ، او ما اقترفه التنظيم بحق حضرموت ... لا نني لست بقاض ،
فالا خطاء والتجاوزات والانتهاكات اعترف بها التنظيم الذي تطور الى حزب ، ولكن بعضا مما حصل لا يمكن وصفه خطا او تجاوزا ، انه الارهاب
و (( العنف المنظم )) الذي لم تصدر به قوانين (( كقانون التاميم )) بل شيئا اسمه (( الا نتفاضه الحمراء )) . كيف بدات ، ومن المستهدف ، ومن قادها ، واين نفذت وطرق واساليب تنفيذها ؟؟
هذا سوف نقراه في تقارير قادمه لا نها اضحت علامه سوداء لم تمح ، ووصـية عار ولعنه تلاحق مؤيديها ومنفذيها خصوصا المشهد الدموي ، وهو الفصل البشع لهذه (( الانتفاضه )) الذي نفذ بمدينة شبام حيث سحل سته رجال من ابرز وجهاء مركز شبام .
، فبعد ان قضى بعضهم اشهرا ومنهم اكثر من العام في سجون ، غير انسانيه وتنقلوا بين شبام والحوطه وسيئون والقطن ومورست ابشع انواع التعذيب ضدهم دون محاكمات ،
اخرجوا من السجون وامام منزل كل واحد منهم تجمعت عناصر المليشيا والقوات الشعبيه والجماعات الفلاحيه وانهالوا عليهم ضربا ، ثم ربط كل واحد منهم بسياره من الخلف وسحبوا على الطرقات المرصوفه بالحجاره حتى خلعت ثيلبهم بعد ان تقطعت نتيجة هذا السحل ، وبدات الاشلاء تتقطع والدماء تسيل ، وامام هذا المشهد المروع كان يردد الفاعلون (( اهازيج
الانتفاضه )).
سته رجال انتهكت كرامتهم وسحلوا على الطرقات وهم \
ا، بــــــــــن سنـــــــــد ، العـــــيــــــدروس ،
بــــــــــــن طـــــــــالب و بـــــــن عــبـــدات .و. بن سعيد والحامد و
ماذا فعلوا ؟؟ حتى يسحلوا ثم ترمى جثثهم وسط لهيب مسيال شبام
الرملي ، بعدها تبدا الخطب ويزعق المنتفضون بشعار يرددونه (( يوم السابع عشر من نوفمبر سحلت قواتنا كل اقطاعي ))..
انه مشهد مريع ، لقد خطب هؤلاء على الجثث التي وصلت ناقصه من طريقة الموت البشعه ((( الـــــــســــــــــحــــــــل ))) ، بعدها رفعت الجثث ونقلت الى مقبرة شبام وحفرت حفرة واحده للسته .
كما وقع التنكيل على رجالات من مركز شبام سجنوا وعذبوا واطلق سراحهم بعد زمن ومنهم \
\بعض من ال عبد العزيز وبعض من ال سعيد ومن ال عبدات ومن ال طالب والعديد من ابناء المنطقة ،
حصـــــــا لــــح وفي القطن كانت تقطع الرؤوس في (( بئر طريفه ))وعذب الرجال مثلما حصل للفــــضـلي في بـــاشــــداده والـــعـــوبــــثانــــــــي
وربـــــيـــــع بــــــن عـــيـــشـــان والـــحـــكم عـــلــي بــن صــالــــح وغيرهم ، ومصير كثيرين الى اليوم مجهولا ومنهم بـــــــــاســـــــــواد
وفي تريم ما حصل للعلماء وابرزهم الــــســــيد بـــــــــــــــــــن
حــــــفـــــــيظ والــــشــــاطـــــري ...
فــــــــــــــــمـــــــــــــــن الــــــــــمــــــــســــــئـــــول عــــمــا جـــرى؟؟
ولـــــمــــــاذا جــــــــــــــــــــــرى كـــــــــــــــــــــــــــل هــــــــ
ــــــــذا ؟؟
ومــــن اعـــــطى الاوامـــــــــر وايـــــــن هـــــؤلاء الــقيـــادات الــيوم ؟؟
وهــــــــــل هـــــــــــم مـــــا زالــــــــــــوا يــــــــــــــــو مـــــــنــــــــــــون!!
(( بــــــــد يــــمـــقـــــر اطـــــــــية الــــــــــــــــــعـــــــــــــــنـــــــــف !!))
او انهم غيروا رداءهم الاحمر ويزعمون الديمقراطيه اليوم ... ..... ....
اليوم وبعد تسعة[ وثلاثين سنه تعود تلك الوجيه وبنفس الشعارات المقززه وفي ضنهم ان مافعلوه
قد انتسى يخسون وتخسى امنياتهم الحاقده والتاريخ لن يعيد نفسه مرة اخرى
فالاحداث لا ينساها التاريخ فمابالك بذالك الحدث الرهيب الذي سيبقى وصمت عار في جبين كل ماركسي جنوبي واولهم علي سالم البيض
اولاً : فى منطقة وادى بن على فى وادى حضر موت :
قامت العصابة بسحل وتشويه بعض التالية أسماءهم واعتقال وتعذيب البعض الآخر :
- الشيخ محمد بن طالب الجابرى – شيخ قبيله سجن وعذب وأهين .
- فضل بن عبد الكريم الجابرى – من رجال القبائل ، سجن وعذب وقيل أنه أطلق سراحه مؤخراً .
- السيد ( المنصب ) على بن محمد الحامدى – رجل دين منصب – سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- السيد قدرى بن محمد – رجل دين – سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- السيد شيخ بن أحمد العطاس – رجل دين - سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- عبيد الزبيدى الكثيرى – من رجال القبائل - سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس وهشمت جمجمته .
- سعيد بن محمد بن سند الكثيرى – من رجال القبائل سجن وعذب.
- بدر أحمد الكسادى – من رجال حضر موت البارزين سحل وشوه فى ديسمبر 1973 (83) .
ثانياًً : فى منطقة حفل فى حضر موت :
قامت العصابة ورجال الميليشيا الشعبية بسحل وقتل وتشويه التالية أسماؤهم :
- الشيخ عون بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- الشيخ يسلم بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ عوض بن جعفر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ صالح رباعى بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .
- الشيخ عبيد بن سالم بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ طالب عبود بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ عامر عبود بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ كرامه بن مرعى بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس
هؤلاء الضحايا من أسرة واحدة . . ذات مكانة خاصة فى حضر موت .
فماذا تعنى هذه الظاهرة ؟ هل تعنى تصفية ( أسرية ) ؟ أم تعنى القضاء النهائى على ما تبقى فى هذه الأسرة من مقومات وأركان للدين أم للقضاء على نفوذها فى هذه المنطقة ؟ ؟
فى منطقة الغرفة فى حضر موت :
قامت العصابة والميليشيا الشعبية بسحل وقتل وتشويه الرجال الآتية أسماؤهم :
- الشيخ سالم عوض الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- الشيخ فضل الهندى الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
فى منطقة قارة آل عبد العزيز فى حضر موت :
وقد قامت العصابة باعتقال وتعذيب وإهانة ومصادرة ممتلكات كل من رجال القبائل التالية أسماؤهم :
- الشيخ عبد العزيز الكثيرى
- الشيخ عامر بن سالم الكثيرى
- الشيخ عيسى بن على الكثيرى (85)
فى مدينة تريم فى حضر موت :
وأما فى هذه المدينة فقد انتقمت العصابة من مدينة العلم والعلماء ، بالتخلص سحلا وقتلا من العلماء الأجلاء ، وهم صفوة هذه المدينة الكبيرة وقادتها المفكريين، وهى المدينة التى اشتهرت بالعلم وبنشر الإشعاع الفكرى ، والدينى فى منطقة حضر موت كلها ، والتى كان يفد إليها طلاب العلم من كل مناطق الجنوب اليمنى للإستفادة من علمائها ورجالها المشهورين بالتقى ، والفضل ، والعلم و الإحسان ، والزهد ومن بين هؤلاء العلماء الأجلاء وقادة الفكر فيها نسجل هنا نماذج لمئات الحالات المشابهة التى اعتدت عليها العصابة ، ظلماً وعدواناً ، سحلا وقتلا ، وتشويهاً ، من بين هؤلاء نذكر النماذج التالية :
• العلامة الجليل الشيخ بن شهاب – أحد علماء الدين وقادة تريم المشهورين .
• السيد الجليل المنصب حسين بن أحمد العيدروس أحد السادة المشهود لهم بالتقى ، والفضل ، ، فى المنطقة .
السيد الجليل المنصب عمر بن عبد الرحمن البحر (86)
أن المذابح التى استهدفت العلماء ورجال الدين كانت تستهدف بالدرجة الأولى التخلص كلية من (بيوتات ) ذات مكانة دينية وأدبية خاصة فى هذه المنطقة . وتتم التصفيات بالجملة احياناً لمجموعة من الأشقاء والأبناء والأباء وأبناء الأعمام . . أى أن الاستهداف لم يكن مقصوداً به شخص بعينه استهدفته العصابة لخطورته عليها ، وإنما تكون التصفيات ( جماعية ) بهدف إنهاء مكانة أسرية معينة أو خوف من بقاء أى فرد من أسرة بعينها يشكل مستقبلاً خطر الإنتقام من العصابة لوالده أو ابنه أو قريبه
كما يلاحظ أيضاً أن بعض الضحايا من التجار الصغار وهم من الذ
ومــــن اعـــــطى الاوامـــــــــر وايـــــــن هـــــؤلاء الــقيـــادات الــيوم ؟؟
وهــــــــــل هـــــــــــم مـــــا زالــــــــــــوا يــــــــــــــــو مـــــــنــــــــــــون!!
(( بــــــــد يــــمـــقـــــر اطـــــــــية الــــــــــــــــــعـــــــــــــــنـــــــــف !!))
او انهم غيروا رداءهم الاحمر ويزعمون الديمقراطيه اليوم ... ..... ....
اليوم وبعد تسعة[ وثلاثين سنه تعود تلك الوجيه وبنفس الشعارات المقززه وفي ضنهم ان مافعلوه
قد انتسى يخسون وتخسى امنياتهم الحاقده والتاريخ لن يعيد نفسه مرة اخرى
فالاحداث لا ينساها التاريخ فمابالك بذالك الحدث الرهيب الذي سيبقى وصمت عار في جبين كل ماركسي جنوبي واولهم علي سالم البيض
اولاً : فى منطقة وادى بن على فى وادى حضر موت :
قامت العصابة بسحل وتشويه بعض التالية أسماءهم واعتقال وتعذيب البعض الآخر :
- الشيخ محمد بن طالب الجابرى – شيخ قبيله سجن وعذب وأهين .
- فضل بن عبد الكريم الجابرى – من رجال القبائل ، سجن وعذب وقيل أنه أطلق سراحه مؤخراً .
- السيد ( المنصب ) على بن محمد الحامدى – رجل دين منصب – سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- السيد قدرى بن محمد – رجل دين – سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- السيد شيخ بن أحمد العطاس – رجل دين - سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- عبيد الزبيدى الكثيرى – من رجال القبائل - سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس وهشمت جمجمته .
- سعيد بن محمد بن سند الكثيرى – من رجال القبائل سجن وعذب.
- بدر أحمد الكسادى – من رجال حضر موت البارزين سحل وشوه فى ديسمبر 1973 (83) .
ثانياًً : فى منطقة حفل فى حضر موت :
قامت العصابة ورجال الميليشيا الشعبية بسحل وقتل وتشويه التالية أسماؤهم :
- الشيخ عون بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- الشيخ يسلم بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ عوض بن جعفر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ صالح رباعى بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .
- الشيخ عبيد بن سالم بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ طالب عبود بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ عامر عبود بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ كرامه بن مرعى بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس
هؤلاء الضحايا من أسرة واحدة . . ذات مكانة خاصة فى حضر موت .
فماذا تعنى هذه الظاهرة ؟ هل تعنى تصفية ( أسرية ) ؟ أم تعنى القضاء النهائى على ما تبقى فى هذه الأسرة من مقومات وأركان للدين أم للقضاء على نفوذها فى هذه المنطقة ؟ ؟
فى منطقة الغرفة فى حضر موت :
قامت العصابة والميليشيا الشعبية بسحل وقتل وتشويه الرجال الآتية أسماؤهم :
- الشيخ سالم عوض الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- الشيخ فضل الهندى الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
فى منطقة قارة آل عبد العزيز فى حضر موت :
وقد قامت العصابة باعتقال وتعذيب وإهانة ومصادرة ممتلكات كل من رجال القبائل التالية أسماؤهم :
- الشيخ عبد العزيز الكثيرى
- الشيخ عامر بن سالم الكثيرى
- الشيخ عيسى بن على الكثيرى (85)
فى مدينة تريم فى حضر موت :
وأما فى هذه المدينة فقد انتقمت العصابة من مدينة العلم والعلماء ، بالتخلص سحلا وقتلا من العلماء الأجلاء ، وهم صفوة هذه المدينة الكبيرة وقادتها المفكريين، وهى المدينة التى اشتهرت بالعلم وبنشر الإشعاع الفكرى ، والدينى فى منطقة حضر موت كلها ، والتى كان يفد إليها طلاب العلم من كل مناطق الجنوب اليمنى للإستفادة من علمائها ورجالها المشهورين بالتقى ، والفضل ، والعلم و الإحسان ، والزهد ومن بين هؤلاء العلماء الأجلاء وقادة الفكر فيها نسجل هنا نماذج لمئات الحالات المشابهة التى اعتدت عليها العصابة ، ظلماً وعدواناً ، سحلا وقتلا ، وتشويهاً ، من بين هؤلاء نذكر النماذج التالية :
• العلامة الجليل الشيخ بن شهاب – أحد علماء الدين وقادة تريم المشهورين .
• السيد الجليل المنصب حسين بن أحمد العيدروس أحد السادة المشهود لهم بالتقى ، والفضل ، ، فى المنطقة .
السيد الجليل المنصب عمر بن عبد الرحمن البحر (86)
أن المذابح التى استهدفت العلماء ورجال الدين كانت تستهدف بالدرجة الأولى التخلص كلية من (بيوتات ) ذات مكانة دينية وأدبية خاصة فى هذه المنطقة . وتتم التصفيات بالجملة احياناً لمجموعة من الأشقاء والأبناء والأباء وأبناء الأعمام . . أى أن الاستهداف لم يكن مقصوداً به شخص بعينه استهدفته العصابة لخطورته عليها ، وإنما تكون التصفيات ( جماعية ) بهدف إنهاء مكانة أسرية معينة أو خوف من بقاء أى فرد من أسرة بعينها يشكل مستقبلاً خطر الإنتقام من العصابة لوالده أو ابنه أو قريبه
كما يلاحظ أيضاً أن بعض الضحايا من التجار الصغار وهم من الذ
ين استدان منهم زبانية العصابة من الجبهتين ، وبدلا من تسديد الديون سددوا المدافع الرشاشة نحو صدورهم فخروا صرعى وضحايا لثورة الأثوار فى الجبهتين ، وهمجية الأخلاق الثورية بدون ثورية عندهما ! ! وبعض هؤلاء عارضوا التطبيقات الفوضوية بواسطة زبانية الجبهتين ، واستنكروا قتل المواطنين عدوانا
أو مجاهرتهم بان ما يحدث من أعمال الجبهتين, تعتبر منكرات ترتكب ضد الدين وضد القيم والتقاليد السائدة هناك . وخاصة أن من بين تلك الضحايا رجال دين أمثال العلامة الجليل الشيخ محمد الخطيب إمام مسجد حوف ، والشيخ سعيد يحطب عيسى الذى حل محل الشيخ الخطيب بعد ان رحلته العصابة إلى معسكرات الاعتقال فى عدن وتخلصت منه العصابة بعد الصلاة مباشرة بالقتل أمام المصلين بمدفع رشاش سقط على أثرها أخرسا لا يتكلم بين دهشة وتعجب وخوف وذعر كل من حضر الصلاة فى ظهر يوم الجمعة فى ذلك الوقت المشئوم من 1972
أو مجاهرتهم بان ما يحدث من أعمال الجبهتين, تعتبر منكرات ترتكب ضد الدين وضد القيم والتقاليد السائدة هناك . وخاصة أن من بين تلك الضحايا رجال دين أمثال العلامة الجليل الشيخ محمد الخطيب إمام مسجد حوف ، والشيخ سعيد يحطب عيسى الذى حل محل الشيخ الخطيب بعد ان رحلته العصابة إلى معسكرات الاعتقال فى عدن وتخلصت منه العصابة بعد الصلاة مباشرة بالقتل أمام المصلين بمدفع رشاش سقط على أثرها أخرسا لا يتكلم بين دهشة وتعجب وخوف وذعر كل من حضر الصلاة فى ظهر يوم الجمعة فى ذلك الوقت المشئوم من 1972