اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
يانة للحفاظ عليها وعلى معالمها كتراث متميز في الفن المعماري القديم، قلعة يريم التي تعلو القرية القديمة تشرف على يريم من نواحيها، حالياً غزا أعلاها التين الشوكي كما غزا سورها القديم وطغى على جوانبه.

لم تعد يريم يريماً

قرية يم هذه التي تقع في أطراف مدينة يريم الشرقية والتي ذكرها الهمداني في صفته لم تكن هي يريم أساساً وإنما أخذت اسمها من اسم أكمة يريم أساساً وإنما أخذت اسمها من اسم أكمة المرايم وهي يريم الأساس يذكرها الأستاذ نزيه العظم في كتابه «رحلة اليمن السعيد» أن اسمها مريمة، ومريمة أكمة تقع في أطراف يريم الغربية وبها آثار حميرية كثيرة وبقايا أسوار تحيط بها مداميك مطمورة ومعظمها ظهر نتيجة القيام بحفريات لأساسات كثير من المنازل التي بنيت فيها حالياً وعلى ما يبدو في الواقع أن بعض المنازل قد بنيت بأحجار الأسوار الأثرية وإحدى البنايات الحديثة مقامة مكان منزل أثري أخذت عنه بعض أحجاره وهي متميزة من بين الأحجار العادية، كانت الجهات الرسمية قد عملت على منع صاحب المنزل من البناء ولكنه لم يمتنع.

ومن المآثر الموجودة غرب يريم أيضاً أكمة حبوبة مرة التي كان يمتد منها حاجز لسد يصل إلى أكمة المصلى، ومن المآثر جبل يصبح الواقع شرق يريم، كانت تعلوه قلعة لم يبق من آثارها إلا البرك، ومن المآثر التي اكتشفت نتيجة لحفريات البناء حديثاً وجود قنوات مائية أرضية كانت مردومة وتم بناء المنازل عليها.

مدينة تصنع النكتة

تتميز كثير من المناطق اليمنية بممارسة السخرية والتبادل النكتي يفيما بينها مما أضفى عليها طابع المرح وجعل منها مثالاً عند الناس يتداولون نوادرها وخاصة في جانب النكتة ويريم إحدى هذه المناطق التي تجعل من النكتة صنعة تحترفها ، فهي مدينة النكتة والفكاهة والسخرية تقف مع مدينة ذمار نداً لند كل منهما يكيل للآخر سيلاً من النكت الساخرة البديعة وذلك منذ زمن ليس بالقريب مثلها مثل كثير من المناطق اليمنية التي تتبادل النكتة على سبيل الهجاء كمدينتي جبلة و إب ومنطقتي البخاري والمخادر بنفس محافظة إب وذمار وصنعاء وغير ذلك من المناطق اليمنية.

ونحن في هذا المقام لا نستطيع إيراد أي من النكات الهجومية المتبادلة بين يريم وذمار لضيق المساحة ولكون النقل الكتابي ليس بأفضل من الالقاء شفاهية وما يجب أن نستشفه من ذلك وأن نشير إليه هو أن النكتة لا يمكن أن تأتي من فراغ فهي في معظمها ناتجة عن ثراء لغوي وثقافي معزز باستيعاب شامل لمعطيات الواقع وإلمام عام بحال الجانب الآخر الغاية من النكتة، والنكتة بشكل عام لا تصدر بهدف التسلية فقط وإن كانت التسلية هي الجانب الأهم من وراء انتاج النكتة إلا أنها غالباً ما تعالج واقعاً معاشاً يتأثر به مجموعة أو كل الناس فتكون النكتة بمثابة إشعار أول يراد به التنبيه للخطأ الحاصل وبنفس الوقت تعتبر تنفيساً يزيل جزءاً من هموم هذا الواقع الذي تعالج النكتة جوانب هامة فيه إما اجتماعياً أو سياسياً أو ..الخ.

دولة الدنوة

يذكرنا الوقوف أعلى حصن يريم والنظر في أسوارها العتيقة تراجع جيش الفقيه سعيد «صاحب دنوة حبيش» مهزوماً خارج أسوارها وذلك قبل حوالي قرنين من الزمان عندما حاصر بقواته قوات الإمام الهادي القبائلية الذي استطاع شراء ذمم قادة جيش الفقيه سعيد بمبالغ مالية طائلة بعد أن شدد عليه جيش الفقيه الحصار داخل أسوار يريم وضاق به الحال وخرج الجيش المحاصر ليهزم الجيش المحُاصر خارج الأسوار فتراجع جيش الفقيه الذي تراجع بتراجعه مشروع دولة فتية لم تشهد خلال عمرها القصير غير العدل وانقاذ العباد من ظلم العباد، كانت ثورة ـ كما يطلق عليها كثير من المثقفين ـ للفقراء انتزعت حقوقهم من مخالب الوحوش الآدمية التي ما راعت في الناس إلاً ولا ذمة، فكان الإمام سعيد بن قاسم العنسي داعية لإحقاق الحق واخماد روح الشر ولم يكن كما صوره خصومه مدعياً إنه المهدي المنتظر.

فورسكال العظيم

وإذا كانت الذكرى جرساً رناناً في عالم النسيان فإن ذكرى أعضاء الفرقة الدانماركية القادمة إلى اليمن في العام 1761م على قدر ما كانت مفرحة بالنسبة لنا بقدر ما كانت تمثّل مأساة بالنسبة لأعضاء البعثة الدانماركية العلمية التي عملت على اكتشاف البلاد السعيدة خلال السبع السنوات التي غابت فيها عن بلادها حيث فتكت بهم الأمراض التي أدت بهم إلى الموت واحداً تلو الآخر ولم يعد من أعضاء الفرقة إلى بلاده بعد المدة المحددة غير نيبور الذي رعته عناية الله فلم يلق مصرعه كأصدقائه.

ولقد كانت يريم إحدى محطات البعثة التي خيمت فيها عند طريقها إلى صنعاء قدوماً من المخا وفيها كان فورسكال يلفظ أنفاسه الأخيرة بينما نيبور يرسم بريشته يريم من على نافذة الغرفة المطلة على المدينة، لم تشفع لهم إنجازاتهم وأبحاثهم العلمية أمام سكان يريم الذين رفضوا حمل جثة فورسكال إلى القبر كونه غير مسلم إلا نفر من الفقراء مروا به بين دهاليز المدينة خشية أن يراهم سكانها وافقوا على حمله بعد اغرائهم بالمال الكثير.

فورسكال الذي راح ضحية مرض الملا
ريا كان عالماً نباتياً وجد في اليمن من الاعشاب الطبية الكثيرة والنادرة ما لا يوجد في بلد غيره وقد عبر عن ذلك بقوله في ختام رسالة له بعث بها من بيت الفقيه إلى البروفيسور «لينوس» في كوبنهاجن: وفي الحقيقة يستحق هذا البلد أن ترسل إليه بعثة زراعية خاصة ويجب التمسك به على أن ترسل البعثة على شرف البروفيسور «ميشاليس» في كوبنهاجن وإذا لم يطل بي العمر حتى أناقش معه ما جمعته من نباتات فسوف أخسر ويخسر معي العلم أكثر مما تتصور.

موسوعة تاريخ

لم يكن هناك في يريم ما يمتع رحلتي أكثر مما أمتعها وجود الأستاذ القدير نجيب عبدالكافي الرازحي الذي قادني نحو معرفة معالم المدينة الكثيرة وهو أحد القلائل الذين لديهم اهتمامات بالتاريخ واستقراء أحداثه واسقاطها على الواقع ولقد كنت في منزله أعيش في كنف متحف تاريخي، فالرجل يتكلم التاريخ ويسرده بالأرقام والأحداث وكأنه عاصرها أو خاض غمارها، مكتبته تحوي في معظمها كتباً تاريخية هامة.

فتحها على مصراعيها وقدم عصارتها دون تحفظ فكانت نادرة قلما نجدها تحوي مخطوطات فقهية قديمة إلى جانب كتب التاريخ كشرح الأزهار التي يصل عمرها ما يقارب 750هـ ومخطوطة أخرى عمرها سنة 800 للإمام الهادي، وللحقيقة أني لم أستغن عن معلوماته لحظة واحدة لولا أني لم أستطع كتابة معظمها لسبب سرده الشفهي المسهب أثناء طوافنا أرجاء المدينة.

محطة زراعية

احتلت يريم منذ القدم مكانة مرموقة بين سائر المناطق اليمنية وخاصة في الزراعة حيث أبدع سكان يريم بهذا الجانب ومازالوا كذلك حيث تم إنشاء حوالي ثمانين سداً في منطقة قاع الحقل لوحدها وهي المنطقة الخصيبة الممتدة من كتاب جنوباً عند محاذاة نقيل سمارة حتى يريم وما بعدها وبذلك يقول الملك التبع أسعد الكامل:

وفي البقعة الخضراء من أرض يحصب.. ثمانون سداً تقذف الماء سائلاً

ولا تزال لتلك السدود بقايا آثار فمنها ما هو على شكل مستنقع طيني وحل ومنها ما انتهى وأصبح حقولاً أو أقيمت قرى في أماكنها إلا أن كثيراً منها ما زال يحتفظ بقنواته الرئيسية حتى وقتنا الحاضر.

ولا يعني انتهاء تلك السدود انتهاء الزراعة في مناطق يريم المختلفة وخاصة قاع الحقل فما تزال يريم معدودة كأهم المناطق الزراعية اليمنية بل هي المحطة الأولى حيث تستخدم في العملية الزراعية أحدث الوسائل والطرق ولا يزال سكانها هم من أمهر الناس وأكثرهم خبرة في الجوانب الزراعية إطلاقاً.

عودة تاريخية

منذ القدم ومناطق يريم مضافاً إليها مديرية القفر و جزء من محافظة ذمار كانت تعرف بمخلاف يحصب وكان المخلاف ينقسم إلى يحصبين، يحصب العالي ويبدأ من كتاب وينتهي بذمار المدينة وما بعدها وكذلك جبال بني مسلم من مديرية القفر وخودان وعزلة بني سيف وأما يحصب السافل وهو ما كان يعرف قديماً ببلاد الوحش ويعرف حالياً بالقفر السافل والتي تمتد نحو محاذاة وصاب وحزم العدين وحبيش، وسميت بيحصب نسبة لأحد أقيال حمير وقبائله التي قطنت هذه المناطق ، وقد كانت أرض يحصب بسبب قربها من عاصمة الدولة الحميرية ظفار التي تقع شرق قاع الحقل وبسبب وجود مساحات زراعية شاسعة كقاع الحقل مثلاً محط اهتمام الدولة الحميرية التي قامت بإنشاء عدد من السدود التي وصلت إلى ما يربو على الثمانين وعدد من الحصون والقلاع الأثرية في الجبال الغربية المحيطة كجبال بني مسلم وبني سيف وخودان والجبال الواقعة شرق يريم هذه الجبال كانت بمثابة مواقع انساق حمائية أولية تحيط بعاصمة الدولة لتحافظ على هيبتها وأمنها، ولا يزال في هذه الجبال من الحصون ما هو قائم بذاته حتى الساعة ومنها مالم يبق منه إلا آثاره وأهم وأشهر هذه المواقع الأثرية منطقة خودان التي وجدت فيها بعض المآثر التي غطتها الأتربة لتحفظها من عبث الأيام ومع ذلك لم تحفظها من عبث العابثين، ولا يزال الناس هناك يذكرون المآثر التي برزت نتيجة الحفريات التي قام بها المواطنون لبناء مدرسة للمنطقة.

ومن المآثر التي ما زالت ماثلة حصن قلة بني مسلم الواقع على مرمى نظر شمال قرية صرحة أعلى قرية يستحمر، وهو حصن أثري أبوابه لا تزال قائمة، وبه مبانٍ سكنية مهجورة غير صالحة للسكن وما زالت موجودة على الطبيعة وتستخدم حالياً كسكن للماشية، وبحصن القلة سد قديم تستفيد منه القرى المجاورة، أقام في هذه القلة «الحصن» الإمام العلامة محمد بن ابراهيم الوزير المتوفى سنة 840هـ واتخذ منها مسكناً وبنى فيه مسجداً ما زالت آثاره قائمة، القى الإمام فيه العلوم الإسلامية على طلابه كان عالماً ربانياً مجتهداً وأحد أعلام اليمن هو صاحب كتاب العواصم والقواصم ، يقول عنه الإمام الشوكاني في كتابه البدر الطالع: «لو قلت أن اليمن لم تنجب مثله لم أبعد عن الصواب».

وفي يريم هذه من المآثر الكثيرة ما لا يسع المقام لحصرها أهم تلك المآثر الظاهرة مآثر قرية صرحة الأثرية التي وجدت فيها قبور في عمق الصخر ومومياءات محنطة وعقود عقيقية وفصوص كذلك لا تحصى ولا تزال تحوي بعض المآثر كالسور والقبة الأثرية والأحجار المحفورة بالنقوش المسندية والجامع الأث
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كارستن نيبور
في العربية السعيدة

في عام 1982، أسّس الدنماركيون "معهد كارستن نيبور للثقافات والدراسات الشرقية" في جامعة كوبنهاغن، ثم تحوّل إلى قسم أبحاث أساسي في دراسات الشرق الأدنى، حيث تمثّل العربية، لغة وثقافة وتاريخاً، أبرز المحاور التي ينشغل بها.

اسم المعهد اختير كاستعادة -بعد قرابة قرنين ونصف- للمستكشف كارستن نيبور (1733-1815)، وهو أيضاً عالم رياضيات ورسام خرائط دنماركي-ألماني، أصبح أثره كبيراً بعد رحلته التي حوّلته إلى "مستعرب" مثير للجدل.

في الرابع من كانون الثاني/ يناير 1761، أبحرت باخرة "غرينلاند" من ميناء هيلسنيور (السنيور)، شمال العاصمة الدنماركية، وعلى متنها بعثة من العلماء نحو اليمن، أو ما كان يسمى حينه "العربية السعيدة". كان بينهم علماء لغة وفلك ونبات، وقد ماتوا جميعاً أثناء رحلتهم تلك، باستثناء نيبور.

كان موت خمسة من العلماء المرافقين، نقطة مفصلية في حياة نيبور المستكشف، إذ أصبح قائداً للرحلة، وكتب عن الموت قائلاً إن "عجرفة الغربي وكسله وغطرسته أودت بحياة هؤلاء المستكشفين".

ظنّ نيبور بأنه سينجو إن عاش كالسكّان العرب المحلّيين، فاتّخذ قراره بالاستسلام تماماً لطريقة حياة العرب: دون جلبة وغطرسة على الأهالي، تعلّم اللغة العربية بشكل متقن، وارتدى ملابس العرب وأطلق اللحية وتبنّى العادات، واختار لنفسه اسم "عبد الله".

" كانت له نظرته الناقدة لمجمل الصور النمطية عن العرب"

في ذلك الزمن، سادت في القارة العجوز صورة محكومة بتخيّل "سحر الشرق" و"العرب الغامضين" والرغبة في اكتشافهم بين العلماء، وكان صيت العرب في الأندلس، على الأقل لدى نخب أوروبا، لم ينطفئ بعد.

رفض نيبور، في كتاباته عن "الرحلة العربية"، والمعروفة أيضاً بـ"استكشافات نيبور"، وصف العرب بأنهم "مفترسون وسيّئون ويسرقون وينهبون قوافل المسافرين في الصحراء"، ورغم ذلك يعترف "نعم إن كنت مسافراً لوحدك فالفرصة قائمة ليسرقك بعضهم في الصحراء".

ليس غريباً إذن، حين نقفز إلى ما بعد قرنين ونصف على رحلته، أن نجد في بلد نيبور، متعصّبين قوميين كارهين للعرب، وهؤلاء فيهم من يهاجمه كمستعرب دافع عن العرب، وينتقدون قوله بأن "السيئين منهم يوجد مثلهم في أوروبا أيضاً، سكاكين وقتل وصراخ واختلاف داخلي وانتقام".

في عصر نيبور، كان الجهل بالعرب، دافعاً لبعض العلماء للتفكير في أهمية أن تكون للدنمارك رحلتها الاستكشافية الخاصة نحو "العربية السعيدة". كان لعلماء اللاهوت أثرهم في إقناع الملك "فريدريك الخامس" لدعم الرحلة، فهؤلاء سعوا وراء أجوبة على ما جاء في "الكتاب المقدس"؛ مئة سؤال وضعت كأهداف للرحلة الاستكشافية، جميعها مرتبطة بنصوص إنجيلية، ولم يكن فيها بحث عن فهم العرب. أعدّ الأسئلة عالم اللاهوت، والمستشرق الألماني، يوهان دافيد ميكاليس، الذي اهتم بالقوانين اليهودية وتطبيقاتها على غير اليهود. وعزّز ميكاليس طلبه للملك باعتبار "طبيعة هذه البلدان ما زالت غنية بإمكانياتها التي نجهلها".

اهتمّ الملك بهذه الرحلة بشرط أن يحرص الرحالة على "شراء مخطوطات شرقية للمكتبة الملكية، ونسخ الكتابات التي يعثر عليها، وتسجيل المشاهدات حول استخدامات اللغة العربية، وهو الهدف الرئيسي لإلقاء الضوء على بعض الجوانب الغامضة للكتاب المقدّس"، وبذلك منح هؤلاء "أوامر ملكية لمباشرة رحلتهم".

في رحلة بحرية صعبة وصل هؤلاء إلى الإسكندرية في مصر، ومنها نحو الصعيد وإلى سيناء، وبدأ العلماء ينقّبون ويبحثون في كل القضايا المتعلّقة بالطبيعة والسكان. من السويس انطلقوا نحو جدّة، ومنها نحو اللحية في الشاطئ اليمني، "على ظهور الحمير والجمال وكل وسيلة ممكنة تنقلنا براً، فيما تنتظرنا الباخرة في موانئ أخرى"، كتب نيبور.

استطاع هناك وضع خريطة تفصيلية لليمن، لم يطّلع عليها الأوروبيون قبل ذلك. ومن المخا، التي ارتبط اسمها بسوق القهوة حتى القرن التاسع عشر، وباسمها تعرف قهوة "موكا" اليوم، انطلق نيبور وزملاؤه نحو بومباي في الهند، التي كانت تحت الاستعمار الإنكليزي، وبقي فيها أكثر من عام، وخلال الإبحار توفي عالمان. ومن عُمان في 1765، غادر إلى بلاد فارس، ثم أخذت الرحلة نيبور من إيران نحو العراق فسورية وفلسطين وقبرص وتركيا، ووصل كوبنهاغن في تشرين الثاني/ نوفمبر 1767، أي بعد ست سنوات من رحلته.

" رافقه علماء لغة وفلك ونبات، ماتوا جميعاً أثناء رحلتهم"

في 1772، أصدر نيبور كتابه "وصف للعربية" (Beschreibung von Arabien). ثم، في 1774 و1778، صدر المجلد الأول والثاني من "وصف رحلة إلى العربية السعيدة والبلدان المحيطة بها".

في الجزء الثالث، قدّم وصفاً لما اكتشفه زميله، عالم النباتات والطبيعة السويدي بيتر فورسكول، عن الحياة البرية والحيوانية في المنطقة. في تلك السنوات بدا أثره كبيراً في تبني نابولي، كمركز خرائط في ذلك الزمن، والبحرية البريطانية في رحلاتها الاستكشافية لاحقاً، خريطته التي وضعها لليمن والقاهرة والبحر الأحمر.

الأثر اللغوي والثقافي لنيبور ت
خطى المهمّة التي رُسمت لهذا المستعرب، وكان للمجتمع العلمي المحيط بالرحالة المستكشفين أهدافه المختلفة. بعضهم كان يرغب، وخصوصاً علماء اللغة، في الحصول على نصوص أصلية باللغة العربية، فيما كان آخرون ينظرون إلى مقاربات دينية تتعلق بعلاقة التوراة والإنجيل بتلك المناطق العربية.

عانى نيبور كثيراً من الطبقة العلمية، الدنماركية والألمانية، التي رأت فيه مستعرباً تخطى الحدود، فأصبح يتصرّف كعربي. تعرّض لمحاولة تسميم بالزرنيخ من قبل أحد العلماء الرافضين له. كان نيبور قبل رحلته متأثراً بالعلوم العربية، واختار استخدام الإسطرلاب لقياس خطوط الطول بناء على وضعية القمر، فيما الخطوط العرضية على وضعية الشمس.

وبعد رحلة شاقة مليئة بالمخاطر وقسوة الأوضاع، وموت الزملاء، كان نيبور صاحب الهيئة العربية، لباساً وتقليداً، وجد نفسه من جديد في بلده، ولكن في عالم مختلف. فالملك الذي وافق على رحلته وموّلها رحل، وأصبح ابنه كريستيان السابع ملكاً باهتمامات أخرى غير اهتمامات أبيه في اللغة والثقافة العربية.

كريستيان السابع عاش تلك السنوات متنقلاً في حانات كوبنهاغن، يعاقر الشراب ويبحث عن دور الدعارة في مينائها. وكل ما جمعته الرحلة من نباتات، وأحضرته من حيوانات عربية، ذهبت هباء ودُمّرت الأدلة لعدم الاكتراث والتمويل للحفاظ عليها. لم يأبه نيبور لكل هذه المتغيرات فباشر خلال عشر سنوات بإصدار خمسة مجلدات عن العرب وثقافتهم، أثارت حين طبعت انبهاراً كبيراً عند المهتمين والطبقة العلمية.

في النرويج، التي كانت تحت تاج الدنمارك، انتبه العلماء لهذا الرحالة، فمنحوه منصب رئيس خرائط النرويج، ليضع خريطة تفصيلية للبلد. مرّت سنوات طويلة قبل أن يصبح للرجل مكانته في بلده، وخصوصاً في "جامعة كوبنهاغن" وبقية جامعات أوروبا. أتى حريق كوبنهاغن الكبير في 1795 على الكثير من أعماله، لكن أعماله العربية بقيت صامدة.

لم يكن نيبور، كما اتّهم ويُتهم حتى يومنا من منتقديه، مجرّد مستعرب يدافع ويبرّر كل ما تعلّق بتصرفات وممارسات عرب ذلك الزمن، بما فيها "السطو على قوافل المسافرين والحجاج وعدم تناول الطعام مع شخص مسيحي". أكثر الانتقادات الموجهة لنيبور هي أنه أجرى دائماً في كتاباته مقاربات عن الصورة النمطية التي سادت عن ممارسات العرب ومثيلاتها في أوروبا، بما فيها تلك المرتبطة بالسلب والقتل والرق.

كانت له نظرته الناقدة أيضاً لتلك الصورة النمطية، كتب مثلاً "يسود في أوروبا (أعوام 1700) اتهام للآباء المحمديين (أي المسلمين) بأنهم يبيعون بناتهم، في الحقيقة هذا يحدث قليلاً جداً كما يحدث لدينا (في أوروبا)". وقدّم نيبور للقارئ الأوروبي أيضاً نظرة شاملة عن "حياة البداوة" و"حياة المدن"، لكنه بكل تأكيد لم يترك شاردة أو واردة لم يقدّمها عن حياة العرب والمسلمين، من التربية إلى الاعتقاد والموت وحياة الرجال والنساء، واللغة والعلوم. فمهمته في دراسة العرب قدّمت أكثر من طلب اللاهوتيين أجوبة على أسئلتهم حول النصوص وتاريخ الإنجيل.

أثرُ نيبور، حول العرب والمسلمين، رفع من شأنه لاحقاً، حتى أصبحت كتابته ومؤلفاته أحد أهم المراجع عن العرب وتاريخهم وثقافتهم ودينهم وتفاصيل حياتهم. وتُفرد المكتبة الملكية في كوبنهاغن اهتماماً بالغاً لنصوصه ومختلف آثاره. كما أضحى "معهد كارستن نيبور" أحد أهم المؤسسات الأوروبية التي يقصدها الباحثون لتعلم العربية وفهم تركيبة حضارتها، فالإقبال الذي بدأ بطيئاً ولدى النخب خلال قرنين ماضيين، بات اليوم حركة متنامية وملحوظة، وتلك قصة أخرى تثير الاهتمام عن انتشار دراسة الثقافة واللغة العربية خلال العقود الأخيرة بشكل يفوق تعلم لغات سامية أخرى في جامعات الدنمارك المختلفة، بكليات تتسع أكثر فأكثر محتوى وبحثاً، رغم أن نيبور كان البؤرة التي أطلقت شرارة الاهتمام منذ قرنين ونصف القرن
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#ibn_aden

#عدن من تاريخ يهود عدن

مدرسة البنات شليم او سليم

إلى ماقبل عام 1929 ، لم تكن هناك توجد مدرسة للبنات يهودية حيث تم تعليم الكثير من الفتيات قبلها في مدرسة تتبع للكاهن الصالح .
تأسست المدرسة في عام 1929 من قبل شليم مناحيم موشيه ، الرئيس الرابع للجالية اليهودية ، ومدرسة شليم للبنات ، كانت تعرف سابقًا باسم مدرسة بنات جينا شالوم اليهودية.

تقع بجوار مدرسة الملك جورج الخامس لاولاد اليهود الشرقي من طريق الملكة أروى في كريتر ، وكان بمثابة المدرسة الوحيدة للبنات اليهوديات حتى تضررت بشدة في أعمال الشغب التي اندلعت عام 1947 وأحرقت فيها ممتلكات يعود عدن .

شليم مناحيم موشي - الرئيس الرابع للجالية ومؤسس مدرسة سليم للبنات .
وصل روبن جيلبرت ، وهو خريج من جامعة أكسفورد يحمل شهادة باللغة العربية ، إلى عدن في سبتمبر 1954 لشغل منصب مدير مدرسة سليم اليهودية. كان مستوى التعليم محدودًا ، وبالتالي قد ترسل العائلات اليهودية الأكثر ثراء أبنائها إلى مدارس حكومية تضم معلمين عرب أو إلى مدرسة خاصة أو حتى إلى الهند.
أغلقت مدرسة سليم للبنات في عام 1966 عندما تناقص عدد اليهود في عدن وقل الدعم المادي للمدرسة .

بكل اسف تتعرض مباني عدن الأثرية للتخريب والسطوا ومؤخرا طال التخريب هذا المبنى التاريخي بعد ان اصبح مبنى لنقابة المحامين ! الذي المفروض هم المدافعين عن القانون وحمايته!!

ترجمة وتلخيص :طارق حاتم
المصدر موقع عدن إيرويز سابقاً