عمر الصافي”
متعلقات الجد علوي الشخصية
أما الكتاب الثاني الذ نشره الدكتور علي محسن السقاف فيبدو أن عنوانه (مذكراتي ومختاراتي محسن بن علوي السقاف السيرة الذاتية) يعكس فعلا محتواه. فهو كله مدون بضمير المتكلم ويقول المؤلف في الصفحة الأولى منه “لقد كتبت هذه السيرة الذاتية بنفسي وأعانني على تسجيلها ابني الدكتور علي محسن وفقه الله وأعانه . وانا أهدف بها أمرين؛ الأول أن يتعرف قارؤها على صراع أحد أبناء حضرموت ومكافحته مع الحياة من أجل لقمة العيش، والثاني أن يستفيد القارئ مما صادفته من تجارب وخبرات لتكون له عونا في مشوار حياته”. وقد ولد السيد محسن بن علوي بسيئون في 13 رجب عام 1340هـ الموافق 11 مارس 1922م وعاش في أسرة عمل عدد من أفرادها بالقضاء مستورة الحال وفي بيئة علمية و أدبية غنية بالعلماء أمثال مفتي حضرموت و أديبها الأشهر عبد الرحمن بن عبيد اللاه السقاف وكان شاعرا و أديبا و رجلاً حكيما .. كما عمل رئيسا لبلدية سيئون و سكرتيرا للجنة المزارعين بالمنطقة وأسس أول مشروع زراعي حديث في ضواحي سيئون أواخر أربعينيات القرن الماضي وقال إن تجربته الزراعية علمته أن الاهتمام بالزراعة و الإخلاص فيها و إدارتها الإدارة الجيدة يمكن أن توفر الغذاء الكافي لسكان المنطقة ، بل و يمكن التصدير للخارج بكميات كبيرة…كما إنه أدخل إلى سيئون لأول مرة في مطلع الخمسينيات وطاحونا و رضّاحة و مصنعا للثلج تحت مسمى المشروع الصناعي. ثم هاجر إلى اندونيسيا وأريتريا واستقر به المقام في العربية السعودية التي نال جنسيتها لاحقا و زار بلدانا أخرى عديدة وربطته علاقات شخصية شخصيات كثيرة منها الشيخ سالم عبيد باحبيشي الذي قدمه في ثلاث صفحات من الكتاب. وقد اشتهر محسن بن علوي بمساهماته الكثيرة في عمارة المساجد و الأعمال الخيرية و مساعدة الأسر الفقيرة و الأرامل و الأيتام .و كان كثير الصدقات و إعانة ذوي الحاجات وأنشأ على نفقته الخاصة مستوصف عيديد الخيري في مدينة تريم و جهّزه بالأجهزة الحديثة و تولّى الإنفاق و الإشراف عليه و أوقف عليه من الأموال ما يضمن له الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية لعشرات الآلاف من المرتادين سنويا.
ومن الحضارم الذين قاموا بنشر مذكراتهم خلال السنوات العشر المنصرمة الأستاذ محمد علي باحميد المعروف في سيؤن بـ(ود علي). فقبل أربع سنوت – في عام 2007- أصدر دار حضرموت للدراسات والنشر كتابا لمحمد علي باحميد بعنوان (أيام لها إيقاع، مذكرات تربوي). وفي مقدمة الكتاب – وقبل أن يقدم لنا السببين اللذين دفعاه إلى كتابة مذكراته – ينبّه (ود علي) القارئ إلى أن لا ينتظر العثور فيه على حوادث بطولية خارقة فهو يكتب: “حياتي المتواضعة جدا والعادية جدا والبسيطة كل البساطة، يحياها ألوف من أمثالي البسطاء والعاديين من الناس، فليس في حياتي بطوله أو مجد، أو مغامرات أو مفاجآت، أو لفت نظر من أي نوع، وإنما هي حياة كل الزملاء من المعلمين الموظفين التعساء”. ص5
أما الأسباب التي دفعته لكتابة المذكرات فهي: “أ- غياب هذا النوع من الكتابة في مجتمع كمجتمع سيؤن الذي تطوقه رتابة الحياة المملة، وأخذ أفراده بأسباب الحذر والحيطة دائما في كل شيء، والتهيّب من كل نبش الحال الذي هو عليه بكل ما فيه من خير وشر وسلبيات وإيجابيات. ب- إن الذي كتبته يمثل جزءا من تاريخ فترة زمنية مضى عليها اليوم عمر جيل بأكمله، أردت أن يكون مرجعا تعليميا ورياضيا وثقافيا تستفيد منه كل الأجيال الحاضرة واللاحقة”. ورغم أنني لم أعثر في مذكرات محمد علي باحميد على معلومات يمكن أن تخدش الحياء – مثلما هو الحال في سير أو مذكرات بعض الكتاب الغربيين أو المغاربة- أو تسيء لأي شخص، فقد أخذ الكاتب حيطته وأنهى المقدمة على النحو الآتي: “إن هذه المذكرات ربما تبدو العديد من فقراتها صريحة للغاية، بل وجريئة إلى حد كبير، وقد تناولت بالنقد بعض المؤسسات والأشخاص، بيد أنني أود التأكيد على أنني أكنّ لكل تلك المؤسسات والأشخاص كل تقدير واحترام لآرائهم واختلاف وجهات النظر معهم أمر وارد ولا يفسد للود قضية، وبالطبع فأنني لا أدعـّي الصواب في كافة المواقف التي اتخذتها أو الآراء التي عبرت عنها، وأحترم الرأي الآخر، وأقبل النقد برحابة صدر”.ص6
وقد تمّ تقسيم الكتاب إلى ستة فصول يبيّن عنوان كل واحد منها محتواه بشكل دقيق. ففي الفصل الأول (النشأة والدراسة) يسرد (ود علي) – بنبرة كتاب السيرة الذاتية-مولده بمدينة الغرفة غرب مدينة سيؤن. وقدّم أسرته واصفا إياها بـ “الأسرة متوسطة الحال”. أما أبوه “الكادح إلى ربه” فكان يعمل موظفا حكوميا في سيؤن. وقد توفي في 3 فبراير 1996.
ويذكر المؤلف أساتذته في المدرسة الابتدائية في الغرفة وفي المدرسة الحكومية في سيؤن ثم في المدرسة الوسطى ووفي ثانوية سيؤن وثانوية المكلا.
ورغم أن (ود علي) لم يشر إلى أي مشاركة سياسية شخصية له فهو يذكر أنه قد تعرض للسجن مدة أسبوع بعيد الاستقلال في معسكر مدرم (حصن الحوارث)، وذلك من قبل أفراد من الجبهة القومية
متعلقات الجد علوي الشخصية
أما الكتاب الثاني الذ نشره الدكتور علي محسن السقاف فيبدو أن عنوانه (مذكراتي ومختاراتي محسن بن علوي السقاف السيرة الذاتية) يعكس فعلا محتواه. فهو كله مدون بضمير المتكلم ويقول المؤلف في الصفحة الأولى منه “لقد كتبت هذه السيرة الذاتية بنفسي وأعانني على تسجيلها ابني الدكتور علي محسن وفقه الله وأعانه . وانا أهدف بها أمرين؛ الأول أن يتعرف قارؤها على صراع أحد أبناء حضرموت ومكافحته مع الحياة من أجل لقمة العيش، والثاني أن يستفيد القارئ مما صادفته من تجارب وخبرات لتكون له عونا في مشوار حياته”. وقد ولد السيد محسن بن علوي بسيئون في 13 رجب عام 1340هـ الموافق 11 مارس 1922م وعاش في أسرة عمل عدد من أفرادها بالقضاء مستورة الحال وفي بيئة علمية و أدبية غنية بالعلماء أمثال مفتي حضرموت و أديبها الأشهر عبد الرحمن بن عبيد اللاه السقاف وكان شاعرا و أديبا و رجلاً حكيما .. كما عمل رئيسا لبلدية سيئون و سكرتيرا للجنة المزارعين بالمنطقة وأسس أول مشروع زراعي حديث في ضواحي سيئون أواخر أربعينيات القرن الماضي وقال إن تجربته الزراعية علمته أن الاهتمام بالزراعة و الإخلاص فيها و إدارتها الإدارة الجيدة يمكن أن توفر الغذاء الكافي لسكان المنطقة ، بل و يمكن التصدير للخارج بكميات كبيرة…كما إنه أدخل إلى سيئون لأول مرة في مطلع الخمسينيات وطاحونا و رضّاحة و مصنعا للثلج تحت مسمى المشروع الصناعي. ثم هاجر إلى اندونيسيا وأريتريا واستقر به المقام في العربية السعودية التي نال جنسيتها لاحقا و زار بلدانا أخرى عديدة وربطته علاقات شخصية شخصيات كثيرة منها الشيخ سالم عبيد باحبيشي الذي قدمه في ثلاث صفحات من الكتاب. وقد اشتهر محسن بن علوي بمساهماته الكثيرة في عمارة المساجد و الأعمال الخيرية و مساعدة الأسر الفقيرة و الأرامل و الأيتام .و كان كثير الصدقات و إعانة ذوي الحاجات وأنشأ على نفقته الخاصة مستوصف عيديد الخيري في مدينة تريم و جهّزه بالأجهزة الحديثة و تولّى الإنفاق و الإشراف عليه و أوقف عليه من الأموال ما يضمن له الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية لعشرات الآلاف من المرتادين سنويا.
ومن الحضارم الذين قاموا بنشر مذكراتهم خلال السنوات العشر المنصرمة الأستاذ محمد علي باحميد المعروف في سيؤن بـ(ود علي). فقبل أربع سنوت – في عام 2007- أصدر دار حضرموت للدراسات والنشر كتابا لمحمد علي باحميد بعنوان (أيام لها إيقاع، مذكرات تربوي). وفي مقدمة الكتاب – وقبل أن يقدم لنا السببين اللذين دفعاه إلى كتابة مذكراته – ينبّه (ود علي) القارئ إلى أن لا ينتظر العثور فيه على حوادث بطولية خارقة فهو يكتب: “حياتي المتواضعة جدا والعادية جدا والبسيطة كل البساطة، يحياها ألوف من أمثالي البسطاء والعاديين من الناس، فليس في حياتي بطوله أو مجد، أو مغامرات أو مفاجآت، أو لفت نظر من أي نوع، وإنما هي حياة كل الزملاء من المعلمين الموظفين التعساء”. ص5
أما الأسباب التي دفعته لكتابة المذكرات فهي: “أ- غياب هذا النوع من الكتابة في مجتمع كمجتمع سيؤن الذي تطوقه رتابة الحياة المملة، وأخذ أفراده بأسباب الحذر والحيطة دائما في كل شيء، والتهيّب من كل نبش الحال الذي هو عليه بكل ما فيه من خير وشر وسلبيات وإيجابيات. ب- إن الذي كتبته يمثل جزءا من تاريخ فترة زمنية مضى عليها اليوم عمر جيل بأكمله، أردت أن يكون مرجعا تعليميا ورياضيا وثقافيا تستفيد منه كل الأجيال الحاضرة واللاحقة”. ورغم أنني لم أعثر في مذكرات محمد علي باحميد على معلومات يمكن أن تخدش الحياء – مثلما هو الحال في سير أو مذكرات بعض الكتاب الغربيين أو المغاربة- أو تسيء لأي شخص، فقد أخذ الكاتب حيطته وأنهى المقدمة على النحو الآتي: “إن هذه المذكرات ربما تبدو العديد من فقراتها صريحة للغاية، بل وجريئة إلى حد كبير، وقد تناولت بالنقد بعض المؤسسات والأشخاص، بيد أنني أود التأكيد على أنني أكنّ لكل تلك المؤسسات والأشخاص كل تقدير واحترام لآرائهم واختلاف وجهات النظر معهم أمر وارد ولا يفسد للود قضية، وبالطبع فأنني لا أدعـّي الصواب في كافة المواقف التي اتخذتها أو الآراء التي عبرت عنها، وأحترم الرأي الآخر، وأقبل النقد برحابة صدر”.ص6
وقد تمّ تقسيم الكتاب إلى ستة فصول يبيّن عنوان كل واحد منها محتواه بشكل دقيق. ففي الفصل الأول (النشأة والدراسة) يسرد (ود علي) – بنبرة كتاب السيرة الذاتية-مولده بمدينة الغرفة غرب مدينة سيؤن. وقدّم أسرته واصفا إياها بـ “الأسرة متوسطة الحال”. أما أبوه “الكادح إلى ربه” فكان يعمل موظفا حكوميا في سيؤن. وقد توفي في 3 فبراير 1996.
ويذكر المؤلف أساتذته في المدرسة الابتدائية في الغرفة وفي المدرسة الحكومية في سيؤن ثم في المدرسة الوسطى ووفي ثانوية سيؤن وثانوية المكلا.
ورغم أن (ود علي) لم يشر إلى أي مشاركة سياسية شخصية له فهو يذكر أنه قد تعرض للسجن مدة أسبوع بعيد الاستقلال في معسكر مدرم (حصن الحوارث)، وذلك من قبل أفراد من الجبهة القومية
نصورة. ومكث هناك حوالي اثنتي عشر سنة .. وبالنسبة للأخ محمود صقران، فكما يقول شهود عيان أنه اختطف وهو على دراجته النارية في ساحة مسجد الرياض بسيؤن من قبل رجال أمن الدولة، واقتيد إلى مكان مجهول غير معروف، ولم يظهر بعد هذا التاريخ. وأنا أذكر أنه جاء إلى منزلي بسيؤن بعد خروجي من السجن بيوم واحد في فبراير من عام 1973 وهنأني، ثم قال لي: إن الأمن السياسي في سيؤن أمرني أن أوقع بإمضائي في القصر مرتين في اليوم صباحا ومساء، ومعي بعض الشخصيات من المناصب، وكذلك نفس الشيء في تريم على بعض الشخصيات
الذين كانوا يطاردون – على ما يبدو سالم محمد السقاف- الذي كان منتميا لجبهة التحرير حسب المذكرات.(ص34-35)
وفي الفصل الثاني يتناول الأستاذ محمد علي باحميد تجربته الطويلة في حقل التربية والتعليم. فهو بدأ التدريس في مدرسة الأخوة والمعاونة في تريم. ثم عمل مدرسا في مدرسة جيل الثورة التي درَس بها حينما انتقل إلى سيؤن في مطلع الستينات. وفي عام 1975 أصبح الفنان الخطاط محمد علي باحميد مدرسا للتربية الفنية في ثانوية سيؤن. وكان له دور كبير في إنجاح المعارض الفنية المتميزة لتلك المدرسة. ومن ثانوية سيؤن انتقل إلى دار المعلمين المتوسط ثم إلى معهد إعداد وتدريب المعلمين، ثم انتدب للعمل في كلية التربية بسيؤن. وفي نهاية هذا الفصل يحكي محمد علي بمرارة المشاكل الإدارية (أو ما يسميه الازدواج الوظيفي) التي واجهها – ولا يزال- من قبل إدارات التربية المختلفة.
وفي الفصل الثالث من الكتاب يتناول المؤلف (رحلته مع الرياضة). فقد كان لـ(ود علي) جهودا بارزة في تنشيط هذا النادي لاسيما في الجوانب الثقافية. واختير رئيسا لنادي شعلة الوادي الرياضي الثقافي.
ومن أفضل فصول المذكرات بالنسبة لي الفصل الذي تناول فيه ود علي نشاطه وإسهاماته في (واحة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين). وأجزم هنا أن (ود علي) كان في كثير من السنوات الدينامو الفعلي لشعبة سيؤن لاتحاد الأدباء والكتاب. وقد تضمنت المذكرات عناوين المداخلات التي ألقاها في تلك الشعبة وكثير منها يتعلق بأديب سيؤن الاول علي أحمد باكثير. ولهذا حرصت – العام الماضي -2010- أن يكون اسمه ضمن المكرمين بدرع الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة عدن الذي تم منحه لعدد من الذين أسهموا في إبراز تراث باكثير خلال ندوة باكثير التي نظمت في سيؤن في نهاية شهر ديسمبر الماضي.
وفي الفصل الخامس تناول محمد علي باحميد إسهاماته في مجال الصحافة والإعلام. وذكر عدد من المقالات التي أخذت طرقها للنشر في صحف (الأيام والثورة والصحوة)، وكذلك تلك التي تم حجبها من قبل القائمين على تلك الصحف!
اما الفصل الأخير فقد كرسه المؤلف لتقديم ست شخصيات قامت بدور متميز في حياته وهي: أبوه علي محمد بن عمر باحميد والشاعر سالم زين باحميد والأستاذ أحمد محمد بن صافي والشاعر المؤرخ محمد بن أحمد الشاطري والأستاذ الباحث عبد القادر محمد الصبان والأستاذ عبد الرحمن عبد اللاه بارجاء.
ومثل غيره من كتاب المذكرات سعى الأستاذ محمد علي إلى ترسيخ الجانب التاريخي والتوثيقي لمذكراته من خلال تضمينها مجموعة كبيرة من الوثائق المتنوعة والصور.
وأخيرا ينبغي الإشارة إلى أن المؤلف قد أهدأ مذكراته إلى زوجته (أم الأولاد التي تذوقت معها نعيم السكن والمودة والرحمة”. وقد وقّـع محمد علي هذا الإهداء بكنيته: أبو عادل. فـ(ود علي) – كما هو معلوم – والد الدكتور عادل محمد علي باحميد الذي يعمل اليوم من أجل حضرموت على جبهات عدة
***
وفي عام 2008 صدرت الطبعة الأولى الجزء الأول من (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير1960- 1969م حضرموت) بقلم الاستاذ عبد القادر أحمد باكثير عضو القيادة المحلية للجبهة القومية حضرموت . وتناول الجزء الأول من الكتاب إضافة إلى المقدمة لمحات من تاريخ نضال الجبهة القومية في حضرموت لاسيما في الوادي خلال الفترة التي يوثقها . وقد تضمن الكتاب أربعة فصول وعددا كبيرا من الوثائق والصور حول مراحل النضال والتحرير ضد الإستعمار البريطاني في بلادنا. ويتحدث المؤلف في مذكراته العديد من الشخصيات الوطنية والثورية التي وهبت أرواحها فداءً للمثل والمبادئ السامية التي ناضلت من أجلها.
وفي عام 2009 نشر باكثير الجزء الثاني من مذكراته (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير في حضرموت 1960- 1970) ، الذي يتضمن ثلاثة فصول تقع في 247 صفحة. في الفصل الأول منها استعرض بشكل سريع دور الهيئات الشعبية في المكلا ومدن الساحل الأخرى في النضال ضد الاستعمار. أما الفصل الثاني (ص37 الى ص205) فقد ضمنه باكثير عرض تاريخي بعنوان: أسرار لم تنشر عن سقوط سلطنات القعيطي والكثيري والواحدي وحبان وعزان وبير علي بواسطة جيش التحرير للجبهة القومية سبتمبر أكتوبر نوفمبر 1967، وقد كتبها المناضل عباس حسين العيدروس عضو اللجنة الشعبية التنظيمية للجبهة القومية بحضرموت وزميل المؤلف عبد القادر أحمد باكثير.
وتحدث عبد القادر باكثير في الفصل الثالث من الجزء الثاني من مذراته عن الأحداث التي أعقبت حركة 22 يونيو 1969 بشكل موجز. ومن أهم ما جاء في هذا الفصل: “قامت الحكومة الجديدة بملاحقة القيادات المحلية وأعضاء التنظيم والمحافظين والوزراء السابقين، واتخذت إجراءات ضدهم. فقحطان الشعبي اعتقل ووضع في زنزانة في السجن، واعتقل كذلك فيصل عبداللطيف وبعض الوزراء. ومن حضرموت اعتقل المحافظ سالم علي الكندي مع المناضل يسلم ديان. وبالنسبة للأخ سالم تومة فقد اعتقل وهو يمشي على حافة شارع الجزائر وأرسل جوا إلى عدن وأودع في معسكر فتح بالتواهي، وتم استجوابه وتعذيبه، ثم نقل إلى سجن الم
وفي الفصل الثاني يتناول الأستاذ محمد علي باحميد تجربته الطويلة في حقل التربية والتعليم. فهو بدأ التدريس في مدرسة الأخوة والمعاونة في تريم. ثم عمل مدرسا في مدرسة جيل الثورة التي درَس بها حينما انتقل إلى سيؤن في مطلع الستينات. وفي عام 1975 أصبح الفنان الخطاط محمد علي باحميد مدرسا للتربية الفنية في ثانوية سيؤن. وكان له دور كبير في إنجاح المعارض الفنية المتميزة لتلك المدرسة. ومن ثانوية سيؤن انتقل إلى دار المعلمين المتوسط ثم إلى معهد إعداد وتدريب المعلمين، ثم انتدب للعمل في كلية التربية بسيؤن. وفي نهاية هذا الفصل يحكي محمد علي بمرارة المشاكل الإدارية (أو ما يسميه الازدواج الوظيفي) التي واجهها – ولا يزال- من قبل إدارات التربية المختلفة.
وفي الفصل الثالث من الكتاب يتناول المؤلف (رحلته مع الرياضة). فقد كان لـ(ود علي) جهودا بارزة في تنشيط هذا النادي لاسيما في الجوانب الثقافية. واختير رئيسا لنادي شعلة الوادي الرياضي الثقافي.
ومن أفضل فصول المذكرات بالنسبة لي الفصل الذي تناول فيه ود علي نشاطه وإسهاماته في (واحة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين). وأجزم هنا أن (ود علي) كان في كثير من السنوات الدينامو الفعلي لشعبة سيؤن لاتحاد الأدباء والكتاب. وقد تضمنت المذكرات عناوين المداخلات التي ألقاها في تلك الشعبة وكثير منها يتعلق بأديب سيؤن الاول علي أحمد باكثير. ولهذا حرصت – العام الماضي -2010- أن يكون اسمه ضمن المكرمين بدرع الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة عدن الذي تم منحه لعدد من الذين أسهموا في إبراز تراث باكثير خلال ندوة باكثير التي نظمت في سيؤن في نهاية شهر ديسمبر الماضي.
وفي الفصل الخامس تناول محمد علي باحميد إسهاماته في مجال الصحافة والإعلام. وذكر عدد من المقالات التي أخذت طرقها للنشر في صحف (الأيام والثورة والصحوة)، وكذلك تلك التي تم حجبها من قبل القائمين على تلك الصحف!
اما الفصل الأخير فقد كرسه المؤلف لتقديم ست شخصيات قامت بدور متميز في حياته وهي: أبوه علي محمد بن عمر باحميد والشاعر سالم زين باحميد والأستاذ أحمد محمد بن صافي والشاعر المؤرخ محمد بن أحمد الشاطري والأستاذ الباحث عبد القادر محمد الصبان والأستاذ عبد الرحمن عبد اللاه بارجاء.
ومثل غيره من كتاب المذكرات سعى الأستاذ محمد علي إلى ترسيخ الجانب التاريخي والتوثيقي لمذكراته من خلال تضمينها مجموعة كبيرة من الوثائق المتنوعة والصور.
وأخيرا ينبغي الإشارة إلى أن المؤلف قد أهدأ مذكراته إلى زوجته (أم الأولاد التي تذوقت معها نعيم السكن والمودة والرحمة”. وقد وقّـع محمد علي هذا الإهداء بكنيته: أبو عادل. فـ(ود علي) – كما هو معلوم – والد الدكتور عادل محمد علي باحميد الذي يعمل اليوم من أجل حضرموت على جبهات عدة
***
وفي عام 2008 صدرت الطبعة الأولى الجزء الأول من (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير1960- 1969م حضرموت) بقلم الاستاذ عبد القادر أحمد باكثير عضو القيادة المحلية للجبهة القومية حضرموت . وتناول الجزء الأول من الكتاب إضافة إلى المقدمة لمحات من تاريخ نضال الجبهة القومية في حضرموت لاسيما في الوادي خلال الفترة التي يوثقها . وقد تضمن الكتاب أربعة فصول وعددا كبيرا من الوثائق والصور حول مراحل النضال والتحرير ضد الإستعمار البريطاني في بلادنا. ويتحدث المؤلف في مذكراته العديد من الشخصيات الوطنية والثورية التي وهبت أرواحها فداءً للمثل والمبادئ السامية التي ناضلت من أجلها.
وفي عام 2009 نشر باكثير الجزء الثاني من مذكراته (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير في حضرموت 1960- 1970) ، الذي يتضمن ثلاثة فصول تقع في 247 صفحة. في الفصل الأول منها استعرض بشكل سريع دور الهيئات الشعبية في المكلا ومدن الساحل الأخرى في النضال ضد الاستعمار. أما الفصل الثاني (ص37 الى ص205) فقد ضمنه باكثير عرض تاريخي بعنوان: أسرار لم تنشر عن سقوط سلطنات القعيطي والكثيري والواحدي وحبان وعزان وبير علي بواسطة جيش التحرير للجبهة القومية سبتمبر أكتوبر نوفمبر 1967، وقد كتبها المناضل عباس حسين العيدروس عضو اللجنة الشعبية التنظيمية للجبهة القومية بحضرموت وزميل المؤلف عبد القادر أحمد باكثير.
وتحدث عبد القادر باكثير في الفصل الثالث من الجزء الثاني من مذراته عن الأحداث التي أعقبت حركة 22 يونيو 1969 بشكل موجز. ومن أهم ما جاء في هذا الفصل: “قامت الحكومة الجديدة بملاحقة القيادات المحلية وأعضاء التنظيم والمحافظين والوزراء السابقين، واتخذت إجراءات ضدهم. فقحطان الشعبي اعتقل ووضع في زنزانة في السجن، واعتقل كذلك فيصل عبداللطيف وبعض الوزراء. ومن حضرموت اعتقل المحافظ سالم علي الكندي مع المناضل يسلم ديان. وبالنسبة للأخ سالم تومة فقد اعتقل وهو يمشي على حافة شارع الجزائر وأرسل جوا إلى عدن وأودع في معسكر فتح بالتواهي، وتم استجوابه وتعذيبه، ثم نقل إلى سجن الم
💓لعشاق الخواطر والكلمات المعبرة هناء تجد جميع ما يلامس قلبك من الكلمات حب حزن فرح انعزال كبرياء🏃♂😱٣٠k
قناةخاصة للبنات صبايا فوتو شوفو😱🔥27k
👍القناه الرسميه لمسلسل الحفرة🌟٢٠k
😳قصة🙈 حب😱 مولمه ماتتوقع💯😜23k
😱قروب عمار👌العزكي للدردشةوناسةناس راقية🏃♀🏃♂22k
●♡●
◐ مميـزات اللـسـته :
• النشر والحذف التلقائي ⇣
• رفع كل ساعتن فقط ⇣
• مثبته من ١٠:0٠م الى ٩:٠٠ص بدون ازعاج او اعلانات اضافيه⇣
• زيادة مضمونة للجميع ⇣
✿✔️💓(اشتـرك الان7k )💓✿
🔹إشهار قنواتكم وزيادة اﻷعضاء
💎➖➖♦️©®♦️➖➖💎
قناةخاصة للبنات صبايا فوتو شوفو😱🔥27k
👍القناه الرسميه لمسلسل الحفرة🌟٢٠k
😳قصة🙈 حب😱 مولمه ماتتوقع💯😜23k
😱قروب عمار👌العزكي للدردشةوناسةناس راقية🏃♀🏃♂22k
●♡●
◐ مميـزات اللـسـته :
• النشر والحذف التلقائي ⇣
• رفع كل ساعتن فقط ⇣
• مثبته من ١٠:0٠م الى ٩:٠٠ص بدون ازعاج او اعلانات اضافيه⇣
• زيادة مضمونة للجميع ⇣
✿✔️💓(اشتـرك الان7k )💓✿
🔹إشهار قنواتكم وزيادة اﻷعضاء
💎➖➖♦️©®♦️➖➖💎
أهل السعيدة أهلي
والرسول أنا
يا أيها الناس إنّي أعبد اليَمَنا
وليس لي
مذهبٌ إلا محبتها
ما أوسع الحب إنْ ديناً وإنْ وطنا
إنّ البلاد التي
نشدو على فمها
كبيرةٌ – ياصغار الأمنيات – بـنا
عامر السعيدي
والرسول أنا
يا أيها الناس إنّي أعبد اليَمَنا
وليس لي
مذهبٌ إلا محبتها
ما أوسع الحب إنْ ديناً وإنْ وطنا
إنّ البلاد التي
نشدو على فمها
كبيرةٌ – ياصغار الأمنيات – بـنا
عامر السعيدي
#ثورة_سبتمر_المجيدة
عودة السندباد #أيلول سبتمر 26
تحية للشعب تحية للراية اليمنية راية الوحدة
أيوب طارش نشيد عوده السندباد
قسما لن ينال منك دخيل
أو يبيع المكاسب العملاء
👇👇👇👇👇👇
عودة السندباد #أيلول سبتمر 26
تحية للشعب تحية للراية اليمنية راية الوحدة
أيوب طارش نشيد عوده السندباد
قسما لن ينال منك دخيل
أو يبيع المكاسب العملاء
👇👇👇👇👇👇
عودة السندباد
. تحميل الفيديوهات مجاناً بدون حدود! لا تفوت الفرصة لعرف التطبيق الذي يحبه أكثر من مليون مستخدم
http://sharevideo1.com/v/V3cwQVk2Wmx0aTA=?t=ytb&f=sy
. تحميل الفيديوهات مجاناً بدون حدود! لا تفوت الفرصة لعرف التطبيق الذي يحبه أكثر من مليون مستخدم
http://sharevideo1.com/v/V3cwQVk2Wmx0aTA=?t=ytb&f=sy
Vidmate
VidMate - Free Download Youtube Whatsapp Videos
Download on Vidmate.com
أنموذج حي لحضارة العمارة الطينية في محافظة شبوة
د. صلاح سالم أحمد:
جغرافية المكان ومعالم الزمان!! ..حبان إحدى أهم المدن التاريخية في محافظة شبوة التي ما زالت تقف على أقدامها منذ مئات السنين.. تقع المدينة على الضفة الشرقية للوادي المعروف باسمها (وادي حبان) وهي المركز الرئيس لمديرية حبان إحدى مديريات محافظة شبوة .
تتميز مدينة حبان بموقع جغرافي بانورامي ساحر .. يجعل القادم إليها لأول مرة مندهشاً بإعجاب لهذه اللوحة الطبيعية الممزوجة بحضارة الإنسان , فهي تطل على الوادي الأخضر الذي يشبه السجاد وذلك حين تحل مواسم الخير (الأمطار والسيول).. وتكتسي الأرض بحلتها الخضراء القشيبة، ويقف في ظهر المدينة درع جبلي يطوقها ويحرسها بعناية يسمى بجبل الطويل. وبجملة مفيدة نجد أن حبان تجمع بين الحقول الزراعية الخضراء والوادي الذي يسر الناظر حين تغمره وتتدفق فيه مياه السيول .. و بين العمارة الطينية بما تحتويه من تكوينات حضارية واحتضان الجبل لها .. وزرقة السماء فوقها .
يمكن للزائر أو السائح المسافر براً من عدن صوب حضرموت أن يشاهد مباني مدينة حبان الطينية الشاهقة وهي تعانق مرتفعات (جبل الطويل) وذلك في الجهة اليمنى من منتصف الطريق ، على بعد حوالي 330كم من عدن و510 كم من صنعاء و280 كم من المكلا.(1) (والصورة رقم (1) التي التقطها الباحث بعدسته أبلغ من أي تعبير) .
تكوين المدينة
تتكون المدينة من أكثر من 200 عمارة تتوزع في أربع حارات قديمة كان يقطن في إحداها ما يقارب 500 نسمة من أصل يهودي (2) . بينما يسكن في بقية الحارات أكثر من 10000 نسمه تقريباً. وهم من أهل المنطقة وإن اختلفت أنسابهم وأصولهم التي تعود إلى مناطق أخرى من محافظة شبوة ومن محافظات يمنية أخرى أيضاً ، إلا أن معظمهم قد استقر في المدينة منذ عشرات بل مئات السنين، حتى أن أضرحة أجدادهم مازالت ماثلة للعيان في مواضع مختلفة من مقابر المدينة والقرى المجاورة لها.. وتشير إلى قدم استيطانهم فيها. لقد كان يحيط بالمدينة سور قديم تهدم معظمه ويمكن مشاهدة بقايا آثاره أو ما تبقى منه في الجزء العلوي من المدينة إلى الشرق والجنوب الشرقي منها. إذ كانت حبان في فترة زمنية تعود إلى ماقبل النصف الثاني من القرن العشرين، تغلق أبوابها الرئيسة بدءاً من أذان المغرب وحتى بزوغ الفجر وذلك لأسباب اقتصادية وأمنية بهدف منع تسرب البضائع إليها ليلاً دون ضريبة حين كانت المدينة سوقاً تجارياً حيوياً يرتاده تجار وسكان المناطق والقرى الواقعة قي ظهيرها.. وذلك إبان حكم السلطنة الواحدية التي امتد نفوذها ورقعتها الجغرافية إلى أجزاء واسعة من محافظة شبوة بدءاً من منطقتي بئر علي وساحل بالحاف جنوباً مروراً بعزان والحوطة والروضة وحتى حبان وهدى غرباً .. كما شملت السلطنة أجزاء من عرما وجردان شمالاً . (انظر الخريطة رقم 2)
وتفيد المصادر والمخطوطات التي عثرنا عليها بأن فترة حكم سلطنة آل عبد الواحد في حبان وبقية المناطق التي شملتها تعود إلى أكثر من عشرة قرون هجرية .. حيث كانت لحبان في عهدهم مكانتها الإدارية والتجارية حتى أن المدينة حينها عرفت بقدوم القوافل التجارية إليها التي تأتي من مناطق بعيدة من أرض محافظة شبوة واليمن عامة .
شواهد ومعالم التاريخ الحباني
حبان في زمن ما قبل التاريخ :
إن البحث في عمق الجذور التاريخية لمدينة حبان أمر ليس باليسير لقلة المصادر عنها ، إلا انه وفقاً لما توفر لدينا من مراجع متاحة تفيد في أن وادي حبان وامتداداً إلى وادي ميفعة وبعض أودية المشرق الأخرى كانت تقع تحت نفوذ الدولة الأوسانية في فترة ازدهارها وتوسع مساحتها الجغرافية وذلك في عهد ملكها (مرتع) في فترة تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
وفي مرحلة تاريخية أخرى أحدث عهداً حاول الأحباش في صراعهم مع اليزنيين أن يغزو المشرق وذلك عندما أرسل (أبرهة) أحد أتباعه ويدعى (جرة بن زبانر) لبسط نفوذه نحو المشرق حيث معقل اليزنيين.. وإبان تلك الفترة التاريخية اتخذ الأحباش من حصن كدور موقعاً منيعاً لإدارتهم العسكرية .. إلا أن أقيال المشرق وقفوا لهم بالمرصاد وقضوا على قوات أبرهة ودمروا حصن كدور *(3) . ولعل الباحث في التاريخ وعلم الآثار سيجد بقايا المخلفات الإنسانية في أعالي الجبل إذا نقب وبحث فيه .
حبان في عهد الإسلام:
عندما نأتي لنبحث في تاريخ منطقة حبان إبان العهد الإسلامي ثم الحديث من بعده سنجد أن هذه الفترة هي الأكثر وضوحاً في شواهدها ومعالمها .. وهذا ما تدل عليه الآثار وبقايا المنشآت التاريخية التي يمكن مشاهدتها على الطبيعة أو معرفة موقعها الأصلي بالنسبة لتلك المعالم التي اندثرت . ويمكننا الوقوف على أهم هذه الملامح والمعالم التاريخية حسب الآتي :
جامع حبان:
يعتبر أحد أقدم الجوامع الإسلامية تأسيساً إذ يعود تاريخ عمارته إلى عام 266هـ أي أنه بني منذ أكثر من ألف وخمسمائة سنة هجرية.. وجدد في شهر صفر873هـ، ثم أعيد بناؤه في 1386هـ (4).
وتشير المخطوطات التي حصل عليها الباح
د. صلاح سالم أحمد:
جغرافية المكان ومعالم الزمان!! ..حبان إحدى أهم المدن التاريخية في محافظة شبوة التي ما زالت تقف على أقدامها منذ مئات السنين.. تقع المدينة على الضفة الشرقية للوادي المعروف باسمها (وادي حبان) وهي المركز الرئيس لمديرية حبان إحدى مديريات محافظة شبوة .
تتميز مدينة حبان بموقع جغرافي بانورامي ساحر .. يجعل القادم إليها لأول مرة مندهشاً بإعجاب لهذه اللوحة الطبيعية الممزوجة بحضارة الإنسان , فهي تطل على الوادي الأخضر الذي يشبه السجاد وذلك حين تحل مواسم الخير (الأمطار والسيول).. وتكتسي الأرض بحلتها الخضراء القشيبة، ويقف في ظهر المدينة درع جبلي يطوقها ويحرسها بعناية يسمى بجبل الطويل. وبجملة مفيدة نجد أن حبان تجمع بين الحقول الزراعية الخضراء والوادي الذي يسر الناظر حين تغمره وتتدفق فيه مياه السيول .. و بين العمارة الطينية بما تحتويه من تكوينات حضارية واحتضان الجبل لها .. وزرقة السماء فوقها .
يمكن للزائر أو السائح المسافر براً من عدن صوب حضرموت أن يشاهد مباني مدينة حبان الطينية الشاهقة وهي تعانق مرتفعات (جبل الطويل) وذلك في الجهة اليمنى من منتصف الطريق ، على بعد حوالي 330كم من عدن و510 كم من صنعاء و280 كم من المكلا.(1) (والصورة رقم (1) التي التقطها الباحث بعدسته أبلغ من أي تعبير) .
تكوين المدينة
تتكون المدينة من أكثر من 200 عمارة تتوزع في أربع حارات قديمة كان يقطن في إحداها ما يقارب 500 نسمة من أصل يهودي (2) . بينما يسكن في بقية الحارات أكثر من 10000 نسمه تقريباً. وهم من أهل المنطقة وإن اختلفت أنسابهم وأصولهم التي تعود إلى مناطق أخرى من محافظة شبوة ومن محافظات يمنية أخرى أيضاً ، إلا أن معظمهم قد استقر في المدينة منذ عشرات بل مئات السنين، حتى أن أضرحة أجدادهم مازالت ماثلة للعيان في مواضع مختلفة من مقابر المدينة والقرى المجاورة لها.. وتشير إلى قدم استيطانهم فيها. لقد كان يحيط بالمدينة سور قديم تهدم معظمه ويمكن مشاهدة بقايا آثاره أو ما تبقى منه في الجزء العلوي من المدينة إلى الشرق والجنوب الشرقي منها. إذ كانت حبان في فترة زمنية تعود إلى ماقبل النصف الثاني من القرن العشرين، تغلق أبوابها الرئيسة بدءاً من أذان المغرب وحتى بزوغ الفجر وذلك لأسباب اقتصادية وأمنية بهدف منع تسرب البضائع إليها ليلاً دون ضريبة حين كانت المدينة سوقاً تجارياً حيوياً يرتاده تجار وسكان المناطق والقرى الواقعة قي ظهيرها.. وذلك إبان حكم السلطنة الواحدية التي امتد نفوذها ورقعتها الجغرافية إلى أجزاء واسعة من محافظة شبوة بدءاً من منطقتي بئر علي وساحل بالحاف جنوباً مروراً بعزان والحوطة والروضة وحتى حبان وهدى غرباً .. كما شملت السلطنة أجزاء من عرما وجردان شمالاً . (انظر الخريطة رقم 2)
وتفيد المصادر والمخطوطات التي عثرنا عليها بأن فترة حكم سلطنة آل عبد الواحد في حبان وبقية المناطق التي شملتها تعود إلى أكثر من عشرة قرون هجرية .. حيث كانت لحبان في عهدهم مكانتها الإدارية والتجارية حتى أن المدينة حينها عرفت بقدوم القوافل التجارية إليها التي تأتي من مناطق بعيدة من أرض محافظة شبوة واليمن عامة .
شواهد ومعالم التاريخ الحباني
حبان في زمن ما قبل التاريخ :
إن البحث في عمق الجذور التاريخية لمدينة حبان أمر ليس باليسير لقلة المصادر عنها ، إلا انه وفقاً لما توفر لدينا من مراجع متاحة تفيد في أن وادي حبان وامتداداً إلى وادي ميفعة وبعض أودية المشرق الأخرى كانت تقع تحت نفوذ الدولة الأوسانية في فترة ازدهارها وتوسع مساحتها الجغرافية وذلك في عهد ملكها (مرتع) في فترة تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
وفي مرحلة تاريخية أخرى أحدث عهداً حاول الأحباش في صراعهم مع اليزنيين أن يغزو المشرق وذلك عندما أرسل (أبرهة) أحد أتباعه ويدعى (جرة بن زبانر) لبسط نفوذه نحو المشرق حيث معقل اليزنيين.. وإبان تلك الفترة التاريخية اتخذ الأحباش من حصن كدور موقعاً منيعاً لإدارتهم العسكرية .. إلا أن أقيال المشرق وقفوا لهم بالمرصاد وقضوا على قوات أبرهة ودمروا حصن كدور *(3) . ولعل الباحث في التاريخ وعلم الآثار سيجد بقايا المخلفات الإنسانية في أعالي الجبل إذا نقب وبحث فيه .
حبان في عهد الإسلام:
عندما نأتي لنبحث في تاريخ منطقة حبان إبان العهد الإسلامي ثم الحديث من بعده سنجد أن هذه الفترة هي الأكثر وضوحاً في شواهدها ومعالمها .. وهذا ما تدل عليه الآثار وبقايا المنشآت التاريخية التي يمكن مشاهدتها على الطبيعة أو معرفة موقعها الأصلي بالنسبة لتلك المعالم التي اندثرت . ويمكننا الوقوف على أهم هذه الملامح والمعالم التاريخية حسب الآتي :
جامع حبان:
يعتبر أحد أقدم الجوامع الإسلامية تأسيساً إذ يعود تاريخ عمارته إلى عام 266هـ أي أنه بني منذ أكثر من ألف وخمسمائة سنة هجرية.. وجدد في شهر صفر873هـ، ثم أعيد بناؤه في 1386هـ (4).
وتشير المخطوطات التي حصل عليها الباح
ث من أهل المنطقة الموثقون ، إلى أن المدينة كانت موطن علم وعلماء تلقوا علوم الدين من منابعها في كل من زبيد وتريم وعدن والأزهر ثم عادوا وأسسوا في حبان مجالس ومدارس علوم الفقه والتفسير وأمور التربية الإسلامية.. وذلك منذ ما قبل القرن الثامن الهجري , ومن مشاهير علماء الدين في المدينة مشايخ وفقهاء من أسرة آل الشبلي الذين برعوا في مجال القضاء في المدينة وكان لهم الفضل في تأسيس أول مدرسة لتعليم أمور الدنيا والدين في قلب المدينة وأسهموا بعناية في توثيق الكثير من أحداث المنطقة حيث مازالت بعض الوثائق والمخطوطات المهمة محفوظة في دارهم القديمة التي تجاور جامع حبان. وفي المدينة نفسها نجد أيضاً السادة من آل المحضار الذين كان لهم بصمات مهمة في شئون الدين وبرز منهم العديد من العلماء المتبحرين في الفقه والحديث وتفسير القرآن .. حتى أن الكثير من نتاجاتهم المخطوطة بأيديهم مازالت هي الأخرى محفوظة في مكتبه عتيقة تدعى مكتبة الزهراء ويعود تأسيسها إلى عهدهم .
* كدور: هو جبل عال يمتاز بأن سطحه العلوي شبه هضبي ويقع على بعد كيلومترات معدودة إلى الجنوب الشرقي من حبان ويكتنز في أعاليه مخلفات أثرية ، وبيئة نباتية طبيعية.
مصنعة حبان:
وهي بناية في موقع مرتفع يطل على كل الجهات المحيطة بالمدينة، وكانت مركز قيام السلطان الواحدي واستخدمت لنواح أمنية أيضا في تلك الفترة إما لمراقبة القادمين إلى المدينة أو لأغراض أمنية أخرى .
ولم يتبق في الوقت الحاضر سوى هياكلها الأساسية , وقد بني في صلب الصخر عدد من الجوابي المائية بجوار المصنعة حيث تمتلئ بالمياه في مواسم الأمطار.
ولعل من الجدير قوله أن هذه المصنعة كانت عنوان سلطة وحكم وعينا ساهرة على مدينة تاريخية كانت تعج بألوان النشاط والعادات الإنسانية, شأنها شأن تلك الأبراج التي تشتهر بها المدن الإسلامية وتحرسها من الغارات الخارجية .
أسوار حبان وأبوابها التاريخية:
كان يحيط بمدينة حبان سور عال من الطين يحتوي على أبواب رئيسة للدخول إلى المدينة وتجاوره في الجهات المرتفعة من حبان أبراج حراسة يجلس فيها جنود السلطنة لحماية المدينة ومن فيها من أي غارة أو سطو خارجي , إلا أن هذا السور تهدم معظمه ولم يلق أي ترميم وتجديد كما هو الحال عند سور مدينة صنعاء القديمة .. أو مدينة القاهرة القديمة ، ولم يعمر طويلاً سوى عشرات السنين وما تبقى منه يرى في الجزء العلوي إلى الشرق وكذا في نواح متفرقة من حول المدينة .. حيث كانت تغلق أبواب حبان بدءاً من أذان المغرب وحتى طلوع الفجر وذلك لأسباب اقتصادية وأمنية كما أشرنا في مقدمة البحث ، لمنع تسرب البضائع إليها في المساء دون ضريبة .. حين كانت المدينة سوقاً تجارياً حيوياً يرتاده سكان المناطق والقرى المجاورة لحبان إبان حكم السلطنة الواحدية .. ومن أهم أبواب هذا السور:
باب في مقدمة المدينة ويطل على الوادي مباشرة وهو الباب الرئيس الذي تجمرك عنده البضائع.. و باب في الزاوية الشرقية .. وباب آخر في الوجه البحري، وبالقرب من هذه الأبواب التي مثلت مداخل المدينة شيدت قلاع أمنية في مواضع متفرقة كانت عيناً ساهرة على حمايتها وظاهرة من مظاهرها التاريخية.. وهذه المعالم هي الأخرى لم يتبق منها سوى أطلال وركام من الطين في المكان ذاته .
وفي أكثر من جولة استطلاعية قمت بها شخصياً.. تجولت فيها مشياً على الأقدام لمسافة حوالي 4 كيلومترات تقريباً وسط شُعب (الشقب) أحد شعاب وادي حبان حيث وجدت على الجدران الجبلية هناك الكثير من النقوش والمخربشات والكتابات التي تحتاج إلى بحث وتمحيص في معرفة أصولها اللغوية هل حميرية .. أم عبرية .. أو غيرها .. وإلى أي فترة تاريخية تعود؟؟
كما شاهدت قبوراً مازالت آثارها ماثلة للعيان قي أحد منعطفات الشُعب.. وعندما صعدت إلى أحد المرتفعات المجاورة شاهدت أحد الصهاريج أو الخزانات أو الكرفان المائية الطبيعية التي عمقها الإنسان بالنحت في قلب المرتفعات مستخدماً معاوله البدائية وقوته العضلية وإرادته لكي يضمن موردا مائيا يروي عطشه وظمأ حيواناته .. وليسد حاجة قوافل الجمال التي كانت تسلك طريق شعب وادي الشقب في الزمن القديم .. كما نعتقد .. وكما علمنا من بعض المعمرين الذين استوطنوا في المنطقة وكانت لهم رحلات مع القوافل عبر هذه الشعاب مع آبائهم وأجدادهم.
ما المطلوب حفاظاً على الطابع الروحي والتاريخي لمدينة حبان؟
لكي تبقى هذه المدينة حاضرة تاريخية على سطح الأرض وليس في بطنها وقبل أن تتحول إلى أطلال وينساها الناس بل وتسقط من ذاكرة التاريخ، وحتى تظل حبان معلما تاريخياً ومتحفاً سياحياًً حيا ولتحتل مكانها اللائق بها بين المدن التاريخية في اليمن والعالم أجمع .
نرى أن المطلوب حفاظاً على الطابع الروحي والتاريخي للمدينة ضرورة الاهتمام وتبني وتنفيذ الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات الدولية المعنية بحماية وصيانة المدن التاريخية الآراء التالية:
أولا: - انتزاع اعتراف قانوني محلي وطني يضع مدينة حبان في مصاف المدن التا
* كدور: هو جبل عال يمتاز بأن سطحه العلوي شبه هضبي ويقع على بعد كيلومترات معدودة إلى الجنوب الشرقي من حبان ويكتنز في أعاليه مخلفات أثرية ، وبيئة نباتية طبيعية.
مصنعة حبان:
وهي بناية في موقع مرتفع يطل على كل الجهات المحيطة بالمدينة، وكانت مركز قيام السلطان الواحدي واستخدمت لنواح أمنية أيضا في تلك الفترة إما لمراقبة القادمين إلى المدينة أو لأغراض أمنية أخرى .
ولم يتبق في الوقت الحاضر سوى هياكلها الأساسية , وقد بني في صلب الصخر عدد من الجوابي المائية بجوار المصنعة حيث تمتلئ بالمياه في مواسم الأمطار.
ولعل من الجدير قوله أن هذه المصنعة كانت عنوان سلطة وحكم وعينا ساهرة على مدينة تاريخية كانت تعج بألوان النشاط والعادات الإنسانية, شأنها شأن تلك الأبراج التي تشتهر بها المدن الإسلامية وتحرسها من الغارات الخارجية .
أسوار حبان وأبوابها التاريخية:
كان يحيط بمدينة حبان سور عال من الطين يحتوي على أبواب رئيسة للدخول إلى المدينة وتجاوره في الجهات المرتفعة من حبان أبراج حراسة يجلس فيها جنود السلطنة لحماية المدينة ومن فيها من أي غارة أو سطو خارجي , إلا أن هذا السور تهدم معظمه ولم يلق أي ترميم وتجديد كما هو الحال عند سور مدينة صنعاء القديمة .. أو مدينة القاهرة القديمة ، ولم يعمر طويلاً سوى عشرات السنين وما تبقى منه يرى في الجزء العلوي إلى الشرق وكذا في نواح متفرقة من حول المدينة .. حيث كانت تغلق أبواب حبان بدءاً من أذان المغرب وحتى طلوع الفجر وذلك لأسباب اقتصادية وأمنية كما أشرنا في مقدمة البحث ، لمنع تسرب البضائع إليها في المساء دون ضريبة .. حين كانت المدينة سوقاً تجارياً حيوياً يرتاده سكان المناطق والقرى المجاورة لحبان إبان حكم السلطنة الواحدية .. ومن أهم أبواب هذا السور:
باب في مقدمة المدينة ويطل على الوادي مباشرة وهو الباب الرئيس الذي تجمرك عنده البضائع.. و باب في الزاوية الشرقية .. وباب آخر في الوجه البحري، وبالقرب من هذه الأبواب التي مثلت مداخل المدينة شيدت قلاع أمنية في مواضع متفرقة كانت عيناً ساهرة على حمايتها وظاهرة من مظاهرها التاريخية.. وهذه المعالم هي الأخرى لم يتبق منها سوى أطلال وركام من الطين في المكان ذاته .
وفي أكثر من جولة استطلاعية قمت بها شخصياً.. تجولت فيها مشياً على الأقدام لمسافة حوالي 4 كيلومترات تقريباً وسط شُعب (الشقب) أحد شعاب وادي حبان حيث وجدت على الجدران الجبلية هناك الكثير من النقوش والمخربشات والكتابات التي تحتاج إلى بحث وتمحيص في معرفة أصولها اللغوية هل حميرية .. أم عبرية .. أو غيرها .. وإلى أي فترة تاريخية تعود؟؟
كما شاهدت قبوراً مازالت آثارها ماثلة للعيان قي أحد منعطفات الشُعب.. وعندما صعدت إلى أحد المرتفعات المجاورة شاهدت أحد الصهاريج أو الخزانات أو الكرفان المائية الطبيعية التي عمقها الإنسان بالنحت في قلب المرتفعات مستخدماً معاوله البدائية وقوته العضلية وإرادته لكي يضمن موردا مائيا يروي عطشه وظمأ حيواناته .. وليسد حاجة قوافل الجمال التي كانت تسلك طريق شعب وادي الشقب في الزمن القديم .. كما نعتقد .. وكما علمنا من بعض المعمرين الذين استوطنوا في المنطقة وكانت لهم رحلات مع القوافل عبر هذه الشعاب مع آبائهم وأجدادهم.
ما المطلوب حفاظاً على الطابع الروحي والتاريخي لمدينة حبان؟
لكي تبقى هذه المدينة حاضرة تاريخية على سطح الأرض وليس في بطنها وقبل أن تتحول إلى أطلال وينساها الناس بل وتسقط من ذاكرة التاريخ، وحتى تظل حبان معلما تاريخياً ومتحفاً سياحياًً حيا ولتحتل مكانها اللائق بها بين المدن التاريخية في اليمن والعالم أجمع .
نرى أن المطلوب حفاظاً على الطابع الروحي والتاريخي للمدينة ضرورة الاهتمام وتبني وتنفيذ الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات الدولية المعنية بحماية وصيانة المدن التاريخية الآراء التالية:
أولا: - انتزاع اعتراف قانوني محلي وطني يضع مدينة حبان في مصاف المدن التا