اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
الزريقة لحج
📸 صـورة📸
https://tttttt.me/taye5
مئساة المعاقيين من الاطفال كارثة المستقبل
📸 صـورة📸
https://tttttt.me/taye5
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#ثورة_سبتمر_المجيدة
تنظيم الاحرار في #تعز ودوره في ثورة سبتمبر 1962م

يعد ثاني تنظيم سياسي في شمال اليمن بعد « هيئة النضال » التي أسسها المطاع في الثلاثينيات
تنظـيم الأحــرار في تعـز ودوره فـــــــي الإعـــداد لثـورة 26 ســبتمبر
عبد الغني مطهر تزعم التنظيم و مفرح القطاع العسكري وأبو راس عن المشايخ
تعز ودورها الريادي في التغيير

اضطلعت تعز مند ثلاثينيات القرن الماضي بدو ريادي في التمهيد لقيام ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962 لأسباب عدة وقد تحدث الأستاذ عبدالله البردوني عن هذه الأسباب في كتابه « اليمن الجمهوري « إذ يقول : ( إن اتخاذ الإمام أحمد لتعز عاصمة لحكمه كان عاملا هاما من عوامل اللقاءات الأوسع بين مختلف المناطق اليمنية وكانت تعز شديدة الاختلاف عن صنعاء بنزوعها التجاري وكثرة خيوط اتصالها بعدن المحتلة آنذاك وبسائر الأقطار المنتجة للبضائع أو المصدرة لها.

لهذا كانت تعز أصح مناخا من غيرها لتتبع جديد الأخبار وجديد المعامل وبحكم طلب المنافع توافدت إليها الجموع من القواعد المحافظة « كصعدة وشهارة وحجة والقفلة « .. ويضيف البردوني : كان الوافدون إلى تعز أكثر ميولا إلى مافي تعز من حداثة مهما كان نوعها لأن الأكثر قروية أعنف استجابة لمغريات المدينة التجارية وكان الخروج عن التقاليد بأي طريقة يلحق بالتحرر وكانت أسواق تعز أقدر على جلب كل شيء فعمرت المجالس مختلف الجماعات وكانت أخبار السياسة رابعة القات والأغنية في بعض المجالس كما كانت أفكار السياسة ثانية الأكل والشرب في مجالس أخرى .
ونتيجة لهذا الاهتمام توافدت الكتب والمجلات والصحف على تعز ثم منها إلى سواها كما انتشر المذياع عن طريق التهريب النشيط حتى وصل أقصى القرى بدون استئذان ولا ترخيص .. وقد واكب هذا افتتاح المكتبات فأصبحت تعز مثل عدن في استقبال حصاد المطابع اللبنانية والمصرية والسورية وإذا بالكتاب يصل إلى تعز بعد نشره بأسابيع أو بعد ترجمته بشهور .)
امتلكت تعز مقومات التغيير منذ ثلاثينيات القرن الماضي وذلك بحكم موقعها المجاور لمدينة عدن وهجرة أبنائها في أرجاء المعمورة وقد كان لهم دور فاعل في زرع بذور التغيير في مناطقهم وتفاعلت بقية المناطق مع تلك الأفكار والطموحات .
عام 1935 م زار الأمير القاسم ـ نجل الإمام يحيى ـ منطقة الحجرية ومعه الأمير علي الوزير ولما وصلوا ذبحان قال : ذبحان هذه ستكون مثل لبنان ـ في إشارة إلى تعدد التيارات الفكرية ونشاط الحركة الثقافية في لبنان وانفصالها عن سوريا ـ وكان الأستاذ أحمد محمد نعمان قد أسس مدرسة في ذبحان بعد إكمال سبع سنوات من دراسته في زبيد كما أسس ناديا ثقافيا وكان للمدرسة والنادي الثقافي صدى واسع في ذبحان والحجرية كلها لإسهامهما في خلق حراك ثقافي نشط في تلك المنطقة مما أدى إلى إقلاق سلطات الإمام من إنتشار ذلك الحراك ومخاطره على النظام .
وفي كتابه « من الثورة البكر إلى الثورة الأم « يؤكد محمد محمد اليازلي على دور تعز الريادي في عملية التغيير والتمهيد لقيام الثورة إذ يقول : لقد كانت الحركة الوطنية اليمنية في لواء تعز في النصف الثاني من عقد الخمسينيات أكثر من غيرها في ألوية اليمن الأخرى وقد حازت السبق في وجود التنظيم السياسي السري المنظم على أسس حديثة وقد تكونت الجمعية الوطنية الثورية الديمقراطية أوائل 1958 م وتشكلت لجنتها التأسيسية من 15 عضوا من العسكريين والمدنيين والمشايخ والتجار .. ويرى اليازلي أن تنظيم الذي تشكل في تعز لا يسبقه إلا « هيئ النضال « التي أسسها المطاع عام 1937 م .
ويقول الدكتور عبد العزيز المقالح في مقال له نشر أواخر 2011 في صحيفة الثوري :
«.. كانت تعز المدينة والناس هي مركز التجمع والإمداد والدعم لقوى حرب التحرير الوطنية ضد الاستعمار في جنوب الوطن. وباعتراف جميع أبناء اليمن شمالاٍ وجنوباٍ فقد تصدرت الطلائع من أبناء هذه المحافظة منذ منتصف الثلاثينيات وحتى مطلع الستينيات الدعوة إلى الثورة والتغيير ومقاومة الحكم الملكي الإمامي في الشمال ومنذ منتصف الخمسينيات وحتى منتصف الستينيات كان أبناء هذه المحافظة في طليعة القوى المقاومة للاحتلال الأجنبي. ولم ينظروا في يوم من الأيام إلى أن المحافظات الجنوبية تختلف عن بقية المحافظات الشمالية وأن مشاركتهم في الحياة العامة والحياة السياسية والاقتصادية شأن وطني خالص يتطابق مع هويتهم الوطنية ونزعتهم الوحدوية التي يشاركهم فيها أشقاؤهم في جنوب البلاد. وكان واضحاٍ عبر مسيرة العمل الوطني أنهم لم يتوحدوا في المغانم وإنما في المغارم أيضاٍ .. «
وكانت الدكتورة نجبية مطهر الأستاذة في جامعة تعز قد تناولت التنظيم السري الذي تشكل في تعز مطلع الخمسينيات في ورقة مفصلة ضمن ندوة وثائق الثورة اليمنية التي عقدت في تعز قبل سنوات ونظرا لأهمية الورقة وعلاقتها الوثيقة بالسياق الموضوعي والتاريخي والجغرافي أو المكاني للملف الخاص الذي كلفت بإعداده حول « تعز والثورة « فقد كان من الضروري نشر هذه الورقة ضمن هذا الملف ..

< تعتبر مد
ينة تعز من أهم المدن اليمنية التي نشط الثوار فيها والتقى عندها أبطال الثورة من كل أرجاء الوطن لتكون الانطلاقة الأولى للثورة باعتبارها من أهم المدن اليمنية ذات الموقع الجغرافي الذي يسمح لها بالتواصل مع بقية المحافظات اليمنية.. تشكلت هذه الخلية من مجاميع شجاعة من الضباط الأحرار والمدنيين والتجار في مطلع عام 1958 واستمرت حتى تاريخ انطلاق ثورة 26 سبتمبر سنة 1962م. < أهم أهداف الخلية :
1ـ دراسة الأوضاع وكيفية تغييرها.
2ـ تحطيم القيود والأغلال التي كانت تكبل الشعب اليمني والعمل على تحرير الوطن من حكم الأئمة والتواصل مع الخلايا الثورية من كل أنحاء الوطن والخارج.
3ـ توعية الشعب من خلال المنشورات الثورية في داخل الوطن وخارجه والتواصل مع أبناء اليمن في الخارج.
4ـ جمع التبرعات من التجار لمساعدة الأحرار في شراء الأسلحة والذخائر.
5ـ القيام بعمليات فدائية في الأماكن التي يتواجد فيها الإمام وأعوانه.

< جازم الحروي
من أبرز عناصر ثورة 48م ضحى بأمواله في سبيل الوطن وهو من بين الذين اعتقلوا إثر فشل ثورة 48م وأرغموا على السير على الأقدام مقيدين بالسلاسل من مدينة ذمار إلى حجة.
ساهم في جمع ثمن المطبعة من أهل المهجر في ارتيريا واثيوبيا وعلى رأسهم الحاج غالب سعيد صالح ومطهر سعيد صالح وأحمد عبده ناشر وعبدالقوي الخرباش وأحمد العبسي ومحمد مهيوب ثابت.. هؤلاء التجار يعتبرون القاعدة التي استند إليها الأحرار بل هم الشرنقة التي تلتف حولهم لتحمي حركتهم وتمدهم بالأموال فقد كانوا يدفعون الاشتراكات بسخاء لحركة الأحرار وكانوا يستضيفون أعضاءها لديهم أياما طويلة حين تضطرهم ظروفهم السياسية للخروج من اليمن فراراٍ من اضطهاد الإمام .
توجه جازم الحروي إلى جيبوتي وظل فيها شهراٍ في انتظار وصول المطبعة من القاهرة وما إن وصلت حتى تولى بنفسه شحنها إلى عدن وقام بتركيبها المناضل سعيد الدمشقي الذي استدعي من صنعاء لهذا الغرض .

< الشيخ ناشرعبد الرحمن العريقي
هاجر من اليمن إلى نيروبي عاصمة كينيا هروباٍ من نظام الإمام عمل بالتجارة وحصر اهتمامه في الدفاع عن قضية الوطن .
أصدر جريدة «صوت اليمن» ليحث فيها الشعب اليمني على مكافحة ظلم الإمام فكان يقوم بطبع المنشورات ويحرر المقالات في جريدته الثورية .. انفق ماله حتى فقد تجارته فرجع إلى عدن وانضم إلى صفوف الأحرار.
في ثورة 1948م ألقي القبض عليه وزج به في السجن أربع سنوات ثم أفرج عنه ووظفه الإمام بعد ذلك مديراٍ للعوية في ذي السفال وكان يهدف الإمام من توظيف الشيخ ناصر مديراٍ أن يأمن شره ويقربه إليه ولكن الشيخ ناصر كان قلبه يفيض بحب الوطن فكان من أوائل من لبوا نداء الثورة وانضم في شهر مارس سنة 1958م إلى خلية تعز والتي كان يرأسها آنذاك عبدالغني مطهر وكان دوره الأساسي في الخلية هو كتابة المنشورات بخط يده لعدم وجود آلات الطباعة في ذلك الوقت.
توفي الشيخ ناشر في يونيو 1961م أي قبل ثورة 1962م بستة أشهر.

< عبدالغني مطهر
ولد في الأعروق محافظة تعز في عام 1922م اضطر إلى الهجرة إلى الخارج وعاش بين أسمره وأديس أبابا وهو من أوائل من اتصل في 1945م بالمجموعة الوطنية في أديس أبابا عرف بالصدق والأمانة في المعاملة.
قام بأعمال وطنية يشهد لها التاريخ فقد كان همزة وصل ومرجعا في الكثير من الأعمال التي يقوم بها زملاؤه وفي عام 1957م عاد إلى أرض الوطن وبدأ الكفاح من الداخل إلى أن بزغت شمس الثورة في عام 1962م .
بذل المال والجهد لزملائه ولم يتوان أو يتراجع عن أي عمل تكون فيه مصلحة الوطن.
له أعمال وطنية كثيرة لا يتسع ذكرها في هذا البحث ولكن نقول: إن عبدالغني مطهر كان أكثر المناضلين حماساٍ واندفاعاٍ وجرأة في العمل الوطني بالرغم من أنه كان من أكثر تجار تعز ثراء واستقراراٍ وأكثرهم تقرباٍ من القصر وبالرغم من ذلك فإن عبدالغني مطهر كان أكثر عناصر التجمع الوطني حماساٍ في كسب ثقة الضباط والقبائل معهم وأكثر المناضلين دعماٍ للأحرار وتقلد كثيراٍ من المناصب فقد كان عضواٍ في المجموعة الوطنية في أديس أبابا وبث ودعم روح الحركة الوطنية بين المهاجرين كما ساهم من خلال الجمعية الكبرى في التمهيد للثورة تولى وزارة الاقتصاد والتجارة والشؤون الاقتصادية كما كان عضواٍ لمجلس قيادة الثورة وعضواٍ في مجلس الرئاسة وآخر منصب كان محافظاٍ لمحافظة تعز . « تم اعتقاله بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 م وأدخل السجن وتعرض فيه لصنوف التعذيب له كتاب بعنوان : يوم ولد اليمن مجده « .

< القاضي عبد الرحمن الإرياني
من مجموعة الأحرار الذين كان لهم دور ملموس في حركة 1948م أدخله الإمام أحمد إلى سجن حجة بعد فشل حركة 1948م وقد لقي من الإذلال والعذاب ما لا يقوى عليه بشر.
بعد خروجه من السجن ازدادت كراهيته للإمام… وكان على اتصال حذر بجماعة الأحرار الثوريين في صنعاء مثل عبدالسلام صبره وحسن العمري وعبدالله السلال ومحمد عبدالواسع وعلي عبدالمغني وعبدالله جزيلان.
في بداية عام 1958م انضم إلى خلية تعز.
من أهم أعماله في الخلية:
ـ
كان المصدر الأساسي في إمداد الخلية بتعز بأدق الأسرار والمعلومات عما يجري داخل القصر الإمامي وذلك عن طريق صداقته بالسيد أحمد زبارة رئيس الهيئة الشرعية صهر الإمام.
ـ توزيع المنشورات الثورية التي كانت تصدر من داخل اليمن أو من خارجها وكان بدوره يرسلها إلى الأحرار عن طريق يحيى الكوكباني أو عبدالله ثابت.
القاضي عبدالرحمن الإرياني يتصف بالمصداقية والأمانة والتعاون في حماية الكثير من الأحرار من بطش الإمام ومساعدتهم في الهروب.

< الشيخ ـ حسين بن ناصر الأحمر
من مشائخ حاشد له شعبية كبيرة في كافة المناطق اليمنية وكان همه الأكبر هو التخلص من الإمام وأسرته.
يتصف بالحكمة والشجاعة ورجاحة العقل فكان يوجه نصائحه إلى زملائه فكان عند اللقاء بهم يردد دائماٍ «يجب أن يكون عملنا محاطاٍ بالسرية حياتنا أغلى من حياة الإمام وأفراد أسرته» استدعاه الإمام إلى السخنة لكن زملاءه نصحوه بعدم الذهاب والهروب إلى عدن كما نصحه السفير المصري أحمد أبو زيد الذي كان يقيم في دار الضيافة بتعز عندما قال لعبدالغني مطهر إن الإمام يريد الشيخ حسين بن ناصر الأحمر ويسأل عبدالغني مطهر عن سبب طلب الإمام للشيخ حسين قال السفير أحمد: أخبر زميلك أن يهرب لأن الإمام غدار ويمكن طلبه هذا هو لتدبير قتله ابلغ عبدالغني مطهر الشيخ حسين بحديث السفير لكن الشيخ حسين قال لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
وفضل الشيخ حسين الموت على الهروب وذهب إلى السخنة غير خائف وهو بكل شجاعة لكن الإمام أمر بإعدامه.

< الحاج محسن ردمان
من قبيلة حاشد لم ينضم إلى خلية الأحرار بتعز لكنه كان على اتصال دائم بفروع الخلية.
أهم أعماله الثورية :
نقل الديناميت الذي كان يشتريه فريق الأحرار في عدن من أمثال محمد علي الأسودي ومحمد قائد سيف والشيخ محمد هاشم عباد إلى داخل اليمن.
كثير السفر إلى عدن وأثناء عودته يقوم بنقل الديناميت على ظهور البغال .

< علي حسن الوجيه
من أسرة وطنية اشتغل بالتجارة في عدن والحديدة واتخذ الحديدة مركزاٍ رئيسياٍ لأعماله.
انضم إلى خلية تعز بعد أن عرف بإخلاصه ووفائه في العمل الوطني.
أهم أعماله الثورية:
ـ دعم قيادة الخلية بالأموال الكثيرة.
ـ الاتصال الدائم بقيادات الخلية وتزويدهم بالمعلومات.
ـ انجاز كل الأعمال التي يكلف بها بكل سرية واقتدار.

< الشيخ عبد القوي حاميم
كان مديراٍ لشركة المحروقات اليمنية من أعضاء اللجنة التأسيسية في تعز التي تشكلت في 1958م بهدف التخلص من الإمام وأعوانه.
أهم أعماله :
كان يستقبل الأسلحة والذخائر التي كان يرسلها محمد مهيوب ثابت ومحمد قائد سيف وغيرهم من عدن ويقوم باستلامها وإرسالها سراٍ إلى قيادات الأحرار داخل اليمن .
وقع عليه الاختيار من جانب الأحرار للسفر إلى القاهرة في أواخر أغسطس سنة 1962م للقاء بالمسئولين المصريين ليشرح لهم أسباب تأجيل موعد تفجير الثورة التي كان محدداٍ موعدها في 23يوليو 1962م .

< الشيخ ـ عبدالله ذيبان
من قبيلة بكيل عضو في الخلية.
أهم أعماله:
أسندت إليه مهمة تفجير دار الضيافة ومحطة اللاسلكي ومكتب البريد تقابل مع عبدالغني مطهر واطلعه بالمهمة لكن عبدالغني مطهر رفض هذه العملية وكان من أسباب رفضه الآتي:
أولاٍ: إن دار الضيافة مليء بضيوف أجانب فأي حكمة من قتل الأجانب الأبرياء¿
ثانياٍ: محطة اللاسلكي انشئت لخدمة الشعب فلماذا يْحرم المواطنون من خدماتها¿
ثالثاٍ: البريد كان مليئاٍ برسائل المهاجرين إلى جانب أن هذه الأماكن فيها من المواطنين الأبرياء¿
رجع الشيخ إلى القادة وعرض وجهة نظر عبدالغني مطهر واقتنعوا بالرأي وبعد يومين عاد الرجل إلى عبدالغني مطهر بعد أن وضعت خطة أخرى وهي تفجير المنازل التي يمتلكها أعوان الإمام وكان ذلك في يوم الخميس عندما كانت جموع الشعب في ميدان العرضي وكان هناك فرقة استعراضية صينية تقوم بعرض ألعابها وفي تمام الساعة السابعة والنصف مساء يوم الخميس تمت العملية وأحدث الانفجار دوياٍ هائلاٍ في المنازل المحددة ونجحت الخطة وهرب منفذو العملية وهم عبدالله ذيبان والشيخ محمد أحمد الحباري والشيخ علي أبو لحوم والشيخ الشعبي والشيخ شويط هربوا إلى السائلة ثم إلى عصيفرة حتى وصلوا إلى القاعدة ولحسن الحظ أن كان مدير الشرطة في القاعدة هو الملازم محمد مفرح الذي وصل على رأس قوة من الشرطة ليبحثوا عن منفذي العملية لكن بكل دهاء وذكاء استطاع محمد مفرح أن يوهم مرافقيه إلى طرق غير الطرق التي سار فيها الفدائيون واستطاع أن يبعدهم عن مكان تواجدهم وفي منتصف الليل ذهب محمد مفرح إلى الفدائيين واحضر لهم الطعام والعلاج وبعضاٍ من المال.

< الشاوش صالح البركي
كان من أفراد الحرس الملكي وكان معروفاٍ بالوطنية والإقدام اختير عضواٍ باللجنة التأسيسية التي تشكلت من الأحرار في تعز في بداية عام 58م أمر الإمام بجلده مائة جلدة لكن هذا العذاب زاده إصراراٍ وكراهية للإمام وأعوانه.
أهم أعماله:
ـ توثيق الصلة مع العديد من أفراد الحرس الملكي ومن كافة المستويات.
ـ مراقبة بعض القوات العسكرية النظامية و
بعض معاوني الإمام.
ـ توصيل المعلومات الهامة إلى قياديي الحركة أولاٍ بأول.
انقذ المجاهد محسن ردمان من ابن عمه حميد ردمان جاسوس الإمام وخاصة عندما بلغ حميد ردمان النقيب أحمد ناجي ضابط المقام أن محسن ردمان قد وصل من عدن ومعه صندوق محمل بالديناميت لتفجير المقام وقد دار هذا الحديث أمام الشاوش صالح البركي.
قام الشاوش محسن البركي بإرسال زوجته إلى منزل الحاج محسن ردمان لتحذيره وتحضر معها صندوق الديناميت وأن يهرب إلى عدن وذهبت زوجة البركي إلى منزل الحاج محسن ردمان وحذرته واستلمت الصندوق وسلمته إلى زوجها وفي المساء صدر الأمر من الإمام بالقبض على الحاج محسن ردمان توجه الضابط وبعض أعوانه إلى منزل الحاج محسن وفتشوه لكن لم يجدوا الحاج ولا الديناميت.
هناك عمل آخر للشاوش البركي هو تخزين الأسلحة مع الأخ محمد نجاد والملازم أحمد حمود في منازلهم.

< محمد نجاد
من أعضاء الخلية عرف بالوطنية الصادقة وكان يعمل مديراٍ لقواد السيارات والمدرعات الخفيفة في تعز.
أهم أعماله:
ـ استقطاب عدد كبير من السائقين إلى الحركة.. من بين من استطاع استقطابهم عبدالله الهمداني وعبدالله حميد وعلي أحمد القباطي ويحيى الدفعي وأحمد عبده قحطان وأحمد عبدالله الأصبحي وكان هذا الفريق يقوم بتوزيع المنشورات التي كانت تأتي من عدن.
ـ الاتصال الدائم بالضباط الأحرار المتواجدين في جراج الدبابات وابلاغهم بأي تعليمات.
ـ أودع كمية كبيرة من الأسلحة والألغام في منزله وحراستها لمدة خمسة شهور إلى أن طلبت منه واستخدامها الأحرار في أثناء قيامهم بالثورة.

< محمد مهيوب ثابت:
كان يعمل بالتجارة مع بيت هائل سعيد بعدن .. طلب الانضمام إلى خلية الأحرار بتعز في مطلع عام 1958م .
أهم أعماله:
ـ كان يقوم بدور حلقة الاتصال بين الوطنيين الأحرار في عدن والخلية في تعز.
ـ تزويد الخلية في عدن أو في تعز بأدق الأخبار.
ـ كان يتلقى الأسلحة والذخائر التي كانت تأتي على متن الطائرات من القاهرة والإشراف على نقلها إلى الراهدة حيث كانت تسلم إلى الشيخ عبد القوي حاميم ومنه إلى القياديين .

< العقيد محمد عبد الواسع قاسم
كان يعمل مديراٍ للأمن العام في صنعاء .. سافر إلى تعز في عام 1961م ليلتقي بالإمام ويطلب ترقيته إلى رتبة عميد فقد حرم منها طوال خمس سنوات عندما كان في سجن قصر غمدان بتهمة التآمر ضد العرش.
أهم أعماله:
ـ اقتراحه شخصية قائد الثورة وكان اختياره للمقدم عبدالله السلال لأنه كما يقول مقدام وشجاع في اتخاذ القرار.
ـ خروجه إلى منطقة بوعان مع العقيد حسين العمري وعبدالله التهامي الموظف في اللاسلكي وكان الغرض من ذلك هو إجراء تجارب على بعض المتفجرات والألغام وخاصة المتفجرات الصغيرة. التي تشبه القلم الحبر بحيث يمكن أن تنفجر خلال فترات تبدأ من ثلاث ساعات إلى ست ساعات وكان المقصود من اجراء هذه التجارب هو وضع تلك المتفجرات الصغيرة تحت فراش الإمام أحمد بعد أن قام بترتيب هذه المهمة مع الشيخ محمد علي عثمان والشيخ علي الوجيه وهم من أعيان الحديدة وتربطهم صداقة مع أسرة الإمام وهذا الترتيب يقضي بتكليف ممرضة شابة تشرف على علاج الإمام أحمد وقد تم تجنيدها في صفوف الأحرار ووعدت بالقيام بهذه المهمة أو بوضع السم في طعام الإمام.

< القاضي عبد الله الارياني
انضم في مطلع عام 1958م عضواٍ في الخلية الرئيسية في تعز.. كانت له شعبية وحب بين القبائل لما عرف عنه من فكر راجح وحسن تصرف وصدق وخوف من الله سبحانه وتعالى.
كان يعمل مستشاراٍ لولي العهد محمد البدر.
أهم أعماله:
ـ كان مصدراٍ خصباٍ موثوقاٍ به في تزويد الخلية بتحركات أفراد الأسرة المالكة واتجاهاتهم كما كانت له اتصالات جيدة بزعماء القبائل الوطنيين.
ـ عمل بكل تفان وصدق في كسب الكثير من أبناء القبائل لينضموا إلى مناصرة الحركة الوطنية.

< القاضي عبد السلام صبره
الرئيس الفعلي لخلية الأحرار في صنعاء.من كبار الوطنيين مشارك في كل حركة وطنية تهدف إلى تحرير الوطن اتصف بوطنيته وثوريته وحبه لليمن وبالصدق والنزاهة.
أهم أعماله:
ـ كان همزة وصل بين المدنيين والقبائل والعسكريين والعلماء.
ـ له نشاط كبير وكانت له تحركاته التي لاتهدأ نهاراٍ أو ليلاٍ .. نال ثقة كثير من القبائل والعلماء والمدنيين لما يتصف به من أخلاقيات عالية وشهامة.

< ناصر الكميم
من الحدا كان يعمل بالتجارة في سوق الملح بصنعاء .. كان من المؤمنين بضرورة تحرير الشعب من الإستبداد .
أهم أعماله:
ـ جعل محله المكان المفضل لالتقاء الأحرار في صنعاء.
ـ كاتم أسرار الحركة.
ـ كان يستلم الأموال التي ترسل من تعز ويشتري الأسلحة أو أي شيء يؤمر به وينفذها في الحال.
ـ يساعد أسر المسجونين بصورة سرية من ماله الخاص أو ما يرسله الأحرار من تعز.

< السيد يحيى الحيفي
كان مديراٍ لدار الضيافة بصنعاء .. اتصف بالدبلوماسية والثقافة فاستطاع أن يكسب ثقة الإمام .
أهم أعماله:
ـ ترتيب الاجتماعات واللقاءات الوطنية والثورية في دار الضيافة.
ـ أميناٍ لجميع أسرار الحركة الوطنية وكان من أشد
الناس اخلاصاٍ لها.

< الملازم/ عبدالقادر الخطري
انضم إلى خلية الأحرار الرئيسية بتعز في مطلع عام 1958م بناءٍ على تزكية من النقيب قاسم حسين أبوراس .
أهم أعماله :
ـ الاتصال برجال الجيش في مختلف المستويات بعد إجراء التحريات اللازمة لمن دخل معه في العمل الثوري .. تولى حمل الرسائل الكتابية والشفوية إلى الأحرار في صنعاء.
ـ تولى الخطري مهمة الاتصال برجال القناصة وكان عددهم اربعمائة ضابط وجندي ووزع عليهم المال وخاصة بعد أن قام رجال القناصة بحركة تذمر بعد قتلهم للحاكم الشرعي في باب موسى ورفضهم تسليم اسلحتهم.
ـساعد الخطري مع بعض من زملائه رجال القناصة في الخروج من تعز إلى ذمار ومدهم بما يحتاجون إليه من مال وطعام وعلاج.

< علي محمد سعيد
انضم إلى خلية تعز في عام 1960م .
أهم أعماله :
ـ انجاز العديد من الأعمال التي كانت الخلية تكلفه بها.
ـ لم يتردد في قبول أي مطلب يطلبه الأحرار منذ عام 60 إلى 62 م والرجل على اتصال دائم مع اعضاء الخلية وكان شجاعاٍ وسخياٍ وبذل الكثير من المال والجهد لزملائه.
ـ تذليل الكثير من المصاعب من خلال مشاركته بالرأي السديد كما يتصف بدبلوماسيته ومعرفته في اتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة.

< المقدم/ عبدالله جزيلان
كان نائباٍ للزعيم حمود الجائفي في إدارة الكلية الحربية ثم تولى إدارتها بعد أن هرب الجائفي إلى الخارج خوفاٍ من غدر الإمام.
أهم أعماله:
ـ تسليم اشرطة الذخيرة الخاصة بمدافع الدبابات التي كانت توضع في صناديق العنب ووضع اشرطة الذخيرة في الصناديق وغطى الصناديق بعناقيد العنب وكتب عليها هدية للقاضي عبدالملك العمري وللسيد الوشلي نائب تعز وللسيد عبدالله عبدالكريم وللسيد عبدالصمد أبوطالب.
ـ سلمت الصناديق إلى المناضل أحمد ناجي العديني الذي حملها بسيارته من صنعاء إلى تعز وتواصل أحمد ناجي العديني بالقاضي عبدالملك العمري الذي بدوره أمر أحد حراسه بإدخال أحمد ناجي العديني وسلم الصناديق جميعها إليه.
ـ جمع جميع الدانات لمدافع الدبابات اثناء التمارين وكان يقوم بتخزينها بصفته مديراٍ للكلية الحربية وهي التي دكت قصور الإمامة وفجرت الثورة.

< حمود الجائفي
كان يتمتع بمكانة وحب وتقدير لدى العسكريين لما اتصف به من الأمانة والصدق والوطنية وكان دقيقاٍ في اتخاد القرارات ولم يكن متهوراٍ أو متسرعاٍ في عمله إنما كان يدرس أي عملية من جميع الجوانب ولا يوافق على أي عمل إلا بعد أن يكون متأكداٍ من نجاح هذا العمل فهو دقيق في عمله ولديه دراسة وبعد نظر لما سوف يترتب من نتائج.
كلفه الإمام بتفقد الموانئ في المخا وباب المندب فاستجاب إلى الأمر وذهب مع زميله محمد الخاوي إلى باب المندب وبينما هما في الطريق إذ بكثافة شديدة من الرصاص تتصوب نحوهما لكن استطاعا النجاة من هذا الكمين وغادرا اليمن إلى بريطانيا وفي عام 1960م عاد إلى أرض الوطن وبدأ بالاتصال بالأحرار سراٍ.
أهم أعماله:
ـ مديراٍ لميناء الحديدة.
ـ ساعد عبدالرحمن جابر الموظف بمكتب البدر في دخوله إلى الباخرة واخراج المنشورات والرسائل التي كانت تصل من ميناء عدن وتسليمها إلى الأحرار.
ـ الاتصال بالأحرار اليمنيين في الداخل والخارج .
ـ ساعد على انجاح كثير من العمليات الفدائية التي كان يقوم بها الأحرار وذلك بالمشورة والنصح وتقديم الأسلحة التي كانت ترسل عبر السفن إلى الإمام ويسلم قسماٍ منها إلى قادة الخلية.

< مجاهد حسن غالب
كان من الرعيل الأول من المكافحين من أجل حرية الشعب اليمني.. بدأ اتصاله بالحركة الوطنية منذ عام 1940م .. القي القبض عليه هو وشقيقه محمد حسن غالب وأودعا السجن بصنعاء لمدة سبع سنوات.
أهم أعماله:
ـ له دور كبير في توزيع جريدة صوت اليمن سراٍ في صنعاء والمشاركة في الإعداد لثورة 1948م .
ـ مجاهد وعبدالسلام صبرة كانا همزة الوصل بين الرئيس جمال جميل من ناحية وبين رؤساء الأقسام في الجيش وعبدالله الوزير من ناحية أخرى .
ـ بعد خروجه من السجن التقى مجاهد بالثلايا الذي كلفه بالتوجه إلى الحديدة والمشاركة في الثورة.
ـ نشط نشاطاٍ يشهد له منذ عام 1940م ودوره في ثورة1948م و1955م معروف.

< الشيخ علي شويط
عضو بارز في خلية تعز منذ أوائل عام 1958م يتصف الشيخ علي شويط بالصدق والأمانة والوطنية.
أهم أعماله:
ـ تسليمه مبالغ مالية إلى الأحرار مثل محمد هاشم عباد وعبدالله هاشم وغيرهم ممن كانوا متواجدين في الحدود ما بين الضالع وعدن وكذلك الأحرار في الحديدة والسخنة.

< الشيخ علي طْريق
من مشائخ حريب ومارب .. اتصف بالشهامة والرجولة والأمانة وكان هدفه تخليص البلاد من الحكم الفاسد.
أهم أعماله:
ـ الاتصال بمشائخ مارب وحريب والجوف والبيضاء بعد أن كلفه الشيخ حسين بن ناصر والشيخ أمين حسين أبو رأس واستطاع أن ينظم الكثيرين من ابناء هذه المناطق ومساعدة الثوار في العمليات التي كانوا يقومون بها.

< أحمد منصور
من قبيلة كبيرة ومن مواطني لواء إب .. انضم إلى خلية الأحرار في عام 1958م شهد له بالوطنية والحماس والصدق وتمتعه بمحبة الجمي
ع وكان من أقرب المقربين إلى الشيخ مطيع دماج والشيخ علي شويط .
أهم أعماله:
ـ كان همزة وصل بين خلية تعز والأحرار في إب فكان له دور فعال في نقل المعلومات بينهما وتنسيق العمل بين الأحرار.

< الشيخ/يحيى البدح
كان من الأعضاء العاملين في خلية أحرار إب .. اتصف بالثقة من الجميع سواء كانوا من الشباب الثائر أو من المشائخ والعلماء والضباط كما اتصف بالوطنية والصدق شارك في التمهيد والإعداد للثورة.

< الشيخ /قاسم غالب
يتصف بالهدوء والذكاء والثقافة والصدق اتخذ مدينة تعز مقراٍ له بعد أن تخرج من مدارس زبيد وصنعاء.
أهم أعماله:
ـ التوعية الوطنية والثقافية لكل من يلقاه من المواطنين .
ـ تكوين جمعيات سرية هدفها مناهضة حكم الإمام يحيى وولي عهده أحمد.
ـ بعد فشل ثورة 1948م القي القبض عليه وأودع في سجن القاهرة ثم نقل إلى سجن نافع في حجة وظل في السجن والتعذيب لمدة 14عاماٍ حتى خرج منه عام 1953م بعد أن أنهك المرض جسده..عندما وصل الشيخ قاسم إلى تعز طلبه الإمام أحمد لتوظيفه لديه وأن يكون من أعوانه المقربين ولكن الشيخ قاسم كان يرفض في قرارة نفسه هذا الطلب فطلب من الإمام أن يمهله ثلاثة أشهر لعله يستعيد صحته وبعد موافقة الإمام على المهلة التي طلبها الشيخ قاسم هرب إلى عدن وانضم إلى زملائه الأحرار في عدن وواصل نشاطه السياسي والثقافي ..نظم العديد من الندوات الوطنية والسياسية داخل اليمن.
ـ عين مديراٍ لكلية بلقيس في عدن وساعده هذا العمل في الحاق الكثيرين من أبناء الأحرار والمهاجرين في الكلية للتعليم استمر في عمله الوطني إلى أن قامت الثورة.

< يوسف هبة عبدالله
من أبناء محافظة الحديدة .. ينتمي إلى قبيلة الزرانيق الباسلة .. تميز بالشجاعة والصراحة .. اعتقل مراراٍ وكان آخرها بسبب مشاركته مع العلفي واللقية في محاولة اغتيال الإمام أحمد في الحديدة .

< شايف محمد سعيد
من أبناء تعز ومن قرية الأعروق بمحافظة تعز .. اشتغل بالتجارة وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في أسمرة. واتصف بالوطنية الصادقة والرغبة الهادفة إلى تخليص المجتمع من الإستبداد .
أهم أعماله:
ـ كان همزة الوصل بين الأحرار في كل من عدن وارتيريا واثيوبيا وداخل اليمن.
ـ استقبال الوافدين من الأحرار إلى أسمرة.
ـ تنفيذ جميع المهام التي توكل إليه من الأحرار بعدن أو من الجمعية الوطنية بالمهجر.
ـ تسليم الرسائل التي كانت من الأحرار إلى البدر وإلى الإمام أحمد عندما طلب من الإمام أن يبدأ في الاصلاح.
ـ كان همزة الوصل في حركة 1955م بين المقدم الثلايا والقاضي يحيى السياغي والعديد من الأحرار وقد بذل الكثير من أمواله في دعم الحركات الوطنية.

< يوسف ثابت سعيد
من الرعيل الأول من المكافحين .. عمل أمين سر خلية الأحرار في المهجر بأديس أبابا وكان يتولى حفظ محاضر اجتماعات الخلية والوسائل المتبادلة بينها وبين بقية الخلايا الأخرى إلى جانب تعاونه في جمع البلاغات من أجل الحركة الوطنية .. انضم إلى خلية عدن برئاسة محمد مهيوب ثابت وعضوية أحمد هايل سعيد أنعم ومحمد قائد سيف فكان همزة الوصل بين هذه الخلية والأحرار القادمين من اليمن .
أهم الأعمال التي قام بها:
تسلم الأسلحة التي تأتي بالطائرة مع الطيار عبد الرحيم عبد الله ثم يقوم بإخراجها بسيارته إلى دار سعد مع اثنين من زملائه وهما: محمد مهيوب ثابت وأحمد هائل سعيد ويقوم الأخ محمد مهيوب بتوصيل الأسلحة الخفيفة إلى تعز أما الأسلحة الثقيلة فيسلمها في دار سعد لمحمد حاميم الذي يحملها بسيارته إلى الأخ أحمد محسن قائد ثم يجري توزيعها من منزله على مجموعة أفراد خلية تعز حسب ما اتفق عليه.

< العقيد حسن العمري
كان يتسم بالجرأة والشجاعة وهو من ضباط اللاسلكي المتعاونين مع الأحرار في صنعاء.
أهم أعماله:
ـ معظم الاجتماعات الثورية الوطنية كانت تتم في منزله أو في دار الضيافة.
ـ استلام البرقيات التي كانت تأتي إليه من الأحرار ويرسلها إلى أسمرة وعدن والقاهرة وكذلك يرسل البرقيات إلى كل من تعز وصنعاء والحديدة.

< الزعيم عبدالله السلال
من الوطنيين الأحرار له أدوار وطنية بارزة يتصف بالنزاهة والأمانة والأخلاق واكتسب بذلك احترام وحب كل من التقي به.
أهم أعماله:
ـ استطاع إنهاء حملة القناصة وتمردها ثم اتجه إلى ذمار للتفاهم حول حل المشكلة سلمياٍ ودون اراقة الدماء.
ـ استطاع أن يضع الخطط لتنفيذ العمليات التي يقوم بها الأحرار ودعمهم حركة بالسلاح .
ـ تصميمه الشديد على التخلص من الامام وابنه بالرغم من أن بعض زملائه اقترحوا أن يتم تأجيل ذلك لكن السلال رفض بشدة الاقتراح وصمم على ضرورة التخلص من الإمام ووافق على توليه قيادة الثورة.

< محمد الأهنومي
من أبطال الحديدة الذين كانوا يعملون في صفوف الأحرار.. لعب دوراٍ بارزاٍ في محاولة اغتيال الامام أحمد في الحديدة في 22 مارس 1961م .
قبض عليه في ليلة الحادث مع اللقية ومحمد عبدالعزيز حمزة وحسين المقدمي ومحمد رفعت وعبدالواسع نعمان وولده عبدالله وسيق الجميع مكبلين بالسلاسل وألقي بهم في سجن العرضي ب
تعز في حجرة مظلمة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران حشر فيها الجميع وقد ظل الضابط الأهنومي طوال بضعة أشهر مدفوناٍ في حجرة مظلمة طولها متران وعرضها متران لايسمح له بمغادرتها نهاراٍ أو ليلاٍ بسبب عدم تمكن الأهنومي من تقديم الرشوة للحارس .
وأثناء اعتقال الأهنومي جاء عبدالقادر الخطري إلى عبدالغني مطهر يحمل رسالة شفوية من النقيب عبداللطيب ضيف الله عضو خلية الأحرار في صنعاء .. مضمونها الآتي : أخبر الإخوة في تعز بأن الأهنومي من الضباط الأحرار ويجب الاعتماد عليه والتفاهم معه وقد قامت خلية تعز بتكليف الملازم محمد الإرياني بتزويد الأهنومي بكل المعلومات عن الاستعداد للثورة كما كانت تنقل للأهنومي معلومات عن طريق إحدى السيدات بائعات الخبز وهي خالة العقيد محمد وجيه الجنيد كما جاءت رسالة أخرى إلى عبدالغني مطهر سلمها عبدالقادر تقول: كن مستعداٍ من تعز وأمن الثورة تكلف عبدالغني مطهر والإخوة عبدالقادر الخطري ومحمد مفرح والأخ محمد الإرياني بتوصيل الرسالة إلى الأهنومي داخل السجن عن طريق وضع الرسالة داخل الخبز حملته خالة العقيد محمد وجيه الجنيد.
كما وصلت رسالة أخرى للأهنومي من إخوانه الضباط بتكليفه بمسح المنطقة من العرضي حتى مقر صالة وكذلك جميع الطرقات والمراكز الهامة فكان التحايل على كيفية إخراج الأهنومي من السجن لفترة للقيام بهذه المهمة ثم أخرج في اليوم التالي الأهنومي من السجن وذهب إلى منزل أحمد القعطري الذي كان يقع في العرضي بجوار النقطة الرابعة وخرج مع القعطري سيراٍ على الأقدام من العرضي حتى صالة بهدف رسم الطريق والمراكز الهامة والثكنات العسكرية وعند عودة الأهنومي إلى السجن قام بتسليم الخرائط التي رسمها للقعطري لكي يسلمها لزملائه الضباط.. أشتد الألم في عين الأهنومي وقرر طبيب العيون الفرنسي ضرورة إجراء عملية فأصدر الامام أمراٍ بعدم ممانعته في علاجه بشرط أن يكون هناك ضابط يضمن رجوعه فتقدم الملازم علي الحاضري ووافق على إجراءات الضمان ونقل محمد الأهنومي إلى المستشفى لإجراء العملية وكان مدير المستشفى في ذلك الوقت علي أحمد الذي عمل على توفير مستلزمات العلاج والضيافة واتصل بالأخ عبدالغني مطهر الذي حضر في الحال وقدم له المال والطعام كما قام المناضل علي حسين الوجيه ببذل الجهد والمال للإفراج عنه واصدار الأمر بذلك وأصبح الأهنومي ضابط أمن الثورة في صنعاء وكان له دور كبير في تفجيرها وتحريك أحداثها في الحديدة يوم 26 سبتمبر سنة 1962م.

< الشيخ عبداللطيف بن راجح
من كبار المشائخ المناضلين وكان على صلة بالشيخ مطيع دماج رئيس خلية إب له أعمال وطنية سواء كانت في توزيع المنشورات أو في إرسال وتسليم الرسائل لأعضاء الخلية في إب وتعز.
أهم أعماله:
ــ قاوم الأئمة ولقي في ذلك أنواعاٍ من العذاب ثم أطلق على حصانه الرصاص وقبض عليه قرب الحدود في المحميات آنذاك.. واودع في السجن ثم نقل إلى حبس القلعة بالحديدة مكبلاٍ بالحديد مع الشيخ حسين الأحمر.. ونجله حميد ومنها إلى قلعة حجة وبعد التعذيب الشديد نفذ الاعدام فيه ضرباٍ بالسيف مراراٍ ليزداد عذابه.
< الشيخ مطيع دماج
هو أول من وصل هارباٍ إلى عدن عام 44 كان رئيساٍ لخلية إب جاهد وناضل في سبيل بلاده.
وأول من كتب مقالات وقصائد نارية ضد الحكم الإمامي وكشف مظالمه في صحيفة فتاة الجزيرة.
أهم أعماله:
ـ أسس نادي الأحرار والذي أصبح بعد وصول النعمان والزبيري يسمى حزب الأحرار.
ـ كان المرجع للجميع بآرائه السديدة وفكره السليم ومن أبرز المدافعين عن الوطن في كل المؤتمرات في خمر وريدة والجند وآخرها مؤتمر حرض الذي وقف موقفاٍ رجولياٍ رغم الرشاوي بالذهب والتي قبلها آخرون للموافقة على قيام الدولة الإسلامية ويعود إليه الفضل وإلى المناضلين الشرفاء الذين ظلوا على مبادئهم ولم يبهرهم الذهب والنقود فرفضوا فكرة الدولة الإسلامية اليمنية.
< جميل محرم
من المساهمين في مساعدة الثورة والجمهورية .. يتسم بأخلاقه ومعاملاته الطيبة مع الآخرين سواء يعرفهم أم لم يعرفهم لما له من صلات وقرابة مع الأمام والأمراء والوزراء.
أهم عماله:
عندما أخبر جميل محرم الأخ علي محمد سعيد بأن الإمام قد وصله تقارير عن أحمد محسن الذي كان يعمل عاملاٍ مع عبدالغني مطهر في المحل وبأن في منزله أسلحة للأحرار وإن الإمام سيأمر بمهاجمة المنزل إذا كان هذا صحيحاٍ فأسرعوا بإخراج الأسلحة وتخلصوا منها وإلا فالعاقبة وخيمة وفي الحال توجه عبدالغني مطهر إلى منزل أحمد واخرجوا الأسلحة إلى أماكن أخرى بعيدة عن أي شبهات.
علي محمد عبده الأغبري
كان يعمل في عدن ثم عاد إلى تعز وعمل مع شركة هائل سعيد أنعم في المخا..
أهم أعماله:
ـ كان همزة الوصل بين الأحرار.
ـ يقوم بتوزيع المنشورات التي يسربها إلى داخل الوطن.
ـ يقوم بتسليم المنشورات والمطبوعات عبر طريق السفن الشراعية التي كانت ترسو في المخا ويرسلها إلى الداخل.
ـ تسلم الرسائل من الأحرار وتسليمها إلى من يريدون.
ـ يطبع المنشورات بآلة كاتبة وأحياناٍ بخط يده ويوزعها وبقي على
هذه الأعمال إلى أن قامت الثورة.
العميد عبدالله الضبي
كان من أقرب المقربين إلى ولي العهد وحامل شفرة أسراره إلا أن إخلاصه لوطنه يفوق كل اعتبار فقد كان يتصف بالوطنية والولاء للوطن أهم أعماله:
ـ كان ينقل إلى الأحرار كل أسرار الدولة وعن طريقه يعرف الأحرار إذا كان هناك أوامر أو اعتقال لأحدهم.
ـ كان يوزع القنابل والرشاشات الاتوماتيكية على قيادات الخلية سراٍ.

< علي عبدالله جباح
من عزلة جباح التابعة لقضاء العدين .. متدين لايترك فرضاٍ من فروض الصلاة محباٍ لقراءة القرآن .. اتسم بالشجاعة وكان محارباٍ من الطراز الأول.
في أوائل الحكم الإمامي أرسل إليه أمير تعز بعضاٍ من الجنود لكنه طردهم ثم أرسل إليه أمير تعز مرة أخرى ستين جندياٍ ولكنه قاومهم واقترب بعد ذلك قناف الجائفي من قبائل همدان لكن علي عبدالله جباح قتله أمام بيته ولم يتوان أمير تعز في أن ذهب إليه بنفسه وبعد أن عرف أن ليس له أي مشكلة دفع دية القتلى وأمره بالعودة إلى منزله.. وبعد انضمام قضاء العدين إلى إب طلب الحسن بن الامام من السياغي أن يخضع المذكور فذهب السياغي بجيش كبير ووقف في الوزيرية بضيافة الشيخ حميد دماج واستخدموا مدفعاٍ تركياٍ لتخريب منازل علي عبدالله جباج واستمروا في الضرب ولم يقتربوا من منزله ثم آمنه السياغي بأمان مكتوب لأسبوع يوصل إلى السياغي وطلب منه أن يخرب دوراٍ من كل منزل ففعل وعاد السياغي إلى إب وكانت صلته بولي العهد قوية وفي ثورة 1948م ارسل الإمام حملاته على قضاء العدين وحوصر في منزله ومات قتيلاٍ بعد أن قتل اثني عشر قتيلاٍ في باب منزله وكان عمره آنذاك سبعين سنة عاش مكرماٍ ومات شهيداٍ.

< الشيخ علي أبو لحوم
من منطقة إب.. تلقى تعليمه في إب وبمدرسة الزمر بصنعاء بعد فشل ثورة 48 سيق مع والده لسجن حجة تلقى الدراسة من أعظم الزعماء اليمنيين الذين كانوا في السجن في حجة شهد وهو في السجن التعذيب للقادة المعتقلين كما شهد إعدام بعضهم.. شارك في ثورة الثلايا عام 1955م وكان فشل الثورة ضربة موجعة للثوار الأحرار وعندما بدأت أول الحركة في 1957م بعد مجازر تعز التي قام بها الامام أحمد وكان التجمع في تعز وكان يقود المجموعة الشهيد النقيب قاسم حسن أبو رأس وكان الالتقاء بالمناضلين من أبناء القبائل وبعض الضباط والمدنيين وفي مقدمتهم القاضي عبدالله الإرياني والقاضي عبدالرحمن الإرياني والقاضي محمد عبدالله العمري رغم أنه كان وزير الإمام في ذلك الوقت فشل مع زملائه وهم محمد مفرح وسعد الأشول وآخرون في الهجوم على بيت الإمام وقتله وبعد أن اكتشف الإمام أمرهم هربوا إلى قراهم واستشهد النقيب قاسم بن حسن أبو رأس مسموماٍ.. ثم اتجه علي أبو لحوم إلى صنعاء بعد فترة والتقى بالإخوة حميد الأحمر وعبدالله الإرياني وسنان أبو لحوم وحسن العمري وعبدالسلام صبره وشرح لهم القضية والموقف لديه وبعد عودة الإمام من روما وانتقاله من الحديدة إلى السخنة اختير مع مجموعة من زملائه وهم عبدالله بن حسين الأحمر وجار الله القردعي ومحمد القيري ومحمد السعيدي ومحمد أبولحوم وزيد الأهفل وأحمد الحباري وسعيد حسن فارع وكما كان الفشل في تعز كان كذلك في السخنة بسبب القبض على سعيد حسن الملقب بإبليس عندما اشتد عليه العذاب والضرب فاعترف بالعملية كلها
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تفاصيل أول يوم ثورة
(ا لبدر تلقى تحذيرات من وقوع انقلاب قبل يوم الثورة بـ24ساعة )

تشير الأحداث والدلائل أنه كان أمراً حتمياً قيام ثورة 26سبتمبر عام 1962م، والاحتمال كبير في أنه لولا موت الإمام أحمد حميد الدين الفجائي في الثلث الأخير من ذلك الشهر لما كان استطاع أن يحتفظ بعرشه مدة أطول ويستمر يركب رياح الثورة التي هبت عليه من كل حدبٍ وصوب

من خلال تأسيس حركة الضباط الأحرار وازدياد المصادمات المسلحة وانتشار المسيرات الطلابية في صنعاء. 

كذلك مما لا ريب فيه فإن الثورة كانت على وشك أن تحدث أكان خَلَفه هو البدر أو الحسن، وبغض النظر عن نوع السياسة الجديدة التي سيتبعها وذلك بسبب شدة رباح التغيير التي كانت تهب على اليمن من الداخل أو الخارج. 

إمام جديد 

في 19سبتمبر عام 1962م توفي الإمام أحمد في تعز وأعلن محمد البدر ملكاً وإماماً جديداً حينها على الزيديين باسم محمد الذي لقب بـ«المنصور بالله» 

وقد أعلن الإمام محمد في خطاب العرش في 20سبتمبر أنه سيكون المدافع عن الحق وسيساعد المظلومين وسيضع أسس العدالة. 

وأكد لرعاياه أنه سيسن قوانين بهذا الشأن تضمن حقوقهم وتحدد واجباتهم وقال:«أنا عازم بعون الله على صياغة الأسس التي من خلالها لا يكون لمواطن أفضلية على آخر». 

وذكر البدر ضرورة الاعتماد على إرشادات الملك الراحل أحمد حميد الدين، وفي الأيام الأولى لحكمه وقع الإمام «12»مرسوماً كما أصدر مرسوماً أعلن العفو العام الكامل عن كل الجنح السياسية السابقة التي على أساسها سيق أشخاص ارتكبوها إلى السجون أو هاجروا إلى الخارج، والمرسوم الرابع قضى بإلغاء نظام الرهائن. 

والمرسوم السادس ركز فيه على زيادة أجور الجنود والضباط والمتطوعين من القبائل وارتفع راتب الجندي من 10إلى 15ريالاً في الشهر..وفي المراسيم الأخرى أشير إلى عمل المحاكم ومنع التعذيب في السجون. 

وأعلن البدر خلال زيارته للجامع الكبير في صنعاء أنه يعتزم اتباع سياسة والده والتعاون مع عمه الأمير الحسن ويمكن الافتراض أن البدر ومن أجل تحييد المعارضة لجأ إلى مثل هذا التصريح، إلا أن نشاطاته أظهرت أنه قرر تصفية المعارضة الداخلية أو التي كانت في الخارج. 

وفي الجلسة الأولى للحكومة بحضور البدر والتي عقدت نهار يوم 25سبتمبر عام 1962م تم اتخاذ قرار بالاعتقال الوقائي لـ16ضابطاً يشتبه في علاقتهم بمنظمة الضباط الأحرار، ولكن تطورت الأحداث بشكل مغاير.. 

غموض 

المحاضر المرحوم سلطان ناجي مؤلف كتاب «التاريخ العسكري لليمن 1839 ـ 1967م» أشار في كتابه أنه لا يزال هناك بعض الغموض حول ما جرى بالضبط مباشرة قبل وبعد قصف قصر البشائر حوالي الساعة الحادية عشرة من ليلة السادس والعشرين من سبتمبر وماذا كانت الأدوار الفعلية لبعض الشخصيات التي برزت أو استشهدت في الأسابيع الأولى من قيام الثورة، ولم نجد من يلقي الأضواء الكاشفة على بعض الحلقات المجهولة. 

الإطاحة بالعرش 

فقبل قيام الثورة مباشرة كانت هناك على الأقل أربع مجموعات مختلفة تعمل على الإطاحة الفعلية بالعرش الإمامي اثنتان منها شخصان حاشد وبكيل والأخريان شخصان الجيش ومنظمة الضباط الأحرار وكانت هذه المنظمة الأخيرة هي التي قامت بالثورة وكان المحرك الفعلي لها هو الضابط الشاب علي عبدالمغني «25سنة» الذي أستشهد في ظروف غامضة بعد أسابيع من قيام الثورة وهو يحارب الملكيين في المحور الشرقي من البلاد. 

تحذير البدر من الانقلاب 

كما يؤكد دانا شميث في كتابه «اليمن ذي أنون وور» «اليمن :الحرب المجهولة» ـ وقد استقى معلوماته من الجانبين الملكي والجمهوري ـ فإن السفير المصري في صنعاء آنذاك عبدالواحد الممسك بخيوط المجموعات الأربع كان هو الذي حذر البدر من وقوع الانقلاب قبل 24 ساعة من وقوعه الفعلي ! وكان البدر قد سبق أن حُذر تلغرافياً من قبل سفيره في لندن أحمد محمد الشامي وعندما وصل التلغراف إلى سكرتيره الخاص عبدالله الضبي تظاهر أنه لم يستطع أن يفك شفرته. 

أما التحذير الثاني فقد جاءه من محمد عبدالله الشامي فقد أخبره البدر أنه قد استلم تقاريراً تقول أن بعض ضباط الجيش كانوا يعدون العدة لقتله. 

إلا أن أهم تحذير جاءه قبل يوم فقط من عبدالواحد الذي قال إن معلوماته من المخابرات المصرية.. وقد حذر عبدالواحد الإمام من عبدالله السلال و15 ضابطاً بما فيهم علي عبدالمغني. 

ولما أخبر البدر السلال بالأمر أكد له أنه ليس مشتركاً بأية خطة ضده..فبالفعل لم يكن في منظمة علي عبدالمغني وإن كان يعرف عن وجودها ولكن ليس توقيتها. 

وحتى يزيل مخاوف البدر فقد طمأنه أنه لا يعتقد بصحة تآمر الضباط ضده وفي الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الأربعاء 25 سبتمبر فرضت حالت الطوارئ في الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة وصدرت توجيهات من القيادة بتواجد جميع الضباط ومنع خروج أي ضابط من الكلية إلا من كلف من قبل القيادة بمهمة، وانصرف الجميع كلٌ إلى سلاحه لاستكمال التجهيزات النهائية وتعبئة الدبابات والسيارات بالوقود، وتم الاتفاق على أن لا تفتح
مستودعات الذخيرة إلا في وقت متأخر وكان لابد من التأكد من خروج الإمام البدر إلى ديوان المواجهة في قصر البشائر وتم تكليف النقيب حسين السكري لمعرفة ذلك، وتم اللقاء بالسكري وأكد أن الإمام البدر قد خرج ليرأس اجتماعاً لمجلس وزرائه. 

وفي الساعة الثامنة وبعد أن تحدد موعد التحرك في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر أمرت القيادة بفتح مستودعات الذخائر والأسلحة الخفيفة وتوزيعها على الضباط، كما تم نقل ذخائر الدبابات إلى موقع الدبابات في الفوج عن طريق أسطح ثكنات الكلية الحربية وفوج البدر وذلك من خلال منفذ صغير يؤدي إلى مقر قيادة الفوج، وبعد أن تم إنجاز مهمة نقل الذخائر تقرر عقد اجتماع عام بمقر القيادة «الكلية الحربية» في الساعة التاسعة مساءً، وبعد الكلمة التي ألقاها الملازم صالح علي الأشول في الاجتماع بدأ بإعلان المهام على الحاضرين، وبعد أن تأكد كل عنصر من واجبه تحرك الجميع إلى مواقعهم في انتظار أوامر التحرك، وفي الساعة العاشرة ليلاً كانت القوة في كل من قصر القيادة ومقر الفوج على أهبة الاستعداد للهجوم،وكما هو متفق عليه فقد ظلت القيادة تنتظر سماع طلقات الرصاص وهي الإشارة التي تؤكد أن المهمة الأولى في الخطة قد أنجزت من قبل النقيب حسين السكري وهي القضاء على الإمام البدر بعد خروجه من مقر الاجتماع، وبعد أن تأكد للقيادة تعثر مهمة النقيب السكري أصدرت أوامرها بالهجوم. 

السلال في البشائر ليلة الثورة 

مساء يوم الأربعاء 25 سبتمبر وتحديداً حوالي الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة قُصف قصر البشائر، وذلك بعد أن انفض مجلس البدر مع بعض كبار رجال الدولة الساعة العاشرة والنصف من ذلك المساء،ومن الشخصيات البارزة التي كانت مشتركة في الاجتماع السلال والقاضي الإرياني والشيخ محمد علي عثمان وعلى الأقل تم قتل ثلاثة من المشتركين الآخرين بعد بضعة أيام من قيام الثورة لموالاتهم لنظام الإمامة. 

وبعد أن انفض المجلس حاول البدر استبقاء السلال لمواصلة مناقشة قضية المؤامرة إلا أنه استطاع أن ينهي الموضوع بسرعة ويتملص منه ويعود إلى بيته،وعندما كان يتجه نحو بيته لم يكن يدري أن الوحدات المصفحة التي جمعها في المدينة ستقوم بضرب قصر البشائر بقيادة الملازم علي عبدالمغني،فقد استطاع علي عبدالمغني وزملاؤه الضباط الأحرار استخدام ست دبابات من طراز «تي 34» وأربع سيارات مصفحة لضرب قصر البشائر وكانوا كلفوا قبل القصف بقليل أحد أعضائهم «حسين السكري» من عكفة البدر باغتيال البدر داخل القصر إلا أن رصاص «البندق» خانه وتم القبض عليه. 

وجراء القصف تهدم الطابقين العلويين من القصر وقتل ثلاثة من عكفة البدر، ونتيجة اشتداد الضرب في جميع أفراد حراسة القصر. 

قصة هروب البدر 

خلال الساعات الأولى من طلوع الفجر كان الحرس الملكي يقاتل بشراسة ثم انخفضت حدة القتال تدريجياً خلال تبدد الظلام ومجيء الضوء وتمكنوا من الفرار عبر البيت الملاصقة للقصر، مما جعل البدر ينظر إلى قصره وهو منهار أمام حصار الدبابات، فأقدم على مغامرته بالهرب مستعيناً بمن بقى معه من المقربين وخرجوا متنكرين وتمكنوا من الوصول إلى بيت يبعد عن القصر ببضع مئات من الأمتار. 

وفي 26سبتمبر وصل البدر إلى مركز بيت غداقة في طريقه إلى حجة ليقاوم الثورة وحشد عدد من أفراد القبائل وعندما وصل حجة فوجئ بمقاومة شرسة من قوات الثورة. 

عتاد الثورة 

كانت القوة المعدة للهجوم على دار البشائر تتكون من ست دبابات، ـ كما أسلفنا ـ الدبابة الأولى كانت بقيادة الملازم عبدالله عبدالسلام صبره، وعليها طاقمها ومجموعة اقتحام، والثانية بقيادة الملازم محمد الشراعي وعليها طاقمها ومجموعة اقتحام أخرى، والثالثة بقيادة الملازم عبدالله محسن المؤيد والرابعة بقيادة الملازم يحيى جحاف والخامسة بقيادة الملازم أحمد مطهر زيد والسادسة بقيادة الملازم عبده قائد، ثم انضمت إلى القوة دبابة سابعة بقيادة الملازم عبدالكريم المنصور بعد منتصف الليل، وإلى جانب الدبابات عدد من السيارات المدرعة بأسلحتها ومهمتها حماية تحرك الدبابات عند الهجوم. 

خلال الهجوم استطاع الثوار عبر سيارات محملة بالجنود ودبابة بقيادة صالح الأشول الاستيلاء على دار الإذاعة كما ارسلوا سيارة أخرى للاستيلاء على المطار.. وفي الوقت ذاته ارسل أحد الضباط الأحرار هو غالب الشرعي إلى بيت السلال يطلب منه سلاحاً والانضمام إليهم. 

وبعدها ذهب علي عبدالغني والسلال إلى دار الإذاعة وهناك أذاع بياناً للأمة بعد أن دارت معركة في قصر السلاح في القلعة واستطاع الثوار الاستيلاء على مستودعات الأسلحة وبدأت فرق الجيش تنضم إلى الثورة وحدة بعد الأخرى في صنعاء. 

هناك العديد من الكتب التي سردت تفاصيل الثورة اليمنية من هذه الكتب «أسرار ووثائق الثورة اليمنية» الذي تناول تفاصيل تنفيذ الخطة ونوجزها بـ: 

تفاصيل تنفيذ الخطة 

تضمنت الخطة الكثير من الترتيبات وكان الغرض منها تحقيق السيطرة الكاملة على المواقع الاستراتيجية في العاصمة صنعاء، وكانت الخطة على الن
حو التالي: 

اقتحام دار البشائر قصر الإمام البدر وتحركت لتحقيق هذا الهدف القوة التالية: 

دبابتا اقتحام وعلى كل من الدبابتين مجموعة اقتحام أولى وثانية. 

أربع دبابات أخرى 

تحركت مدرسة ضباط الصف بقيادة الملازم أول هادي عيسى ومهمتها احتلال الأماكن المحيطة بقصر البشائر وهي منزل الهجوة، منزل جمال، منزل الشوكاني، منزل رفعت، وكانت أيضاً من مهمتها تنظيم عملية الاقتحام إلى داخل القصر وضرب أية مقاومة مضادة. 

ثلاث مدرعات على كل منها رشاش متوسط. 

احتلال منطقة بئر خيران 

تتحرك دبابتان لاحتلال منطقة خيران، وتقوم هاتان الدبابتان إلى جانب مهمتهما الأساسية بمعاونة القوة المهاجمة لقصر البشائر في حالة الضرورة. 

بالإضافة إلى احتلال دار الوصول ومحاصرة قصر السلاح واحتلال منطقة خزيمة، بالإضافة إلى قيادة الطبشية، والسيطرة على الهاتف وقطع الخطوط الهاتفية المطوية، وكذا السيطرة على دوائر الأمن. 

صباح اليوم الخالد 

وفي الساعة السابعة من صباح اليوم الخالد يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962م بدأ الإرسال الإذاعي على الموجة المعتادة ينشد «الله أكبر يا بلادي كبري» ليعلن على الشعب اليمني وعلى العالم بأسره ميلاد عهد جديد، هو عهد الثورة والانعتاق من براثن التخلف والعزلة، والتحرر من الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد، وبدأ الملازم علي قاسم المؤيد والأخوة الشباب: عبدالعزيز المقالح، والأستاذ عبدالوهاب جحاف، والأستاذ صالح المجاهد، بإعلان بيانات الثورة وأهدافها الستة الخالدة، وقد سارت الأمور في الإذاعة سيراً حسناً. 

موقف تعـز 

كان فرع الضباط الأحرار في تعـز قد استمر في ضم العديد من الضباط والجنود للمشاركة في تنفيذ الخطة التي لم يحدد لها بتوقيت معين، حيث استطاع ضم عناصر كان لها دور فعّال وبارز يوم 26سبتمبر وهو الملازم حمود حمادي وكان منزله وكراً للذخائر الخفيفة الخاصة بالتنظيم وصالح البركي والملازم أحمد محمد العلفي والنقيب علي بن علي الجائفي ويحيى محمد صالح المطري وعلي واصل وصالح حنكل وحمود محمد باسلامة وآخرون لا يتسع المجال لذكر أسمائهم، وكان من أبرز من تعاون مع الحركة من المدنيين يحيى بهران الذي كانت له مواقف وطنية رائعة ومحمد الناظري وأحمد منصور أبوأصبع. 

وقد انتقلت تعليمات اللجنة القيادية من خلال علي الضبعي لتحديد يوم الأربعاء ليلة الخميس الـ26من سبتمبر 1962م موعد لساعة الصفر لدك حصون الإمامة وقد أبلغ الضبعي اللجنة القيادية أن قيادة تعز لا تقبل بقائد للثورة غير الزعيم حمود الجائفي لما يتمتع به من ثقة. 

وفي صباح الخميس سيطرت القيادة العسكرية في تعز على كل المواقع الاستراتيجية في لواء تعز والسيطرة على الحالة الأمنية ونجحت الثورة في تعز. 

دبلوماسي روسي أشار في مذكراته بعنوان «اليمن واليمنيون» أنه سجل نهار 27سبتمبر من إذاعة صنعاء أول بيان للضباط المنتصرين ،كما أبلغ راديو «صوت العرب» عن الثورة في نبرات ترحيبية وأشار إلي سعي اليمنيين إلى التحرر من ظلم الملكية، كما نظمت مظاهرات حاشدة في عدن لدعم الثورة كما وجهت برقيات تهنئة إلى مجلس قيادة الثورة..وكان الاتحاد السوفيتي أول دولة تعترف بالنظام الجمهوري بعد يومين من وقوع الثورة، وقد حذر خروشوف أن أي تعدٍ على الجمهورية سيعتبر تعدياً ضد الاتحاد السوفيتي. 

وفي اليوم الثالث من قيام الجمهورية تم اعتراف الجمهورية العربية المتحدة بها ولم يأت منتصف شهر ديسمبر إلا وقد اعترفت بالنظام أكثر من 30دولة. 

ولم تكن بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والأردن بين هذه الدول
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM