#بوح_الصورة
ما احلى امتهامي يبره
بمئِوله"١" واموئكُب"٢"
يشى شقصئ"٣"سحبه"٤"
من امبود"٥" تلقاه يهكُب"٦"
امرشح"٧" كمثل املؤلؤ
من فوق ديمه"٨"يسكُب
«««« هوامش »»»»
"١" اصلها المعول وهو معروف بس باللهجة التهامية الخالصة يقال له امِئول
"٢" اموئكب ...هو عصا أحد طرفيه مفتوحان على شكل إشارتنا بإصبعينا السبابة والوسطى مفتوحتين وهو الظاهر معنا فى الصورة ويستخدم لجمع الشوك
"٣' شقصئ ...كلمة تقال لمن يقطع الخشب بالفأس ( امئول ) وبعضهم ينطقها شقصع بنطق العين حقيقة ( كبعض أهل حيس وجبل راس وبعضا من مناطق الجراحي )
"٤" سحبة ... كلمة تطلق فى مسقط رأسي زبيد ( حرسها الله ) وما إليها وهى الكم الكثير من الشوك إذا رصف بعضه فوق بعض .
"٥"امبود ... الصباح الباكر بلهجة جنوب تهامة وهي كلمة قد تكون اندثرت أو كادت إلا فى بعض المناطق
"٦" يهكب ... الهكب فى لهجة تهامة يطلق على الذي لا يجري ولا يمشي يقولون ( لاقيت لفلان يهكب مدري فيان يشى ) أي قابلت فلان مسرع الخطا ولا ادري إلى أين يذهب
"٧"امرشح ...الرشح العرق
"٨"ديمه ... اي جسمه باللهجة التهامية يقولون ( ديمي يوجعنا ) أي جسمي يؤلمني
ليلى الحكمي.
ما احلى امتهامي يبره
بمئِوله"١" واموئكُب"٢"
يشى شقصئ"٣"سحبه"٤"
من امبود"٥" تلقاه يهكُب"٦"
امرشح"٧" كمثل املؤلؤ
من فوق ديمه"٨"يسكُب
«««« هوامش »»»»
"١" اصلها المعول وهو معروف بس باللهجة التهامية الخالصة يقال له امِئول
"٢" اموئكب ...هو عصا أحد طرفيه مفتوحان على شكل إشارتنا بإصبعينا السبابة والوسطى مفتوحتين وهو الظاهر معنا فى الصورة ويستخدم لجمع الشوك
"٣' شقصئ ...كلمة تقال لمن يقطع الخشب بالفأس ( امئول ) وبعضهم ينطقها شقصع بنطق العين حقيقة ( كبعض أهل حيس وجبل راس وبعضا من مناطق الجراحي )
"٤" سحبة ... كلمة تطلق فى مسقط رأسي زبيد ( حرسها الله ) وما إليها وهى الكم الكثير من الشوك إذا رصف بعضه فوق بعض .
"٥"امبود ... الصباح الباكر بلهجة جنوب تهامة وهي كلمة قد تكون اندثرت أو كادت إلا فى بعض المناطق
"٦" يهكب ... الهكب فى لهجة تهامة يطلق على الذي لا يجري ولا يمشي يقولون ( لاقيت لفلان يهكب مدري فيان يشى ) أي قابلت فلان مسرع الخطا ولا ادري إلى أين يذهب
"٧"امرشح ...الرشح العرق
"٨"ديمه ... اي جسمه باللهجة التهامية يقولون ( ديمي يوجعنا ) أي جسمي يؤلمني
ليلى الحكمي.
الذكرى 181 للاحتلال البريطاني لعدن:
الرحلات الاولى لسفن الشركة البريطانية الشرقية الى عدن والمخا:
في 7 نوفمبر 1610م وصل إلى عدن الأدميرال سير هنري مدلتون "Admiral Sir Henry Middleton" وترك في عدن احدى سفنه المسماة ببركورن "Peppercorn" بقيادة نيكولاس داونتاون "Nicholas Downton" ورحل الى المخا على سفينته ترافقه سفينه دارلنج "Darling".
وعند وصوله الى ميناء المخا واجهت السفينة بعض المتاعب للدخول الى الميناء، واضطرت إلى تفريغ الكثير من أحمال السفينة، واستقبل مدلتون بالترحيب من قبل الحاكم التركي للمخا بترحيب وحفاوة في البداية الا انه في 28 نوفمبر، هاجم مدلتون ومرافقيه اثناء ما كانوا في ذروة العمل، وأدي الهجوم الى قتل ثمانية وأسر الأدميرال ميدلتون مع 59 من مرافقيه، وحاول الحاكم التركي بعد ذلك محاصرة السفينة دارلنح الا ان قواته منيت بخسائر فادحة وتعرضت المخا لقصف مدمر، وبعد ثلاثة أسابيع رحل الأدميرال ميدلتون الى صنعاء لمقابلة سنان باشا، وخلال فترة الأسر عوملوا معاملة إنسانية وسمح لهم بالتواصل مع السفن البريطانية.
وفي هذه الفترة وصل الى المخا داونتاون "Downtown" من عدن على ظهر الباخرة "بيبركورن" واقترح على مدلتون ان يقوم بضرب السفن التجارية التركية والهندية، الا ان ميدلتون رفض هذا المقترح لما له من أضرار عليه وعلى الشركة البريطانية الشرقية، وأشار الى ان سنان باشا وعده بان يفرج عنه مع قدوم الرياح الغربية، وانه اذا احس بان الباشا سوف يخلف وعده سيقوم بالهروب مع رفاقه.
وعندما علم مدلتون ان هناك فوجا من السفن التركية قادمة من السويس وان حاكم المخا يحاول استئجار عدد من السفن الكبيرة التي سمح لها ميدلتون بالدخول الى ميناء المخا عندها وفي 15 مايو 1611م، اقدم مدلتون مع 15 من الأسرى بالهروب ووصلوا الى ظهر الباخرة دارلنج، وأعطى أوامره إلى "داونتاون ان يلتحق به هو وبقية السفن البريطانية. ثم فرض حصارا صارما على ميناء المخا وطالب الأتراك بالإفراج عن بقية الأسرى وإعادة البضائع التي تركها على الشاطئ ودفع تعويضات عن كل الخسائر التي تعرض لها من قبلهم وبعد ان تحقق له ذلك غادر ميناء المخا، وتوقف في سقطرى في طريقة الى سورات.
وبعد فترة من المعاناة في شواطئ سورات عاد مدلتون إلى البحر الأحمر، وحاصر عدن ومضيق باب المندب، وصادر العديد من السفن الهندية من قبيل الانتقام.
الرحلات الاولى لسفن الشركة البريطانية الشرقية الى عدن والمخا:
في 7 نوفمبر 1610م وصل إلى عدن الأدميرال سير هنري مدلتون "Admiral Sir Henry Middleton" وترك في عدن احدى سفنه المسماة ببركورن "Peppercorn" بقيادة نيكولاس داونتاون "Nicholas Downton" ورحل الى المخا على سفينته ترافقه سفينه دارلنج "Darling".
وعند وصوله الى ميناء المخا واجهت السفينة بعض المتاعب للدخول الى الميناء، واضطرت إلى تفريغ الكثير من أحمال السفينة، واستقبل مدلتون بالترحيب من قبل الحاكم التركي للمخا بترحيب وحفاوة في البداية الا انه في 28 نوفمبر، هاجم مدلتون ومرافقيه اثناء ما كانوا في ذروة العمل، وأدي الهجوم الى قتل ثمانية وأسر الأدميرال ميدلتون مع 59 من مرافقيه، وحاول الحاكم التركي بعد ذلك محاصرة السفينة دارلنح الا ان قواته منيت بخسائر فادحة وتعرضت المخا لقصف مدمر، وبعد ثلاثة أسابيع رحل الأدميرال ميدلتون الى صنعاء لمقابلة سنان باشا، وخلال فترة الأسر عوملوا معاملة إنسانية وسمح لهم بالتواصل مع السفن البريطانية.
وفي هذه الفترة وصل الى المخا داونتاون "Downtown" من عدن على ظهر الباخرة "بيبركورن" واقترح على مدلتون ان يقوم بضرب السفن التجارية التركية والهندية، الا ان ميدلتون رفض هذا المقترح لما له من أضرار عليه وعلى الشركة البريطانية الشرقية، وأشار الى ان سنان باشا وعده بان يفرج عنه مع قدوم الرياح الغربية، وانه اذا احس بان الباشا سوف يخلف وعده سيقوم بالهروب مع رفاقه.
وعندما علم مدلتون ان هناك فوجا من السفن التركية قادمة من السويس وان حاكم المخا يحاول استئجار عدد من السفن الكبيرة التي سمح لها ميدلتون بالدخول الى ميناء المخا عندها وفي 15 مايو 1611م، اقدم مدلتون مع 15 من الأسرى بالهروب ووصلوا الى ظهر الباخرة دارلنج، وأعطى أوامره إلى "داونتاون ان يلتحق به هو وبقية السفن البريطانية. ثم فرض حصارا صارما على ميناء المخا وطالب الأتراك بالإفراج عن بقية الأسرى وإعادة البضائع التي تركها على الشاطئ ودفع تعويضات عن كل الخسائر التي تعرض لها من قبلهم وبعد ان تحقق له ذلك غادر ميناء المخا، وتوقف في سقطرى في طريقة الى سورات.
وبعد فترة من المعاناة في شواطئ سورات عاد مدلتون إلى البحر الأحمر، وحاصر عدن ومضيق باب المندب، وصادر العديد من السفن الهندية من قبيل الانتقام.
«الحطيب» اليمنية.. قيمة عالمية استثنائية
أضيفت قرية الحطيب الواقعة في أعلى قمة جبل «حَراز» باليمن في عام 2002 إلى قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، في الفئة المختلطة بين «الثقافية» و«الطبيعية» كموقع له قيمة عالمية استثنائية، وكل ما حولها من مناظر ثقافية نادرة من جبل «حرز» و«القاضي» و«القناص» و«مناخة» وغيرها، إلى آخر القرى والجبال المطلة على المنحدرات المتدرجة مع تاريخه القديم. قرية الحطيب البديعة ليست قرية عادية، رغم شهرتها الوحيدة على الألسن بأنها لم تنعم يومًا بماء المطر فكل السحب تتشكل أسفلها، لكنها قيمة استثنائية عالمية ممتلئة بالكثير.
* جبل "حراز" المطل على الفضاء
قرى القمم
ومن المعروف تاريخيًا أن كل القرى المبنية في أعلى جبال اليمن، هي أعلى من سحابها، لا لكي تصبح هناك معلقة بلا سبب، بل كانت رغبة من اليمني القديم في الاحتماء بأسرته والاستقرار بعيدًا عن الحيوانات المفترسة، وينجو كذلك من الأعداء والمحاربين والغزاة أثناء الغارات المفاجئة والهجمات المتكررة، فيصبح دفاعه عن نفسه أقوى وهو في الأعلى، لتبقى هذه القرى في ارتفاعها كما هي صامدة حتى يومنا، رغم الحروب التي مرت في تاريخها. بقيت محمية من المجاعات والتوترات ولم تتأثر بأي شيء، وبما أنها فوق تلك القمم فإن طقسها أيضًا مثير كوجودها. جوّها الثلجي شتاء يظل حتى الصباح الباكر فقط، فما أن تشرق الشمس سرعان ما يتحول إلى دافئ، وإن كان الفصل شتاءً.
قرية الحطيب
* قرية الحطيب فوق الغيم
قرية الحطيب مبنية فوق قمة جبل «حَراز»، وبمراجعتنا لموسوعة جبال اليمن الشهيرة والكثيرة، فإن جبل «حَراز» عبارة عن منطقة جبيلة واقعة بين صنعاء والحديدة، لا تحتوي على قرية الحطيب فقط، بل قرى أخرى ما زالت مبانيها قائمة، وبعض منها منذ القرن 11 الميلادي.
بقيت هذه المنطقة الجبلية ذات استراتيجية منذ المملكة الحميرية، وهي مملكة يمنية من عصور ما قبل الإسلام، وذلك بسبب موقعها بين سهل تهامة الساحلي المحاذي للبحر الأحمر من الشام طولاً إلى إقليم الحجاز من مكة وجازان إلى صنعاء اليمن، لذا كان جبل «حَراز» نقطة توقف مهمة للقوافل التجارية عبر التاريخ، لتنشأ القرى أسفلها حتى قممها بهندستها المعمارية المميزة، مع ترك الكثير من المساحات للمحاصيل.
* معمار القرى في جبل "حراز"
صخور وحقول
من أجمل ما لاحظناه أن بناء كل قرية أو بلدة تم كالقلعة المحصنة بمنازلها وجدرانها القوية اللاصقة بصخور جبال «حَراز»، لتكمل بناءها بأبوابها الدفاعية، كل ذلك تم دمجه بذكاء مع المناظر الطبيعية حتى بدت تلك القرى الجميلة لا يُعرف لها بدايتها من نهايتها وهي بين الصخور والحقول الواسعة النابتة بالدخن والبُن والعدس... مع نباتات وافرة تأكلها الماشية.
وبما أننا نتحدث اليوم عن قرية الحطيب التي بنيت من الحجر الرملي الأحمر المطل على التلال، وما حولها أيضًا من قرى محاطة بالأسوار تأسست قبل 8 قرون، مثل قرية بيت القميص وقرية بيت شمران وقرية مناخه في وسط جبال «حَراز»، وقرى أخرى بينها طرقات ممهدة دون الضرر بالطبيعة، نجد أن وضع المنطقة في قائمة التراث العالمي مهّد أيضًا لما لهذا التداخل بين البناء والطبيعة واستمرار العيش من وجود.
الحطيب، هذه القرية المعلقة المبنية على قمة الجبل، وكأنها لوحة من عالم آخر، لكونها تعانق الفضاء والسحب أسفلها، يعدها الناس ليس أجمل قرى العالم فقط، فقد تحدث عنها القاصي والداني بوصفها قرية ذات مكانة خاصة، بل يزورها الناس من كل أنحاء الدنيا، اعتقادًا بأهميتها، ليجدوها مباركة، بالأخص ساكنيها من طائفة «البهرة» المسالمة والمتسامحة، وليتبنى أهلها وأغنياؤها بناء المشاريع الخدمية فيها من مدرسة ومستشفى... وإقامة الاحتفالات وإحياء ليالي رمضان ومساعدة الفقراء وإطعامهم.
زوار
البهرة الهنود هم أغلب زوار قرية الحطيب، حيث يصل عددهم إلى نحو 1.5 مليون نسمة، وهم من أتباع «الداودية»، وحسب كتاب «الإسماعيليون كشف الأسرار ونقد الأفكار» فإن بهرة «الداودية» هم أحد فرق البهرة الإسماعيلية، الذين اتبعوا الخليفة الفاطمي المستعلي بالله، تمامًا مثل اعتقاد أهل القرية، وهؤلاء يزورون قرية الحطيب بسبب وجود مزار وقبة «حاتم محي الدين»، منذ 800 عام، الذي عمل هذا العالم على تدريس تلامذته، وله الفضل في استمراريتهم، بدليل تواصل وجود المدرسة الإسماعيلية التي يتعلم منها «البهرة» عقيدتهم.
يُذكر أن «البهرة» لفظ هندي الأصل ويعني (التاجر)، لكن تبقى أصولهم ونشأتهم في مصر منذ العصر الفاطمي، ظلوا ينتقلون ويسافرون حتى استقر أغلبهم في أماكن عدة حول العالم، وأغلبهم في الهند وباكستان وسيريلانكا وسنغافورة ومدغشقر... والآن في دول الخليج العربي، لكن تبقى الهند مقامهم الأول عبر تاريخهم، ويعتبرون عددا من مدن منطقة الخليج مركزًا آمنًا لهم ولتجارتهم. فيما تبقى قرية الحطيب في عزلتها وقمتها، لا يتعدى سكانها الـ1000 نسمة، ومع ذلك تظل ساحرة وثمينة إلى يومنا هذا.
قمم جبلية لدراسة
أضيفت قرية الحطيب الواقعة في أعلى قمة جبل «حَراز» باليمن في عام 2002 إلى قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، في الفئة المختلطة بين «الثقافية» و«الطبيعية» كموقع له قيمة عالمية استثنائية، وكل ما حولها من مناظر ثقافية نادرة من جبل «حرز» و«القاضي» و«القناص» و«مناخة» وغيرها، إلى آخر القرى والجبال المطلة على المنحدرات المتدرجة مع تاريخه القديم. قرية الحطيب البديعة ليست قرية عادية، رغم شهرتها الوحيدة على الألسن بأنها لم تنعم يومًا بماء المطر فكل السحب تتشكل أسفلها، لكنها قيمة استثنائية عالمية ممتلئة بالكثير.
* جبل "حراز" المطل على الفضاء
قرى القمم
ومن المعروف تاريخيًا أن كل القرى المبنية في أعلى جبال اليمن، هي أعلى من سحابها، لا لكي تصبح هناك معلقة بلا سبب، بل كانت رغبة من اليمني القديم في الاحتماء بأسرته والاستقرار بعيدًا عن الحيوانات المفترسة، وينجو كذلك من الأعداء والمحاربين والغزاة أثناء الغارات المفاجئة والهجمات المتكررة، فيصبح دفاعه عن نفسه أقوى وهو في الأعلى، لتبقى هذه القرى في ارتفاعها كما هي صامدة حتى يومنا، رغم الحروب التي مرت في تاريخها. بقيت محمية من المجاعات والتوترات ولم تتأثر بأي شيء، وبما أنها فوق تلك القمم فإن طقسها أيضًا مثير كوجودها. جوّها الثلجي شتاء يظل حتى الصباح الباكر فقط، فما أن تشرق الشمس سرعان ما يتحول إلى دافئ، وإن كان الفصل شتاءً.
قرية الحطيب
* قرية الحطيب فوق الغيم
قرية الحطيب مبنية فوق قمة جبل «حَراز»، وبمراجعتنا لموسوعة جبال اليمن الشهيرة والكثيرة، فإن جبل «حَراز» عبارة عن منطقة جبيلة واقعة بين صنعاء والحديدة، لا تحتوي على قرية الحطيب فقط، بل قرى أخرى ما زالت مبانيها قائمة، وبعض منها منذ القرن 11 الميلادي.
بقيت هذه المنطقة الجبلية ذات استراتيجية منذ المملكة الحميرية، وهي مملكة يمنية من عصور ما قبل الإسلام، وذلك بسبب موقعها بين سهل تهامة الساحلي المحاذي للبحر الأحمر من الشام طولاً إلى إقليم الحجاز من مكة وجازان إلى صنعاء اليمن، لذا كان جبل «حَراز» نقطة توقف مهمة للقوافل التجارية عبر التاريخ، لتنشأ القرى أسفلها حتى قممها بهندستها المعمارية المميزة، مع ترك الكثير من المساحات للمحاصيل.
* معمار القرى في جبل "حراز"
صخور وحقول
من أجمل ما لاحظناه أن بناء كل قرية أو بلدة تم كالقلعة المحصنة بمنازلها وجدرانها القوية اللاصقة بصخور جبال «حَراز»، لتكمل بناءها بأبوابها الدفاعية، كل ذلك تم دمجه بذكاء مع المناظر الطبيعية حتى بدت تلك القرى الجميلة لا يُعرف لها بدايتها من نهايتها وهي بين الصخور والحقول الواسعة النابتة بالدخن والبُن والعدس... مع نباتات وافرة تأكلها الماشية.
وبما أننا نتحدث اليوم عن قرية الحطيب التي بنيت من الحجر الرملي الأحمر المطل على التلال، وما حولها أيضًا من قرى محاطة بالأسوار تأسست قبل 8 قرون، مثل قرية بيت القميص وقرية بيت شمران وقرية مناخه في وسط جبال «حَراز»، وقرى أخرى بينها طرقات ممهدة دون الضرر بالطبيعة، نجد أن وضع المنطقة في قائمة التراث العالمي مهّد أيضًا لما لهذا التداخل بين البناء والطبيعة واستمرار العيش من وجود.
الحطيب، هذه القرية المعلقة المبنية على قمة الجبل، وكأنها لوحة من عالم آخر، لكونها تعانق الفضاء والسحب أسفلها، يعدها الناس ليس أجمل قرى العالم فقط، فقد تحدث عنها القاصي والداني بوصفها قرية ذات مكانة خاصة، بل يزورها الناس من كل أنحاء الدنيا، اعتقادًا بأهميتها، ليجدوها مباركة، بالأخص ساكنيها من طائفة «البهرة» المسالمة والمتسامحة، وليتبنى أهلها وأغنياؤها بناء المشاريع الخدمية فيها من مدرسة ومستشفى... وإقامة الاحتفالات وإحياء ليالي رمضان ومساعدة الفقراء وإطعامهم.
زوار
البهرة الهنود هم أغلب زوار قرية الحطيب، حيث يصل عددهم إلى نحو 1.5 مليون نسمة، وهم من أتباع «الداودية»، وحسب كتاب «الإسماعيليون كشف الأسرار ونقد الأفكار» فإن بهرة «الداودية» هم أحد فرق البهرة الإسماعيلية، الذين اتبعوا الخليفة الفاطمي المستعلي بالله، تمامًا مثل اعتقاد أهل القرية، وهؤلاء يزورون قرية الحطيب بسبب وجود مزار وقبة «حاتم محي الدين»، منذ 800 عام، الذي عمل هذا العالم على تدريس تلامذته، وله الفضل في استمراريتهم، بدليل تواصل وجود المدرسة الإسماعيلية التي يتعلم منها «البهرة» عقيدتهم.
يُذكر أن «البهرة» لفظ هندي الأصل ويعني (التاجر)، لكن تبقى أصولهم ونشأتهم في مصر منذ العصر الفاطمي، ظلوا ينتقلون ويسافرون حتى استقر أغلبهم في أماكن عدة حول العالم، وأغلبهم في الهند وباكستان وسيريلانكا وسنغافورة ومدغشقر... والآن في دول الخليج العربي، لكن تبقى الهند مقامهم الأول عبر تاريخهم، ويعتبرون عددا من مدن منطقة الخليج مركزًا آمنًا لهم ولتجارتهم. فيما تبقى قرية الحطيب في عزلتها وقمتها، لا يتعدى سكانها الـ1000 نسمة، ومع ذلك تظل ساحرة وثمينة إلى يومنا هذا.
قمم جبلية لدراسة
المناخ
* كارل أوغست
قام الألماني «كارل أوغست راتجينس» بعدة زيارات لليمن، حيث كان اهتمامه منصباً على تاريخ الجنوب للجزيرة العربية تحديدًا، ولكن يهمنا أن نشير في البداية إلى أنه باحث جيولوجي ومهتم بـ«الأثنوجرافيا» (وصف الأعراق البشرية) وأحوال الناس، ومهتمًا بالخطوط العامة لهيكلة وتطور المجتمع. ذهب إلى اليمن في بداية القرن العشرين ليرصد الظواهر الاجتماعية والطبيعية من موضعها، عاش طويلاً هناك وساهم في أبحاثه وكتب الكثير، ليعتبر الآن هو أهم باحث مر على اليمن، خاصة أنه ترك أكثر من 2500 مادة اثنوغرافية، وحوالي 4000 صورة تقريرية إيجابية وسلبية من جنوب جزيرة العرب.
كارل خريج جامعة هامبورغ الألمانية، توسع في تعليمه العالي حول مواضيع الجغرافيا والجيولوجيا وعلم الفلك والأرصاد الجوية وعلم الأحياء في وقت قصير ودون تخطيط، رغم أنه أثناء دخوله اليمن لم يجد حضارة حديثة، حيث لا طرق أسفلتية ولا سيارات ولا بريد ولا تلغراف، ولا آلات، فكل شيء كان يدوي الصنع، فقاوم أن يصنع علاقات جيدة مع إمام اليمن الذي مهد له الطريق للبحث في الأمكنة التي أراد حفرها والكتابة عنها.
الأحياء اليهودية في صنعاء وجبل «حَراز» كانت بمثابة اكتشاف هام للباحث كارل، خاصة القبور القريبة منها، فأخذ يفتش تلك الحفريات حتى اكتشف الكثير من الآثار مما أقنع الإمام ببناء متحف لتلك المكتشفات، فكان أول متحف آثار في شبه جزيرة العرب.
لكن يبقى صعوده للقرى في قمم الجبال، خاصة قرية الحطيب فرصة لدراسة المناخ بهدف إنشاء محطة للأرصاد الجوية في اليمن، التي تأسست في بضعة أشهر وجلب أدوات القياس ودرجة الحرارة وهطول الأمطار، كما لم ينسَ دراسة تاريخ الأعراق وثقافة الأقليات في اليمن، مع دراسة النباتات في جبل «حَراز» وقراها بشكل منهجي، وتصوير أحياء يهود اليمن ودراسة فنهم المعماري والهندسي.
أروى.. ملكة ذائعة الصيت
أروى، الملكة العربية اليمنية ذائعة الصيت، ولدت في القرن 11 الميلادي في جبال «حَراز» لعائلة مالكة، كان عمها هو الحاكم، وما أن بلغت الـ17 من عمرها، حتى تزوجت من ابن عمها وولي العهد، الذي لم يعمر طويلاً، لتحكم أروى بدلاً عنه، وكما ذكر المؤرخون بأنها كانت مثقفة ومطلعة وذكية وشجاعة وعلى دراية بعلوم كثيرة، ما أهلها لأن تكون ملكة، فذكر اسمها في الخطبة دلالة على حكمها الرسمي. اهتمت بالمدارس والاقتصاد والزراعة والأهم أنها نقلت العاصمة إلى صنعاء، والكثير، ليصبح قبرها في مسجدها بمدينة جبلة، مزارًا لأبناء طائفتها احترامًا، ومكتبة بقرب المسجد تحتوي على كتبها.
اهتمام تاريخي بالتجارة
«البهرة» طائفة دينية امتهنت التجارة حرفةً، ولهم في الخليج العربي وجود وسكن، حيث يصل عددهم عدة آلاف تتزايد مع الأيام، كما تنظم الطائفة مجلسًا سنويًا للعظة، يقيمه زعيمها سلطان البهرة، ولهم في مدن منطقة الخليج الاحترام والتقدير مع رسالة التعايش والسلام، بهدف تناغم العيش مع الطوائف كافة.
الطائفة في الخليج العربي، أغلبهم من الهند وباكستان، لكنها طائفة تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وازدهاره من خلال الاستثمار العقاري والصناعي والصرافة، فأغلبهم يعملون بالتجارة، وبالبناء والخدمات والمشاريع التجارية.
ثالث أعلى قمة جبلية شرق أوسطية
لبلاد اليمن من الجبال الكثير وبأسماء لا حصر لها، تبدو شائكة وممتدة وجميلة وساحرة ومخيفة... فبها من القمم التي تعد الأبرز في العالم، ولكن لا يكاد يعرفها سوى أهلها. ورغم علو جبل «حَراز»، يبقى جبل النبي شعيب -عليه السلام- هو أشهر جبال اليمن وأعلاها، ليس في اليمن فحسب، بل وفي جزيرة العرب كلها، حيث يعد الجبل ثالث أعلى قمة جبلية في الشرق الأوسط، ورغم أننا لم نجد الخرائط الحديثة لهذا الجبل لنتخذها مصدراً، لكن بعض التقارير ذكرت ذلك، وأخيرًا، فإن الثلوج البيضاء تغلف رأسه كل عام، وبعد صقيع الشتاء والرياح السريعة التي تهاجم علياءه، حتى تبدو الغيوم الثقيلة أسفل قمته
* كارل أوغست
قام الألماني «كارل أوغست راتجينس» بعدة زيارات لليمن، حيث كان اهتمامه منصباً على تاريخ الجنوب للجزيرة العربية تحديدًا، ولكن يهمنا أن نشير في البداية إلى أنه باحث جيولوجي ومهتم بـ«الأثنوجرافيا» (وصف الأعراق البشرية) وأحوال الناس، ومهتمًا بالخطوط العامة لهيكلة وتطور المجتمع. ذهب إلى اليمن في بداية القرن العشرين ليرصد الظواهر الاجتماعية والطبيعية من موضعها، عاش طويلاً هناك وساهم في أبحاثه وكتب الكثير، ليعتبر الآن هو أهم باحث مر على اليمن، خاصة أنه ترك أكثر من 2500 مادة اثنوغرافية، وحوالي 4000 صورة تقريرية إيجابية وسلبية من جنوب جزيرة العرب.
كارل خريج جامعة هامبورغ الألمانية، توسع في تعليمه العالي حول مواضيع الجغرافيا والجيولوجيا وعلم الفلك والأرصاد الجوية وعلم الأحياء في وقت قصير ودون تخطيط، رغم أنه أثناء دخوله اليمن لم يجد حضارة حديثة، حيث لا طرق أسفلتية ولا سيارات ولا بريد ولا تلغراف، ولا آلات، فكل شيء كان يدوي الصنع، فقاوم أن يصنع علاقات جيدة مع إمام اليمن الذي مهد له الطريق للبحث في الأمكنة التي أراد حفرها والكتابة عنها.
الأحياء اليهودية في صنعاء وجبل «حَراز» كانت بمثابة اكتشاف هام للباحث كارل، خاصة القبور القريبة منها، فأخذ يفتش تلك الحفريات حتى اكتشف الكثير من الآثار مما أقنع الإمام ببناء متحف لتلك المكتشفات، فكان أول متحف آثار في شبه جزيرة العرب.
لكن يبقى صعوده للقرى في قمم الجبال، خاصة قرية الحطيب فرصة لدراسة المناخ بهدف إنشاء محطة للأرصاد الجوية في اليمن، التي تأسست في بضعة أشهر وجلب أدوات القياس ودرجة الحرارة وهطول الأمطار، كما لم ينسَ دراسة تاريخ الأعراق وثقافة الأقليات في اليمن، مع دراسة النباتات في جبل «حَراز» وقراها بشكل منهجي، وتصوير أحياء يهود اليمن ودراسة فنهم المعماري والهندسي.
أروى.. ملكة ذائعة الصيت
أروى، الملكة العربية اليمنية ذائعة الصيت، ولدت في القرن 11 الميلادي في جبال «حَراز» لعائلة مالكة، كان عمها هو الحاكم، وما أن بلغت الـ17 من عمرها، حتى تزوجت من ابن عمها وولي العهد، الذي لم يعمر طويلاً، لتحكم أروى بدلاً عنه، وكما ذكر المؤرخون بأنها كانت مثقفة ومطلعة وذكية وشجاعة وعلى دراية بعلوم كثيرة، ما أهلها لأن تكون ملكة، فذكر اسمها في الخطبة دلالة على حكمها الرسمي. اهتمت بالمدارس والاقتصاد والزراعة والأهم أنها نقلت العاصمة إلى صنعاء، والكثير، ليصبح قبرها في مسجدها بمدينة جبلة، مزارًا لأبناء طائفتها احترامًا، ومكتبة بقرب المسجد تحتوي على كتبها.
اهتمام تاريخي بالتجارة
«البهرة» طائفة دينية امتهنت التجارة حرفةً، ولهم في الخليج العربي وجود وسكن، حيث يصل عددهم عدة آلاف تتزايد مع الأيام، كما تنظم الطائفة مجلسًا سنويًا للعظة، يقيمه زعيمها سلطان البهرة، ولهم في مدن منطقة الخليج الاحترام والتقدير مع رسالة التعايش والسلام، بهدف تناغم العيش مع الطوائف كافة.
الطائفة في الخليج العربي، أغلبهم من الهند وباكستان، لكنها طائفة تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وازدهاره من خلال الاستثمار العقاري والصناعي والصرافة، فأغلبهم يعملون بالتجارة، وبالبناء والخدمات والمشاريع التجارية.
ثالث أعلى قمة جبلية شرق أوسطية
لبلاد اليمن من الجبال الكثير وبأسماء لا حصر لها، تبدو شائكة وممتدة وجميلة وساحرة ومخيفة... فبها من القمم التي تعد الأبرز في العالم، ولكن لا يكاد يعرفها سوى أهلها. ورغم علو جبل «حَراز»، يبقى جبل النبي شعيب -عليه السلام- هو أشهر جبال اليمن وأعلاها، ليس في اليمن فحسب، بل وفي جزيرة العرب كلها، حيث يعد الجبل ثالث أعلى قمة جبلية في الشرق الأوسط، ورغم أننا لم نجد الخرائط الحديثة لهذا الجبل لنتخذها مصدراً، لكن بعض التقارير ذكرت ذلك، وأخيرًا، فإن الثلوج البيضاء تغلف رأسه كل عام، وبعد صقيع الشتاء والرياح السريعة التي تهاجم علياءه، حتى تبدو الغيوم الثقيلة أسفل قمته
البيضاء..
معالم شاهدة حيّة على مجد الحضارة اليمنية
لاينفصل تاريخ البيضاء عن تاريخ اليمن قديماً وحديثاً.. غير أن الأهمية الاستراتيجية الداخلية لموقعها جعل من المناطق المعروفة اليوم بمحافظة البيضاء مناطق تجاذبات ومد وجز لقوى النفوذ، سواءً النفوذ الذي كانت تمثله العديد من الدول والممالك اليمنية القديمة، أو نفوذ القوى المتلاحقة فيما بعد في العصور الإسلامية أو العصر الحديث.. إذ ظلت البيضاء منطقة تماس داخلي ساخنة بالأحداث المثيرة طوال العصور التاريخية المتلاحقة.
وفي الوقت الذي كانت تنعم فيه بالاستقرار تشهد هذه المنطقة ازدهاراً يعم أرجاءها، تاركاً لنا معالم بارزة شاهدة حية على مجد حضارة اليمنيين.
وفي مايلي نوجز بعضاً من تاريخ البيضاء وحكاياته المثيرة، ونستعرض أشهر المعالم والمواقع الأثرية التي خلفها التاريخ في منطقة محافظة البيضاء.
البيضاء قديماً
كانت الأراضي المعروفة اليوم باسم محافظة البيضاء تندرج ضمن أراضي “دهم” وهي الأراضي العالية من أراضي تبن، كما جاء في نقش النصر الموسوم ب”RES-3945” والذي دونه الملك السبئي “كرب ال وتر” مكرب سبأ في القرن السابع قبل الميلاد.
وقد كانت تعرف قديماً باسم بيضاء حصى لأنها كانت ضمن أملاك سرو مذحج، فكانت مدينة “حصى” هي العاصمة، وتقع مدينة حصى في الجهة الشرقية لمدينة البيضاء وتبعد عنها حوالي 20كم، وهي اليوم خرائب وأطلال.
وفي مطلع القرن الأول الميلادي ظهرت في الأراضي التي نطلق عليها الآن محافظة البيضاء عدة قبائل قوية شكل كل منها قبيلة مستقلة لها أراضيها الخاصة بها وهي “بني معاهر”، “ذي خولان” و”ذي هصبح” و”ردمان”.. وقد كانت قبائل ردمان وخولان أقوى قبائل المنطقة، وكانتا أحياناً تدخلان في تحالف مع بعضهما وأحياناً يستحكم العداء بينهما تبعاً للمصالح المشتركة بينهما، وبدأ بروز هذه القبائل عقب أفول نجم الدولة القتبانية التي كانت تمثل العدو التقليدي للدولة السبيئية وقد تحملت قبائل ردمان وخولان على عاتقها مواصلة العداء للدولة السبئية ولهذا فقد قامتا في منتصف القرن الثاني الميلادي بالتحالف مع الحضارمة بقيادة “وهب ال يجوز ذي معاهر” ضد الدولة السبئية في عهد ملكها “سعد شمس أسرع” وابنه “مرتدم يهحمد” ملكي سبأ وذي ريدان، وقد دارت بينهما معارك طاحنة في وادي بيحان ووادي المشرق انتصر خلالها السبئيون.
ورغم ذلك إلا أن قبائل خولان وردمان وذي معاهر ظلت تواصل العداء التقليدي للسبئيين.. حيث تحالفوا لاحقاً مع الحميريين الذين قوت شوكتهم في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، فتم لهم ما أرادوا بانتهاء الدولة السبيئية، وظهرت الدولة الحميرية “الريدانية” لتكون هذه القبائل أركان حرب تلك الدولة التي استطاعت أن تسيطر على معظم الأراضي الحضرمية وأراضي المشرق.
ومن أهم مآثرهم تلك المدن المتناثرة على امتداد أراضي محافظة البيضاء مثل مدينة وعلان “المعسال” في مديرية الشرية والتي كانت تمثل حضارتهم الأولى وظلت شهرتهم تلك حتى الفترة الإسلامية، وقد قسم الهمداني أراضي البيضاء في كتابه الموسوعي “الإكليل” إلى مخاليف ردمان وخولان بتلك التسميات القديمة لتلك القبائل التي ظهرت أسماؤها في عشرات النقوش اليمنية القديمة.
البيضاء في التاريخ الإسلامي
في العهد الإسلامي انتقلت العاصمة من مدينة حصي التي كانت ضمن أملاك سرو مذحج كما أشرنا إلى المدينة المعروفة اليوم بالبيضاء، وكان للدول الإسلامية المتعاقبة دور مميز في محافظة البيضاء ففي عهد دولة بني رسول “625ه 857ه” “1228م 1453م” ازدهرت اليمن قاطبة وشهدت انتعاشاً في كافة الميادين وخاصة فيما يتعلق بالجانب العلمي وبناء المساجد والمدارس، فشيد حكام وملوك بني رسول العديد من المدارس والمساجد ومنها مدرسة ومسجد البغدادية في رداع.. كما ازدهرت اليمن قاطبة بما فيها محافظة البيضاء في عهد الدولة الطاهرية “856ه 945ه” “1453م 1538م” والتي خلفت دولة بني رسول، وقد اهتم ملوك بني طاهر كأسلافهم بني رسول بالعديد من النشاطات وخاصة فيما يتعلق بالبناء والعمران والاهتمام بالعلم وشيدوا المساجد والمدارس العلمية وبنوا العديد من السدود ومصدات المياه، ومن مآثرهم تشييد مدرسة العامرية التي تعد من أهم المدارس الإسلامية وآية في الفن الإسلامي وروائع منشآت الدولة الطاهرية وكانت نهاية دولة بني طاهر في عام “945ه” “1538م” على يد العثمانيين الأتراك الذين قاموا بتشييد وإعادة تشييد العديد من القلاع والحصون في محافظة البيضاء.
البيضاء في التاريخ القريب
عقب انتهاء الاحتلال العثماني وانتهاء التواجد التركي في اليمن مطلع القرن الماضي ظهر في مناطق البيضاء آل الرصاص، وآل الحميقاني كقوتين متنافستين على السلطة في البيضاء، وقبائل أخرى منافسة لهما، وقد ذكر علي بن علي الرويشان في كتابه “حياة الريف” في فصل تحت عنوان “البيضاء والتاريخ المنسي”، إن الرصاص كان يزعم أنه السلطان الحاكم على أغلب المناطق في البيضاء، وكان منافسه الرئيسي هو الحميقاني بدرجة أولى وبعض قبائل بني
معالم شاهدة حيّة على مجد الحضارة اليمنية
لاينفصل تاريخ البيضاء عن تاريخ اليمن قديماً وحديثاً.. غير أن الأهمية الاستراتيجية الداخلية لموقعها جعل من المناطق المعروفة اليوم بمحافظة البيضاء مناطق تجاذبات ومد وجز لقوى النفوذ، سواءً النفوذ الذي كانت تمثله العديد من الدول والممالك اليمنية القديمة، أو نفوذ القوى المتلاحقة فيما بعد في العصور الإسلامية أو العصر الحديث.. إذ ظلت البيضاء منطقة تماس داخلي ساخنة بالأحداث المثيرة طوال العصور التاريخية المتلاحقة.
وفي الوقت الذي كانت تنعم فيه بالاستقرار تشهد هذه المنطقة ازدهاراً يعم أرجاءها، تاركاً لنا معالم بارزة شاهدة حية على مجد حضارة اليمنيين.
وفي مايلي نوجز بعضاً من تاريخ البيضاء وحكاياته المثيرة، ونستعرض أشهر المعالم والمواقع الأثرية التي خلفها التاريخ في منطقة محافظة البيضاء.
البيضاء قديماً
كانت الأراضي المعروفة اليوم باسم محافظة البيضاء تندرج ضمن أراضي “دهم” وهي الأراضي العالية من أراضي تبن، كما جاء في نقش النصر الموسوم ب”RES-3945” والذي دونه الملك السبئي “كرب ال وتر” مكرب سبأ في القرن السابع قبل الميلاد.
وقد كانت تعرف قديماً باسم بيضاء حصى لأنها كانت ضمن أملاك سرو مذحج، فكانت مدينة “حصى” هي العاصمة، وتقع مدينة حصى في الجهة الشرقية لمدينة البيضاء وتبعد عنها حوالي 20كم، وهي اليوم خرائب وأطلال.
وفي مطلع القرن الأول الميلادي ظهرت في الأراضي التي نطلق عليها الآن محافظة البيضاء عدة قبائل قوية شكل كل منها قبيلة مستقلة لها أراضيها الخاصة بها وهي “بني معاهر”، “ذي خولان” و”ذي هصبح” و”ردمان”.. وقد كانت قبائل ردمان وخولان أقوى قبائل المنطقة، وكانتا أحياناً تدخلان في تحالف مع بعضهما وأحياناً يستحكم العداء بينهما تبعاً للمصالح المشتركة بينهما، وبدأ بروز هذه القبائل عقب أفول نجم الدولة القتبانية التي كانت تمثل العدو التقليدي للدولة السبيئية وقد تحملت قبائل ردمان وخولان على عاتقها مواصلة العداء للدولة السبئية ولهذا فقد قامتا في منتصف القرن الثاني الميلادي بالتحالف مع الحضارمة بقيادة “وهب ال يجوز ذي معاهر” ضد الدولة السبئية في عهد ملكها “سعد شمس أسرع” وابنه “مرتدم يهحمد” ملكي سبأ وذي ريدان، وقد دارت بينهما معارك طاحنة في وادي بيحان ووادي المشرق انتصر خلالها السبئيون.
ورغم ذلك إلا أن قبائل خولان وردمان وذي معاهر ظلت تواصل العداء التقليدي للسبئيين.. حيث تحالفوا لاحقاً مع الحميريين الذين قوت شوكتهم في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، فتم لهم ما أرادوا بانتهاء الدولة السبيئية، وظهرت الدولة الحميرية “الريدانية” لتكون هذه القبائل أركان حرب تلك الدولة التي استطاعت أن تسيطر على معظم الأراضي الحضرمية وأراضي المشرق.
ومن أهم مآثرهم تلك المدن المتناثرة على امتداد أراضي محافظة البيضاء مثل مدينة وعلان “المعسال” في مديرية الشرية والتي كانت تمثل حضارتهم الأولى وظلت شهرتهم تلك حتى الفترة الإسلامية، وقد قسم الهمداني أراضي البيضاء في كتابه الموسوعي “الإكليل” إلى مخاليف ردمان وخولان بتلك التسميات القديمة لتلك القبائل التي ظهرت أسماؤها في عشرات النقوش اليمنية القديمة.
البيضاء في التاريخ الإسلامي
في العهد الإسلامي انتقلت العاصمة من مدينة حصي التي كانت ضمن أملاك سرو مذحج كما أشرنا إلى المدينة المعروفة اليوم بالبيضاء، وكان للدول الإسلامية المتعاقبة دور مميز في محافظة البيضاء ففي عهد دولة بني رسول “625ه 857ه” “1228م 1453م” ازدهرت اليمن قاطبة وشهدت انتعاشاً في كافة الميادين وخاصة فيما يتعلق بالجانب العلمي وبناء المساجد والمدارس، فشيد حكام وملوك بني رسول العديد من المدارس والمساجد ومنها مدرسة ومسجد البغدادية في رداع.. كما ازدهرت اليمن قاطبة بما فيها محافظة البيضاء في عهد الدولة الطاهرية “856ه 945ه” “1453م 1538م” والتي خلفت دولة بني رسول، وقد اهتم ملوك بني طاهر كأسلافهم بني رسول بالعديد من النشاطات وخاصة فيما يتعلق بالبناء والعمران والاهتمام بالعلم وشيدوا المساجد والمدارس العلمية وبنوا العديد من السدود ومصدات المياه، ومن مآثرهم تشييد مدرسة العامرية التي تعد من أهم المدارس الإسلامية وآية في الفن الإسلامي وروائع منشآت الدولة الطاهرية وكانت نهاية دولة بني طاهر في عام “945ه” “1538م” على يد العثمانيين الأتراك الذين قاموا بتشييد وإعادة تشييد العديد من القلاع والحصون في محافظة البيضاء.
البيضاء في التاريخ القريب
عقب انتهاء الاحتلال العثماني وانتهاء التواجد التركي في اليمن مطلع القرن الماضي ظهر في مناطق البيضاء آل الرصاص، وآل الحميقاني كقوتين متنافستين على السلطة في البيضاء، وقبائل أخرى منافسة لهما، وقد ذكر علي بن علي الرويشان في كتابه “حياة الريف” في فصل تحت عنوان “البيضاء والتاريخ المنسي”، إن الرصاص كان يزعم أنه السلطان الحاكم على أغلب المناطق في البيضاء، وكان منافسه الرئيسي هو الحميقاني بدرجة أولى وبعض قبائل بني
ر ومنهم العمري بدرجة ثانية، ولم تكن البيضاء قبل عام “1340ه” تحت سيطرة الإمام ولاتحت سيطرة الإنجليز بما كانت تسمى حينها محميات الجنوب اليمني.. وقد أستمر الخلاف والصراع بين الرصاص والحميقاني فترة طويلة استطاع خلالها الحميقاني ترجيح الكفة لصالحه وذلك باغتيال السلطان “صالح بن أحمد الرصاص” في البيضاء.. وقد حاول شقيقه حسين بن أحمد الرصاص الأخذ بالثأر لأخيه إلا أنه عجز عن ذلك ولم يلق تجاوباً ممن كان يعتقد انهم طوع أمره مما اضطره إلى اللجوء للإمام يحيى بن حميد الدين والاستنجاد به، وعند مقابلته للإمام طرح عليه أن البيضاء بلاده وهو سلطانها متهماً الحميقاني بالعمالة للإنجليز طالباً من الإمام مساعدته على تثبيت سلطانه.. فأرسل الإمام يحيى مع الرصاص جيشاً كبيراً بقيادة عبدالله بن أحمد الوزير، وكان هدف الرصاص هو ضرب الحميقاني.
وكان هذا رد ابن الوزير على بعض الوساطات التي كانت تحاول إقناعه بالخروج من البيضاء.. وتمكن ابن الوزير من الصمود أمام الهجمات التي كانت تستهدف البيضاء من جبل حربي وحيد علي وحيد القريطة.
وقد اشتركت في هذه الهجمات معظم قبائل بنير والعواذل وآل الحميقاني وغيرهم.
ولما علم الإمام يحيى عن حالة الحصار لجيشه بعد مرور شهر على فرضه جهز جيشاً كبيراً جديداً بقيادة علي بن محمد الشامي الذي ذاع صيته وشهرته في المشرق كله.
واستطاع الشامي أن ينهي الحصار ويرجح كفة الحرب لصالح الإمام الذي ظل نظامه باسطاً يده على البيضاء حتى قيام الثورة اليمنية المباركة.. وإخضاع البلاد له ثم عودة الوزير والجيش إلى صنعاء،في حين كان الإمام يبيت للاستيلاء على البيضاء وإخضاعها لحكمه، وكان الرصاص مدركاً لخطورة جيش الإمام على سلطنته لكنه كان يعتبر نفسه مضطراً لذلك.
هذا ووقعت معارك في ذي ناعم بين جيش الإمام بقيادة الوزير وبين آل عمر بالاشتراك مع ناس ال حميقان كان الغلبة فيها لجيش الوزير الذي دخل البيضاء منتصراً وعندها عبر الرصاص عن رأيه وما يجول في خاطره بزامل آخر ومشهور قال فيه:
ياقلعة البيضاء وسوق الناصري
أنت بأمان الله يا بيضاء حسين
الأرض سبتني وأنا سبيتها
ماشي حنق لأحد بكى من كل عين
وبعد فترة حين طال المقام بجيش الإمام وقائده أبن الوزير طلب الرصاص من الوزير مغادرة البيضاء مع جيشه كون مهمتهم قد انتهت فرفض الوزير ذلك وتبين للرصاص نوايا الإمام والوزير وعرف أنه أخطأ خطأً فاحشاً باللجوء إليهما،فما كان منه إلا أن طوى خلافاته مع الحميقاني، وتصالحا ثم اجتمع الرصاص والحميقاني والسلطان العوذلي وأجمعوا على محاربة ابن الوزير وإجباره على مغادرة البيضاء، وأعلنوا الحرب عليه وفرضوا حصاراً على مدينة البيضاء حيث كان الوزير مرابطاً مع جيشه .. مصرين على استمرار الحرب والحصار حتى يغادر ابن الوزير وجيش الإمام البيضاء وفي هذه الأثناء قال ابن الوزير كلمته المشهورة: “والله لن أخرج من البيضاء إلا وهي بيضاء كاسمها حتى لو بيضت دقني من الصابر الأيمن إلى الصابر الأيسر”.
في عهد الإمامة والاستعمار تم التشطير
ظلت محافظة البيضاء تعاني من نار الاستعمار البريطاني رغم عدم خضوعها له ومن ظلام النظام الإمامي ثم فيما بعد من مأساة التشطير .. ولم تنته معاناتها إلا بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة وتحقيقها في ال “22” من مايو عام 1990م.. ونظراً لأنها كانت أكثر المناطق تضرراً من التشطير وكانت أكثر المناطق سخونة.. ففي عهد ماقبل الثورة عرف عن أبناء البيضاء مقاومتهم للنظامين الإمامي والاستعماري ومناوشتهم لقوات الاحتلال البريطاني تعاضداً مع إخوانهم وأقاربهم ،فبعض القبائل البيضانية كانت تمتد أسرها وأملاكها على طول خطوط المواجهة مع الإنجليز كقبائل ديبان أو “دبان” وقد أتيحت لنا زيارة بعض القرى التي كانت تمثل خطوط تماسٍ في عهد ماقبل الثورة ثم العهد التشطيري،والتقينا هناك بعض رجال ومشائخ القبائل الذي شرحوا لنا الوضع المأساوي الذي كانت تعانيه هذه المناطق في تلك الحقبة التاريخية .. ففي قرية الشرف على بعد “30” كيلومتراً شرق مدينة البيضاء كانت هذه القرية على سبيل المثال مشطورة نصفين رغم تقارب وتجاور منازلها،وهناك التقينا الشيخ علوي عاطف الشرفي الذي سرد لنا جزءاً من ذلك التاريخ واشتراكه مع والده قبل الثورة في القتال ضد الانجليز ثم توليه بعد والده قيادة أبناء ورجال قبائل البيضاء في قتال الانجليز وانضمامه إلى جبهة التحرير التي نشطت ضد الاستعمار، وأصيب في أحد الاشتباكات برصاصة في عنقه أثناء حرب التحرير وقد قدر له التعافي من هذه الإصابة .. أما بعد جلاء الاستعمار فقد دخلت المنطقة في مأساة جديدة وهي التشطير،حيث ظل عاطف يقيم في الجزء المحسوب على الشطر الشمالي من قرية الشرف وظلت أملاك أسرته وكثير من أبناء أسرته في الجزء المحسوب على الشطر الجنوبي.. وفي هذا الموضوع يقول ولده الشيخ ناصر علوي:
كان وضع التشطير سيئاً جداً ،وكان الناس يعانون بشدة، أنا نفسي شخصياً كان لدينا أموال وعقارات زراعية في الشطر الآخر”أي في نفس المنطقة التي
وكان هذا رد ابن الوزير على بعض الوساطات التي كانت تحاول إقناعه بالخروج من البيضاء.. وتمكن ابن الوزير من الصمود أمام الهجمات التي كانت تستهدف البيضاء من جبل حربي وحيد علي وحيد القريطة.
وقد اشتركت في هذه الهجمات معظم قبائل بنير والعواذل وآل الحميقاني وغيرهم.
ولما علم الإمام يحيى عن حالة الحصار لجيشه بعد مرور شهر على فرضه جهز جيشاً كبيراً جديداً بقيادة علي بن محمد الشامي الذي ذاع صيته وشهرته في المشرق كله.
واستطاع الشامي أن ينهي الحصار ويرجح كفة الحرب لصالح الإمام الذي ظل نظامه باسطاً يده على البيضاء حتى قيام الثورة اليمنية المباركة.. وإخضاع البلاد له ثم عودة الوزير والجيش إلى صنعاء،في حين كان الإمام يبيت للاستيلاء على البيضاء وإخضاعها لحكمه، وكان الرصاص مدركاً لخطورة جيش الإمام على سلطنته لكنه كان يعتبر نفسه مضطراً لذلك.
هذا ووقعت معارك في ذي ناعم بين جيش الإمام بقيادة الوزير وبين آل عمر بالاشتراك مع ناس ال حميقان كان الغلبة فيها لجيش الوزير الذي دخل البيضاء منتصراً وعندها عبر الرصاص عن رأيه وما يجول في خاطره بزامل آخر ومشهور قال فيه:
ياقلعة البيضاء وسوق الناصري
أنت بأمان الله يا بيضاء حسين
الأرض سبتني وأنا سبيتها
ماشي حنق لأحد بكى من كل عين
وبعد فترة حين طال المقام بجيش الإمام وقائده أبن الوزير طلب الرصاص من الوزير مغادرة البيضاء مع جيشه كون مهمتهم قد انتهت فرفض الوزير ذلك وتبين للرصاص نوايا الإمام والوزير وعرف أنه أخطأ خطأً فاحشاً باللجوء إليهما،فما كان منه إلا أن طوى خلافاته مع الحميقاني، وتصالحا ثم اجتمع الرصاص والحميقاني والسلطان العوذلي وأجمعوا على محاربة ابن الوزير وإجباره على مغادرة البيضاء، وأعلنوا الحرب عليه وفرضوا حصاراً على مدينة البيضاء حيث كان الوزير مرابطاً مع جيشه .. مصرين على استمرار الحرب والحصار حتى يغادر ابن الوزير وجيش الإمام البيضاء وفي هذه الأثناء قال ابن الوزير كلمته المشهورة: “والله لن أخرج من البيضاء إلا وهي بيضاء كاسمها حتى لو بيضت دقني من الصابر الأيمن إلى الصابر الأيسر”.
في عهد الإمامة والاستعمار تم التشطير
ظلت محافظة البيضاء تعاني من نار الاستعمار البريطاني رغم عدم خضوعها له ومن ظلام النظام الإمامي ثم فيما بعد من مأساة التشطير .. ولم تنته معاناتها إلا بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة وتحقيقها في ال “22” من مايو عام 1990م.. ونظراً لأنها كانت أكثر المناطق تضرراً من التشطير وكانت أكثر المناطق سخونة.. ففي عهد ماقبل الثورة عرف عن أبناء البيضاء مقاومتهم للنظامين الإمامي والاستعماري ومناوشتهم لقوات الاحتلال البريطاني تعاضداً مع إخوانهم وأقاربهم ،فبعض القبائل البيضانية كانت تمتد أسرها وأملاكها على طول خطوط المواجهة مع الإنجليز كقبائل ديبان أو “دبان” وقد أتيحت لنا زيارة بعض القرى التي كانت تمثل خطوط تماسٍ في عهد ماقبل الثورة ثم العهد التشطيري،والتقينا هناك بعض رجال ومشائخ القبائل الذي شرحوا لنا الوضع المأساوي الذي كانت تعانيه هذه المناطق في تلك الحقبة التاريخية .. ففي قرية الشرف على بعد “30” كيلومتراً شرق مدينة البيضاء كانت هذه القرية على سبيل المثال مشطورة نصفين رغم تقارب وتجاور منازلها،وهناك التقينا الشيخ علوي عاطف الشرفي الذي سرد لنا جزءاً من ذلك التاريخ واشتراكه مع والده قبل الثورة في القتال ضد الانجليز ثم توليه بعد والده قيادة أبناء ورجال قبائل البيضاء في قتال الانجليز وانضمامه إلى جبهة التحرير التي نشطت ضد الاستعمار، وأصيب في أحد الاشتباكات برصاصة في عنقه أثناء حرب التحرير وقد قدر له التعافي من هذه الإصابة .. أما بعد جلاء الاستعمار فقد دخلت المنطقة في مأساة جديدة وهي التشطير،حيث ظل عاطف يقيم في الجزء المحسوب على الشطر الشمالي من قرية الشرف وظلت أملاك أسرته وكثير من أبناء أسرته في الجزء المحسوب على الشطر الجنوبي.. وفي هذا الموضوع يقول ولده الشيخ ناصر علوي:
كان وضع التشطير سيئاً جداً ،وكان الناس يعانون بشدة، أنا نفسي شخصياً كان لدينا أموال وعقارات زراعية في الشطر الآخر”أي في نفس المنطقة التي
تشملها القرية” كنا محرومين من زراعتها حيث كانت تقع في محلات ومواقع عسكرية يحرم علينا دخولها والمسافة بيننا وبينها لا تتجاوز ال “500” متر تقريباً ومع ذلك كنا لا نجرؤ على الاقتراب منها” مضيفاً أن منطقتين أو محلتين من محلات القرية الأولى اسمها افابوس والثانية الرحبة كان يفصلهما التشطير وفي بعض مناسبات الأعياد كان كل جزء من القرية يقام فيه العيد في يوم مختلف عن الجزء الآخر تبعاً لاختلاف إعلان السلطات.. وهذا بالنسبة لعيد رمضان أو صوم شهر رمضان كان كل جزء من القرية يصوم بخلاف الجزء الآخر، ولا أحد من الأهالي يجرؤ على مخالفة إعلان السلطة ومشاطرة أهله في الجانب الآخر أفراحهم أو صومهم، فهذه الأمور كانت تعد بمثابة عمالة للطرف الآخر.
معالم تاريخية
لاشك أن المناطق التي تمثلها اليوم محافظة البيضاء ونظراً للأحداث المتعاقبة عليها، والحضارات التي شهدتها في فترات استقرارها خلفت وراءها معالم بارزة شهدت على ازدهارها ،ومن أشهر هذه المعالم التي لاتزال شامخة قلعة البيضاء وهي عبارة عن حصن شامخ ومنيع يتوسط مدينة البيضاء، وقيل إن من أسس هذه القلعة هو الملك شمرتاران كما أفاد الهمداني في كتابه”الإكليل”،ويقال إن القلعة منسوبة إلى الملك “شمر جناح” وليس “ شمرتاران” ويرجح الشيخ حسين الأهدل في كتابه “هداية الأخيار” أنها منسوبة إلى الملك شمر ذا الجناح الأكبر ابن العطاف بن المتاب بن عمرو بن علاق، وهو قائد الملك أسعد الكامل تبع والذي قيل فيه ثناءً في قصيدة يصف دخوله العراق وفارس حينما حصل له النصر العظيم:
فلما هبطنا بلاد السواد
تولى قباذه سريع الهرب
فتبعه شمرا ذا الجناح
منذي إليه حثيث الطلب
وفي قصيدة أخرى:
أنا أبو الجيش الذي شمروا
إلى العراق الموكب الهائل
يقتادهم من حمير شمر
وأسعد من بعدهم ناهل
قلعة رداع
من المعالم التاريخية أيضاً قلعة رداع التي تم بناؤها وتشييدها كحامية للمدينة في عهد الملك “ شمر يهرعش” وتم تجديدها في عهد عامر بن عبدالوهاب وتعتبر من أشهر المواقع الأثرية والتاريخية في اليمن والتي لاتزال جيدة وستظل شامخة شموخ الجبال .. وقد كانت تستعمل هذه القلعة إلى عهد قريب جداً كسجن وهي الآن تخضع لبعض أعمال الترميم الداخلي بعد أن وجه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بترميمها هي وقلعة البيضاء أثناء زيارته للمحافظة.
مدرسة العامرية
من المعالم التاريخية والأثرية التي مازالت شامخة مدرسة العامرية في رداع والتي أشرنا إلى أنها آية في الفن الإسلامي ورائعة من روائع العهد الطاهري .. وقد شيدها الملك الظافر “عامر بن عبدالوهاب بن داؤود طاهر في ربيع الأول عام “910 ه” “1504م”.
وذلك حسبما دون في الكتاتيب .. وهذه المدرسة تتكون من ثلاثة طوابق يعلوها ست قباب، وكل قبة فيه مقامة على دعامتين وعلى كل دعامة أقيم ستة عقود، كما تتميز بالزخارف الجصية التي تزين الممرات والقبب والجدران الخارجية وقد خصص الطابق الأول “الأرض” سكناً لإيواء الطلبة أما الطابق الثاني فقد خصص للصلاة والعبادة والطابق الثالث به مقصورة وقاعة.
مواقع أثرية أخرى
الجدير ذكره أن هناك العشرات من المعالم المواقع الأثرية التاريخية الأخرى في محافظة البيضاء والتي لايتسع المقام هنا لتناولها ولو بالتوضيح اليسير ومن هذه المعالم والمواقع موقع امعادية وحصن شرحان وهضبة ثرة وحصن مروحة وهؤلاء في مديرية مكيراس وكذا مدينة حصي، وشبشان،وعقلة بني عامر في مديرية الصومعة وقلعة السوادية في مديرية السوادية،وحصن قيس، وجبل سودة في مديرية الزاهر، وموقع وعلان والمعسال في مديرية الشرية وموقع شيعان في مديرية مسورة .. وغيرها الكثير من المواقع والمعالم الأثرية والمساجد التاريخية التي يرجع تاريخها إلى القرن الهجري الأول
معالم تاريخية
لاشك أن المناطق التي تمثلها اليوم محافظة البيضاء ونظراً للأحداث المتعاقبة عليها، والحضارات التي شهدتها في فترات استقرارها خلفت وراءها معالم بارزة شهدت على ازدهارها ،ومن أشهر هذه المعالم التي لاتزال شامخة قلعة البيضاء وهي عبارة عن حصن شامخ ومنيع يتوسط مدينة البيضاء، وقيل إن من أسس هذه القلعة هو الملك شمرتاران كما أفاد الهمداني في كتابه”الإكليل”،ويقال إن القلعة منسوبة إلى الملك “شمر جناح” وليس “ شمرتاران” ويرجح الشيخ حسين الأهدل في كتابه “هداية الأخيار” أنها منسوبة إلى الملك شمر ذا الجناح الأكبر ابن العطاف بن المتاب بن عمرو بن علاق، وهو قائد الملك أسعد الكامل تبع والذي قيل فيه ثناءً في قصيدة يصف دخوله العراق وفارس حينما حصل له النصر العظيم:
فلما هبطنا بلاد السواد
تولى قباذه سريع الهرب
فتبعه شمرا ذا الجناح
منذي إليه حثيث الطلب
وفي قصيدة أخرى:
أنا أبو الجيش الذي شمروا
إلى العراق الموكب الهائل
يقتادهم من حمير شمر
وأسعد من بعدهم ناهل
قلعة رداع
من المعالم التاريخية أيضاً قلعة رداع التي تم بناؤها وتشييدها كحامية للمدينة في عهد الملك “ شمر يهرعش” وتم تجديدها في عهد عامر بن عبدالوهاب وتعتبر من أشهر المواقع الأثرية والتاريخية في اليمن والتي لاتزال جيدة وستظل شامخة شموخ الجبال .. وقد كانت تستعمل هذه القلعة إلى عهد قريب جداً كسجن وهي الآن تخضع لبعض أعمال الترميم الداخلي بعد أن وجه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بترميمها هي وقلعة البيضاء أثناء زيارته للمحافظة.
مدرسة العامرية
من المعالم التاريخية والأثرية التي مازالت شامخة مدرسة العامرية في رداع والتي أشرنا إلى أنها آية في الفن الإسلامي ورائعة من روائع العهد الطاهري .. وقد شيدها الملك الظافر “عامر بن عبدالوهاب بن داؤود طاهر في ربيع الأول عام “910 ه” “1504م”.
وذلك حسبما دون في الكتاتيب .. وهذه المدرسة تتكون من ثلاثة طوابق يعلوها ست قباب، وكل قبة فيه مقامة على دعامتين وعلى كل دعامة أقيم ستة عقود، كما تتميز بالزخارف الجصية التي تزين الممرات والقبب والجدران الخارجية وقد خصص الطابق الأول “الأرض” سكناً لإيواء الطلبة أما الطابق الثاني فقد خصص للصلاة والعبادة والطابق الثالث به مقصورة وقاعة.
مواقع أثرية أخرى
الجدير ذكره أن هناك العشرات من المعالم المواقع الأثرية التاريخية الأخرى في محافظة البيضاء والتي لايتسع المقام هنا لتناولها ولو بالتوضيح اليسير ومن هذه المعالم والمواقع موقع امعادية وحصن شرحان وهضبة ثرة وحصن مروحة وهؤلاء في مديرية مكيراس وكذا مدينة حصي، وشبشان،وعقلة بني عامر في مديرية الصومعة وقلعة السوادية في مديرية السوادية،وحصن قيس، وجبل سودة في مديرية الزاهر، وموقع وعلان والمعسال في مديرية الشرية وموقع شيعان في مديرية مسورة .. وغيرها الكثير من المواقع والمعالم الأثرية والمساجد التاريخية التي يرجع تاريخها إلى القرن الهجري الأول
العامرية .. رائعة العمارة اليمنية
العامرية كمسجد ومدرسة إسلامية مثال حضاري وتاريخي حول الروائع المعمارية اليمنية على الصعيد الديني ولها علاقة بتراثنا اليمني..
إنها سجل هام في التاريخ اليمني.. فهي من أشهر مدارس الدولة الطاهرية التي جمعت بين وظيفتي المسجد والمدرسة، ومما يميز هذه المنشأة المعمارية هو جمال التخطيط ودقة العمل وحسن استخدام مواد البناء والقضاض، فهي بطوابقها الثلاثة التي تشمل بيت الصلاة، ومساكن الطلاب وغرف الدراسة، ومرافق الطهارة والخدمات، تشكل تحفة معمارية رائعة قل أن تجد لها مثيلا من حيث التصميم والتنفيذ والقدرة على الصمود.
الموقع:
يقع مسجد ومدرسة العامرية في محافظة البيضاء، في قلب مدينة رداع، أحد أحياء المدينة القديمة الغنية بالمواقع الاثرية كقلعة رداع التاريخية العظيمة التي يعود بناؤها إلى عهد التبع شمر يهرعش ومسجدي البغدادية والرباط والسوق القديم الشبيه بسوق الملح بصنعاء.
والمدرسة العامرية يحدها :
من الشمال والشرق – الميدان.
من الغرب – البستان.
من الجنوب – خزان مياه المدينة.
التسمية:
من المعلوم أن المساجد أصبحت على مر العصور وحتى يومنا هذا تلقى اهتمام ولاة الأمر في كل زمان ومكان حتى صارت بعض المساجد سمات للولاة وسميت بأسمائهم .. والعامرية أحد أبرز آثار مدينة رداع .. حيث يدلنا أسم العامرية بإرتباط آل طاهر بهذا المعلم التاريخي الذي يعتبر قمة في الفن المعماري الإسلامي.
والمهتم يعلم أن كثيراً من الدويلات المتعاقبة في اليمن اهتمت إهتماماً بالغاً ببناء المدارس الإسلامية فقط، أما الدولة الطاهرية فقد اهتمت أكثر ونهجت نهج من سبقهم في إنشاء المدارس والاهتمام بها فشيدوا المدارس في معظم المناطق اليمنية ومن أشهر مدارسهم المدرسة العامرية في رداع والتي قام بإنشائها السلطان عامر بن عبد الوهاب سنة 910هـ.
وقد جلب لها أفضل البنائيين والمزخرفين من داخل اليمن وربما من خارجها وأنفقت على بنائها أموالاً طائلة واستغرق ذلك البناء فترة زمنية ليست بالقصيرة.. قد تتراوح من خمس إلى ست سنوات
العامرية كمسجد ومدرسة إسلامية مثال حضاري وتاريخي حول الروائع المعمارية اليمنية على الصعيد الديني ولها علاقة بتراثنا اليمني..
إنها سجل هام في التاريخ اليمني.. فهي من أشهر مدارس الدولة الطاهرية التي جمعت بين وظيفتي المسجد والمدرسة، ومما يميز هذه المنشأة المعمارية هو جمال التخطيط ودقة العمل وحسن استخدام مواد البناء والقضاض، فهي بطوابقها الثلاثة التي تشمل بيت الصلاة، ومساكن الطلاب وغرف الدراسة، ومرافق الطهارة والخدمات، تشكل تحفة معمارية رائعة قل أن تجد لها مثيلا من حيث التصميم والتنفيذ والقدرة على الصمود.
الموقع:
يقع مسجد ومدرسة العامرية في محافظة البيضاء، في قلب مدينة رداع، أحد أحياء المدينة القديمة الغنية بالمواقع الاثرية كقلعة رداع التاريخية العظيمة التي يعود بناؤها إلى عهد التبع شمر يهرعش ومسجدي البغدادية والرباط والسوق القديم الشبيه بسوق الملح بصنعاء.
والمدرسة العامرية يحدها :
من الشمال والشرق – الميدان.
من الغرب – البستان.
من الجنوب – خزان مياه المدينة.
التسمية:
من المعلوم أن المساجد أصبحت على مر العصور وحتى يومنا هذا تلقى اهتمام ولاة الأمر في كل زمان ومكان حتى صارت بعض المساجد سمات للولاة وسميت بأسمائهم .. والعامرية أحد أبرز آثار مدينة رداع .. حيث يدلنا أسم العامرية بإرتباط آل طاهر بهذا المعلم التاريخي الذي يعتبر قمة في الفن المعماري الإسلامي.
والمهتم يعلم أن كثيراً من الدويلات المتعاقبة في اليمن اهتمت إهتماماً بالغاً ببناء المدارس الإسلامية فقط، أما الدولة الطاهرية فقد اهتمت أكثر ونهجت نهج من سبقهم في إنشاء المدارس والاهتمام بها فشيدوا المدارس في معظم المناطق اليمنية ومن أشهر مدارسهم المدرسة العامرية في رداع والتي قام بإنشائها السلطان عامر بن عبد الوهاب سنة 910هـ.
وقد جلب لها أفضل البنائيين والمزخرفين من داخل اليمن وربما من خارجها وأنفقت على بنائها أموالاً طائلة واستغرق ذلك البناء فترة زمنية ليست بالقصيرة.. قد تتراوح من خمس إلى ست سنوات