بإرسال العرم عليهم ، بعث على السد دابة من الأرض ، يقال لها : " الجرذ " نقبته - قال وهب بن منبه : وقد كانوا يجدون في كتبهم أن سبب خراب هذا السد هو الجرذ فكانوا يرصدون عنده السنانير برهة من الزمان ، فلما جاء القدر غلبت الفأر السنانير ، وولجت إلى السد فنقبته ، فانهار عليهم
[ ص: 508 ] وقال قتادة وغيره : الجرذ : هو الخلد ، نقبت أسافله حتى إذا ضعف ووهى ، وجاءت أيام السيول ، صدم الماء البناء فسقط ، فانساب الماء في أسفل الوادي ، وخرب ما بين يديه من الأبنية والأشجار وغير ذلك ، ونضب الماء عن الأشجار التي في الجبلين عن يمين وشمال ، فيبست وتحطمت ، وتبدلت تلك الأشجار المثمرة الأنيقة النضرة ، كما قال الله وتعالى :
( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط )
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخراساني ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : وهو الأراك ، وأكلة البرير
( وأثل ) : قال العوفي ، عن ابن عباس : هو الطرفاء
وقال غيره : هو شجر يشبه الطرفاء . وقيل : هو السمر . فالله أعلم
وقوله : ( وشيء من سدر قليل ) : لما كان أجود هذه الأشجار المبدل بها هو السدر قال : ( وشيء من سدر قليل ) ، فهذا الذي صار أمر تينك الجنتين إليه ، بعد الثمار النضيجة والمناظر الحسنة ، والظلال العميقة والأنهار الجارية ، تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل . وذلك بسبب كفرهم وشركهم بالله ، وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل; ولهذا قال : ( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) أي : عاقبناهم بكفرهم
قال مجاهد : ولا يعاقب إلا الكفور
وقال الحسن البصري : صدق الله العظيم . لا يعاقب بمثل فعله إلا الكفور
[ ص: 508 ] وقال قتادة وغيره : الجرذ : هو الخلد ، نقبت أسافله حتى إذا ضعف ووهى ، وجاءت أيام السيول ، صدم الماء البناء فسقط ، فانساب الماء في أسفل الوادي ، وخرب ما بين يديه من الأبنية والأشجار وغير ذلك ، ونضب الماء عن الأشجار التي في الجبلين عن يمين وشمال ، فيبست وتحطمت ، وتبدلت تلك الأشجار المثمرة الأنيقة النضرة ، كما قال الله وتعالى :
( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط )
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخراساني ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : وهو الأراك ، وأكلة البرير
( وأثل ) : قال العوفي ، عن ابن عباس : هو الطرفاء
وقال غيره : هو شجر يشبه الطرفاء . وقيل : هو السمر . فالله أعلم
وقوله : ( وشيء من سدر قليل ) : لما كان أجود هذه الأشجار المبدل بها هو السدر قال : ( وشيء من سدر قليل ) ، فهذا الذي صار أمر تينك الجنتين إليه ، بعد الثمار النضيجة والمناظر الحسنة ، والظلال العميقة والأنهار الجارية ، تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل . وذلك بسبب كفرهم وشركهم بالله ، وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل; ولهذا قال : ( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) أي : عاقبناهم بكفرهم
قال مجاهد : ولا يعاقب إلا الكفور
وقال الحسن البصري : صدق الله العظيم . لا يعاقب بمثل فعله إلا الكفور
سدود يحصب #الحميرية
مملكة حمير وعاصمتها ظفار سطرت أقوى الحضارات اليمنية القديمة في مختلف المجالات وما تزال آثارها باقيه إلى اليوم منها القصور والسدود والمنحوتات الصخريه والنقوش المسندية وفي هذا المنشور نسلط الضوء على السدود اليحصبيه التي كانت بالقرب من عاصمة الدولة الحميرية وينسب إلى الملك اسعد الكامل ابيات شعر منها
(ورَيْدَانُ قصري في ظَفَار ومنزلي
بها أسَّ جدي دورَنا والمناهلا
على الجنَّةِ الخضراءِ في أرضِ يحصبٍ
ثمانونَ سدًّا تقذفُ الماءَ سائلا
مآثرُنا في الأرضِ تصدقُ قولَنا
إذا ما طلبْنا شاهدًا أو دلائلا)
ثمانون سدا في منطقة يحصب فقط ناهيك عما امتد في باقي مناطق المملكة، ولكن البعض قال انه من باب المبالغه ان يوجد في هذه المنطقة ثمانون سدا وقد وثق القاضي إسماعيل الاكوع تلك السدود وعاينها وأوضح أماكنها حتى انه اورد ثمانية وثمانون سدا
وانا اوردها هنا لكل مهتم ومتابع لتاريخ وحضارة اليمن مع تحياتي رياض الفرح
1-سد الأصْبَحي في قرية جرف ناجي من عزلة العِرَافة ما يزال بعض أجزائه قائماً.
2-سد أَلَمْنِخَة: في قرية الأغراب من عزلة الأعماس، معروف المكان.
3-سد الجاهلي: في قرية هِجَارة من جبل عِصَام، معروف المكان.
4-سد الجَبْجَبِي: في بيت يَحُوق من قرى الأعْمَاس، معروف المكان.
5-سد جُبَيْر: في بيت الأشول من عزلة العِرافة، ويعرف بماجل جُبَيْر.
6-سد الجِدَني: في قرية الجِدَني من عزلة الأعْمَاس، معروف المكان.
7-سد جربة بَخْت: في قرية ذي جِهْد من جبل حجَّاج، معروف المكان.
8-سد جَوَّاس: في قرية بيت الجِلْعِي من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
9-سد جَيْش: في بيت الجَحِينةَ من الأعماس، معروف المكان.
10-سد الحِرَضى: في قرية بيت الجِلْعِي من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
11-سد الحِطْوَر: في بيت يحيى عباد من الأعْماس، معروف المكان.
12-سد الحَلِك: في قرية العَائِدي من جبل حَجَّاج معروف، ويسمى اليوم مَاجِل الحَلِك.
13-سد الدَاخِلة: في قرية هِجارة، معروف المكان.
14-سد دَخْلة عُوَيْدَيْن: من عزلة بني مِنَبِّه معروف المكان، وقد امتلأ تراباً وأخذ الأهالي يزرعونه.
15-سد الدَّرابة: في بيت الشامي من الأعْمَاس، معروف المكان.
16-سد الدَوْلة: في عزلة إرياب ثم في قرية الدِرَيْعا، معروف المكان.
17-سد ذِيّ أرجح: في ظفار من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
18-سد ذَي أحواد: بقرية العِرَافة، معروف المكان.
19-سد ذي البَثَن: في خرابة العائدة، معروف المكان.
20-سد ذي حُميد: في قرية ذي هلبَاب، معروف المكان.
21-سد ذي رُعيْن: في قرية الأكسود من عزلة بين منبّه، معروف المكان.
22-سد ذي سَريع في يريم، معروف المكان.
23-سد ذي سُمْين في قرية رَوثان من جبل حَجاج، معروف المكان.
24-سد ذي شَهل: في منكث، معروف المكان.
25-سد ذي صِرْعِف في منكث، معروف المكان.
26-سد ذب العَاهري: في قرية هِلباب من العِرافة، معروف المكان.
27-سد ذي المفاضة: غير معروف.
28-سد ذي المَوْقَع: في قرية خربة صالح علي من جبل حجّاج، معروف المكان.
29-سد ذي يوسف: في منكث، معروف.
30-سد الرباعة: في بيت صالح مَثنّى في الاعماس، معروف المكان وقد امتلأ تراباً ثم زرع.
31-سد الرّكوض: في قرية ذي هلْباب من العرافة، تحول إلى أرض مزروعة.
32-سد ريْوان: في قرية قتاب، معروف المكان.
33-سد زَيرَان: في قرية الضيعة من عزلة المِرخْام، معروف المكان.
34-سد الزيادي: في قرية بيت صالح مثِنى من الاعماس، معروف المكان.
35-سد الزّيلة: في قرية ذي حَريم من العِرافة، معروف المكان.
36-سد ساهِب : في قرية المعِبر من عزلة جبل عِصام، معروف المكان.
37-سد سِجِن: في قرية بيت الشامي من الاعماس، معروف المكان.
38-سد سراف: في ذي هلباب من عَزلة العرَافة، معروف المكان.
39-سد السعيد: في الاغراب من عزلة الاعماس، معروف المكان.
40-سد السعيد: في الحَقْلَين من جبل عِصام، معروف المكان.
41-سد السَعيد: في رباط الشّعري من بني مِنَبِّه، معروف المكان.
42-سد السَوادة: في خربة صالح علي من جبل حَجّاج، معروف المكان.
43-سد سَيان: في قرية الاكسود من بني منبه، معروف المكان.
44-سد شحْرار: سمي باسم الوادي الذي يقع فيه، ويسمى في الوقت الحاضر بالمضْلَعْ والوادي بالشقاق، ويقع غرب ظفار ذي ريدان، معروف المكان.
45-سد شِخران: شماع قاع الحقل على مقربة من قرية دَخْلَة عُويدين من عزلة بني مِنَبِّه.
46-سد شَرقَان: في خربة العائدي من جبل حجّاج، معروف المكان.
47-سد الشعباني: في قرية العرافة في الشرق الجنوبي من ظفار على بعد نحو ميل منه، معروف المكان.
48-سد الشَيخ: في قرية بيت الجِلْعي، معروف المكان.
49-سد الشعيبة: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
50-سد الشعيرية: في قرية بيت الجِلْعِي، معروف المكان.
51-سد صبَر: في قرية خَيلة من جبل حجّاج، معروف المكان.
52-سد طمحان: شمال مدينة يرَيم، معروف المكان.
53-سد طَوف: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
54-سد القَابل: في قرية بيت الشامي، معروف المك
مملكة حمير وعاصمتها ظفار سطرت أقوى الحضارات اليمنية القديمة في مختلف المجالات وما تزال آثارها باقيه إلى اليوم منها القصور والسدود والمنحوتات الصخريه والنقوش المسندية وفي هذا المنشور نسلط الضوء على السدود اليحصبيه التي كانت بالقرب من عاصمة الدولة الحميرية وينسب إلى الملك اسعد الكامل ابيات شعر منها
(ورَيْدَانُ قصري في ظَفَار ومنزلي
بها أسَّ جدي دورَنا والمناهلا
على الجنَّةِ الخضراءِ في أرضِ يحصبٍ
ثمانونَ سدًّا تقذفُ الماءَ سائلا
مآثرُنا في الأرضِ تصدقُ قولَنا
إذا ما طلبْنا شاهدًا أو دلائلا)
ثمانون سدا في منطقة يحصب فقط ناهيك عما امتد في باقي مناطق المملكة، ولكن البعض قال انه من باب المبالغه ان يوجد في هذه المنطقة ثمانون سدا وقد وثق القاضي إسماعيل الاكوع تلك السدود وعاينها وأوضح أماكنها حتى انه اورد ثمانية وثمانون سدا
وانا اوردها هنا لكل مهتم ومتابع لتاريخ وحضارة اليمن مع تحياتي رياض الفرح
1-سد الأصْبَحي في قرية جرف ناجي من عزلة العِرَافة ما يزال بعض أجزائه قائماً.
2-سد أَلَمْنِخَة: في قرية الأغراب من عزلة الأعماس، معروف المكان.
3-سد الجاهلي: في قرية هِجَارة من جبل عِصَام، معروف المكان.
4-سد الجَبْجَبِي: في بيت يَحُوق من قرى الأعْمَاس، معروف المكان.
5-سد جُبَيْر: في بيت الأشول من عزلة العِرافة، ويعرف بماجل جُبَيْر.
6-سد الجِدَني: في قرية الجِدَني من عزلة الأعْمَاس، معروف المكان.
7-سد جربة بَخْت: في قرية ذي جِهْد من جبل حجَّاج، معروف المكان.
8-سد جَوَّاس: في قرية بيت الجِلْعِي من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
9-سد جَيْش: في بيت الجَحِينةَ من الأعماس، معروف المكان.
10-سد الحِرَضى: في قرية بيت الجِلْعِي من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
11-سد الحِطْوَر: في بيت يحيى عباد من الأعْماس، معروف المكان.
12-سد الحَلِك: في قرية العَائِدي من جبل حَجَّاج معروف، ويسمى اليوم مَاجِل الحَلِك.
13-سد الدَاخِلة: في قرية هِجارة، معروف المكان.
14-سد دَخْلة عُوَيْدَيْن: من عزلة بني مِنَبِّه معروف المكان، وقد امتلأ تراباً وأخذ الأهالي يزرعونه.
15-سد الدَّرابة: في بيت الشامي من الأعْمَاس، معروف المكان.
16-سد الدَوْلة: في عزلة إرياب ثم في قرية الدِرَيْعا، معروف المكان.
17-سد ذِيّ أرجح: في ظفار من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
18-سد ذَي أحواد: بقرية العِرَافة، معروف المكان.
19-سد ذي البَثَن: في خرابة العائدة، معروف المكان.
20-سد ذي حُميد: في قرية ذي هلبَاب، معروف المكان.
21-سد ذي رُعيْن: في قرية الأكسود من عزلة بين منبّه، معروف المكان.
22-سد ذي سَريع في يريم، معروف المكان.
23-سد ذي سُمْين في قرية رَوثان من جبل حَجاج، معروف المكان.
24-سد ذي شَهل: في منكث، معروف المكان.
25-سد ذي صِرْعِف في منكث، معروف المكان.
26-سد ذب العَاهري: في قرية هِلباب من العِرافة، معروف المكان.
27-سد ذي المفاضة: غير معروف.
28-سد ذي المَوْقَع: في قرية خربة صالح علي من جبل حجّاج، معروف المكان.
29-سد ذي يوسف: في منكث، معروف.
30-سد الرباعة: في بيت صالح مَثنّى في الاعماس، معروف المكان وقد امتلأ تراباً ثم زرع.
31-سد الرّكوض: في قرية ذي هلْباب من العرافة، تحول إلى أرض مزروعة.
32-سد ريْوان: في قرية قتاب، معروف المكان.
33-سد زَيرَان: في قرية الضيعة من عزلة المِرخْام، معروف المكان.
34-سد الزيادي: في قرية بيت صالح مثِنى من الاعماس، معروف المكان.
35-سد الزّيلة: في قرية ذي حَريم من العِرافة، معروف المكان.
36-سد ساهِب : في قرية المعِبر من عزلة جبل عِصام، معروف المكان.
37-سد سِجِن: في قرية بيت الشامي من الاعماس، معروف المكان.
38-سد سراف: في ذي هلباب من عَزلة العرَافة، معروف المكان.
39-سد السعيد: في الاغراب من عزلة الاعماس، معروف المكان.
40-سد السعيد: في الحَقْلَين من جبل عِصام، معروف المكان.
41-سد السَعيد: في رباط الشّعري من بني مِنَبِّه، معروف المكان.
42-سد السَوادة: في خربة صالح علي من جبل حَجّاج، معروف المكان.
43-سد سَيان: في قرية الاكسود من بني منبه، معروف المكان.
44-سد شحْرار: سمي باسم الوادي الذي يقع فيه، ويسمى في الوقت الحاضر بالمضْلَعْ والوادي بالشقاق، ويقع غرب ظفار ذي ريدان، معروف المكان.
45-سد شِخران: شماع قاع الحقل على مقربة من قرية دَخْلَة عُويدين من عزلة بني مِنَبِّه.
46-سد شَرقَان: في خربة العائدي من جبل حجّاج، معروف المكان.
47-سد الشعباني: في قرية العرافة في الشرق الجنوبي من ظفار على بعد نحو ميل منه، معروف المكان.
48-سد الشَيخ: في قرية بيت الجِلْعي، معروف المكان.
49-سد الشعيبة: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
50-سد الشعيرية: في قرية بيت الجِلْعِي، معروف المكان.
51-سد صبَر: في قرية خَيلة من جبل حجّاج، معروف المكان.
52-سد طمحان: شمال مدينة يرَيم، معروف المكان.
53-سد طَوف: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
54-سد القَابل: في قرية بيت الشامي، معروف المك
ان.
55-سد عاد: غير معروف.
56-سد العقَبة: بقرية بيت الجِلْعِي، معروف المكان.
57-سد عمران: في بيت الاشول، معروف المكان، وهو المعروف بماجل عمران.
58-سد عَهر: في قرية خربة السيد في جبل الحبالي، معروف المكان.
59-سد العُوار: في ظفار ذي ريدان، معروف المكان.
60-سد الغَراب: في خربة صالح علي، معروف المكان.
61-سد الغُرب وهو سدان أحدهما فوق الآخر، ويقعان في قرية خيلة، معروف المكان.
62-سد فَقِّح: في بيت الجلعي، معروف المكان.
63-سد قتاب: ويقع ما بين قرية الحَزَّة وبين قرية قَتاب من عزلة إرباب في قاع الحقل.
64-سد قصعان: يقع ما بين قرية ذي شميران من بني مِنبه وقرية ذي صارف من عزلة عراس، وهو أكبر سدود حقل يحصب، وهو اليوم واد مزروع، تقدر مساحته بعشرة آلاف لبنة (اللَّبْنَة اثنا عشر ذراعاً طولاً ومثلها عرضاً بالذراع الحديد) كما أفاد القاضي محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها).
65-سد اللاوي: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
66- سد لحج: وهو في الشمال الغربي من قرية ذي صارف منعزلة عراس وما يزال ينتفع به حتى اليوم.
67-سد اللحوات : في قرية جبل مسعود عزلة العرافة، معروف المكان.
68-سد الماجل: في العرافة، معروف المكان.
69-سد المخروق: في قرية جرف ناجي، معروف المكان.
70-سد مَرِح: في ضواحي مدينة يريم، معروف المكان.
71-سد المشمرَى: في قرية خِدَار من جبل عصام، معروف المكان.
72-سد معمر: في قرية خدار، معروف المكان.
73-سد المليكي: في ذي هلباب من العرَافة، معروف المكان.
74-سد المنذاه: في قرية جبل مسعود، معروف المكان.
75-سد المنشرة: في قرية المنشَر من عزلة عبيدة، معروف المكان.
76-سد المِهَيْد: ويقع ما بين مَنْكَث وبين بيت الشامي، معروف المكان.
77-سد مَوَاجل: المَواجل في خربة صالح علي، معروف المكان.
78-سد المَوْقَد: في مَنكث، معروف المكان.
79-سد المَيْدان: في قرية مِرَسِّع من عزلة عَبِيدة، معروف المكان.
80-سد المِيقاف: في بيت يُحُوق من الأعماس.
81-سد النَواسي: في قرية بيت يحيى عُبَاد من الأعماس، معروف المكان.
82-سد النَقْعَة: في قرية مخزوق من جبل حَجَّاج، معروف المكان.
83-سد النُقُق: في بيت الأشول، معروف المكان.
84-سد النقُوب: في قرية العائدي، معروف المكان.
85-سد هِرَارة: في بيت الأشول معروف المكان، وما يزال بعض جدرانه قائمة وقد زرع.86-سد هِرَّان: في الغرب من منكث، معروف المكان.
87-سد يناع: في بيت الشامي من الأعماس، معروف المكان.
88-سد يَهْجل: في بيت الشامي من الأعماس، معروف المكان
55-سد عاد: غير معروف.
56-سد العقَبة: بقرية بيت الجِلْعِي، معروف المكان.
57-سد عمران: في بيت الاشول، معروف المكان، وهو المعروف بماجل عمران.
58-سد عَهر: في قرية خربة السيد في جبل الحبالي، معروف المكان.
59-سد العُوار: في ظفار ذي ريدان، معروف المكان.
60-سد الغَراب: في خربة صالح علي، معروف المكان.
61-سد الغُرب وهو سدان أحدهما فوق الآخر، ويقعان في قرية خيلة، معروف المكان.
62-سد فَقِّح: في بيت الجلعي، معروف المكان.
63-سد قتاب: ويقع ما بين قرية الحَزَّة وبين قرية قَتاب من عزلة إرباب في قاع الحقل.
64-سد قصعان: يقع ما بين قرية ذي شميران من بني مِنبه وقرية ذي صارف من عزلة عراس، وهو أكبر سدود حقل يحصب، وهو اليوم واد مزروع، تقدر مساحته بعشرة آلاف لبنة (اللَّبْنَة اثنا عشر ذراعاً طولاً ومثلها عرضاً بالذراع الحديد) كما أفاد القاضي محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها).
65-سد اللاوي: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
66- سد لحج: وهو في الشمال الغربي من قرية ذي صارف منعزلة عراس وما يزال ينتفع به حتى اليوم.
67-سد اللحوات : في قرية جبل مسعود عزلة العرافة، معروف المكان.
68-سد الماجل: في العرافة، معروف المكان.
69-سد المخروق: في قرية جرف ناجي، معروف المكان.
70-سد مَرِح: في ضواحي مدينة يريم، معروف المكان.
71-سد المشمرَى: في قرية خِدَار من جبل عصام، معروف المكان.
72-سد معمر: في قرية خدار، معروف المكان.
73-سد المليكي: في ذي هلباب من العرَافة، معروف المكان.
74-سد المنذاه: في قرية جبل مسعود، معروف المكان.
75-سد المنشرة: في قرية المنشَر من عزلة عبيدة، معروف المكان.
76-سد المِهَيْد: ويقع ما بين مَنْكَث وبين بيت الشامي، معروف المكان.
77-سد مَوَاجل: المَواجل في خربة صالح علي، معروف المكان.
78-سد المَوْقَد: في مَنكث، معروف المكان.
79-سد المَيْدان: في قرية مِرَسِّع من عزلة عَبِيدة، معروف المكان.
80-سد المِيقاف: في بيت يُحُوق من الأعماس.
81-سد النَواسي: في قرية بيت يحيى عُبَاد من الأعماس، معروف المكان.
82-سد النَقْعَة: في قرية مخزوق من جبل حَجَّاج، معروف المكان.
83-سد النُقُق: في بيت الأشول، معروف المكان.
84-سد النقُوب: في قرية العائدي، معروف المكان.
85-سد هِرَارة: في بيت الأشول معروف المكان، وما يزال بعض جدرانه قائمة وقد زرع.86-سد هِرَّان: في الغرب من منكث، معروف المكان.
87-سد يناع: في بيت الشامي من الأعماس، معروف المكان.
88-سد يَهْجل: في بيت الشامي من الأعماس، معروف المكان
يناير 2006م
كشفت إعمال البحث والتنقيب الأثري لخبراء أثار ألمان في الضفة الشمالية من موقع سد مأرب القديم عن وجود سد اثري تحت السد الاثري القديم المعروف حاليا يعود للقرن الخامس الميلادي.
واكد نتائج التنقيب التي اجرتها البعثة الاثرية الالمانية ان السد المكتشف والذي يعود للعام 456م كان يمثل احد اهم الموارد المائية للمخزون المائي لمدينة مأرب القديمة بما يمثله من قنوات ري حديثة .
كما اكدت النتائح التي أعلن عنها اليوم في مؤتمر صحفي نظمته السفارة الالمانية في الموقع الاثري بمارب اليوم العثور على الكثير من النقوش الاثرية في موقع السد الاثري المكتشف والتي تحكي عن النظام الزراعي الراقي الذي اتبعته الممالك اليمنية القديمة التي استوطنت مدينة مأرب .
كما تتناول النقوش النظام الزراعي والمنتجات الزراعية التي كانت تنتجها اقوام تلك الممالك وكيف كانت تعتمد عليها اعتمادا مباشرا في دعم اقتصادياتها وتحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي لمنطقة اليمن وشبه الجزيرة العربية .
وفي المؤتمر القى الاخ محافظ محافظة مأرب كلمة اكد فيها على دعم المحافظة لجهود البعثات الاثرية وتأمين المواقع الاثرية , مؤكدا اتخاذ اجراءات صارمة ضد من تسول له نفسه العبث بالمنتج الاثري والحضاري الضخم الذي تختزنه محافظة مأرب .
مشيرا بان المحافظة لديها الكثير من الخطط والبرامج الهادفة تأمين النشاط السياحي والعمل الاثري باعتبارهما صنوان وملك حضاري للبلاد ومورد لاينضب للدخل القومي للبلاد .
فيما اشار السفير الالماني بصنعاء الى ان البعثات الاثرية الالمانية ستباشر العمل في المواسم القادم في مدينة مارب القدديمة ، ما يتطلب من السلطة المحلية تذليل عملها .. متطرقا الى الصعوبات التي كان يواجهها الفريق اثناء عمله في المواسم الماضية في المدينة القديمة .. مؤكد استعداد المانيا تقديم الدعم والعون للمحافظة باتجاه التقليل من تلك الصعوبات وخاصة الدعم في تسوير مدينة مأرب القديمة .
فيما اشاد الدكتور/عبدالله باوزير رئيس الهيئة العامة للاثار والمتاحف بجهود البعثة الالمانية في التنقيب والبحث والمحافظة على الموروث الحضاري والاثري بالمحافظة , مستعرضا الانجازات التي حققها الخبراء الالمان في هذا الجانب .
من جهته اكد الدكتور/موكث رئيس الفريق الالماني التابع للمعهد الالماني للاثار في مدينة بون الالمانية انه تم انجاز 70% من اعمال الترميم في موقع السد القديم بمأرب .. مشيرا الى ان الموقع مايزال يحتاج الى المزيد من اعمال الترميم والتنقيبات الاثرية كونه حسب النتائح يحوي الكثير من الاثار التي تدلل على الدور التاريخي للمنطقة على مستوى الجزيرة العربية مشددا على ضرورة حماية محتويات الموقع من اية اعمال عبثاو نهب .
وكان الاخ المحافظ بحث اليوم مع السفير الالماني اوجه الدعم الالماني لجهود المحافظة في حماية الاثار وصيانتها ..مشيدا بدعم المانيا لمحافظة مأرب في مختلف المجالات خصوصا الصحة والتعليم والآثار والسياحة .
هذا وكان الوفد الالماني الزائر لمحافظة مأرب قد قام بجولة استطلاعية سياحية لموقع مدينة مأرب القديمة واطلع على يمكن تقديمه من دعم لجهود حماية الموقع ومنع العبق بمحتوياته الاثرية.
ويقع سد مأرب الذي كانت تطلق عليه النقوش مصطلح ( ع ر م ) إلى الغرب من مدينة مأرب القديمة ، ويبعد عنها نحو 8 كيلومترات .
وتصب في السد الذي لم يبق منه الان سوى بعض معالم لجداره ، معظم أودية الشرق , ويطلق عليها ـ حالياً ـ اسم رملة السبعتين.
وقد تعرض هذا السد للتدمير عدة مرات بسبب تراكم الترسبات الطمثية في حوضه ، ذكرت النقوش أربع منها ، الأولى في عهد الملك " ذمار علي ذرح بن كرب إل وتر " الذي حكم في الربع الأخير من القرن الأول الميلادي ، والمرة الثانية في عهد " شرحب إل يعفر بن إلي كرب أسعد " الذي حكم في منتصف القرن الخامس الميلادي ، والمرة الثالثة والرابعة كانت في عهد إبرهة الحبشي في سنة ( 552 ميلادية
كشفت إعمال البحث والتنقيب الأثري لخبراء أثار ألمان في الضفة الشمالية من موقع سد مأرب القديم عن وجود سد اثري تحت السد الاثري القديم المعروف حاليا يعود للقرن الخامس الميلادي.
واكد نتائج التنقيب التي اجرتها البعثة الاثرية الالمانية ان السد المكتشف والذي يعود للعام 456م كان يمثل احد اهم الموارد المائية للمخزون المائي لمدينة مأرب القديمة بما يمثله من قنوات ري حديثة .
كما اكدت النتائح التي أعلن عنها اليوم في مؤتمر صحفي نظمته السفارة الالمانية في الموقع الاثري بمارب اليوم العثور على الكثير من النقوش الاثرية في موقع السد الاثري المكتشف والتي تحكي عن النظام الزراعي الراقي الذي اتبعته الممالك اليمنية القديمة التي استوطنت مدينة مأرب .
كما تتناول النقوش النظام الزراعي والمنتجات الزراعية التي كانت تنتجها اقوام تلك الممالك وكيف كانت تعتمد عليها اعتمادا مباشرا في دعم اقتصادياتها وتحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي لمنطقة اليمن وشبه الجزيرة العربية .
وفي المؤتمر القى الاخ محافظ محافظة مأرب كلمة اكد فيها على دعم المحافظة لجهود البعثات الاثرية وتأمين المواقع الاثرية , مؤكدا اتخاذ اجراءات صارمة ضد من تسول له نفسه العبث بالمنتج الاثري والحضاري الضخم الذي تختزنه محافظة مأرب .
مشيرا بان المحافظة لديها الكثير من الخطط والبرامج الهادفة تأمين النشاط السياحي والعمل الاثري باعتبارهما صنوان وملك حضاري للبلاد ومورد لاينضب للدخل القومي للبلاد .
فيما اشار السفير الالماني بصنعاء الى ان البعثات الاثرية الالمانية ستباشر العمل في المواسم القادم في مدينة مارب القدديمة ، ما يتطلب من السلطة المحلية تذليل عملها .. متطرقا الى الصعوبات التي كان يواجهها الفريق اثناء عمله في المواسم الماضية في المدينة القديمة .. مؤكد استعداد المانيا تقديم الدعم والعون للمحافظة باتجاه التقليل من تلك الصعوبات وخاصة الدعم في تسوير مدينة مأرب القديمة .
فيما اشاد الدكتور/عبدالله باوزير رئيس الهيئة العامة للاثار والمتاحف بجهود البعثة الالمانية في التنقيب والبحث والمحافظة على الموروث الحضاري والاثري بالمحافظة , مستعرضا الانجازات التي حققها الخبراء الالمان في هذا الجانب .
من جهته اكد الدكتور/موكث رئيس الفريق الالماني التابع للمعهد الالماني للاثار في مدينة بون الالمانية انه تم انجاز 70% من اعمال الترميم في موقع السد القديم بمأرب .. مشيرا الى ان الموقع مايزال يحتاج الى المزيد من اعمال الترميم والتنقيبات الاثرية كونه حسب النتائح يحوي الكثير من الاثار التي تدلل على الدور التاريخي للمنطقة على مستوى الجزيرة العربية مشددا على ضرورة حماية محتويات الموقع من اية اعمال عبثاو نهب .
وكان الاخ المحافظ بحث اليوم مع السفير الالماني اوجه الدعم الالماني لجهود المحافظة في حماية الاثار وصيانتها ..مشيدا بدعم المانيا لمحافظة مأرب في مختلف المجالات خصوصا الصحة والتعليم والآثار والسياحة .
هذا وكان الوفد الالماني الزائر لمحافظة مأرب قد قام بجولة استطلاعية سياحية لموقع مدينة مأرب القديمة واطلع على يمكن تقديمه من دعم لجهود حماية الموقع ومنع العبق بمحتوياته الاثرية.
ويقع سد مأرب الذي كانت تطلق عليه النقوش مصطلح ( ع ر م ) إلى الغرب من مدينة مأرب القديمة ، ويبعد عنها نحو 8 كيلومترات .
وتصب في السد الذي لم يبق منه الان سوى بعض معالم لجداره ، معظم أودية الشرق , ويطلق عليها ـ حالياً ـ اسم رملة السبعتين.
وقد تعرض هذا السد للتدمير عدة مرات بسبب تراكم الترسبات الطمثية في حوضه ، ذكرت النقوش أربع منها ، الأولى في عهد الملك " ذمار علي ذرح بن كرب إل وتر " الذي حكم في الربع الأخير من القرن الأول الميلادي ، والمرة الثانية في عهد " شرحب إل يعفر بن إلي كرب أسعد " الذي حكم في منتصف القرن الخامس الميلادي ، والمرة الثالثة والرابعة كانت في عهد إبرهة الحبشي في سنة ( 552 ميلادية
التاريخ والاسطورة
سيف بن ذي يَزَن على سد مأرب
كان في حاشية أبرهة، لما زار مأرب ليحمل منها مادة البناء للقليس، فتًى وضيء الطلعة تنطق سيماؤه بالذكاء المتقد، والحمية الزاخرة.
لم يكن يراه إنسان إلا استرعى نظره، فتأمَّل الصباحة في محيَّاه، وأُعجب برجولته العارمة، ولكن ربَّما حار في تفسير تلك الكآبة التي تحوم عليه.
فسيف أمير في ذروة من النعمة والجاه، ولئن كان أبرهة قد انتزع أم سيف، ريحانة بنت علقمة، من عصمة زوجها، أبي مرة ذي يزن، فالعهد بسيف أنه يجهل ذلك كله، ويجهل أن ذا يزن أبوه، وقد أفاق على نفسه وهو لدى أبرهة في منزله بغمدان، وكل يقينه أن القائد الحبشي والده، وكل يقينه أن «مسروقًا» الذي نسلته أمه من أبرهة إنما هو أخوه لأبيه وأمه.
فماذا به حتى أخذت الكآبة منه وطفت على قسمات وجهه في الأعوام الأخيرة؟
لا شك في أنه استطاع أن يعرف الأمور على حقيقتها، فتبين أن القائد الحبشي اغتصب أمه من والده اغتصابًا، وعلم أن أباه إنما هو ذو يزن من أشراف حِمْيَر وسادتها. ولم يُطلعه غريب على هذه الأسرار كلها، ولكنه اضطر أمه اضطرارًا أن تبوح له بما غاب عنه، ففي يوم عالج أخاه مسروقًا ونافسه، وكان يعلم أن مسروقًا يحسد في قرارة نفسه بشرته الضاربة إلى بياض واستشراق، غير أن سيفًا كان يعتقد ذاته محظوظًا إذ شاءت الطبيعة أن تجيء بشرته لأمه، لا لأبيه أبرهة، فلما قسا عليه أخوه في الكلام أغضى وتحمَّل، ثم سمع شيئًا أقامه وأقعده، فإن مسروقًا شتمه وشتم أباه.
فلمع في ذهنه خاطرٌ كلمع البرق: أيمكن أن يسبَّ مسروق أباه وهو أبرهة؟ كلا! وإذن، فالمرجح أن أباه غير القائد الحبشي.
وانطلق سيف إلى أمه، ومنذ ذلك اليوم لم يهدأ عنها حتى أفضت إليه بكل شيء، وحدثته حديثًا محزنًا مثيرًا عن أبيه ذي يزن، فانفجرت عيناه بالعبرات، وقام في صدره حقد لاهب، وحرَّكته همة عنيدة إلى الانتقام.
لقد حدَّثته أن أباه، لما اضطهده أبرهة واستبدَّ به، فرَّ من اليمن فأتى مدينة في العراق يُقال لها الحيرة، كان قد نزح إليها قوم من عرب اليمن من بني لخم وغيرهم، فأنشأوا فيها ملكًا.
ثم حدثته كيف أن ملك الحيرة انطلق بأبيه إلى ملك الفرس الذي يُقال له كسرى، فناشده أن يعينه على أبرهة والأحباش، فوعده ملك الفرس الوعود، ولكنه ماطله حتى مات حزينًا مقهورًا.
… وها هو سيف الآن في حاشية أبرهة يزور مأرب! طالما سمع عن المدينة وأمجادها وسدها العظيم، طالما قال له الوطنيون اليمنيون الذين أصبح على صلة وثيقة بهم: أيغلبنا هؤلاء الأحباش، وما أول أمر الحبشة إلا نفر من أجدادنا هاجروا إليها؟ أنقعد عاجزين ونحن بناة قصر غمدان وسدِّ مأرب؟
وأبى سيف إلا أن يشاهد السدَّ العظيم، وكان السدُّ لا يزال صامدًا يخزن المياه الغامرة، وقد طرأت عليه بضعة فتوق أصلحها أبرهة.
وقف الأمير الشاب يلحظ غمر المياه الصافية، بعد أن اجتمعت وهدأت ورسبت أكدارها في القرار، وراح يتأمل الحجارة الضخمة التي اقتطعتها وبنتها السواعد الجبارة، فكبر قلبه بما أبصر من آثار الجِدِّ والعظمة في بلاده، وفي هنيهة تطلقت أسارير وجهه من قبضة الكآبة، وابتسم ابتسامة مَنْ أعجبه شيء وسلَّاه شيء.
فأسرَّ إليه أحد اليمنيين ممن أحاطوا به: ولِمَ يبتسم الأمير؟
فأجابه الأمير: ذكَّرني هذا السد بأسطورة الجرذ، فقد سمعت من عجوز أن أميرًا من أمرائنا سُمي لي مزيقيا، عمرو بن عامر ماء السماء، ركب يومًا فأتى هذا المكان، فنظر إلى جرذ ينشب أسنانه في السد، فأدرك أنه سينقبه فيفيض السد وتخرب البلاد ويتشتت العباد، فقفل راجعًا إلى بيته ودعا بابنه فأخبره الخبر وقال له: «لا بد من النزوح، ولكن لا بد قبل ذلك من بيع أرضنا، فإذا اجتمع لديَّ الوجهاء فأغْضِبْني فإني سأزجرك، فتحمَّس والطمْني، فتجدني قد صحت: وا ذلَّاه! وحلفتُ أن لا أقيم في بلد يلطمني فيه ولدي جهارًا نهارًا، ثم تجدني قد عرضت أرضنا للبيع بثمن بخس، وأظن أن وجهاءنا سيغتنمون غضبي وسيشترون»، وحقًّا مثَّل الأب والابن الرواية، المهزلة، وباعا الأرض ورحلا، ثم لم يلبث السد أن انفجر بفعل الجرذ الذي زحزح حجرًا من حجارته ربما احتاج إلى سواعد خمسين من الرجال، فنزح من الناس خلق كثير، وأصبحوا وهم المناذرة في العراق والغساسنة في الشام.
وهنا أذن الأمير سيف لنفسه بأن يضحك وقال لمحدِّثه: شد ما ظلمنا المناذرة والغساسنة حين جعلنا جرذًا يغلبهم على السدِّ فيُبعدهم عن أوطانهم، وهم من نعلم، قد استطاعوا أن ينشئوا لأنفسهم دولتين عربيتين منظورتين، كلا! ليس الجرذ الذي دفع بهم إلى النزوح، ولئن كان هذا السد، قد نُقب من قبل، فإنهم ما كانوا ليعجزوا عن ترميمه، ولقد نُقب في زمننا هذا فاستطاع أبرهة أن يصلحه.
وعادت الكآبة فطفت على وجه سيف وهو يتمتم: إن سفن الرومان ذللت البحر الأحمر وحوَّلت عنا طريق الهند … ليس بدعًا أن يقهرنا الأحباش إذا كنا قبلنا أن يكون الجرذ هو الذي جلانا عن بلادنا.
فأجابه أحد الذين يحيطون به: إنها أسطورة أيها الأمير فلا تُزعَج بها.
فقال سيف: ولكن الأسا
سيف بن ذي يَزَن على سد مأرب
كان في حاشية أبرهة، لما زار مأرب ليحمل منها مادة البناء للقليس، فتًى وضيء الطلعة تنطق سيماؤه بالذكاء المتقد، والحمية الزاخرة.
لم يكن يراه إنسان إلا استرعى نظره، فتأمَّل الصباحة في محيَّاه، وأُعجب برجولته العارمة، ولكن ربَّما حار في تفسير تلك الكآبة التي تحوم عليه.
فسيف أمير في ذروة من النعمة والجاه، ولئن كان أبرهة قد انتزع أم سيف، ريحانة بنت علقمة، من عصمة زوجها، أبي مرة ذي يزن، فالعهد بسيف أنه يجهل ذلك كله، ويجهل أن ذا يزن أبوه، وقد أفاق على نفسه وهو لدى أبرهة في منزله بغمدان، وكل يقينه أن القائد الحبشي والده، وكل يقينه أن «مسروقًا» الذي نسلته أمه من أبرهة إنما هو أخوه لأبيه وأمه.
فماذا به حتى أخذت الكآبة منه وطفت على قسمات وجهه في الأعوام الأخيرة؟
لا شك في أنه استطاع أن يعرف الأمور على حقيقتها، فتبين أن القائد الحبشي اغتصب أمه من والده اغتصابًا، وعلم أن أباه إنما هو ذو يزن من أشراف حِمْيَر وسادتها. ولم يُطلعه غريب على هذه الأسرار كلها، ولكنه اضطر أمه اضطرارًا أن تبوح له بما غاب عنه، ففي يوم عالج أخاه مسروقًا ونافسه، وكان يعلم أن مسروقًا يحسد في قرارة نفسه بشرته الضاربة إلى بياض واستشراق، غير أن سيفًا كان يعتقد ذاته محظوظًا إذ شاءت الطبيعة أن تجيء بشرته لأمه، لا لأبيه أبرهة، فلما قسا عليه أخوه في الكلام أغضى وتحمَّل، ثم سمع شيئًا أقامه وأقعده، فإن مسروقًا شتمه وشتم أباه.
فلمع في ذهنه خاطرٌ كلمع البرق: أيمكن أن يسبَّ مسروق أباه وهو أبرهة؟ كلا! وإذن، فالمرجح أن أباه غير القائد الحبشي.
وانطلق سيف إلى أمه، ومنذ ذلك اليوم لم يهدأ عنها حتى أفضت إليه بكل شيء، وحدثته حديثًا محزنًا مثيرًا عن أبيه ذي يزن، فانفجرت عيناه بالعبرات، وقام في صدره حقد لاهب، وحرَّكته همة عنيدة إلى الانتقام.
لقد حدَّثته أن أباه، لما اضطهده أبرهة واستبدَّ به، فرَّ من اليمن فأتى مدينة في العراق يُقال لها الحيرة، كان قد نزح إليها قوم من عرب اليمن من بني لخم وغيرهم، فأنشأوا فيها ملكًا.
ثم حدثته كيف أن ملك الحيرة انطلق بأبيه إلى ملك الفرس الذي يُقال له كسرى، فناشده أن يعينه على أبرهة والأحباش، فوعده ملك الفرس الوعود، ولكنه ماطله حتى مات حزينًا مقهورًا.
… وها هو سيف الآن في حاشية أبرهة يزور مأرب! طالما سمع عن المدينة وأمجادها وسدها العظيم، طالما قال له الوطنيون اليمنيون الذين أصبح على صلة وثيقة بهم: أيغلبنا هؤلاء الأحباش، وما أول أمر الحبشة إلا نفر من أجدادنا هاجروا إليها؟ أنقعد عاجزين ونحن بناة قصر غمدان وسدِّ مأرب؟
وأبى سيف إلا أن يشاهد السدَّ العظيم، وكان السدُّ لا يزال صامدًا يخزن المياه الغامرة، وقد طرأت عليه بضعة فتوق أصلحها أبرهة.
وقف الأمير الشاب يلحظ غمر المياه الصافية، بعد أن اجتمعت وهدأت ورسبت أكدارها في القرار، وراح يتأمل الحجارة الضخمة التي اقتطعتها وبنتها السواعد الجبارة، فكبر قلبه بما أبصر من آثار الجِدِّ والعظمة في بلاده، وفي هنيهة تطلقت أسارير وجهه من قبضة الكآبة، وابتسم ابتسامة مَنْ أعجبه شيء وسلَّاه شيء.
فأسرَّ إليه أحد اليمنيين ممن أحاطوا به: ولِمَ يبتسم الأمير؟
فأجابه الأمير: ذكَّرني هذا السد بأسطورة الجرذ، فقد سمعت من عجوز أن أميرًا من أمرائنا سُمي لي مزيقيا، عمرو بن عامر ماء السماء، ركب يومًا فأتى هذا المكان، فنظر إلى جرذ ينشب أسنانه في السد، فأدرك أنه سينقبه فيفيض السد وتخرب البلاد ويتشتت العباد، فقفل راجعًا إلى بيته ودعا بابنه فأخبره الخبر وقال له: «لا بد من النزوح، ولكن لا بد قبل ذلك من بيع أرضنا، فإذا اجتمع لديَّ الوجهاء فأغْضِبْني فإني سأزجرك، فتحمَّس والطمْني، فتجدني قد صحت: وا ذلَّاه! وحلفتُ أن لا أقيم في بلد يلطمني فيه ولدي جهارًا نهارًا، ثم تجدني قد عرضت أرضنا للبيع بثمن بخس، وأظن أن وجهاءنا سيغتنمون غضبي وسيشترون»، وحقًّا مثَّل الأب والابن الرواية، المهزلة، وباعا الأرض ورحلا، ثم لم يلبث السد أن انفجر بفعل الجرذ الذي زحزح حجرًا من حجارته ربما احتاج إلى سواعد خمسين من الرجال، فنزح من الناس خلق كثير، وأصبحوا وهم المناذرة في العراق والغساسنة في الشام.
وهنا أذن الأمير سيف لنفسه بأن يضحك وقال لمحدِّثه: شد ما ظلمنا المناذرة والغساسنة حين جعلنا جرذًا يغلبهم على السدِّ فيُبعدهم عن أوطانهم، وهم من نعلم، قد استطاعوا أن ينشئوا لأنفسهم دولتين عربيتين منظورتين، كلا! ليس الجرذ الذي دفع بهم إلى النزوح، ولئن كان هذا السد، قد نُقب من قبل، فإنهم ما كانوا ليعجزوا عن ترميمه، ولقد نُقب في زمننا هذا فاستطاع أبرهة أن يصلحه.
وعادت الكآبة فطفت على وجه سيف وهو يتمتم: إن سفن الرومان ذللت البحر الأحمر وحوَّلت عنا طريق الهند … ليس بدعًا أن يقهرنا الأحباش إذا كنا قبلنا أن يكون الجرذ هو الذي جلانا عن بلادنا.
فأجابه أحد الذين يحيطون به: إنها أسطورة أيها الأمير فلا تُزعَج بها.
فقال سيف: ولكن الأسا
طير قطعٌ من العقول، وصور من مدى الهمم، بئس ما كافأنا به أجدادَنا، بنوا لنا هذا السد العظيم فقابلناهم بأسطورة الجرذ الذي خرَّبه.
فقال الرجل، وقد أدرك مغزى كلام سيف: لا تزال لنا عقول، ولا تزال لنا همم، أيها الأمير، وإننا لنكافئ بغير أساطير الجرذان. اطلب تجد
فقال الرجل، وقد أدرك مغزى كلام سيف: لا تزال لنا عقول، ولا تزال لنا همم، أيها الأمير، وإننا لنكافئ بغير أساطير الجرذان. اطلب تجد