اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
التحنيط في اليمن القديم

بالنسبة لاكتشاف مومياوات في منطقة الشرق الأدنى القديم وبالتحديد في المنطقة الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية ، وبالذات اليمن ، الذي يعتبر ثاني اكتشاف لممارسة التحنيط في التاريخ القديم بعد الحضارة الفرعونية ، وإذا عدنا إلى المصادر التي ذكرت وأشارت إلى وجود بعض الجثث المحفوظة ، يأتي شيخ المؤرخين الهمداني كأول مصدر يذكر بعض الإشارات التي توحي بأنه كان يتم الحفاظ على الجثة عن طريق التحنيط ، وإذا عدنا إلى المصادر التي ذكرت التحنيط فهي لم تبدأ إلاّ باكتشاف مومياوات شبام الغراس في أكتوبر ١٩٨٣ م ولكن لا يعني ذلك أن هذا هو التاريخ الدقيق لاكتشاف مومياوات في اليمن بل إذا عدنا إلى تاريخ الاكتشاف الأثري في اليمن فهناك ذكر في كتاب (قتبان أند شيب)ا وهو الكتاب الذي كتب بعد ما قام وندل فلبس بحفرياته في معبد أوام في مأرب ، وأيضا في مدينة تمنع العاصمة القتبانية وعثر في كلا المقبرتين على بقايا نسيج متفحم ومواد راتينجية كانت تستخدم في الحفاظ على الجثث ، أما الاكتشاف الفعلي فهو الاكتشاف الذي تم في أكتوبر عام ١٩٨٣م في منطقة شبام الغراس وكان بالصدفة وعلى إثر هذا الاكتشاف تشكل فريق من قسم الآثار برئاسة الدكتور عبدالحليم نور الدين رئيس القسم وبتوجيهات رئيس الجامعة وعميد الكلية وقام هذا الفريق بحفرية إنقاذية للمقابر في شبام الغراس وتم إنقاذ بعض المومياوات التي تم تدميرها من قبل المواطنين الذين كانوا يبحثون عن المجوهرات ظناً منهم بأنها داخل هذه الجثث ، خلال هذه الحفريات وعلى عمق ( ٦٠سم ) تم اكتشاف مومياء واحدة سليمة ومكتملة وتم إنقاذها وأخذها إلى قسم الآثار في جامعة صنعاء وعلى ضوء ذلك صدرت توجيهات باستدعاء فريق من هيئة الآثار المصرية للقيام بصيانتها وترميمها ، وعلى إثر ذلك تم تخصيص الغرفة رقم واحد في المتحف الذي أنشئ في تلك الفترة كمتحف تعليمي لقسم الآثار .
توالت الاكتشافات بعد ذلك في العديد من المناطق وان كان في كثير من الأحيان ليست اكتشافات علمية بالمعنى المنهجي ولكن اغلبها كان يتم عن طريق الصدفة ، فلو أخذنا بالتسلسل تاريخ اكتشاف بقايا التحنيط ، فالبعثة الايطالية في ١٩٨٥ م عثرت على بقايا نباتات وبقايا مادة الراتنجات التي كانت تستخدم في نوع من المعالجات للجسد في مقابر المخدرة ، وفي ١٩٩١ م قام فريق من قسم الآثار في جامعة صنعاء بإنقاذ بعض المومياوات في جبل النعمان في ثلا بمحافظة المحويت وكانت موجودة في مدافن كهفيه وتم إحضارها إلى قسم الآثار وتعرض الآن في القاعة رقم واحد ، وفي ١٩٩٤ م قام فريق من قسم الآثار باستكشاف مدفن كهفي في منطقة حيف في المحويت ونتيجة لوجود الكهف في منطقة صعبة جداً تم الاكتفاء بعمل تقرير أولي وتصوير ما يحتويه من جثث محنطة وتوالت الاكتشافات في محافظة المحويت في صيح ، وبيت رحمة ، وبيت النصيري ، وكثيراً من المناطق ، وبعد ١٩٩٨م عثرت أيضا البعثة الألمانية والأمريكية في معبد أوام على بقايا مواد استخدمت في التحنيط ، وفي عام ٢٠٠٣ م وحتى اليوم توالت الاكتشافات في العديد من المناطق مثل خربة همدان في الجوف وتم العثور على مومياوات في عنس محافظة ذمار ، وأيضا في منطقة شعوب ، والأهجر .
إن اكتشاف المومياوات ليس في نوع محدد من المقابر وإنما في مقابر صخرية موجودة في شبام الغراس وفي مقابر كهفيه في منطقة المحويت وما حولها ، وفي مقابر معبد أوام التي هي مقابر الممالك التي كانت في أطراف الوديان ، ومقابر صندوقية الشكل كما في مقابر منطقة شعوب ، وهذا يعني انه كان هناك استمرار في ممارسة التحنيط ، أيضا لم يتم اكتشاف فقط تحنيط (علية) أو زعماء القوم ، أو نوعية محددة من المجتمع ، ولكن تشير الاكتشافات إلى أن عملية التحنيط لعامة الناس ، كان هناك تحنيط للأطفال كما في شعوب وذمار وأيضا للأقيال وكبار السن مثل مقابر شبام الغراس وسخيم ، وبالنسبة للتحنيط من خلال المراجع نعرف أن التقنية التي استخدمها المصريون ثلاثة أنواع من التحنيط : التحنيط البسيط والمتوسط والدقيق ، ويتم وفق مراحل معينة وتستخدم مواد نباتية ومواد مركبة ويتم على مراحل وترتكز بشكل أساسي على تخليص الجسم من السوائل.
أما بالنسبة لليمن من خلال الدراسة الأولية( لأنه لم تتم الدراسة الدقيقة) لمومياوات اليمن كما في مصر ،لأنه كان يتم الاكتشاف في مصر من خلال متخصصين في علم الدفن وتم دراستها من قبل متخصصين في كثير من الأمراض ، لكن الاكتشاف في اليمن كان يتم عن طريق الصدف ولم يتم دراستها دراسة علمية منهجية دقيقة ، ولكن من خلال المومياوات التي تم فتحها، وجد أنها مكفنة بملابسها الأصلية ٬ وتلبس في العادة حذاءين الحذاء الأصلي ٬ ثم حذاء أحسن صفة كأنه الحذاء الذي تفرضه مراسيم الدفن ٬ وقد كفنت جميعها بالجلد المدبوغ ٬ ولفت بالكتان لفات عديدة ٬ وعثر بجانبها على أواني فخارية ٬ ورؤوس الرماح ٬ وقطع من الخشب ٬ نقش على إحداها اسم صاحب المقبرة ٬ وكانت وضعية الجثث في اتجاهات مختلفة ٬ ويجمعها وضع القرفصاء
وميات الحضارات اليمنية القديمة.. لغز التحنيط المحير : صحيفة الوطن (صحيفة إلكترونية يمنية يومية مستقلة) الثلاثاء ـ 2 فبراير 2010م .
Khaled Alhajj
،أو وضع الجنين في بطن أمه ٬ وما قد يشير إلى عقيدة البعث ، كما وجد أنه كان يتم شق البطن واستخراج الأحشاء ووضع بعض المواد النباتية مثل نبات (الراء) الذي يساعد على امتصاص السوائل التي يفرزها الجسم بالإضافة إلى وضع مواد أخرى سواء داخل الجسم مثل الصبر أو المر أو القار أو الزفت وتقويته بنوع من الخشب الملفوف بنوع من الكتان حتى يبقى شكل التجويف البطني كما هو بالإضافة إلى مواد كان يتم بها تغطية الجسم مثل مادة الراتنجات وهي مادة قريبة الشبه من مادة اللبان وفائدتها تعمل على الحفاظ على المواد العضوية بالإضافة إلى أن هناك ومن خلال العينات التي تم أخذها من منطقة شبام الغراس وتم تحليلها وجدت مواد معدنية كثيرة مثل الزنك ومواد مركبة يتم استخدامها لم يعرف بالتحديد مقاييسها أو نوعيتها ولكن فائدتها كانت أيضا تساعد في جفاف الجثة وبعد ذلك يتم تكفين الجثة ، والى الآن لا نستطيع عمل مقارنة بين التحنيط في اليمن أو التحنيط في مصر لأننا سنظلم الحضارة اليمنية والسبب في ذلك انه في مصر بدأت الاكتشافات منذ وقت مبكر وتم اكتشاف المقابر من خلال علماء آثار وبالتالي تم اكتشاف هذه الجثث اكتشافاً علمياً وتم رفعها بطريقة علمية ، وهذا ساعد على دراستها دراسة دقيقة، ولكن في اليمن لم يتم إلى الآن إلا اكتشاف جثة محنطة واحدة بطريقة علمية من قبل قسم الآثار على الرغم من أن المقبرة فتحت قبل سنة تقريباً ، وهذا يعني أن نابشي القبور هم الأسرع إلى هذه المقابر، وهذا لا يساعد المختصين على دراسة وضع الجثة ودراسة إذا كان هناك تركيب لنوعية الأثاث الجنائزي بجانب الجثة ، أيضا دراسة نوعية الاختلاف في عملية التحنيط وفي التكفين نفسه لأن كل خطوة تفسر مرحلة معينة ولكن الظاهر إلى حد الآن أن هناك تشابهاً بين الحضارة المصرية واليمنية من حيث شق البطن واستخراج الأحشاء وأيضا تجفيف الجسم وهو القاعدة الأساسية للتحنيط بالإضافة إلى شيء مهم جداً.. اليمنيون كانوا يتاجرون بمواد مهمة كانت لها علاقة قوية بممارسة الطقوس الدينية ، سواء في المقابر أو في الدفن مثل اللبان والبخور والمر وهذه تستخدم في علاج كثير من الأمراض إلى جانب انه يوجد عندنا شاهد قبر لتاجر معيني مدفون في منطقة الجيزة في مصر وهذا التاجر كان يقوم بالمتاجرة بهذه المواد من جنوب الجزيرة إلى مصر، ويلاحظ في الجانب الاثنوغرافي في أن اليمنيين إلى اليوم مازالوا يستخدمون في بعض المناطق مادة اسمها الحنوط وهي مادة أو عبارة عن تركيب مجموعة من المواد مثل الصندل والحناء والعنبر ويدهن بها الجسم للحفاظ على الجثة، وهذا نوع من التقليد القديم لكن القول بأن هناك تشابهاً بين الطريقة اليمنية والمصرية يحتاج منَّا إلى دراسة متعمقة.
وتاريخ التحنيط في اليمن لا نستطيع أن نحدده بتاريخ معين ولكن هناك تاريخ تم القيام بعمله بالنسبة لمومياوات شبام الغراس في معامل »بيتا « في فلوريدا بأمريكا حيث أعطتنا نتائج الفحوص المعملية تاريخ يعود إلى ٢٨٠ قبل الميلاد أي في( القرن الثالث قبل الميلاد ) في فترة الدولة السبئية ، وقام الفرنسيون بتحديد تاريخ عينات لمواد مستخرجة من مقابر الصيح في المحويت وأعطته تاريخ ٧٦٥ قبل الميلاد وهي من حيث التاريخ تأتي بعد شبام الغراس .
ومما هو جدير ذكره أن مادة( المومياء) جاء في بعض القواميس بأنها تعنى (الجثة المحنطة) وان أصلها اللغة اليونانية أو الفارسية ، وهي معروفة لدى أهل اليمن منذ وقت مبكر ٬ ويسمونها باللهجة الدارجة ( الميمياء ) وهي مادة عضوية تستعمل لأغراض طبية تشبه القار، تخرج من بين صخور الجبال في بعض المناطق ٬ مثل جبلي إسبيل واللسي شرق ذمار ٬ والحرة شمال صنعاء ٬ وصافر شرق مأرب ، ويستخدمها سكان القرى المنتشرة حول تلك المناطق كمادة حرق ٬ ومصدر طاقة حرارية ، كما تستخدم كمطهر للجروح وقاطعة للنزف ٬ ولا يستبعد أن تكون هي نفسها المادة التي استعملت في تحنيط الجثث ، وقد اثبت المعمل المختص في فلوريدا أن هناك بعض المواد التي استعملت في تحنيط المومياوات اليمنية ربما يكون منها هذه المادة المشهورة جدا في اليمن والمعروفة لدى عامة الناس ٬ وبالتالي ربما لا تكون أصول الكلمة يونانية أو فارسية ، إنما يمنية ، ويرى بعض الباحثين أن شيوع استعمال لفظ (ميمياء ) على المستوى الشعبي ٬ واستخدامها كمادة طبية منذ زمن طويل ربما يرجح استعمالهم لها قديما في عملية تحنيط موتاهم ٬ وقد يدعو ذلك إلى إعادة النظر في أصل الكلمة ونسبتها اليونانية أو الفارسية (Mummy ) .
المصادر :
1ـ د. عبدالحليم نور الدين : مومياء شبام الغراس محافظة صنعاء ـ مجلة الإكليل ـ العدد 23 ـ شتاء 1995م .
2 ـ د. صالح أحمد صالح : مومياء من جبل ملحان ـ مجلة المُسند(حولية تعني بشؤون الأثار والتاريخ والتراث) ـ العدد الثاني 2004م .
3 ـ حسين أبو بكر العيدروس : المقابر والتحنيط في حضارة اليمن القديم ـ المجلة العربية ـ مجلة شهرية ـ العدد 55 ـ مارس 2014م .
4 ـ المومياءات اليمنية: صحيفة سبتمبر العدد 1185 الصفحة 1.
5 ـ م
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM