اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اليمنيون سادة الماء في العالـم

تذكر لنا المصادر التاريخية أن اليمنيين كانوا سادة الماء في العالم، وإليهم تُنسب كل أدوات وتقنيات الري والسقي الزراعي، وأحواض تخزين الماء وهندسة الجسور والسدود، ومد قنوات الري، ورفع الماء إلى الحقول المتدرجة عبر الجبال المزروعة حتى أن بعض الشواهد تثبت تماثل العمران في المنشآت المائية في المغرب الأقصى واليمن، مما يدل على أن الخبرة اليمنية وصلت إلى نطاقات ودول بعيدة جداً. لقد أحيى اليمنيون في غابر العصور وقديم الأزمان بلداناً ميتة، وَرَوَوْا أُمماً وقبائل عطشى، وأنشأُوا حقولاً ومزارع وجنات يانعة، وبنوا المدن وعمّروا الحواضر وشيّدوا القصور والجسور.

فسنتحدَّث في هذا المقال عن أعجوبة حضارة سبأ ممثلة في سدِّها العظيم، سد مأرب. فقد أثبت علماء الآثار الذين عملوا في النطاقات التي يُرجّح أن سد مأرب قد أنشئ عليها، أن السد بُني على مراحل، ولم يُشيّد دفعة واحدة. ومن خلال التحليلات المخبرية لعينات من مواد البناء والصخور التي استعملت في تشييد السد، فإن الإنشاء الأول يرجع إلى الألف الأول قبل الميلاد1، وهو تاريخ تقريببي ورد في أكثر من مرجع، إلا أن الكشوفات والآثار المادية التي تم الكشف عنها في مواقع التنقيب تظل قاصرة عن إعطاء تاريخ مُحدد ومضبوط للفترة التي أنشئ فيها السد أول مرة. خصوصاً وأن سد مأرب؛ عرف إصلاحات وتحسينات وترميمات متعاقبة، فرضتها عوامل المناخ والتعرية وسنوات المطر التي ارتفع فيها منسوب المياه في السد إلى مستويات قياسية، إلى أن اتخذ شكله النهائي قبل أن ينهار ويطمس سيله حضارة من أعرق الحضارات التي مرّت على وجه الأرض.

يُقدِّر علماء الآثار الذي عملوا في موقع السد، أن هذا التطوير والترميم لسد مأرب القديم، تم في القرن الـ 5 قبل الميلاد ما زالت هناك آثار بادية وواضحة للسد القديم، خصوصاً في الصفدين المشكّلان لأساساته الجانبية وبعض جلاميد الصخور المتناثرة في موقع البناء، إضافة إلى قنوات تصريف مياه السد للحقول والجنان التي أقيمت أسفل السد، والتي ما يزال جزء منها سليماً وعلى هيأته الأولى التي بُني عليها قبل آلاف السنين. لم يبرع اليمنيون في بناء القصور والقلاع والجسور والسدود وقنوات الري فحسب، بل كانوا سادة الماء في شبه الجزيرة العربية، فإلى جانب براعتهم وخبرتهم في بناء السدود الضخمة وحجز ملايين الأمتار المكعبة من المياه خلفها، برع اليمنيون كذلك في بناء الصهاريج والأحواض المائية العملاقة، ومدوا قنوات لنقل وتوصيل المياه إلى المناطق المرتفعة التي تعاني شُحاً في الماء.

كما ابتكروا طُرقا وأنظمة ري غاية في التطور والدقة والبراعة. فلم يَرد في المراجع القديمة ولا المعاصرة، كما لم تكشف الحفريات وعمليات التنقيب في ربوع الجزيرة العربية عن أي سدود في مناطق نجد، والبحرين، واليمامة، وعمان، ومصر قبل الحضارة السبئية. فعلى العكس تماماً، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث وكثير من المراجع القديمة، أن كلّ ما تم تشييده وبناؤه من سدود وأحواض مائية، وقنواتِ ري وأنظمة سقي في عموم الجزيرة العربية، والسودان، وشمال إفريقيا وصولاً إلى المغرب، كانت كلُّها بعد السيل الذي أفنى حضارة سبأ وتشتُّت اليمنيين في الأمصار.

فقد ظل الماء العامل الأبرز في الهجرات، وكذلك العامل الأساسي في الاستقرار وإعمار الأرض وإنشاء المدن والحواضر. فلم يُعرف عن القبائل الحجازية، ولا النجدية، ولا البحرينية، ولا العمانية اشتغالهم بالزراعة، بل كانوا تجاراً يبيعون ويشترون ويُسيّرون القوافل إلى الشام واليمن. وفي البحرين، وعمان، وقطر كشفت المصادر التاريخية امتهانهم للصيد البحري والتجارة البحرية منذ القدم، فقد كانوا سادة البحر يصطادون الأسماك واللؤلؤ ويُسيّرون السفن التجارية إلى الصومال وسواحل القرن الإفريقي. وبعد أن انفجر سد مأرب القديم، وأباد قطاعات سكانية كبيرة وأباد معهم أنعامهم ومواشيهم والجنّتيْن بأشجارهما وثمارهما، وغُمرت الأرض الخصبة بالوحل والطمي والطين، وأصبحت لا تنبت إلا الأثل والخمط وشيءٍ من سدرٍ قليلٍ كما جاء في قاله الله تعالى في محكم التنزيل: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ2)، فأُفقروا بعدَ غنى، وشُرّدوا بعد استقرار، وتفرَّقوا بعد اجتماع.

فبعد السيل تشتت ما تبقى من أهل اليمن في الأمصار والبلدان فمنهم فريق هاجر إلى عمان، وفريق إلى يثرب، وجماعة هاجرت إلى البحرين وأخرى إلى الشام، ومنهم من وفد على المغرب. وهؤلاء هم  العرب العارِبة (وهم القحطانيون - أصل العرب).

وتعاني اليمن اليوم من نضوب وجفاف أغلب أنهارها، مما دفع اليمنيين إلى إنشاء البرك المائية لحجز مياه الأمطار، فيما يستعملون المياه الجوفية في الشرب والريّ، ورغم الإمكانيات الزراعية الهائلة لليمن، والتي تتمتع بأرض خصبة ذات مردود زراعي كبير، فإن غالبية هذه الأراضي إما مهجورة أ
و مزروعة بشكل جزئي فقط، وبالتالي فإن الإنتاج الزراعي المحلي لا يكاد يكفي لسد الاحتياجات الداخلية، ولا يسمح بإنشاء زراعة تصديرية، أضف إلى ذلك قدم وبدائية الأدوات والوسائل التي تستخدم في الفلاحة والزراعة والري، فرغم التطور الكبير الذي تعرفه الفلاحة التسويقية في العالم العربي بفعل تطوير نظم ووسائل العمل، واستعمال الآلات الفلاحية المتطورة والأسمدة الفعالة، لا تزال الفلاحة في اليمن فلاحة بدائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إذ إلى اليوم ما زال هناك قطاع عريض من المزارعين والفلاحين يستعملون الحيوانات بدل الجرار. بل حتى زراعة البن اليمني الذي كان ينافس دولاً رائدة في صناعة البن في الأسواق العالمية، قد تراجع هو الآخر.

وتشكل زراعة القات خطرا حقيقا على الموارد المائية المحدودة لليمن، فهو نبات يستهلك كميات كبيرة من الماء. بخلاف الحبوب والبن. فلا بد من إعادة  النظر في كثير السياسات غير الفعالة سواء الاقتصادية أو الزراعية أو التعليمية أو الإنمائية الخاطئة في اليمن، وتعويضها بدراسات وخطط بديلة مدروسة وعملية تتوافق مع الخلفيات الثقافية لليمنيين، وتنسجم مع المؤهلات الذاتية، والإمكانيات، والموارد الطبيعية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قصة الإسلام

كان اليمنيون يعيشون حياةً كريمةً في أجمل بقاع الأرض في جنوب الجزيرة العربية، التي اشتهرت وقتها وعُرفت بجمالها وحدائقها الغنَّاء، وكانوا يتمتَّعون بالتقدُّم مثل غيرهم من الأمم التي استطاعت أن تبلغ أعلى وأرفع مراتب الرُّقيِّ والتطوُّر، إلى أن جفَّت ينابيعها وتحوَّلت حدائقها الفسيحة إلى أراضٍ قاحلة، تسبَّبت في هجرة سكَّانها من مساكنهم عقب أن حلَّ هذا الجفاف الذي نزل بهم.

 


تاريخ مأرب

ولمنطقة مأرب تاريخٌ قويٌّ وعريق؛ حيث مثَّلت مأرب العاصمة السياسيَّة لمملكة سبأ القديمة، التي نشأت قبل الألف الأوَّل قبل الميلاد، وقد شهدت مأرب عددًا من مراحل الازدهار بالدولة اليمنيَّة القديمة.


وذلك بعد أن شُيِّدت في فترة الألف الثاني قبل الميلاد، وقد ذاع صيت العاصمة مأرب نظرًا إلى ما حقَّقته خلال تاريخها القديم من تقدُّم وتطوُّر في مجالاتٍ عدَّة، مثل: الزراعة والهندسة المعمارية؛ حيث برعوا في تشييد السدود، والحواجز المائية، وغيرها من الأبنية المهمَّة خلال فترة ازدهار نشاطهم المعماري.


ومن بين أهمِّ تلك السدود «سد مأرب»، واشتهر باسم «سد العرم»؛ وهو سدٌّ قديمٌ تقع أطلاله في وقتنا هذا بالقرب من مدينة مأرب القديمة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى فترة القرن الثامن قبل الميلاد، وهو أقدم السدود التي شُيِّدت على مستوى العالم، وليس المنطقة العربيَّة فحسب.


هذا السد الذي تجلَّت به أروع صور المعمار، ومثَّل انهياره سببًا في قحط المياه بالمنطقة وهجرة سكانها، من اليمن إلى الدول العربية بالجزيرة وبلاد الشام.

 


تاريخ بناء سد مأرب

يعود تاريخ بناء سد مأرب إلى الفترة بين عامي 1750 و1700 قبل الميلاد، وكان أوَّل من شيَّده هو المعماري «يثعمر بين بن سمهعلي ينوف»، بينما أعيد إصلاح السد في الفترة من 780 إلى 750 قبل الميلاد، على يد «يدع إل بيين».

 


موقع سد مأرب

تميَّز سد مأرب بموقعٍ استراتيجيٍّ للغاية؛ فهو يقع بين ثلاثة جبال حيث يصب سيل الماء القادم نحوه باتجاهٍ واحدٍ فقط، وكان الأوائل يضعون قبل بناء السد عددًا من الصخور الصلبة وبعض الرصاص؛ ليحتجزوا المياه خلفها، فصارت الصخور كالبوابات إذا ما أراد السكان الحصول على قدرٍ محدَّدٍ من المياه للاسترزاع فتحوها على قدر احتياجهم، ثم يقومون بسدِّها مرَّةً أخرى.

 


انهيار سد مأرب

وقد ذكرت المصادر التاريخية أن السد قد حدثت فيه أضرار كثيرة قبل الانهيار الأخير على فترات مختلفة، ولكن تفيد المصادر العربية القديمة أنه في حوالي 145 قبل الميلاد، عانى السد من خرقٍ كبيرٍ حدث خلال الحرب بين شعب ريدان ومملكة سبأ، وهو ما أدى إلى سيل العرم الذي ذكر في القرآن الكريم.


وهو ما تسبَّب في خسائر مدمِّرة للمحاصيل والفواكه، ممَّا أدَّى إلي هجرات كبيرة من أهل اليمن إلى الجزيرة العربية وغيرها، إلا ان تلك الهجرات لم تكن في مرحلة واحدة بل استمرت على مدة قرن من الزمان.

 


الانهيار الأخير

وقد حكم أرض سبأ ملكٌ يُدعَى «عمرو بن عامر»، وفي الفترة التي تولَّى فيها هذا الملك الحكم نَعِمَت سبأ وعاشت في الرخاء، وفي أحد الأيام رأت ابنة الوزير حلمًا مُقْبِضًا؛ حيث شاهدت الفئران تنهش في خيرات المدينة، فانطلق الوزير يسأل الكهنة والعرَّافين، وعلم منهم أنَّ هناك خطرٌ على المدينة من هجومٍ محتملٍ للفئران.


وهنا اقترح العرَّافون أن يتم تشجيع السكان على تربية القطط، أو يُعطي الوزير أو الملك الهدايا والعطايا لمن يُبادر بقتل أكبر عددٍ ممكنٍ من الفئران، إلى أن اختفت من المدينة تمامًا.


ثم رأت زوجة الملك رؤيا لبرقٍ ورعد سقطا على كلِّ شيءٍ في المدينة ودمَّراه، وأتت الفئران من جديد لتخرب في البلاد.


فانزعج الملك من تلك الرؤيا المشئومة لزوجته، وذهب إلى سد مأرب ووجد الفئران تنهشه بالفعل، حتى أنَّها قد استطاعت أن تأكل الصخور وتُحرِّكها من مكانها، على الرغم من ثقلها الذي يتطلَّب عدَّة رجالٍ لتحريكها، فأيقن تمامًا بأنَّ الخراب آتٍ لا محالة.


وقد أشار القرآن الكريم إلى كل ذلك كما جاء في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)﴾ [سورة سبأ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سد مأرب، اليمن
القرن الثامن قبل الميلاد
بلغ ارتفاع السد قديماً 18 متراً و طوله 700 متر

أثبتت الاكتشافات الأثرية أن تاريخ بناء السدود و قنوات الري في المنطقة يعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد
Marib Dam, Yemen
8th century BCE
The dam was 18 meters high and 700 meters long

Archaeological discoveries show that the formation of the first simple dams and irrigation networks existed in the area as early as 2000 BCE

تم بناء سد مأرب القديم على مراحل كانت بدايتها في «الألف الأول قبل الميلاد» ثم تطور السد بعد ذلك حتى اتخذ شكله النهائي والكامل بجميع مرافقه ومصارفه في« القرن الخامس قبل الميلاد» في عهد المكرب «سمهعلي ينوف بن ذمار علي» والمنقوش اسمه على صخرة فوق الصدف الأيمن للسد القديم

:وقد شهد سد مأرب ترميمات عديدة أبرزها

الترميم الأول في المائة الأولى قبل الميلاد في عهد الملك «ياسر يهنعم» ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنة-

الترميم الثاني سنة «ثلاثمائة بعد الميلاد» في عهد الملك «شاران يهنعم» وابنه ملكي يكرب-

الترميم الثالث سنة أربعمائة وسبع وخمسين بعد الميلاد» في عهد الملك شرحبيل يعقر-

الترميم الأخير في عهد «أبرهة الأشرم» أحد قادة الحملة الحبشية على اليمن واستقل بحكمها وتلقب بلقب ملوكها ومذكور ذلك في النقش المدون بحرف المسند عام (557) بعد الميلاد


:مقاسات السد القديم

يبلغ ارتفاعه (18) متراً، وطوله بين الصدفين نحو (700) متر، وكان يروي نحو (10.000) هكتار من أراضي الجنتين

وقد شيد السد على وادي (أذنة) بين الجبلين (البلق الشمالي والبلق الوسط)، وجبال البلق هي سلسة من الجبال تؤلف الحاجز الأخير للمرتفعات الشرقية قبل أن تلتقي بالصحراء. وهناك وديان تصب في (وادي أذنة) يصل عددها إلى سبعين وادياً تقريباً


:وإذا أردنا أن نستعرض المنشآت الأساسية للسد القديم فيمكن الإشارة إلى

سد مأرب نفسه أي جدار السد الذي يحجز الوادي-

المصرفان الكبيران (الصدفان) اللذان تخرج بواسطتهما المياه من جانبي السد-

القناتان الرئيسيتان اللتان تربطان المصرفين بالجنتين-

شبكة الري المؤلفة من القنوات الفرعية التي تروي القرى والحقول-

حقول الجنتين (يمين وشمال) بأشكالها المربعة والمستطيلة بأرض الجنتين بوادي سبأ-


تفسير ابن كثير للآيات التي تتحدث عن سد مأرب في القرآن الكريم


 تفسير قوله تعالى " لقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ( 15 ) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ( 16 ) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ 

"(17) 

سورة سبأ


كان من أمر السد أنه كان الماء يأتيهم من بين جبلين وتجتمع إليه أيضا سيول أمطارهم وأوديتهم ، فعمد ملوكهم الأقادم ، فبنوا بينهما سدا عظيما محكما حتى ارتفع الماء ، وحكم على حافات ذينك الجبلين ، فغرسوا الأشجار واستغلوا الثمار في غاية ما يكون من الكثرة والحسن ، كما ذكر غير واحد من السلف ، منهم قتادة : أن المرأة كانت تمشي تحت الأشجار وعلى رأسها مكتل أو زنبيل ، وهو الذي تخترف فيه الثمار ، فيتساقط من الأشجار في ذلك ما يملؤه من غير أن يحتاج إلى كلفة ولا قطاف ، لكثرته ونضجه واستوائه ، وكان هذا السد بمأرب : بلدة بينها وبين صنعاء ثلاث مراحل ، ويعرف بسد مأرب


وذكر آخرون أنه لم يكن ببلدهم شيء من الذباب ولا البعوض ولا البراغيث ، ولا شيء من الهوام ، وذلك لاعتدال الهواء وصحة المزاج وعناية الله بهم ، ليوحدوه ويعبدوه ، كما قال تعالى : ( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية ) ، ثم فسرها بقوله : ( جنتان عن يمين وشمال ) أي : من ناحيتي الجبلين والبلدة بين ذلك ، ( كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ) أي : غفور لكم إن استمررتم على التوحيد


وقوله : ( فأعرضوا ) أي : عن توحيد الله وعبادته وشكره على ما أنعم به عليهم ، وعدلوا إلى عبادة الشمس ، كما قال هدهد سليمان : ( وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون )  النمل : 22 ، 24


وقال محمد بن إسحاق ، عن وهب بن منبه : بعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا


وقال السدي : أرسل الله إليهم اثني عشر ألف نبي ، والله أعلم


وقوله : ( فأرسلنا عليهم سيل العرم ) : قيل : المراد بالعرم المياه . وقيل : الوادي . وقيل : الجرذ . وقيل : الماء الغزير . فيكون من باب إضافة الاسم إلى صفته ، مثل : " مسجد الجامع " . و " سعيد كرز " حكى ذلك السهيلي


وذكر غير واحد منهم ابن عباس ، ووهب بن منبه ، وقتادة ، والضحاك; أن الله ، عز وجل ، لما أراد عقوبتهم
بإرسال العرم عليهم ، بعث على السد دابة من الأرض ، يقال لها : " الجرذ " نقبته - قال وهب بن منبه : وقد كانوا يجدون في كتبهم أن سبب خراب هذا السد هو الجرذ فكانوا يرصدون عنده السنانير برهة من الزمان ، فلما جاء القدر غلبت الفأر السنانير ، وولجت إلى السد فنقبته ، فانهار عليهم


[ ص: 508 ] وقال قتادة وغيره : الجرذ : هو الخلد ، نقبت أسافله حتى إذا ضعف ووهى ، وجاءت أيام السيول ، صدم الماء البناء فسقط ، فانساب الماء في أسفل الوادي ، وخرب ما بين يديه من الأبنية والأشجار وغير ذلك ، ونضب الماء عن الأشجار التي في الجبلين عن يمين وشمال ، فيبست وتحطمت ، وتبدلت تلك الأشجار المثمرة الأنيقة النضرة ، كما قال الله وتعالى :

 ( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط )


قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخراساني ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : وهو الأراك ، وأكلة البرير


( وأثل ) : قال العوفي ، عن ابن عباس : هو الطرفاء


وقال غيره : هو شجر يشبه الطرفاء . وقيل : هو السمر . فالله أعلم


وقوله : ( وشيء من سدر قليل ) : لما كان أجود هذه الأشجار المبدل بها هو السدر قال : ( وشيء من سدر قليل ) ، فهذا الذي صار أمر تينك الجنتين إليه ، بعد الثمار النضيجة والمناظر الحسنة ، والظلال العميقة والأنهار الجارية ، تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل . وذلك بسبب كفرهم وشركهم بالله ، وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل; ولهذا قال : ( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) أي : عاقبناهم بكفرهم 


قال مجاهد : ولا يعاقب إلا الكفور


وقال الحسن البصري : صدق الله العظيم . لا يعاقب بمثل فعله إلا الكفور
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سدود يحصب #الحميرية

مملكة حمير وعاصمتها ظفار سطرت أقوى الحضارات اليمنية القديمة في مختلف المجالات وما تزال آثارها باقيه إلى اليوم منها القصور والسدود والمنحوتات الصخريه والنقوش المسندية وفي هذا المنشور نسلط الضوء على السدود اليحصبيه التي كانت بالقرب من عاصمة الدولة الحميرية وينسب إلى الملك اسعد الكامل ابيات شعر منها
(ورَيْدَانُ قصري في ظَفَار ومنزلي

بها أسَّ جدي دورَنا والمناهلا

على الجنَّةِ الخضراءِ في أرضِ يحصبٍ

ثمانونَ سدًّا تقذفُ الماءَ سائلا

مآثرُنا في الأرضِ تصدقُ قولَنا

إذا ما طلبْنا شاهدًا أو دلائلا)
ثمانون سدا في منطقة يحصب فقط ناهيك عما امتد في باقي مناطق المملكة، ولكن البعض قال انه من باب المبالغه ان يوجد في هذه المنطقة ثمانون سدا وقد وثق القاضي إسماعيل الاكوع تلك السدود وعاينها وأوضح أماكنها حتى انه اورد ثمانية وثمانون سدا
وانا اوردها هنا لكل مهتم ومتابع لتاريخ وحضارة اليمن مع تحياتي رياض الفرح


1-سد الأصْبَحي في قرية جرف ناجي من عزلة العِرَافة ما يزال بعض أجزائه قائماً.
2-سد أَلَمْنِخَة: في قرية الأغراب من عزلة الأعماس، معروف المكان.
3-سد الجاهلي: في قرية هِجَارة من جبل عِصَام، معروف المكان.
4-سد الجَبْجَبِي: في بيت يَحُوق من قرى الأعْمَاس، معروف المكان.
5-سد جُبَيْر: في بيت الأشول من عزلة العِرافة، ويعرف بماجل جُبَيْر.
6-سد الجِدَني: في قرية الجِدَني من عزلة الأعْمَاس، معروف المكان.
7-سد جربة بَخْت: في قرية ذي جِهْد من جبل حجَّاج، معروف المكان.
8-سد جَوَّاس: في قرية بيت الجِلْعِي من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
9-سد جَيْش: في بيت الجَحِينةَ من الأعماس، معروف المكان.
10-سد الحِرَضى: في قرية بيت الجِلْعِي من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
11-سد الحِطْوَر: في بيت يحيى عباد من الأعْماس، معروف المكان.
12-سد الحَلِك: في قرية العَائِدي من جبل حَجَّاج معروف، ويسمى اليوم مَاجِل الحَلِك.
13-سد الدَاخِلة: في قرية هِجارة، معروف المكان.
14-سد دَخْلة عُوَيْدَيْن: من عزلة بني مِنَبِّه معروف المكان، وقد امتلأ تراباً وأخذ الأهالي يزرعونه.
15-سد الدَّرابة: في بيت الشامي من الأعْمَاس، معروف المكان.
16-سد الدَوْلة: في عزلة إرياب ثم في قرية الدِرَيْعا، معروف المكان.
17-سد ذِيّ أرجح: في ظفار من عزلة العِرَافة، معروف المكان.
18-سد ذَي أحواد: بقرية العِرَافة، معروف المكان.
19-سد ذي البَثَن: في خرابة العائدة، معروف المكان.
20-سد ذي حُميد: في قرية ذي هلبَاب، معروف المكان.
21-سد ذي رُعيْن: في قرية الأكسود من عزلة بين منبّه، معروف المكان.
22-سد ذي سَريع في يريم، معروف المكان.
23-سد ذي سُمْين في قرية رَوثان من جبل حَجاج، معروف المكان.
24-سد ذي شَهل: في منكث، معروف المكان.
25-سد ذي صِرْعِف في منكث، معروف المكان.
26-سد ذب العَاهري: في قرية هِلباب من العِرافة، معروف المكان.
27-سد ذي المفاضة: غير معروف.
28-سد ذي المَوْقَع: في قرية خربة صالح علي من جبل حجّاج، معروف المكان.
29-سد ذي يوسف: في منكث، معروف.
30-سد الرباعة: في بيت صالح مَثنّى في الاعماس، معروف المكان وقد امتلأ تراباً ثم زرع.
31-سد الرّكوض: في قرية ذي هلْباب من العرافة، تحول إلى أرض مزروعة.
32-سد ريْوان: في قرية قتاب، معروف المكان.
33-سد زَيرَان: في قرية الضيعة من عزلة المِرخْام، معروف المكان.
34-سد الزيادي: في قرية بيت صالح مثِنى من الاعماس، معروف المكان.
35-سد الزّيلة: في قرية ذي حَريم من العِرافة، معروف المكان.

36-سد ساهِب : في قرية المعِبر من عزلة جبل عِصام، معروف المكان.
37-سد سِجِن: في قرية بيت الشامي من الاعماس، معروف المكان.
38-سد سراف: في ذي هلباب من عَزلة العرَافة، معروف المكان.
39-سد السعيد: في الاغراب من عزلة الاعماس، معروف المكان.
40-سد السعيد: في الحَقْلَين من جبل عِصام، معروف المكان.
41-سد السَعيد: في رباط الشّعري من بني مِنَبِّه، معروف المكان.
42-سد السَوادة: في خربة صالح علي من جبل حَجّاج، معروف المكان.
43-سد سَيان: في قرية الاكسود من بني منبه، معروف المكان.
44-سد شحْرار: سمي باسم الوادي الذي يقع فيه، ويسمى في الوقت الحاضر بالمضْلَعْ والوادي بالشقاق، ويقع غرب ظفار ذي ريدان، معروف المكان.
45-سد شِخران: شماع قاع الحقل على مقربة من قرية دَخْلَة عُويدين من عزلة بني مِنَبِّه.
46-سد شَرقَان: في خربة العائدي من جبل حجّاج، معروف المكان.
47-سد الشعباني: في قرية العرافة في الشرق الجنوبي من ظفار على بعد نحو ميل منه، معروف المكان.
48-سد الشَيخ: في قرية بيت الجِلْعي، معروف المكان.
49-سد الشعيبة: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
50-سد الشعيرية: في قرية بيت الجِلْعِي، معروف المكان.
51-سد صبَر: في قرية خَيلة من جبل حجّاج، معروف المكان.
52-سد طمحان: شمال مدينة يرَيم، معروف المكان.
53-سد طَوف: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
54-سد القَابل: في قرية بيت الشامي، معروف المك
ان.
55-سد عاد: غير معروف.
56-سد العقَبة: بقرية بيت الجِلْعِي، معروف المكان.
57-سد عمران: في بيت الاشول، معروف المكان، وهو المعروف بماجل عمران.
58-سد عَهر: في قرية خربة السيد في جبل الحبالي، معروف المكان.
59-سد العُوار: في ظفار ذي ريدان، معروف المكان.
60-سد الغَراب: في خربة صالح علي، معروف المكان.
61-سد الغُرب وهو سدان أحدهما فوق الآخر، ويقعان في قرية خيلة، معروف المكان.
62-سد فَقِّح: في بيت الجلعي، معروف المكان.
63-سد قتاب: ويقع ما بين قرية الحَزَّة وبين قرية قَتاب من عزلة إرباب في قاع الحقل.
64-سد قصعان: يقع ما بين قرية ذي شميران من بني مِنبه وقرية ذي صارف من عزلة عراس، وهو أكبر سدود حقل يحصب، وهو اليوم واد مزروع، تقدر مساحته بعشرة آلاف لبنة (اللَّبْنَة اثنا عشر ذراعاً طولاً ومثلها عرضاً بالذراع الحديد) كما أفاد القاضي محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها).
65-سد اللاوي: في قرية بيت الجلعي، معروف المكان.
66- سد لحج: وهو في الشمال الغربي من قرية ذي صارف منعزلة عراس وما يزال ينتفع به حتى اليوم.
67-سد اللحوات : في قرية جبل مسعود عزلة العرافة، معروف المكان.
68-سد الماجل: في العرافة، معروف المكان.
69-سد المخروق: في قرية جرف ناجي، معروف المكان.
70-سد مَرِح: في ضواحي مدينة يريم، معروف المكان.
71-سد المشمرَى: في قرية خِدَار من جبل عصام، معروف المكان.
72-سد معمر: في قرية خدار، معروف المكان.
73-سد المليكي: في ذي هلباب من العرَافة، معروف المكان.
74-سد المنذاه: في قرية جبل مسعود، معروف المكان.
75-سد المنشرة: في قرية المنشَر من عزلة عبيدة، معروف المكان.
76-سد المِهَيْد: ويقع ما بين مَنْكَث وبين بيت الشامي، معروف المكان.
77-سد مَوَاجل: المَواجل في خربة صالح علي، معروف المكان.
78-سد المَوْقَد: في مَنكث، معروف المكان.
79-سد المَيْدان: في قرية مِرَسِّع من عزلة عَبِيدة، معروف المكان.
80-سد المِيقاف: في بيت يُحُوق من الأعماس.
81-سد النَواسي: في قرية بيت يحيى عُبَاد من الأعماس، معروف المكان.
82-سد النَقْعَة: في قرية مخزوق من جبل حَجَّاج، معروف المكان.
83-سد النُقُق: في بيت الأشول، معروف المكان.
84-سد النقُوب: في قرية العائدي، معروف المكان.
85-سد هِرَارة: في بيت الأشول معروف المكان، وما يزال بعض جدرانه قائمة وقد زرع.86-سد هِرَّان: في الغرب من منكث، معروف المكان.
87-سد يناع: في بيت الشامي من الأعماس، معروف المكان.
88-سد يَهْجل: في بيت الشامي من الأعماس، معروف المكان