#محمود_الحاج
ذكری رائد الرومانسية
مرت الذكری الواحدة والخمسون لرحيل رائد الحداثة والرومانسية في الشعر اليمني
الشاعر الكبيرلطفي جعفر امان التي صادفت السابع عشر من هذاالشهر اتداركها الآن..الشاعر الذي اخصب حديقة العطاء شعرا ونثرا وغناء حيث ابدع وارتفع بمستوی القصيدة العمودية والتفعيلية وكذا شعر الاغنية العدنية الحديثة التي رفع من مستواها وصدح بها اكبر وافضل المطربين وفي مقدمتهم الرائعان احمد قاسم الذي شكل معه ثنائيا جميلا متفردا والمرشدي وان كان نصيبه من النصوص اقل من احمد قاسم رحمة الله عليهم اجمعين...كان لطفي انسانا جميل الروح واللسان والمعشر ثر العطاء متعددالمواهب شاعرا ورساما وعازفاعلی العود ومربيا (كلية عدن) ومتحدثاراقيا عبر اذاعة عدن وبرامجه الثقافية المتميزة..
اتذكره والذكريات تحتاج الی طويل وقفة بل وقفات ...مات صغيرا مقارنة بعطائه في الثالثة والاربعين..
ويوم وفاته كتبت قصيدة وانا حينها في بداية الطريق الطويل والقيتها في حفل تابينه في كريتر الذي كان اول حفل القي فيه قصيدة ...اتذكر منها :
حدثيني ياعابسات الليالي
كيف ابكيت شاهقات الجبال
حدثيني فان افقي مربد
كثاف سحابه في مجالي
ايه لطفي كيف الرحيل وهذي
اعين الشعب شعبك المفضال
ارقتها نار الرحيل فأمست
تتلظی علی جحيم السؤال
اين شادي الادواح ماجت افانينا
باشعاره اخضرار الدوالي
ذكری رائد الرومانسية
مرت الذكری الواحدة والخمسون لرحيل رائد الحداثة والرومانسية في الشعر اليمني
الشاعر الكبيرلطفي جعفر امان التي صادفت السابع عشر من هذاالشهر اتداركها الآن..الشاعر الذي اخصب حديقة العطاء شعرا ونثرا وغناء حيث ابدع وارتفع بمستوی القصيدة العمودية والتفعيلية وكذا شعر الاغنية العدنية الحديثة التي رفع من مستواها وصدح بها اكبر وافضل المطربين وفي مقدمتهم الرائعان احمد قاسم الذي شكل معه ثنائيا جميلا متفردا والمرشدي وان كان نصيبه من النصوص اقل من احمد قاسم رحمة الله عليهم اجمعين...كان لطفي انسانا جميل الروح واللسان والمعشر ثر العطاء متعددالمواهب شاعرا ورساما وعازفاعلی العود ومربيا (كلية عدن) ومتحدثاراقيا عبر اذاعة عدن وبرامجه الثقافية المتميزة..
اتذكره والذكريات تحتاج الی طويل وقفة بل وقفات ...مات صغيرا مقارنة بعطائه في الثالثة والاربعين..
ويوم وفاته كتبت قصيدة وانا حينها في بداية الطريق الطويل والقيتها في حفل تابينه في كريتر الذي كان اول حفل القي فيه قصيدة ...اتذكر منها :
حدثيني ياعابسات الليالي
كيف ابكيت شاهقات الجبال
حدثيني فان افقي مربد
كثاف سحابه في مجالي
ايه لطفي كيف الرحيل وهذي
اعين الشعب شعبك المفضال
ارقتها نار الرحيل فأمست
تتلظی علی جحيم السؤال
اين شادي الادواح ماجت افانينا
باشعاره اخضرار الدوالي
الحصان في قصيدة امرؤ القيس بن حجر الكندي
والحصان في قرية ضلاع الاشمور عمران
.
( يتبع قصيدة امرؤ القيس ادناه
الاعجاز العلمي في القصيدة )
وَلَيلٍ كموجِ البحرِ أرخىٰ سُدُولَهُ
عَليَّ بِأنواعِ الهُمومِ لِيَبتلي
فَقُلتُ لهُ لمَّا تمطَّى بصُلبِهِ
وَأردَفَ أعجازًا وَناءَ بِكَلكَلِ
ألَا أيُّها الليلُ الطَّويلُ ألا انجَلي
بصُبحٍ وما الإصباحُ مِنكَ بأمثلِ
فيا لكَ مِن ليلٍ كَأَنَّ نُجُومَهُ
بأمراسِ كتَّانٍ إلى صُمِّ جندَلِ
كِلانا إذا ما نَالَ شيئًا أفاتَهُ
وَمَن يحتَرِث حَرثي وحَرثكَ يُهزَلِ
وقَد أغتدي والطَّيرُ في وُكناتِها
بِمُنجَرِدٍ قيدِ الأوابِدَ هيكلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٌ مُدبِرٌ مَعًا
كَجلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ مِن عَلِ
كُمَيْتٍ يَزِل الّلبْدُ عن حالِ مَتْنِهِ
كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالُمَتَنِّزلِ
على الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كَأَنَّ اهتزامَهُ
إِذا جاشَ فيهِ حميُهُ غَليُ مِرْجَلِ
مِسَحِّ إِذا ما السَّابحاتُ على الوَنَى
أَثَرْنَ الْغُبارَ بالكَديدِ المرَكلِ
يَزِلّ الْغُلامَ الخِفُّ عَنْ صَهَواتِهِ
وَيُلْوي بأَثَوابِ الْعَنيفِ الُمثَقَّلِ
دَريرٍ كَخُذْروفِ الْوَليدِ أمَرَّهُ
تَتابُعُ كفّيْهِ بخيْطٍ مُوَصَّلِ
لَهُ أَيْطَلا ظَبْي وسَاقا نَعامةٍ
وَإِرْخاءُ سِرحانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُلِ
.
.
امرؤ القيس بن حجر الكندي
.
امرؤ القيس والإعجاز الثلاثي :
مكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معًا
كجلمودِ صخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ من عَلِ
قد يظن القارئ لهذا البيت بأنه مجرد قطعة جميلة من قصيدة لشاعر مرموق و لكن العلم الحديث يؤكد غير ذلك .
لنأخذ أولاً :
" مكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معًا"
كيف يكرُّ الحصان ويفرُّ في آنٍ واحد ويُقبل ويُدبر في آنٍ واحد؟
هذا ما اكتشفه إدوارد مايبريدج في أواخر القرن ال 19 عندما صنع كاميرا عالية السرعة ultrafast لبحث حركة الحصان واكتشف - أنه أثناء جري الحصان تكون رجلاه الخلفيتان تتقدم في نفس اللحظة التي تتأخر فيها رجلاه الأماميتان ، وعندما تبدأ رجلاه الأماميتان في التقدم تتحول حركة رجليه الخلفيتين إلى التأخر و هكذا يقبل الحصان ويدبر ، ويكر ويفر ، في ذات الوقت!!!
هذا المثال يستشهد به أحمد زويل كثيرا في أبحاثه العلمية ، و يذكره دائما على أنه كان وراء تفكيره في ابتكار تقنية الليزر التي استخدمها في التصوير فائق السرعة للجزيئات.
وكل هذه الأبحاث تؤيد امرؤ القيس في أن الحصان رجلاه الأماميتان تكران بينما رجلاه الخلفيتان تفران ثم تتبدل الحركة فتقبل رجلاه الخلفيتان بينما تدبر رجلاه الأماميتان
أما الإعجاز الثاني في البيت:
"كجلمودِ صخرٍ"
وهو ما يفيد بأن الحصان برغم أنه يكر ويفر ويقبل ويدبر معا ، إلا أنه يتحرك ككتلة واحدة تماما كجلمود صخر
أي أن الحصان برغم كره وفره وإقباله وإدباره في ذات الوقت إنما يتحرك في النهاية باتجاه واحد كصخرة لا تلوي على شيء
أما الإعجاز الثالث:
"حَطَّهُ السَّيلُ من عَلِ"
إننا لا نفهم كيف يمكن تشبيه حصان يجري في طريق أفقي ، بصخرة تسقط من أعلى. فهل أخطأ امرؤ القيس يا ترى؟
لو لم ينقذنا العلم الحديث لظننا أنه مجرد صورة بلاغية ، ولكن العلم الحديث يقدم الإجابة: إن تحليل حركة الحصان equine locomotion analysis بواسطة أجهزة الرصد والتحليل المتطورة أثبتت صحة نظرية مايبريدج والتي تقول بأن دورة حركة أرجل الحصان تشمل مرحلة تكون فيها حوافر الحصان الأربعة كلها في الهواء
(أي غير ملامسة للأرض) في آن واحد أي أنه في كل دورة حركة يسقط الحصان كله من أعلى (من عل) مرة واحدة على الأرض.
.
والحصان في قرية ضلاع الاشمور عمران
.
( يتبع قصيدة امرؤ القيس ادناه
الاعجاز العلمي في القصيدة )
وَلَيلٍ كموجِ البحرِ أرخىٰ سُدُولَهُ
عَليَّ بِأنواعِ الهُمومِ لِيَبتلي
فَقُلتُ لهُ لمَّا تمطَّى بصُلبِهِ
وَأردَفَ أعجازًا وَناءَ بِكَلكَلِ
ألَا أيُّها الليلُ الطَّويلُ ألا انجَلي
بصُبحٍ وما الإصباحُ مِنكَ بأمثلِ
فيا لكَ مِن ليلٍ كَأَنَّ نُجُومَهُ
بأمراسِ كتَّانٍ إلى صُمِّ جندَلِ
كِلانا إذا ما نَالَ شيئًا أفاتَهُ
وَمَن يحتَرِث حَرثي وحَرثكَ يُهزَلِ
وقَد أغتدي والطَّيرُ في وُكناتِها
بِمُنجَرِدٍ قيدِ الأوابِدَ هيكلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٌ مُدبِرٌ مَعًا
كَجلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ مِن عَلِ
كُمَيْتٍ يَزِل الّلبْدُ عن حالِ مَتْنِهِ
كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالُمَتَنِّزلِ
على الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كَأَنَّ اهتزامَهُ
إِذا جاشَ فيهِ حميُهُ غَليُ مِرْجَلِ
مِسَحِّ إِذا ما السَّابحاتُ على الوَنَى
أَثَرْنَ الْغُبارَ بالكَديدِ المرَكلِ
يَزِلّ الْغُلامَ الخِفُّ عَنْ صَهَواتِهِ
وَيُلْوي بأَثَوابِ الْعَنيفِ الُمثَقَّلِ
دَريرٍ كَخُذْروفِ الْوَليدِ أمَرَّهُ
تَتابُعُ كفّيْهِ بخيْطٍ مُوَصَّلِ
لَهُ أَيْطَلا ظَبْي وسَاقا نَعامةٍ
وَإِرْخاءُ سِرحانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُلِ
.
.
امرؤ القيس بن حجر الكندي
.
امرؤ القيس والإعجاز الثلاثي :
مكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معًا
كجلمودِ صخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ من عَلِ
قد يظن القارئ لهذا البيت بأنه مجرد قطعة جميلة من قصيدة لشاعر مرموق و لكن العلم الحديث يؤكد غير ذلك .
لنأخذ أولاً :
" مكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معًا"
كيف يكرُّ الحصان ويفرُّ في آنٍ واحد ويُقبل ويُدبر في آنٍ واحد؟
هذا ما اكتشفه إدوارد مايبريدج في أواخر القرن ال 19 عندما صنع كاميرا عالية السرعة ultrafast لبحث حركة الحصان واكتشف - أنه أثناء جري الحصان تكون رجلاه الخلفيتان تتقدم في نفس اللحظة التي تتأخر فيها رجلاه الأماميتان ، وعندما تبدأ رجلاه الأماميتان في التقدم تتحول حركة رجليه الخلفيتين إلى التأخر و هكذا يقبل الحصان ويدبر ، ويكر ويفر ، في ذات الوقت!!!
هذا المثال يستشهد به أحمد زويل كثيرا في أبحاثه العلمية ، و يذكره دائما على أنه كان وراء تفكيره في ابتكار تقنية الليزر التي استخدمها في التصوير فائق السرعة للجزيئات.
وكل هذه الأبحاث تؤيد امرؤ القيس في أن الحصان رجلاه الأماميتان تكران بينما رجلاه الخلفيتان تفران ثم تتبدل الحركة فتقبل رجلاه الخلفيتان بينما تدبر رجلاه الأماميتان
أما الإعجاز الثاني في البيت:
"كجلمودِ صخرٍ"
وهو ما يفيد بأن الحصان برغم أنه يكر ويفر ويقبل ويدبر معا ، إلا أنه يتحرك ككتلة واحدة تماما كجلمود صخر
أي أن الحصان برغم كره وفره وإقباله وإدباره في ذات الوقت إنما يتحرك في النهاية باتجاه واحد كصخرة لا تلوي على شيء
أما الإعجاز الثالث:
"حَطَّهُ السَّيلُ من عَلِ"
إننا لا نفهم كيف يمكن تشبيه حصان يجري في طريق أفقي ، بصخرة تسقط من أعلى. فهل أخطأ امرؤ القيس يا ترى؟
لو لم ينقذنا العلم الحديث لظننا أنه مجرد صورة بلاغية ، ولكن العلم الحديث يقدم الإجابة: إن تحليل حركة الحصان equine locomotion analysis بواسطة أجهزة الرصد والتحليل المتطورة أثبتت صحة نظرية مايبريدج والتي تقول بأن دورة حركة أرجل الحصان تشمل مرحلة تكون فيها حوافر الحصان الأربعة كلها في الهواء
(أي غير ملامسة للأرض) في آن واحد أي أنه في كل دورة حركة يسقط الحصان كله من أعلى (من عل) مرة واحدة على الأرض.
.