#تعز
دل المسح الأثري الذي توفر في اليمن حتى الآن على أن هذا البلد قد مر بفترات ماقبل التاريخ وقيام الحضارات الأولى التي أدت إلى قيام الحضارة المزدهرة والتي عرفت منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد.( يوسف محمد عبدالله ، 1990م ، 15 ).
وتقع تعز ضمن منطقة هي من بين الأقدم التي كانت معمورة في بداية العصور التاريخية للحضارة اليمنية القديمة ، يؤكد ذلك وقوعها على مقربة من منطقة وادي الكدرة وموزع وباب المندب وجبل خرز ومنطقة صـبر بلحج التي وجدت بها مستوطنات بشرية يعتقد بأنها كانت تمثل مرحلة زمنية واحدة ، اعتمدت على الصيد في اقتصاد ساكنيها المعيشي، والتي يرجح أنها ترجع إلى نهاية العصر الحجري وبداية العصر التاريخي (العزي مصلح ،2003م،87 ) .
وفي مايعرف بمحافظة تعز الآن التي تمثل جزءً من غرب وجنوب غرب اليمن وكمحصلة لتوافر الظروف الطبيعية المواتية ، فقد قامت عدة مستقرات بشرية على ضفاف أوديتها ، لعبت دوراً هاماً في تاريخ اليمن إبان ازدهار تجارة البحر الأحمر في العصرين القديم والإسلامي ، وإشارة إلى حضارة هذه المنطقة عدّ الهمداني في الإكليل أربع مناطق حضارية مندثرة سماها المرحومات فقال: الرابعة : المعافر ( الحسن أحمد الهمداني ، 1406هـ ،8/193 ) .
والآثار الدالة على هذه الحضارة المندثرة كثيرة ومتفرقة ، ففي ( صحار ) كانت آثار مملكة وقصور عظيمة ( الحسن أحمد الهمداني، 1406هـ ، 8/179 )، وهي منطقة عند مضيق باب اللازق ، قرب ملتقى مسيل وديان المواسط الغربية مع وديان غرب الشمايتين ، والشقاق عاصمة مخلاف ( بني مجيد ) قديمة فيها أطلال وخرائب تدل على ملك كان عامراً يوماً ما (الحسن بن أحمد الهمداني، 1406هـ ، 95 ) ، وتقع أعلى وادي( موزع ) قرب العقْمة . وكذلك ( العقْمة ) وهي السد الكبير الذي كان يعترض مياه السيول المتدفقة باتجاه وادي موزع والقادمة من جنوب غرب جبال السراة ، تشكل سيولها كما هائلاً من المياه كان يمنع تدفقها باتجاه البحر هذا السد ، مما شكّل خلفه منطقة مزدهرة زراعياً حتى اندثر هذا السد،الذي لم يجدد ،ومازالت آثاره باقية إلى اليوم( الحسن بن أحمد الهمداني ، 1406هـ ، 8/190هامش).
ويعتقد أن ( موزا ) الميناء اليمني الشهير على البحر الأحمر الذي ذكرته المصادر الكلاسيكية كان يقع في مصب وادي موزع . ( يوسف محمد عبدالله، 1990،16) وعلى مقربة من هذا الوادي كان مستقر الجبائيين الذين كانت غلتهم الرئيسية (المر) كما اعتبره كذلك (بليني ) الذي عدّهم من شعوب بلاد العرب الجنوبية وأكد على ذلك جلازر الذي قال : إن الجبائيين كانـــوا يسكنـــون المناطق المجاورة لباب المندب الذي كان لـه دور كبير في التحكم بتجارة العالم القديم ومازال إلى اليوم يتحكم بطريق المواصلات البحرية عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. (شهاب ،1997م ،199 ) ، وحيث الجبائيين ينسبون إلى (جبا) التي قال عنها الهمداني : إنها تقع في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر (الحسن بن أحمد الهمداني، 1974م) وكانت محافظة تعز في عصر ممالك اليمن القديمة مستقلة نسبياً عن الممالك الرئيسية الأخرى ( معين ،أوسان ، حضرموت ، سبأ ، قتبان ، سبأ وريدان وحضرموت ويمنات ) ، فكان صاحب النفوذ القديم فيها هم( أوسان ) (عبدالغني الشرعبي ، 1995،124)، الذي كانت لهم تجارة بحرية امتدت لترتبط بالساحل الإفريقي المجاور ، مما يعنى أن الأوسانيين كان نفوذهم الحقيقي متأتياً من خلال السيطرة على منطقة الجنوب الغربي لليمن فيما بين عدن والمخاء ، إلا أن هذا النفوذ لم يدم طويلاً ، بل ظل ينحسر أمام أطماع مملكة سبأ التي حاولت السيطرة عليها ، وهو ما نعرفه بفضل وثيقة نقش صرواح المنقوش في موقع معبد المَقه الكبير (RES3945) الذي تركه لنا المكرب والملك السبئي، كرب إيل وتر بن ذمار علي ، الذي شن حملته الأولى على مدن المعافر ودمر شرجب وذبحان وجبا وضبر وأظلم وأروى ، ومن خلال ذكر اسم (ضبر) بعد (جبا) مباشرة فمن المحتمل أن يكون اسم ضبر هو صبر الذي استبدل فيه الضاد بالصاد ، (العزي مصلح ، 2003م ، 94 ) ،ولم تستمر سيطرة ملوك سبأ على منطقة المعافر وباب المندب كثيراً إذ أنه عند ازدهار مملكة قتبان في منتصف القرن الرابع ق.م ، دخلت المناطق الجنوبية الغربية في قوقعة قتبان التي حلت محل أوسان وسبأ بالتدريج وقد وصل نفوذها حتى البحر الأحمــر غــرباً وخليج عـدن جنوباً،إلا أنه كمحصلة لضعف قتبان وللتحالف الذي نشأ بين بنى ذي ريدان وأذواء المعافر (بافقيه ، 33،1985) . فقد انفصلت هذه المناطق عن قتبان وساهمت في إنشاء مملكة حمير، ككيان سياسي جديد توافرت لـه مقومات الازدهار والنمو ، وأصبحت موزع هي المنفذ البحري للتجارة الحميرية ، إضافة إلى المخاء ، وقد شكّل سوق وميناء المخاء اللذان كانا يقومان في معاملاتهم التجارية على أساس من القانون ( حسن شهاب ، 253 نقلاً عن كتاب الطواف ) ، منطقة مزدهرة اختلطت فيها البضائع واللغات والناس .
ومن أشهر البضائع التي تم تبادلها في هذه السوق الأقمشة الناعمة، والخشنة والمط
دل المسح الأثري الذي توفر في اليمن حتى الآن على أن هذا البلد قد مر بفترات ماقبل التاريخ وقيام الحضارات الأولى التي أدت إلى قيام الحضارة المزدهرة والتي عرفت منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد.( يوسف محمد عبدالله ، 1990م ، 15 ).
وتقع تعز ضمن منطقة هي من بين الأقدم التي كانت معمورة في بداية العصور التاريخية للحضارة اليمنية القديمة ، يؤكد ذلك وقوعها على مقربة من منطقة وادي الكدرة وموزع وباب المندب وجبل خرز ومنطقة صـبر بلحج التي وجدت بها مستوطنات بشرية يعتقد بأنها كانت تمثل مرحلة زمنية واحدة ، اعتمدت على الصيد في اقتصاد ساكنيها المعيشي، والتي يرجح أنها ترجع إلى نهاية العصر الحجري وبداية العصر التاريخي (العزي مصلح ،2003م،87 ) .
وفي مايعرف بمحافظة تعز الآن التي تمثل جزءً من غرب وجنوب غرب اليمن وكمحصلة لتوافر الظروف الطبيعية المواتية ، فقد قامت عدة مستقرات بشرية على ضفاف أوديتها ، لعبت دوراً هاماً في تاريخ اليمن إبان ازدهار تجارة البحر الأحمر في العصرين القديم والإسلامي ، وإشارة إلى حضارة هذه المنطقة عدّ الهمداني في الإكليل أربع مناطق حضارية مندثرة سماها المرحومات فقال: الرابعة : المعافر ( الحسن أحمد الهمداني ، 1406هـ ،8/193 ) .
والآثار الدالة على هذه الحضارة المندثرة كثيرة ومتفرقة ، ففي ( صحار ) كانت آثار مملكة وقصور عظيمة ( الحسن أحمد الهمداني، 1406هـ ، 8/179 )، وهي منطقة عند مضيق باب اللازق ، قرب ملتقى مسيل وديان المواسط الغربية مع وديان غرب الشمايتين ، والشقاق عاصمة مخلاف ( بني مجيد ) قديمة فيها أطلال وخرائب تدل على ملك كان عامراً يوماً ما (الحسن بن أحمد الهمداني، 1406هـ ، 95 ) ، وتقع أعلى وادي( موزع ) قرب العقْمة . وكذلك ( العقْمة ) وهي السد الكبير الذي كان يعترض مياه السيول المتدفقة باتجاه وادي موزع والقادمة من جنوب غرب جبال السراة ، تشكل سيولها كما هائلاً من المياه كان يمنع تدفقها باتجاه البحر هذا السد ، مما شكّل خلفه منطقة مزدهرة زراعياً حتى اندثر هذا السد،الذي لم يجدد ،ومازالت آثاره باقية إلى اليوم( الحسن بن أحمد الهمداني ، 1406هـ ، 8/190هامش).
ويعتقد أن ( موزا ) الميناء اليمني الشهير على البحر الأحمر الذي ذكرته المصادر الكلاسيكية كان يقع في مصب وادي موزع . ( يوسف محمد عبدالله، 1990،16) وعلى مقربة من هذا الوادي كان مستقر الجبائيين الذين كانت غلتهم الرئيسية (المر) كما اعتبره كذلك (بليني ) الذي عدّهم من شعوب بلاد العرب الجنوبية وأكد على ذلك جلازر الذي قال : إن الجبائيين كانـــوا يسكنـــون المناطق المجاورة لباب المندب الذي كان لـه دور كبير في التحكم بتجارة العالم القديم ومازال إلى اليوم يتحكم بطريق المواصلات البحرية عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. (شهاب ،1997م ،199 ) ، وحيث الجبائيين ينسبون إلى (جبا) التي قال عنها الهمداني : إنها تقع في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر (الحسن بن أحمد الهمداني، 1974م) وكانت محافظة تعز في عصر ممالك اليمن القديمة مستقلة نسبياً عن الممالك الرئيسية الأخرى ( معين ،أوسان ، حضرموت ، سبأ ، قتبان ، سبأ وريدان وحضرموت ويمنات ) ، فكان صاحب النفوذ القديم فيها هم( أوسان ) (عبدالغني الشرعبي ، 1995،124)، الذي كانت لهم تجارة بحرية امتدت لترتبط بالساحل الإفريقي المجاور ، مما يعنى أن الأوسانيين كان نفوذهم الحقيقي متأتياً من خلال السيطرة على منطقة الجنوب الغربي لليمن فيما بين عدن والمخاء ، إلا أن هذا النفوذ لم يدم طويلاً ، بل ظل ينحسر أمام أطماع مملكة سبأ التي حاولت السيطرة عليها ، وهو ما نعرفه بفضل وثيقة نقش صرواح المنقوش في موقع معبد المَقه الكبير (RES3945) الذي تركه لنا المكرب والملك السبئي، كرب إيل وتر بن ذمار علي ، الذي شن حملته الأولى على مدن المعافر ودمر شرجب وذبحان وجبا وضبر وأظلم وأروى ، ومن خلال ذكر اسم (ضبر) بعد (جبا) مباشرة فمن المحتمل أن يكون اسم ضبر هو صبر الذي استبدل فيه الضاد بالصاد ، (العزي مصلح ، 2003م ، 94 ) ،ولم تستمر سيطرة ملوك سبأ على منطقة المعافر وباب المندب كثيراً إذ أنه عند ازدهار مملكة قتبان في منتصف القرن الرابع ق.م ، دخلت المناطق الجنوبية الغربية في قوقعة قتبان التي حلت محل أوسان وسبأ بالتدريج وقد وصل نفوذها حتى البحر الأحمــر غــرباً وخليج عـدن جنوباً،إلا أنه كمحصلة لضعف قتبان وللتحالف الذي نشأ بين بنى ذي ريدان وأذواء المعافر (بافقيه ، 33،1985) . فقد انفصلت هذه المناطق عن قتبان وساهمت في إنشاء مملكة حمير، ككيان سياسي جديد توافرت لـه مقومات الازدهار والنمو ، وأصبحت موزع هي المنفذ البحري للتجارة الحميرية ، إضافة إلى المخاء ، وقد شكّل سوق وميناء المخاء اللذان كانا يقومان في معاملاتهم التجارية على أساس من القانون ( حسن شهاب ، 253 نقلاً عن كتاب الطواف ) ، منطقة مزدهرة اختلطت فيها البضائع واللغات والناس .
ومن أشهر البضائع التي تم تبادلها في هذه السوق الأقمشة الناعمة، والخشنة والمط
رزة ، والعادية ، والرقيقة ، والبرود ، والأوشحة ، والزعفران ، وطيب الإذخر ، والدهون العطرية ؛ كالكاذي ، والنبيذ ، والقمح ، والأنسجة القطنية ، والألحفة ، والخيول ، والبغال ، والأواني النحاسية ، واللبان الذي تكثر زراعة أشجاره في المناطق المتاخمة للبحر الأحمر ، وصيد اللؤلؤ والعنبر وتجارتهما ، وصناعة المواد المعدنية، والزجاجية ، وصناعة الرماح والنصال .( عبدالله محمد القدسي ، 1997م، وعبدالغني الشرعبي ، 1995م ) .
ولعبت هذه المناطق في القرن الأول الميلادي دوراً كبيراً كنقطة وصل بين المناطق الداخلية وسواحل عدن والبحر الأحمر ، في الوقت الذي تحولت فيه تجارة القوافل إلى التجارة البحرية، والنقوش التي عثر عليها في هذه المناطق تثبت بشكل جلي ما ذكر في (كتاب الطواف حول البحر الإرتيري عن اليمن وعن دور المدن والحواضر اليمنية الموجودة في محافظة تعز (جبا ، موزع ، السـواء ... ) ، وعند تدخل الأحباش في اليمن في القرنين الثاني والثالث الميلاديين لعبت هذه المنطقة دوراً كبيراً في الحياة السياسية لليمن ، وهو ما نعرفه من خلال النقوش التي أكدت بأن حمير تصدت لهجمات الأحباش في القرن السادس الميلادي، وكانت اليمن في ذلك الوقت موحدة ديناً ودولة .
تلكم إطلالة عامة على التاريخ القديم لمحافظة تعز ، التي من الصعب كتابة تاريخها بشكل دقيق ، نتيجة وجود ثغرات كبيرة في النصوص وفي المواد الأثرية ، التي لا شك أن كشف المطمور منها في المواقع المختلفة من المحافظة ، وكشف رموزها مستقبلاً قد يمدنا بصورة صادقة عن تاريخها ، وهو أمر يبدو أشد صعوبة حين محاولة كتابة تاريخ مدينة تعز وبداياته المبكرة ، التي ينحصر كل ما نعرفه عنها في مجموعة من النقوش ، وعدد من الشواهد الأثرية التي تم العثور عليها في ضواحي المدينة وفي محيط سفح صبر الشمالي وعلي مقربة من التلة ، وهي شواهد ترجع قلعة القاهرة إلى عصور ما قبل الإسلام وفقاً للمعطيات التالية:
1- موجودات الموقع الأثري في قرية المحراق التي تقع في الشمال الشرقي من مدينة تعز وعلى مبعدة 15 كم منها ، والتي عثر فيها على مقابر صخرية ، وتمثال كامل ورأس تمثال من مادة الرخام ، ومذبح من الحجر الكلسي .
2- ما عثر عليه في موقع جبل العسلة الذي يقع شرق مدينة تعز على بعد 25 كم ، وهذا الموقع يتصف بضخامته واتساعه قد عثر فيه على بقايا أحجار عليها كتابات بخط المسند لم تنشر نصوصها بعد، إضافة إلى مبنى مستطيل يعتقد بأنه كان معبداً ويطلق عليه الأهالي "مسجد الكفار"، كما عثر في سطح الموقع على أجزاء مباخر من الرخام وفصوص من العقيق وأجزاء من عناصر زخرفية معمارية.
3- النقش رقم (6) الذي يذكر فيه الملك كرب إيل وتر يهنعم في القرن الثالث للميلاد ، وقد تم العثور عليه في منطقة عقاقة في الجزء الغربي من مدينة تعز .
4- النقش رقم (7) الذي عثر عليه في الموقع المعروف بحبيل سلمان غربي المدينة .
5- إضافة إلى نقش آخر لم يتم نشره بعد ، عثر عليه في التلال الواقعة غرب المدينة القديمة ، وكلا النقشين (2)، (3) يحملان حروفاً آرامية عدا نقش كرب إيل وتر. (العزي ، 2003 ، 88) .
كما تم العثور على عدد من اللقى الأثرية في قلعة القاهرة ترجع إلى عصور ما قبل الإسلام ومنها تمثال من الفخار وكذلك رأس حصان يعتقد أنه كان من قطع الشطرنج ، كما تم العثور أيضاً على تمثال فخاري ومبخرتين من الطراز القتباني وخاتم يحمل عنقود العنب ، إضافة إلى النقش الذي وجد على مدخل الباب الرئيسي للقلعة ويتكون من ستة أحرف ، حورت أربعة أحرف منها إلى الخط العربي ، والحرفان الآخران لا يزالان على حالهما بالحرف الآرامي ، إضافة إلى الحصول على أحجار منحوتة من الجوانب مع بروز ملحوظ في المنتصف ، وهو النمط الذي شاع انتشاره في العصر الثالث للعمارة اليمنية ، إضافة إلى وجود عمود أسطواني على رأسه تاج لعله كان مستخدماً في معبد ما. وجميع هذه الشواهد لا تقبل الشك بأن قلعة القاهرة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام ، كما عثر خلال عملية ترميم القلعه على نحو 140 قطعة من زخارف الفسيفساء ترجع في الغالب إلى العصر الأيوبي ، إضافة إلى قطع صغيره من الزجاج مزخرفة بماء الذهب .( قلعة القاهره ، 2005م ).
وقد ظل حديث التاريخ بعيداً بالمرة عن تعز حتى قيام الدولة الصليحية قبل نهاية العقد الثالث من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر للميلاد (المجاهد ، 1997) ، عندما بادر شقيق الداعي الملك محمد بن محمد الصليحي ببناء قلعة تعز على أكمة في موقع بين حصني صبر والتعكر ، وابتدأ في تمدينها وكان المكرم بالجند وعمه السلطان عبدالله بن محمد الصليحي في التعكر ( حسين بن فيض الله الهمداني ،1986م ،88 ) ، وغدا المكان - الذي بدأت عملية الاستيطان البشري على سفوحه من مختلف الجهات- محطة وسطاً تربط بين الجند وجبا وصبر والتعكر وعدن .
ويمكننا القول إن ازدهار المدينة يبدأ من مطلع الثلث الثاني للقرن الثالث عشر الميلادي ، السابع الهجري عندما أصبحت عاصمة الدولة اليمنية في زمن بني رسول الذي
ولعبت هذه المناطق في القرن الأول الميلادي دوراً كبيراً كنقطة وصل بين المناطق الداخلية وسواحل عدن والبحر الأحمر ، في الوقت الذي تحولت فيه تجارة القوافل إلى التجارة البحرية، والنقوش التي عثر عليها في هذه المناطق تثبت بشكل جلي ما ذكر في (كتاب الطواف حول البحر الإرتيري عن اليمن وعن دور المدن والحواضر اليمنية الموجودة في محافظة تعز (جبا ، موزع ، السـواء ... ) ، وعند تدخل الأحباش في اليمن في القرنين الثاني والثالث الميلاديين لعبت هذه المنطقة دوراً كبيراً في الحياة السياسية لليمن ، وهو ما نعرفه من خلال النقوش التي أكدت بأن حمير تصدت لهجمات الأحباش في القرن السادس الميلادي، وكانت اليمن في ذلك الوقت موحدة ديناً ودولة .
تلكم إطلالة عامة على التاريخ القديم لمحافظة تعز ، التي من الصعب كتابة تاريخها بشكل دقيق ، نتيجة وجود ثغرات كبيرة في النصوص وفي المواد الأثرية ، التي لا شك أن كشف المطمور منها في المواقع المختلفة من المحافظة ، وكشف رموزها مستقبلاً قد يمدنا بصورة صادقة عن تاريخها ، وهو أمر يبدو أشد صعوبة حين محاولة كتابة تاريخ مدينة تعز وبداياته المبكرة ، التي ينحصر كل ما نعرفه عنها في مجموعة من النقوش ، وعدد من الشواهد الأثرية التي تم العثور عليها في ضواحي المدينة وفي محيط سفح صبر الشمالي وعلي مقربة من التلة ، وهي شواهد ترجع قلعة القاهرة إلى عصور ما قبل الإسلام وفقاً للمعطيات التالية:
1- موجودات الموقع الأثري في قرية المحراق التي تقع في الشمال الشرقي من مدينة تعز وعلى مبعدة 15 كم منها ، والتي عثر فيها على مقابر صخرية ، وتمثال كامل ورأس تمثال من مادة الرخام ، ومذبح من الحجر الكلسي .
2- ما عثر عليه في موقع جبل العسلة الذي يقع شرق مدينة تعز على بعد 25 كم ، وهذا الموقع يتصف بضخامته واتساعه قد عثر فيه على بقايا أحجار عليها كتابات بخط المسند لم تنشر نصوصها بعد، إضافة إلى مبنى مستطيل يعتقد بأنه كان معبداً ويطلق عليه الأهالي "مسجد الكفار"، كما عثر في سطح الموقع على أجزاء مباخر من الرخام وفصوص من العقيق وأجزاء من عناصر زخرفية معمارية.
3- النقش رقم (6) الذي يذكر فيه الملك كرب إيل وتر يهنعم في القرن الثالث للميلاد ، وقد تم العثور عليه في منطقة عقاقة في الجزء الغربي من مدينة تعز .
4- النقش رقم (7) الذي عثر عليه في الموقع المعروف بحبيل سلمان غربي المدينة .
5- إضافة إلى نقش آخر لم يتم نشره بعد ، عثر عليه في التلال الواقعة غرب المدينة القديمة ، وكلا النقشين (2)، (3) يحملان حروفاً آرامية عدا نقش كرب إيل وتر. (العزي ، 2003 ، 88) .
كما تم العثور على عدد من اللقى الأثرية في قلعة القاهرة ترجع إلى عصور ما قبل الإسلام ومنها تمثال من الفخار وكذلك رأس حصان يعتقد أنه كان من قطع الشطرنج ، كما تم العثور أيضاً على تمثال فخاري ومبخرتين من الطراز القتباني وخاتم يحمل عنقود العنب ، إضافة إلى النقش الذي وجد على مدخل الباب الرئيسي للقلعة ويتكون من ستة أحرف ، حورت أربعة أحرف منها إلى الخط العربي ، والحرفان الآخران لا يزالان على حالهما بالحرف الآرامي ، إضافة إلى الحصول على أحجار منحوتة من الجوانب مع بروز ملحوظ في المنتصف ، وهو النمط الذي شاع انتشاره في العصر الثالث للعمارة اليمنية ، إضافة إلى وجود عمود أسطواني على رأسه تاج لعله كان مستخدماً في معبد ما. وجميع هذه الشواهد لا تقبل الشك بأن قلعة القاهرة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام ، كما عثر خلال عملية ترميم القلعه على نحو 140 قطعة من زخارف الفسيفساء ترجع في الغالب إلى العصر الأيوبي ، إضافة إلى قطع صغيره من الزجاج مزخرفة بماء الذهب .( قلعة القاهره ، 2005م ).
وقد ظل حديث التاريخ بعيداً بالمرة عن تعز حتى قيام الدولة الصليحية قبل نهاية العقد الثالث من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر للميلاد (المجاهد ، 1997) ، عندما بادر شقيق الداعي الملك محمد بن محمد الصليحي ببناء قلعة تعز على أكمة في موقع بين حصني صبر والتعكر ، وابتدأ في تمدينها وكان المكرم بالجند وعمه السلطان عبدالله بن محمد الصليحي في التعكر ( حسين بن فيض الله الهمداني ،1986م ،88 ) ، وغدا المكان - الذي بدأت عملية الاستيطان البشري على سفوحه من مختلف الجهات- محطة وسطاً تربط بين الجند وجبا وصبر والتعكر وعدن .
ويمكننا القول إن ازدهار المدينة يبدأ من مطلع الثلث الثاني للقرن الثالث عشر الميلادي ، السابع الهجري عندما أصبحت عاصمة الدولة اليمنية في زمن بني رسول الذي
امتد لأكثر من قرنين وربع القرن ( 626-858هـ / 1229-1454م )، التي حكمت كل اليمن وامتدت حدودها إلى مكة وعمان ، وفي ظلها عرفت البلاد فترة ازدهار حضاري وعلمي وأدبي ومعماري غير مسبوق . لقد أقبل بنو رسول على بناء المدارس ، وأولوا التعليم والعلماء عناية خاصة ، حتى صار ذلك سمة من سمات دولتهم ، فما من ملك من ملوك بني رسول المشهورين إلا وبنى مدرسة أو مدرستين ، وحاكاهم في ذلك أولادهم ونساؤهم ووزراؤهم وأعيانهم في عصرهم (إسماعيل الأكوع، 1986م) ، ومن أبرزها المدرسة المعتبية، التي قامت ببنائها، زوج السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل ، والتي رتبت فيها إماماً ومؤذناً (قيماً) ومدرساً ، يقوم بتعليم الأطفال والتلاميذ وخصوصاً الأيتام . والمدرسة في تخطيطها تمثل النمط من المدارس الرسولية التي عادة ماتكون عبارة عن قبة كبيرة وجناحين ، ومع ذلك فهي عبارة عن بيت صلاة ومجموعة من الدهاليز . ومن المدارس التي شيدت في مدينة تعز : الوزيرية، الغرابية ، المظفرية ، الأشرفية ، الشمسية ، النظامية ، العمرية ، الأسدية ، الجبرتي وسواها . وقد عرفت هذه المدارس العلوم الإسلامية المختلفة كالعلوم الشرعية واللغوية والأدبية وتضمنت مناهجها دراسات خاصة في علم الفلك والطب والحساب والمنطق ، وكان يقوم على التدريس بها أساتذة من اليمن ومن غيره ، وكان الأساتذة يتقاضون مرتبات سنوية وشهرية تقتطع من أوقاف المدارس وغالباً ماتكون عينية ونقدية تدفع من خزانة الدولة .
وفي تعز مساجد عديدة تعتبر من أشهر الجوامع والمساجد الإسلامية التي بنيت فيما بعد العصر العباسي ( بعد القرن الرابع للهجره ) (هاشم ؛ 1999م ) ، وأشهرها جامع المظفر المنسوب عمارته وتشييده إلى حكم الملك المظفر عمر بن علي رسول (في الفترة647 – 695هـ) وقد بني بطراز جميل كما زين بقباب متناسقة الأحجام تتوسطها قبة بيت الصلاة ، وكلها مزينة ومنقوشة من الداخل والخارج بنقوش بارزة عليها طلاء من القضاض اليمني المعروف .
ومن أزهى الجوامع والمساجد في اليمن جامع الأشرفية الذي يعتبر من أروع العمارة اليمنية بصورة عامه والأجود من عمارة الدولة الرسولية بصورة خاصة ، وقد أنشأه الملك الأشرف إسماعيل بن العباس ، وكان ابتداء عمارته كما كتب في قاعدة المئذنه الشرقية أعلى مدخلها ؛ في ثاني ربيع الآخر سنة ثمان مئة هجرية . ويعتبر جامع الأشرفية بيتاً للصلاة ومدرسة ، وهو عبارة عن قبة كبيرة مركزية محمولة على أربعة عقود ، وفيه جناحان شرقي وغربي كل منهما مغطى بأربع قباب وجميع القباب ذات مركزين ، ولهذا الجامع مئذنتان جميلتان ، تتماثلان فيما بينهما تماثلاً كبيراً والمنظر فتحته تشير إلى اتجاه القبلة ، وإضافة إلى ذلك بضع مساجد سلمت من البلى منها مسجد عبد الهادي ( (دائرة المعارف 1933، 305) .
وقد كان يحيط بالمدينة القديمة سور أثري بناه المطهر بن شرف الدين خلال سبع سنين وسبعة أشهر وكان ابتدأ العمل فيه في شهر رجب من سنه ثلاثة وأربعين وتسع مئة هجرية واختتامه في شهر شوال من سنة خمسين وتسع مئة هجرية (الموزعي ،1986م،28) ، وكان سمكه مابين (2-3) متراً وارتفاعه (2-4) متراً ، وتكتنفه أبراج ارتفاعها فوق السور بين
( 1-1.5 ) متراً ويأخذ السور شكلاً رباعياً غير متساوي الأضلاع يمتد من الشرق إلى الغرب ( دائرة المعارف؛ 1933م ، 304) ، وهو مبني من الجهة الخارجية بطبقه من الياجور المحروق ومن الجهة الداخليه باللبن ( الصايدي ؛ 1990م) ، وهذا السور يحيط بالحصن لتصبح القلعة بذلك محاطة بسورين ، سور خارجي ، هو امتداد لسور المدينة ، وسور داخلي . ومما لاشك فيه أن السور قد رمم ووسع في فترات مختلفة، وكانت أبوابه أربعة فقط هي ، الباب الكبير من الشرق، ومن الغرب باب الشيخ موسى ، وباب المداجر ، ومن الجنوب باب النصر ، وكان يقوم على كل باب منها برجان يرتفعان فوق سور المدينة فضلاً عن وجود برج ثالث فوق الباب لحماية المدخل، تحديداً على الباب الكبير وباب موسى ، (العشاوي ؛ 1999م ) .
ووصف ياقوت الحموي (ت . 1229م) مدينة تعز بقوله : إنها قلعة عظيمة من قلاع اليمن المشهورات ، ووصف عدينة بأنها ربض لتعز اليمن ، وقال ابن المجاور ، الذي صنف كتابه عام 630هـ (1232-1233م) أن تعز قلعة حصينة ، وليس في جميع اليمن أسعد منه حصناً ؛ لأنه سرير الملك وحصن الملوك ، وقال : إنها قلعه وضعت بين مدينتين إحداهما المغربة والثانية في لحف جبل صبر .(ابن المجاور ، 1986م ، 156) ، وقد وصف الرحالة ابن بطوطة
( ت 779هـ / 1377م ) المدينة حين زارها عام 1332م إبان عهد الملك المجاهد الرسولي بأنها أكبر مدن اليمن وأجملها( رحلة أبن بطوطه؛ جـ2 1914) ، وقد بدت مدينة تعز للرحالة الأوروبي الأول لليمن لودفيكو دي فارتيما ( 1508م ) بأنها مدينة قديمة جداً ، بمسجدها الذي يذكره بكنيسة السيدة مريم المستديرة في روما وقصورها الرائعة، وقال إنهم يصنعون فيها كميات وفيرة من ماء الورد . (قدري قلعجي ، 2005 ،42) ، كما وصف الكابتن الهولندي
وفي تعز مساجد عديدة تعتبر من أشهر الجوامع والمساجد الإسلامية التي بنيت فيما بعد العصر العباسي ( بعد القرن الرابع للهجره ) (هاشم ؛ 1999م ) ، وأشهرها جامع المظفر المنسوب عمارته وتشييده إلى حكم الملك المظفر عمر بن علي رسول (في الفترة647 – 695هـ) وقد بني بطراز جميل كما زين بقباب متناسقة الأحجام تتوسطها قبة بيت الصلاة ، وكلها مزينة ومنقوشة من الداخل والخارج بنقوش بارزة عليها طلاء من القضاض اليمني المعروف .
ومن أزهى الجوامع والمساجد في اليمن جامع الأشرفية الذي يعتبر من أروع العمارة اليمنية بصورة عامه والأجود من عمارة الدولة الرسولية بصورة خاصة ، وقد أنشأه الملك الأشرف إسماعيل بن العباس ، وكان ابتداء عمارته كما كتب في قاعدة المئذنه الشرقية أعلى مدخلها ؛ في ثاني ربيع الآخر سنة ثمان مئة هجرية . ويعتبر جامع الأشرفية بيتاً للصلاة ومدرسة ، وهو عبارة عن قبة كبيرة مركزية محمولة على أربعة عقود ، وفيه جناحان شرقي وغربي كل منهما مغطى بأربع قباب وجميع القباب ذات مركزين ، ولهذا الجامع مئذنتان جميلتان ، تتماثلان فيما بينهما تماثلاً كبيراً والمنظر فتحته تشير إلى اتجاه القبلة ، وإضافة إلى ذلك بضع مساجد سلمت من البلى منها مسجد عبد الهادي ( (دائرة المعارف 1933، 305) .
وقد كان يحيط بالمدينة القديمة سور أثري بناه المطهر بن شرف الدين خلال سبع سنين وسبعة أشهر وكان ابتدأ العمل فيه في شهر رجب من سنه ثلاثة وأربعين وتسع مئة هجرية واختتامه في شهر شوال من سنة خمسين وتسع مئة هجرية (الموزعي ،1986م،28) ، وكان سمكه مابين (2-3) متراً وارتفاعه (2-4) متراً ، وتكتنفه أبراج ارتفاعها فوق السور بين
( 1-1.5 ) متراً ويأخذ السور شكلاً رباعياً غير متساوي الأضلاع يمتد من الشرق إلى الغرب ( دائرة المعارف؛ 1933م ، 304) ، وهو مبني من الجهة الخارجية بطبقه من الياجور المحروق ومن الجهة الداخليه باللبن ( الصايدي ؛ 1990م) ، وهذا السور يحيط بالحصن لتصبح القلعة بذلك محاطة بسورين ، سور خارجي ، هو امتداد لسور المدينة ، وسور داخلي . ومما لاشك فيه أن السور قد رمم ووسع في فترات مختلفة، وكانت أبوابه أربعة فقط هي ، الباب الكبير من الشرق، ومن الغرب باب الشيخ موسى ، وباب المداجر ، ومن الجنوب باب النصر ، وكان يقوم على كل باب منها برجان يرتفعان فوق سور المدينة فضلاً عن وجود برج ثالث فوق الباب لحماية المدخل، تحديداً على الباب الكبير وباب موسى ، (العشاوي ؛ 1999م ) .
ووصف ياقوت الحموي (ت . 1229م) مدينة تعز بقوله : إنها قلعة عظيمة من قلاع اليمن المشهورات ، ووصف عدينة بأنها ربض لتعز اليمن ، وقال ابن المجاور ، الذي صنف كتابه عام 630هـ (1232-1233م) أن تعز قلعة حصينة ، وليس في جميع اليمن أسعد منه حصناً ؛ لأنه سرير الملك وحصن الملوك ، وقال : إنها قلعه وضعت بين مدينتين إحداهما المغربة والثانية في لحف جبل صبر .(ابن المجاور ، 1986م ، 156) ، وقد وصف الرحالة ابن بطوطة
( ت 779هـ / 1377م ) المدينة حين زارها عام 1332م إبان عهد الملك المجاهد الرسولي بأنها أكبر مدن اليمن وأجملها( رحلة أبن بطوطه؛ جـ2 1914) ، وقد بدت مدينة تعز للرحالة الأوروبي الأول لليمن لودفيكو دي فارتيما ( 1508م ) بأنها مدينة قديمة جداً ، بمسجدها الذي يذكره بكنيسة السيدة مريم المستديرة في روما وقصورها الرائعة، وقال إنهم يصنعون فيها كميات وفيرة من ماء الورد . (قدري قلعجي ، 2005 ،42) ، كما وصف الكابتن الهولندي
(بيتر فان دن بروكه) تعز (1618م) بأنه رأى فيها سته أبراج شاهقة ومساجد عديدة ووجد أنها مركز تجاري مهم . (قلعجي 2005 ، 66 ) ، وقد وصف نيبور أثناء رحلته التي قام بها ضمن البعثة الدنماركية (1763م) مدينة تعز بشكل مفصل من حيث موقعها عند أقدام جبل صبر ، مشيراً إلى سورها وأبراجه وأبواب المدينة وحصن القاهرة ، وقد ضمن نيبور كتابه رسماً توضيحياً للمدينة بين فيها مواقع معالمها الرئيسية حيث أشار إلى بقايا مدينتين هما : عدينة (ADDENA)، وتقع على سفح جبل صبر ، فوق مدينة تعز مباشرة ، ولم يبق منها سوى مساجد مهدمه ، ونقل عن السكان أنها كانت مقر حكام المنطقة . والأخرى ثعبات (Tobad) ، وتقع على بعد نصف ميل تقريباً جنوبي شرق تعز على جبل صبر ولا تزال تشاهد ، مشيراً إلى أنه كان لا يزال يشاهد بقايا من سورها ومن مسجد كبير فيها ، لم تبق منه سوى قبة صغيرة ، كما لا تزال تشاهد فيها جدران مسجد الأحمر ، وهي مبنية بحجارة حمراء ، وأغرب ما فيها خط طويل كتب في أعلى الجدران ، ليس كوفياً ولا عربياً حديثاً ( أحمد قائد الصايدى،1990، 29).
وقد تدهورت المدينة بعد انتهاء الدولة الرسولية ، ولم يستقر دورها كمحصلة للاضطرابات المتواصلة التي عانت منها حين استولى عليها عام 1516م ، القائد المملوكي بروسباى ومعه جيش مكون من الجراكسه والأتراك والمغاربة ومن جنود الأمام شرف الدين للمساعده ومن جنود أمير جيزان حين اتجه إلى مدينة تعز التي كان عامر بن عبدالوهاب قد أنسحب منها بدون قتال ودخولها في 6شهر صفر سنة 923هـ ، واستباحوا الرعية قتلاً ونهباً ، وصادروا التجار والمتسببين إلى أن استصفوها على حد وصف مؤلف البرق اليماني ( 1986م،28 )، وخلال عهد الجراكسه الذي كان صراعاً فيما بينهم حتى انتهى بتولي أسكندر موز الذي جهز حملة لإخضاع منافسيه وطردهم من مدينة تعز ألحقت بها أضراراً فادحه، ثم استولى عليها أويس باشا للأتراك في عام 953هـ- 1545م ، ولم تنفض المدينة عنها غبار الأحداث المريرة التي مرت بها في عهد الأئمة الذين خلفوا الأتراك في حكمها عام 1635م ، في زمن الأمام شرف الدين وابنه المطهر اللذان أعطيا للإمامة دفعاً قوياً بحيث استطاعت لأول مرة في تاريخها أن تصل إلى تعز ( صادق الصفواني ،2004م،30) ، حيث شهدت حرباً بين الإمام المنصور الحسين بن المتوكل القاسم (ت 1161هـ -1748م ) بين أخيه الأمير أحمد(ت1162هـ - 1749م) الذي كان حاكماً لتعز في عهد أبيه المتوكل القاسم ، وخلال هذه الحرب قاست اليمن عموماً ومدينة تعز بالخصوص الويلات والدمار والخراب ، ولم تحسم هذه الحرب إلا بعد وفاة المنصور وذلك على يد ابنه الإمام المهدي عباس ( ت 1189هـ -1775م ) ، ثم توالت آلامها على يد عامل المنصور عبد الله الضلعي ، ثم تواصلت مصائبها حين انتزعها المصريون بقيادة إبراهيم باشا يكن قائد قوات محمد علي في تهامة اليمن في ربيع الأول 1253هـ - يونيه1837م، بعد أن مهد لذلك بدفع الأموال للشيخ حسن يحيي علي سعيد الذي كان قد دخل في صراع قبل هذه المهمة ( نوفمبر 1836م ) مع زعماء ( ذو محمد ) المتنفذين ، وغيرهم من لمشائخ المحليين لمحاولة السيطرة على مدينة تعز،الأمر الذي جعل السكان يهجرون المدينة ،وكانت مدينة تعز في تلك الأثناء لذلك شبه مدمره ( أحمد قائد الصايدي ، 1992م،110)، وقد تواصل وجود قوات محمد علي في المدينة حتى جاء أمر انسحابها في يوليه 1840م ، ولما عاود الأتراك غزو اليمن سقطت تعز في أيديهم في 28 أكتوبر 1871م حتى عام 1918م ، كل ذلك عكس نفسه على أهمية مدينة تعز التي تحولت إلى مركز إقليمي خلال كامل تلك الفترة . وبعد خروج الأتراك عام 1918م ، شهدت المدينة ازدهاراً نسبياً نتيجة لانتعاش تجارة البن التي بلغت ذروتها من خلال ميناء المخا الذي عد بوابة مدينة تعز،وقد عزز انتعاش المدينة نشاط مدينة عدن التي كانت ميناء الدخول الرئيسي لمعاملات اليمن الاقتصادية والتي أصبحت وجهة أعداد كبيرة ومتزايدة من اليمنيين الفارين من الفقر والفرص المحدودة والساعين وراء العمل بها ، أو للهجرة إلى الخارج كبحارة أو ليصبحوا تجاراً وعمالاً في الصومال وجيبوتي وأثيوبيا والسودان ومرسيليا وكارديف ومانشستر وسواها من أصقاع المعمورة ، وكذا لتلقي العلم الحديث بها بدءاً من أربعينيات القرن العشرين ، وبعض هؤلاء توجهوا إلى القاهرة وبيروت والمراكز التعليمية العربية الأخرى لتلقي التعليم الثانوي والعالي ، كل هذا أدى إلى انتعاش النشاط التجاري في المدينة التي استفادت منها مدينة تعز مما أدى إلى إعطائها دوراً متنامياً ، تعزز أكثر بالوظيفة السياسية التي تبوأتها حين عين سيف الإسلام أحمد بن الأمام يحيي حاكماً على تعز عام 1938م ، بدلاً عن الأمير علي عبدالله الوزير ، وقد دخل الأمير أحمد- الذي كان يطمح إلى ولاية العرش- بكل ألوان اللعب السياسية مع عناصر المعارضة ، وأصبحت مدينة تعز في الفترة الأولى من سنوات ولايته مركزا
وقد تدهورت المدينة بعد انتهاء الدولة الرسولية ، ولم يستقر دورها كمحصلة للاضطرابات المتواصلة التي عانت منها حين استولى عليها عام 1516م ، القائد المملوكي بروسباى ومعه جيش مكون من الجراكسه والأتراك والمغاربة ومن جنود الأمام شرف الدين للمساعده ومن جنود أمير جيزان حين اتجه إلى مدينة تعز التي كان عامر بن عبدالوهاب قد أنسحب منها بدون قتال ودخولها في 6شهر صفر سنة 923هـ ، واستباحوا الرعية قتلاً ونهباً ، وصادروا التجار والمتسببين إلى أن استصفوها على حد وصف مؤلف البرق اليماني ( 1986م،28 )، وخلال عهد الجراكسه الذي كان صراعاً فيما بينهم حتى انتهى بتولي أسكندر موز الذي جهز حملة لإخضاع منافسيه وطردهم من مدينة تعز ألحقت بها أضراراً فادحه، ثم استولى عليها أويس باشا للأتراك في عام 953هـ- 1545م ، ولم تنفض المدينة عنها غبار الأحداث المريرة التي مرت بها في عهد الأئمة الذين خلفوا الأتراك في حكمها عام 1635م ، في زمن الأمام شرف الدين وابنه المطهر اللذان أعطيا للإمامة دفعاً قوياً بحيث استطاعت لأول مرة في تاريخها أن تصل إلى تعز ( صادق الصفواني ،2004م،30) ، حيث شهدت حرباً بين الإمام المنصور الحسين بن المتوكل القاسم (ت 1161هـ -1748م ) بين أخيه الأمير أحمد(ت1162هـ - 1749م) الذي كان حاكماً لتعز في عهد أبيه المتوكل القاسم ، وخلال هذه الحرب قاست اليمن عموماً ومدينة تعز بالخصوص الويلات والدمار والخراب ، ولم تحسم هذه الحرب إلا بعد وفاة المنصور وذلك على يد ابنه الإمام المهدي عباس ( ت 1189هـ -1775م ) ، ثم توالت آلامها على يد عامل المنصور عبد الله الضلعي ، ثم تواصلت مصائبها حين انتزعها المصريون بقيادة إبراهيم باشا يكن قائد قوات محمد علي في تهامة اليمن في ربيع الأول 1253هـ - يونيه1837م، بعد أن مهد لذلك بدفع الأموال للشيخ حسن يحيي علي سعيد الذي كان قد دخل في صراع قبل هذه المهمة ( نوفمبر 1836م ) مع زعماء ( ذو محمد ) المتنفذين ، وغيرهم من لمشائخ المحليين لمحاولة السيطرة على مدينة تعز،الأمر الذي جعل السكان يهجرون المدينة ،وكانت مدينة تعز في تلك الأثناء لذلك شبه مدمره ( أحمد قائد الصايدي ، 1992م،110)، وقد تواصل وجود قوات محمد علي في المدينة حتى جاء أمر انسحابها في يوليه 1840م ، ولما عاود الأتراك غزو اليمن سقطت تعز في أيديهم في 28 أكتوبر 1871م حتى عام 1918م ، كل ذلك عكس نفسه على أهمية مدينة تعز التي تحولت إلى مركز إقليمي خلال كامل تلك الفترة . وبعد خروج الأتراك عام 1918م ، شهدت المدينة ازدهاراً نسبياً نتيجة لانتعاش تجارة البن التي بلغت ذروتها من خلال ميناء المخا الذي عد بوابة مدينة تعز،وقد عزز انتعاش المدينة نشاط مدينة عدن التي كانت ميناء الدخول الرئيسي لمعاملات اليمن الاقتصادية والتي أصبحت وجهة أعداد كبيرة ومتزايدة من اليمنيين الفارين من الفقر والفرص المحدودة والساعين وراء العمل بها ، أو للهجرة إلى الخارج كبحارة أو ليصبحوا تجاراً وعمالاً في الصومال وجيبوتي وأثيوبيا والسودان ومرسيليا وكارديف ومانشستر وسواها من أصقاع المعمورة ، وكذا لتلقي العلم الحديث بها بدءاً من أربعينيات القرن العشرين ، وبعض هؤلاء توجهوا إلى القاهرة وبيروت والمراكز التعليمية العربية الأخرى لتلقي التعليم الثانوي والعالي ، كل هذا أدى إلى انتعاش النشاط التجاري في المدينة التي استفادت منها مدينة تعز مما أدى إلى إعطائها دوراً متنامياً ، تعزز أكثر بالوظيفة السياسية التي تبوأتها حين عين سيف الإسلام أحمد بن الأمام يحيي حاكماً على تعز عام 1938م ، بدلاً عن الأمير علي عبدالله الوزير ، وقد دخل الأمير أحمد- الذي كان يطمح إلى ولاية العرش- بكل ألوان اللعب السياسية مع عناصر المعارضة ، وأصبحت مدينة تعز في الفترة الأولى من سنوات ولايته مركزا
بيروت ، 1977م.
30. عبدالغني الشرعبي ، العلاقات اليمنية المصرية بين القرنين الرابع والسادس ، رسالة دكتوراه(غير منشورة) ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، 1995م .
31. عبدالله محمد سعيد القدسي ، لهجة منطقة الوزاعية دراسة لغوية .. دلالية ، رسالة ماجستير ،( غير منشورة ) ، كلية الآداب ، جامعة صنعاء ، 1997م .
32. قلعة القاهرة ، انبعاث من ركام التاريخ ، مجلة الاستثمار ، العدد ( 10 ) ، سبتمبر 2005م .
33. محمد بن محمد المجاهد ؛ مدينة تعز ، غصن نظير في دوحة التاريخ العربي ، المعمل الفني للطباعة،تعز ، 1997م .
34. حسين بن فيض الله الهمداني اليعبري الحرازي ؛ الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ( من سنة 268هـ إلى سنة 626هـ ) ، منشورات المدينة ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1986م .
35. إسماعيل بن على الأكوع ، المدارس الإسلامية في اليمن ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1986م .
36. أحمد محمد محمد هاشم ؛ من معالم الحضارة الإسلامية في الجمهورية اليمنية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو ، مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط ، المغرب 1999م .
37. عبد الصمد بن إسماعيل بن عبد الصمد الموزعي ، دخول العثمانيين الأول إلى اليمن المسمى الإحسان في دخول مملكة اليمن تحت ظل عدالة آل عثمان ، تحقيق عبد الله محمد الحبشي ، منشورات المدينة ، بيروت، 1986م .
38. أحمد قائد الصائدي ؛ المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن ، وصف المدن والطرق ، مجلة دراسات يمنية ، يناير ، فبراير ، مارس ،1990م .
39. ابن المجاور ؛ جمال الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني الدمشقي : صفة بلاد اليمن، ومكة وبعض الحجاز المسمى تاريخ المستبصر ، تصحيح أوسكرلوففرين ، منشورات المدينة ، بيروت ، 1407هـ /1986م .
40. ابن بطوطه ؛ الرحالة محمد بن عبدالله الطنجي ، " كتاب تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، تحقيق عبدالهادي التازي ، الأكاديمية المغربية ، الرباط ، 2002م .
41. قدري قلعجي ( تعريب ) ؛ اكتشاف جزيرة العرب .. خمسة قرون من المغامرة والعلم لبيرين ، مكتبة مدبولي ، القاهرة 2005م .
42. أحمد قائد الصائدي ؛ رحلة بوتا ، مجلة الإكليل ، صنعاء ، العدد الأول ، 1992م .
43. صادق محمد الصفواني ؛ الأوضاع السياسية الداخلية لليمن في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004م.
44. قطب الدين محمد بن أحمد المكي النهرواني ، البرق اليماني في الفتح العثماني ، منشورات المدينة ، بيروت ، 1986م .
45. إبراهيم أحمد المقحفي ، معجم البلدان والقبائل اليمنية ،دار الكلمة للطباعه والنشر والتوزيع،صنعاء، 2002م .
46. مؤسسة العفيف الثقافية ، الموسوعة الثقافية ، صنعاء ، 2003م .
47. محمد بن أحمد الحجري ، مجموع بلدان اليمن وقبائلها ، تحقيق وتصحيح ومراجعة إسماعيل بن علي الأكوع ، دار الحكمة اليمانية ، 1984م
30. عبدالغني الشرعبي ، العلاقات اليمنية المصرية بين القرنين الرابع والسادس ، رسالة دكتوراه(غير منشورة) ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، 1995م .
31. عبدالله محمد سعيد القدسي ، لهجة منطقة الوزاعية دراسة لغوية .. دلالية ، رسالة ماجستير ،( غير منشورة ) ، كلية الآداب ، جامعة صنعاء ، 1997م .
32. قلعة القاهرة ، انبعاث من ركام التاريخ ، مجلة الاستثمار ، العدد ( 10 ) ، سبتمبر 2005م .
33. محمد بن محمد المجاهد ؛ مدينة تعز ، غصن نظير في دوحة التاريخ العربي ، المعمل الفني للطباعة،تعز ، 1997م .
34. حسين بن فيض الله الهمداني اليعبري الحرازي ؛ الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ( من سنة 268هـ إلى سنة 626هـ ) ، منشورات المدينة ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1986م .
35. إسماعيل بن على الأكوع ، المدارس الإسلامية في اليمن ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1986م .
36. أحمد محمد محمد هاشم ؛ من معالم الحضارة الإسلامية في الجمهورية اليمنية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو ، مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط ، المغرب 1999م .
37. عبد الصمد بن إسماعيل بن عبد الصمد الموزعي ، دخول العثمانيين الأول إلى اليمن المسمى الإحسان في دخول مملكة اليمن تحت ظل عدالة آل عثمان ، تحقيق عبد الله محمد الحبشي ، منشورات المدينة ، بيروت، 1986م .
38. أحمد قائد الصائدي ؛ المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن ، وصف المدن والطرق ، مجلة دراسات يمنية ، يناير ، فبراير ، مارس ،1990م .
39. ابن المجاور ؛ جمال الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني الدمشقي : صفة بلاد اليمن، ومكة وبعض الحجاز المسمى تاريخ المستبصر ، تصحيح أوسكرلوففرين ، منشورات المدينة ، بيروت ، 1407هـ /1986م .
40. ابن بطوطه ؛ الرحالة محمد بن عبدالله الطنجي ، " كتاب تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، تحقيق عبدالهادي التازي ، الأكاديمية المغربية ، الرباط ، 2002م .
41. قدري قلعجي ( تعريب ) ؛ اكتشاف جزيرة العرب .. خمسة قرون من المغامرة والعلم لبيرين ، مكتبة مدبولي ، القاهرة 2005م .
42. أحمد قائد الصائدي ؛ رحلة بوتا ، مجلة الإكليل ، صنعاء ، العدد الأول ، 1992م .
43. صادق محمد الصفواني ؛ الأوضاع السياسية الداخلية لليمن في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، إصدارات وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004م.
44. قطب الدين محمد بن أحمد المكي النهرواني ، البرق اليماني في الفتح العثماني ، منشورات المدينة ، بيروت ، 1986م .
45. إبراهيم أحمد المقحفي ، معجم البلدان والقبائل اليمنية ،دار الكلمة للطباعه والنشر والتوزيع،صنعاء، 2002م .
46. مؤسسة العفيف الثقافية ، الموسوعة الثقافية ، صنعاء ، 2003م .
47. محمد بن أحمد الحجري ، مجموع بلدان اليمن وقبائلها ، تحقيق وتصحيح ومراجعة إسماعيل بن علي الأكوع ، دار الحكمة اليمانية ، 1984م
ً لحركة المعارضة ، التي تبلورت كحركة سياسية شبه منظمة في الثلاثينات، وحينما نقل الإمام أحمد بن يحي حميد الدين العاصمة من صنعاء إلى تعز بعد اغتيال والده في عام 1948م، تواصل هذا الدور الهام حتى قيام ثورة 26سبتمبر 1962م، التي تلاها اتساع عمران المدينة وكثرة مدارسها الحديثة ومستشفياتها ، وبناء جامعة حكومية فيها إضافة إلى افتتاح فروع جامعات أهلية عديدة، كما تم ربطها بشبكة من الطرق المعبدة مع العاصمة صنعاء ومدينة الحديده وكذلك مدينة عدن إضافة إلى المدن المختلفة التي تتبعها إدارياً وتبرز مدينة تعز كأكبر المواقع الصناعية ، وكعاصمة ثقافية لليمن بدلالة حضورها التاريخي من هذه الناحية وفعلها وفعالياتها الراهنة في هذه الوجهة ، إلى ذلك فهي منطقة تملك مقومات الحضور والجذب السياحي بمختلف تجلياته وتعبيراته .
المـــراجـــع:
1. جمال حمدان ؛ القاهرة الكبرى دراسة في جغرافية المدن ،( في كتاب ديزموند ستيوات )، ترجمة يحيي حقي ، دار المعارف ، القاهرة ، 1987م .
2. محمد عبد القادر بافقيه ، موجز تاريخ اليمن قبل الإسلام في كتاب (مختارات من النقوش اليمنية القديمة) ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ،1985م .
3. وزارة التخطيط والتنمية ، الخطة الخمسية الثانية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية2001-2005، صنعاء،2001م.
4. محمد عبد الباري القدسي ، جبل صبر والمناطق المجاورة ، مجلة دراسات يمنية ، العدد الثامن والثلاثون أكتوبر ، نوفمبر ، ديسمبر ، 1989م .
5. Abdulmalek Ali Thabet Al-Jibly , Human Climatology of The Republie of Yemen , The climate of yemen and its impact on the population ,Dissertation, university of Birmingham , 1993.
6. علي مصطفى القيسي ؛ تقويم صلاحية مياه الينابيع في جبل صبر (مدينة تعز ، الجمهورية اليمنية ) ،مجلة الجغرافية اليمنية ، صنعاء 2003م .
7. The Louis Berger Group ; Taiz City Master Plan , 2025 Inception Report May2005 .
8. عبد الحكيم ناصر على العشاوي ؛ المنطقة التجارية المركزية في مدينة تعز، دراسة في جغرافية المدن، رساله ماجستير ( غير منشوره ) ، جامعة بغداد ، 1992م.
9. PETER WALD,YEMEN, Translated by Sebastian Wormell Pallas, Athene , Londen 1996 .
10. بيري اندرسون ، دولة الشرق الاستبدادية ، ترجمة بديع عمر نظمي ، مؤسسة الأبحاث العربية،بيروت ،1983م .
11. Erickson ,G.Urban behavior , Macmillan. New York , 1945.
12. سيف محمد صالح الشرعبي، لمحة موجزة عن التعليم بمحافظة تعز ماضيه وحاضره، بين عامي 1937م – 1996م ، إبداع للخدمات المعرفية، تعز 1996م.
13. مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز ؛ جدول بإعداد الطلبة في المحافظة ، أغسطس 2005م .
14. مؤشرات التعليم في الجمهورية اليمنية ، مراحله – أنواعه المختلفة للعام 2002-2003م ، المجلس الأعلى لتخطيط والتعليم ، صنعاء ، 2004م .
15. عبد الله معمر ، الطب الشعبي ، والتطور الاجتماعي في اليمن (دراسة لعلاقة البناء الاجتماعي بطرق العلاج) ، مكتبة مدبولي ، القاهرة 1999م .
16. أحمد عبيد بن دغر ، اليمن تحت حكم الإمام أحمد 1948-1962م ، مكتبة مدبولي، القاهرة ، 2005م .
17. Ministry of Health&population-planing & development Sector, Annual Health statistical report for 2002.
18. قائد طربوش ؛ من أنساب عشائر محافظة تعز ، الوحدة اليمنية في البنية السكانية لأبناء محافظة تعز ، مطابع جامعة عدن ، 2005م .
19. Zwemer,R.Arabia: The cradle of Islam Fleming Reuell Co. New York,1900 .
20. دائرة المعارف الإسلامية ، المجلد الخامس ، النسخة المترجمة انتشارات جهان، طهران ، 1933م .
21. وزارة التخطيط والتنمية ، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن ، صنعاء ، 1975م .
22. وزارة التخطيط والتنمية ، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن ، صنعاء ، 1984م .
23. الجهاز المركزي للإحصاء ، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن ، صنعاء ، 1994م .
24. الجهاز المركزي للإحصاء ، النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت ،صنعاء ، 2005م .
25. يوسف محمد عبدالله ؛ أوراق في تاريخ اليمن وآثاره بحوث ومقالات ، دار الفكر المعاصر ،بيروت ، 1990م .
26. العزي محمد مصلح ؛ مقومات الجذب الأثري والتاريخي للسياحة في محافظتي تعز و إب ، في كتاب ( ندوة السياحة في الجمهورية اليمنية،تحرير:فيصل سعيد فارع )،من إصدارات مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، مطابع المتنوعة ، تعز ، 2003م .
27. الحسن بن يعقوب الهمداني ، الإكليل ، تحقيق محمد علي الأكوع ، منشورات المدينة ، بيروت ، 1406هـ .
28. الحسن بن يعقوب الهمداني ، صفة جزيرة العرب ، تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي ، دار اليمامة ، الرياض ، 1974م .
29. حسن صالح شهاب ، أضواء على تاريخ اليمن البحري ، دار الفارابي ،
المـــراجـــع:
1. جمال حمدان ؛ القاهرة الكبرى دراسة في جغرافية المدن ،( في كتاب ديزموند ستيوات )، ترجمة يحيي حقي ، دار المعارف ، القاهرة ، 1987م .
2. محمد عبد القادر بافقيه ، موجز تاريخ اليمن قبل الإسلام في كتاب (مختارات من النقوش اليمنية القديمة) ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ،1985م .
3. وزارة التخطيط والتنمية ، الخطة الخمسية الثانية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية2001-2005، صنعاء،2001م.
4. محمد عبد الباري القدسي ، جبل صبر والمناطق المجاورة ، مجلة دراسات يمنية ، العدد الثامن والثلاثون أكتوبر ، نوفمبر ، ديسمبر ، 1989م .
5. Abdulmalek Ali Thabet Al-Jibly , Human Climatology of The Republie of Yemen , The climate of yemen and its impact on the population ,Dissertation, university of Birmingham , 1993.
6. علي مصطفى القيسي ؛ تقويم صلاحية مياه الينابيع في جبل صبر (مدينة تعز ، الجمهورية اليمنية ) ،مجلة الجغرافية اليمنية ، صنعاء 2003م .
7. The Louis Berger Group ; Taiz City Master Plan , 2025 Inception Report May2005 .
8. عبد الحكيم ناصر على العشاوي ؛ المنطقة التجارية المركزية في مدينة تعز، دراسة في جغرافية المدن، رساله ماجستير ( غير منشوره ) ، جامعة بغداد ، 1992م.
9. PETER WALD,YEMEN, Translated by Sebastian Wormell Pallas, Athene , Londen 1996 .
10. بيري اندرسون ، دولة الشرق الاستبدادية ، ترجمة بديع عمر نظمي ، مؤسسة الأبحاث العربية،بيروت ،1983م .
11. Erickson ,G.Urban behavior , Macmillan. New York , 1945.
12. سيف محمد صالح الشرعبي، لمحة موجزة عن التعليم بمحافظة تعز ماضيه وحاضره، بين عامي 1937م – 1996م ، إبداع للخدمات المعرفية، تعز 1996م.
13. مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز ؛ جدول بإعداد الطلبة في المحافظة ، أغسطس 2005م .
14. مؤشرات التعليم في الجمهورية اليمنية ، مراحله – أنواعه المختلفة للعام 2002-2003م ، المجلس الأعلى لتخطيط والتعليم ، صنعاء ، 2004م .
15. عبد الله معمر ، الطب الشعبي ، والتطور الاجتماعي في اليمن (دراسة لعلاقة البناء الاجتماعي بطرق العلاج) ، مكتبة مدبولي ، القاهرة 1999م .
16. أحمد عبيد بن دغر ، اليمن تحت حكم الإمام أحمد 1948-1962م ، مكتبة مدبولي، القاهرة ، 2005م .
17. Ministry of Health&population-planing & development Sector, Annual Health statistical report for 2002.
18. قائد طربوش ؛ من أنساب عشائر محافظة تعز ، الوحدة اليمنية في البنية السكانية لأبناء محافظة تعز ، مطابع جامعة عدن ، 2005م .
19. Zwemer,R.Arabia: The cradle of Islam Fleming Reuell Co. New York,1900 .
20. دائرة المعارف الإسلامية ، المجلد الخامس ، النسخة المترجمة انتشارات جهان، طهران ، 1933م .
21. وزارة التخطيط والتنمية ، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن ، صنعاء ، 1975م .
22. وزارة التخطيط والتنمية ، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن ، صنعاء ، 1984م .
23. الجهاز المركزي للإحصاء ، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن ، صنعاء ، 1994م .
24. الجهاز المركزي للإحصاء ، النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت ،صنعاء ، 2005م .
25. يوسف محمد عبدالله ؛ أوراق في تاريخ اليمن وآثاره بحوث ومقالات ، دار الفكر المعاصر ،بيروت ، 1990م .
26. العزي محمد مصلح ؛ مقومات الجذب الأثري والتاريخي للسياحة في محافظتي تعز و إب ، في كتاب ( ندوة السياحة في الجمهورية اليمنية،تحرير:فيصل سعيد فارع )،من إصدارات مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، مطابع المتنوعة ، تعز ، 2003م .
27. الحسن بن يعقوب الهمداني ، الإكليل ، تحقيق محمد علي الأكوع ، منشورات المدينة ، بيروت ، 1406هـ .
28. الحسن بن يعقوب الهمداني ، صفة جزيرة العرب ، تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي ، دار اليمامة ، الرياض ، 1974م .
29. حسن صالح شهاب ، أضواء على تاريخ اليمن البحري ، دار الفارابي ،
#ثورة_سبتمر_المجيدة
أسرار العملية 9000 في #اليمن
مواليد محافظه المنيا فى صعيد مصر عام 1921م
على مدار خدمته الطويله فى القوات المسلحه المصريه تولى القياده من منصب قائد فصيله عقب تخرجه من الكليه الحربيه مرورا بقياده وحدات اكبر وصولا لقيادته الجيش الثانى الميدانى مرتين فى اخطر واهم الفترات التى مرت على الجيش الثانى الميدانى فى تاريخه مرة في حرب الاستنزاف والمرة الاخري في الجزء الثاني من حرب اكتوبر ، ولمن لا يعرف قوام الجيش الميدانى فهو لا يقل عن 40 الف فرد كانوا في يوم تحت امرته وهم فى نفس الوقت امانه فى عنقه وتقع على عاتقه مسئوليتهم جميعا.
وفيما يلى مثالا للوحدات التى تولى قيادتها سياده اللواء
*قياده الكتيبه 53 مشاه
*قياده الكتيبه 8 مشاه
*رئيس اركان اللواء الرابع مشاه
*رئيس عمليات القوات العربيه باليمن
*قائد وحدات المظلات
*رئيس اركان الفرقه الثانيه مشاه
*قائد الفرقه الثالثه مشاه
*رئيس اركان الجيش الثانى الميدانى
*قائد الجيش الثانى الميدانى
*رئيس هيئه تدريب القوات المسلحه
*قائد المنطقه المركزيه العسكريه
*قائد الجيش الثانى الميدانى (مرة اخري اثناء حرب اكتوبر)
*مساعد وزير الحربيه وقائد الدفاع الشعبى والعسكرى
*مساعد وزير الحربيه ورئيس هيئه تدريب القوات المسلحه
وخاض جميع حروب مصر فى تاريخها الحديث بلا استثناء وهى:-
*الحرب العالميه الثانيه: 1942-1945
*حرب فلسطين: 1948-1949
*مسانده ثوره اليمن: 1962-1966
*قائد قوات شرم الشيخ: 20مايو1967-7يونيو-1967
*قائد قطاع السويس –بورتوفيق: 9يونيو1967-19يونيو 1967
*معركه راس العش: 1يوليو 1967 "وهى المعركه الشهيره والتى وقعت بعد 25يوما فقط من هزيمه 5يونيو 1967 او كما يسميها الاعلام نكسه سنه 1967
*حرب الاستنزاف: 1968-1970
حرب رمضان (اكتوبر) :من يوم 16اكتوبر 1973"يوم الثغره"
كما حصل سيادته على وسام بطل الجيش الثانى ووسام نجمه الشرف العسكريه فى حرب اكتوبر 1973 والذى يعد اعلى وارفع وسام عسكرى من فئته.
يبدأ سيادته روايه الاحداث في حرب اليمن متجاوزا سنوات له امضاها كمدرس في الكليه الحربيه وقائدا لوحدات عسكريه بارزة
فيبدأ حديثه بأن ثورة اليمن بدأت في 26 سبتمبر 1962 ، وطلب مجلس قياده الثورة هناك مساعدات عسكريه مصريه وبعد اربع ايام فقط بدأت مصر في الاستجابه لنداء العروبه في دعم ثورة تطيح بالملكيه والتخلف في اليمن وتدفعه دفعا الي مستوي دوله كدول العالم المختلفه .
فأرسل المشير عامر اللواء اركان حرب علي عبد الخبير ومعه عدد من ضباط الصاعقه والمظلات الي اليمن لدراسه الموقف ومقابله اعضاء مجلس قياده الثورة ومعرفه نوع وحجم الدعم المطلوب لهم .
وبعد دراسه الموقف ايقن اللواء عبد الخبير ان الموقف يحتاج الي دعم من قوات مصريه الي اليمن وبدأ يُكون قياده صغيرة لتعاونه في تنفيذ مهمته
واختار اللواء سعدي نجيب رئيسا لاركانه واختارني ( العقيد عبد المنعم خليل ) رئيسا لعمليات القوات والعقيد نوال سعيد مديرا للامداد والتموين والعقيد محمد تمام مديرا للتنظيم والادارة ، وسافرنا الي اليمن في 18 اكتوبر 1962 بعد اقل من شهر من قيام الثورة فعليا .
وكان مقر القياده عبارة عن منزل ريفي متواضع في صنعاء قرب مبني قياده الثورة برئاسه المشير السلال ، والذي كان يزورنا يوميا ( وفي بعض الاوقات عده مرات في اليوم الواحد ) حاملا رشاشه الشخصي من نوع تومي ومعه حرسه الخاص وكان طلبه اليومي لنا قصف قبائل محدده بالطيران لانها لم تتجمهر ( اي لم تعلن ولائها للثورة والجمهوريه بعد )
وبدأت تصل قوات الصاعقه والمظلات وهي القوه المناسبه للعمل في المناطق الجبليه في اليمن ، فتم علي سبيل المثال ارسال كتيبه صاعقه الي صرواح والكتيبه 77 مظلات الي عمران وكتيبه صاعقه الي صنعاء
وطلب السلال ارسال قوات الي مأرب عاصمه مملكه سبأ السابقه ، وتم اسقاط سريه صاعقه الي مأرب لكناه تعرضت للشرود نظرا لعدم وجود خرائط واضحه ومحدده لنقاط الاسقاط ، وبذلنا مجهودا كبيرا لجمع تلك السريه مره اخري .
وفي 28 اكتوبر حضر المشير عامر لتفقد الاوضاع ، ولمعرفه احتياجات القياده من قوات ، حيث بدأت طلبات الثورة اليمنيه في الزياده وتطلب ذلك وجود قوات اكثر ، وبعد هذا المؤتمر تعين الفريق انور القاضي قائدا للقوات المصريه في اليمن ، وبدأت القوه المصريه تتحول من مجرد قوات مظلات وصاعقه الي قوات مشاه وقوات مدرعه وتواجدت بعض الاسراب القاذفه من القوات المصريه بعد ذلك .
وهكذا تورطت مصر في حرب اليمن وتحولت السرايا الي كتائب ثم الي لواءات وتطلب ذلك جسرا جويا وبحريا هائلا لنقل الجنود والمعدات ................. والذهب .
حيث كانت القبائل تعلن ولائها للثورة والجمهوريه بطريقتين اما بالقوة او بالذهب وكانت قبائل كثيرة تقبل الذهب وتعلن ولائها للثورة وبعد عده ايام تنقلب الي الملكيه مرة اخري وتقطع خطوط امداد قواتنا وبالطبع الذهب لم يعد مرة اخري .
وللتدليل علي حجم القوة المصريه ال
أسرار العملية 9000 في #اليمن
مواليد محافظه المنيا فى صعيد مصر عام 1921م
على مدار خدمته الطويله فى القوات المسلحه المصريه تولى القياده من منصب قائد فصيله عقب تخرجه من الكليه الحربيه مرورا بقياده وحدات اكبر وصولا لقيادته الجيش الثانى الميدانى مرتين فى اخطر واهم الفترات التى مرت على الجيش الثانى الميدانى فى تاريخه مرة في حرب الاستنزاف والمرة الاخري في الجزء الثاني من حرب اكتوبر ، ولمن لا يعرف قوام الجيش الميدانى فهو لا يقل عن 40 الف فرد كانوا في يوم تحت امرته وهم فى نفس الوقت امانه فى عنقه وتقع على عاتقه مسئوليتهم جميعا.
وفيما يلى مثالا للوحدات التى تولى قيادتها سياده اللواء
*قياده الكتيبه 53 مشاه
*قياده الكتيبه 8 مشاه
*رئيس اركان اللواء الرابع مشاه
*رئيس عمليات القوات العربيه باليمن
*قائد وحدات المظلات
*رئيس اركان الفرقه الثانيه مشاه
*قائد الفرقه الثالثه مشاه
*رئيس اركان الجيش الثانى الميدانى
*قائد الجيش الثانى الميدانى
*رئيس هيئه تدريب القوات المسلحه
*قائد المنطقه المركزيه العسكريه
*قائد الجيش الثانى الميدانى (مرة اخري اثناء حرب اكتوبر)
*مساعد وزير الحربيه وقائد الدفاع الشعبى والعسكرى
*مساعد وزير الحربيه ورئيس هيئه تدريب القوات المسلحه
وخاض جميع حروب مصر فى تاريخها الحديث بلا استثناء وهى:-
*الحرب العالميه الثانيه: 1942-1945
*حرب فلسطين: 1948-1949
*مسانده ثوره اليمن: 1962-1966
*قائد قوات شرم الشيخ: 20مايو1967-7يونيو-1967
*قائد قطاع السويس –بورتوفيق: 9يونيو1967-19يونيو 1967
*معركه راس العش: 1يوليو 1967 "وهى المعركه الشهيره والتى وقعت بعد 25يوما فقط من هزيمه 5يونيو 1967 او كما يسميها الاعلام نكسه سنه 1967
*حرب الاستنزاف: 1968-1970
حرب رمضان (اكتوبر) :من يوم 16اكتوبر 1973"يوم الثغره"
كما حصل سيادته على وسام بطل الجيش الثانى ووسام نجمه الشرف العسكريه فى حرب اكتوبر 1973 والذى يعد اعلى وارفع وسام عسكرى من فئته.
يبدأ سيادته روايه الاحداث في حرب اليمن متجاوزا سنوات له امضاها كمدرس في الكليه الحربيه وقائدا لوحدات عسكريه بارزة
فيبدأ حديثه بأن ثورة اليمن بدأت في 26 سبتمبر 1962 ، وطلب مجلس قياده الثورة هناك مساعدات عسكريه مصريه وبعد اربع ايام فقط بدأت مصر في الاستجابه لنداء العروبه في دعم ثورة تطيح بالملكيه والتخلف في اليمن وتدفعه دفعا الي مستوي دوله كدول العالم المختلفه .
فأرسل المشير عامر اللواء اركان حرب علي عبد الخبير ومعه عدد من ضباط الصاعقه والمظلات الي اليمن لدراسه الموقف ومقابله اعضاء مجلس قياده الثورة ومعرفه نوع وحجم الدعم المطلوب لهم .
وبعد دراسه الموقف ايقن اللواء عبد الخبير ان الموقف يحتاج الي دعم من قوات مصريه الي اليمن وبدأ يُكون قياده صغيرة لتعاونه في تنفيذ مهمته
واختار اللواء سعدي نجيب رئيسا لاركانه واختارني ( العقيد عبد المنعم خليل ) رئيسا لعمليات القوات والعقيد نوال سعيد مديرا للامداد والتموين والعقيد محمد تمام مديرا للتنظيم والادارة ، وسافرنا الي اليمن في 18 اكتوبر 1962 بعد اقل من شهر من قيام الثورة فعليا .
وكان مقر القياده عبارة عن منزل ريفي متواضع في صنعاء قرب مبني قياده الثورة برئاسه المشير السلال ، والذي كان يزورنا يوميا ( وفي بعض الاوقات عده مرات في اليوم الواحد ) حاملا رشاشه الشخصي من نوع تومي ومعه حرسه الخاص وكان طلبه اليومي لنا قصف قبائل محدده بالطيران لانها لم تتجمهر ( اي لم تعلن ولائها للثورة والجمهوريه بعد )
وبدأت تصل قوات الصاعقه والمظلات وهي القوه المناسبه للعمل في المناطق الجبليه في اليمن ، فتم علي سبيل المثال ارسال كتيبه صاعقه الي صرواح والكتيبه 77 مظلات الي عمران وكتيبه صاعقه الي صنعاء
وطلب السلال ارسال قوات الي مأرب عاصمه مملكه سبأ السابقه ، وتم اسقاط سريه صاعقه الي مأرب لكناه تعرضت للشرود نظرا لعدم وجود خرائط واضحه ومحدده لنقاط الاسقاط ، وبذلنا مجهودا كبيرا لجمع تلك السريه مره اخري .
وفي 28 اكتوبر حضر المشير عامر لتفقد الاوضاع ، ولمعرفه احتياجات القياده من قوات ، حيث بدأت طلبات الثورة اليمنيه في الزياده وتطلب ذلك وجود قوات اكثر ، وبعد هذا المؤتمر تعين الفريق انور القاضي قائدا للقوات المصريه في اليمن ، وبدأت القوه المصريه تتحول من مجرد قوات مظلات وصاعقه الي قوات مشاه وقوات مدرعه وتواجدت بعض الاسراب القاذفه من القوات المصريه بعد ذلك .
وهكذا تورطت مصر في حرب اليمن وتحولت السرايا الي كتائب ثم الي لواءات وتطلب ذلك جسرا جويا وبحريا هائلا لنقل الجنود والمعدات ................. والذهب .
حيث كانت القبائل تعلن ولائها للثورة والجمهوريه بطريقتين اما بالقوة او بالذهب وكانت قبائل كثيرة تقبل الذهب وتعلن ولائها للثورة وبعد عده ايام تنقلب الي الملكيه مرة اخري وتقطع خطوط امداد قواتنا وبالطبع الذهب لم يعد مرة اخري .
وللتدليل علي حجم القوة المصريه ال
تي وصلت اليمن خلال اواخر عام 62 الي عام 63 فقط نعطي بعض الارقام .
وصل الي اليمن 130 الف بندقيه ( تسليح 130 الف جندي )
5 الاف مدفع رشاش متنوع
130 مدفع مضاد للدبابات
90 مدفع هاون خفيف
16 مدفع مضاد للطائرات ( رغم ان القوة المعاديه لا تملك اكثر من بنادق عتيقه )
20 مليون طلقه (مختلف الاعيرة )
8600 لغم مضاد للدبابات (!!!!)
وتطلب ظروف القتال الصعبه في اراضي قاسيه الي وجود طائرات اليوشن وطائرات هليكوبتر مي 4 ومي 6 والتي يمكنها نقل العربات والمعدات الي المناطق الوعرة
وكما ذكرت سابقا فقد تطلب الموقف دعم جوي من قواتنا الجويه مما تطلب انشاء قياده جويه لتنسيق الهجمات الجويه والنقل الجوي وعمليات الابرار .
وجاءت الحاجه الي الطائرات القاذفه من طراز تي يو 16 ، ووافق المشير علي تخصيص عدد من الطائرات التي تقوم بالاقلاع من مصر وضرب مناطق محدده لها في اليمن والعوده الي مصر مرة اخري في رحله طويله ومرهقه .
وكان يقود سرب القاذفات العقيد محمد حسني مبارك ، واصطلحت القياده لفظ مبارك ككلمه سر كوديه لتلك الطائرات
وكثيرا ما اوصلت برقيات الى المشير راسا من القياده فى صنعاء اطلب { مبارك} وكنا نسعد ةبرؤيته فى الجو ولا نراه على الارض ولم نكن نعرفه شخصيا .
واذكر اول طلعه لمبارك كانت يوم 7ديسمبر 1963م ثم تكررت بعد ذلك حسب الطلب وشاء الله سبحانه وتعالى ان التقى بالرجل "العقيد طيار وقتها / محمد حسنى مبارك" بعد ثمانى سنوات فى اثناء اجتماع الرئيس السادات بالقاده والضباط يوم 12مايو1972م وعلى الغذاء بالكليه الجويه فى بلبيس
وتتابعت اللقاءات بعد ذلك سواء فى اجتماعات المجلس الاعلى للقوات المسلحه ولجان الضباط حيث كان ترتيب جلوسى فى المجلس بجواره دائما وكذا اللقاءات فى جولاتى على القيادات والقوات ووحدات القوات المسلحه المصريه بصفتى رئيسا لهيئه تدريب القوات المسلحه .
خيانه الحلفاء:
وكان المشرحه ينقصها القتلى قامت بعض القبائل لتى اعلنت ولائها للثوره بالتمرد والخيانه ومهاجمه القوات المصريه واليمنيه ومنها
تمرد قبيله ارحب:
ففى اوائل رمضان تمردت قبيله ارحب وقامت قوه مصريه مكونه من 3دبابات ومعها فصائل مشاه ورشاشات بالتقدم تجاه بيت مران فى ارحب بقياده الرائد ابراهيم العرابى (لاحقا قائد الفرقه 21 المدرعه في حرب اكتوبر ورئيس اركان حرب القوات المسلحه في عهد المشير ابو عزاله ) لفك حصار القوات اليمنيه والتى كان يقودها النقيب حمود بيدر من اعضاء مجلس قياده الثوره اليمني وتم تخليص القوه اليمنيه والسيطره على المنطقه بعد قتال مرير..
تمرد قبيله جيحانه:
ويكمل سيادته وفى عينيه النظره التى نعرفها جميعا وهى نظره استذكار واسترجاع الماضى والتاثر باحداثه ايضا - وفى الايام الاولى من رمضان وكنت اشغل منصب رئيس عمليات القوات العربيه باليمن- عندما كان موقف القبائل مظلما ومحيرا واذا بالمشير عامر يطلبنى ويقول لى "قبائل جيحانه قلبت وقطعت طريق الامداد الرئيسى لقوات واحنا بنستبشر بيك يا منعم وعليك فتح الطريق واختار ما تشاء من قوات والعقيد طيار ايوب ومعك لمعاونتك فى استطلاع المنطقه " فنزلت وركبت مع العقيد طيار ايوب طائرته الصغيره ذات المقعدين وطاف بى فوق المنطقه وتمكنت من استطلاع بعض الدروب والوديان التى تلتف حول الموقع المحتمل ان يكون العدو قد احتلها وقطع منها الطريق.
BTR وبالفعل كونت قوه من 3 دبابات ت54 من القياده المصريه وعربه مدرعه تسمي
روسيه الصنع وفصيله مشاه وبعض الرشاشات من التقدم مع الفجر على طريق صنعاء جيحانه وتم نصب الاكمنه لحمايه القول المصرى وتم التقدم واقتحام القريه ثم بعد تامين القريه والسيطره عليها بدأنا عمليه فتح وتامين طريق رايده بناء على تعليمات المشير عامر ايضا الذى قال لى ان القول الادارى المتجه الى الشمال تعرض لكمين وبعد ارسال قوه نجده بقياده المقدم الهجان والتى استاطاعت التقدم والعبور والوصول الى رايده الا ان الطريق لازال تحت سيطره المتمردين وامرنى بان اتوجه الى هناك وان اعزل قائد الكتيبه وان اتولى القياده ومعى ما اشاء من اسلحه وقوات ، الا انى وافقت بعد ان اقنعته بعدم عزل قائد الكتيبه لانه قائد كفأ وانا اعرفه جيدا وانه سيكون تحت اشرافى فى تنفيذ المهمه غير انه اجدر منى على قياده وحدته
قمت بعدها بالاستطلاع الجوى للمنطقه المطلوب التحرك اليها مع العقيد طيار ايوب وكذا المناطق المجاوره وتمكنت من رؤيه العربات المعطله والمدمره وكذا قول اخر كبيرا معطلا ايضا فى منطقه مجاوره علمت من القياده انه قول للكتيبه المشاه بالرغم من ان القياده قد اسقطت لهم امدادات فى اليوم السابق وفى الناحيه الاخرى من الجبل وعلى طريق فرعى يؤدى الى عمران الى الشمال الغربى شاهدت من الجو قول مصرى مشتبكا من العدو بالنيران والمدفعيه علمت فيما بعد انها قوه مشاع ومدرعات بقياده المقدم سعد صبرى فى طريقها الى عمران .
ومن المواقف التى لا تنسى ففى يوم 22فبراير1963م وفى رمضان ايضا جائنى شخص يحمل بندقيه ا
وصل الي اليمن 130 الف بندقيه ( تسليح 130 الف جندي )
5 الاف مدفع رشاش متنوع
130 مدفع مضاد للدبابات
90 مدفع هاون خفيف
16 مدفع مضاد للطائرات ( رغم ان القوة المعاديه لا تملك اكثر من بنادق عتيقه )
20 مليون طلقه (مختلف الاعيرة )
8600 لغم مضاد للدبابات (!!!!)
وتطلب ظروف القتال الصعبه في اراضي قاسيه الي وجود طائرات اليوشن وطائرات هليكوبتر مي 4 ومي 6 والتي يمكنها نقل العربات والمعدات الي المناطق الوعرة
وكما ذكرت سابقا فقد تطلب الموقف دعم جوي من قواتنا الجويه مما تطلب انشاء قياده جويه لتنسيق الهجمات الجويه والنقل الجوي وعمليات الابرار .
وجاءت الحاجه الي الطائرات القاذفه من طراز تي يو 16 ، ووافق المشير علي تخصيص عدد من الطائرات التي تقوم بالاقلاع من مصر وضرب مناطق محدده لها في اليمن والعوده الي مصر مرة اخري في رحله طويله ومرهقه .
وكان يقود سرب القاذفات العقيد محمد حسني مبارك ، واصطلحت القياده لفظ مبارك ككلمه سر كوديه لتلك الطائرات
وكثيرا ما اوصلت برقيات الى المشير راسا من القياده فى صنعاء اطلب { مبارك} وكنا نسعد ةبرؤيته فى الجو ولا نراه على الارض ولم نكن نعرفه شخصيا .
واذكر اول طلعه لمبارك كانت يوم 7ديسمبر 1963م ثم تكررت بعد ذلك حسب الطلب وشاء الله سبحانه وتعالى ان التقى بالرجل "العقيد طيار وقتها / محمد حسنى مبارك" بعد ثمانى سنوات فى اثناء اجتماع الرئيس السادات بالقاده والضباط يوم 12مايو1972م وعلى الغذاء بالكليه الجويه فى بلبيس
وتتابعت اللقاءات بعد ذلك سواء فى اجتماعات المجلس الاعلى للقوات المسلحه ولجان الضباط حيث كان ترتيب جلوسى فى المجلس بجواره دائما وكذا اللقاءات فى جولاتى على القيادات والقوات ووحدات القوات المسلحه المصريه بصفتى رئيسا لهيئه تدريب القوات المسلحه .
خيانه الحلفاء:
وكان المشرحه ينقصها القتلى قامت بعض القبائل لتى اعلنت ولائها للثوره بالتمرد والخيانه ومهاجمه القوات المصريه واليمنيه ومنها
تمرد قبيله ارحب:
ففى اوائل رمضان تمردت قبيله ارحب وقامت قوه مصريه مكونه من 3دبابات ومعها فصائل مشاه ورشاشات بالتقدم تجاه بيت مران فى ارحب بقياده الرائد ابراهيم العرابى (لاحقا قائد الفرقه 21 المدرعه في حرب اكتوبر ورئيس اركان حرب القوات المسلحه في عهد المشير ابو عزاله ) لفك حصار القوات اليمنيه والتى كان يقودها النقيب حمود بيدر من اعضاء مجلس قياده الثوره اليمني وتم تخليص القوه اليمنيه والسيطره على المنطقه بعد قتال مرير..
تمرد قبيله جيحانه:
ويكمل سيادته وفى عينيه النظره التى نعرفها جميعا وهى نظره استذكار واسترجاع الماضى والتاثر باحداثه ايضا - وفى الايام الاولى من رمضان وكنت اشغل منصب رئيس عمليات القوات العربيه باليمن- عندما كان موقف القبائل مظلما ومحيرا واذا بالمشير عامر يطلبنى ويقول لى "قبائل جيحانه قلبت وقطعت طريق الامداد الرئيسى لقوات واحنا بنستبشر بيك يا منعم وعليك فتح الطريق واختار ما تشاء من قوات والعقيد طيار ايوب ومعك لمعاونتك فى استطلاع المنطقه " فنزلت وركبت مع العقيد طيار ايوب طائرته الصغيره ذات المقعدين وطاف بى فوق المنطقه وتمكنت من استطلاع بعض الدروب والوديان التى تلتف حول الموقع المحتمل ان يكون العدو قد احتلها وقطع منها الطريق.
BTR وبالفعل كونت قوه من 3 دبابات ت54 من القياده المصريه وعربه مدرعه تسمي
روسيه الصنع وفصيله مشاه وبعض الرشاشات من التقدم مع الفجر على طريق صنعاء جيحانه وتم نصب الاكمنه لحمايه القول المصرى وتم التقدم واقتحام القريه ثم بعد تامين القريه والسيطره عليها بدأنا عمليه فتح وتامين طريق رايده بناء على تعليمات المشير عامر ايضا الذى قال لى ان القول الادارى المتجه الى الشمال تعرض لكمين وبعد ارسال قوه نجده بقياده المقدم الهجان والتى استاطاعت التقدم والعبور والوصول الى رايده الا ان الطريق لازال تحت سيطره المتمردين وامرنى بان اتوجه الى هناك وان اعزل قائد الكتيبه وان اتولى القياده ومعى ما اشاء من اسلحه وقوات ، الا انى وافقت بعد ان اقنعته بعدم عزل قائد الكتيبه لانه قائد كفأ وانا اعرفه جيدا وانه سيكون تحت اشرافى فى تنفيذ المهمه غير انه اجدر منى على قياده وحدته
قمت بعدها بالاستطلاع الجوى للمنطقه المطلوب التحرك اليها مع العقيد طيار ايوب وكذا المناطق المجاوره وتمكنت من رؤيه العربات المعطله والمدمره وكذا قول اخر كبيرا معطلا ايضا فى منطقه مجاوره علمت من القياده انه قول للكتيبه المشاه بالرغم من ان القياده قد اسقطت لهم امدادات فى اليوم السابق وفى الناحيه الاخرى من الجبل وعلى طريق فرعى يؤدى الى عمران الى الشمال الغربى شاهدت من الجو قول مصرى مشتبكا من العدو بالنيران والمدفعيه علمت فيما بعد انها قوه مشاع ومدرعات بقياده المقدم سعد صبرى فى طريقها الى عمران .
ومن المواقف التى لا تنسى ففى يوم 22فبراير1963م وفى رمضان ايضا جائنى شخص يحمل بندقيه ا
ليه على كتفه وحيانى تحيه الاسلام وعرفنى بنفسه انه الرائد حمود من الجيش اليمنى عندما كنت متوجها لتولى قياده القوه التى جمعتها للتحرك الى منطقه المعمر لاتخاذها كقاعده ، قائلا لي انه على علم تام بهذه المنطقه وعرض على المساعده فى الاستطلاع والقتال والحقيقه اننى شككت فيه هل هو عدو ام صديق ؟ الله وحده يعلم وهو بالطبع لم يكن معه ما يثبت او يدل على شخصيته ولكنى قابلته بموده وثقه وقلت فى نفسى ربما تكون العنايه الالهيه قد ارسلته لى فى الشهر المبارك .
زياره الرئيس جمال عبد الناصر لليمن:
بعد ان عدت لليمن من اجازه فى القاهره استمرت 15يوما توالى تتابع الاحداث من استمرار للقتال فى مختلف المناطق اما لاجبار القبائل على الولاء للثوره او مقاومه هجمات متفرقه او تامين طرق الامداد او التواجد فى امكنه معينه لها اهميه لحمايه الثوره وهذا استدعى زياده كبيره فى القوات المصريه وانتشارا كبيرا لوحداتنا فى جميع نواحى اليمن ، ثم بدات مرحله مفاوضات محيره مع زعماء القبائل القويه وكان ابرزهم الغادر والذى كان بحق اسما على مسمى فمره يطلب مقابله المشير عامر شخصيا ومره يطلب اسلحه وذخائر محدده وبالطبع كان الذهب هو العامل المشترك فى كل هذه المطالب.
ولقد حاولنا هدايته بكل الطرق عن طريق السلم والسلام مرات ومرات اخرى بالقوه وبالمال والذهب المصرى مرات ومرات .
ويصل الرئيس جمال عبد الناصر لليمن فى 23ابريل1964م وتحولت صنعاء وخاصه مبنى القياده العربيه بالطرف الشمالى منها الى قبله يتوجه اليها كل قبائل اليمن من كل حدب وصوب لمشاهده عبد الناصر ، ولم يحضر الغادر هذا اى لقاء مع عبد الناصر او حتى نظيره اليمنى.
وعندما طار عبد الناصر الى تعز فى الجنوب استقبل استقبالا حافلا ورائعا من قبائل الجنوب اليمنى وسيحكى التاريخ عن نتائج هذه الزياره واثرها ودورها الكبيرين فى استقرار الثوره اليمنيه داخليا وخارجيا ودوليا ، فى الوقت الذى ابلغت فيه انجلترا هيئه الامم المتحده ان خطب الرئيس جمال عبد الناصر فى اليمن تسبب عدم امكان الوصول الى حل فى موضوعات الجنوب اليمنى.
فى نهايه عام 1965م كنت قائدا لوحدات المظلات وقائد للاحتياطى العام فى صنعاء وقد استدعى الموقع اسقاط مجموعه مظليين فى منطقه المطمه لدعم القوات بها للقيام بهجوم كبير لتامين طريق الامداد الرئيسى للجوف ، وبعد معركه كبيره استمرت لاكثر من ثلاثه ايام متواصله تمكنت قواتى من تامين المنطقه وفتح طريق الامداد الرئيسى للجوف ،ولم استطع العوده الى صنعاء الا بعد فتره طويله قضيتها قائدا لهذا القطاع الكبير الى ان حضر المشير عامر وزار هذا القطاع ثم استدعينا الى صنعاء لحضور مؤتمر كبير لقاده القطاعات فى اليمن
وكان المؤتمر الكبير الذى كان يبحث حقيقه الروح المعنويه للقوات العربيه فى اليمن يضم كلا من المشير عامر والسيد انور السادات والفريق اول مرتجى واللواء فتحى عبد الغنى بالاضافه الى قاده قطاعات القوات العربيه باليمن وطلب المشير من القاده الاجابه عن ثلاثه اسئله هامه:
1- ماهو موقف الروح المعنويه للقوات فى منطقه كل قائد؟
2- الموقف الحربى والعسكرى والكفائه القتاليه للقوات؟
3- موقف القبائل اليمنيه ومشاكلها؟
قام كل قائد فى دوره يجيب عن اسئله المشير واستفساراته والحقيقه كانت كل الاجابات تمثل صدمه نفسيه لى خاصه فيما بتعلق بالاجابه على السؤال الخاص بالروح المعنويه للقوات فالجميع اعلنوا ارتفاع المعنويات والاستعداد للقتال اما اجابتى عندما جاء دورى فقد افقدت المشير هدوئه عندما قلت ان الروح المعنويه لقواتى سيئه ، فدق بيده بقوه على منضده المؤتمرات قائلا لى "ازاى تقول الكلام ده؟ احنا بنقول ان قواتنا المسلحه اكبر قوه ضاربه فى الشرق الاوسط" وكان ردى على سيادته فى هدوء" اذا كنت سيادتك زعلان منى بلاش اتكلم بصراحه!!" وبسرعه رد على قائلا فى هدوء
"لالا اتكلم يا منعم بصراحه قول"
ويومها تكلمت بصفتى قائدا للمظلات وقائدا لمنطقه الجبل الاحمر وقد سمح لى بان اصدقه القول عن اسباب ردى على تساؤله عن الاستفسار الاول الخاص بالروح المعنويه والذى اجبت فيه انها سيئه وسببت هذا الهياج قلت بثقه وانا جالس على مقعدى بناء على تعليماته ، هناك عده اسباب رئيسيه اثرت وتؤثر على الروح المعنويه لقواتى واصفها بالسيئه وهى :
1- طبيعه العدو الذى نقاتله وتميزه بالغدر والخيانه وكيف نعرف العدو من الصديق؟
2- طبيعه الارض وصعوبه التحرك عليها خاصه المنطقه الجبليه التى نعيش بها الان وكثره الاحجار الصخريه بها وتاثيرها الخطير على احذيه الجنود التى تنزع نعالها من مشوار واحد الى قمه الجبل فتصاب اقدام الجنود من الصخور والاحجار فتجرح وتدمى اصابعهم كما انهم يعانون الكثير اثناء الصعود حاملين المياه والتعيينات والاسلحه والذخائر .
3- عدم توافر المياه وطول المسافه وخطورتها الى موارد المياه فى الوادى ومتاعب الحصول عليها واحتمالات تلوثها بفعل العدو
4-
زياره الرئيس جمال عبد الناصر لليمن:
بعد ان عدت لليمن من اجازه فى القاهره استمرت 15يوما توالى تتابع الاحداث من استمرار للقتال فى مختلف المناطق اما لاجبار القبائل على الولاء للثوره او مقاومه هجمات متفرقه او تامين طرق الامداد او التواجد فى امكنه معينه لها اهميه لحمايه الثوره وهذا استدعى زياده كبيره فى القوات المصريه وانتشارا كبيرا لوحداتنا فى جميع نواحى اليمن ، ثم بدات مرحله مفاوضات محيره مع زعماء القبائل القويه وكان ابرزهم الغادر والذى كان بحق اسما على مسمى فمره يطلب مقابله المشير عامر شخصيا ومره يطلب اسلحه وذخائر محدده وبالطبع كان الذهب هو العامل المشترك فى كل هذه المطالب.
ولقد حاولنا هدايته بكل الطرق عن طريق السلم والسلام مرات ومرات اخرى بالقوه وبالمال والذهب المصرى مرات ومرات .
ويصل الرئيس جمال عبد الناصر لليمن فى 23ابريل1964م وتحولت صنعاء وخاصه مبنى القياده العربيه بالطرف الشمالى منها الى قبله يتوجه اليها كل قبائل اليمن من كل حدب وصوب لمشاهده عبد الناصر ، ولم يحضر الغادر هذا اى لقاء مع عبد الناصر او حتى نظيره اليمنى.
وعندما طار عبد الناصر الى تعز فى الجنوب استقبل استقبالا حافلا ورائعا من قبائل الجنوب اليمنى وسيحكى التاريخ عن نتائج هذه الزياره واثرها ودورها الكبيرين فى استقرار الثوره اليمنيه داخليا وخارجيا ودوليا ، فى الوقت الذى ابلغت فيه انجلترا هيئه الامم المتحده ان خطب الرئيس جمال عبد الناصر فى اليمن تسبب عدم امكان الوصول الى حل فى موضوعات الجنوب اليمنى.
فى نهايه عام 1965م كنت قائدا لوحدات المظلات وقائد للاحتياطى العام فى صنعاء وقد استدعى الموقع اسقاط مجموعه مظليين فى منطقه المطمه لدعم القوات بها للقيام بهجوم كبير لتامين طريق الامداد الرئيسى للجوف ، وبعد معركه كبيره استمرت لاكثر من ثلاثه ايام متواصله تمكنت قواتى من تامين المنطقه وفتح طريق الامداد الرئيسى للجوف ،ولم استطع العوده الى صنعاء الا بعد فتره طويله قضيتها قائدا لهذا القطاع الكبير الى ان حضر المشير عامر وزار هذا القطاع ثم استدعينا الى صنعاء لحضور مؤتمر كبير لقاده القطاعات فى اليمن
وكان المؤتمر الكبير الذى كان يبحث حقيقه الروح المعنويه للقوات العربيه فى اليمن يضم كلا من المشير عامر والسيد انور السادات والفريق اول مرتجى واللواء فتحى عبد الغنى بالاضافه الى قاده قطاعات القوات العربيه باليمن وطلب المشير من القاده الاجابه عن ثلاثه اسئله هامه:
1- ماهو موقف الروح المعنويه للقوات فى منطقه كل قائد؟
2- الموقف الحربى والعسكرى والكفائه القتاليه للقوات؟
3- موقف القبائل اليمنيه ومشاكلها؟
قام كل قائد فى دوره يجيب عن اسئله المشير واستفساراته والحقيقه كانت كل الاجابات تمثل صدمه نفسيه لى خاصه فيما بتعلق بالاجابه على السؤال الخاص بالروح المعنويه للقوات فالجميع اعلنوا ارتفاع المعنويات والاستعداد للقتال اما اجابتى عندما جاء دورى فقد افقدت المشير هدوئه عندما قلت ان الروح المعنويه لقواتى سيئه ، فدق بيده بقوه على منضده المؤتمرات قائلا لى "ازاى تقول الكلام ده؟ احنا بنقول ان قواتنا المسلحه اكبر قوه ضاربه فى الشرق الاوسط" وكان ردى على سيادته فى هدوء" اذا كنت سيادتك زعلان منى بلاش اتكلم بصراحه!!" وبسرعه رد على قائلا فى هدوء
"لالا اتكلم يا منعم بصراحه قول"
ويومها تكلمت بصفتى قائدا للمظلات وقائدا لمنطقه الجبل الاحمر وقد سمح لى بان اصدقه القول عن اسباب ردى على تساؤله عن الاستفسار الاول الخاص بالروح المعنويه والذى اجبت فيه انها سيئه وسببت هذا الهياج قلت بثقه وانا جالس على مقعدى بناء على تعليماته ، هناك عده اسباب رئيسيه اثرت وتؤثر على الروح المعنويه لقواتى واصفها بالسيئه وهى :
1- طبيعه العدو الذى نقاتله وتميزه بالغدر والخيانه وكيف نعرف العدو من الصديق؟
2- طبيعه الارض وصعوبه التحرك عليها خاصه المنطقه الجبليه التى نعيش بها الان وكثره الاحجار الصخريه بها وتاثيرها الخطير على احذيه الجنود التى تنزع نعالها من مشوار واحد الى قمه الجبل فتصاب اقدام الجنود من الصخور والاحجار فتجرح وتدمى اصابعهم كما انهم يعانون الكثير اثناء الصعود حاملين المياه والتعيينات والاسلحه والذخائر .
3- عدم توافر المياه وطول المسافه وخطورتها الى موارد المياه فى الوادى ومتاعب الحصول عليها واحتمالات تلوثها بفعل العدو
4-
صعوبه وصول اللحوم والخضروات الطازجه من صنعاء الى الموقع واذا وصلت فمعظمها يصل تالفا ولا يحصل عليها الا المواقع القريبه من ارض الهبوط التى مهدتها للطائرات الاليوشن اوللطائرات الهليكوبتر لمصاعب ومتاعب النقل وطول المسافات الى المواقع؟
5- صعوبه وصول الترفيه سواء الصحف والمجلات او البريد وهو الاهم ،والوسيله الوحيده للاتصال هى الراديو علاوه على ان اذاعه القاهره لا تصل هنا الا نادرا وبالطبع مشكله اجازات الجنود ونقلهم من والى مطار صنعاء لقضاء اجازاتهم بالوطن مشكله معقده ولا حل لها عندى.
6- اختلاف حالات الطقس فى المكان او الموقع الواحد فشده البروده ليلا ودوامات الاتربه الصاعده الى اعلى والحامله لكل اتربه واوساخ اليمن فى الوديان ، وحراره شديده وفى الجبال بروده قاسيه وهذا يتطلب وفره من البطاطين والملابس الصوفيه للجنود وملابس اخرى خفيفه نهارا اما الامطار والصواعق والسيول فلن اتكلم عنها فمشاكلها يتعرض لها الجميع ويصعب التغلب عليها وارى صرف ضلع خيمه لكل جندى وضابط للايواء وهى غير متوفره كغيرها من المهمات الضروريه ، وحتى المتوفر منها فنوعه ردئ او قديم وتالف .
وهنا حدثت مناقشات كثيره فى جميع هذه النقاط التى اثيرت وبالطبع كان هناك هجوم ولوم على القاده والضباط والجنود لماذا لم تطلبوا ؟ او يقال لقد تم صرف مهمات كثيره ولكن اهمالكم يسبب تلفها ولكن المشير عامر دافع عنا وامر بحلول لهذه المشاكل وخلال هذه المناقشات قلت للمشير اننى رغم هذا فقد تغلبت على بعض هذه المشاكل فمثلا مشكله اللحوم الطازجه فقد اصدرت اوامرى بشراء عجول وخراف حيه لجنودى من الريالات التى معى ومخصصه للقبائل والمشايخ لاعلان ولائهم الظاهرى وقت قبض الريالات ، فقد كان طعام جنودى اولى وافضل !!
وهنا سمعت اصواتا هامسه تقول "والله جدع يا منعم" واخرى تقول "يبقى تتحاكم يا منعم" .. وانتهى المؤتمر والتف حولى معظم قاده القطاعات والقاده من الزملاء يقولون " والله كان نفسنا نقول الكلام اللى قلته .. ولكن احنا منقدرش نقول طبعا يا عم .. انت مسنود والمشير بيحبك"
وقابلنى الفريق اول مرتجى وقال لى "المشير عامر مبسوط منك يا منعم وبيقول ان عندك شجاعه ادبيه وبيقول ياريت باقى القاده يكونوا زيك " والحمد لله على هذه النعمه ،ولم احاكم الى الان فى موضوع ريالات القبائل ولكنى كسبت الثقه والتقدير ودافعت عن رجالى حتى يمكننى ان ارد على تساؤلاتهم ، لماذا نحارب هنا؟؟؟
بعض المصاعب والمتاعب والدروس المستفاده من عمليات اليمن :
قابلت قواتنا فى اليمن صعوبات كثيره منذ بدايه الثوره اليمنيه ولقد كان لها تاثير خطير على كفاءه الافراد والمعدات والاسلحه وفى اعداد القوى والتدريب للحروب الاخرى التقليديه التى تختلف فى الاسلحه والمعدات والتكتيكات عما كنا نقابله فى مسرح عمليات اليمن وكذا تختلف فى العدو الذى سنحاربه والقياده التى ستتولى توجيهه واداره معاركه ضدنا واختلاف طبيعه الارض ومناطق القتال وتغييرات الجو وعدم ملائمه الفرد ولا الاسلحه ولا المعدات لهذا النوع من القتال اذا اردنا تسميته قتالا
وكان بالطبع عامل الالمام بطبيعه السكان وعادات الاهالى والقبائل المختلفه الطبائع والصفات وتاثير القات على صحه الرجال خاصه الجنود اليمنيين وموضوع الخطاط وخطورته ونتائجه الوخيمه على الاخلاق والمجتمع وتفشى الاميه وكراهيه العلم والمعلمين والمتعلمين وسوء الحاله الصحيه للاهالى والفقر و.... كل هذه المصاعب قابلتنا ولم نعمل لها حسابا فى اول الامر .....
والحمد لله فقد قامت القوات العربيه باليمن تعاونها كل اجهزه الدوله المصريه فى التغلب على كل هذه الصعاب ماديا ومعنويا وحاربنا معهم الفقر والجهل والمرض والتخلف ومقاومه التقاليد الباليه القديمه العفنه ، واليوم يشهد تقدم اليمن الشقيق على هذا المجهود الكبير الذى قامت به قواتنا فى اليمن ليس فقط فى حمايه ثورتها ولكن فى محاربه التخلف حتى وصلت جمهوريه اليمن الى ما وصلت اليه الان من تقدم وازدهار وحضاره .
والدروس المستفاده من العمليه 9000 :
1- ان طبيعه الحرب فى اليمن لم تكن غزوا بل كانت لمعاونه شعب عربى شقيق وكان على حكومه اليمن فى عهد الثوره وعلى القوات العربيه التى تقدمت لتحمل امانه حمايه هذه الثوره ان تتقابل مع مجتمع قبلى تحكمه الخرافات والخلافات والانقسامات ولذا سارت معارك السلاح جنبا الى جنب مع معارك التوعيه ومحاوله اشعار الانسان اليمنى بمدى التخلف الذى يعيش فيه والسعى الى نقله الى ميدان الكفاح فى سبيل حياه افضل لتغيير هذا القطاع من المجتمع العربى ، ولقد قامت القوات المصريه بتنفيذ المهام المكلفه بها لمسانده ثوره اليمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
2- قاتلت القوات المصريه على مسرح عمليات اليمن تحت ظروف لم يسبق لها مثيل بالنسبه لاسلوب تدريبها فى مصر واهمها الحرب واسلوب قتال العصابات والكمائن الجبليه.
3- عدم توافر خرائط ذات مقياس مناسب ودق
5- صعوبه وصول الترفيه سواء الصحف والمجلات او البريد وهو الاهم ،والوسيله الوحيده للاتصال هى الراديو علاوه على ان اذاعه القاهره لا تصل هنا الا نادرا وبالطبع مشكله اجازات الجنود ونقلهم من والى مطار صنعاء لقضاء اجازاتهم بالوطن مشكله معقده ولا حل لها عندى.
6- اختلاف حالات الطقس فى المكان او الموقع الواحد فشده البروده ليلا ودوامات الاتربه الصاعده الى اعلى والحامله لكل اتربه واوساخ اليمن فى الوديان ، وحراره شديده وفى الجبال بروده قاسيه وهذا يتطلب وفره من البطاطين والملابس الصوفيه للجنود وملابس اخرى خفيفه نهارا اما الامطار والصواعق والسيول فلن اتكلم عنها فمشاكلها يتعرض لها الجميع ويصعب التغلب عليها وارى صرف ضلع خيمه لكل جندى وضابط للايواء وهى غير متوفره كغيرها من المهمات الضروريه ، وحتى المتوفر منها فنوعه ردئ او قديم وتالف .
وهنا حدثت مناقشات كثيره فى جميع هذه النقاط التى اثيرت وبالطبع كان هناك هجوم ولوم على القاده والضباط والجنود لماذا لم تطلبوا ؟ او يقال لقد تم صرف مهمات كثيره ولكن اهمالكم يسبب تلفها ولكن المشير عامر دافع عنا وامر بحلول لهذه المشاكل وخلال هذه المناقشات قلت للمشير اننى رغم هذا فقد تغلبت على بعض هذه المشاكل فمثلا مشكله اللحوم الطازجه فقد اصدرت اوامرى بشراء عجول وخراف حيه لجنودى من الريالات التى معى ومخصصه للقبائل والمشايخ لاعلان ولائهم الظاهرى وقت قبض الريالات ، فقد كان طعام جنودى اولى وافضل !!
وهنا سمعت اصواتا هامسه تقول "والله جدع يا منعم" واخرى تقول "يبقى تتحاكم يا منعم" .. وانتهى المؤتمر والتف حولى معظم قاده القطاعات والقاده من الزملاء يقولون " والله كان نفسنا نقول الكلام اللى قلته .. ولكن احنا منقدرش نقول طبعا يا عم .. انت مسنود والمشير بيحبك"
وقابلنى الفريق اول مرتجى وقال لى "المشير عامر مبسوط منك يا منعم وبيقول ان عندك شجاعه ادبيه وبيقول ياريت باقى القاده يكونوا زيك " والحمد لله على هذه النعمه ،ولم احاكم الى الان فى موضوع ريالات القبائل ولكنى كسبت الثقه والتقدير ودافعت عن رجالى حتى يمكننى ان ارد على تساؤلاتهم ، لماذا نحارب هنا؟؟؟
بعض المصاعب والمتاعب والدروس المستفاده من عمليات اليمن :
قابلت قواتنا فى اليمن صعوبات كثيره منذ بدايه الثوره اليمنيه ولقد كان لها تاثير خطير على كفاءه الافراد والمعدات والاسلحه وفى اعداد القوى والتدريب للحروب الاخرى التقليديه التى تختلف فى الاسلحه والمعدات والتكتيكات عما كنا نقابله فى مسرح عمليات اليمن وكذا تختلف فى العدو الذى سنحاربه والقياده التى ستتولى توجيهه واداره معاركه ضدنا واختلاف طبيعه الارض ومناطق القتال وتغييرات الجو وعدم ملائمه الفرد ولا الاسلحه ولا المعدات لهذا النوع من القتال اذا اردنا تسميته قتالا
وكان بالطبع عامل الالمام بطبيعه السكان وعادات الاهالى والقبائل المختلفه الطبائع والصفات وتاثير القات على صحه الرجال خاصه الجنود اليمنيين وموضوع الخطاط وخطورته ونتائجه الوخيمه على الاخلاق والمجتمع وتفشى الاميه وكراهيه العلم والمعلمين والمتعلمين وسوء الحاله الصحيه للاهالى والفقر و.... كل هذه المصاعب قابلتنا ولم نعمل لها حسابا فى اول الامر .....
والحمد لله فقد قامت القوات العربيه باليمن تعاونها كل اجهزه الدوله المصريه فى التغلب على كل هذه الصعاب ماديا ومعنويا وحاربنا معهم الفقر والجهل والمرض والتخلف ومقاومه التقاليد الباليه القديمه العفنه ، واليوم يشهد تقدم اليمن الشقيق على هذا المجهود الكبير الذى قامت به قواتنا فى اليمن ليس فقط فى حمايه ثورتها ولكن فى محاربه التخلف حتى وصلت جمهوريه اليمن الى ما وصلت اليه الان من تقدم وازدهار وحضاره .
والدروس المستفاده من العمليه 9000 :
1- ان طبيعه الحرب فى اليمن لم تكن غزوا بل كانت لمعاونه شعب عربى شقيق وكان على حكومه اليمن فى عهد الثوره وعلى القوات العربيه التى تقدمت لتحمل امانه حمايه هذه الثوره ان تتقابل مع مجتمع قبلى تحكمه الخرافات والخلافات والانقسامات ولذا سارت معارك السلاح جنبا الى جنب مع معارك التوعيه ومحاوله اشعار الانسان اليمنى بمدى التخلف الذى يعيش فيه والسعى الى نقله الى ميدان الكفاح فى سبيل حياه افضل لتغيير هذا القطاع من المجتمع العربى ، ولقد قامت القوات المصريه بتنفيذ المهام المكلفه بها لمسانده ثوره اليمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
2- قاتلت القوات المصريه على مسرح عمليات اليمن تحت ظروف لم يسبق لها مثيل بالنسبه لاسلوب تدريبها فى مصر واهمها الحرب واسلوب قتال العصابات والكمائن الجبليه.
3- عدم توافر خرائط ذات مقياس مناسب ودق
يق توضح طبيعه الارض ، وطرق الاقتراب والدروب والمسالك الجبليه وكثر الاعتماد على الادلاء من اهالى المنطقه وبالطبع لا يمكن معرفه الموالى للثوره منهم من عدمه.
4- ان تسليح القوات المسلحه المصريه التى اشتركت فى عمليات اليمن لم تكن بالمرونه الكافيه لمجابهه القتال فى المناطق الامر الذى استدعى تطويرها وعمل ابتكارات فى التسليح والمركبات وانواع الذخائر.
5- صعوبه السيطره على المناطق المتسعه فى اليمن او تنظيم التعاون بين الوحدات بها !!
6- صعوبه الامداد بالمياه والطعام بصفه مستمره فى عدد من المناطق الوعره او التى فى قمم الجبال مما ادى الى ادخال ابتكارات غير نمطيه فى اساليب الامداد .
7- طبيعه الجو وكثره الامطار واختلاف درجات الحراره والرطوبه وتيارات الاتربه المرتفعه الى اعلى وشده الحراره فى مناطق وشده البروده فى نفس المناطق المرتفعه منها اثر كثيرا على معنويات الرجال وصحتهم ووقايتهم وكان لابد من ابتكار ملابس معينه ومهمات تعاون الجندى ضد هذه الصعاب .
8- نجح اسلوب التوعيه والتوجيه المعنوى وزيارات الشباب اليمنى الى مصر ومشاهده التقدم الملموس بها وفى عودتهم نقلوا الكثير من حياه التقدم الاجتماعى الى اليمن .
9- قيام القوات المصريه بتعليم الصغار مبادئ القرائه والكتابه ومبادئ الدين الحنيف مما ساعد كثيرا على النهوض بدعائم نهضه اليمن المستقبليه .
10- نجحت قوافل المعاونه الصحيه للاهالى وعلاجهم والرعايه بهم .
11- اضطرتنا الظروف الى اجراءكثير من التحركات للجنود سيرا على الاقدام مع تحميل الاسلحه والذخائر على الدواب من بغال وحمير وهذا اعطى الجنود قدره على الصبر والاحتمال والصمود.
12- من الصعاب التى واجهتنا فى مناطق اليمن هى صعوبه سيطره القائد المحلى على قواته فى قمم الجبال وفى الوديان وبعد المسافات بينهما مما اضطرنا الى استخدام اللاسلكى والتاثير المنظور بالصوت او بالبيارق او بالاضاءه بالبطاريات والمصابيح ليلا.
13- ظهرت اهميه المهندسين فى اعمال شق الطرق وتمهيد اراضى هبوط الطائرات العموديه او طائرات النقل وانشاء واداره نقط توزيع المياه وحفر الابار فى عدد كبير من مناطق اليمن.
14- ومن ابرز الدروس التى اكتسبتها قواتنا فى اليمن هو الاهتمام باللياقه البدنيه للفرد المقاتل حتى يمكنه تحمل متاعب الحياه فى هذه الظروف الصعبه
4- ان تسليح القوات المسلحه المصريه التى اشتركت فى عمليات اليمن لم تكن بالمرونه الكافيه لمجابهه القتال فى المناطق الامر الذى استدعى تطويرها وعمل ابتكارات فى التسليح والمركبات وانواع الذخائر.
5- صعوبه السيطره على المناطق المتسعه فى اليمن او تنظيم التعاون بين الوحدات بها !!
6- صعوبه الامداد بالمياه والطعام بصفه مستمره فى عدد من المناطق الوعره او التى فى قمم الجبال مما ادى الى ادخال ابتكارات غير نمطيه فى اساليب الامداد .
7- طبيعه الجو وكثره الامطار واختلاف درجات الحراره والرطوبه وتيارات الاتربه المرتفعه الى اعلى وشده الحراره فى مناطق وشده البروده فى نفس المناطق المرتفعه منها اثر كثيرا على معنويات الرجال وصحتهم ووقايتهم وكان لابد من ابتكار ملابس معينه ومهمات تعاون الجندى ضد هذه الصعاب .
8- نجح اسلوب التوعيه والتوجيه المعنوى وزيارات الشباب اليمنى الى مصر ومشاهده التقدم الملموس بها وفى عودتهم نقلوا الكثير من حياه التقدم الاجتماعى الى اليمن .
9- قيام القوات المصريه بتعليم الصغار مبادئ القرائه والكتابه ومبادئ الدين الحنيف مما ساعد كثيرا على النهوض بدعائم نهضه اليمن المستقبليه .
10- نجحت قوافل المعاونه الصحيه للاهالى وعلاجهم والرعايه بهم .
11- اضطرتنا الظروف الى اجراءكثير من التحركات للجنود سيرا على الاقدام مع تحميل الاسلحه والذخائر على الدواب من بغال وحمير وهذا اعطى الجنود قدره على الصبر والاحتمال والصمود.
12- من الصعاب التى واجهتنا فى مناطق اليمن هى صعوبه سيطره القائد المحلى على قواته فى قمم الجبال وفى الوديان وبعد المسافات بينهما مما اضطرنا الى استخدام اللاسلكى والتاثير المنظور بالصوت او بالبيارق او بالاضاءه بالبطاريات والمصابيح ليلا.
13- ظهرت اهميه المهندسين فى اعمال شق الطرق وتمهيد اراضى هبوط الطائرات العموديه او طائرات النقل وانشاء واداره نقط توزيع المياه وحفر الابار فى عدد كبير من مناطق اليمن.
14- ومن ابرز الدروس التى اكتسبتها قواتنا فى اليمن هو الاهتمام باللياقه البدنيه للفرد المقاتل حتى يمكنه تحمل متاعب الحياه فى هذه الظروف الصعبه
قادري حيدر وسؤال بناء الدولة والصراع في اليمن
ناقش كتاب، صدر حديثاً للباحث والمفكر السياسي اليمني قادري أحمد حيدر، سؤال بناء الدولة الحديثة في مجرى الثورة اليمنية منذ ستينيات القرن الماضي، وحتى عقد التسعينيات؛ وهو سؤال غاية في الأهمية اعترت إجابته الواقعية انحرافات اتجهت بالحكم الجمهوري في مسارات فردية غاب معه مشروع الدولة الوطنية الحديثة، ونتجت عن ذلك اختلالات وصراعات توالت معها دورات الانقلاب والاحتراب، تحت مظلة التبعية الخارجية بهدف الاستئثار بالسلطة… وهو كتاب مهم يساعد في فهم ما تعيشه البلاد حالياً. التزم كتاب «الصراع السياسي في مجرى الثورة اليمنية وقضية بنا الدولة 1962 -1963 إلى 1990 «، الصادر مؤخراً في 344 صفحة من القطع المتوسط عن مركز الدراسات والبحوث اليمني في صنعاء بتمويل خيري من أحد رجال الأعمال- نقاشاً منهجياً لإشكالية سياسية غاية في التعقيد، اشتغل عليها واحد من أهم باحثي الفكر السياسي اليمني.
شمال البلاد
توزع الكتاب في فصلين: الفصل الأول تناول واقع السلطة في شمال البلاد، عقب قيام ثورة 1962 هناك ضد الملكية الإمامية، وانقسم الفصل إلى أربعة أقسام: القسم الأول: تناول مصاعب وتحديات بناء الدولة انطلاقاً من جدل (المشيخية القبلية) كمعوق رئيس أمام قضية بناء الدولة؛ وهنا ناقش الكتاب الأبعاد المختلفة للمشيخة القبلية، بدءًا من البُعد الديني في علاقة القبيلة بالإمامة، واعتقاد المشايخ القبليين لاحقاً عقب قيام الثورة، أنهم ورثة الإمامة الجدد؛ وهو ما ظهر جلياً في كثير من المؤتمرات القبلية من عمران إلى خمر والجند حتى مؤتمر حرض؛ ما نجم عنه تضاعف الدور السياسي للقبيلة في قمة السلطة، في صورة رموز المشيخة القبلية ودور القوى السياسية التقليدية من بقايا الأحرار. وحسب الكتاب فإنه بقيام تحالف استراتيجي بين كبار مشايخ القبائل مع السعودية، صار هؤلاء المشايخ بالتنسيق مع السعودية هم مَن يحدد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء والوزراء والسفراء. مؤكداً أن ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 أنهت حكم السلالة الأسرية الحاكمة، باسم الحق الإلهي (البطنين)، ولكنها حسب المؤلف لم تُسقط حكم دولة المذهب والقبيلة كمنظومة ونظام لأسباب ذاتية وموضوعية وتاريخية. كما أكد أن المعالجات السياسية للسلطة الجمهورية في اتجاهها العام بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 صبت وخدمت في تعزيز مكانة الدور السياسي للقبيلة في قمة السلطة، على حساب بناء وقيام مشروع الدولة الوطنية الحديثة. وأشار إلى رأيين كانا حاضرين في قلب قيادة الصف الجمهوري الأول منه يقول ليس بالإمكان الاستغناء عن دور سياسي مميز وبارز لمشايخ القبائل في قمة السلطة، ويمثل هذا الاتجاه الجناح القبلي في حزب البعث وغيرهم من كبار المشايخ، ورأي آخر يقول بضرورة إخضاع القبيلة والمشيخة القبلية للدور السياسي المركزي للدولة، وضبط إيقاع حركتهم ودورهم على إيقاع سيمفونية بناء الدولة؛ لأن القبيـــــلة ومشايخها بطبيعتهم البنيوية وثقافتهم الشقاقية الانقسامية، يتناقضون مع الدور السياسي المركزي التوحيدي للدولة، ولديهم منازعهم الذاتية الاستقلالية عن أي دولة مركزية، وكان يمثل هذا الرأي أو التوجه ـ حسب المؤلف – ضمناً بدون تصريح الرئيس عبدالله السلال والقوى السياسية والاجتماعية والديمقراطية، لكن المســـار الأول هو الذي انتصر بعد أن رُفعت أرصدة وأسهم القبيلة الى ذرى قمة السلطة، وتكرست قيمها ورموزها وأعرافها إلى مستوى سلطة الدولة، خاصة بعد انقلاب 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، بل أصبحت القبيلة دولة داخل دولة (وصار الشيخ يقول بدلاً عن لويس الرابع عشر: أنا الدولة والدولة أنا)؛ وبذلك ألغت الدولة مشروع الثورة والدولة وأقصتها مستعيضة عنها بدور القبيلة والجمهورية القبلية، مشيراً إلى جملة من القرارات والقوانين التي صدرت وتعززت بها مواقع بنية دولة القبيلة في جميع مفاصل الدولة، واستمر تغييب الدولة الوطنية الحديثة في الشمال.
السلطة الجمهورية وُلدت حاملة بذور أزمتها الداخلية ووجودها التمثيلي الذي ظل يتناقض قياساً مع مضمون الجمهورية؛ فبدلاً من تقليص الفجوة تدريجياً لصالح قوى مشايخ الجمهورية، والدولة تحركت إجراءات السلطة الجمهورية في الاتجاه المعاكس.
يقول المؤلف إن السلطة الجمهورية وُلدت حاملة بذور أزمتها الداخلية ووجودها التمثيلي الذي ظل يتناقض قياساً مع مضمون الجمهورية؛ فبدلاً من تقليص الفجوة تدريجياً لصالح قوى مشايخ الجمهورية، والدولة تحركت إجراءات السلطة الجمهورية في الاتجاه المعاكس. وانتقد المؤلف ما اعتبره (المثالية الثورية الرومانسية) لقياد تنظيم الضباط الأحرار، باعتبارها لعبت دوراً سلبياً مباشرًا ساهم في إضعاف دور التنظيم وتراجع مكانته ودوره القيادي، بعد أن تخلوا عن التنظيم ودوره في قيادة العملية السياسية والثورية، وفي بناء السلطة والدولة ومؤسساتها؛ وهو الدور الذي كان يمكن ـ حسب المؤلف- أن يخفف من الضغوط على الجناح الثوري في القيادة الجمهورية، مؤكداً على أن
ناقش كتاب، صدر حديثاً للباحث والمفكر السياسي اليمني قادري أحمد حيدر، سؤال بناء الدولة الحديثة في مجرى الثورة اليمنية منذ ستينيات القرن الماضي، وحتى عقد التسعينيات؛ وهو سؤال غاية في الأهمية اعترت إجابته الواقعية انحرافات اتجهت بالحكم الجمهوري في مسارات فردية غاب معه مشروع الدولة الوطنية الحديثة، ونتجت عن ذلك اختلالات وصراعات توالت معها دورات الانقلاب والاحتراب، تحت مظلة التبعية الخارجية بهدف الاستئثار بالسلطة… وهو كتاب مهم يساعد في فهم ما تعيشه البلاد حالياً. التزم كتاب «الصراع السياسي في مجرى الثورة اليمنية وقضية بنا الدولة 1962 -1963 إلى 1990 «، الصادر مؤخراً في 344 صفحة من القطع المتوسط عن مركز الدراسات والبحوث اليمني في صنعاء بتمويل خيري من أحد رجال الأعمال- نقاشاً منهجياً لإشكالية سياسية غاية في التعقيد، اشتغل عليها واحد من أهم باحثي الفكر السياسي اليمني.
شمال البلاد
توزع الكتاب في فصلين: الفصل الأول تناول واقع السلطة في شمال البلاد، عقب قيام ثورة 1962 هناك ضد الملكية الإمامية، وانقسم الفصل إلى أربعة أقسام: القسم الأول: تناول مصاعب وتحديات بناء الدولة انطلاقاً من جدل (المشيخية القبلية) كمعوق رئيس أمام قضية بناء الدولة؛ وهنا ناقش الكتاب الأبعاد المختلفة للمشيخة القبلية، بدءًا من البُعد الديني في علاقة القبيلة بالإمامة، واعتقاد المشايخ القبليين لاحقاً عقب قيام الثورة، أنهم ورثة الإمامة الجدد؛ وهو ما ظهر جلياً في كثير من المؤتمرات القبلية من عمران إلى خمر والجند حتى مؤتمر حرض؛ ما نجم عنه تضاعف الدور السياسي للقبيلة في قمة السلطة، في صورة رموز المشيخة القبلية ودور القوى السياسية التقليدية من بقايا الأحرار. وحسب الكتاب فإنه بقيام تحالف استراتيجي بين كبار مشايخ القبائل مع السعودية، صار هؤلاء المشايخ بالتنسيق مع السعودية هم مَن يحدد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء والوزراء والسفراء. مؤكداً أن ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 أنهت حكم السلالة الأسرية الحاكمة، باسم الحق الإلهي (البطنين)، ولكنها حسب المؤلف لم تُسقط حكم دولة المذهب والقبيلة كمنظومة ونظام لأسباب ذاتية وموضوعية وتاريخية. كما أكد أن المعالجات السياسية للسلطة الجمهورية في اتجاهها العام بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 صبت وخدمت في تعزيز مكانة الدور السياسي للقبيلة في قمة السلطة، على حساب بناء وقيام مشروع الدولة الوطنية الحديثة. وأشار إلى رأيين كانا حاضرين في قلب قيادة الصف الجمهوري الأول منه يقول ليس بالإمكان الاستغناء عن دور سياسي مميز وبارز لمشايخ القبائل في قمة السلطة، ويمثل هذا الاتجاه الجناح القبلي في حزب البعث وغيرهم من كبار المشايخ، ورأي آخر يقول بضرورة إخضاع القبيلة والمشيخة القبلية للدور السياسي المركزي للدولة، وضبط إيقاع حركتهم ودورهم على إيقاع سيمفونية بناء الدولة؛ لأن القبيـــــلة ومشايخها بطبيعتهم البنيوية وثقافتهم الشقاقية الانقسامية، يتناقضون مع الدور السياسي المركزي التوحيدي للدولة، ولديهم منازعهم الذاتية الاستقلالية عن أي دولة مركزية، وكان يمثل هذا الرأي أو التوجه ـ حسب المؤلف – ضمناً بدون تصريح الرئيس عبدالله السلال والقوى السياسية والاجتماعية والديمقراطية، لكن المســـار الأول هو الذي انتصر بعد أن رُفعت أرصدة وأسهم القبيلة الى ذرى قمة السلطة، وتكرست قيمها ورموزها وأعرافها إلى مستوى سلطة الدولة، خاصة بعد انقلاب 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، بل أصبحت القبيلة دولة داخل دولة (وصار الشيخ يقول بدلاً عن لويس الرابع عشر: أنا الدولة والدولة أنا)؛ وبذلك ألغت الدولة مشروع الثورة والدولة وأقصتها مستعيضة عنها بدور القبيلة والجمهورية القبلية، مشيراً إلى جملة من القرارات والقوانين التي صدرت وتعززت بها مواقع بنية دولة القبيلة في جميع مفاصل الدولة، واستمر تغييب الدولة الوطنية الحديثة في الشمال.
السلطة الجمهورية وُلدت حاملة بذور أزمتها الداخلية ووجودها التمثيلي الذي ظل يتناقض قياساً مع مضمون الجمهورية؛ فبدلاً من تقليص الفجوة تدريجياً لصالح قوى مشايخ الجمهورية، والدولة تحركت إجراءات السلطة الجمهورية في الاتجاه المعاكس.
يقول المؤلف إن السلطة الجمهورية وُلدت حاملة بذور أزمتها الداخلية ووجودها التمثيلي الذي ظل يتناقض قياساً مع مضمون الجمهورية؛ فبدلاً من تقليص الفجوة تدريجياً لصالح قوى مشايخ الجمهورية، والدولة تحركت إجراءات السلطة الجمهورية في الاتجاه المعاكس. وانتقد المؤلف ما اعتبره (المثالية الثورية الرومانسية) لقياد تنظيم الضباط الأحرار، باعتبارها لعبت دوراً سلبياً مباشرًا ساهم في إضعاف دور التنظيم وتراجع مكانته ودوره القيادي، بعد أن تخلوا عن التنظيم ودوره في قيادة العملية السياسية والثورية، وفي بناء السلطة والدولة ومؤسساتها؛ وهو الدور الذي كان يمكن ـ حسب المؤلف- أن يخفف من الضغوط على الجناح الثوري في القيادة الجمهورية، مؤكداً على أن
الضباط الأحرار لم يكونوا موفقين حين فضلوا خيار المعركة العسكرية؛ وهو عمل وطني نبيل على خوض المعركة السياسية في قمة السلطة ومؤسساتها الوليدة؛ وهذا في رأي المؤلف كان هو الدور الأخطر على طريق قيام الدولة الوطنية الحديثة ورعايتها وتطورها. واستكمل القسم الأول مناقشة واقع النظام السياسي في مجرى ثورة 26 سبتمبر، متناولاً خلفية سياسية تاريخية، بدءاً من وعي الإمامة بمفهوم وكيان الدولة وهو وعي ظل يتناقض تماماً مع مفهوم الدولة، بل يعاديها، مقتصراً على اعتبار الدولة دولة جباية ودولة حرب فقط، ومن ثم تقديم مقاربة سياسية ثقافية اجتماعية للإشكالات التي واجهت بناء الدولة وتشكلها، وكذا صياغة النظام السياسي واحداً من الإشكالات السياسية والاجتماعية والوطنية المعقدة، متوقفاً، وهو في سياق نقاش سؤال الدولة والنظام السياسي، أمام جملة من التحديات والمصاعب والأخطار التي صاحبت ذلك التطور في بناء النظام السياسي وأسلوب هندسته، مستعرضاً أهم تلك الأخطار ممثلة في نـــماذج دويلات القبيلة والاتحادات القبلية ودولة ثقافة الحرب والقوة، ومن جانب آخر نموذج دولتي الإمامة والخلافة، وجميعها عرفتهما اليمن في قرن مضي، وصولاً إلى (رئيس الجمهورية الأمين العام) وتغوله على سلطة الدولة، وتحول الدولة تابعا لسلطة الفرد، أما الخطر الثاني فهو خطر الصراع السياسي والاجتماعي والمذهبي الديني القبلي، كصراع على السلطة والاستئثار بها، ليأتي الخطر الثالث وهو خطر الارتهان والتبعية للخـــارج؛ وبذلك افتقدت اليمن لإرادة وطنية وعقل سياسي ديناميكي وطني مدرك لشروط التحول إلى الدولة على قاعدة الفكر التعددي.
وقال المؤلف إن التجربة في شمال اليمن وجنوبه فشلت بصورة كاملة في بناء الدولة الوطنية المؤسسية، مستكملاً مناقشة الإشكالية تحت عنوان «حرية العمل الحزبي السياسي والمدني في شمال البلاد». فيما تناول القسم الثاني من الفصل الأول المؤتمرات القبلية المعارضة كشكل من أشكال الصراع السياسي، وما نتج عن غياب الاستراتيجية السياسية الوطنية لما بعد الثورة مناقشاً مصادر قوة الجناح القبلي الجمهوري. أما القسم الثالث فتناول كيفية تحول النصر الوطني إلى هزيمة سياسية، متوقفاً عند المشاكل الثقافية والاجتماعية في التفكير السياسي، التي تسببت بخنق النصر الثوري ووأده؛ مناقشاً واقع التحالفات السياسية التقليدية وتحالفاتها ومصادر قوتها ، متتبعًا المراحل التي بها (أزمة القيادة الجمهورية) في الشمال أو ما كان يُعرف في الجمهورية العربية اليمنية، وصولاً إلى اتفاقية جدة للمصالحة مع الملكيين في مارس/آذار 1970 وصولاً إلى القسم الرابع حيث تناول حرب 1972 بين الشطرين وحرب 1979 وصولاً إلى تربع علي عبدالله صالح للسلطة.
جنوب البلاد
في الفصل الثاني تناول المؤلف الواقع السياسي خلال فترة الدراسة في جنوب البلاد في السنوات الأخيرة من الاحتلال البريطاني، وعهد ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مقدماً في القسم الأول خلفية تاريخية للتكوينات السياسية والكيانات القبلية، متتبعاً مسار بعض السلطنات والمشيخات كالسلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية في حضرموت، وسلطنة لحج وعدن واتفاقية الحماية الاستعمارية. متوقفاً في القسم الثاني عند واقع توحيد إمارات ومشيخات وسلطنات الجنوب اليمني في مجرى التجربة الثورية التحررية، وصولاً إلى مفاوضات الاستقلال وبناء الدولة على أنقاض حكومات دويلات الاتحاد الأنكلو/سلاطيني. أما القسم الثالث فقدم قراءة في وثيقتين الأولى وثيقة مبكرة لحركة القوميين العرب حول الكفاح المسلح، والثانية للميثاق الوطني كشكل من أشكال الصراع الأيديولوجي السياسي. أما في القسم الرابع؛ فتناول الكفاح المسلح والتسوية السياسية وواقع الجبهة القومية وجبهة التحرير وصولاً إلى الاقتتال الداخلي بين الجبهتين. وفي القسم الخامس من الفصل الثاني تناول المؤلف مفهوم واصطلاح (اليمين الرجعي) و(اليسار التقدمي) متوقفا عند عنوان الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 وتحدياته والمؤتمر الرابع والصراع السياسي على السلطة، وقضية بناء الدولة، منطلقا من بيان الاستقلال وازدواجية السلطة. أما القسم السادس والأخير من الكتاب فتوقف فيه مناقشاً التنظيم السياسي الموحد – الجبهة القومية وأزمة ما يسمى باليسار الانتهازي… بدءًا من خلفية سياسية للصراع متتبعاً العديد من الأخطاء التي رافقت مسار بناء الدولة والصراع السياسي وصولاً إلى الصراع العسكري والاقتتال بين السلطات.
وقال المؤلف إن التجربة في شمال اليمن وجنوبه فشلت بصورة كاملة في بناء الدولة الوطنية المؤسسية، مستكملاً مناقشة الإشكالية تحت عنوان «حرية العمل الحزبي السياسي والمدني في شمال البلاد». فيما تناول القسم الثاني من الفصل الأول المؤتمرات القبلية المعارضة كشكل من أشكال الصراع السياسي، وما نتج عن غياب الاستراتيجية السياسية الوطنية لما بعد الثورة مناقشاً مصادر قوة الجناح القبلي الجمهوري. أما القسم الثالث فتناول كيفية تحول النصر الوطني إلى هزيمة سياسية، متوقفاً عند المشاكل الثقافية والاجتماعية في التفكير السياسي، التي تسببت بخنق النصر الثوري ووأده؛ مناقشاً واقع التحالفات السياسية التقليدية وتحالفاتها ومصادر قوتها ، متتبعًا المراحل التي بها (أزمة القيادة الجمهورية) في الشمال أو ما كان يُعرف في الجمهورية العربية اليمنية، وصولاً إلى اتفاقية جدة للمصالحة مع الملكيين في مارس/آذار 1970 وصولاً إلى القسم الرابع حيث تناول حرب 1972 بين الشطرين وحرب 1979 وصولاً إلى تربع علي عبدالله صالح للسلطة.
جنوب البلاد
في الفصل الثاني تناول المؤلف الواقع السياسي خلال فترة الدراسة في جنوب البلاد في السنوات الأخيرة من الاحتلال البريطاني، وعهد ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مقدماً في القسم الأول خلفية تاريخية للتكوينات السياسية والكيانات القبلية، متتبعاً مسار بعض السلطنات والمشيخات كالسلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية في حضرموت، وسلطنة لحج وعدن واتفاقية الحماية الاستعمارية. متوقفاً في القسم الثاني عند واقع توحيد إمارات ومشيخات وسلطنات الجنوب اليمني في مجرى التجربة الثورية التحررية، وصولاً إلى مفاوضات الاستقلال وبناء الدولة على أنقاض حكومات دويلات الاتحاد الأنكلو/سلاطيني. أما القسم الثالث فقدم قراءة في وثيقتين الأولى وثيقة مبكرة لحركة القوميين العرب حول الكفاح المسلح، والثانية للميثاق الوطني كشكل من أشكال الصراع الأيديولوجي السياسي. أما في القسم الرابع؛ فتناول الكفاح المسلح والتسوية السياسية وواقع الجبهة القومية وجبهة التحرير وصولاً إلى الاقتتال الداخلي بين الجبهتين. وفي القسم الخامس من الفصل الثاني تناول المؤلف مفهوم واصطلاح (اليمين الرجعي) و(اليسار التقدمي) متوقفا عند عنوان الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 وتحدياته والمؤتمر الرابع والصراع السياسي على السلطة، وقضية بناء الدولة، منطلقا من بيان الاستقلال وازدواجية السلطة. أما القسم السادس والأخير من الكتاب فتوقف فيه مناقشاً التنظيم السياسي الموحد – الجبهة القومية وأزمة ما يسمى باليسار الانتهازي… بدءًا من خلفية سياسية للصراع متتبعاً العديد من الأخطاء التي رافقت مسار بناء الدولة والصراع السياسي وصولاً إلى الصراع العسكري والاقتتال بين السلطات.