اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
145K photos
352 videos
2.21K files
24.8K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#محمد_الشميري

أما الفرع الغربي من اللغة السامية فتنتمي إليه لغات شمالية وجنوبية أيضا؛ أما الشمالية فتشمل الكنعانية والآرامية والكنعانية مجموعة لغات أو لهجات تحدث بها وكتبها أهل فلسطين وجزء من سوريا ومن أهم هذه المجموعة :

أهمها : ۱ - العبرية : وهي لغة العبرانيين أو العبريين وقد مرت هذه اللغة بأدوار كثيرة من
ا - عبرية التوراة ( ۱۲۰۰ - ۲۰۰ ق . م . ) .

ب - عبرية متأثرة بالآرامية القرنان الثاني والأول ق. م . . .

ج - عبرية متأخرة وهي متأثرة بالعربية .

العبرية الحديثة .

٢ - الفنيقية : ما بين القرنين العاشر - الأول ق. م . ، ومنها :

أ - الفنيقية الأم : وهي لغة المدن الفنيقية القديمة .

ب - البونية : وهي لغة المستعمرات الفنيقية في حوض البحر الأبيض المتوسط .(ق ۹ - ۲ ق . م)

- المؤابية : والذي دل على هذه اللغة هو النقش الكبير الذي عثر عليه في قرية ذيبان في الجزء الجنوبي من الأردن ويذكر فيه الملك ميشع الذي حارب اليهود منذ منتصف القرن التاسع ق . م . ودحرهم .

- الأوجاريتية : وهي لغة مدينة عظيمة في الجزء الشمالي من سوريا وموضعها يعرف الآن برأس شمرة في هذه المدينة التي عرفت باسم أوجاريت (Ugarit) وإليها تنسب هذه اللغة التي تتكون أبجديتها من ثلاثين حرفا، لذا فهي تحوي أكبر عدد من الحروف بين أبجديات السامية جميعا وظهرت إلى حيز الوجود حوالي القرن الرابع عشر ق . م .

أما الآرامية : فهي طائفة من اللهجات عثر عليها الآثاريون في شمال سوريا، ثم توغلت فيما حولها خاصة في بلاد ما بين النهرين وبلاد ساحل سوريا، وفلسطين خاصة عندما احتلها الفرس، وازدهرت في القرنين السادس - الرابع قبل الميلاد حتى إنها حلت محل لغات محلية مثل العبرية والفنيقية ومعظم اللغات السامية الموجودة في منطقة ساحل سوريا فلسطين حتى إنه وجدت نقوش آرامية في ما وراء هذه المنطقة في قليقيا وليديا (Lydia) حتى أطلق عليها الآرامية الدولية .

واستطاع العلماء تمييز فرعين للآرامية :

- الآرامية الغربية : وهي الأقرب إلى اللغة الآرامية الأم ومنها :

ا - النبطية : وأهمها نقوش مدينة الأنباط وعاصمتهم البتراء وسلع في الأردن

ومدائن صالح - الحجر - في السعودية وامتدت من القرن الأول ق. م .إلى القرن الثالث الميلادي .
ب_ التدمرية : نسبة إلى مدينة تدمر عاصمة التدمريين من القرن الأول ق. م. حتى القرن الثالث الميلادي، أي أنها معاصرة للنبطية .

ج - الآرامية اليهودية : العبرية - وهي التي تمثل الآرامية التي كتب بها اليهود بعد العهد القديم، آرمية الترجوم في القرن السادس ق . م .

د - الآرامية السامرية والتي ترجمت بها أسفار النبي موسى (عليه السلام) في القرن الرابع قبل الميلاد تقريبا .

هـ - الآرامية المسيحية التي كان مسيحيو فلسطين يستعملونها وهي لغتهم أيضا بين القرنين الخامس والثامن الميلاديين.

٢ - الآرامية الشرقية : وهي تختلف اختلافا كبيرا عن الآرامية القديمة ومن لهجاتها أو لغاتها التي انتشرت في بلاد ما بين النهرين خاصة :

ا - الحضرية : أو لغة أهل الحضر وعثر على نقوشها في مدينة الحضر في شمال العراق إلى الشمال الغربي من مدينة نينوى وإلى الجنوب الغربي من الموصل وتعرف باسم مدينة الشمس والتي بلغت أوج مجدها في القرون الثلاثة الأولى للميلاد .

ب - اللغة السريانية : لغة كنيسة الرها التي ازدهرت من القرن الثالث الميلادي إلى القرن الثالث عشر.

ج - لغة التلمود البابلي.

د - لغة المندعين : أي لغة جماعة الغنوصية (Gnostics) من القرن الثالث إلى القرن الثامن الميلاديين .

💥والفرع الجنوبي من السامية الغربية يشمل :
اللغة الجنوبية القديمة في جزيرة العرب والنقوش التي عثر عليها تعود إلى ما

بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي ومنها :

ا - السبئية

ب - المعينية

جـ - القتبانية

د- الحضرمية
هـ ـ الهرمية

يضاف إلى ذلك لغات النقوش التي عثر عليها في شمال ووسط الجزيرة العربية وفي الأردن وجنوب سوريا وهي ما عرف بالعربية الشمالية ومنها :
ا - الديدانية

ب - اللحيانية

ج - الثمودية

د ـ الصفوية .

۲ - الحبشية أو الأثيوبية أو الجعزية (اللغة المقدسة والأمهرية (اللغة الرسمية) .

- المهرية والشحرية والسقطرية.

وهكذا نرى أن الفرع الجنوبي من اللغات السامية الغربية ينتشر في شمال الجزيرة مع الجزء الجنوبي من سوريا والأردن فضلاً عن جنوب الجزيرة العربية والحبشة . كما نرى أن الفرع الجنوبي من اللغات السامية الغربية انتشر الحقبة طويلة من الزمن في شمال الجزيرة العربية في مدائن صالح والعلا والجوف ( سكاكا) وعرعر وطريف ووادي السرحان، وفي الجزء الجنوبي من سوريا في الصفا والحرة وجبل الدروز، وفي الأردن في الصحراء في جاوة والجاثوم والبرقع وأم الجمال. أما جنوب الجزيرة العربية فانتشر في اليمن السعيد هذا الفرع من اللغات .

تبين لنا أن العربية الجنوبية هي من الفرع السامي الغربي، وقسمت إلى :
۱ جنوبية وتضم الخطوط المعينية والسبئية والقتبانية، والحضرمية، والأوسانية .

۲ - شمالية : وهي الديدانية واللحيانية والثمودية والصفوية .

- الحبشية والسقطرية والأمهرية .

عثر على خطوط العربية الشمالية وهي مجموعات من الخطوط المستعملة بين الناس للشؤون اليومية في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة العربية، وسوريا، والأردن، وهي خطوط قريبة الشبه بالخط العربي الجنوبي - المسند - سواء بأشكال بعض الحروف التي كتبت بها النقوش الديدانية واللحيانية والثمودية والصفوية، أو عدد حروفها وطرق كتباتها وأغراضها .

#محمد_الشميري
#المسند
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الوطنية العميقة في أجمل تجلياتها.. دليل السُراة
كريم #الحنكي

دليل السراة في الفن والأدب اليمني هو الكتاب الأول للأستاذ مصطفى راجح. وفيه يتجلى الكاتب الصحفي المثقفُ أديباً واسع الرؤية منطلق العبارة المتوهجة بما تقدحها به الذات من الثراء المعرفي وعمق الفكر وثاقب النظر. وهو تجل يتضح للمتابع من قرائه، بقدر ما يقدم حتى للحميم من أصدقائه جانباً لافتاً منه مغايراً إلى حد ما، ومتوافقاً في الوقت ذاته، لذلك الذي يعرفه.
بيد أن هذه الورقة المعدة على عجالةٍ، لا تقدم هنا إلا تناولاً سريعاً للكتاب فيما يشبه العرض التعريفي بوجهيه السطحي الخارجي من جانب، والداخلي المتعمق إلى حد ما من جانبٍ آخر؛ وذلك وفق ما تتيحه لي قراءتي إياه إبان الاضطلاع بمراجعته اللغوية والطباعية التي شرفت بإسنادها إليَّ من كاتبه العزيز.
يؤلف الدليل المتفرد هذا ثلاثة وأربعين من المقالات المنشورة متفرقةً خلال الأعوام القليلة السابقة، بل الأشهر المنصرمة؛ حيث أن بعضها إنما نشر خلال عامنا هذا الذي شهد صدور الكتاب عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر. على أنها مقالات منتقاة من الكاتب بتدبر وعناية خاصين على النحو الذي يجعل من مجموعها دليلاً وجدانياً متوائماً في مسرى غناء اليمن وأدبه، والثقافة العامة المتصلة به.
يتوزع الكتاب في أربعة أقسام أو فصول، تؤلف كلاً منها إضمامة متسقة من المقالات المختارة. ويحمل أول هذه الفصول عنوان فواتح المطلع محتوياً على ثمانية من المقالات الفاتحة لشهية القارئ على النحو الذي يغويه فيستدرجه للمضي في القراءة؛ وذلك بعموم مضامينها الدائر منها حول الثقافة بمدلولها العام والمتصل منها بفن اليمن وغنائه وأدبه.
بُناة اليمن في الأدب والثقافة هو عنوان الفصل الثاني من الكتاب بمقالاته الاثني عشر المتناولة عددها من الشخصيات الفارقة من وجه نظر الكاتب خاصة في أدب اليمن وفنه وثقافته المعاصرة عموماً من الراحلين والأحياء الباقين بيننا. ومن عنوان أحد مقالات هذا الفصل يستمد الكتاب وسمه الأبرز.
أما الفصل الثالث الموسوم وِجْـدانُ اليمن: أصواتُه؛ ونغماتُ أرضِه، فيتضمن خمسة عشر مقالاً دائراً حول العدد ذاته من العلامات التاريخية المؤثرة في غناء اليمن وألحانه وموسيقاه منذ مطلع القرن الفائت.
وبعنوان خواتم التقفيل، يُختتم متن الكتاب بفصله الرابع والأخير متضمناً ثماني مقالات متصلة -بقدر من التفاوت قرباً وبعداً- بالموضوع المحوري الذي ينتظم الكتاب عموماً بمختلف فصوله ومقالاته.
وكما قد نرى من سطح الكتاب وتكوينه الخارجي هذا، فهو ينطوي على محاكاة ظاهرية لنسق الموشح اليمني الحميني التام؛ إذ يتكون من المطلع وفواتحه أولاً، والتقفيل وخواتمه أخيراً؛ وبينهما ما يستحضر (التوشيح) الذي تتصاعد فيه موضوعات الكتاب متمثلاً بالفصلين الثاني (بناة اليمن في الأدب والثقافة)، والثالث (وجدان اليمن: أصواته ونغمات أرضه) حيث يبلغ ذلك التصاعد ذروته التصاقاً بالموضوع المحوري المشار إليه والذي نستبينه بالانتقال من ظاهر الكتاب إلى باطنه فنجد أن جوهره ومدار مقالاته عامةً إنما هو الهوية الوجدانية الثقافية والوطنية لليمن حرصاً لا على حفظها من تجريف الراهن فقط؛ بل اعتصاماً بها كذلك من طوفانه ومواجهةً له في الوقت ذاته
يتبيَّن ذلك بوضوح لمن يطالع الكتاب ولو عرضاً من تقديم المؤلف ومن ثنايا العديد من المقالات الواردة في مختلف فصوله كما يتضح من فقرات كثيرة نكتفي بالتمثيل لها فيما يلي مما نجده تكراراً في التقديم؛ حيث يقول:
"في اللحظات القاتمة... يكون الحديث عن إحياء الهوية الثقافية الوطنية لليمن ضرورة وجودية". "تلتقي جميعاً عند نقطة محورية: الهوية الثقافية اليمنية كما تنعكس في الفن والأدب". "لكل من تعنيه الهوية الثقافية اليمنية، ولكل من يجد في الغناء والأدب اليمني نافذةً تطل على وطن لا يزال يسكن فينا مهما بدا بعيدا". و"هذه محاولة لتلمس ما بقي في ذواتنا من قدرة على البقاء متماسكين". و"حين يهدد الخراب كل شيء، تومض الأغاني".
وكذلك في بعض مقالات الفصل الأول التي على عموميتها الثقافية تهيئ في فواتح المطلع لتصاعد التوشيح بعدها؛ حيث يقول مقتبساً محمد سعيد جرادة عن العود والرباب:
"إنما كان الباعث للقمندان على تأليف كتيّبه ذاك مناكفة حكام صنعاء الذين كانوا يحرمون الغناء علناً".
وإلى آخر ذلك من فصول هذا الكتاب القيم الصادر عن كاتب ليس ممتلئاً وازناً فحسب؛ بل مسكون بالهم العام على نحو تغيب فيه السياسة بكل ما يتصل بها من مظاهر التهافت والمباشرة؛ بقدر ما تحضر فيه الوطنية العميقة بتجلياتها الأجمل.
فهي هويتنا الجمعية وفق ما تنعكس أساساً في الفن اليمنيِّ بمُختلِفِ تجلياته المتمثِّلة أولاً، وبوجهٍ خاص، في الغناء اليمني وألوانه المتعددة في إطارٍ من الوَحدة الجامعة؛ وثانياً، في الأدب اليمني المتصل أشخاصاً وتجلياتٍ بالموضوع الجوهري لهذا الكتاب الذي -على اختلاف موضوعاته العامة وتنوعها- يضعه مصطفى بين أيدينا بحيث يمثل بالفعل دليلاً
وجدانياً متماسكاً وفريداً لكل من تشغله هُويَّة اليمن في هذه المرحلة الخطرة على نحو غير مسبوق، ولكل من يؤنسه ويهمُّهُ غناءُ اليمن المعبر عنها، من الواجدين السراة في ليلها الراهن المدلهم.
وكما قد نرى من سطح الكتاب وتكوينه الخارجي هذا، فهو ينطوي على محاكاة ظاهرية لنسق الموشح اليمني الحميني التام؛ إذ يتكون من المطلع وفواتحه أولاً، والتقفيل وخواتمه أخيراً، وبينهما ما يستحضر (التوشيح) الذي تتصاعد فيه موضوعات الكتاب ابتداءً بفصله الثاني (بناة اليمن في الأدب والثقافة)، ثم في الثالث (وجدان اليمن: أصواته ونغمات أرضه) حيث يبلغ ذلك التصاعد ذروته التصاقاً بالموضوع المحوري المشار إليه والذي نستبينه لاحقاً بعد الانتقال من ظاهر الكتاب إلى باطنه وبعض خصائص محتواه.
لعل أول ما يلفت من السمات المميِّزة، في كتابة (دليل السراة)، هو اللغة الشفيفة وجريانها في رقرقةٍ وتدفقٍ تعبيري سلسٍ ينساب من ذات صادقة الوجد والشجن؛ مع ما يلمس بها نفس المتلقي من رشاقة العبارة وأناقتها مفردةً وأسلوباً وجملةً شعريةً تضيء السياق النثري العام وتُرهِفه. يلي ذلك البعد الفلسفي الظاهر في هذه الكتابة تأسيساً ومضامينَ، وعلى نحوٍ موظفٍ بذكاءٍ واحتراز وفق ما يخدم سياق التناول ويعمقه في مواجهة الدفق الوجداني الغامر أحياناً؛ لكن البعيد عن التكلف دائماً، والمقتدر -بتماسكه ورصانته غالباً- على تجنب الوقوع في فخِّ الانسياح العاطفي.
إن كان ثمة ما يؤخذ في هذا الصدد، فلا يتجاوز الإسهاب الذي يتكرر به قد يتكرر به إيراد الأفكار والمعاني ذاتها أحياناً بصياغات أخر تختلف ألفاظاً وتعابير. وهو ما يُلحظ عادةً حين يكون الكاتب مدفوعاً بالحرص على إيصال ما يريد إلى أوسع نطاقٍ ممكن من فئات التلقي، وعلى عدم ترك أيِّما ثغرة للالتباس. ومع كون ذلك مأخذاً كما سبق الذكر، إلا أن الأمانة تقتضي التنويه المنصف هنا بأن الكاتب قد استطاع -حيثما أسهب- أن يبتعد بحرفية واقتدار عن أي شبهة ابتذال أو إملال؛ بحيث لم يسمح لمأخذ الإطالة هذا بالظهور ملحوظاً إلا لعين المتفحص الراصد ونظر المدقق الناقد.
أما إذا فرغنا من طرق الخصائص الأخاذة لغةً وأسلوباً ونهجاً، وأردنا ملامسة الجانب الموضوعي الغالب على مقالات الكتاب، فلا أظهر من الإحاطة الدقيقة الواشية بأن الكاتب -الذي توسل بلغة الأديب وأساليبه شكلاً- قد تولى مقاربة موضوعاته وشخصياته، مضموناً، بعقلية الباحث وأدوات الصحفي الاستقصائي؛ منقباً في الدقائق الخفية من الحقائق والفريد المحجوب حتى عن أكثر الخاصة من الوقائع بشأنها. فكأنه لبلوغ ذلك قد اتخذ في الإعداد لمقالاته وكتابتها منهجاً يقوم بتصميم مسبق على اجتناب المتاح المبذول بشأن ما ومن عنه يكتب مما هو معروف في المعهود من المسارات الحياتية والإبداعية المتوافرة حولها. ومنطلق الكاتب في ذلك الحرص على الإلمام الوافي بموضوع تناوله نائياً بقلمه قدر الإمكان عن جُلّ ما هو معاد ومكرور من السير؛ الأمر الذي عزز الأصالة وكثيراً ما جعل الجدة حصيلةً ملموسةً في معظم المحتوى الذي تضمنته دفتا كتابه المبهج الجدير بالاحتفاء.
أما محور الكتاب الجوهري المشار إليه ومدار مقالاته عامةً فإنما هو الهوية الوجدانية الثقافية والوطنية لليمن حرصاً لا على حفظها من تجريف الراهن فقط؛ بل اعتصاماً بها كذلك من طوفانه ومواجهةً له في الوقت ذاته.
يتبيَّن ذلك بوضوح لمن يطالع الكتاب ولو عرضاً من تقديم المؤلف ومن ثنايا العديد من المقالات الواردة في مختلف فصوله كما يتضح من فقرات كثيرة نكتفي بالتمثيل لها فيما يلي مما نجده تكراراً في التقديم؛ حيث يقول:
"في اللحظات القاتمة... يكون الحديث عن إحياء الهوية الثقافية الوطنية لليمن ضرورة وجودية". "تلتقي جميعاً عند نقطة محورية: الهوية الثقافية اليمنية كما تنعكس في الفن والأدب". "لكل من تعنيه الهوية الثقافية اليمنية، ولكل من يجد في الغناء والأدب اليمني نافذةً تطل على وطن لا يزال يسكن فينا مهما بدا بعيدا". و"هذه محاولة لتلمس ما بقي في ذواتنا من قدرة على البقاء متماسكين". و"حين يهدد الخراب كل شيء، تومض الأغاني".
وكذلك في بعض مقالات الفصل الأول التي على عموميتها الثقافية تهيئ في فواتح المطلع لتصاعد التوشيح بعدها؛ حيث يقول مقتبساً محمد سعيد جرادة عن العود والرباب:
"إنما كان الباعث للقمندان على تأليف كتيّبه ذاك مناكفة حكام صنعاء الذين كانوا يحرمون الغناء علناً".
وإلى آخر ذلك من فصول هذا الكتاب القيم الصادر عن كاتب ليس ممتلئاً وازناً فحسب؛ بل مسكون بالهم العام على نحو تغيب فيه السياسة بكل ما يتصل بها من مظاهر التهافت والمباشرة؛ بقدر ما تحضر فيه الوطنية العميقة بتجلياتها الأجمل.
إنها هويتنا الجمعية وفق ما تنعكس أساساً في الفن اليمنيِّ بمُختلِفِ تجلياته المتمثِّلة أولاً، وبوجهٍ خاص، في الغناء اليمني وألوانه المتعددة في إطارٍ من الوَحدة الجامعة؛ وثانياً، في الأدب اليمني المتصل أشخاصاً وتجلياتٍ بالموضوع الجوهري لهذا الكتاب الذي -على اختلاف موضوعاته العامة وتنوعها- يضعه مصطفى بين أيدينا بحيث يمثل بالفعل دليلاً وجدانياً متماسكاً وفريداً لكل من تشغله هُويَّة اليمن في هذه المرحلة الخطرة على نحو غير مسبوق، ولكل من يؤنسه ويهمُّهُ غناءُ اليمن المعبر عنها، من الواجدين السراة في ليلها الراهن المدلهم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM