لى الحديدة وكان فيها سيف الإسلام محمد البدر نائباً للإمام ..وما إن وصل عامل الدريهمي الحديدة وأطلع محمد البدر على ما حدث، سارع إلى التجهيز وخرج إلى منطقة خارج الحديدة اسمها قضبة، وبينما كانت الأخبار تتوارد عن خروج الجيش وعلى رأسه سيف الإسلام محمد البدر وعامل الدريهمي كانت هناك في الطرف الآخر القبائل تتجمع تحت قيادة الشيخ أحمد الفتيني الذي كان يعد العدة لمهاجمة الجيش الذي كان قد وصل إلى قضبة وكانت بداية التجمع من قبيلة الجحبة والزرانيق وقد كانوا في الدريهمي وتحركوا إلى قضبة وهاجموا الجيش وقتلوا قائده والعامل وأسروا عدداً كبيراً من الباقين فلم يعد إلى الحديدة إلا من نجي بنفسه وبعد هذا النصر، تواردت القبائل من الدريهمي إلى الحسينية وأجمعت أن تكون تحت قيادة الشيخ أحمد الفتيني) .
ورواية تهامية أخرى ذكرها آخر:- (جهز الأمير محمد جيشاً ومعه الأمير السيد هاشم لقصد الاستيلاء على قبيلة الجحبى وأهالي الدريهمي المجاورين لقرية الطائف فما كان من قبيلة الجحبى إلا قام شيخها عمر بن أحمد زيد هو وأولاده فأطلقوا النار على الحصن الذي فيه السيد هاشم وجيشه في الدريهمي وفعلاً حاصروا السيد هاشم وجيشه هناك فقام مناصب الدريهمي بني المقبول وجمع من السادة أهالي الدريهمي إلى قبيلة الجحبى وتوّسطوا في خروج السيد هاشم وجيشه من الحصار وتهدأ الفتنة فرضي الجحبى وفكوّا الحصار وخرج السيد هاشم وجيشه ومعهم السادة محافظين إلى الحديدة وهدأت الفتنة، لم تهدأ بال للأمير محمد بن يحيى حميد الدين لما عملت قبيلتي الجحبى والزرانيق بالسيد هاشم فجمع جيشاً كثيفاً من الجنود والقبائل المجاورة لشمال الحديدة وشرقها وكان قائد الجنود السيد هاشم السالف ذكره وقائد القحرى الشيخ إسماعيل البغوي وقائد قبيلة الخضاريه الشيخ حسن عبد الله خضري من قضاء باجل وقائد قبيلة العبسية الشيخ سليمان سالم ومعه قبائل من صليل وغيرها وجاؤا جميعاً إلى قرية قضبة على الساحل من بلاد المنافرة قبيلة من الدريهمي غرباً فهجمت عليهم قبيلتي الزرانيق الجحبى في ذلك المحل صباحاً واشتد القتال فقتل السيد هاشم القائد وقتل الشيخ حسن عبد الله الخضري وجرح الشيخ إسماعيل البغوي جروحاً بالغة وأخذ أسيراً يراد به الطايف فمات في أثناء الطريق ودفن في الدريهمي كما أسر الشيخ سليمان سالم وقتل عدد كثير من الجيش) .
أيدّ شاهد معاصر سير الرواية السابقة فقال:(وفي سنة 1346هـ / 1927م أمر السيف محمد بتقدم السيد هاشم وبمعيته جيش كبير من الحديدة والشيخ البغوي والشيخ سليمان سالم مع قبائلهم المسلحين ليملكوا الدريهمي، فعلمت بذلك الزرانيق والجحبة والمساعيد وغيرهم، فتصدوا للجيش في قضبة ووقعت معارك كبيرة بين الطرفين وقتلى وأسر الشيخ البغوي وقتل، وأسر الشيخ سليمان سالم ورجع بقية الجيش إلى الحديدة) ، وفي رواية أخرى لمشارك في هذه الموقعة يقول:-(وتقدمت قبائل الزرانيق وقبيلة الجحبة وقبيلة المساعيد ودارت المعركة وأقامت الحرب أوزارها بقتال مرير وأخرج الجيش من الدريهمي وقضبة وقتل قائد الجيش والشيخ البغوي..وقتل معه من الجيش أكثر من أربعمائة قتيل غير المحاشيم – الجرحى - واسر الشيخ سليمان سالم العبسي وأخذوه أسيراً إلى الشيخ أحمد فتيني جنيد الزرنوقي وأطلقه بعد ثلاثة أيام وتم عودته إلى الجيش ورحل مع أولاده - أي أتباعه - إلى أهله وبلده وقتل من الزرانيق الجحبة والمساعيد على ما يزيد على مائة قتيل غير المحاشيم ) ، فمن النصوص يتضح ما يلي:-
- أن موقعة قضبة أو ما يسميه أبناء تهامة بيوم قضبة تبعاً لتسميات القبائل العربية للمعارك حدثت خارج الدريهمي وكانت لها أسبابها والتي أدت إلى هزيمة القوات الإمامية ومقتل قادتها.
- إتحاد قبائل تهامة ورفع معنوياتها والاتجاه إلى تحرير الحديدة كما يتضح من سياق الأحداث اللاحقة وقطع أمل الإمام في وقوف الشيخ أحمد فتيني لصفه رغم الإغراءات.
- تأكد النظام الإمامي أن مشايخ تهامة المنضمين تحت لواء القوات الإمامية كانوا هم السبب الرئيسي في الهزيمة على يد القوى التهامية ووجود تنسيق متكامل بين هذه القبائل والقوى كما صرح بذلك نزيه مؤيد العظم، فعندما ذكر الشيخ إسماعيل البغوي فقال عنه:- (وقد انقض الشيخ إسماعيل البغوي على جيش الإمام يوم ثورة الزرانيق وانضم مع عشيرته إليهم ففتك رجال الإمام بعشيرته وقتلوه شر قتله لخيانته وغدره) ، فمقتل البغوي كان بيد القوات الإمامية وهذا ما يؤكده المشاركون والمعمرون من أبناء تهامة .
د. عبدالودود مقشر
ورواية تهامية أخرى ذكرها آخر:- (جهز الأمير محمد جيشاً ومعه الأمير السيد هاشم لقصد الاستيلاء على قبيلة الجحبى وأهالي الدريهمي المجاورين لقرية الطائف فما كان من قبيلة الجحبى إلا قام شيخها عمر بن أحمد زيد هو وأولاده فأطلقوا النار على الحصن الذي فيه السيد هاشم وجيشه في الدريهمي وفعلاً حاصروا السيد هاشم وجيشه هناك فقام مناصب الدريهمي بني المقبول وجمع من السادة أهالي الدريهمي إلى قبيلة الجحبى وتوّسطوا في خروج السيد هاشم وجيشه من الحصار وتهدأ الفتنة فرضي الجحبى وفكوّا الحصار وخرج السيد هاشم وجيشه ومعهم السادة محافظين إلى الحديدة وهدأت الفتنة، لم تهدأ بال للأمير محمد بن يحيى حميد الدين لما عملت قبيلتي الجحبى والزرانيق بالسيد هاشم فجمع جيشاً كثيفاً من الجنود والقبائل المجاورة لشمال الحديدة وشرقها وكان قائد الجنود السيد هاشم السالف ذكره وقائد القحرى الشيخ إسماعيل البغوي وقائد قبيلة الخضاريه الشيخ حسن عبد الله خضري من قضاء باجل وقائد قبيلة العبسية الشيخ سليمان سالم ومعه قبائل من صليل وغيرها وجاؤا جميعاً إلى قرية قضبة على الساحل من بلاد المنافرة قبيلة من الدريهمي غرباً فهجمت عليهم قبيلتي الزرانيق الجحبى في ذلك المحل صباحاً واشتد القتال فقتل السيد هاشم القائد وقتل الشيخ حسن عبد الله الخضري وجرح الشيخ إسماعيل البغوي جروحاً بالغة وأخذ أسيراً يراد به الطايف فمات في أثناء الطريق ودفن في الدريهمي كما أسر الشيخ سليمان سالم وقتل عدد كثير من الجيش) .
أيدّ شاهد معاصر سير الرواية السابقة فقال:(وفي سنة 1346هـ / 1927م أمر السيف محمد بتقدم السيد هاشم وبمعيته جيش كبير من الحديدة والشيخ البغوي والشيخ سليمان سالم مع قبائلهم المسلحين ليملكوا الدريهمي، فعلمت بذلك الزرانيق والجحبة والمساعيد وغيرهم، فتصدوا للجيش في قضبة ووقعت معارك كبيرة بين الطرفين وقتلى وأسر الشيخ البغوي وقتل، وأسر الشيخ سليمان سالم ورجع بقية الجيش إلى الحديدة) ، وفي رواية أخرى لمشارك في هذه الموقعة يقول:-(وتقدمت قبائل الزرانيق وقبيلة الجحبة وقبيلة المساعيد ودارت المعركة وأقامت الحرب أوزارها بقتال مرير وأخرج الجيش من الدريهمي وقضبة وقتل قائد الجيش والشيخ البغوي..وقتل معه من الجيش أكثر من أربعمائة قتيل غير المحاشيم – الجرحى - واسر الشيخ سليمان سالم العبسي وأخذوه أسيراً إلى الشيخ أحمد فتيني جنيد الزرنوقي وأطلقه بعد ثلاثة أيام وتم عودته إلى الجيش ورحل مع أولاده - أي أتباعه - إلى أهله وبلده وقتل من الزرانيق الجحبة والمساعيد على ما يزيد على مائة قتيل غير المحاشيم ) ، فمن النصوص يتضح ما يلي:-
- أن موقعة قضبة أو ما يسميه أبناء تهامة بيوم قضبة تبعاً لتسميات القبائل العربية للمعارك حدثت خارج الدريهمي وكانت لها أسبابها والتي أدت إلى هزيمة القوات الإمامية ومقتل قادتها.
- إتحاد قبائل تهامة ورفع معنوياتها والاتجاه إلى تحرير الحديدة كما يتضح من سياق الأحداث اللاحقة وقطع أمل الإمام في وقوف الشيخ أحمد فتيني لصفه رغم الإغراءات.
- تأكد النظام الإمامي أن مشايخ تهامة المنضمين تحت لواء القوات الإمامية كانوا هم السبب الرئيسي في الهزيمة على يد القوى التهامية ووجود تنسيق متكامل بين هذه القبائل والقوى كما صرح بذلك نزيه مؤيد العظم، فعندما ذكر الشيخ إسماعيل البغوي فقال عنه:- (وقد انقض الشيخ إسماعيل البغوي على جيش الإمام يوم ثورة الزرانيق وانضم مع عشيرته إليهم ففتك رجال الإمام بعشيرته وقتلوه شر قتله لخيانته وغدره) ، فمقتل البغوي كان بيد القوات الإمامية وهذا ما يؤكده المشاركون والمعمرون من أبناء تهامة .
د. عبدالودود مقشر
زمان
كان اليهودي يبكر الصباح قبل ما يفتح محله
يفتح برطمان العسل البلدي ويعمل لحسه باصابعه ويفتح الخزنة ويتفرج على فلوسه والذهب والبصائر
بعدها يخرج يفتح محله ويجلس عند الباب
يمر اليمني من جوار دكانه ويقول له صباح الخير .. هيا خير مالك جالس عند الباب مطنن !!
يرد عليه اليهو دي اااااه الله لا يذوقك اللي ذقته ولا يوريك اللي شفته
الاخجف حقنا يقول : اااامين
من هنا بدأت البرمات واليهوده
👍😂😂
منقوووله
كان اليهودي يبكر الصباح قبل ما يفتح محله
يفتح برطمان العسل البلدي ويعمل لحسه باصابعه ويفتح الخزنة ويتفرج على فلوسه والذهب والبصائر
بعدها يخرج يفتح محله ويجلس عند الباب
يمر اليمني من جوار دكانه ويقول له صباح الخير .. هيا خير مالك جالس عند الباب مطنن !!
يرد عليه اليهو دي اااااه الله لا يذوقك اللي ذقته ولا يوريك اللي شفته
الاخجف حقنا يقول : اااامين
من هنا بدأت البرمات واليهوده
👍😂😂
منقوووله
المعينيون المدنيون الأوائل
بقلم ؛؛عبدالله المعافري -
المعينيون المدنيون الأوائل
ظل الاعتقاد السائد إلى فترة قريبة بأن مملكة معين القديمة هي أولى الممالك اليمنية القديمة؛ إذْ صنَّفها كذلك كثيرٌ من المستشرقين الأجانب وكذلك الدكتور جواد علي صاحب موسوعة المفصل في تاريخ العرب، وهناك أسباب موضوعية أدت إلى شيوع هذا الاعتقاد لفترة طويلة لعل من أهمها:
أن المدينة ظلت تزخر بكثير من المعابد القديمة التي كانت قائمة بشكل شبه كامل إلى مطلع الأربعينات عندما زارها كل من "هاليفي"، و"جلاوزر" وأحمد فخري ، حيث ألف الأخير كتاباً عن رحلته إلى اليمن بشكل عام وأفرد فيه أجزاء خاصة لآثار الجوف وكان عنوان كتابه "رحلة أثرية لليمن".
أما السبب الثاني: هو أنه إلى ذلك الوقت لم تجر دراسات أثرية علمية في اليمن بشكل كافٍ؛ بل لم تبدأ هذه الدراسات إلا منذ وقت قريب، مما جعل الاعتقاد يسود بأن مملكة معين هي الأقدم بين الممالك اليمنية القديمة.
وهذه المملكة شغلت آثارها -ولا زالت إلى اليوم -تشغل حيزاً كبيراً وهامّاً في علم الدراسات الأثرية والاستشراقية فانجذب نحو هذه الأوابد التاريخية آلاف السواح والمغامرين من شتى أرجاء المعمورة، لا لشيء سوى لأن هذه المنطقة التي لا تزال صامدة أمام عواتي الدهور وغارات البدو الباحثين عن الثراء واللا مبالاة من الجهات ذات العلاقة في ذات الآن، ظلت برغم كل ما سبق باقية وشاهدة على عبقرية الأسلاف وإهمال الخلف، تربض على احتياطي هائل من مخزون التراث الحضاري التاريخي الذي يعود لفترة الحضارة اليمنية الأولى.
وتعد الدولة المدنية الأولى والتجارية التي أرست في ربوعها نظام الحكم الفيدرالي بين مدنها الكبيرة التي شكلت حواضر المملكة الهامة، ومنها "براقش"، و"نشق"، و"هرم"، و"معين" مُشكّلةً نسقاً سياسياً معيناً فيما بينها أولاً وبين هذه المملكة الفتية من جهة مع مملكة سبأ وريدان من جهة أخرى في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية.
حسب رأي الآثاريين والمؤرخون المحدثين بعد أن بدأت الدراسات التاريخية والآثارية العلمية تجري في اليمن بشكل منهجي نوعاً ما عما قبل. فقال أحدهم يصف تلك الأوابد لصاحبه وهو يحاوره: إن علماء الآثار وعشاق المعرفة التاريخية ومنجزات الإنسانية القديمة بإخفاقاتها ونجاحاتها لا شك يتحرقون شوقاً لحل تلك الألغاز وإدراك كنهها الخفي الجذاب الذي يشدك وأنت تشاهد منطقة (حزام الجوف) الحالية التي تشغل مركز المحافظة حالياً. إذ تتراءى لناظريك آفاقاً رحبة واسعة من الأراضي الرملية شبه الصحراوية، التي تختزن تحت كل شبر فيها قصة وحكاية تمتد لفترة أربعة آلاف عام؛ يقل أو يزيد قليلاً، حافلة بالعطاء والخير والازدهار، انعكس في تلك الآثار النايفة التي لا زالت باقية تؤكد ذلك التألق والازدهار في لحظة توقف بها التاريخ ليستريح على تلك الرمال الناعمة من عناء السفر الطويل بين الممالك المتحالفة حيناً والمتنافسة أحياناً أخرى.
وفي غضون استراحته تلك كان حاضراً وشاهداً على ميلاد تلك الحضارة الإنسانية الرائعة، وبارك مظاهر عمرانها وأشكال فنونها الزخرفية التي لم تكن إلا احتفاءً بمقدمه ليبارك ميلادها، وكتابة سفر الخلود لمن شيدوه بصبر واحتمال ومثابرة؛ فكان من مظاهر تلك الحفاوة أيضا بناء المعابد وزخرفة جدرانها بالنقوش، وكذلك الحال بالنسبة لمداخل القلاع وأعمدة القصور وبوابات المدن. هذا ما رواه الراوي لصاحبيه وهو يحاوره بينما الآخر كان منصتاً وقد تراءت له الحصون والقلاع وهي ماثلة أمامه يراها رؤي العين. تعج بالمياه يملؤها النشاط والحيوية والناس في الأسواق يبتاعون ويشترون. فإذا به ينهره ليعيده إلى حفرته من سفرته وقد ركب بساط خياله قائلاً: أين أنت يا صاحبي؟
فأجابه وهو لا زال شارد الذهن ساهم النظرات: كنت أتجول في سوق شمر الذي كان أهم منجزات مملكة معين بقوانينه التي لا زالت سائدة إلى يومنا هذا في أسواقنا الأسبوعية في اليمن والتي تعقد في يوم معين من الأسبوع؛ فأتمنى أن تدوم وأن يحافظ عليها اليمنيون وخاصة القائمون على حماية التراث الحضاري؛
خاصة وقد اجتاحتنا موجة التطور الاستهلاكي؛ مما أدى إلى اندثارها وقيام مراكز تجارية في مدن جديدة قامت على نمط الاستهلاك العالمي؛ بالرغم من أننا شعب غير منتج وهنا الخطر الداهم.
فصمت برهة. وزَفَرَ زفرةً حكت حزنه العميق، ثم أردف قائلاً: أين كانوا وأين نحن منهم اليوم؟
قال له صاحبه -وهو يحاوره - يمكن للمرء أن يحفر حفرة في أية بقعة على هذه الأرض ليجد ما يرمز إلى ذلك المستوى الحضاري ماديّا وروحيًّا يعكس المستوى الحضاري الرفيع والمنظم في ذات الوقت؛ فكان فريداً في شبه الجزيرة العربية ولم يتكرر مرة أخرى؛ بالإضافة إلى المعابد التي توحي بأن التاريخ بجلال هيئته عندما رآها اطمأن إلى أن القوم مرتبطون بمدى الكون، فرحل مطمئنًّا مسروراً فخلفه الخير العميم في تلك الديار؛ حتى جاء أمر ربك القائل في محكم كتابه "وتلك الأيام نداولها بين الناس". صدق الله العظيم.
وما أن أنهى حديثه لصاحبه
بقلم ؛؛عبدالله المعافري -
المعينيون المدنيون الأوائل
ظل الاعتقاد السائد إلى فترة قريبة بأن مملكة معين القديمة هي أولى الممالك اليمنية القديمة؛ إذْ صنَّفها كذلك كثيرٌ من المستشرقين الأجانب وكذلك الدكتور جواد علي صاحب موسوعة المفصل في تاريخ العرب، وهناك أسباب موضوعية أدت إلى شيوع هذا الاعتقاد لفترة طويلة لعل من أهمها:
أن المدينة ظلت تزخر بكثير من المعابد القديمة التي كانت قائمة بشكل شبه كامل إلى مطلع الأربعينات عندما زارها كل من "هاليفي"، و"جلاوزر" وأحمد فخري ، حيث ألف الأخير كتاباً عن رحلته إلى اليمن بشكل عام وأفرد فيه أجزاء خاصة لآثار الجوف وكان عنوان كتابه "رحلة أثرية لليمن".
أما السبب الثاني: هو أنه إلى ذلك الوقت لم تجر دراسات أثرية علمية في اليمن بشكل كافٍ؛ بل لم تبدأ هذه الدراسات إلا منذ وقت قريب، مما جعل الاعتقاد يسود بأن مملكة معين هي الأقدم بين الممالك اليمنية القديمة.
وهذه المملكة شغلت آثارها -ولا زالت إلى اليوم -تشغل حيزاً كبيراً وهامّاً في علم الدراسات الأثرية والاستشراقية فانجذب نحو هذه الأوابد التاريخية آلاف السواح والمغامرين من شتى أرجاء المعمورة، لا لشيء سوى لأن هذه المنطقة التي لا تزال صامدة أمام عواتي الدهور وغارات البدو الباحثين عن الثراء واللا مبالاة من الجهات ذات العلاقة في ذات الآن، ظلت برغم كل ما سبق باقية وشاهدة على عبقرية الأسلاف وإهمال الخلف، تربض على احتياطي هائل من مخزون التراث الحضاري التاريخي الذي يعود لفترة الحضارة اليمنية الأولى.
وتعد الدولة المدنية الأولى والتجارية التي أرست في ربوعها نظام الحكم الفيدرالي بين مدنها الكبيرة التي شكلت حواضر المملكة الهامة، ومنها "براقش"، و"نشق"، و"هرم"، و"معين" مُشكّلةً نسقاً سياسياً معيناً فيما بينها أولاً وبين هذه المملكة الفتية من جهة مع مملكة سبأ وريدان من جهة أخرى في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية.
حسب رأي الآثاريين والمؤرخون المحدثين بعد أن بدأت الدراسات التاريخية والآثارية العلمية تجري في اليمن بشكل منهجي نوعاً ما عما قبل. فقال أحدهم يصف تلك الأوابد لصاحبه وهو يحاوره: إن علماء الآثار وعشاق المعرفة التاريخية ومنجزات الإنسانية القديمة بإخفاقاتها ونجاحاتها لا شك يتحرقون شوقاً لحل تلك الألغاز وإدراك كنهها الخفي الجذاب الذي يشدك وأنت تشاهد منطقة (حزام الجوف) الحالية التي تشغل مركز المحافظة حالياً. إذ تتراءى لناظريك آفاقاً رحبة واسعة من الأراضي الرملية شبه الصحراوية، التي تختزن تحت كل شبر فيها قصة وحكاية تمتد لفترة أربعة آلاف عام؛ يقل أو يزيد قليلاً، حافلة بالعطاء والخير والازدهار، انعكس في تلك الآثار النايفة التي لا زالت باقية تؤكد ذلك التألق والازدهار في لحظة توقف بها التاريخ ليستريح على تلك الرمال الناعمة من عناء السفر الطويل بين الممالك المتحالفة حيناً والمتنافسة أحياناً أخرى.
وفي غضون استراحته تلك كان حاضراً وشاهداً على ميلاد تلك الحضارة الإنسانية الرائعة، وبارك مظاهر عمرانها وأشكال فنونها الزخرفية التي لم تكن إلا احتفاءً بمقدمه ليبارك ميلادها، وكتابة سفر الخلود لمن شيدوه بصبر واحتمال ومثابرة؛ فكان من مظاهر تلك الحفاوة أيضا بناء المعابد وزخرفة جدرانها بالنقوش، وكذلك الحال بالنسبة لمداخل القلاع وأعمدة القصور وبوابات المدن. هذا ما رواه الراوي لصاحبيه وهو يحاوره بينما الآخر كان منصتاً وقد تراءت له الحصون والقلاع وهي ماثلة أمامه يراها رؤي العين. تعج بالمياه يملؤها النشاط والحيوية والناس في الأسواق يبتاعون ويشترون. فإذا به ينهره ليعيده إلى حفرته من سفرته وقد ركب بساط خياله قائلاً: أين أنت يا صاحبي؟
فأجابه وهو لا زال شارد الذهن ساهم النظرات: كنت أتجول في سوق شمر الذي كان أهم منجزات مملكة معين بقوانينه التي لا زالت سائدة إلى يومنا هذا في أسواقنا الأسبوعية في اليمن والتي تعقد في يوم معين من الأسبوع؛ فأتمنى أن تدوم وأن يحافظ عليها اليمنيون وخاصة القائمون على حماية التراث الحضاري؛
خاصة وقد اجتاحتنا موجة التطور الاستهلاكي؛ مما أدى إلى اندثارها وقيام مراكز تجارية في مدن جديدة قامت على نمط الاستهلاك العالمي؛ بالرغم من أننا شعب غير منتج وهنا الخطر الداهم.
فصمت برهة. وزَفَرَ زفرةً حكت حزنه العميق، ثم أردف قائلاً: أين كانوا وأين نحن منهم اليوم؟
قال له صاحبه -وهو يحاوره - يمكن للمرء أن يحفر حفرة في أية بقعة على هذه الأرض ليجد ما يرمز إلى ذلك المستوى الحضاري ماديّا وروحيًّا يعكس المستوى الحضاري الرفيع والمنظم في ذات الوقت؛ فكان فريداً في شبه الجزيرة العربية ولم يتكرر مرة أخرى؛ بالإضافة إلى المعابد التي توحي بأن التاريخ بجلال هيئته عندما رآها اطمأن إلى أن القوم مرتبطون بمدى الكون، فرحل مطمئنًّا مسروراً فخلفه الخير العميم في تلك الديار؛ حتى جاء أمر ربك القائل في محكم كتابه "وتلك الأيام نداولها بين الناس". صدق الله العظيم.
وما أن أنهى حديثه لصاحبه
وهو يحاوره -حتى انحدرت الشمس نحوا لمغيب وتعامدت أشعتها الذهبية على تلك الرمال فبدت بساطاً ذهبياً يخلب اللب ويبعث في النفس الدهشة وحب البقاء في انتظار ليلة مقمرة. وتواعدا على اللقاء في وقت قريب لمشاهدة أطلال المدينة وأسوارها وأسواقها ودراسة قوانينها والاستمتاع بروعة نقوش المعابد، فكان الموعد غداً "إن غداً لناظره قريب". وجاء الموعد فوافى الزائرون المدينة للاستمتاع بمشاهدة الآثار العمرانية الباقية التي لا تزال تتحدى عوامل التلف على اختلافها منها سواء منها الإنسانية أو الطبيعية بفعل عوامل المناخ ومرور الأيام.
هذه الآثار توجد اليوم في مدينة "حزم الجوف" وهي عبارة عن قصور ومعابد بنيت بانماط هندسية بديعة؛ مثلث آية فنية في البناء والإعمار وحملت الكثير من النقوش؛ مما جعل المستشرقون- الذين زاروا مدينة الجوف منذ أربعيينات القرن العشرين يعتبرون أن مملكة معين هي أقدم الممالك اليمنية.
وربما صدقت المقولة المشهورة التي تقول" إن تاريخ الأمة الحقيقي هو تاريخ تمدنها وحضارتها لا تاريخ حروبها وفتوحاتها. لأن الأولى سعادة ورفاهية وعيش رغيد، والآخرى هلاك ودمار وخراب وموت زؤام وحياة زهيدة وشتان مابين الأمرين.
وقد تطرق العلامة الهمداني في كتابة الموسوعي الاكليل (ج *) لهذا المملكة التي تحدث عنها؛ فمن إطار الدولة الحميرية وتبعه نشوان الحميري إذا يقول الهمداني: و"من محافد اليمن – بَراقش ومَعين ( بفتح أولهما) وهم بأسفل "جوف أرحب" في أسفل جبل "هيلان" وهما متقابلتان فمعين بين مدينة "روتان" وبين "درب سراقة" وأما "براقش" فقائمة في أصل جبل "هيلان" وأسماء أهلها مكتوبة في حجارتها.
وفي معين يقول مالك بن حريم الدالاني الهمداني:
ونحمي الجوف مادامت معين: بأسفله مقابلة عِرادا
وقال فروة بن مسيك المرادي 0 صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أَحلَّ يحابر جدي غُطيفاً. معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلا وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفي براقش يقول علقمة ذو جدن:
وقد آسو براقش حين أسوا ببلقعةٍ ومنبسط أنيقِ
وحلوَّا من مَعينٍ حين حلوا لعزِّ هم لدى الفجّ العميقِ
وقال أيضا:
وبراقش الملك الرفيع عمادها هجر الملوك كأنهم لم تهجر.
وقال غيره:
يقود بها ديَانها غير عاجز ثمانين ألف قادها من براقش
قالوا يألفي كاعبٍ مغرية على ابل مثل الضباع النواهش
كذلك قال ( السان اليمن)
وبالجوف سوى براقش، ومعين – البيضاء والسواء مأثرتان، فيهما آثار عظيمة وقصور أخرى في الجوف ومأرب يُقدنُ الناس منها الذهب القبوري ودنا نيرهم ودراهمهم عليها صور ( انتهي كلامه)
أما أول من تنبه من المستشرقين لهذه الدولة فكان ( هاليفي) الذي هداه الأكليل إلى مكانهم إذ وصل إلى صنعاء واصطحب معه دليلاً من يهود صنعاء كان اسمه يوسف ( حبشوش) فسارا إلى الجوف ووقف "هاليفي" على أنقاض" معين" وقرأ اسمها عليها وبجانبها" براقش" وقد بلغت النقوش التي اكتشفها "هاليفي" في زيارته إلى الجوف وحدها (303) نقوش، منها (79) نقشاً من معين (154) نقشا من براقش أو بالقرب منها و (70) نقشاً من السوداء وهي مدينة "القرنا" في النقوش و"قرنا" عند اليونانين، وكشف كذلك مدينة " نشق" التي تسمى اليوم البيضاء. وجميعها مدن معينية سيَّما ( براقش) واسمها وجد على أنفاضها.
وسموا تلك الدولة أو الأمة " المعينين" كما قرأها " هاليفي" على الآثار التي اكتشفها من خلال أسماء الملوك والهتها وعادات أهلها وغير ذلك، حتى لم يبقَ شك في أن المعينين ينسبوا إلى هذا المكان، وهذا الرأي هو المُعوَّل عليه. يجدر الإشارة إلى أن اسم مدينة ( قرنا السوداء) وهذا اسمها الحالي ورد ذكرها في سفر الأحبار في العهد القديمة باسم ( كمنا)
وممن زار هذه المملكة وأطلالها الرحالة ( جلازر) وأخذ عنها معلومات كافية وزارها محمد توفيق الأثاري المصري ورسم بعض ملامحها وزارها في الأربعينيات أحمد فخري وألَّف كتاباً أورد فيه مسعاً للحديث عن آثار معين والجوف ومدتها بشكل عام. وقد إمتد نفوذ هذه الدولة إلى حوض المتوسط والخليج العربي بمعنى أنها شملت الجزيرة العربية -وهذا صحيح إذا كانت مدينة ( العلاو) ديدان، الواقعة في الخرج شمال الرياض، محطة معينية على الطريق التجاري، بل انتشرت وذاع صيتها إلى بلاد اليونان التي كانت يستورد الطيوب من المعينين وقد كانوا قوماً تجاراً مثلهم مثل الحضارمة اليوم ويطلق عليهم المؤرخون حضارمة العصور القديمة اذْ وصلت تجارتهم كذلك إلى الأسكندرية وغيرها.
وقد بلغ ملوكهم (26) ملكاً يبدءون بالملك أب بدع ( 1-3 ) وآخرهم يشع كرب.
وقد ازد، هرت الدولة المعينية بين ( 1300-630 ق.م ) تقريباً حسب رأي العلماء وقد وردت أخبارها في الكتابات الكلاسيكية مثل كتابات ( بليني) واسترايون، وديودو الصقلي إذ أخبر "استرايون" أن عاصمتهم "قرنا" ( Carna) وامتاز المسرح الذي نشأت عليه بأنه أرض منبسطة خصبة (الجوف) ومما قاله "هاليفي" في خرائب الجوف المعينية أنه لا يوجد مكان ينافس الجوف لكثرة ما فيه من آثار وخرائب عادية على حد قوله
هذه الآثار توجد اليوم في مدينة "حزم الجوف" وهي عبارة عن قصور ومعابد بنيت بانماط هندسية بديعة؛ مثلث آية فنية في البناء والإعمار وحملت الكثير من النقوش؛ مما جعل المستشرقون- الذين زاروا مدينة الجوف منذ أربعيينات القرن العشرين يعتبرون أن مملكة معين هي أقدم الممالك اليمنية.
وربما صدقت المقولة المشهورة التي تقول" إن تاريخ الأمة الحقيقي هو تاريخ تمدنها وحضارتها لا تاريخ حروبها وفتوحاتها. لأن الأولى سعادة ورفاهية وعيش رغيد، والآخرى هلاك ودمار وخراب وموت زؤام وحياة زهيدة وشتان مابين الأمرين.
وقد تطرق العلامة الهمداني في كتابة الموسوعي الاكليل (ج *) لهذا المملكة التي تحدث عنها؛ فمن إطار الدولة الحميرية وتبعه نشوان الحميري إذا يقول الهمداني: و"من محافد اليمن – بَراقش ومَعين ( بفتح أولهما) وهم بأسفل "جوف أرحب" في أسفل جبل "هيلان" وهما متقابلتان فمعين بين مدينة "روتان" وبين "درب سراقة" وأما "براقش" فقائمة في أصل جبل "هيلان" وأسماء أهلها مكتوبة في حجارتها.
وفي معين يقول مالك بن حريم الدالاني الهمداني:
ونحمي الجوف مادامت معين: بأسفله مقابلة عِرادا
وقال فروة بن مسيك المرادي 0 صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أَحلَّ يحابر جدي غُطيفاً. معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلا وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفي براقش يقول علقمة ذو جدن:
وقد آسو براقش حين أسوا ببلقعةٍ ومنبسط أنيقِ
وحلوَّا من مَعينٍ حين حلوا لعزِّ هم لدى الفجّ العميقِ
وقال أيضا:
وبراقش الملك الرفيع عمادها هجر الملوك كأنهم لم تهجر.
وقال غيره:
يقود بها ديَانها غير عاجز ثمانين ألف قادها من براقش
قالوا يألفي كاعبٍ مغرية على ابل مثل الضباع النواهش
كذلك قال ( السان اليمن)
وبالجوف سوى براقش، ومعين – البيضاء والسواء مأثرتان، فيهما آثار عظيمة وقصور أخرى في الجوف ومأرب يُقدنُ الناس منها الذهب القبوري ودنا نيرهم ودراهمهم عليها صور ( انتهي كلامه)
أما أول من تنبه من المستشرقين لهذه الدولة فكان ( هاليفي) الذي هداه الأكليل إلى مكانهم إذ وصل إلى صنعاء واصطحب معه دليلاً من يهود صنعاء كان اسمه يوسف ( حبشوش) فسارا إلى الجوف ووقف "هاليفي" على أنقاض" معين" وقرأ اسمها عليها وبجانبها" براقش" وقد بلغت النقوش التي اكتشفها "هاليفي" في زيارته إلى الجوف وحدها (303) نقوش، منها (79) نقشاً من معين (154) نقشا من براقش أو بالقرب منها و (70) نقشاً من السوداء وهي مدينة "القرنا" في النقوش و"قرنا" عند اليونانين، وكشف كذلك مدينة " نشق" التي تسمى اليوم البيضاء. وجميعها مدن معينية سيَّما ( براقش) واسمها وجد على أنفاضها.
وسموا تلك الدولة أو الأمة " المعينين" كما قرأها " هاليفي" على الآثار التي اكتشفها من خلال أسماء الملوك والهتها وعادات أهلها وغير ذلك، حتى لم يبقَ شك في أن المعينين ينسبوا إلى هذا المكان، وهذا الرأي هو المُعوَّل عليه. يجدر الإشارة إلى أن اسم مدينة ( قرنا السوداء) وهذا اسمها الحالي ورد ذكرها في سفر الأحبار في العهد القديمة باسم ( كمنا)
وممن زار هذه المملكة وأطلالها الرحالة ( جلازر) وأخذ عنها معلومات كافية وزارها محمد توفيق الأثاري المصري ورسم بعض ملامحها وزارها في الأربعينيات أحمد فخري وألَّف كتاباً أورد فيه مسعاً للحديث عن آثار معين والجوف ومدتها بشكل عام. وقد إمتد نفوذ هذه الدولة إلى حوض المتوسط والخليج العربي بمعنى أنها شملت الجزيرة العربية -وهذا صحيح إذا كانت مدينة ( العلاو) ديدان، الواقعة في الخرج شمال الرياض، محطة معينية على الطريق التجاري، بل انتشرت وذاع صيتها إلى بلاد اليونان التي كانت يستورد الطيوب من المعينين وقد كانوا قوماً تجاراً مثلهم مثل الحضارمة اليوم ويطلق عليهم المؤرخون حضارمة العصور القديمة اذْ وصلت تجارتهم كذلك إلى الأسكندرية وغيرها.
وقد بلغ ملوكهم (26) ملكاً يبدءون بالملك أب بدع ( 1-3 ) وآخرهم يشع كرب.
وقد ازد، هرت الدولة المعينية بين ( 1300-630 ق.م ) تقريباً حسب رأي العلماء وقد وردت أخبارها في الكتابات الكلاسيكية مثل كتابات ( بليني) واسترايون، وديودو الصقلي إذ أخبر "استرايون" أن عاصمتهم "قرنا" ( Carna) وامتاز المسرح الذي نشأت عليه بأنه أرض منبسطة خصبة (الجوف) ومما قاله "هاليفي" في خرائب الجوف المعينية أنه لا يوجد مكان ينافس الجوف لكثرة ما فيه من آثار وخرائب عادية على حد قوله
“قرناو” وصحراء الجوف التاريخية العريقة
قدرية الجفري
منطقة الجوف الحالية الحديثة وما يجري فيها من عدوان وانتهاكات لمعالمها الأثرية التاريخية العريقة والتي تكونت فيها أقدم الممالك اليمنية وشكلت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وكانت فيها حضارة عريقة في المنطقة الشرقية من الجوف باتجاه الربع الخالي وكانت عاصمتها الأولى قرناو ويقال إن قحطان هو أصل المعينيين والسبأيين والحميريين.
وكان قوم معين أول من استخدم البحر على طريق اللبان حيث كانوا يحملون اللبان والطيب إلى البتراء عاصمة الابناط.
وقد نشطت في مراكز ومحطات تجارية مع الدول المحيطة بها مما جعلها تسيطر على منافذ البحر الأبيض المتوسط وشواطئ الخليج والبحر العربي وأعالي الحجاز شمالاً.
وكان لموقعها الأثر المهم كمفترق لطرق القوافل التجارية الذاهبة فيها والعائدة اليها أثر في ازدهار حضارتها قبل غيرها وأصبحت تجارتها تصل إلى صيد أو عمون ومواب في بلاد الشام واليونان.
وكان نظامها ملكياً إلا أنه اتسم بالمرونة والديمقراطية في علاقاتها السياسية داخل البلاد وخارجها.
وكان الملك يستشير رجال الدين ورؤساء المدن والقبائل في أمور البلاد قبل أن يصدر أي حكم أو تشريع أو مرسوماً يحمل اسمه واسم الإله المعيني الأكبر أله الدولة ليعلن بعد ذلك على الناس أمام معبد أو بوابة المدينة ليطلع عليه الناس.
وكان في مدخل صحراء الجوف وفي موقع شكل حلقة مواصلات دولية تجتمع فيها القوافل التي تنطلق من حضرموت ومعين واقاليم أخرى محملة بالتوابل والبخور والسيوف للتجارة مع افريقيا ومصر وبلاد الرافدين.
وكانت قرناو أقدم المدن في العالم وآخر المدن التاريخية المسودة في اليمن وكان لها سور مهيب وما تزال باقي اثاره محيطة بمدينة براقش العاصمة الثانية لدولة معين “ايثل” وكان ارتفاع سورها يزيد عن 14 متراً وكان مزوداً بخمسين برجا شاهقا للمراقبة الأمنية.
تعرض المدينة الأثرية تاريخ اليمن في طبقات بقايا منارة جميلة من جامع قديم ومبان سكنية بنيت وأضيف اليها على مدى قرون تحتها وجد المنقبون معابد لآلهة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام تعود إلى أزمنة كانت فيها العاصمة الثانية براقش مركزاً روحياً يعج بالكهنة والمتعبدين.
وهناك العديد من معابد للآلهات الأساطيرية مثل الآله عتار الذي يؤكد على التواصل اليمني مع خارج محيطة في بلاد الرافدين والشام فعتار هو نسخه مذكرة عن الآلهة “عشتار البابلية” والتي هي ايناتا السومرية وفينوس نجمة الصباح وآلهة الحب والجمال وآله المطر والخصوبة وعتار يمثل إله الرعد والمطر وسيد الحرب عند الاسلاف اليمنيين وهو الذي يجعل مياه السماء تسيل في الأودية اليمنية بين الصحاري القاحلة فترويها وتخضرها وتعمرها فقد كان الحكم وراثياً.
ومن أهم المدن في المملكة المعينية هي مدينة قرناو وبراقش العاصمة الجديدة وهي تاريخية وتقع شمال مارب وفيها الكثير من الكنوز الحضارية المدهشة التي يزخر بها هذا البلد القديم.
قدرية الجفري
منطقة الجوف الحالية الحديثة وما يجري فيها من عدوان وانتهاكات لمعالمها الأثرية التاريخية العريقة والتي تكونت فيها أقدم الممالك اليمنية وشكلت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وكانت فيها حضارة عريقة في المنطقة الشرقية من الجوف باتجاه الربع الخالي وكانت عاصمتها الأولى قرناو ويقال إن قحطان هو أصل المعينيين والسبأيين والحميريين.
وكان قوم معين أول من استخدم البحر على طريق اللبان حيث كانوا يحملون اللبان والطيب إلى البتراء عاصمة الابناط.
وقد نشطت في مراكز ومحطات تجارية مع الدول المحيطة بها مما جعلها تسيطر على منافذ البحر الأبيض المتوسط وشواطئ الخليج والبحر العربي وأعالي الحجاز شمالاً.
وكان لموقعها الأثر المهم كمفترق لطرق القوافل التجارية الذاهبة فيها والعائدة اليها أثر في ازدهار حضارتها قبل غيرها وأصبحت تجارتها تصل إلى صيد أو عمون ومواب في بلاد الشام واليونان.
وكان نظامها ملكياً إلا أنه اتسم بالمرونة والديمقراطية في علاقاتها السياسية داخل البلاد وخارجها.
وكان الملك يستشير رجال الدين ورؤساء المدن والقبائل في أمور البلاد قبل أن يصدر أي حكم أو تشريع أو مرسوماً يحمل اسمه واسم الإله المعيني الأكبر أله الدولة ليعلن بعد ذلك على الناس أمام معبد أو بوابة المدينة ليطلع عليه الناس.
وكان في مدخل صحراء الجوف وفي موقع شكل حلقة مواصلات دولية تجتمع فيها القوافل التي تنطلق من حضرموت ومعين واقاليم أخرى محملة بالتوابل والبخور والسيوف للتجارة مع افريقيا ومصر وبلاد الرافدين.
وكانت قرناو أقدم المدن في العالم وآخر المدن التاريخية المسودة في اليمن وكان لها سور مهيب وما تزال باقي اثاره محيطة بمدينة براقش العاصمة الثانية لدولة معين “ايثل” وكان ارتفاع سورها يزيد عن 14 متراً وكان مزوداً بخمسين برجا شاهقا للمراقبة الأمنية.
تعرض المدينة الأثرية تاريخ اليمن في طبقات بقايا منارة جميلة من جامع قديم ومبان سكنية بنيت وأضيف اليها على مدى قرون تحتها وجد المنقبون معابد لآلهة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام تعود إلى أزمنة كانت فيها العاصمة الثانية براقش مركزاً روحياً يعج بالكهنة والمتعبدين.
وهناك العديد من معابد للآلهات الأساطيرية مثل الآله عتار الذي يؤكد على التواصل اليمني مع خارج محيطة في بلاد الرافدين والشام فعتار هو نسخه مذكرة عن الآلهة “عشتار البابلية” والتي هي ايناتا السومرية وفينوس نجمة الصباح وآلهة الحب والجمال وآله المطر والخصوبة وعتار يمثل إله الرعد والمطر وسيد الحرب عند الاسلاف اليمنيين وهو الذي يجعل مياه السماء تسيل في الأودية اليمنية بين الصحاري القاحلة فترويها وتخضرها وتعمرها فقد كان الحكم وراثياً.
ومن أهم المدن في المملكة المعينية هي مدينة قرناو وبراقش العاصمة الجديدة وهي تاريخية وتقع شمال مارب وفيها الكثير من الكنوز الحضارية المدهشة التي يزخر بها هذا البلد القديم.