الخليفة أبو بكر رضي الله عنه، جيشاً بقيادة عكرمة بن ابي جهل ، وانضم الى جيش عكرمة فئة من المهرة بقيادة شخريت بعد أن كاتبهم عكرمة ، وقاتل الباقين وكانوا بقيادة المصبح وهو الاكثر عدداً ، فهزمهم عكرمة وقتل منهم خلقاً كثيراً ، وغنم المسلمون منهم مالاً عظيماً ، حتى ردوهم الى دائرة الاسلام .
الفتوحات الاسلامية
وبعد إستتباب الأوضاع السياسيه في بلاد المهره أنخرط أبناؤها في الفتوحات الإسلامية , فقد شاركوا في فتح مصر والعراق وغيرها من البلدان.
وتحت قيادة عمرو بن العاص, فقد شارك عدد كبير من رجال المهره مع عدد من القاده البارزين مثل برح بن عسكر بن دثار بن كرع المهري المعروف بالشجاعه وقوة الشخصيه وتميم بن قرع. وقد أمتاز سكان المهره بالبراعه في القتال ألأمر الذي جعل عمرو بن العاص يصفهم بأنهم " قوماً يقتلون ولا يقتلون" . وكانوا يعتزون بأنفسهم لدرجة إن قائدهم وهو تميم بن قرع أصر على ان يساوى الجنود المهره - الذين كانوا تحت إمرة إبن العاص مساواة كبراء القاده من قريش وتعصبت القبائل الاخرى إلى جانب المهره. وكادت أن تحدث فتنةٍ شعواء بين القبائل القحطانيه والقبائل العدنانيه في مصر لولا إن لبّى عمرو بن العاص طلب المهره. وكان للمهره خطه في مصر على جبل يشكر كما كان لهم بالفسطاط مسجد ذو قبّة وكانوا يتربعون في منطقة (تاتا وتمنى ).
وذكرت المهره في حملة عبد الله بن سعد إلى إفريقيا زمن عثمان إبن عفّان في ستمائة مقاتل وعندما سير الجيش العربي لغزو شمال افريقيا سنة27هـ بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري القرشي أشتركت فيه المهره وحدها بسبعمائة رجل.
أشتركت المهره في فتوحات شمال إفريقيا والمغرب والأندلس.
حتى انها اختطت في بعض مدن مصر مثل الفسطاط وغيرها (الخطط هي تملك الاراضي وبنائها ، وهي بمنزلة الحارات وسميت كل خطة بمن نزلها واستوطنها) ، وتذكر المصادر أن غافق ومهرة توسعوا بخطتهم حتى برزوا الى الصحراء من ناحية الشرق والشمال في الفضاء.
خطة المهرة في الكوفة
سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها، وقال ابن الكلبي: سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له: كوفان، وعليه اختطت مهرةُ موضعها، وكان هذا الجبل مرتفعاً عليها فسمّيت به فهذا في اشتقاقها كافٍ، وقد سماها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال: إن التي وضعت بيتاً مهاجرةً بكوفة الجند غالت ودها غولُ
اعلام القبيلة
سفيان بن صهبانة المهري المهري المعروف بالخرنق الشاعر.
ذكره ابن أبي داود في الصحابة وتبعه ابن منده وغيره. وذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر وأنه قال: كنت والمقداد لصين في الجاهلية.
1- زهير بن قرضم المهري ( وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً).
2- مهري الابيض ( كذلك وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً).
3- تميم بن قرع المهري المصري ، روى عن عمرو بن العاص ، وكان في الجيش الذي فتح الاسكندرية في المرة الاخيرة ، وكان غلاماً واعطي سهماً بعنوان أبي بصرة الغفاري.
4- عبدالرحمن بن شماسة المهري أبو عمرو المصري ، روى عن ابن عمرو بن العاص ، وعبدالله بن عمر، وعقبة بن عامر، وزيد بن ثابت ، وابي ذر الغفاري ، وعائشة رضي الله عنهم.
5- سعوة بن حيدان المهري ، روى عن عبدالله بن عمرو بن العاص.
6- ثواب بن عتبة المهري البصري ، روى عن الامام الحسن البصري.
7- معن بن عبدالرحمن بن سعوة المهري.
8- رشدين بن سعد المهري ابو الحجاج المصري ، روى عن الامام الاوزاعي .
9- سليمان بن داود المهري ابو الربيع ابن اخي رشدين.
10- موسى بن أيوب المهري أبو الفيض الحمصي ، روى عن الامام شعبة بن الحجاج.
11- خالد بن حميد المهري أبوحميد الاسكندراني.
12- محمد بن داود المهري أبو عبدالله الاسكندراني ، روى عنه الامامين ابو داود والنسائي.
13- عبدالرحمن بن عبدالحميد المهري أبو رجاء المصري ، قال عنه ابن يونس في ( تاريخ مصر): حدثني ابي عن جدي انه كان من افاضل اهل مصر.
14- حي بن لقيط بن ناشرة المهري ، ودار أبيه لقيط بمهرة معروفة.
15- ابو بكر بن عمار المهري الاندلسي ، شاعر الاندلس ، وقرين ابن زيدون في الشعر، حتى استوزره المعتمد بن عباد على مرسية ، فعصى بها وتملكها ، فلم يزل المعتمد يتلطف في الحيلة الى ان وقع في يده ، فذبحه صبراً للعصيان بعد فرط الاحسان ، ولأنه هجا المعتمد وآباءه ، فقال :
مما يقبـح عنـدي ذكر أنـدلـس ...... سماع معتـمد فيـها ومعتـضد
أسماء مملكة في غير موضعها ...... كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد.
وكان قد سجنه المعتمد مدة ، فتوسل اليه بقصائد تلين الصخر، فقتله في سنة 479 هـ.
من العلماء والرواد:
أصبغ المهري (370-426هـ / 980 -1034م)
اصبغ بن محمد بن السمح المهري، ابو القاسم: ونسبة الى مهرة بن حيدان
عالم بالحساب والهندسة والهيئة والفلك وله عناية بالطب، من اهل قرطبة. انتقل الى غرناطة وتأثل فيها نعمة واسعة، ومات بها. كان من مفاخر الاندلس، له كتاب )المدخل الى الهندسة( و )ثمار العدد( ويع
الفتوحات الاسلامية
وبعد إستتباب الأوضاع السياسيه في بلاد المهره أنخرط أبناؤها في الفتوحات الإسلامية , فقد شاركوا في فتح مصر والعراق وغيرها من البلدان.
وتحت قيادة عمرو بن العاص, فقد شارك عدد كبير من رجال المهره مع عدد من القاده البارزين مثل برح بن عسكر بن دثار بن كرع المهري المعروف بالشجاعه وقوة الشخصيه وتميم بن قرع. وقد أمتاز سكان المهره بالبراعه في القتال ألأمر الذي جعل عمرو بن العاص يصفهم بأنهم " قوماً يقتلون ولا يقتلون" . وكانوا يعتزون بأنفسهم لدرجة إن قائدهم وهو تميم بن قرع أصر على ان يساوى الجنود المهره - الذين كانوا تحت إمرة إبن العاص مساواة كبراء القاده من قريش وتعصبت القبائل الاخرى إلى جانب المهره. وكادت أن تحدث فتنةٍ شعواء بين القبائل القحطانيه والقبائل العدنانيه في مصر لولا إن لبّى عمرو بن العاص طلب المهره. وكان للمهره خطه في مصر على جبل يشكر كما كان لهم بالفسطاط مسجد ذو قبّة وكانوا يتربعون في منطقة (تاتا وتمنى ).
وذكرت المهره في حملة عبد الله بن سعد إلى إفريقيا زمن عثمان إبن عفّان في ستمائة مقاتل وعندما سير الجيش العربي لغزو شمال افريقيا سنة27هـ بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري القرشي أشتركت فيه المهره وحدها بسبعمائة رجل.
أشتركت المهره في فتوحات شمال إفريقيا والمغرب والأندلس.
حتى انها اختطت في بعض مدن مصر مثل الفسطاط وغيرها (الخطط هي تملك الاراضي وبنائها ، وهي بمنزلة الحارات وسميت كل خطة بمن نزلها واستوطنها) ، وتذكر المصادر أن غافق ومهرة توسعوا بخطتهم حتى برزوا الى الصحراء من ناحية الشرق والشمال في الفضاء.
خطة المهرة في الكوفة
سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها، وقال ابن الكلبي: سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له: كوفان، وعليه اختطت مهرةُ موضعها، وكان هذا الجبل مرتفعاً عليها فسمّيت به فهذا في اشتقاقها كافٍ، وقد سماها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال: إن التي وضعت بيتاً مهاجرةً بكوفة الجند غالت ودها غولُ
اعلام القبيلة
سفيان بن صهبانة المهري المهري المعروف بالخرنق الشاعر.
ذكره ابن أبي داود في الصحابة وتبعه ابن منده وغيره. وذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر وأنه قال: كنت والمقداد لصين في الجاهلية.
1- زهير بن قرضم المهري ( وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً).
2- مهري الابيض ( كذلك وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً).
3- تميم بن قرع المهري المصري ، روى عن عمرو بن العاص ، وكان في الجيش الذي فتح الاسكندرية في المرة الاخيرة ، وكان غلاماً واعطي سهماً بعنوان أبي بصرة الغفاري.
4- عبدالرحمن بن شماسة المهري أبو عمرو المصري ، روى عن ابن عمرو بن العاص ، وعبدالله بن عمر، وعقبة بن عامر، وزيد بن ثابت ، وابي ذر الغفاري ، وعائشة رضي الله عنهم.
5- سعوة بن حيدان المهري ، روى عن عبدالله بن عمرو بن العاص.
6- ثواب بن عتبة المهري البصري ، روى عن الامام الحسن البصري.
7- معن بن عبدالرحمن بن سعوة المهري.
8- رشدين بن سعد المهري ابو الحجاج المصري ، روى عن الامام الاوزاعي .
9- سليمان بن داود المهري ابو الربيع ابن اخي رشدين.
10- موسى بن أيوب المهري أبو الفيض الحمصي ، روى عن الامام شعبة بن الحجاج.
11- خالد بن حميد المهري أبوحميد الاسكندراني.
12- محمد بن داود المهري أبو عبدالله الاسكندراني ، روى عنه الامامين ابو داود والنسائي.
13- عبدالرحمن بن عبدالحميد المهري أبو رجاء المصري ، قال عنه ابن يونس في ( تاريخ مصر): حدثني ابي عن جدي انه كان من افاضل اهل مصر.
14- حي بن لقيط بن ناشرة المهري ، ودار أبيه لقيط بمهرة معروفة.
15- ابو بكر بن عمار المهري الاندلسي ، شاعر الاندلس ، وقرين ابن زيدون في الشعر، حتى استوزره المعتمد بن عباد على مرسية ، فعصى بها وتملكها ، فلم يزل المعتمد يتلطف في الحيلة الى ان وقع في يده ، فذبحه صبراً للعصيان بعد فرط الاحسان ، ولأنه هجا المعتمد وآباءه ، فقال :
مما يقبـح عنـدي ذكر أنـدلـس ...... سماع معتـمد فيـها ومعتـضد
أسماء مملكة في غير موضعها ...... كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد.
وكان قد سجنه المعتمد مدة ، فتوسل اليه بقصائد تلين الصخر، فقتله في سنة 479 هـ.
من العلماء والرواد:
أصبغ المهري (370-426هـ / 980 -1034م)
اصبغ بن محمد بن السمح المهري، ابو القاسم: ونسبة الى مهرة بن حيدان
عالم بالحساب والهندسة والهيئة والفلك وله عناية بالطب، من اهل قرطبة. انتقل الى غرناطة وتأثل فيها نعمة واسعة، ومات بها. كان من مفاخر الاندلس، له كتاب )المدخل الى الهندسة( و )ثمار العدد( ويع
رف بالمعملات وتفسير كتاب اقليدس( وكتاب كبير في )الهندسة( وكتاب في )الاسطرلاب
سليمان المهري (كان حيا 917هـ / 1511 م)
سليمان بن أحمد بن سليمان المهري ربان بحري وعالم فلكي اشتهر في القرن التاسع والعاشر الهجري / الخامس والسادس عشر الميلاديين. ولد سليمان في بلدة الشحر .
حيث يمتد نسبه إلى قبيلة مهرة بن حيدان من قضاعة.
عرف المهري كربان خبير في البحار على طول الساحل الجنوبي لحضرموت، فقد جاب المهري سواحل أفريقيا الشرقية وسواحل الهند وجزر الملايو ووصف خطوط الملاحة لهذه الجزر،
ترك المهري العديد من المؤلفات في علم البحار والفلك من أهمها: كتاب العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية ، وكتاب المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر ، والأرجوزة السبعية ، وكتاب قلادة الشموس واستخراج القواعد ، وكتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول في الفلك .
وظلت المهرة محكومة من قبل شيوخ عشائرها ولم تخضع لاى من الدول المستقلة التي تعاقبت على اليمن او عمان منذ الإستقلال على مركز الخلافه العباسيه وذالك لطبيعة المهرة من حيث انهم بدو في اغلبهم وخاصة المرتبطين بعمان تجاة الشرق
وبع ذالك ظهرت امارة بنو تبلة بن شماسة وبعد ذالك ظهر الامير المهري ابى دجانة على الشحر في حوالى القرن الخامس الهجري والسلطة العفرارية المهرية في قشن .
وشهدت المنطقة صراعات قوية وحروبات خاصة بعد ضهور الدولة الكثيرية في حضرموت واختفت امارة الامير ابى دجانة
وبقى الصراع بين السلطة العفرارية والكثيرية حتى تم الصلح والذي شهد الاعتراف بالاخر ضمن حدودة وامارتة .
ولابد من الاشارة هنا الى أن مفهوم المهرة هو مفهوم يفعلي رقعة جغرافية واسعة واضحة القلب على أن أطرافها هلامية, وهو أيضا مفهوم مكاني ولغوي وقبلي ليس هذا هو الموقع للدخول في تفاصيله, وان اكتفينا بالاشارة الى أنه إن أخذت اللهجة كأحد المؤشرات فإن امتداداتها تتجه كثيرا الى الشرق, بحيث أن بقاياها في العصر الراهن تبين تداخلات القبائل العمانية في الداخلية مع القبائل المهرية . وبأية حال فإن المؤرخين العمانيين قد اعتبروا أجزاء من المهرة كقبائل عمانية, أو على الأقل تعيش تحت المظلة السياسية العمانية الداخلية في ذالك الوقت .
هان المهرة أول من تخلف من قبائل اليمانية التي رافقت مالك بن فهم في رحلته الشهيرة الى عمان وقد تخلفت في الشحر وظفار وبقيت هناك (الازكوي، كشف, 213). وهذا الموقع بين عمان الداخل واليمن جعل من المهرة في موقع وسط بين البقعتين وعلى التخوم على مجريات تاريخ عمان . ونحن نرى أن المهرة أيضا قد أسلمت على يد جيفر بن الجلندي حين ورد كتاب من النبي عليه الصلاة السلام يدعوه الى الاسلام (الازكوي, كشف, 239)، وعبرها توجه عكرمة بن أبي جهل (ت 13/ 634 او15/636)، لمواجهة ردة مهرة, وهو ما يشير الى كون عمان موقعا أساسيا لأحداث تغييرات في المهرة والعكس صحيح أيضا. فمناطق المهرة المحاذية لشرق عمان أحد ثلاثة مواقع لقلب السلطة المركزية في داخلية عمان وهي "صحار أو توأم أو الشرق » (الكندي, بيان, 19: 261، السالمي, معارج, 16: 285).
وشكلت عمان منطقة جذب للقبائل المهرية, بحيث اتجه بعض منها للاستقرار في مناطق التخوم بين البقعتين متفاعلا أحيانا مع الصراعات السياسية الدائرة في عمان . على أن ذلك الجذب كان قويا في بعض الأحيان لكي يجعل القبيلة تنتقل الى عمان مكانا وانتماء كما حدث مع بني ويام (وبنو ناعب وهداد وهم يعودون الى مهرة بن حيدان بن عمرو Ubaydli,1990.213) (الذين تعود أصولهم الى المهرة والذين تسنموا موقع زعامة استمرت قرونا الى عهدنا الحاضر.
وعاش المهرة , وبالتحديد عشائرهم المرتبطة بعمان كأغراب يسكنون الرمال منها (ابن رزيق, الشعاع, 40) ورفضوا منذ أن أقيمت الامامة بها الانصياع المطلق للسلطة المركزية هناك, وبالذات للواجبات المالية . فعرف عن الامام عبدا لملك بن حميد الأزدي (7/208-226/3/ 824- 840) أنه كان « يطرد مهرة ويطلبهم, وكانوا يلقون بأيديهم الى الاسلام . فأشار عليه موسى بن علي (.. أن يقبل منهم ذلك, ويؤمنهم فأمنهم . وقد سفكوا دماء المسلمين "(الكندي، المصنف, 249:11). واذ برزت مناوأتهم الى السطح بقيادة وسيم بن جعفر المهري برفضهم دفع الزكاة فوجه اليهم الامام المهنا بن جيفي الفجحي (229/227/ 840-851) حملة أرغمتهم على الاذعان والقبول بشرط إحضارهم لماشيتهم كل عام الى نزوى أو فرق لتحديد زكا تهم ودفعها (الازكوي، كشف, 60-261)(9). على أنه لم يعرف عن المهرة أنهم تبنوا الاباضية, وهو أمر مقبول ضمن التركيبة السياسية في الدولة الاباضية التي تجد في فقهها موقعا للمسلمين غير الاباضية, وبالذات إذا كانوا من قبائل عمان
سليمان المهري (كان حيا 917هـ / 1511 م)
سليمان بن أحمد بن سليمان المهري ربان بحري وعالم فلكي اشتهر في القرن التاسع والعاشر الهجري / الخامس والسادس عشر الميلاديين. ولد سليمان في بلدة الشحر .
حيث يمتد نسبه إلى قبيلة مهرة بن حيدان من قضاعة.
عرف المهري كربان خبير في البحار على طول الساحل الجنوبي لحضرموت، فقد جاب المهري سواحل أفريقيا الشرقية وسواحل الهند وجزر الملايو ووصف خطوط الملاحة لهذه الجزر،
ترك المهري العديد من المؤلفات في علم البحار والفلك من أهمها: كتاب العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية ، وكتاب المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر ، والأرجوزة السبعية ، وكتاب قلادة الشموس واستخراج القواعد ، وكتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول في الفلك .
وظلت المهرة محكومة من قبل شيوخ عشائرها ولم تخضع لاى من الدول المستقلة التي تعاقبت على اليمن او عمان منذ الإستقلال على مركز الخلافه العباسيه وذالك لطبيعة المهرة من حيث انهم بدو في اغلبهم وخاصة المرتبطين بعمان تجاة الشرق
وبع ذالك ظهرت امارة بنو تبلة بن شماسة وبعد ذالك ظهر الامير المهري ابى دجانة على الشحر في حوالى القرن الخامس الهجري والسلطة العفرارية المهرية في قشن .
وشهدت المنطقة صراعات قوية وحروبات خاصة بعد ضهور الدولة الكثيرية في حضرموت واختفت امارة الامير ابى دجانة
وبقى الصراع بين السلطة العفرارية والكثيرية حتى تم الصلح والذي شهد الاعتراف بالاخر ضمن حدودة وامارتة .
ولابد من الاشارة هنا الى أن مفهوم المهرة هو مفهوم يفعلي رقعة جغرافية واسعة واضحة القلب على أن أطرافها هلامية, وهو أيضا مفهوم مكاني ولغوي وقبلي ليس هذا هو الموقع للدخول في تفاصيله, وان اكتفينا بالاشارة الى أنه إن أخذت اللهجة كأحد المؤشرات فإن امتداداتها تتجه كثيرا الى الشرق, بحيث أن بقاياها في العصر الراهن تبين تداخلات القبائل العمانية في الداخلية مع القبائل المهرية . وبأية حال فإن المؤرخين العمانيين قد اعتبروا أجزاء من المهرة كقبائل عمانية, أو على الأقل تعيش تحت المظلة السياسية العمانية الداخلية في ذالك الوقت .
هان المهرة أول من تخلف من قبائل اليمانية التي رافقت مالك بن فهم في رحلته الشهيرة الى عمان وقد تخلفت في الشحر وظفار وبقيت هناك (الازكوي، كشف, 213). وهذا الموقع بين عمان الداخل واليمن جعل من المهرة في موقع وسط بين البقعتين وعلى التخوم على مجريات تاريخ عمان . ونحن نرى أن المهرة أيضا قد أسلمت على يد جيفر بن الجلندي حين ورد كتاب من النبي عليه الصلاة السلام يدعوه الى الاسلام (الازكوي, كشف, 239)، وعبرها توجه عكرمة بن أبي جهل (ت 13/ 634 او15/636)، لمواجهة ردة مهرة, وهو ما يشير الى كون عمان موقعا أساسيا لأحداث تغييرات في المهرة والعكس صحيح أيضا. فمناطق المهرة المحاذية لشرق عمان أحد ثلاثة مواقع لقلب السلطة المركزية في داخلية عمان وهي "صحار أو توأم أو الشرق » (الكندي, بيان, 19: 261، السالمي, معارج, 16: 285).
وشكلت عمان منطقة جذب للقبائل المهرية, بحيث اتجه بعض منها للاستقرار في مناطق التخوم بين البقعتين متفاعلا أحيانا مع الصراعات السياسية الدائرة في عمان . على أن ذلك الجذب كان قويا في بعض الأحيان لكي يجعل القبيلة تنتقل الى عمان مكانا وانتماء كما حدث مع بني ويام (وبنو ناعب وهداد وهم يعودون الى مهرة بن حيدان بن عمرو Ubaydli,1990.213) (الذين تعود أصولهم الى المهرة والذين تسنموا موقع زعامة استمرت قرونا الى عهدنا الحاضر.
وعاش المهرة , وبالتحديد عشائرهم المرتبطة بعمان كأغراب يسكنون الرمال منها (ابن رزيق, الشعاع, 40) ورفضوا منذ أن أقيمت الامامة بها الانصياع المطلق للسلطة المركزية هناك, وبالذات للواجبات المالية . فعرف عن الامام عبدا لملك بن حميد الأزدي (7/208-226/3/ 824- 840) أنه كان « يطرد مهرة ويطلبهم, وكانوا يلقون بأيديهم الى الاسلام . فأشار عليه موسى بن علي (.. أن يقبل منهم ذلك, ويؤمنهم فأمنهم . وقد سفكوا دماء المسلمين "(الكندي، المصنف, 249:11). واذ برزت مناوأتهم الى السطح بقيادة وسيم بن جعفر المهري برفضهم دفع الزكاة فوجه اليهم الامام المهنا بن جيفي الفجحي (229/227/ 840-851) حملة أرغمتهم على الاذعان والقبول بشرط إحضارهم لماشيتهم كل عام الى نزوى أو فرق لتحديد زكا تهم ودفعها (الازكوي، كشف, 60-261)(9). على أنه لم يعرف عن المهرة أنهم تبنوا الاباضية, وهو أمر مقبول ضمن التركيبة السياسية في الدولة الاباضية التي تجد في فقهها موقعا للمسلمين غير الاباضية, وبالذات إذا كانوا من قبائل عمان
سلطنة المهرة
الدولة المهرية للبر وسقطرى ويطلق عليها سلطنة المهرة أو سلطنة المهرة في قشن وسقطرى وتسمى أحياناً السلطنة العفرارية وهي سلطنة سابقة في جنوب شبه الجزيرة العربية، شملت تاريخياً منطقة بلاد المهرة، تقع الآن في شرق اليمن، وجزيرة سقطرى في المحيط الهندي. عاصمتها قشن، بالإضافة إلى حديبو في جزيرة سقطرى. كان يحكمها أسرة بنو عفرار من قبيلة المهرة. في عام 1886 أصبحت السلطنة محمية بريطانية ثم أصبحت فيما بعد جزءاً من محمية عدن. وفي الستينات من القرن الماضي رفضت الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي ولكنها بقيت تحت الحماية البريطانية كجزء من محمية الجنوب العربي الشرقية. وفي عام 1967 تم إلغاء السلطنة، وأصبحت جزءاً من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي توحدت مع اليمن الشمالي في عام 1990 لتصبح الجمهورية اليمنية. واليوم هي محافظتين في اليمن محافظة المهرة ومحافظة أرخبيل سقطرى.
اللغة
بالإضافة إلى اللغة العربية فاللغة المهرية منتشرة في هذه المنطقة حيث تشترك المهرة ثقافياً مع منطقة ظفار في سلطنة عمان المجاورة والذي يتحدث سكانها أيضاً لغات غير العربية.
الحكام
سلسلة سلاطين المهرة من آل عفرار من بيت زياد الذي يرجع أصله لقبيلة يافع الحميرية
محمد بن علي بن عمرو آل عفرار 887هـ/ 1482م
عامر بن طوعري بن عفرار آل عفرار 913هـ/ 1507م
محمد بن عبد الله آل عفرار 955هـ/ 1548م
سعيد بن سعيد آل عفرار 1030هـ/ 1620م
عامر بن سعد بن طوعري آل عفرار1249هـ/ 1833م
علي بن عبد الله بن سالم آل عفرار 1293هـ/ 1876م
سالم بن حمد بن سعد آل عفرار 1304هـ/ 1886م
عبد الله بن عيسى آل عفرار 1350هـ/ 1931م
علي بن سالم بن سعد آل عفرار 1364هـ/ 1944م
حمد بن عبد الله بن عيسى آل عفرار 1370هـ/ 1950م
عيسى بن علي بن سالم آل عفرار 1387هـ/ 1967م
الدولة المهرية للبر وسقطرى ويطلق عليها سلطنة المهرة أو سلطنة المهرة في قشن وسقطرى وتسمى أحياناً السلطنة العفرارية وهي سلطنة سابقة في جنوب شبه الجزيرة العربية، شملت تاريخياً منطقة بلاد المهرة، تقع الآن في شرق اليمن، وجزيرة سقطرى في المحيط الهندي. عاصمتها قشن، بالإضافة إلى حديبو في جزيرة سقطرى. كان يحكمها أسرة بنو عفرار من قبيلة المهرة. في عام 1886 أصبحت السلطنة محمية بريطانية ثم أصبحت فيما بعد جزءاً من محمية عدن. وفي الستينات من القرن الماضي رفضت الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي ولكنها بقيت تحت الحماية البريطانية كجزء من محمية الجنوب العربي الشرقية. وفي عام 1967 تم إلغاء السلطنة، وأصبحت جزءاً من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي توحدت مع اليمن الشمالي في عام 1990 لتصبح الجمهورية اليمنية. واليوم هي محافظتين في اليمن محافظة المهرة ومحافظة أرخبيل سقطرى.
اللغة
بالإضافة إلى اللغة العربية فاللغة المهرية منتشرة في هذه المنطقة حيث تشترك المهرة ثقافياً مع منطقة ظفار في سلطنة عمان المجاورة والذي يتحدث سكانها أيضاً لغات غير العربية.
الحكام
سلسلة سلاطين المهرة من آل عفرار من بيت زياد الذي يرجع أصله لقبيلة يافع الحميرية
محمد بن علي بن عمرو آل عفرار 887هـ/ 1482م
عامر بن طوعري بن عفرار آل عفرار 913هـ/ 1507م
محمد بن عبد الله آل عفرار 955هـ/ 1548م
سعيد بن سعيد آل عفرار 1030هـ/ 1620م
عامر بن سعد بن طوعري آل عفرار1249هـ/ 1833م
علي بن عبد الله بن سالم آل عفرار 1293هـ/ 1876م
سالم بن حمد بن سعد آل عفرار 1304هـ/ 1886م
عبد الله بن عيسى آل عفرار 1350هـ/ 1931م
علي بن سالم بن سعد آل عفرار 1364هـ/ 1944م
حمد بن عبد الله بن عيسى آل عفرار 1370هـ/ 1950م
عيسى بن علي بن سالم آل عفرار 1387هـ/ 1967م
#المهرة تاريخ موغل في القدم
المهرة محافظة غنية بتاريخ موغل في القِدم وموروث حضاري وثقافي فريد من نوعه يحكي مختلف المراحل والحقب التاريخية التي عاشها أبناء هذه المنطقة.. ورغم أن هناك عدداً هائلاً من المواقع الأثرية والمناطق التاريخية التي تم ذكر أغلبها في كتب المؤرخين والباحثين اليمنيين وكذلك الرحالة المستشرقين الذين زاروا المهرة إلا أنها لم تلق الرعاية والاهتمام من قبل الباحثين والمهتمين بالتراث، ومن الجهات المعنية بذلك.
مدير عام مكتب الآثار والمتاحف بالمهرة عبدالخالق الحوثري قال: إن المكتب نفذ عدة مسوحات أثرية ضمن العمل الذي ترتكز عليه خطط الفرع وأنشطته لأهمية هذه المسوحات والأعمال في التعريف والحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية وتحديد فتراتها الزمنية وإسقاطها ضمن الخريطة الأثرية للجمهورية وخلال السنوات الماضية تم تنفيذ مسوحات عدة استهدفت بعض المديريات ومنها مديرية حصوين حيث شارك في هذا المسح فريق وطني ومن خلاله تم العثور على مواقع أثرية جديدة تعود إلى ما قبل التاريخ في منطقة عرقيت وكذا العثور على مواقع من العصر البرونزي في مناطق قذيفوت والمساجد السبعة التي تعود للقرنين الخامس والسابع الهجريين وكذلك العثور على مواقع لفترات قديمة مختلفة.
وأضاف: "تعاني المواقع والمعالم الأثرية بالمهرة من غياب الحماية التي تمثل أهم المشاكل والمعضلات التي تواجه مكتب الآثار حيث يوجد أكثر من 90 موقعاً أثرياً وتاريخياً منتشرة في مديريات المحافظة مهددة وعرضة للإهمال ولا يستطيع المكتب حمايتها بسبب عدم توفر حراسة لهذه المواقع التي تتعرض للنبش والتخريب في ظل عدم وجود عقوبة رادعة تحد من هذه الجرائم التي تطال الهوية التاريخية للإنسان اليمني المهري والتي من أبرزها حصن خيبل والمساجد السبعة بحصوين وغيرها من المعالم والمواقع الأثرية التي تعرضت للاعتداء مثل حصن الكافر بالمسيلة وموقع حيرج بسيحوت.. مشيراً إلى أن مكتب الآثار بالمهرة قام برفع قضايا عديدة على المعتدين إلى المحاكم وصدرت بحقهم أحكام نافذة لكنها أقرب إلى عدم التنفيذ لعدم مقدرة المكتب على الإيفاء بأتعاب المحامين الذين يترافعون في قضايا حماية المعالم التاريخية، وعلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف العمل على توفير واستيعاب حراس للمواقع الأثرية في المحافظة واعتماد مبالغ خاصة بتغطية أتعاب المحامين المترافعين في مثل هذه القضايا.
موانئ تاريخية
من جانبه أوضح مدير مكتب الثقافة بمديرية حوف / عامر بن سيلام بن سعيد المهري أن هناك العديد من في المدن القديمة في محافظة المهرة والتي وصفها العديد من المؤرخين مثل الموانئ اليمنية التاريخية الواقعة في الساحل الشرقي، منها ميناء خلفوت التاريخي ومدينة حيريج الأثرية وكذلك ميناء قشن التاريخي الذي لعب دوراً في ازدهار الحركة التجارية والانتعاش الاقتصادي من خلال ربط الخط الملاحي الدولي الذي يمر عبر المحيط الهندي والقرن الإفريقي، بالإضافة إلى ميناء يروب - الذي تقع إلى الشرق منه مستوطنة أثرية قديمة يعود تاريخها إلى العصر الحديدي وميناء أو شاطئ يروب استخدم في فترة ما قبل الإسلام كإحدى محطات الطريق البحرية من سمهرم إلى ميناء قنا، وكان يطلق عليـه الأهالي اسم "خور جربون" ثم استمر استخدام الميناء حتى القرنين السادس والسابع عشر الميلادي.. وأيضاً توجد بقايا خزف البورسلين الصيني المنتشر في مستوطنة يروب مما يدل على النشاط الواسع للميناء في تلك الحقبة التاريخية ويتميز هذا الشاطئ عن غيره بوجود أعداد كبيرة من طيور النورس الجميلة خاصة تلك التي تأتي قادمة من البصرة بالعراق خلال فصل الربيع من كل عام.
وأضاف: "تزخر المهرة أيضاً بالكثير من المدن والحصون والكهوف التاريخية الهامة مثل قصر السلطنة العفرارية بمدينة قشن الذي يعود بناؤه إلى ما قبل 750 سنة وقد أجريت له عملية ترميم لإنقاذه ويتميز القصر بفن العمارة الطينية ويحتفظ بطابعه الفريد وبنائه التقليدي ويعد واحداً من أهم المعالم التاريخية المتميزة في بلادنا، بالإضافة الى مدينة الغيضة الأثرية وقرية ضبوت وحيروت التاريخيتين, ومن الحصون والقلاع التاريخية حصن عمرتن وحصن بيت جيدح وحصن خيبل وحصن الكافر وهناك كهوف وجبال أثرية مثل جبال حيطوم ومرارة في منطقة حوف شرق المهرة وكذا مقبرة الغيضة الأثرية وحصن المحتت بمنطقة الدبين مديرية منعر والواقع وسط جبال تطل على مزارع المنطقة كما انه يعتبر متحفاً قديماً حيث توجد فيه أوانٍ قديمة وبأشكال متعددة.
مستوطنات أثرية
الناشط في مجال البيئة والتراث بمكتب الثقافة/ أحمد علي رعفيت قال: " تزخر المهرة بالكثير من المستوطنات الأثرية التي تعود إلى العصور الغابرة ومن مستوطنات العصر الحجري القديم حيث تم اكتشاف مستوطنات في وادي الجيزي غرب الغيضة وعُثر في هذه المستوطنات على أدوات حجرية تعود إلى الحضارة الأشولية .
إضافة إلى مستوطنات من العصر الحجري القديم وجدت بالقرب من قشن وبالقرب من ساحل الخليج العربي يعود تاريخها إلى ما ق
المهرة محافظة غنية بتاريخ موغل في القِدم وموروث حضاري وثقافي فريد من نوعه يحكي مختلف المراحل والحقب التاريخية التي عاشها أبناء هذه المنطقة.. ورغم أن هناك عدداً هائلاً من المواقع الأثرية والمناطق التاريخية التي تم ذكر أغلبها في كتب المؤرخين والباحثين اليمنيين وكذلك الرحالة المستشرقين الذين زاروا المهرة إلا أنها لم تلق الرعاية والاهتمام من قبل الباحثين والمهتمين بالتراث، ومن الجهات المعنية بذلك.
مدير عام مكتب الآثار والمتاحف بالمهرة عبدالخالق الحوثري قال: إن المكتب نفذ عدة مسوحات أثرية ضمن العمل الذي ترتكز عليه خطط الفرع وأنشطته لأهمية هذه المسوحات والأعمال في التعريف والحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية وتحديد فتراتها الزمنية وإسقاطها ضمن الخريطة الأثرية للجمهورية وخلال السنوات الماضية تم تنفيذ مسوحات عدة استهدفت بعض المديريات ومنها مديرية حصوين حيث شارك في هذا المسح فريق وطني ومن خلاله تم العثور على مواقع أثرية جديدة تعود إلى ما قبل التاريخ في منطقة عرقيت وكذا العثور على مواقع من العصر البرونزي في مناطق قذيفوت والمساجد السبعة التي تعود للقرنين الخامس والسابع الهجريين وكذلك العثور على مواقع لفترات قديمة مختلفة.
وأضاف: "تعاني المواقع والمعالم الأثرية بالمهرة من غياب الحماية التي تمثل أهم المشاكل والمعضلات التي تواجه مكتب الآثار حيث يوجد أكثر من 90 موقعاً أثرياً وتاريخياً منتشرة في مديريات المحافظة مهددة وعرضة للإهمال ولا يستطيع المكتب حمايتها بسبب عدم توفر حراسة لهذه المواقع التي تتعرض للنبش والتخريب في ظل عدم وجود عقوبة رادعة تحد من هذه الجرائم التي تطال الهوية التاريخية للإنسان اليمني المهري والتي من أبرزها حصن خيبل والمساجد السبعة بحصوين وغيرها من المعالم والمواقع الأثرية التي تعرضت للاعتداء مثل حصن الكافر بالمسيلة وموقع حيرج بسيحوت.. مشيراً إلى أن مكتب الآثار بالمهرة قام برفع قضايا عديدة على المعتدين إلى المحاكم وصدرت بحقهم أحكام نافذة لكنها أقرب إلى عدم التنفيذ لعدم مقدرة المكتب على الإيفاء بأتعاب المحامين الذين يترافعون في قضايا حماية المعالم التاريخية، وعلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف العمل على توفير واستيعاب حراس للمواقع الأثرية في المحافظة واعتماد مبالغ خاصة بتغطية أتعاب المحامين المترافعين في مثل هذه القضايا.
موانئ تاريخية
من جانبه أوضح مدير مكتب الثقافة بمديرية حوف / عامر بن سيلام بن سعيد المهري أن هناك العديد من في المدن القديمة في محافظة المهرة والتي وصفها العديد من المؤرخين مثل الموانئ اليمنية التاريخية الواقعة في الساحل الشرقي، منها ميناء خلفوت التاريخي ومدينة حيريج الأثرية وكذلك ميناء قشن التاريخي الذي لعب دوراً في ازدهار الحركة التجارية والانتعاش الاقتصادي من خلال ربط الخط الملاحي الدولي الذي يمر عبر المحيط الهندي والقرن الإفريقي، بالإضافة إلى ميناء يروب - الذي تقع إلى الشرق منه مستوطنة أثرية قديمة يعود تاريخها إلى العصر الحديدي وميناء أو شاطئ يروب استخدم في فترة ما قبل الإسلام كإحدى محطات الطريق البحرية من سمهرم إلى ميناء قنا، وكان يطلق عليـه الأهالي اسم "خور جربون" ثم استمر استخدام الميناء حتى القرنين السادس والسابع عشر الميلادي.. وأيضاً توجد بقايا خزف البورسلين الصيني المنتشر في مستوطنة يروب مما يدل على النشاط الواسع للميناء في تلك الحقبة التاريخية ويتميز هذا الشاطئ عن غيره بوجود أعداد كبيرة من طيور النورس الجميلة خاصة تلك التي تأتي قادمة من البصرة بالعراق خلال فصل الربيع من كل عام.
وأضاف: "تزخر المهرة أيضاً بالكثير من المدن والحصون والكهوف التاريخية الهامة مثل قصر السلطنة العفرارية بمدينة قشن الذي يعود بناؤه إلى ما قبل 750 سنة وقد أجريت له عملية ترميم لإنقاذه ويتميز القصر بفن العمارة الطينية ويحتفظ بطابعه الفريد وبنائه التقليدي ويعد واحداً من أهم المعالم التاريخية المتميزة في بلادنا، بالإضافة الى مدينة الغيضة الأثرية وقرية ضبوت وحيروت التاريخيتين, ومن الحصون والقلاع التاريخية حصن عمرتن وحصن بيت جيدح وحصن خيبل وحصن الكافر وهناك كهوف وجبال أثرية مثل جبال حيطوم ومرارة في منطقة حوف شرق المهرة وكذا مقبرة الغيضة الأثرية وحصن المحتت بمنطقة الدبين مديرية منعر والواقع وسط جبال تطل على مزارع المنطقة كما انه يعتبر متحفاً قديماً حيث توجد فيه أوانٍ قديمة وبأشكال متعددة.
مستوطنات أثرية
الناشط في مجال البيئة والتراث بمكتب الثقافة/ أحمد علي رعفيت قال: " تزخر المهرة بالكثير من المستوطنات الأثرية التي تعود إلى العصور الغابرة ومن مستوطنات العصر الحجري القديم حيث تم اكتشاف مستوطنات في وادي الجيزي غرب الغيضة وعُثر في هذه المستوطنات على أدوات حجرية تعود إلى الحضارة الأشولية .
إضافة إلى مستوطنات من العصر الحجري القديم وجدت بالقرب من قشن وبالقرب من ساحل الخليج العربي يعود تاريخها إلى ما ق
بل 150 ألف سنة قبل الميلاد إلى جانب مستوطنات من العصر الحجري الحديث وجدت في الصحراء الشمالية لمنطقة ثمود وفي سناو كما وجد أكبر موقع لهذا العصر في مركز حبروت بمديرية شحن ويعود تاريخ هذه المواقع التاريخية إلى الفترة الممتدة من 6000 - 2500 سنة قبل الميلاد .
كما أن هناك مستوطنات من العصر البرونزي فيها رسوم صخرية ومخربشات نُحتت أو رُسمت على صخور وأحجار في مواقع كثيرة بعضها يقع بالقرب من مدينـة الغيضـة ويـعـود تـاريخها إلـى مـا بين 2500 – 1000 سنة قبل الميلاد كمستوطنة كدمة يـروب الأثرية التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الغيضة على بعد 30 كيلو متراً وهي مستوطنة أثرية قديمة تعود إلى العصر الحديدي، وتنتشر فيها بعض الرسوم الصخرية التي تمثل مناظر صيد وغيرها من المخربشات الصخرية المزينة باللون الأحمر والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي الممتد من 2500 – 1000 سنة قبل الميلاد، وهناك أيضاً مستوطنة دمقوت في مديرية حوف ومستوطنة حبروت الأثرية.
وأضاف الناشط في مجال البيئة والتراث أن محافظة المهرة "تتميز بمقومات سياحية فريدة ومناطق جذب لعشاق السياحة البحرية كالغوص والرياضات المائية والاستجمام المنتشرة على طول الشريط الساحلي على البحر العربي مثل شاطئ نشطون وشاطئ بلحاف وشاطئ الفتك وشاطئ السلاحف أو كما يسميه الأهالي "ردغال شيصور " وسواحل حوف وحصوين وقشن وسيحوت والمسيلة .
كما توجد مناطق السياحة العلاجية في منطقة ضبوت بمديرية الغيضة التي تشتهر بالمياه الكبريتية الحارة التي تستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية إضافة إلى مناطق السياحة الصحراوية في حات وشحن خاصة الأجزاء الجنوبية منها .
أما مناطق السياحة البيئية فأهمها منطقة حوف الخضراء ومحميتها الطبيعية وغابتها الفريدة التي توصف إلى جانب غابة ظفار بأنهما مركز التنوع الحيوي والواحة الضبابية في الجزيرة العربية الجافة.
التربوي والناشط في مجال الموروث الثقافي بمديرية سيحوت / سالم أحمد حلال قال: "اشتهرت المهرة بالعديد من الألعاب والرقصات الشعبية المختلفة والمتنوعة والتي تعكس وتحاكي ظروف تعامل الإنسان مع الحياة بتفاصيلها وتنوعها, والفنون الشعبية عنصر أساس تقوم بممارسته جميع الشرائح القبلية وتختلف هذه الألعاب من حيث الطريقة في الاستعراض لكن في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اختفاء هذه الأهازيج ربما بسبب عدم وجود اهتمام ودعم لإحياء الموروث الشعبي والثقافي في شتى أنواعه وألوانه أو لدخول المدنية في حياة أبناء المهرة، أو ناتج عن غياب وعي وعدم استيعاب أهمية الحفاظ على التراث والجوانب البيئية والجمالية لأن هناك قصوراً واضحاً في نشر التوعية بأهمية السياحة والحفاظ على الموروث الشعبي بالرغم من الدور الطيب الذي تبذله السلطة المحلية في تعزيز جوانب البنية الثقافية باعتبارها تشكل مصدراً مهماً من مصادر الجذب السياحي.
وأضاف: "من الرقصات الشعبية المعروفة في المهرة "الكبارة" وهي اللعبة الأكثر شعبية في سيحوت توارثها أهل المنطقة وتقام في رابع أيام عيد الأضحى تشمل رقصات شعبية جميلة وقصائد وكلما اقترب العيد يزداد الحديث عنها وهي تراث أصيل وعادات وتقاليد فلكلورية قديمة توارثها الأبناء عن الأجداد
كما أن هناك مستوطنات من العصر البرونزي فيها رسوم صخرية ومخربشات نُحتت أو رُسمت على صخور وأحجار في مواقع كثيرة بعضها يقع بالقرب من مدينـة الغيضـة ويـعـود تـاريخها إلـى مـا بين 2500 – 1000 سنة قبل الميلاد كمستوطنة كدمة يـروب الأثرية التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الغيضة على بعد 30 كيلو متراً وهي مستوطنة أثرية قديمة تعود إلى العصر الحديدي، وتنتشر فيها بعض الرسوم الصخرية التي تمثل مناظر صيد وغيرها من المخربشات الصخرية المزينة باللون الأحمر والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي الممتد من 2500 – 1000 سنة قبل الميلاد، وهناك أيضاً مستوطنة دمقوت في مديرية حوف ومستوطنة حبروت الأثرية.
وأضاف الناشط في مجال البيئة والتراث أن محافظة المهرة "تتميز بمقومات سياحية فريدة ومناطق جذب لعشاق السياحة البحرية كالغوص والرياضات المائية والاستجمام المنتشرة على طول الشريط الساحلي على البحر العربي مثل شاطئ نشطون وشاطئ بلحاف وشاطئ الفتك وشاطئ السلاحف أو كما يسميه الأهالي "ردغال شيصور " وسواحل حوف وحصوين وقشن وسيحوت والمسيلة .
كما توجد مناطق السياحة العلاجية في منطقة ضبوت بمديرية الغيضة التي تشتهر بالمياه الكبريتية الحارة التي تستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية إضافة إلى مناطق السياحة الصحراوية في حات وشحن خاصة الأجزاء الجنوبية منها .
أما مناطق السياحة البيئية فأهمها منطقة حوف الخضراء ومحميتها الطبيعية وغابتها الفريدة التي توصف إلى جانب غابة ظفار بأنهما مركز التنوع الحيوي والواحة الضبابية في الجزيرة العربية الجافة.
التربوي والناشط في مجال الموروث الثقافي بمديرية سيحوت / سالم أحمد حلال قال: "اشتهرت المهرة بالعديد من الألعاب والرقصات الشعبية المختلفة والمتنوعة والتي تعكس وتحاكي ظروف تعامل الإنسان مع الحياة بتفاصيلها وتنوعها, والفنون الشعبية عنصر أساس تقوم بممارسته جميع الشرائح القبلية وتختلف هذه الألعاب من حيث الطريقة في الاستعراض لكن في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اختفاء هذه الأهازيج ربما بسبب عدم وجود اهتمام ودعم لإحياء الموروث الشعبي والثقافي في شتى أنواعه وألوانه أو لدخول المدنية في حياة أبناء المهرة، أو ناتج عن غياب وعي وعدم استيعاب أهمية الحفاظ على التراث والجوانب البيئية والجمالية لأن هناك قصوراً واضحاً في نشر التوعية بأهمية السياحة والحفاظ على الموروث الشعبي بالرغم من الدور الطيب الذي تبذله السلطة المحلية في تعزيز جوانب البنية الثقافية باعتبارها تشكل مصدراً مهماً من مصادر الجذب السياحي.
وأضاف: "من الرقصات الشعبية المعروفة في المهرة "الكبارة" وهي اللعبة الأكثر شعبية في سيحوت توارثها أهل المنطقة وتقام في رابع أيام عيد الأضحى تشمل رقصات شعبية جميلة وقصائد وكلما اقترب العيد يزداد الحديث عنها وهي تراث أصيل وعادات وتقاليد فلكلورية قديمة توارثها الأبناء عن الأجداد
تقرير : متحف الغيضة .. وكنوز مهرية تصارع الاندثار
متحف الغيضة ..
والمخاض العسير للحفاظ ما تبقى من كنوز تاريخية مهرية لا تقدر بثمن
التقرير / عمر علمي نيمر
متحف الغيضة .. التأسيس
لم يكن في بلاد المهرة قديما متاحف او دور لتوثيق وحفظ المقتنيات وما تركه الأجداد ، ولكن كان التوثيق وحفظ يتم عند الأسر والبيوتات المعروفة ، ناهيك عن وثائق المراسلات بين السلطنات ، والتي كانت يتم حفظها عادة عند اسرة معينة .
تأسس متحف الغيضة في عام 1987م ، ويتكون المتحف من أربعة أجنحة وهي :
1- الجناح السياسي والتاريخي لسلطنة المهرة ويتضمن أيضا وثائق خاصة بالاستقلال عام 1967م.
2- جناح التاريخ البحري ، يتضمن آثار ومقتنيات الخاصة بالتراث البحري التاريخي للمحافظة ، فالمهرة اشتهر منهم بحارة وملاحيين خلدوا أعمالهم في أمهات الكتب أمثال سليمان بن أحمد المهري ، البحار والفلكي الذائع الصيت ، والذي لقب بمعلب البحر لغزارة علمه وتمكنه في هذا المجال ، وغيرهم .
3- الجناح الثالث يحتوي على الموروث الشعبي من العادات والتقاليد .
4- الجناح الرابع يتضمن الآثار والعصر والحجري ورسومات ومخربشات ونقوش جدارية.
متحف الغيضة .. والتعاون المفقود
تشتهر المتاحف محليا وعالميا من خلال أنشطتها المتعددة ، وتعاونها مع المتاحف والمراكز الأخرى ، ومتحف الغيضة يكاد ينعدم عنده ذلك الأمر ، فليس هناك تعاون مع المراكز والمتاحف الأخرى ، ولم نسمع طلية العشر السنوات الأخيرة - وربما أكثر - أن المتحف له مجالات تعاون وتنسيق علمي مع المراكز والمتاحف الأخرى في أي مجال أكان نشاط توثيقي او حتى تدريب موظفي المتحف في أفضل الوسائل والطرق لحفظ المقتنيات الأثرية ، وترتيبها وتنسيقها وترميمها والبحث عنها .
المتحف واهمال السلطة
قد يتقبل أحدنا أن الدولة في المركز لا تهتم بالمتاحف وبالأثار ، ولكن أن نرى عدم اهتمام متحف الغيضة من قبل السلطة وهم المعنيين بهذا الأمر فهذا الذي لا يتقبله العقل ، هل يعقل أن تهمل تاريخ أمة من قبل أبناءها ، ولماذا الاهتمام على أمور ثانوية وترك الهوية والتاريخ في مهب الريح .
للأسف لا نرى تكاتف الجميع من السلطة والشيوخ والاعيان والمثقفين في الاهتمام بتاريخ المهرة وبأثارها من خلال حفظ المقتنيات ، ورصد الاثار وتدريب الباحثين والمهتمين والعاملين في مجال المتاحف والتوثيق ، ناهيك عن الكتابة والتدوين عن ما في اليد ، وطباعة الكتب ، ومشاركة المهرجانات لتسويق الحضارة الضارية في القدم .
الموروث الشعبي والتوثيق
محافظة المهرة تزدخر بالموروث الشعبي والعادات والتقاليد ، كالألعاب والاهازيج والرقصات الشعبية المتنوعة التي تصور حياة الانسان المهري في حقب تاريخيه مختلفة ، الا أنه لم يتم جمع المقتنيات وكل ما يتعلق بالموروث الشعبي ، ولم يخصص لهذا الأمر أي ميزانية ، فالكثير من البيوتات والمواطنين ما زال بحوزتهم الحلي والملبوسات والاواني ، وكان يجب على السلطة تخصيص ميزانية لشرائها وحفظها وتوثيقها قبل أن تندثر وتعرف الحياة العصرية طريقها في حياة الناس ، فتتبع الموضة والأفكار الدخيلة خطر يهدد كل موروث شعبي ما لم يتم كتابته وتدوينه قبل فوات الأوان .
الباحثين الأوربيين أكثر اهتماما من المهرة
عند الحديث عن التاريخ المعاصر لبلاد المهرة يظهر على السطح الاهتمام الكبير من قبل المستشرقين والباحثيين الأوربيين ، كالروس والفرنسيين والبريطانيين والألمان ، واهتمامهم بدأ منذ عام 1987م ، يرسلون البعثات العلمية تلو والأخرى ، مثل البعثة العلمية الفرنسية برئاسة مير كلود سيمون من جامعة السوربون ، كذلك الخدمات العلمية والمعلومات اللغوية والتاريخية والاثرية للباحث الروسي فيتالي ناوماكين عن تاريخ المهرة وسقطرى ، ولا ننسى الباحث الأمريكي سام ليبهابر في مجال الشعر المهري .
كل ذلك الاهتمام الأوروبي المشرق يقابله جفوة وقسوة وانكار من قبل أبناء هذا التاريخ والحضارة العريقة ، فالمهرة لا يلقون بالا بما حباهم الله ، وانعمه عليهم ، وخصه دون غيرهم من الشعوب ، والأجدر أن نجد اهتمام وحب وعشق لما تركه الأجداد ، فلا فائدة من التغني بها وسرد تاريخ أهمل ولم يجد من ينتشله من الواقع المؤلم .
كنوز مهملة لا تقدر بثمن
يتساءل البعض ، ما هي محتويات متحف الغيضة ، لا يعلم الكثيرون من أبناء المهرة مقتنيات المتحف وما يحتويه من كنوز لا تقدر بثمن ، فالمتحف فيه مسكوكات ونقود يمنية قديمة ، ناهيك عن ريالات " ماريا تريزا " وهي عملة نمساوية كان يتعامل بها في سلطنة المهرة ، كما يوجد في المتحف الرسومات والصور الفوتوغرافية القديمة والخاصة بتاريخ المهرة ، ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مهرة بن حيدان ، أيضا في المتحف جوازات سفر للسلطنة المهرية ، واختام وطوابع بريدية ، واواني .
مواقع أثرية
نشرت 14 أكتوبر في عام 2006م خبرا يفيد اكتشاف 240 موقعا اثرياً تعود الى العصر الحجري والعصر الاسلامي حيث وجدت تجمعات سكنية قديمة ومقابر في شيرق احد ال
متحف الغيضة ..
والمخاض العسير للحفاظ ما تبقى من كنوز تاريخية مهرية لا تقدر بثمن
التقرير / عمر علمي نيمر
متحف الغيضة .. التأسيس
لم يكن في بلاد المهرة قديما متاحف او دور لتوثيق وحفظ المقتنيات وما تركه الأجداد ، ولكن كان التوثيق وحفظ يتم عند الأسر والبيوتات المعروفة ، ناهيك عن وثائق المراسلات بين السلطنات ، والتي كانت يتم حفظها عادة عند اسرة معينة .
تأسس متحف الغيضة في عام 1987م ، ويتكون المتحف من أربعة أجنحة وهي :
1- الجناح السياسي والتاريخي لسلطنة المهرة ويتضمن أيضا وثائق خاصة بالاستقلال عام 1967م.
2- جناح التاريخ البحري ، يتضمن آثار ومقتنيات الخاصة بالتراث البحري التاريخي للمحافظة ، فالمهرة اشتهر منهم بحارة وملاحيين خلدوا أعمالهم في أمهات الكتب أمثال سليمان بن أحمد المهري ، البحار والفلكي الذائع الصيت ، والذي لقب بمعلب البحر لغزارة علمه وتمكنه في هذا المجال ، وغيرهم .
3- الجناح الثالث يحتوي على الموروث الشعبي من العادات والتقاليد .
4- الجناح الرابع يتضمن الآثار والعصر والحجري ورسومات ومخربشات ونقوش جدارية.
متحف الغيضة .. والتعاون المفقود
تشتهر المتاحف محليا وعالميا من خلال أنشطتها المتعددة ، وتعاونها مع المتاحف والمراكز الأخرى ، ومتحف الغيضة يكاد ينعدم عنده ذلك الأمر ، فليس هناك تعاون مع المراكز والمتاحف الأخرى ، ولم نسمع طلية العشر السنوات الأخيرة - وربما أكثر - أن المتحف له مجالات تعاون وتنسيق علمي مع المراكز والمتاحف الأخرى في أي مجال أكان نشاط توثيقي او حتى تدريب موظفي المتحف في أفضل الوسائل والطرق لحفظ المقتنيات الأثرية ، وترتيبها وتنسيقها وترميمها والبحث عنها .
المتحف واهمال السلطة
قد يتقبل أحدنا أن الدولة في المركز لا تهتم بالمتاحف وبالأثار ، ولكن أن نرى عدم اهتمام متحف الغيضة من قبل السلطة وهم المعنيين بهذا الأمر فهذا الذي لا يتقبله العقل ، هل يعقل أن تهمل تاريخ أمة من قبل أبناءها ، ولماذا الاهتمام على أمور ثانوية وترك الهوية والتاريخ في مهب الريح .
للأسف لا نرى تكاتف الجميع من السلطة والشيوخ والاعيان والمثقفين في الاهتمام بتاريخ المهرة وبأثارها من خلال حفظ المقتنيات ، ورصد الاثار وتدريب الباحثين والمهتمين والعاملين في مجال المتاحف والتوثيق ، ناهيك عن الكتابة والتدوين عن ما في اليد ، وطباعة الكتب ، ومشاركة المهرجانات لتسويق الحضارة الضارية في القدم .
الموروث الشعبي والتوثيق
محافظة المهرة تزدخر بالموروث الشعبي والعادات والتقاليد ، كالألعاب والاهازيج والرقصات الشعبية المتنوعة التي تصور حياة الانسان المهري في حقب تاريخيه مختلفة ، الا أنه لم يتم جمع المقتنيات وكل ما يتعلق بالموروث الشعبي ، ولم يخصص لهذا الأمر أي ميزانية ، فالكثير من البيوتات والمواطنين ما زال بحوزتهم الحلي والملبوسات والاواني ، وكان يجب على السلطة تخصيص ميزانية لشرائها وحفظها وتوثيقها قبل أن تندثر وتعرف الحياة العصرية طريقها في حياة الناس ، فتتبع الموضة والأفكار الدخيلة خطر يهدد كل موروث شعبي ما لم يتم كتابته وتدوينه قبل فوات الأوان .
الباحثين الأوربيين أكثر اهتماما من المهرة
عند الحديث عن التاريخ المعاصر لبلاد المهرة يظهر على السطح الاهتمام الكبير من قبل المستشرقين والباحثيين الأوربيين ، كالروس والفرنسيين والبريطانيين والألمان ، واهتمامهم بدأ منذ عام 1987م ، يرسلون البعثات العلمية تلو والأخرى ، مثل البعثة العلمية الفرنسية برئاسة مير كلود سيمون من جامعة السوربون ، كذلك الخدمات العلمية والمعلومات اللغوية والتاريخية والاثرية للباحث الروسي فيتالي ناوماكين عن تاريخ المهرة وسقطرى ، ولا ننسى الباحث الأمريكي سام ليبهابر في مجال الشعر المهري .
كل ذلك الاهتمام الأوروبي المشرق يقابله جفوة وقسوة وانكار من قبل أبناء هذا التاريخ والحضارة العريقة ، فالمهرة لا يلقون بالا بما حباهم الله ، وانعمه عليهم ، وخصه دون غيرهم من الشعوب ، والأجدر أن نجد اهتمام وحب وعشق لما تركه الأجداد ، فلا فائدة من التغني بها وسرد تاريخ أهمل ولم يجد من ينتشله من الواقع المؤلم .
كنوز مهملة لا تقدر بثمن
يتساءل البعض ، ما هي محتويات متحف الغيضة ، لا يعلم الكثيرون من أبناء المهرة مقتنيات المتحف وما يحتويه من كنوز لا تقدر بثمن ، فالمتحف فيه مسكوكات ونقود يمنية قديمة ، ناهيك عن ريالات " ماريا تريزا " وهي عملة نمساوية كان يتعامل بها في سلطنة المهرة ، كما يوجد في المتحف الرسومات والصور الفوتوغرافية القديمة والخاصة بتاريخ المهرة ، ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مهرة بن حيدان ، أيضا في المتحف جوازات سفر للسلطنة المهرية ، واختام وطوابع بريدية ، واواني .
مواقع أثرية
نشرت 14 أكتوبر في عام 2006م خبرا يفيد اكتشاف 240 موقعا اثرياً تعود الى العصر الحجري والعصر الاسلامي حيث وجدت تجمعات سكنية قديمة ومقابر في شيرق احد ال
مواقع الاثرية كما اكتشف طريق تجاري قديم لبيع اللبان والبخور يؤدي الى مدينة صنعاء القديمة طريق اخر يؤدي الى الشام كما وجدت بعض النقوش الاثرية والاواني المعدنية التي عليها نقوش تمثل تلك العصور القديمة اضافة الى فنون العمارة اليمنية القديمة التي تعود الى ثلاثة آلاف عام كما وجدت في هذه المواقع المكتبات القديمة التي تحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات القديمة كما اكتشفت البعثة في مطلع هذا العام 2006م آثاراً من عصر الدولة الاسلامية زخرفة العمارة والبناء بالرخام الابيض والاهتمام بالتشكيلات والتكوينات الزخرفية " .
فمحافظة المهرة غنية بالأثار التاريخية ، والمعالم الأثرية الكبيرة والمنتشرة في جميع مديريات المحافظة ، مثل منطقة " عرقيب " التي عثر عليها مواقع تعود الى العصر البرونزي في مناطق قديفوت ، وكذلك المساجد السبعة التي تعود للقرن الخامس والسابع الهجري ، وكدمة يروب ، ومستوطنة حبروت ، وقصر السلطنة العفرارية ، وحصن خيبل ، وحصن دوحل ، والمجلس القبلي بالغيضة ، وميناء خلفوت التاريخي ، وقلعة البحراني في حصوين ، وحصن بيت جيدح في قشن ، وحصن بيت مسمار ، وحصن الكافر بالمسيلة ، وموقع حيرج بسيحوت ، ومزار الشيخ الجوهري ، الا ان الإهمال والجمود الثقافي الفظيع يسيطر على هذه الأرض الطيبة ، فالجهات المعنية والسلطة المحلية والمثقفين والباحثين والاكاديميين يضلون في صمت وكأن الأمر لا يعنيهم .
جهود فردية
لم تخلو المهرة من عشاق للتاريخ والثقافة ، همهم الوحيد الحفاظ على الموروثات الأجداد وتسويق التاريخ والحضارة بأجمل الصور حتى وان لم يتلقوا الدعم من سلطة او حكومة ، منهم الباحث سالم ليحمر القميري الذي عمل دون كلل وملل ، فأسس بيت الموروث الشعبي ، يجمع بين ثناياه تركة عظيمة من مراحل تاريخيه قديمة ، حيث قسم الى اقسام ، جناح خاص بالمعروضات التاريخية ، وجناح للتاريخ البحري ، وهذا الجهد الفردي لم يكن حكرا عليه ، وانما هناك أسماء أخرى اسسوا متاحف صغيرة في بيوتهم ، يجمعون ما تقع على ايهم .
من يحمي المواقع والمعالم الاثرية
في مقابلة خاصة أجرته صحيفة 26 سبتمبر مع الأخ عبد الحافظ سالم الحوثري مدير عام مكتب الهيئة والاثار والمتاحف في المهرة سابقا قال : من المشاكل والمعضلات التي تواجه نشاط ومهام عملنا , وفي محافظة المهرة يوجد أكثر من 90 موقعاً أثرياً وتاريخياً منتشرة في انحاء مديريات المحافظة لا نستطيع حمايتها بسبب عدم توفر حراس لهذه المواقع فهي تتعرض إلى النبش والتخريب وأيضا عدم وجود عقوبة رادعة تحد من هذه الجرائم التي تتعرض لها الهوية التاريخية للإنسان اليمني ، و من أبرز هذه المعالم التاريخية قصر السلطنة العفرارية وحصن خيبل والمساجد السبعة بحصوين وهناك معالم ومواقع أثرية تعرضت للاعتداء من قبل أشخاص منها المجلس القبلي بالغيضة وحصن الكافر بالمسيلة وموقع حيرج بسيحوت " أ . هـ .
لم يكفي هذه المواقع والمعالم الأثرية الإهمال من قبل السلطة ، حتى يجد التخريب طريقه الى تلك الكنوز التي لا تقدر بثمن ، علما أن حمايتها لا تقع على عاتق السلطة فقط وانما كل أبناء المهرة
فمحافظة المهرة غنية بالأثار التاريخية ، والمعالم الأثرية الكبيرة والمنتشرة في جميع مديريات المحافظة ، مثل منطقة " عرقيب " التي عثر عليها مواقع تعود الى العصر البرونزي في مناطق قديفوت ، وكذلك المساجد السبعة التي تعود للقرن الخامس والسابع الهجري ، وكدمة يروب ، ومستوطنة حبروت ، وقصر السلطنة العفرارية ، وحصن خيبل ، وحصن دوحل ، والمجلس القبلي بالغيضة ، وميناء خلفوت التاريخي ، وقلعة البحراني في حصوين ، وحصن بيت جيدح في قشن ، وحصن بيت مسمار ، وحصن الكافر بالمسيلة ، وموقع حيرج بسيحوت ، ومزار الشيخ الجوهري ، الا ان الإهمال والجمود الثقافي الفظيع يسيطر على هذه الأرض الطيبة ، فالجهات المعنية والسلطة المحلية والمثقفين والباحثين والاكاديميين يضلون في صمت وكأن الأمر لا يعنيهم .
جهود فردية
لم تخلو المهرة من عشاق للتاريخ والثقافة ، همهم الوحيد الحفاظ على الموروثات الأجداد وتسويق التاريخ والحضارة بأجمل الصور حتى وان لم يتلقوا الدعم من سلطة او حكومة ، منهم الباحث سالم ليحمر القميري الذي عمل دون كلل وملل ، فأسس بيت الموروث الشعبي ، يجمع بين ثناياه تركة عظيمة من مراحل تاريخيه قديمة ، حيث قسم الى اقسام ، جناح خاص بالمعروضات التاريخية ، وجناح للتاريخ البحري ، وهذا الجهد الفردي لم يكن حكرا عليه ، وانما هناك أسماء أخرى اسسوا متاحف صغيرة في بيوتهم ، يجمعون ما تقع على ايهم .
من يحمي المواقع والمعالم الاثرية
في مقابلة خاصة أجرته صحيفة 26 سبتمبر مع الأخ عبد الحافظ سالم الحوثري مدير عام مكتب الهيئة والاثار والمتاحف في المهرة سابقا قال : من المشاكل والمعضلات التي تواجه نشاط ومهام عملنا , وفي محافظة المهرة يوجد أكثر من 90 موقعاً أثرياً وتاريخياً منتشرة في انحاء مديريات المحافظة لا نستطيع حمايتها بسبب عدم توفر حراس لهذه المواقع فهي تتعرض إلى النبش والتخريب وأيضا عدم وجود عقوبة رادعة تحد من هذه الجرائم التي تتعرض لها الهوية التاريخية للإنسان اليمني ، و من أبرز هذه المعالم التاريخية قصر السلطنة العفرارية وحصن خيبل والمساجد السبعة بحصوين وهناك معالم ومواقع أثرية تعرضت للاعتداء من قبل أشخاص منها المجلس القبلي بالغيضة وحصن الكافر بالمسيلة وموقع حيرج بسيحوت " أ . هـ .
لم يكفي هذه المواقع والمعالم الأثرية الإهمال من قبل السلطة ، حتى يجد التخريب طريقه الى تلك الكنوز التي لا تقدر بثمن ، علما أن حمايتها لا تقع على عاتق السلطة فقط وانما كل أبناء المهرة
الصحابي زهير بن قرضم المهري المرباطي الذي سنتناول ملامحَ من تاريخه من خلال استقراء عدد من الدراسات التي تناولت شخصيته وتاريخ ظهوره، ولقائه بالرسول الكريم، والإشارات التي أوردتها لتأكيد وجوده التاريخي.
نسبه وعلاقته بمرباط
بحسب الباحث سعيد بن خالد العمري عند تناوله لمكانة مرباط التاريخية فإن زهير كما ورد في طبقات ابن سعد هو زهير بن قرضم بن العجيل بن يقلل من بني قمومي بن العيدي من مهرة، خرج من بلاد الشحر – ظفار- وافدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأكرمه وفرش له رداءه لبعد بلاده، وكتب له كتابا إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، ومن المرجح أن زهيرا دُفن بمرباط، حيث ورد في بعض المخطوطات القديمة مثل الدر والياقوت في معرفة بيوتات عرب المهجر وحضرموت لابن جندان أن ذريته كانت في مرباط وظفار، كما أنه – بحسب الباحث العمري- لا يوجد قبرٌ اشتهر بهذا الاسم إلا الذي في مرباط والمعروف بضريح زهير.
كما يشير الباحث العمري إلى رواية المرزوقي في كتابة الأزمنة والأمكنة عند حديثه عن سوق الشحر أن “بنو يقلل من مهرة تخفر هذا السوق”، وبنو يقلل منهم زهير بن قرضم المذكور، وسوق الشحر كما ذكر المرزوقي وغيره كانت تقام تحت الجبل الذي به قبر النبي هود، وأهم السلع التي تباع به اللبان، ويدحض الباحث الرواية التي تقول بأن سوق الشحر هو سوق مدينة الشحر بحضرموت؛ ذلك أن مدينة الشحر ظهرت بعد القرن السادس الهجري وكانت قبل ذلك تُعرف بالأسعاء.
ويرجح الباحث أن سوق الشحر عند المرزوقي هو سوق حاسك لأنها من موانئ اللبان القديمة وذكرت عند بطليموس وصاحب كتاب الطواف حول البحر الأرتيري، ويقع عندها وبالتحديد عند رأس نوس قبر النبي صالح بن هود الذي يعتقد الباحث أنه المقصود هنا وليس قبر النبي هود الذي يقع شمال حضرموت على تخوم الربع الخالي في موقع صعب الوصول إليه.
وفي بحثٍ بعنوان ” الحياة الفكرية والعلمية لولاية مرباط” يضيف الباحث عمر بن عبد الله محروس الصيعري إلى رواية ابن سعد في طبقاته مصادر أخرى أشارت إلى قول ابن سعد مثل أسد الغابة لابن الأثير، والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، والوافي بالوفيات للصفدي.
أدلة مهمة على وجود قبره بمرباط
يورد الباحث الصيعري ثلاثة أدلة يمكن الاستئناس بها في كون ضريح زهير الموجود في مرباط هو للصحابي الجليل زهير بن قرضم بن العجيل المهري وهي: ما ذكره أصحاب التراجم الذين تمت الإشارة إليهم من أن زهير وفد على النبي من بلاد الشحر التي هي تمتد من عمان إلى اليمن ولا يعرف على طول بلاد الشحر ضريح أو قبر قديم يحمل اسم زهير سوى الموجود في مرباط، وثانيًا ما ذكره ابن جندان في مخطوطه الدر والياقوت الذي تمت الإشارة إليه “من وجود أناس من ذرية زهير بن قرضم في مرباط وظفار يحملون اسم باقرضم وبانزار”، وثالثًا ما جاء في دليل أعلام عمان من ذكر زهير بن قرضم وأنه من أهل مرباط، وهذه الإشارات تقوي فرضية نسب قبر أو ضريح زهير في مرباط إلى الصحابي زهير بن قرضم بن العجيل المهري الوافد على الرسول صلى الله عليه وسلم.
موقع الضريح
يقع ضريح زهير بن قرضم كما ورد في دراسة محمد الشحري عن المعالم الأثرية في ولاية مرباط في طرف المدينة على تلّة سميت باسم رأس زهير، وكان الضريح عبارة عن بناء من الحجر والطين، ثم أعيد ترميمه، وكانت الناس تقصده لتقديم النذور والصدقات، وكانت العادة المتّبعة عند الخروج من الضريح هي رجوع الزائر للخلف ولا يولي ظهره للقبر بعد الزيارة.
المراجع
1- الشحري، محمد بن مستهيل. المعالم الأثرية لولاية مرباط، ورقة عمل ضمن أعمال ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.
2- العمري، سعيد بن خالد. المكانة التاريخية لولاية مرباط، ورقة عمل ضمن أعمال ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.
3- محروس، عمر بن عبد الله. الحياة الفكرية والعلمية لولاية مرباط، ورقة عمل ضمن أعمال ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.
نسبه وعلاقته بمرباط
بحسب الباحث سعيد بن خالد العمري عند تناوله لمكانة مرباط التاريخية فإن زهير كما ورد في طبقات ابن سعد هو زهير بن قرضم بن العجيل بن يقلل من بني قمومي بن العيدي من مهرة، خرج من بلاد الشحر – ظفار- وافدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأكرمه وفرش له رداءه لبعد بلاده، وكتب له كتابا إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، ومن المرجح أن زهيرا دُفن بمرباط، حيث ورد في بعض المخطوطات القديمة مثل الدر والياقوت في معرفة بيوتات عرب المهجر وحضرموت لابن جندان أن ذريته كانت في مرباط وظفار، كما أنه – بحسب الباحث العمري- لا يوجد قبرٌ اشتهر بهذا الاسم إلا الذي في مرباط والمعروف بضريح زهير.
كما يشير الباحث العمري إلى رواية المرزوقي في كتابة الأزمنة والأمكنة عند حديثه عن سوق الشحر أن “بنو يقلل من مهرة تخفر هذا السوق”، وبنو يقلل منهم زهير بن قرضم المذكور، وسوق الشحر كما ذكر المرزوقي وغيره كانت تقام تحت الجبل الذي به قبر النبي هود، وأهم السلع التي تباع به اللبان، ويدحض الباحث الرواية التي تقول بأن سوق الشحر هو سوق مدينة الشحر بحضرموت؛ ذلك أن مدينة الشحر ظهرت بعد القرن السادس الهجري وكانت قبل ذلك تُعرف بالأسعاء.
ويرجح الباحث أن سوق الشحر عند المرزوقي هو سوق حاسك لأنها من موانئ اللبان القديمة وذكرت عند بطليموس وصاحب كتاب الطواف حول البحر الأرتيري، ويقع عندها وبالتحديد عند رأس نوس قبر النبي صالح بن هود الذي يعتقد الباحث أنه المقصود هنا وليس قبر النبي هود الذي يقع شمال حضرموت على تخوم الربع الخالي في موقع صعب الوصول إليه.
وفي بحثٍ بعنوان ” الحياة الفكرية والعلمية لولاية مرباط” يضيف الباحث عمر بن عبد الله محروس الصيعري إلى رواية ابن سعد في طبقاته مصادر أخرى أشارت إلى قول ابن سعد مثل أسد الغابة لابن الأثير، والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، والوافي بالوفيات للصفدي.
أدلة مهمة على وجود قبره بمرباط
يورد الباحث الصيعري ثلاثة أدلة يمكن الاستئناس بها في كون ضريح زهير الموجود في مرباط هو للصحابي الجليل زهير بن قرضم بن العجيل المهري وهي: ما ذكره أصحاب التراجم الذين تمت الإشارة إليهم من أن زهير وفد على النبي من بلاد الشحر التي هي تمتد من عمان إلى اليمن ولا يعرف على طول بلاد الشحر ضريح أو قبر قديم يحمل اسم زهير سوى الموجود في مرباط، وثانيًا ما ذكره ابن جندان في مخطوطه الدر والياقوت الذي تمت الإشارة إليه “من وجود أناس من ذرية زهير بن قرضم في مرباط وظفار يحملون اسم باقرضم وبانزار”، وثالثًا ما جاء في دليل أعلام عمان من ذكر زهير بن قرضم وأنه من أهل مرباط، وهذه الإشارات تقوي فرضية نسب قبر أو ضريح زهير في مرباط إلى الصحابي زهير بن قرضم بن العجيل المهري الوافد على الرسول صلى الله عليه وسلم.
موقع الضريح
يقع ضريح زهير بن قرضم كما ورد في دراسة محمد الشحري عن المعالم الأثرية في ولاية مرباط في طرف المدينة على تلّة سميت باسم رأس زهير، وكان الضريح عبارة عن بناء من الحجر والطين، ثم أعيد ترميمه، وكانت الناس تقصده لتقديم النذور والصدقات، وكانت العادة المتّبعة عند الخروج من الضريح هي رجوع الزائر للخلف ولا يولي ظهره للقبر بعد الزيارة.
المراجع
1- الشحري، محمد بن مستهيل. المعالم الأثرية لولاية مرباط، ورقة عمل ضمن أعمال ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.
2- العمري، سعيد بن خالد. المكانة التاريخية لولاية مرباط، ورقة عمل ضمن أعمال ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.
3- محروس، عمر بن عبد الله. الحياة الفكرية والعلمية لولاية مرباط، ورقة عمل ضمن أعمال ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.