في ذكرى الاحتلال القديم ل #عدن
ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﺗﻬﺰﻡ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ:
- ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100 ﺷﻬﻴﺪ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1839 ﻡ
- ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺷﻜﺎﻻً ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻋﺎﺩ
ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ
- ﻛﺘﺐ / ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻴﻒ ﻣﻐﻠﺲ ..
ﻣﻨﺬ ﺇﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1600 ﻡ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ..
ﻭﻣﺎﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺑﺮﻳﻢ »ﻣﻴﻮﻥ « ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﺎ
ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺳﻘﻄﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ.. ﻓﻤﺎﻫﻲ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ؟ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺼﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺿﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ؟ ﺛﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻮ ﺩﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﻳﻮﻡ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻡ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ؟ ..
- ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﺤﺚ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻋﺪﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻟﻬﺒﺖ ﺣﻤﺎﺱ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻭﺃﺳﺎﻟﺖ ﻟﻌﺎﺑﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺭﺩﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ.. ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻒ
ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺭﺑﺎﻃﻪ ﺟﺄﺵ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺪﻥ ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻋﻠﻰ
ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ.. ﺃﻥ ﻋﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻣﻰ ﺣﺠﺮ ﻣﻦ
ﺍﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻜﻦ ﻏﺰﻭﻫﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻭﺣﺒﻜﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺙ ﻏﺮﻕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ »ﺩﺍﻟﻴﺎ ﺩﻭﻟﺖ« ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻢ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻋﺪﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺛﺔ ﻣﺪﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻴﺔ ﻧﻬﺒﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻲ
ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻓﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ .
- ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻟﻼﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺻﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺘﺐ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﺃﻧﻪ ﻣﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ
ﺑﻮﻋﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﻭﻓﺪ ﻣﻔﻮﺽ ﻋﻦ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 7 ﻳﻨﺎﻳﺮ 1839 ﻡ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ
ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺳﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﻭﺭﺍﺷﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻫﻴﻨﺰ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ
» ﻛﻮﺕ « ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻧﻘﺎﺵ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻫﻴﻨﺰ ﻳﺼﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﺴﺄﻝ ﺳﻴﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﻫﻴﻨﺰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺼﻔﺢ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻭﻭﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ..
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻫﻴﻨﺰ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ .
- ﻋﺬﺭ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺫﻧﺐ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻲ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍً ﺭﺳﻤﻴﺎً ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﻌﺚ ﺑﺎﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: » ﻣﻦ ﻫﻴﻨﺰ « ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻲ
ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﺳﻴﺪ ﻣﺤﺴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻝ .. ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻴﺎﺕ .. ﺍﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﻮﺓ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ
ﻭﻹﻗﻨﺎﻋﻜﻢ ﺑﻤﺮﺍﻋﺎﺓ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﻟﻤﺸﺎﻋﺮﻛﻢ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﻣﻨﺤﻜﻢ ﻣﻬﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ..
ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﻭﻛﺪ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺜﺎً ﻻﻃﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺧﺴﺎﺭﺓ
ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﻟﺪﻳﺎﺭﻛﻢ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻜﻢ .. ﻟﻘﺪ ﺗﺴﺒﺒﺘﻢ ﺑﺎﻫﺎﻧﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﺑﺎﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ
ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﻓﺴﺦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﻢ ﺳﺎﺑﻘﺎً .ﻭﺃﻧﻨﻲ ﺃﻭﻛﺪ ﻟﻜﻢ ﻛﺼﺪﻳﻖ
ﺑﺄﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﺼﺮﻓﻮﺍ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﺮﺽ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺟﺪﺍً ﻓﺄﻧﻜﻢ
ﺳﻮﻑ ﺗﺘﺴﺒﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺭ ﻗﺒﻴﻠﺘﻜﻢ ..ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺬﺭﺗﻢ ﻭﻗﻤﺘﻢ ﺑﺎﺭﺳﺎﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﻛﺮﻫﺎﺋﻦ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻋﺪﻥ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺍﻻﺗﺒﺎﻉ
ﺳﻮﻑ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺓ ﻭﺍﻷﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺘﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ
ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺼﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻞ
ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻘﺒﻴﻠﺘﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺌﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ .«
- ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﺮﺏ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻋﺪﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺒﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻴﻦ
ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﻮﺿﻬﺎ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ
ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺻﻴﺮﺓ ﻭﻣﺪﻓﻊ ﻭﺍﺣﺪ
ﻋﻨﺪ ﺑﻨﺪﺭ ﺩﺭﺍﺱ ﻭﻣﺪﻓﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺪﻓﻌﺎﻥ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﻃﻼﻝ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺪﻓﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺮﺏ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ 14 ﻣﺪﻓﻌﺎً ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺮﻳﻮﻥ ﺃﻭ ﺃﺗﺮﺍﻙ
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ.
- ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ
ﺍﻋﻄﻰ ﻫﻨﺲ ﺍﻭﺍﻣﺮﻩ ﺑﻘﺼﻒ ﻋﺪﻥ .. ﺍﺗﺠﻬﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ
ﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺻﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻟﻌﺪﻥ ﻳﻮﻡ ﺍ
ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﺗﻬﺰﻡ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ:
- ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100 ﺷﻬﻴﺪ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1839 ﻡ
- ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺷﻜﺎﻻً ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻋﺎﺩ
ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ
- ﻛﺘﺐ / ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻴﻒ ﻣﻐﻠﺲ ..
ﻣﻨﺬ ﺇﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1600 ﻡ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ..
ﻭﻣﺎﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺑﺮﻳﻢ »ﻣﻴﻮﻥ « ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﺎ
ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺳﻘﻄﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ.. ﻓﻤﺎﻫﻲ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ؟ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺼﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺿﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ؟ ﺛﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻮ ﺩﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﻳﻮﻡ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻡ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ؟ ..
- ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﺤﺚ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻋﺪﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻟﻬﺒﺖ ﺣﻤﺎﺱ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻭﺃﺳﺎﻟﺖ ﻟﻌﺎﺑﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺭﺩﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ.. ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻒ
ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺭﺑﺎﻃﻪ ﺟﺄﺵ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺪﻥ ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻋﻠﻰ
ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ.. ﺃﻥ ﻋﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻣﻰ ﺣﺠﺮ ﻣﻦ
ﺍﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻜﻦ ﻏﺰﻭﻫﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻭﺣﺒﻜﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺙ ﻏﺮﻕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ »ﺩﺍﻟﻴﺎ ﺩﻭﻟﺖ« ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻢ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻋﺪﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺛﺔ ﻣﺪﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻴﺔ ﻧﻬﺒﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻲ
ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻓﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ .
- ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻟﻼﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺻﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺘﺐ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﺃﻧﻪ ﻣﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ
ﺑﻮﻋﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﻭﻓﺪ ﻣﻔﻮﺽ ﻋﻦ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 7 ﻳﻨﺎﻳﺮ 1839 ﻡ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ
ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺳﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﻭﺭﺍﺷﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻫﻴﻨﺰ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ
» ﻛﻮﺕ « ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻧﻘﺎﺵ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻫﻴﻨﺰ ﻳﺼﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﺴﺄﻝ ﺳﻴﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﻫﻴﻨﺰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺼﻔﺢ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻭﻭﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ..
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻫﻴﻨﺰ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ .
- ﻋﺬﺭ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺫﻧﺐ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻲ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍً ﺭﺳﻤﻴﺎً ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﻌﺚ ﺑﺎﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: » ﻣﻦ ﻫﻴﻨﺰ « ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪﻟﻲ
ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﺳﻴﺪ ﻣﺤﺴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻝ .. ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻴﺎﺕ .. ﺍﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﻮﺓ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ
ﻭﻹﻗﻨﺎﻋﻜﻢ ﺑﻤﺮﺍﻋﺎﺓ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﻟﻤﺸﺎﻋﺮﻛﻢ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﻣﻨﺤﻜﻢ ﻣﻬﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ..
ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﻭﻛﺪ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺜﺎً ﻻﻃﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺧﺴﺎﺭﺓ
ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﻟﺪﻳﺎﺭﻛﻢ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻜﻢ .. ﻟﻘﺪ ﺗﺴﺒﺒﺘﻢ ﺑﺎﻫﺎﻧﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﺑﺎﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ
ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﻓﺴﺦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﻢ ﺳﺎﺑﻘﺎً .ﻭﺃﻧﻨﻲ ﺃﻭﻛﺪ ﻟﻜﻢ ﻛﺼﺪﻳﻖ
ﺑﺄﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﺼﺮﻓﻮﺍ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﺮﺽ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺟﺪﺍً ﻓﺄﻧﻜﻢ
ﺳﻮﻑ ﺗﺘﺴﺒﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺭ ﻗﺒﻴﻠﺘﻜﻢ ..ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺬﺭﺗﻢ ﻭﻗﻤﺘﻢ ﺑﺎﺭﺳﺎﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﻛﺮﻫﺎﺋﻦ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻋﺪﻥ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺍﻻﺗﺒﺎﻉ
ﺳﻮﻑ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺓ ﻭﺍﻷﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺘﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ
ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺼﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻞ
ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻘﺒﻴﻠﺘﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺌﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ .«
- ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﻨﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﺮﺏ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻋﺪﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺒﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻴﻦ
ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﻮﺿﻬﺎ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ
ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺻﻴﺮﺓ ﻭﻣﺪﻓﻊ ﻭﺍﺣﺪ
ﻋﻨﺪ ﺑﻨﺪﺭ ﺩﺭﺍﺱ ﻭﻣﺪﻓﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺪﻓﻌﺎﻥ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﻃﻼﻝ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺪﻓﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺮﺏ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ 14 ﻣﺪﻓﻌﺎً ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺮﻳﻮﻥ ﺃﻭ ﺃﺗﺮﺍﻙ
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ.
- ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ
ﺍﻋﻄﻰ ﻫﻨﺲ ﺍﻭﺍﻣﺮﻩ ﺑﻘﺼﻒ ﻋﺪﻥ .. ﺍﺗﺠﻬﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ
ﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺻﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻟﻌﺪﻥ ﻳﻮﻡ ﺍ
ﻟـ 16 ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1839 ﻡ .. ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺨﻠﺪﻫﻢ ﺃﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﻋﺪﻥ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ
ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻌﺒﺪﺍً ﺑﺎﻟﻮﺭﺩ.. ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺒﺖ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻌﺪﻥ ﻟﺼﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ
ﻭﻳﻮﻣﻬﺎ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﺎﻧﺲ ﺑﻘﻮﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟﺨﻄﻂ
ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺻﻴﺮﺓ ﻭﺑﺄﻗﻞ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻧﺎﺭ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺗﺤﺖ ﺭﻣﺎﺩ ﺻﻴﺮﺓ
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﺮﺧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻳﻼﻣﺎً ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﻞ ﺃﻭﺻﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺛﺎﺭﻭﺍ ﺑﺼﺮﺧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺤﺮ ﻋﺪﻥ ﻓﺮﺩ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻘﺎﺑﻬﻢ
ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﺼﺮﻭﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺻﺮﺍﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺑﺸﺮﻑ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ .
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻡ
ﻭﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻡ ﺍﻟـ 19 ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1839 ﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺯﺟﺖ
ﺑﺴﻔﻨﻬﺎ ﻭﺟﻨﻮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺻﻴﺮﺓ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺭﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﻌﺪﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﻣﻦ ﺧﻨﺎﺟﺮ ﻭﺳﻴﻮﻑ ﻭﺟﻨﺎﺑﻲ ﻭﻋﺼﻲ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺏ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻻﻳﻨﺴﻰ ﻓﻔﻴﻪ
ﻫﺒﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﻭﻓﻴﻪ ﺑﺬﻟﺖ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺭﺧﻴﺼﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ.
- ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ / ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺷﻔﻴﻖ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ
ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﺔ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻭﻣﻔﺠﺮ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ
ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺿﻪ ﻭﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻧﻬﺐ
ﺛﺮﻭﺍﺗﻪ ﻭﺧﻴﺮﺍﺗﻪ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﻭﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺍﻇﻔﺎﺭﻩ ﺗﻮﺍﻗﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﺤﺒﺎً
ﻟﻮﻃﻨﻪ.. ﺭﺍﻓﻀﺎً ﻛﻞ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭﻣﻊ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺇﻗﺪﺍﻡ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ .. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ
ﻣﻊ ﺣﺪﺙ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺗﻌﺪﺍﻧﻪ ﻷﻣﺮ ﺟﻠﻞ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺩ
ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺂﺭﺍﺋﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻴﻦ ﻟﻪ ﻗﻨﺎﺓ ﺃﻭ ﻳﻐﻤﺾ ﻟﻪ ﺟﻔﻦ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﻫﺪﻑ ﻳﺼﺒﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ..ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﻄﻠﻨﺎ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﺼﺮﻭﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻠﻪ .. ﻛﻴﻒ ﻻ .. ﻭﻗﺪ ﻓﻨﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺎﺗﺤﺪ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﺻﺎﺭ ﺟﺰﺀﺍً ﻻﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ..
- ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ
ﻟﻦ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺛﻤﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺼﻮﺑﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ
ﻋﺪﻥ ... ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﺛﻤﺔ ﺧﻨﺎﺟﺮ ﻭﺳﻜﺎﻛﻴﻦ ﻣﺸﺮﻋﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ... ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻈﻴﻢ
ﻻﻳﺼﻨﻌﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻭﻻﻳﺼﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ..ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺧﻂ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻗﻒ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ ﺑﻦ ﻣﻜﻲ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ ﺍﻷﻋﺮﺝ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﺸﺪﻭﺩﺗﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﻭﻳﺪﺍﻩ ﻗﺎﺑﻀﺘﺎﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ .. ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻡ ﺑﺎﻷﻋﺪﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﺮﺳﻴﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺪﺍﻓﻌﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺒﺚ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻓﻴﻤﻦ
ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻋﺘﺎﺩﻭﻫﺎ
.. ﻭﻟﺤﻈﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻞ ﺻﻴﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﺔ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺑﻪ .. ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ200 ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻭﺟﺮﻳﺢ ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻄﻠﻨﺎ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻭﺑﻘﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ
ﺃﻳﺎﻣﺎً .. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟـ 26 ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1839 ﻡ ﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ ﻣﺨﻠﻔﺎً
ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً ﻣﺸﺮﻓﺎً ...ﻟﻜﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﺭﻏﺒﺔ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﻔﻆ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ
ﻹﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻝ ﺗﻢ ﻟﻪ ﻣﺎﺃﺭﺍﺩ ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻫﻴﻨﺲ ﻣﻦ »ﻣﻴﺠﺮﺑﻴﻠﻲ « ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ
ﺭﺍﺟﺢ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ .. ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺟﺎﺯﻣﺎً ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺗﺴﻠﻢ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﻟﻮﻟﺪﻩ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺸﻮﺍﺭﻩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺿﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺐ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ
ﻻﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ » ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺳﺖ ﺑﻨﺎﺕ « ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺛﺘﻜﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻫﻮ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﻬﺎﻭﻧﻮﺍ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ..
- ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ
ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺣﻴﻨ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻋﺪﻥ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺨﻠﺪﻫﻢ ﺃﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﻋﺪﻥ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ
ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻌﺒﺪﺍً ﺑﺎﻟﻮﺭﺩ.. ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺒﺖ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻌﺪﻥ ﻟﺼﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ
ﻭﻳﻮﻣﻬﺎ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻫﺎﻧﺲ ﺑﻘﻮﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟﺨﻄﻂ
ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺻﻴﺮﺓ ﻭﺑﺄﻗﻞ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻧﺎﺭ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺗﺤﺖ ﺭﻣﺎﺩ ﺻﻴﺮﺓ
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﺮﺧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻳﻼﻣﺎً ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﻞ ﺃﻭﺻﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺛﺎﺭﻭﺍ ﺑﺼﺮﺧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺤﺮ ﻋﺪﻥ ﻓﺮﺩ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻘﺎﺑﻬﻢ
ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﺼﺮﻭﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺻﺮﺍﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺑﺸﺮﻑ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ .
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻡ
ﻭﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻡ ﺍﻟـ 19 ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1839 ﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺯﺟﺖ
ﺑﺴﻔﻨﻬﺎ ﻭﺟﻨﻮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺻﻴﺮﺓ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺭﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﻌﺪﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﻣﻦ ﺧﻨﺎﺟﺮ ﻭﺳﻴﻮﻑ ﻭﺟﻨﺎﺑﻲ ﻭﻋﺼﻲ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺏ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻻﻳﻨﺴﻰ ﻓﻔﻴﻪ
ﻫﺒﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﻭﻓﻴﻪ ﺑﺬﻟﺖ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺭﺧﻴﺼﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ.
- ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ / ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺷﻔﻴﻖ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ
ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﺪﻥ ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﺔ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻭﻣﻔﺠﺮ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ
ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺿﻪ ﻭﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻧﻬﺐ
ﺛﺮﻭﺍﺗﻪ ﻭﺧﻴﺮﺍﺗﻪ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﻭﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺍﻇﻔﺎﺭﻩ ﺗﻮﺍﻗﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﺤﺒﺎً
ﻟﻮﻃﻨﻪ.. ﺭﺍﻓﻀﺎً ﻛﻞ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭﻣﻊ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺇﻗﺪﺍﻡ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ .. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ
ﻣﻊ ﺣﺪﺙ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺗﻌﺪﺍﻧﻪ ﻷﻣﺮ ﺟﻠﻞ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺩ
ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺂﺭﺍﺋﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻴﻦ ﻟﻪ ﻗﻨﺎﺓ ﺃﻭ ﻳﻐﻤﺾ ﻟﻪ ﺟﻔﻦ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﻫﺪﻑ ﻳﺼﺒﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ..ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﻄﻠﻨﺎ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﺼﺮﻭﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻠﻪ .. ﻛﻴﻒ ﻻ .. ﻭﻗﺪ ﻓﻨﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺎﺗﺤﺪ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﺻﺎﺭ ﺟﺰﺀﺍً ﻻﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ..
- ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ
ﻟﻦ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺛﻤﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺼﻮﺑﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ
ﻋﺪﻥ ... ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﺛﻤﺔ ﺧﻨﺎﺟﺮ ﻭﺳﻜﺎﻛﻴﻦ ﻣﺸﺮﻋﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ... ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻈﻴﻢ
ﻻﻳﺼﻨﻌﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻭﻻﻳﺼﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ..ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺧﻂ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻗﻒ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ ﺑﻦ ﻣﻜﻲ ﺑﻦ ﻋﺰﺏ ﺍﻷﻋﺮﺝ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﺸﺪﻭﺩﺗﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﻭﻳﺪﺍﻩ ﻗﺎﺑﻀﺘﺎﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ .. ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻡ ﺑﺎﻷﻋﺪﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﺮﺳﻴﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺪﺍﻓﻌﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺒﺚ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻓﻴﻤﻦ
ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻋﺘﺎﺩﻭﻫﺎ
.. ﻭﻟﺤﻈﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻞ ﺻﻴﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﺔ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺑﻪ .. ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ200 ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻭﺟﺮﻳﺢ ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻄﻠﻨﺎ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻭﺑﻘﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ
ﺃﻳﺎﻣﺎً .. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟـ 26 ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1839 ﻡ ﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ ﻣﺨﻠﻔﺎً
ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً ﻣﺸﺮﻓﺎً ...ﻟﻜﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﺭﻏﺒﺔ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﻔﻆ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ
ﻹﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻝ ﺗﻢ ﻟﻪ ﻣﺎﺃﺭﺍﺩ ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻫﻴﻨﺲ ﻣﻦ »ﻣﻴﺠﺮﺑﻴﻠﻲ « ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ
ﺭﺍﺟﺢ ﺍﻟﻌﺰﻳﺒﻲ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ .. ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺟﺎﺯﻣﺎً ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺗﺴﻠﻢ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﻟﻮﻟﺪﻩ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺸﻮﺍﺭﻩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺿﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺐ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ
ﻻﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ » ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺳﺖ ﺑﻨﺎﺕ « ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺛﺘﻜﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻫﻮ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﻬﺎﻭﻧﻮﺍ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ..
- ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ
ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺣﻴﻨ
ﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻜﻦ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻔﺊ ﻳﻮﻣﺎً.. ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﺎﺑﻮﺳﻌﻬﻢ
ﻹﻃﺎﻟﺔ ﺍﻣﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻟﻜﻦ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻇﻠﺖ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻭﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻭﺃﻟﻮﺍﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰﺓ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﻒ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﻳﺎﻑ ﺁﻝ ﻓﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﺒﺔ ﻭﺭﺩﻓﺎﻥ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎ ﻭﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ
ﺷﻔﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﺸﻴﺦ
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺟﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺑﻠﺪﺍﻥ ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺧﻄﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺕ
ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻔﺼﻞ ﻋﺪﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺭﺑﻄﻬﺎ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻨﺪﻥ ﻓﺘﻌﺮﺽ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻪ
ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ .
- ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ
ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻠﺖ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺮﻓﺾ
ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻣﺜﻞ ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1938 ﻡ ــ
1945 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺭﺩﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ 1936 ، 1937 ، 1946 ، 1949 ،
1954 ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻱ ﺳﻨﺔ 1941 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
1944 ، 1951 ، 1952 ، 1955 ، 1961 ، ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﻴﺤﺎﻥ ﻋﺎﻣﻲ 1946 ﻡ،
1947 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺼﺒﻴﺤﺔ ﻋﺎﻡ 1942 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ 1945 ،
1956 ﻡ 1957 ﻡ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻋﺎﻡ 1950 ﻡ ،ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺩﺛﻴﻨﺔ
ﻋﺎﻡ1958 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻳﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ 1958 ﻡ ، 1959 ﻡ.
- ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﻭﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺷﺪﺓ ﺳﺎﻋﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟـ 26 ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962 ﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺩﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﺮﻭﺯ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﺤﺴﻢ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟـ 14 ﻣﻦ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻋﺎﻡ
1963 ﻡ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺭﺩﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﻀﺖ ﻣﻀﺎﺟﻊ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻔﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﻧﻴﻞ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﻢ ..ﻭﻣﻊ ﺧﺮﻭﺝ ﺁﺧﺮ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﻭﺍﺡ
ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻭﻝ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟـ 19 ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1938 ﻡ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻥ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﺪﻭﻡ.
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻜﻦ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻔﺊ ﻳﻮﻣﺎً.. ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﺎﺑﻮﺳﻌﻬﻢ
ﻹﻃﺎﻟﺔ ﺍﻣﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻟﻜﻦ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻇﻠﺖ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻭﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻭﺃﻟﻮﺍﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰﺓ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﻒ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﻳﺎﻑ ﺁﻝ ﻓﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﺒﺔ ﻭﺭﺩﻓﺎﻥ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎ ﻭﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ
ﺷﻔﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﺸﻴﺦ
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺟﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺑﻠﺪﺍﻥ ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺧﻄﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺕ
ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻔﺼﻞ ﻋﺪﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺭﺑﻄﻬﺎ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻨﺪﻥ ﻓﺘﻌﺮﺽ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻪ
ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ .
- ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ
ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻠﺖ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺮﻓﺾ
ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻣﺜﻞ ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1938 ﻡ ــ
1945 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺭﺩﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ 1936 ، 1937 ، 1946 ، 1949 ،
1954 ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻱ ﺳﻨﺔ 1941 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
1944 ، 1951 ، 1952 ، 1955 ، 1961 ، ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﻴﺤﺎﻥ ﻋﺎﻣﻲ 1946 ﻡ،
1947 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺼﺒﻴﺤﺔ ﻋﺎﻡ 1942 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ 1945 ،
1956 ﻡ 1957 ﻡ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻋﺎﻡ 1950 ﻡ ،ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺩﺛﻴﻨﺔ
ﻋﺎﻡ1958 ﻡ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻳﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ 1958 ﻡ ، 1959 ﻡ.
- ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﻭﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺷﺪﺓ ﺳﺎﻋﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟـ 26 ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962 ﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺩﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﺮﻭﺯ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﺤﺴﻢ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟـ 14 ﻣﻦ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻋﺎﻡ
1963 ﻡ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺭﺩﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﻀﺖ ﻣﻀﺎﺟﻊ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻔﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﻧﻴﻞ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﻢ ..ﻭﻣﻊ ﺧﺮﻭﺝ ﺁﺧﺮ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﻭﺍﺡ
ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻭﻝ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟـ 19 ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1938 ﻡ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻥ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﺪﻭﻡ.
معركة عدن ((Battle of Aden 1839
عفيف السيد عبدالله
في القرن الثامن عشر كانت فرنسا لاعبا رئيسا أساسيا إلى جانب بريطانيا ومنافسا لها على مسرح التوسع الاستعماري خارج أوربا. واثأر غزو نابليون بونابرت لمصر عام 1789, حماس الإنجليز في إحتلال عدن, خاصة بعد تنامي نفوذهم في الهند, لموقعها العبقري علىهذاالطريقالبحري الحيوي بينأروياو جنوب آسيا, والذي صار يستهدفه الفرنسيون . حينها كان يحكم المدينة سلطان لحج محسن بن فضل, دفع ضعفه وتدهور وضعه المعيشي إلى أن يستجيب لعقد اتفاقية مع الإنجليز عام 1802, وافق بموجبها على بقاء حاميه لهم في عدن كانوا أنشاؤها قبل ذلك بعامين. ولأنه بدائي سياسيا وقع الاتفاقية وأنتظر لإحتلال المدينة ليس أكثر. وفي الأثناء بدأت الخطوة المتسلسلة الأولى للإحتلال بإدعاء بريطانيا أنه تم الاستيلاء على بضاعة من السفينة "داريا دولت" المملوكة لشركة الهند الشرقية البريطانية, الذراع الاستعماري والتجاري والسياسي للإمبراطورية البريطانية في الهند وجنوب آسيا. وسارع السلطان إثر الادعاء إلى تحديد مساحة 194 كم² ومن ضمنها مركز المدينة عدن, وعرضها كتعويض عن البضاعة المنهوبة.
رفض الإنجليز في البدء عرض السلطان. ثم تولت الشركة حشد القوات المطلوبة للحملة العسكرية والتي قادها القبطان ستانفورد هينس. بدأ الإحتلال في 19 يناير 1839 بتكليف القائد في البحرية هنري سميثHenry Smith , بالاستيلاء على قلعة صيرة. وهو قائد متمرس شارك لاحقا في حرب الأفيون ضد الصين (1839-1842), وفي حرب القرم عام 1853 ضد روسيا, ومات وهو برتبة أدميرال وهي أعلى رتبة عسكرية في القوات البحرية في الدول الأوربية. ووضعت تحت إمرته قوة عسكرية متطورة وأكثر فتكا, ضمت ثلاثة سفن حربية, مكونة من طراد, وبارجة حربية (22 مدفع), وسفينة شراعية حربية ثلاثية السواري, وعربة مدفع و 700 جندي. وشمل دفاع أهل عدن عدد مماثل من الجنود, و33 قطعة سلاح في الأرض وفي القلعة. وقد أسفرت المعركة عن الآتي: في الجانب الإنجليزي عن 17 قتيل وجريح وإغراق الطراد. وفي جانب أهالي عدن سقوط 150 شهيد وجريح, وأسر139 مقاتل.. (رحمة الله عليهم جميعا), وخسارة 33 قطعة سلاح, ومن ضمنها مدفع تركي صنع في عام 1583, وسقوط القلعة. ومَن لم تَهزمه بريطانيا العظمى آنذاك !!.. لكن صرنا نعرف الآن أن أهالي عدن دافعوا عن مدينتهم كالأبطال. وكانت شدة وضراوة المعركة وأهمية الانتصار سببا للانجليز للاحتفاء به, فقد وضع المدفع التركي للعرض في إحدى أشهر قلاع قصر ملكة بريطانيا, والمعروف باسم برج لندن, ومُنح الضابط البريطاني هنري سميث لقب فارس, وهو أمر يصدره الملك أو الملكة فقط, ومُنحت الوحدة القتالية التي شاركت في القتال شرف حمل أسم (معركة عدن 1839), ونَقش الاسم على رايات الوحدة وملابسها وكل أدواتها التي تسمح به. وهو تقليد عسكري بريطاني بمنح الوحدات القتالية التي تشارك في معارك قتالية هامة وتنتصر فيها جائزة شرف حمل أسم المعركة وتاريخها, كمعركة واترلو (Battle of Waterloo 1815), ومعركة القرم .(Battle of Crimea 1853 )
شعر بعد ذلك الإنجليز بقدر كبير من البهجة, وصارت عدن مستوطنة يحكمها المندوب السامي في نيودلهي إلى جانب المستوطنات الهندية الأخرى, وضُم إليها في عام 1857 جزيرة ميون Perim (13كم²), ثم جزر كوريا موريا 73) Korea Muria كم²) في عام 1868. وفي عام 1915 أضُيفت إليها أيضاً جزيرة كمران (108 كم²). وأستمر وضعها كمستوطنة حتى صارت مستعمرة عدن Ade Colony عام 1937, كما تشكلت في ذات العام محميات عدن من سلطنة حضرموت بالإضافة إلى المناطق والمشيخات التي تقطنها القبائل المجاورة وهي .. العوذلي, العلوي, الفضلي, المفلحي, العوالق العليا, العوالق السفلى, شعيب, الواحدي بلحاف, يافع, العقربي, والعبادل بموجب اتفاقية معهم, يمارس الإنجليز الثأتير عليها الذي لا يتجاوز ألإشراف, مع منح السلاطين والمشائخ بعض العطايا المالية لكي لا يقيموا علاقة مع الإمام في الشمال.
وتستمر مسيرة عدن السياسية حتى عام 1964 وفيه أعلنت بريطانيا نيتها منحها الاستقلال. وكعادة بريطانيا عند خروجها الطوعي من مستعمراتها في إخفاء نقاط خلاف أساسية بين المشاركين في محيطهم الجغرافي والذي من شأنه أن يقوض التعاون بينهم, وقد يصبح أكثر تعقيداً بما يكفي ليتحول إلى نزاع وصراع دائم وكوارث إنسانية, أعطت أوامرها في يناير 1967 لقوات "الليوي" المحلية التابعة لها لمساندة الجبهة القومية (الحزب الاشتراكي لاحقا) في ضرب وطرد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي, وملاحقتهم في فيافي "خبت" الرجاع حتى حدود الصبيحة مع الشمال, وكانت هذه توجهات واضحة لتسليم الجبهة القومية السلطة, مع أنه في أصل الأشياء أن تعود الأرض إلى أصحابها. وفي اليومين الأخيرين من شهر نوفمبر عام 1967 أنسلت بريطانيا من عدن بهدوء. وكانت بريطانيا قد كلفت بالتوازي مع موعد خروجها أحد موظفيها المحلين الصغار بمساعدة قادة الجبهة القومية في رفع
عفيف السيد عبدالله
في القرن الثامن عشر كانت فرنسا لاعبا رئيسا أساسيا إلى جانب بريطانيا ومنافسا لها على مسرح التوسع الاستعماري خارج أوربا. واثأر غزو نابليون بونابرت لمصر عام 1789, حماس الإنجليز في إحتلال عدن, خاصة بعد تنامي نفوذهم في الهند, لموقعها العبقري علىهذاالطريقالبحري الحيوي بينأروياو جنوب آسيا, والذي صار يستهدفه الفرنسيون . حينها كان يحكم المدينة سلطان لحج محسن بن فضل, دفع ضعفه وتدهور وضعه المعيشي إلى أن يستجيب لعقد اتفاقية مع الإنجليز عام 1802, وافق بموجبها على بقاء حاميه لهم في عدن كانوا أنشاؤها قبل ذلك بعامين. ولأنه بدائي سياسيا وقع الاتفاقية وأنتظر لإحتلال المدينة ليس أكثر. وفي الأثناء بدأت الخطوة المتسلسلة الأولى للإحتلال بإدعاء بريطانيا أنه تم الاستيلاء على بضاعة من السفينة "داريا دولت" المملوكة لشركة الهند الشرقية البريطانية, الذراع الاستعماري والتجاري والسياسي للإمبراطورية البريطانية في الهند وجنوب آسيا. وسارع السلطان إثر الادعاء إلى تحديد مساحة 194 كم² ومن ضمنها مركز المدينة عدن, وعرضها كتعويض عن البضاعة المنهوبة.
رفض الإنجليز في البدء عرض السلطان. ثم تولت الشركة حشد القوات المطلوبة للحملة العسكرية والتي قادها القبطان ستانفورد هينس. بدأ الإحتلال في 19 يناير 1839 بتكليف القائد في البحرية هنري سميثHenry Smith , بالاستيلاء على قلعة صيرة. وهو قائد متمرس شارك لاحقا في حرب الأفيون ضد الصين (1839-1842), وفي حرب القرم عام 1853 ضد روسيا, ومات وهو برتبة أدميرال وهي أعلى رتبة عسكرية في القوات البحرية في الدول الأوربية. ووضعت تحت إمرته قوة عسكرية متطورة وأكثر فتكا, ضمت ثلاثة سفن حربية, مكونة من طراد, وبارجة حربية (22 مدفع), وسفينة شراعية حربية ثلاثية السواري, وعربة مدفع و 700 جندي. وشمل دفاع أهل عدن عدد مماثل من الجنود, و33 قطعة سلاح في الأرض وفي القلعة. وقد أسفرت المعركة عن الآتي: في الجانب الإنجليزي عن 17 قتيل وجريح وإغراق الطراد. وفي جانب أهالي عدن سقوط 150 شهيد وجريح, وأسر139 مقاتل.. (رحمة الله عليهم جميعا), وخسارة 33 قطعة سلاح, ومن ضمنها مدفع تركي صنع في عام 1583, وسقوط القلعة. ومَن لم تَهزمه بريطانيا العظمى آنذاك !!.. لكن صرنا نعرف الآن أن أهالي عدن دافعوا عن مدينتهم كالأبطال. وكانت شدة وضراوة المعركة وأهمية الانتصار سببا للانجليز للاحتفاء به, فقد وضع المدفع التركي للعرض في إحدى أشهر قلاع قصر ملكة بريطانيا, والمعروف باسم برج لندن, ومُنح الضابط البريطاني هنري سميث لقب فارس, وهو أمر يصدره الملك أو الملكة فقط, ومُنحت الوحدة القتالية التي شاركت في القتال شرف حمل أسم (معركة عدن 1839), ونَقش الاسم على رايات الوحدة وملابسها وكل أدواتها التي تسمح به. وهو تقليد عسكري بريطاني بمنح الوحدات القتالية التي تشارك في معارك قتالية هامة وتنتصر فيها جائزة شرف حمل أسم المعركة وتاريخها, كمعركة واترلو (Battle of Waterloo 1815), ومعركة القرم .(Battle of Crimea 1853 )
شعر بعد ذلك الإنجليز بقدر كبير من البهجة, وصارت عدن مستوطنة يحكمها المندوب السامي في نيودلهي إلى جانب المستوطنات الهندية الأخرى, وضُم إليها في عام 1857 جزيرة ميون Perim (13كم²), ثم جزر كوريا موريا 73) Korea Muria كم²) في عام 1868. وفي عام 1915 أضُيفت إليها أيضاً جزيرة كمران (108 كم²). وأستمر وضعها كمستوطنة حتى صارت مستعمرة عدن Ade Colony عام 1937, كما تشكلت في ذات العام محميات عدن من سلطنة حضرموت بالإضافة إلى المناطق والمشيخات التي تقطنها القبائل المجاورة وهي .. العوذلي, العلوي, الفضلي, المفلحي, العوالق العليا, العوالق السفلى, شعيب, الواحدي بلحاف, يافع, العقربي, والعبادل بموجب اتفاقية معهم, يمارس الإنجليز الثأتير عليها الذي لا يتجاوز ألإشراف, مع منح السلاطين والمشائخ بعض العطايا المالية لكي لا يقيموا علاقة مع الإمام في الشمال.
وتستمر مسيرة عدن السياسية حتى عام 1964 وفيه أعلنت بريطانيا نيتها منحها الاستقلال. وكعادة بريطانيا عند خروجها الطوعي من مستعمراتها في إخفاء نقاط خلاف أساسية بين المشاركين في محيطهم الجغرافي والذي من شأنه أن يقوض التعاون بينهم, وقد يصبح أكثر تعقيداً بما يكفي ليتحول إلى نزاع وصراع دائم وكوارث إنسانية, أعطت أوامرها في يناير 1967 لقوات "الليوي" المحلية التابعة لها لمساندة الجبهة القومية (الحزب الاشتراكي لاحقا) في ضرب وطرد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي, وملاحقتهم في فيافي "خبت" الرجاع حتى حدود الصبيحة مع الشمال, وكانت هذه توجهات واضحة لتسليم الجبهة القومية السلطة, مع أنه في أصل الأشياء أن تعود الأرض إلى أصحابها. وفي اليومين الأخيرين من شهر نوفمبر عام 1967 أنسلت بريطانيا من عدن بهدوء. وكانت بريطانيا قد كلفت بالتوازي مع موعد خروجها أحد موظفيها المحلين الصغار بمساعدة قادة الجبهة القومية في رفع
علم الجبهة فوق مبنى المندوب البريطاني السامي برأس مربط في التواهي, للتموضع حكاما هناك, بموجب اتفاقية وقعتها الجبهة القومية (الحزب الاشتراكي ) مع الإنجليز في جنيف - سويسرا, وهي الاتفاقية التي يرفض الطرفان بعد مرور عشرات السنين نشرها, وهناك اعتقاد أنه لعوار قانوني ولتعارضها مع القيم الإنسانية. وكما كانت البحرية أول القوات البريطانية التي دخلت عدن عام 1839, حرص الإنجليز أن تكون آخر القوات التي تنسحبت منها.
References(المراجع)
Clowes, William (1901). The Royal Navy, A history from the earliest times to the present. Robert L. (1859). Playfair, a history of Arabia Felix or Yemen. Encyclopedia Britannica.
Encyclopedia Wikipedia.
T.F. Mill. South Arabia.
References(المراجع)
Clowes, William (1901). The Royal Navy, A history from the earliest times to the present. Robert L. (1859). Playfair, a history of Arabia Felix or Yemen. Encyclopedia Britannica.
Encyclopedia Wikipedia.
T.F. Mill. South Arabia.
(2) ملحمة الإستشهاد الكبرى بشاطىء المعجلين (صيرة) 19 يناير 1839 م د . محمد مسعود سميح ..
وصلت إلى سلطان لحج رسالة التهديد والوعيد .. التي أرسلها القبطان هنس بتاريخ 16 يناير 1839م ..
والتي يطلب فيها صراحة وجهارا نهارا .. من السلطان وابناء عدن :
_ تسليم عدن له ..
_ فتح منفذ صيرة لجنوده لدخولها ..
_ أن ترفع عدن بكل من فيها الريات البيضاء.. وتعلن إستسلاما وخضوعا للقرصان هنس وحكومة بريطانيا الإستعمارية ..
حقيقة ..
من خلال تصرفات وتحركات وأعمال سلطان لحج فضل بن محسن رحمه الله تعالى .يتبين لنا :
أنه وبالرغم من حالة الضعف الذي تمر به السلطنة .. وقلة حيلته .. إلا أنه لم يكن لديه أي إستعداد لتسليم عدن كما يطلب منه هنس ويهدده ..
كان هنس .. ذلك القرصان البريطاني المغرور ( الذي غمرته نشوة من الكبر والغطرسة ) يتحدث مع السلطان
ومع كل ابناء عدن بأسلوب استعلائي مهين .. والذي لا يقبله اي حر كريم ..
لكن .. وكما تذكر المصادر التاريخية :
أن السلطان فضل بعث برسالة رد الى هنس يطلب فيها مهلة حددها ب 6 أيام ..
موضحا في تلك الرسالة مبررات طلبه لتلك المهلة ..
ومضمون الرسالة كالتالي :
السلطان فضل بن محسن ( بندر عدن) :
( تعلمون جميعا (الخطاب هنا للقرصان هنس ) بأنني أرغب أن يأتي رجلان إليكم في الساعة السادسة ( مساء) .. أي كرهائن كما طلب ذلك هنس .. وحددهم ب 3 رهائن ). .
إلا أنني بحاجة إلى 6 أيام لكي أجمع كافة رجالي والسادة .. ووقتها إذا اتفقنا جميعا فسوف أعطيكم جوابا .. ( كتاب الاحتلال البريطاني لعدن دكتور سلطان القاسمي ص 302 ) ..
كانت هذه الرسالة فيها أسلوب مكيدة عسكرية قام بها السلطان محسن .. وكان يسعى من خلالها كسب مزيدا من الوقت لترتيب أموره العسكرية ..التي هي غاية في البساطة .. مقارنة بقوات بريطانيا الاستعمارية ..
فالسلطان محسن يعلم :
أن شعبه في عدن وفي لحج والمناطق المجاورة لعدن بصورة عامة وكذلك المقاتلين منهم ..والذين هم معسكرين فيها للدفاع عنها ..
يرفضون تسليم عدن أيا كان ثمن التضحيات ...و انهم ( اي اهل عدن ) مهما احسوا بالاسى نتيجة خذلان إخوانهم من مناطق اليمن الأخرى .. وكذلك إخوانهم العرب والأتراك ..
الا انهم مستعدون للتضحية من اجل عدن .. ولن يرضوا الإستسلام للإنجليز .. وأن الإنجليز إذا أرادوا دخول عدن بقوتهم وغطرستهم فليدخلوها على أشلائنا ..
لكن الأمر المؤسف .. والذي يتفطر له القلب من ألم ..هو أنه ومع ذلك الوضع العسكري الصعب الذي تعيشه عدن .. والحصار البريطاني الشديد والخانق لها . ولغة التهديد المهينة التي وجهها القرصان هنس .. نجد امرا عجبا .. وهو السقوط الأخلاقي المروع عند بعض الناس .. والذين تجري الخيانة في دمائهم .. لا نقصد هنا خيانة يهود عدن ولحج (فهؤلاء قوم لا يستبعد منهم القيام بذلك) ..
لكن أن تأتي الخيانة من كبار رجالات الدولة في السلطنة العبدلية .. فتلك هي المصيبة الكبرى ..
يذكر الأستاذ دكتور جاد طه :
- أن رشيد بن عبدالله .. ممثل السلطان في المفاوضات بينه وبين هنس ..
أرسل خطابا سريا إلى هنس أبلغه فيه :
أن المهلة التي طلبها السلطان هي لغرض إمكانه الحصول على رجال يقاتلون معه من المناطق المجاورة (لعدن)..
وكذلك أوضح رشيد لهنس :
أن العبادلة قد أعدوا المدافع الكبيرة للإستخدام السريع ..(سياسة بريطانيا في جنوب اليمن ص 126 ..بتصرف )..
وهكذا .. فقد إستطاع ذلك الرجل الخائن .. والمدعو رشيد بن عبدالله كشف أوراق سلطان لحج. . وماذا يعده الناس في عدن للقرصان هنس ..
لذلك بعد استلام هنس لتلك الرسالة من ذلك االخائن .. قام هنس مباشرة .. ولم يضع وقتا .. ووضع خطة الهجوم ( على عدن ) ..
وأعطى لأحد قادته ويدعى (القرصان سميث ) نسخة من تلك الخطة ..( وكانت تلك الخطة تقضي ) :
بأن يجعل القرصان سميث السفينة المسماة بالكوت بجانب بطاربة المدفعية ..
أما القوات فتقوم بالهجوم من إتجاهين بعد تدمير القلاع ( ولا شك أن قلعة صيرة ).. ستكون من أهم تلك القلاع التي تقتضي الخطة بتدميرها ..
وقد تم تنفيذ هذه الخطة أثناء الهجوم الفعلي مع إستثناء واحد وهو :
أن القرصان سميث وضع سفينته هو .. في المكان الذي كانت فيه السفينة الكوت ..
ووضع الكوت في خليج حوكات (حقات ) .. كتاب سياسة بريطانيا في جنوب اليمن .. دكتور جاد طه .. (بتصرف ص 127-126 )..
من يطلع في كتب التاريخ ..
سيجد ..
أن بريطانيا بالفعل قد أعدت قوات عسكرية مفرطة في العدد والعتاد العسكري ..
وتهدف من ذلك :
- إحتلال عدن .. بأي صورة من الصور وبأي ثمن .. ثم السيطرة عليها والتشبت بها بشدة .
- إضعاف عزيمة رجال عدن ومجاهديها .. وإظهار تلك السفن الكبيرة ..كي يدب الرعب في قلوبهم .. فيعلنون الإستسلام ..
لكن هيهات .. لم يحدث ذلك ابدا ..
وصلت إلى سلطان لحج رسالة التهديد والوعيد .. التي أرسلها القبطان هنس بتاريخ 16 يناير 1839م ..
والتي يطلب فيها صراحة وجهارا نهارا .. من السلطان وابناء عدن :
_ تسليم عدن له ..
_ فتح منفذ صيرة لجنوده لدخولها ..
_ أن ترفع عدن بكل من فيها الريات البيضاء.. وتعلن إستسلاما وخضوعا للقرصان هنس وحكومة بريطانيا الإستعمارية ..
حقيقة ..
من خلال تصرفات وتحركات وأعمال سلطان لحج فضل بن محسن رحمه الله تعالى .يتبين لنا :
أنه وبالرغم من حالة الضعف الذي تمر به السلطنة .. وقلة حيلته .. إلا أنه لم يكن لديه أي إستعداد لتسليم عدن كما يطلب منه هنس ويهدده ..
كان هنس .. ذلك القرصان البريطاني المغرور ( الذي غمرته نشوة من الكبر والغطرسة ) يتحدث مع السلطان
ومع كل ابناء عدن بأسلوب استعلائي مهين .. والذي لا يقبله اي حر كريم ..
لكن .. وكما تذكر المصادر التاريخية :
أن السلطان فضل بعث برسالة رد الى هنس يطلب فيها مهلة حددها ب 6 أيام ..
موضحا في تلك الرسالة مبررات طلبه لتلك المهلة ..
ومضمون الرسالة كالتالي :
السلطان فضل بن محسن ( بندر عدن) :
( تعلمون جميعا (الخطاب هنا للقرصان هنس ) بأنني أرغب أن يأتي رجلان إليكم في الساعة السادسة ( مساء) .. أي كرهائن كما طلب ذلك هنس .. وحددهم ب 3 رهائن ). .
إلا أنني بحاجة إلى 6 أيام لكي أجمع كافة رجالي والسادة .. ووقتها إذا اتفقنا جميعا فسوف أعطيكم جوابا .. ( كتاب الاحتلال البريطاني لعدن دكتور سلطان القاسمي ص 302 ) ..
كانت هذه الرسالة فيها أسلوب مكيدة عسكرية قام بها السلطان محسن .. وكان يسعى من خلالها كسب مزيدا من الوقت لترتيب أموره العسكرية ..التي هي غاية في البساطة .. مقارنة بقوات بريطانيا الاستعمارية ..
فالسلطان محسن يعلم :
أن شعبه في عدن وفي لحج والمناطق المجاورة لعدن بصورة عامة وكذلك المقاتلين منهم ..والذين هم معسكرين فيها للدفاع عنها ..
يرفضون تسليم عدن أيا كان ثمن التضحيات ...و انهم ( اي اهل عدن ) مهما احسوا بالاسى نتيجة خذلان إخوانهم من مناطق اليمن الأخرى .. وكذلك إخوانهم العرب والأتراك ..
الا انهم مستعدون للتضحية من اجل عدن .. ولن يرضوا الإستسلام للإنجليز .. وأن الإنجليز إذا أرادوا دخول عدن بقوتهم وغطرستهم فليدخلوها على أشلائنا ..
لكن الأمر المؤسف .. والذي يتفطر له القلب من ألم ..هو أنه ومع ذلك الوضع العسكري الصعب الذي تعيشه عدن .. والحصار البريطاني الشديد والخانق لها . ولغة التهديد المهينة التي وجهها القرصان هنس .. نجد امرا عجبا .. وهو السقوط الأخلاقي المروع عند بعض الناس .. والذين تجري الخيانة في دمائهم .. لا نقصد هنا خيانة يهود عدن ولحج (فهؤلاء قوم لا يستبعد منهم القيام بذلك) ..
لكن أن تأتي الخيانة من كبار رجالات الدولة في السلطنة العبدلية .. فتلك هي المصيبة الكبرى ..
يذكر الأستاذ دكتور جاد طه :
- أن رشيد بن عبدالله .. ممثل السلطان في المفاوضات بينه وبين هنس ..
أرسل خطابا سريا إلى هنس أبلغه فيه :
أن المهلة التي طلبها السلطان هي لغرض إمكانه الحصول على رجال يقاتلون معه من المناطق المجاورة (لعدن)..
وكذلك أوضح رشيد لهنس :
أن العبادلة قد أعدوا المدافع الكبيرة للإستخدام السريع ..(سياسة بريطانيا في جنوب اليمن ص 126 ..بتصرف )..
وهكذا .. فقد إستطاع ذلك الرجل الخائن .. والمدعو رشيد بن عبدالله كشف أوراق سلطان لحج. . وماذا يعده الناس في عدن للقرصان هنس ..
لذلك بعد استلام هنس لتلك الرسالة من ذلك االخائن .. قام هنس مباشرة .. ولم يضع وقتا .. ووضع خطة الهجوم ( على عدن ) ..
وأعطى لأحد قادته ويدعى (القرصان سميث ) نسخة من تلك الخطة ..( وكانت تلك الخطة تقضي ) :
بأن يجعل القرصان سميث السفينة المسماة بالكوت بجانب بطاربة المدفعية ..
أما القوات فتقوم بالهجوم من إتجاهين بعد تدمير القلاع ( ولا شك أن قلعة صيرة ).. ستكون من أهم تلك القلاع التي تقتضي الخطة بتدميرها ..
وقد تم تنفيذ هذه الخطة أثناء الهجوم الفعلي مع إستثناء واحد وهو :
أن القرصان سميث وضع سفينته هو .. في المكان الذي كانت فيه السفينة الكوت ..
ووضع الكوت في خليج حوكات (حقات ) .. كتاب سياسة بريطانيا في جنوب اليمن .. دكتور جاد طه .. (بتصرف ص 127-126 )..
من يطلع في كتب التاريخ ..
سيجد ..
أن بريطانيا بالفعل قد أعدت قوات عسكرية مفرطة في العدد والعتاد العسكري ..
وتهدف من ذلك :
- إحتلال عدن .. بأي صورة من الصور وبأي ثمن .. ثم السيطرة عليها والتشبت بها بشدة .
- إضعاف عزيمة رجال عدن ومجاهديها .. وإظهار تلك السفن الكبيرة ..كي يدب الرعب في قلوبهم .. فيعلنون الإستسلام ..
لكن هيهات .. لم يحدث ذلك ابدا ..
4 احداث وظفتها بريطانيا لاحتلال عدن ..
حادثة غرق السفينة الهندية ( داريا دولت ) . وقصة احتلال بريطانيا لعدن ١٩ يناير ١٨٣٩م ..( ٢من٣ ) اعداد دكتور محمد مسعود سميح
السفينة الهندية ( داريا دولت ) ارتبط ذكرها تاريخيا باحتلال عدن .. ولم تكن من السفن العملاقة ذات الحمولات الضخمة ..فقد كانت سفينة شراعية عادية سعة حمولتها ٢٢٥ طن .. تملكها إمرأة هندية مسلمة تدعى ( البيجوم احمد ام النساء ) من مدينة مدراس .. وكان ناخوذة ( ربان ) السفينة مواطن هندي مسلم يدعى ( سيد نور الدين ) ..وقد شحنت تلك السفينة بمعرفة تاجر عربي يدعى ( فريد انسوف ) .. ويذكر أنه كان على متن تلك السفينة عشرة مسافرين كانو متوجهين للحج ..كون السفينة وجهتها ميناء جدة .. ( المرجع : سياسة بريطانيا في البحر الاحمر وجنوب اليمن . ا .د جاد طه ) ..
أبحرت السفينة في ٢٦ ديسمبر ١٨٣٦ م ..ثم توقفت في ميناء ( البي ) ..واخذت حمولة إضافية .. وسبعة عشر راكبا من بينهم بعض السيدات ..وفي ميناء قشن في حضرموت ..اخذت حمولة إضافية اخرى ..مما جعل حمولتها تزيد عن الحد المقرر لها ..
بعدذلك اتجهت في سيرها نحو ميناء جدة ..غير انها جنحت الى ساحل ابين على بعد ٦ أميال شرقي عدن ..وهناك ارتطمت بصخور الساحل في الساعة الثالثة صبيحة ١٤ رمضان ١٢٥١ هجرية الموافق ١٨فبراير ١٨٣٧ م
وتذكر المصادر أن طاقمها المكون من ضابطين واثنان وعشرين بحارا أخفقوا في انقاذها ..فغادروها في احد زوارق الانقاذ ..ولكنهم غرقوا جميعا .. هذا هو السرد الوقائعي لحادث تلك السفينة ( داريا دولت ) ..( عدن والسياسة البريطانية .. د فاروق أباظة ) .. اما الروايات التي تتحدث عما حدث بعد ذلك فقد اختلفت ..وبعضها خرج عن حدود المنطق والعقل والمالوف .. وبعضها تحدث عن ماقام به من أعمال انقاذ وحلول إنسانية تجاه هذه المشكلة ( من وجهة نظر السلطات العبدلية في عدن ) ..
والبعض وظف الحادث سياسيا الى ابعد حد ( وهذه نظرة بريطانيا ) ..
واذا اردنا ان ندرس الحادث وملابساته فيمكننا أن نحدد ذلك في عدة نقاط :
( ١) - أن تعلن السلطة في عدن انها تحركت لانقاذ السفينة ..واتخاذ التدابير الرسمية والمتعارف عليها ( وفي حدود امكانياتها ) لانقاذ الموقف ..فهذا شيء بديهي لايختلف عليه اثنان ..ولا يستطيع أحد أن يتجاهله ..
لان هذا في الاصل هو من صميم مهماتها كسلطة ..
وقد اعلنت السلطة في عدن - كما هو مدون في الوثائق التاريخية - بما قامت به فعليا تجاه تلك القضية الإنسانية .. والتي لم يكن لها أي علاقة بحدوثها لا من قريب ولا من بعيد ..
وقد ذكر الدكتور سلطان القاسمي في كتابه الاحتلال البريطاني لعدن :
انه حينما وصل النبا الى السلطان محسن فضل العبدلي بعث بابنه ( ورافقه ناخوذة وتجاجر السفينة دوريا دولت ..وبرفقة ايضا سيد زين العيدروس قاضي عدن ) حيث توجهوا إلى هناك حيث السفينة الغرقى ..
ويذكر أن ابن السلطان قد استأجرعدة قوارب من عدن تعود لأشخاص من صور والصومال ( وقيل ايضا من الشحر والصومال ) وانه قد تم الاتفاق على انقاذ البضاعة بحيث تقسم الى ثلاثة أجزاء متساوية ، يعطى جزء منها للمالك .. وجزء ثان لاصحاب القوارب .. والجزء المتبقي لابن السلطان محسن اذا هو تولى أمر البضاعة ..ووقع على ذلك الاتفاق كل من سيد علوي بن زين العيدروس والناخوذة وانقذت البضاعة ..
إلا أن بعض المصادر كما ذكر ( ا . د جاد طه في كتابه سياسة بريطانيا في جنوب اليمن ص ٨٢ بتصرف ) :
- ( أن ابن السلطان .. عندما أخبر بأن الثلث الاخير سوف يعطى له إذا ما استطاع المحافظة على الشحنة .. لكنه اعتذر قائلا : بأن على الناخوذة ورئيس الشحن أن يحافظا على سفينتهما وشحنتها .. وانه لا شأن له بذلك ( وهذا ما يؤكد أنه أعلن تنازله عن ذلك الثلث من بضاعة السفينة وعن تلك المهمة ..
لكن الناخوذة ورئيس الشحن اخبرا ابن السلطان :
- أن هذا العرض هو من جانبهما شخصيا ..
لكن ابن السلطان - ويبدو أن كان فطنا - اجابهما :
- أنه إذا كانت هذه هي رغبتهما .. فيجب أن يعطياه ورقة مكتوبة بذلك منهما .. وقد استلم بالفعل ورقة موقع عليها كلا من ناخوذة السفينة الغارقة ورئيس الشحن فيها ..
( ٢) - أن ما قيل حول الحادث وعن دور السلطان واهل عدن وماجاورها في الحادث .. وما وجه إليهم من اتهام شديد وجارح ( بموجب وجهة النظر البريطانية التي وظفت الأمر سياسيا ) بأنهم : اي السلطان وشعبه قد نهبوا السفينة ..
بل وما ورد من كلام غير لائق وغير دبلوماسي عن سلطان لحج في التقارير البريطانية الرسمية .. أمر غير مقبول .. ويفتقد لابسط مقومات المنطق والعقل والأصول الدبلوماسية ..
حيث يقول حاكم بومباي ( روبرت غرانيت ) في ١٧ اغسطس ١٨٣٧ :
- يجب على الأقل أن لا تضيع الفرصة المتاحة لنا .. التي سنحت نتيجة المعاملة الجسيمة والشائنة التي تعرضت لها سفينة وفي ظل العلم البريطاني .. من قبل سلطان تافه في
حادثة غرق السفينة الهندية ( داريا دولت ) . وقصة احتلال بريطانيا لعدن ١٩ يناير ١٨٣٩م ..( ٢من٣ ) اعداد دكتور محمد مسعود سميح
السفينة الهندية ( داريا دولت ) ارتبط ذكرها تاريخيا باحتلال عدن .. ولم تكن من السفن العملاقة ذات الحمولات الضخمة ..فقد كانت سفينة شراعية عادية سعة حمولتها ٢٢٥ طن .. تملكها إمرأة هندية مسلمة تدعى ( البيجوم احمد ام النساء ) من مدينة مدراس .. وكان ناخوذة ( ربان ) السفينة مواطن هندي مسلم يدعى ( سيد نور الدين ) ..وقد شحنت تلك السفينة بمعرفة تاجر عربي يدعى ( فريد انسوف ) .. ويذكر أنه كان على متن تلك السفينة عشرة مسافرين كانو متوجهين للحج ..كون السفينة وجهتها ميناء جدة .. ( المرجع : سياسة بريطانيا في البحر الاحمر وجنوب اليمن . ا .د جاد طه ) ..
أبحرت السفينة في ٢٦ ديسمبر ١٨٣٦ م ..ثم توقفت في ميناء ( البي ) ..واخذت حمولة إضافية .. وسبعة عشر راكبا من بينهم بعض السيدات ..وفي ميناء قشن في حضرموت ..اخذت حمولة إضافية اخرى ..مما جعل حمولتها تزيد عن الحد المقرر لها ..
بعدذلك اتجهت في سيرها نحو ميناء جدة ..غير انها جنحت الى ساحل ابين على بعد ٦ أميال شرقي عدن ..وهناك ارتطمت بصخور الساحل في الساعة الثالثة صبيحة ١٤ رمضان ١٢٥١ هجرية الموافق ١٨فبراير ١٨٣٧ م
وتذكر المصادر أن طاقمها المكون من ضابطين واثنان وعشرين بحارا أخفقوا في انقاذها ..فغادروها في احد زوارق الانقاذ ..ولكنهم غرقوا جميعا .. هذا هو السرد الوقائعي لحادث تلك السفينة ( داريا دولت ) ..( عدن والسياسة البريطانية .. د فاروق أباظة ) .. اما الروايات التي تتحدث عما حدث بعد ذلك فقد اختلفت ..وبعضها خرج عن حدود المنطق والعقل والمالوف .. وبعضها تحدث عن ماقام به من أعمال انقاذ وحلول إنسانية تجاه هذه المشكلة ( من وجهة نظر السلطات العبدلية في عدن ) ..
والبعض وظف الحادث سياسيا الى ابعد حد ( وهذه نظرة بريطانيا ) ..
واذا اردنا ان ندرس الحادث وملابساته فيمكننا أن نحدد ذلك في عدة نقاط :
( ١) - أن تعلن السلطة في عدن انها تحركت لانقاذ السفينة ..واتخاذ التدابير الرسمية والمتعارف عليها ( وفي حدود امكانياتها ) لانقاذ الموقف ..فهذا شيء بديهي لايختلف عليه اثنان ..ولا يستطيع أحد أن يتجاهله ..
لان هذا في الاصل هو من صميم مهماتها كسلطة ..
وقد اعلنت السلطة في عدن - كما هو مدون في الوثائق التاريخية - بما قامت به فعليا تجاه تلك القضية الإنسانية .. والتي لم يكن لها أي علاقة بحدوثها لا من قريب ولا من بعيد ..
وقد ذكر الدكتور سلطان القاسمي في كتابه الاحتلال البريطاني لعدن :
انه حينما وصل النبا الى السلطان محسن فضل العبدلي بعث بابنه ( ورافقه ناخوذة وتجاجر السفينة دوريا دولت ..وبرفقة ايضا سيد زين العيدروس قاضي عدن ) حيث توجهوا إلى هناك حيث السفينة الغرقى ..
ويذكر أن ابن السلطان قد استأجرعدة قوارب من عدن تعود لأشخاص من صور والصومال ( وقيل ايضا من الشحر والصومال ) وانه قد تم الاتفاق على انقاذ البضاعة بحيث تقسم الى ثلاثة أجزاء متساوية ، يعطى جزء منها للمالك .. وجزء ثان لاصحاب القوارب .. والجزء المتبقي لابن السلطان محسن اذا هو تولى أمر البضاعة ..ووقع على ذلك الاتفاق كل من سيد علوي بن زين العيدروس والناخوذة وانقذت البضاعة ..
إلا أن بعض المصادر كما ذكر ( ا . د جاد طه في كتابه سياسة بريطانيا في جنوب اليمن ص ٨٢ بتصرف ) :
- ( أن ابن السلطان .. عندما أخبر بأن الثلث الاخير سوف يعطى له إذا ما استطاع المحافظة على الشحنة .. لكنه اعتذر قائلا : بأن على الناخوذة ورئيس الشحن أن يحافظا على سفينتهما وشحنتها .. وانه لا شأن له بذلك ( وهذا ما يؤكد أنه أعلن تنازله عن ذلك الثلث من بضاعة السفينة وعن تلك المهمة ..
لكن الناخوذة ورئيس الشحن اخبرا ابن السلطان :
- أن هذا العرض هو من جانبهما شخصيا ..
لكن ابن السلطان - ويبدو أن كان فطنا - اجابهما :
- أنه إذا كانت هذه هي رغبتهما .. فيجب أن يعطياه ورقة مكتوبة بذلك منهما .. وقد استلم بالفعل ورقة موقع عليها كلا من ناخوذة السفينة الغارقة ورئيس الشحن فيها ..
( ٢) - أن ما قيل حول الحادث وعن دور السلطان واهل عدن وماجاورها في الحادث .. وما وجه إليهم من اتهام شديد وجارح ( بموجب وجهة النظر البريطانية التي وظفت الأمر سياسيا ) بأنهم : اي السلطان وشعبه قد نهبوا السفينة ..
بل وما ورد من كلام غير لائق وغير دبلوماسي عن سلطان لحج في التقارير البريطانية الرسمية .. أمر غير مقبول .. ويفتقد لابسط مقومات المنطق والعقل والأصول الدبلوماسية ..
حيث يقول حاكم بومباي ( روبرت غرانيت ) في ١٧ اغسطس ١٨٣٧ :
- يجب على الأقل أن لا تضيع الفرصة المتاحة لنا .. التي سنحت نتيجة المعاملة الجسيمة والشائنة التي تعرضت لها سفينة وفي ظل العلم البريطاني .. من قبل سلطان تافه في
هذا المكان ..
ثم نجد حاكم بومباي يفقد توازنه ومقامه كمسؤول سياسي حيث صدر عنه كلاما متشنجا وليس فيه اي معنى من معاني الدبلوماسية :
- لنقوم بإذلال ذلك اللص - طبعا يقصد سلطان لحج - وإجباره على القبول بتأسيس مستودع فحم في مينائه - يقصد طبعا ميناء عدن - بشروط ميسرة .. !
( ٣ ) - من البديهي جدا أنه في اي مجتمع من المجتمعات أن توجد مجموعة من الذين قد تنعدم عندهم الضمائر ..ويغيب الدين عندهم كذلك ..وتكون عندهم نزعة للسطو والنهب عند غياب السلطة والقانون ..
ولا ينكر أحد أن مثل هؤلاء قد يستغلون حادثا مثل ( غرق السفينة دوريا دولت المحملة بالبضائع ) فينهبون أو يعتدون ..لكن أن يحمل اهل عدن وكل الناس المجاورين تبعات ذلك الحادث فهذا أمر لا يقول به عاقل ..
وكذلك أن تحمل السلطات الحاكمة في عدن المسئولية .. وتتعرض لهجوم عنيف غابت عنه ابسط مقومات الدبلوماسية ويتهمون بانه لصوص وقراصنة ( هذا على زعم الرواية البريطانية ) ..
بل ويجعل من حادث غرق السفينة دوريا دولت ذريعة لاحتلال عدن واستعمار واذلال اهلها ..فهذا أمر جائر لا يقبله شرع ولا عرف ولا قانون في الدنيا ( الا في المنطق البريطاني ) ..
وقد اورد الدكتور القاسمي قولا للادميرال مالكوم ..ووهو تتهكم بصورة لا تليق .. متهما سلطان لحج وشعبه أنهم استولوا على شحنة السفينة الغارقة .ً.
حيث يقول ذلك الأدميرال :
- جميع البضائع قد أصبحت غنيمة لسلطان لحج او شعبه ..لقد كان سلوك هذا السلطان سلوك بربري على طول الخط .. ثم يضيف :
- أن انتهاكا كهذا .. يستدعي عقوبة على نفس المستوى ، ويستحق السلطان التشهير به كقرصان .. وانني اتسال :
- لماذا لا يكون ذلك مبررا لاحتلال مدينة ومرفأ عدن .. ؟
كانت هذه هي العقلية البريطانية الاستعمارية المتغطرسة .. منطق القوي الغاشم الذي لا يرى أمامه الا مصالحه فقط ..وليذهب الاخرون الى الجحيم ..
ثم نجد حاكم بومباي يفقد توازنه ومقامه كمسؤول سياسي حيث صدر عنه كلاما متشنجا وليس فيه اي معنى من معاني الدبلوماسية :
- لنقوم بإذلال ذلك اللص - طبعا يقصد سلطان لحج - وإجباره على القبول بتأسيس مستودع فحم في مينائه - يقصد طبعا ميناء عدن - بشروط ميسرة .. !
( ٣ ) - من البديهي جدا أنه في اي مجتمع من المجتمعات أن توجد مجموعة من الذين قد تنعدم عندهم الضمائر ..ويغيب الدين عندهم كذلك ..وتكون عندهم نزعة للسطو والنهب عند غياب السلطة والقانون ..
ولا ينكر أحد أن مثل هؤلاء قد يستغلون حادثا مثل ( غرق السفينة دوريا دولت المحملة بالبضائع ) فينهبون أو يعتدون ..لكن أن يحمل اهل عدن وكل الناس المجاورين تبعات ذلك الحادث فهذا أمر لا يقول به عاقل ..
وكذلك أن تحمل السلطات الحاكمة في عدن المسئولية .. وتتعرض لهجوم عنيف غابت عنه ابسط مقومات الدبلوماسية ويتهمون بانه لصوص وقراصنة ( هذا على زعم الرواية البريطانية ) ..
بل ويجعل من حادث غرق السفينة دوريا دولت ذريعة لاحتلال عدن واستعمار واذلال اهلها ..فهذا أمر جائر لا يقبله شرع ولا عرف ولا قانون في الدنيا ( الا في المنطق البريطاني ) ..
وقد اورد الدكتور القاسمي قولا للادميرال مالكوم ..ووهو تتهكم بصورة لا تليق .. متهما سلطان لحج وشعبه أنهم استولوا على شحنة السفينة الغارقة .ً.
حيث يقول ذلك الأدميرال :
- جميع البضائع قد أصبحت غنيمة لسلطان لحج او شعبه ..لقد كان سلوك هذا السلطان سلوك بربري على طول الخط .. ثم يضيف :
- أن انتهاكا كهذا .. يستدعي عقوبة على نفس المستوى ، ويستحق السلطان التشهير به كقرصان .. وانني اتسال :
- لماذا لا يكون ذلك مبررا لاحتلال مدينة ومرفأ عدن .. ؟
كانت هذه هي العقلية البريطانية الاستعمارية المتغطرسة .. منطق القوي الغاشم الذي لا يرى أمامه الا مصالحه فقط ..وليذهب الاخرون الى الجحيم ..