الفيدرالية في اليمن القديم
السامعي توفيق
لكن قبل الخوض في الموضوع, يجدر بنا أن نعطي لمحة عن الارهاصات الأولى التي قادت إلى نشوء الكيانات السياسية في اليمن القديم.
نشأة الدولة في اليمن القديم:
لليمن تاريخٌ موغلٌ في القِدم, وتؤكد الدراسات التاريخيّة والأركيولوجيّة (الأثريّة) على أن الإنسان قد استوطن هذه الأرض منذ ما قبل التاريخ, حيث اكتشف العلماء آثار وبقايا عظميّة تعود إلى إنسان العصور الحجريّة (Homo Spans). وقد كشف العلماء عن خصوصيّة يمنيّة تمثلّت في تقنيّة صنع الأسلحة الحجرية, وتقنيّات أخرى تعود إلى العصر الحجري الحديث.[7]
ومع اكتشاف الزراعة التي مثلت قفزةً مَهولة في تاريخ البشريّة, نشأتْ التجمّعات الإنسانيّة المستقرة في قرى زراعية صغيرة في شكل تجمّعات عشائريّة, ثم تطوّرت وتوسّعت ونشأت تحالفات بين عدة عشائر, تولّى زعماؤها مهام إدارة شؤونها العامة, ومن ثمّ حدثتْ سلسلة من التطورات التكنيكيّة والتنظيميّة خلال مدة زمنية معينة. وقد مثلّت جملة هذه التطورات الإرهاص الموضوعيّ لنشوء الدولة اليمنية القديمة في مُستهلّ القرن العاشر قبل الميلاد.
منذ ذلك الحين حتى نهاية الربع الأول من القرن الرابع الميلادي, ظهرت عدة دول في اليمن في منطقتين جيوسياسيتين, هما:
المنطقة الجيوسياسية الأولى: مناطق الوديان, ونشأتْ فيها الدول الآتية:
سبأ, عاصمتها الأولى: صرواح, والثانية: مأرب, وقامت على ضفاف وادي ذَنْة أو أَذنة, واستمرت منذ القرن العاشر ق.م حتى 115 ق.م.
حضرموت, عاصمتها: شبوة, قامت على ضفاف وادي عَرَمة, وامتدت منذ القرن الخامس ق.م حتى القرن الرابع الميلادي.
مَعين, عاصمتها: قرناو, قامت على ضفاف وادي مُذاب, واستمرت منذ القرن الخامس ق.م حتى القرن الثاني ق.م.
قِتْبان, عاصمتها: تَمْنّع, ثم هجر بن حميد, قامت على ضفاف وادي بيحان, واستمرت منذ القرن الخامس ق.م حتى القرن الثاني الميلادي.
أوسان, عاصمتها: مَسوّرة, وقامت على ضفاف وادي مَرَخة, ويُعتقد أنها ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد ولم تدم طويلاً.
المنطقة الجيوسياسية الثانية: المرتفعات الجبلية:
نشأتْ الدولة الحميريّة على سفح جبل ريدان, وكانت عاصمتها ظِفار, وامتدت منذ (115ق.م – 5 25م), حيث سقطت على يد الغزاة الأحباش, وهي آخر دولة يمنية قديمة قبيل ظهور الإسلام.
الفيدرالية في اليمن القديم:
تأسستْ الدولة اليمنية القديمة من اتحاد قبائلي وفق مفهوم القبيلة المستقرة الزراعية وليس القبيلة البدوية المتنقلة.[8] ومما يجدر الإشارة إليه هنا أن القبيلة في اليمن تحمل خصوصية تنفرد بها, وهي أنها لا تقوم على قربى الدم فقط بقدر ما تقوم ــــ أيضاً ــــ على المصالح الدنيوية المشتركة لأبنائها.
انعكس كل هذا كان في شكل نظام الحكم السياسي والتنظيم الإداري للدولة في اليمن منذ القدم, ولا يزال تأثيره قائماً حتى الوقت الحاضر.
فقد ساد نظام الحكم الملكي في الدول اليمنية القديمة, وعلى الرغم من ذلك, كانت سلطة الملك مقيّدة. فقد شاركه في إدارة شؤون الحكم مجلس يسمى (المزاود) ويتكوّن من الكُبراء (الأقيال) وزعماء القبائل وكبار المُلاك. وكان هؤلاء يشاركون الملك السلطة, لاسيما في القضايا السيادية وإصدار التشريعات والقوانين الخاصة بالتملّك والضرائب وغيرها.[9]
وهو وضع خاص تميّزت به معظم الدول اليمنية القديمة دوناً عن بقية الدول المعاصرة لها. يقول د. جواد علي: ” لم يكن الملوك في العربية الجنوبية أو في العربية الغربية [يقصد اليمن] ملوكاً مطلقين لهم سلطان مطلق وحق إلهي في إدارة الدولة على نحو ما يريدون, ولكن كانوا ملوكاً يستشيرون الأقيال والأذواء وسادات القبائل والناس وكبار رجال الدين فيما يريدون عمله, واتخاذ قرار بشأنه. وهو نظام تقدمي فيه شيء من الرأي والمشورة وحكم الشعب (الديمقراطية) بالقياس إلى حكم الملوك المطلقين الذين حكموا آشور وبابل ومصر وإيران.”[10]
إذن اتسم نظام الحكم بوجود “سلطة تشريعية شوروية وإن كانت تصدر التشريعات باسم الملك الذي يأخذ زمام المبادرة فيها ويتولى غاية تطبيقها ومعاقبة مخالفيها. فالملك لا ينفرد باتخاذ القرارات”.[11]
ويأتي النص القرآني ليؤكد ذلك: ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ) [سورة النمل/32]
هذا بالنسبة لإدارة السلطة, فماذا عن التنظيم الإداري للدولة؟؟
يذهب د. محمد عبدالقادر بافقيه إلى أن الممالك اليمنية القديمة كانت تقوم على أساس اتحادي, حيث ساد “نظام القيالة”, وهو نظام حكم محلي يقوم على أساس اتحادي أو شبه اتحادي يتمتع فيه الأمراء المحليون باستقلال ذاتي.[12]
وكان يُطلق على هؤلاء الأمراء ـــ في الغالب ـــ لقب الأقيال (المفرد: القَيْل). ويتولى القيل تدبير شؤون المخلاف الذي يتكون من عدة محافد.
ويدير المحفد كبير المحفد, ويُلّقب ب (ذو) متبوعاً باسم المكان, فيقال مثلاً: ذو غمدان: أي صاحب غمدان, وذو معين: أي صاحب معين, وتُعرّف هذه
السامعي توفيق
لكن قبل الخوض في الموضوع, يجدر بنا أن نعطي لمحة عن الارهاصات الأولى التي قادت إلى نشوء الكيانات السياسية في اليمن القديم.
نشأة الدولة في اليمن القديم:
لليمن تاريخٌ موغلٌ في القِدم, وتؤكد الدراسات التاريخيّة والأركيولوجيّة (الأثريّة) على أن الإنسان قد استوطن هذه الأرض منذ ما قبل التاريخ, حيث اكتشف العلماء آثار وبقايا عظميّة تعود إلى إنسان العصور الحجريّة (Homo Spans). وقد كشف العلماء عن خصوصيّة يمنيّة تمثلّت في تقنيّة صنع الأسلحة الحجرية, وتقنيّات أخرى تعود إلى العصر الحجري الحديث.[7]
ومع اكتشاف الزراعة التي مثلت قفزةً مَهولة في تاريخ البشريّة, نشأتْ التجمّعات الإنسانيّة المستقرة في قرى زراعية صغيرة في شكل تجمّعات عشائريّة, ثم تطوّرت وتوسّعت ونشأت تحالفات بين عدة عشائر, تولّى زعماؤها مهام إدارة شؤونها العامة, ومن ثمّ حدثتْ سلسلة من التطورات التكنيكيّة والتنظيميّة خلال مدة زمنية معينة. وقد مثلّت جملة هذه التطورات الإرهاص الموضوعيّ لنشوء الدولة اليمنية القديمة في مُستهلّ القرن العاشر قبل الميلاد.
منذ ذلك الحين حتى نهاية الربع الأول من القرن الرابع الميلادي, ظهرت عدة دول في اليمن في منطقتين جيوسياسيتين, هما:
المنطقة الجيوسياسية الأولى: مناطق الوديان, ونشأتْ فيها الدول الآتية:
سبأ, عاصمتها الأولى: صرواح, والثانية: مأرب, وقامت على ضفاف وادي ذَنْة أو أَذنة, واستمرت منذ القرن العاشر ق.م حتى 115 ق.م.
حضرموت, عاصمتها: شبوة, قامت على ضفاف وادي عَرَمة, وامتدت منذ القرن الخامس ق.م حتى القرن الرابع الميلادي.
مَعين, عاصمتها: قرناو, قامت على ضفاف وادي مُذاب, واستمرت منذ القرن الخامس ق.م حتى القرن الثاني ق.م.
قِتْبان, عاصمتها: تَمْنّع, ثم هجر بن حميد, قامت على ضفاف وادي بيحان, واستمرت منذ القرن الخامس ق.م حتى القرن الثاني الميلادي.
أوسان, عاصمتها: مَسوّرة, وقامت على ضفاف وادي مَرَخة, ويُعتقد أنها ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد ولم تدم طويلاً.
المنطقة الجيوسياسية الثانية: المرتفعات الجبلية:
نشأتْ الدولة الحميريّة على سفح جبل ريدان, وكانت عاصمتها ظِفار, وامتدت منذ (115ق.م – 5 25م), حيث سقطت على يد الغزاة الأحباش, وهي آخر دولة يمنية قديمة قبيل ظهور الإسلام.
الفيدرالية في اليمن القديم:
تأسستْ الدولة اليمنية القديمة من اتحاد قبائلي وفق مفهوم القبيلة المستقرة الزراعية وليس القبيلة البدوية المتنقلة.[8] ومما يجدر الإشارة إليه هنا أن القبيلة في اليمن تحمل خصوصية تنفرد بها, وهي أنها لا تقوم على قربى الدم فقط بقدر ما تقوم ــــ أيضاً ــــ على المصالح الدنيوية المشتركة لأبنائها.
انعكس كل هذا كان في شكل نظام الحكم السياسي والتنظيم الإداري للدولة في اليمن منذ القدم, ولا يزال تأثيره قائماً حتى الوقت الحاضر.
فقد ساد نظام الحكم الملكي في الدول اليمنية القديمة, وعلى الرغم من ذلك, كانت سلطة الملك مقيّدة. فقد شاركه في إدارة شؤون الحكم مجلس يسمى (المزاود) ويتكوّن من الكُبراء (الأقيال) وزعماء القبائل وكبار المُلاك. وكان هؤلاء يشاركون الملك السلطة, لاسيما في القضايا السيادية وإصدار التشريعات والقوانين الخاصة بالتملّك والضرائب وغيرها.[9]
وهو وضع خاص تميّزت به معظم الدول اليمنية القديمة دوناً عن بقية الدول المعاصرة لها. يقول د. جواد علي: ” لم يكن الملوك في العربية الجنوبية أو في العربية الغربية [يقصد اليمن] ملوكاً مطلقين لهم سلطان مطلق وحق إلهي في إدارة الدولة على نحو ما يريدون, ولكن كانوا ملوكاً يستشيرون الأقيال والأذواء وسادات القبائل والناس وكبار رجال الدين فيما يريدون عمله, واتخاذ قرار بشأنه. وهو نظام تقدمي فيه شيء من الرأي والمشورة وحكم الشعب (الديمقراطية) بالقياس إلى حكم الملوك المطلقين الذين حكموا آشور وبابل ومصر وإيران.”[10]
إذن اتسم نظام الحكم بوجود “سلطة تشريعية شوروية وإن كانت تصدر التشريعات باسم الملك الذي يأخذ زمام المبادرة فيها ويتولى غاية تطبيقها ومعاقبة مخالفيها. فالملك لا ينفرد باتخاذ القرارات”.[11]
ويأتي النص القرآني ليؤكد ذلك: ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ) [سورة النمل/32]
هذا بالنسبة لإدارة السلطة, فماذا عن التنظيم الإداري للدولة؟؟
يذهب د. محمد عبدالقادر بافقيه إلى أن الممالك اليمنية القديمة كانت تقوم على أساس اتحادي, حيث ساد “نظام القيالة”, وهو نظام حكم محلي يقوم على أساس اتحادي أو شبه اتحادي يتمتع فيه الأمراء المحليون باستقلال ذاتي.[12]
وكان يُطلق على هؤلاء الأمراء ـــ في الغالب ـــ لقب الأقيال (المفرد: القَيْل). ويتولى القيل تدبير شؤون المخلاف الذي يتكون من عدة محافد.
ويدير المحفد كبير المحفد, ويُلّقب ب (ذو) متبوعاً باسم المكان, فيقال مثلاً: ذو غمدان: أي صاحب غمدان, وذو معين: أي صاحب معين, وتُعرّف هذه
الطبقة بالأذواء.[13]
وعرفت الدولة في اليمن القديم فصلاً واضحاً بين اختصاصات السلطة المركزية, واختصاصات الوحدات الإدارية الأدنى. فقد كان لرؤساء الوحدات الإدارية الأدنى: المخاليف والمحافد اختصاصات ومهام ضمن الإطار الجغرافي المحدد. فقد توّلوا مهام الإشراف المباشر على إقامة المرافق الاقتصادية العامة المتمثلة في آلاف السدود والطرقات والقلاع والحصون والأسواق والمخازن وغيرها, ويقتصر دور الدولة المركزية على الاشراف والدعم والتخطيط الفني.[14] فضلاً عن وجود تشريعات خاصة بالمخاليف.[15]
أما المستوى الأعلى فقد كان يختص بالمهام السيادية, إذ يتولى الملك “المهام الرئيسية الكبرى التي تتعلق بتماسك المملكة وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية الخارجية.”[16]
يتضح مما تقدم بأنّ نمط التقسيم الإداري للدولة وأسلوب توزيع السلطة في اليمن القديم يشبه إلى حد كبير النظام الفيدرالي المعاصر. من حيث اشتمال التقسيم الإداري للدولة اليمنية القديمة ثلاثة مستويات إدارية:
المستوى الأدنى: المحفد, ويحكمه (ذو…), وهو يشبه الولاية أو المقاطعة ـــبلغة اليوم ـــ التي يحكمها والي أو محافظ الولاية. ويتولى مهام سياسية واقتصادية في الإطار الجغرافي للولاية.
المستوى الوسيط: المخلاف, ويحكمه القيل, وهو يماثل الاقليم الذي يحكمه حاكم الاقليم. ويتولى مهام سياسية واقتصادية في إطاره الجغرافي المحدد.
المستوى المركزي: ويتربع على رأسه الملك, الذي يمارس صلاحيات ومهام سيادية, تماماً مثل صلاحيات ومهام الرئيس في الدولة الفيدرالية.
إنّ هذا الأسلوب في إدارة الدولة وشؤون الحكم لم يأتِ من فراغ, إنما كان نتاج الأحوال الطبيعية للبلاد وتضاريسها التي لم تكن لتسمح في ظروف ذلك العصر بقيام حكم مركزي مباشر حتى مع وجود قوة ذات وزن كبير كقوة سبأ مثلاً خلال قرون عدة. فقد أدت تلك الأحوال الطبيعية إلى قيام تجمعات متفرقة تسمى في النقوش الحميرية (شعوب) يحكم معظمها إن لم يكن كل واحد منها في المراحل المبكرة حاكم محلي.[17]
الهوامش:
[7] بتصرف: د. عبدالرحمن عمر السقاف, تطور المعرفة التاريخية عن حضارة اليمن قبل الاسلام, مركز عبادي للدراسات والنشر, صنعاء, ط1/ 2005م, ص345.
[8] ينظر: د. يوسف محمد عبدالله, أوراق في تاريخ اليمن وآثاره, دار الفكر المعاصر, بيروت, ط2/1990م, ص54.
[9] راجع: د. جواد علي, المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام, ج5, دار العلم للملايين, بيروت, ط2/1986م, ص215.
[10] د. جواد علي, ج5, ص213.
[11] د. يوسف محمد عبدالله, ص 54.
[12] بتصرف: د. محمد عبدالقادر بافقيه, في العربية السعيدة دراسات تاريخية قصيرة, مركز الدراسات والبحوث اليمني, صنعاء, ط1/ 1993م, ص80.
[13] ينظر: سعيد عوض باوزير, معالم تاريخ الجزيرة العربية, مؤسسة الصبان, عدن, ط1/1966م, ص36.
[14] بتصرف: د. حمود العودي, المدخل الاجتماعي في دراسة التاريخ والتراث العربي ـــ دراسة عن المجتمع اليمني, ط2/ 1989م, ص66.
[15] راجع: د. جواد علي, ج5, ص215.
[16] محمد عبدالقادر بافقيه, ص94.
[17] بتصرف: المرجع نفسه, ص75 – 76.
وعرفت الدولة في اليمن القديم فصلاً واضحاً بين اختصاصات السلطة المركزية, واختصاصات الوحدات الإدارية الأدنى. فقد كان لرؤساء الوحدات الإدارية الأدنى: المخاليف والمحافد اختصاصات ومهام ضمن الإطار الجغرافي المحدد. فقد توّلوا مهام الإشراف المباشر على إقامة المرافق الاقتصادية العامة المتمثلة في آلاف السدود والطرقات والقلاع والحصون والأسواق والمخازن وغيرها, ويقتصر دور الدولة المركزية على الاشراف والدعم والتخطيط الفني.[14] فضلاً عن وجود تشريعات خاصة بالمخاليف.[15]
أما المستوى الأعلى فقد كان يختص بالمهام السيادية, إذ يتولى الملك “المهام الرئيسية الكبرى التي تتعلق بتماسك المملكة وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية الخارجية.”[16]
يتضح مما تقدم بأنّ نمط التقسيم الإداري للدولة وأسلوب توزيع السلطة في اليمن القديم يشبه إلى حد كبير النظام الفيدرالي المعاصر. من حيث اشتمال التقسيم الإداري للدولة اليمنية القديمة ثلاثة مستويات إدارية:
المستوى الأدنى: المحفد, ويحكمه (ذو…), وهو يشبه الولاية أو المقاطعة ـــبلغة اليوم ـــ التي يحكمها والي أو محافظ الولاية. ويتولى مهام سياسية واقتصادية في الإطار الجغرافي للولاية.
المستوى الوسيط: المخلاف, ويحكمه القيل, وهو يماثل الاقليم الذي يحكمه حاكم الاقليم. ويتولى مهام سياسية واقتصادية في إطاره الجغرافي المحدد.
المستوى المركزي: ويتربع على رأسه الملك, الذي يمارس صلاحيات ومهام سيادية, تماماً مثل صلاحيات ومهام الرئيس في الدولة الفيدرالية.
إنّ هذا الأسلوب في إدارة الدولة وشؤون الحكم لم يأتِ من فراغ, إنما كان نتاج الأحوال الطبيعية للبلاد وتضاريسها التي لم تكن لتسمح في ظروف ذلك العصر بقيام حكم مركزي مباشر حتى مع وجود قوة ذات وزن كبير كقوة سبأ مثلاً خلال قرون عدة. فقد أدت تلك الأحوال الطبيعية إلى قيام تجمعات متفرقة تسمى في النقوش الحميرية (شعوب) يحكم معظمها إن لم يكن كل واحد منها في المراحل المبكرة حاكم محلي.[17]
الهوامش:
[7] بتصرف: د. عبدالرحمن عمر السقاف, تطور المعرفة التاريخية عن حضارة اليمن قبل الاسلام, مركز عبادي للدراسات والنشر, صنعاء, ط1/ 2005م, ص345.
[8] ينظر: د. يوسف محمد عبدالله, أوراق في تاريخ اليمن وآثاره, دار الفكر المعاصر, بيروت, ط2/1990م, ص54.
[9] راجع: د. جواد علي, المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام, ج5, دار العلم للملايين, بيروت, ط2/1986م, ص215.
[10] د. جواد علي, ج5, ص213.
[11] د. يوسف محمد عبدالله, ص 54.
[12] بتصرف: د. محمد عبدالقادر بافقيه, في العربية السعيدة دراسات تاريخية قصيرة, مركز الدراسات والبحوث اليمني, صنعاء, ط1/ 1993م, ص80.
[13] ينظر: سعيد عوض باوزير, معالم تاريخ الجزيرة العربية, مؤسسة الصبان, عدن, ط1/1966م, ص36.
[14] بتصرف: د. حمود العودي, المدخل الاجتماعي في دراسة التاريخ والتراث العربي ـــ دراسة عن المجتمع اليمني, ط2/ 1989م, ص66.
[15] راجع: د. جواد علي, ج5, ص215.
[16] محمد عبدالقادر بافقيه, ص94.
[17] بتصرف: المرجع نفسه, ص75 – 76.
#علماء_وأعلام_اليمن
فروة بن مسيك المرادي
ثار على الفرس وولاه رسول الله الامارة
من كبار الصحابة اليمانيين زعيم مراد ومذحج هو فَرْوة بن مُسَيك بن الحرث بن سَلَمة بن الحرث بن كريب بن زيد بن مالك بن مينا بن غُطَيف بن عبد اللّه بن ناجية بن مُرَاد المراديّ، ومراد هو مراد يحابر بن مذحج بن ادد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، كان أحد قادات وزعماء مذحج الذين تنادو إلى الجوف وعزموا بالقيام بثوره ضد حكم الفرس في صنعاء في الجاهلية وكانت قبائل مذحج تسكن مناطق شاسعه من اليمن تشمل بالأسماء الحالية مناطق من محافظات ابين وذمار وشبوه والبيضاء ومارب والجوف ونجران وعسير وكان من ابرز زعماء مذحج الذين قادو تلك الثورة فروه بن مسيك المرادي والحصين بن قنان الحارثي ويزيد بن عبد المدان الديان وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وقيس بن مكشوح المرادي وعبهله بن كعب العنسي ولما بلغ ذلك باذان الفارسي خرج اليهم من صنعاء والتقته قبائل همدان (حاشد وبكيل) وعرضوا على باذان النصره والحلف ويعود موقف همدان إلى وجود خلافات بين همدان ومذحج من جهه ووجود تحالف بين همدان والفرس في صنعاء من جهه أخرى، ودارت بينهم موقعه هامه امتد خبرها إلى سائر الجزيرة العربية وقد دارت تلك الموقعة في منطقة الردم في وادي مذاب بالجوف وسميت تلك الواقعة بيوم الردم فتغلبت همدان على مذحج ثم قامت همدان ومن ورائها الفرس بإجراء عقابي غير معهود ضد ثوار مذحج باجلائهم من الجوف ومصادرة اراضيهم وتوطين عشائر من همدان في مناطقهم بالجوف وقد ساء ذلك فروه بن مسيك ان يتم تهجيرهم من مناطق أجداده الذين أقاموا دوله معين فانشد قائلا
أَحلَّ يحابر جدي غُطيفاً
معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلا
وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفي ابيات أخرى من شعره قال
دعوا الجوف إلا أن يكون لامكم
بها عقر في سالف الدهر او مهر
وحلوا بيعمون فإن اباكم
بها وحليفاه المذله والفقر
وبعد يوم الردم توجه فروه بن مسيك إلى قبائل كنده في حضرموت لطلب مناصرتهم في الحرب ضد الفرس وهمدان فاستقر موقف كنده على انهم لا يستطيعون الاستجابة لطلبه ففارق فروه ملوك كنده وعاد إلى منطقة مراد في مأرب ثم توجه إلى الرسول صل الله عليه وسلم في المدينه ومن شعره في ذلك قوله
لما رأيت ملوك كندة أعرضت
كالرجل خان الرجل عرق نسائها
قربت راحلتي أؤم مُحمَّدًا
أرجو فواضلها وحُسْنَ ثرائها
وكان فروه بن مسيك قد اسلم في اليمن قبل وفادته إلى رسول الله بسنوات ثم التحق برسول الله الى المدينه سنه 7 للهجره فاجازه الرسول بإثنتي عشر اوقيه وأعطاه حله من نسيج عمان ونزل فروه عند سعد بن معاذ الانصاري وتعلم القرآن وفرائض الإسلام ومكث مع الرسول فتره بالمدينه و تزامن ذلك مع نزول سوره سبأ وسأل فروه رسول الله عن سبأ فقال له الرسول( سبأ رجل من العرب أولد عشره فتيامن منهم سته وتشأم اربعه) ثم ورد ان رسول الله سئل فروه قائلا «يا فَرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرَّدم؟» قال: «يا رسول الله، مَنْ ذا يصيب قومه ما أصاب قومي لا يسوؤه!» فقال رسول الله: «أمَا إنّ ذلك لم يزدْ قومك في الإسلام إلا خيرًا، ثم بعد فتح مكه بعث رسول الله صل الله عليه وسلم البعوث إلى اليمن و كان فروه منهم فامره الرسول بدعوه الناس للإسلام في مناطق مراد ومذحج وفوضه في قبض الصدقات ممن اسلم في تلك المناطق ثم عاد فروه بن مسيك المرادي إلى رسول الله في السنه التاسعه للهجره في موكب من فرسان مذحج ومعه عمرو بن معدي كرب الزبيدي في فرسان من بني زبيد ثم لحق بهما الزعيم قيس بن مكشوح المرادي ابن اخت عمرو بن معدي كرب ومكثو في المدينه زهاء ثلاثه اشهر بصحبة رسول الله صل الله عليه وسلم ثم تهيأ فروه وعمرو وقيس للعودة إلى اليمن وعين الرسول فروه بن مسيك عاملاً أميراً على مناطق وقبائل مذحج جميعها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقه وكان من قبائل مذحج المشهورة بنو الحرث بن كعب في نجران فخرج اليهم خالد بن سعيد بن العاص في إطار توجيهات رسول الله لفروه بن مسيك بدعوه من تبقى من قبائل مذحج للإسلام فاسلموا وتوجه وفد منهم إلى رسول الله فأخذ منهم البيعه وعين الرسول قيس بن الحصين أميراً على بنو الحرث في نجران وبعد عودة قيس إلى نجران بدأ بإجراء اتصالات واسعه مع قبائل مذحج وبعض همدان وازد السراه وقضاعه فاجمعوا على محاربه الفرس بصنعاء وان يجتمعوا إلى نجران حيث كان يقتصر الحكم الفارسي مقتصراً على صنعاء وما حولها فقط اما بقيه اليمن فكانت بيد الزعماء اليمنيين فاجتمع زعماء وفرسان وثوار اليمن إلى نجران وعسكروا عسكراً عظيماً وجمعوا جمعاً كثيفاً وانطلقوا إلى صنعاء بقياده الصحابي قيس بن مكشوح المرادي وكان فيهم عبهله العنسي و والصحابي عمرو بن معد كرب والصحابي قيس بن الحصين والصحابي يزيد بن عبد المدان والصحابي يزيد بن المحجل ويزيد بن الافكل الازدي وثان ابن ذي جره الحميري فوصلوا إلى مشارف صنعاء وكان باذان حاكم صنعاء الفارسي قد مات و قام الفرس بتوليه
فروة بن مسيك المرادي
ثار على الفرس وولاه رسول الله الامارة
من كبار الصحابة اليمانيين زعيم مراد ومذحج هو فَرْوة بن مُسَيك بن الحرث بن سَلَمة بن الحرث بن كريب بن زيد بن مالك بن مينا بن غُطَيف بن عبد اللّه بن ناجية بن مُرَاد المراديّ، ومراد هو مراد يحابر بن مذحج بن ادد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، كان أحد قادات وزعماء مذحج الذين تنادو إلى الجوف وعزموا بالقيام بثوره ضد حكم الفرس في صنعاء في الجاهلية وكانت قبائل مذحج تسكن مناطق شاسعه من اليمن تشمل بالأسماء الحالية مناطق من محافظات ابين وذمار وشبوه والبيضاء ومارب والجوف ونجران وعسير وكان من ابرز زعماء مذحج الذين قادو تلك الثورة فروه بن مسيك المرادي والحصين بن قنان الحارثي ويزيد بن عبد المدان الديان وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وقيس بن مكشوح المرادي وعبهله بن كعب العنسي ولما بلغ ذلك باذان الفارسي خرج اليهم من صنعاء والتقته قبائل همدان (حاشد وبكيل) وعرضوا على باذان النصره والحلف ويعود موقف همدان إلى وجود خلافات بين همدان ومذحج من جهه ووجود تحالف بين همدان والفرس في صنعاء من جهه أخرى، ودارت بينهم موقعه هامه امتد خبرها إلى سائر الجزيرة العربية وقد دارت تلك الموقعة في منطقة الردم في وادي مذاب بالجوف وسميت تلك الواقعة بيوم الردم فتغلبت همدان على مذحج ثم قامت همدان ومن ورائها الفرس بإجراء عقابي غير معهود ضد ثوار مذحج باجلائهم من الجوف ومصادرة اراضيهم وتوطين عشائر من همدان في مناطقهم بالجوف وقد ساء ذلك فروه بن مسيك ان يتم تهجيرهم من مناطق أجداده الذين أقاموا دوله معين فانشد قائلا
أَحلَّ يحابر جدي غُطيفاً
معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلا
وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفي ابيات أخرى من شعره قال
دعوا الجوف إلا أن يكون لامكم
بها عقر في سالف الدهر او مهر
وحلوا بيعمون فإن اباكم
بها وحليفاه المذله والفقر
وبعد يوم الردم توجه فروه بن مسيك إلى قبائل كنده في حضرموت لطلب مناصرتهم في الحرب ضد الفرس وهمدان فاستقر موقف كنده على انهم لا يستطيعون الاستجابة لطلبه ففارق فروه ملوك كنده وعاد إلى منطقة مراد في مأرب ثم توجه إلى الرسول صل الله عليه وسلم في المدينه ومن شعره في ذلك قوله
لما رأيت ملوك كندة أعرضت
كالرجل خان الرجل عرق نسائها
قربت راحلتي أؤم مُحمَّدًا
أرجو فواضلها وحُسْنَ ثرائها
وكان فروه بن مسيك قد اسلم في اليمن قبل وفادته إلى رسول الله بسنوات ثم التحق برسول الله الى المدينه سنه 7 للهجره فاجازه الرسول بإثنتي عشر اوقيه وأعطاه حله من نسيج عمان ونزل فروه عند سعد بن معاذ الانصاري وتعلم القرآن وفرائض الإسلام ومكث مع الرسول فتره بالمدينه و تزامن ذلك مع نزول سوره سبأ وسأل فروه رسول الله عن سبأ فقال له الرسول( سبأ رجل من العرب أولد عشره فتيامن منهم سته وتشأم اربعه) ثم ورد ان رسول الله سئل فروه قائلا «يا فَرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرَّدم؟» قال: «يا رسول الله، مَنْ ذا يصيب قومه ما أصاب قومي لا يسوؤه!» فقال رسول الله: «أمَا إنّ ذلك لم يزدْ قومك في الإسلام إلا خيرًا، ثم بعد فتح مكه بعث رسول الله صل الله عليه وسلم البعوث إلى اليمن و كان فروه منهم فامره الرسول بدعوه الناس للإسلام في مناطق مراد ومذحج وفوضه في قبض الصدقات ممن اسلم في تلك المناطق ثم عاد فروه بن مسيك المرادي إلى رسول الله في السنه التاسعه للهجره في موكب من فرسان مذحج ومعه عمرو بن معدي كرب الزبيدي في فرسان من بني زبيد ثم لحق بهما الزعيم قيس بن مكشوح المرادي ابن اخت عمرو بن معدي كرب ومكثو في المدينه زهاء ثلاثه اشهر بصحبة رسول الله صل الله عليه وسلم ثم تهيأ فروه وعمرو وقيس للعودة إلى اليمن وعين الرسول فروه بن مسيك عاملاً أميراً على مناطق وقبائل مذحج جميعها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقه وكان من قبائل مذحج المشهورة بنو الحرث بن كعب في نجران فخرج اليهم خالد بن سعيد بن العاص في إطار توجيهات رسول الله لفروه بن مسيك بدعوه من تبقى من قبائل مذحج للإسلام فاسلموا وتوجه وفد منهم إلى رسول الله فأخذ منهم البيعه وعين الرسول قيس بن الحصين أميراً على بنو الحرث في نجران وبعد عودة قيس إلى نجران بدأ بإجراء اتصالات واسعه مع قبائل مذحج وبعض همدان وازد السراه وقضاعه فاجمعوا على محاربه الفرس بصنعاء وان يجتمعوا إلى نجران حيث كان يقتصر الحكم الفارسي مقتصراً على صنعاء وما حولها فقط اما بقيه اليمن فكانت بيد الزعماء اليمنيين فاجتمع زعماء وفرسان وثوار اليمن إلى نجران وعسكروا عسكراً عظيماً وجمعوا جمعاً كثيفاً وانطلقوا إلى صنعاء بقياده الصحابي قيس بن مكشوح المرادي وكان فيهم عبهله العنسي و والصحابي عمرو بن معد كرب والصحابي قيس بن الحصين والصحابي يزيد بن عبد المدان والصحابي يزيد بن المحجل ويزيد بن الافكل الازدي وثان ابن ذي جره الحميري فوصلوا إلى مشارف صنعاء وكان باذان حاكم صنعاء الفارسي قد مات و قام الفرس بتوليه
إبنه شهر بن باذان فخرج شهر بن باذان مع جيش الاساوره للقتال فعسكروا في معسكر الجيش الفارسي خارج السور الشمالي لصنعاء في منطقة شعوب فالتقا الجيشين واسفر القتال عن مقتل شهر بن باذان وهزيمه الفرس هزيمة ساحقة وسميت تلك الموقعه باسم( يوم صنعاء) وذلك في أوائل ذي الحجة السنه العاشرة للهجرة فدخلوا صنعاء ثم عاد كثير ممن شاركوا في المعركه إلى مناطقهم بينما اقام في صنعاء عبهله العنسي (الأسود العنسي)
وقيس بن مكشوح وعمرو بن معد كرب وخالد بن سعيد بن العاص وصلى المسلمين صلاة العيد في ساحه معسكر الفرس بمنطقة شعوب وسميت تلك الساحه منذ ذلك اليوم بالمشهد ومازال إسمها إلى اليوم وكانت تتم فيها صلاه العيد بصنعاء وحالياً تم بناء مسجد في نفس المكان ويسمى مسجد فروه بن مسيك وهو غير مسجد فروه بن مسيك القديم الصغير وتم تسميه المنطقة القريبة من المشهد والتي دارت فيها المعركه بإسم فروه بن مسيك وما يزال باسمه إلى اليوم، وكانت موقعه يوم صنعاء ورسول الله صل الله عليه وسلم في حجه الوداع و عند عودته إلى المدينة امر معاذ بن جبل بالعودة إلى اليمن وارسل المهاجر بن اميه المخزومي عاملاً على صنعاء فلما وصل المهاجر تمرد الاسود العنسي وغلب على صنعاء وادعاء النبوه وذلك في شهر محرم سنه 11 للهجره فخرج منها من ليسوا معه وخرج خالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن معدي كرب بينما اختار قيس بن مكشوح البقاء بصنعاء وتظاهر بالولاء للاسود العنسي إلى أن تأتيه تعليمات من رسول الله وتوجه عمرو بن معدي كرب إلى فروه بن مسيك المرادي وأخبره بما فعل الاسود العنسي فخرج فروه إلى رسول الله وأخبره بذلك وان قيس بن مكشوح مع الاسود يتظاهر له بالولاء حتى تأتيه التعليمات فأمر رسول الله فروه باستنفار مذحج والمسير لمصاوله الاسود العنسي وارسل رسول الله مبعوثا إلى قيس بن مكشوح في صنعاء يأمره بالعمل على مصاوله الاسود العنسي فبدأ قيس استماله بعض الأبناء الفرس والعمل من داخل صنعاء، كما كتب رسول الله إلى معاذ بن جبل وأبى موسى الأشعري وسائر العمال باليمن بالتوجه إلى صنعاء فتوجهوا وحاصروا صنعاء فكتب اليهم قيس بن مكشوح : (أن لا تحدثوا شيئاً حتى نبرم امرنا) وكان قيس قد استمال فيروز الديلمي وداذويه فاشتركا معه في تدبير وقتل الاسود العنسي في الليل فلما كان الصباح قام قيس على سور المدينه فقال الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وان عبهله كذاب وخرج أصحاب قيس ففتحوا ابواب صنعاء فدخل الامراء والعمال والفرسان المحيطين بصنعاء وفيهم معاذ بن جبل وفروه بن مسيك وابو موسى الأشعري فاقام معاذ بن جبل في صنعاء وكتب إلى رسول الله بالخبر وكان أتى رسول الله خبر الواقعه من السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن كان معه في المدينه قتل العنسي الكذاب بصنعاء البارحة، وكان فروه بن مسيك المرادي من الصحابة الذين بنوا الجامع الكبير بصنعاء في حياه الرسول صلى الله عليه وسلم وهم معاذ بن جبل ووبر بن يحنس وفروه بن مسيك وقد استمر فروه بن مسيك أميراً على مذحج حتى وفاه رسول الله واستمر كذلك في خلافة ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ثم شارك في الجيش الذي بعثه عمر بن الخطاب لفتح العراق فسكن الكوفه في ولايه عمار بن ياسر سنه 20 للهجره ، وعاد فروه بن مسيك المرادي إلى اليمن في اواخر حياته وسكن في الحي الذي سمي باسمه في صنعاء إلى أن توفي وتم دفنه في قبره ومسجده ما يزال معروف حتى اليوم.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
وقيس بن مكشوح وعمرو بن معد كرب وخالد بن سعيد بن العاص وصلى المسلمين صلاة العيد في ساحه معسكر الفرس بمنطقة شعوب وسميت تلك الساحه منذ ذلك اليوم بالمشهد ومازال إسمها إلى اليوم وكانت تتم فيها صلاه العيد بصنعاء وحالياً تم بناء مسجد في نفس المكان ويسمى مسجد فروه بن مسيك وهو غير مسجد فروه بن مسيك القديم الصغير وتم تسميه المنطقة القريبة من المشهد والتي دارت فيها المعركه بإسم فروه بن مسيك وما يزال باسمه إلى اليوم، وكانت موقعه يوم صنعاء ورسول الله صل الله عليه وسلم في حجه الوداع و عند عودته إلى المدينة امر معاذ بن جبل بالعودة إلى اليمن وارسل المهاجر بن اميه المخزومي عاملاً على صنعاء فلما وصل المهاجر تمرد الاسود العنسي وغلب على صنعاء وادعاء النبوه وذلك في شهر محرم سنه 11 للهجره فخرج منها من ليسوا معه وخرج خالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن معدي كرب بينما اختار قيس بن مكشوح البقاء بصنعاء وتظاهر بالولاء للاسود العنسي إلى أن تأتيه تعليمات من رسول الله وتوجه عمرو بن معدي كرب إلى فروه بن مسيك المرادي وأخبره بما فعل الاسود العنسي فخرج فروه إلى رسول الله وأخبره بذلك وان قيس بن مكشوح مع الاسود يتظاهر له بالولاء حتى تأتيه التعليمات فأمر رسول الله فروه باستنفار مذحج والمسير لمصاوله الاسود العنسي وارسل رسول الله مبعوثا إلى قيس بن مكشوح في صنعاء يأمره بالعمل على مصاوله الاسود العنسي فبدأ قيس استماله بعض الأبناء الفرس والعمل من داخل صنعاء، كما كتب رسول الله إلى معاذ بن جبل وأبى موسى الأشعري وسائر العمال باليمن بالتوجه إلى صنعاء فتوجهوا وحاصروا صنعاء فكتب اليهم قيس بن مكشوح : (أن لا تحدثوا شيئاً حتى نبرم امرنا) وكان قيس قد استمال فيروز الديلمي وداذويه فاشتركا معه في تدبير وقتل الاسود العنسي في الليل فلما كان الصباح قام قيس على سور المدينه فقال الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وان عبهله كذاب وخرج أصحاب قيس ففتحوا ابواب صنعاء فدخل الامراء والعمال والفرسان المحيطين بصنعاء وفيهم معاذ بن جبل وفروه بن مسيك وابو موسى الأشعري فاقام معاذ بن جبل في صنعاء وكتب إلى رسول الله بالخبر وكان أتى رسول الله خبر الواقعه من السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن كان معه في المدينه قتل العنسي الكذاب بصنعاء البارحة، وكان فروه بن مسيك المرادي من الصحابة الذين بنوا الجامع الكبير بصنعاء في حياه الرسول صلى الله عليه وسلم وهم معاذ بن جبل ووبر بن يحنس وفروه بن مسيك وقد استمر فروه بن مسيك أميراً على مذحج حتى وفاه رسول الله واستمر كذلك في خلافة ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ثم شارك في الجيش الذي بعثه عمر بن الخطاب لفتح العراق فسكن الكوفه في ولايه عمار بن ياسر سنه 20 للهجره ، وعاد فروه بن مسيك المرادي إلى اليمن في اواخر حياته وسكن في الحي الذي سمي باسمه في صنعاء إلى أن توفي وتم دفنه في قبره ومسجده ما يزال معروف حتى اليوم.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية
من اليمن لليمن للحضارة للفن للمدن للقرى للماضي للحاضر للارض للانسان للحرب للواقع
هنا
#اليمن
#صور_يمنية
#صور_يمنية
. #صور_يمنية
⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️
👍🏻
✅ ✅
للاشتراك فـي القناة عبر الرابط التالي
👇👇👇👇👇👇👇👇👇
https://telegram.me/taye5
#صور_يمنية
من اليمن لليمن للحضارة للفن للمدن للقرى للماضي للحاضر للارض للانسان للحرب للواقع
هنا
#اليمن
#صور_يمنية
#صور_يمنية
. #صور_يمنية
⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⏬⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️
👍🏻
✅ ✅
للاشتراك فـي القناة عبر الرابط التالي
👇👇👇👇👇👇👇👇👇
https://telegram.me/taye5
Telegram
اليمن_تاريخ_وثقافة
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
@mao777 للتواصل
الدوشان مبلغ وناشر الاخبار وكان هو جهاز الاعلام وللفت نظر الناس كان يلبس ملابس فاقعه اللون وبشكل مميز
ويعتبر من الفئات المهمشة اجتماعيا
https://tttttt.me/taye5
ويعتبر من الفئات المهمشة اجتماعيا
https://tttttt.me/taye5