عثر في الصين علي مجموعة من الوثائق و المخطوطات المهمة في مختلف المعارف و العلوم و قد عُهد إلى مجموعة من العلماء و الأطباء و الصيادلة تحقيق هذه الوثائق و المخطوطات النادرة ـ كل في إختصاصه ـ و قد أكدت الوثائق أن صيادلة الصين تعلموا الصيدلة علي يد اليمنيين كما نقلوا العديد من الأعشاب اليمنية إلى الصين لزراعتها و الإستفادة بها في علاج الأمراض المستعصية .
و أوضحت المخطوطات و الوثائق الصينية أن أباطرة الصين قد أوفدوا البعثات إلى اليمن للإستفادة من خبرات علمائها في علوم الصيدلة و مداواة الأمراض كما تناولت المخطوطات الصينية براعة أهل اليمن في علاج الأمراض و تحدثت الموسوعات الدوائية الصينية عن الأدوية اليمنية و أن علماء الصيدلة في الصين قد نقلوا إلى بلادهم 183 نوعا من الأعشاب الدوائية اليمنية و تتناول هذه الدراسة أهم ما تناولته المصادر الصينية عن الصيدلة اليمنية .
___________________________________________________
أنواع الأدوية :
و قد عُثر مؤخراً في الصين على مجموعة من المخطوطات التى وضعها العلماء اليمنيين بالصين تحدثوا فيها عن 124 نوعا من الأدوية و الأعشاب اليمنية العربية منها مخطوط بعنوان " الأعشاب الطبية " تمّ تأليفه عام 659 ميلادية و" كتاب الأدوية العشبية " للصيدلي الصيني المسلم " لى شى وان" الذى عاش في الفترة من عام 855 إلى عام 930 ميلادية كما إشتهرت المؤلفات الطبية التى تحدثت عن الصيدلة اليمنية الإسلامية و العربية منها كتب : " الخلاصة الوافية في العقاقير الشافية " و" المعتكف في الجبل" و " ديوان الزراعة " و الذي تحدث عن التربة الصالحة لنمو الأعشاب الطبية و غيرها .
___________________________________________________
جمع العقاقير من اليمن :
كما أوفد أباطرة الصين من يجمع العقاقير و الأعشاب الطبية من اليمن و البلاد العربية فحصلوا من اليمن علي 183 نوعا من الأعشاب الطبية و من الحجاز على 26 عقاراً طبياً كما أرسلوا طلاب العلم إلى اليمن و البلاد العربية الذين نقلوا مؤلفات إبن سينا في علم الأدوية و ترجموها إلى اللغة الصينية و يوجد بالمكتبات الصينية العديد من الكتب العربية في علم الصيدلة التي تحدثت عن براعة أهل اليمن في علاج الأمراض و التداوي بالأعشاب الطبية .
___________________________________________________
موسوعات دوائية يمنية :
و تعلّم صيادلة الصين عمليات التقطير التي نقلوها عن أهل اليمن حتى برعوا في إختراع 120 نوعاً من الأدوية أغلبها أدوية يمنية عربية و وضعوا الموسوعات الدوائية التى وردت بها الأدوية اليمنية العربية و لا زالت اللغة الصينية تحتفظ بأسماء كثير من العقاقير و الأدوية اليمنية العربية مثل " الياسمين " و " الحناء " و " الترياق " و " العنبر " و " العصفر " و " الثوم " و " نبات المر " و غيرها .
لقد أدركت دول العالم مدى إبداعات علماء اليمن في علم الأدوية فنقلت عنهم أوروبا كما نقلت عنهم الصين و دول العالم حصاد فكرهم و نبوغهم العلمي لصالح الأسرة الإنسانية كلها في شتى المجالات و العلوم الإنسانية .
• الصورة لمخطوطة أوربية من القرن الخامس عشر تصور العالم جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي اليماني عالم يماني عربي مسلم
و أوضحت المخطوطات و الوثائق الصينية أن أباطرة الصين قد أوفدوا البعثات إلى اليمن للإستفادة من خبرات علمائها في علوم الصيدلة و مداواة الأمراض كما تناولت المخطوطات الصينية براعة أهل اليمن في علاج الأمراض و تحدثت الموسوعات الدوائية الصينية عن الأدوية اليمنية و أن علماء الصيدلة في الصين قد نقلوا إلى بلادهم 183 نوعا من الأعشاب الدوائية اليمنية و تتناول هذه الدراسة أهم ما تناولته المصادر الصينية عن الصيدلة اليمنية .
___________________________________________________
أنواع الأدوية :
و قد عُثر مؤخراً في الصين على مجموعة من المخطوطات التى وضعها العلماء اليمنيين بالصين تحدثوا فيها عن 124 نوعا من الأدوية و الأعشاب اليمنية العربية منها مخطوط بعنوان " الأعشاب الطبية " تمّ تأليفه عام 659 ميلادية و" كتاب الأدوية العشبية " للصيدلي الصيني المسلم " لى شى وان" الذى عاش في الفترة من عام 855 إلى عام 930 ميلادية كما إشتهرت المؤلفات الطبية التى تحدثت عن الصيدلة اليمنية الإسلامية و العربية منها كتب : " الخلاصة الوافية في العقاقير الشافية " و" المعتكف في الجبل" و " ديوان الزراعة " و الذي تحدث عن التربة الصالحة لنمو الأعشاب الطبية و غيرها .
___________________________________________________
جمع العقاقير من اليمن :
كما أوفد أباطرة الصين من يجمع العقاقير و الأعشاب الطبية من اليمن و البلاد العربية فحصلوا من اليمن علي 183 نوعا من الأعشاب الطبية و من الحجاز على 26 عقاراً طبياً كما أرسلوا طلاب العلم إلى اليمن و البلاد العربية الذين نقلوا مؤلفات إبن سينا في علم الأدوية و ترجموها إلى اللغة الصينية و يوجد بالمكتبات الصينية العديد من الكتب العربية في علم الصيدلة التي تحدثت عن براعة أهل اليمن في علاج الأمراض و التداوي بالأعشاب الطبية .
___________________________________________________
موسوعات دوائية يمنية :
و تعلّم صيادلة الصين عمليات التقطير التي نقلوها عن أهل اليمن حتى برعوا في إختراع 120 نوعاً من الأدوية أغلبها أدوية يمنية عربية و وضعوا الموسوعات الدوائية التى وردت بها الأدوية اليمنية العربية و لا زالت اللغة الصينية تحتفظ بأسماء كثير من العقاقير و الأدوية اليمنية العربية مثل " الياسمين " و " الحناء " و " الترياق " و " العنبر " و " العصفر " و " الثوم " و " نبات المر " و غيرها .
لقد أدركت دول العالم مدى إبداعات علماء اليمن في علم الأدوية فنقلت عنهم أوروبا كما نقلت عنهم الصين و دول العالم حصاد فكرهم و نبوغهم العلمي لصالح الأسرة الإنسانية كلها في شتى المجالات و العلوم الإنسانية .
• الصورة لمخطوطة أوربية من القرن الخامس عشر تصور العالم جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي اليماني عالم يماني عربي مسلم
تاريخ خط #المسند
" يعتقد البعض بأن عمر خط المسند يرجع إلى القرن العاشر أو التاسع أو الثامن أو السابع قبل الميلاد و هذه تواريخ جاره عليها الزمن و تعتبر أبحاث قديمة المكتشفات الأركيلوجية الآن تقول بأن عمر خط قلم المسند يؤرخ إلى الألف الثالث قبل الميلاد و هو خط محلي يماني بإمتياز لم يأتي أو يفد من خارج اليمن إطلاقا بل وجد في محيطه المحلي الذي إخترعه و أنجزه هم اليمانون أنفسهم لا بد كان من هذا المدخل التوضيحي المهم " .
• خط المسند مر بمراحل أربع تتميز كل مرحلة عن سابقتها حيث كانت في المرحلة الأولى البدائية الأقدم كانت تكتب بشكل عفوي متزن على الصخور في الكهوف و المغاور و ترسم معها رسوم صخرية أحيانا ملونة بألوان الأصماغ النباتية المستخرجة من البيئة المحيطة بهم و هذا الخط المسندي القديم يؤرخ منذ العصر البرونزي من الألف الثالث قبل الميلاد على أقل تقدير أي منذ 5000 عام ق.م خمسة ألف عام قبل الميلاد من الآن و أما المرحلة القديمة الثانية فكانت قائمة على الزاوية و خطوط مستقيمة و أشكال الحروف تتميز عن المرحلة الأولى التي تلي القديمة و في المرحلة الثالثة مالت الحروف للزخرفة مع تمسكها بإستقامتها و المرحلة الرابعة تميزت الحروف بأنها ذات زوايا حادة و زاد فيها الزخرفة كثيراً حتى قاربت الرسم ثم جاءت المرحلة المتأخرة الأخيرة التي تميزت بحفر حول الحرف حيث كان سابقاً يمر بحفر الحرف بذاته إلى الداخل لكن المرحلة المتأخرة صارت بارزة و بدأت بتشكيل ما حولها و التي كان يكتبها شخصاً آخر محترف مهني .
• و المسند من الأقلام العتيقة و هو أقدم الأقلام التي عرفت في جزيرة العرب حتى الآن و قد أظهرت الإكتشافات الحديثة إن إستعماله لم يكن قاصراٌ على اليمن فحسب بل لقد كان القلم المستعمل في كل أنحاء بلاد العرب و قد إستعمله العرب في خارج بلادهم أيضا ًلأنه قلمهم الوطني الأول الذي كانوا به يكتبون فعثر عليه في مصر في موضع قصر البنات على طريق " قنا "على كتابات بهذا القلم كما عثر على كتابة بهذا القلم كذلك بالجيزة في مصر كذلك كتبت " في السنة الثانية و العشرين من حكم بطلميوس بن بطلميوس " و هي ليست بعد سنة " 261 " قبل الميلاد بأي حال من الأحوال و عثر على كتابات بالمسند في جزيرة " ديلوس " من جزر اليونان و ذكر السائح الإنكليزي " وليم كنت لوفتس " William Kennett Loftus أنه لاحظ فجوة في " وركاء " Uruk في العراق فبحْث فيها فتبين له أنها كانت قبراً وجد في داخله حجر مكتوب بالمسند فيه : إن هذا قبر " هنتسر بن عيسوبن هنتسر " و لهذه الكتابة المدونة بالمسند أهمية كبيرة جداً لأنها أول كتابة وجدت بهذا الخط في العراق و هي تشير إلى الروابط الثقافية التي كانت بين اليمن و العراق و إلى وجود أشخاص في هذا المكان كانوا يستعملون المسند سواء أكانوا عراقيين أم يمنيين .
• و قد عثر على كتابات بالمسند في مواضع من الحجاز و يظهر أنه كان قلم الحجازيين قبل الميلاد و في نجد و العروض بالبحرين و قد وصل هذا القلم إلى بلاد الشام فقد عثرت بعثة علمية قامت بأعمال الحفر في ميناء " عصيون كبر " " عصيون جابر " Ezion Geber على جرار عليها كتابات بحروف المسند رأى بعض العلماء أنها معينية يمنية تفصح عن الأثر العربي في هذا الميناء المهم الذي حاول سليمان أن يجعله ميناء إسرائيل على البحر الأحمر .
• يقول عالم اللغات السامية الدكتور فرتز هومل و يؤكد أن خط المسند هو الذي إشتق منه الخط الفينيقي الكنعاني و دليله على ذلك أن نماذج من الكتابات المعينية التي وصلت إلينا أقدم من النماذج الفينيقية الكنعانية و إن هناك أيضاً نقش سبئي و جده فريق بحث إيطالي حديثاً برئاسة البرفيسور العالم الآثري أليساندرودي مجريه على قطع من الفخار وجد في مأرب بالقرب منه في بيت قديم هناك في الطابق الأرضي المردوم بالرمال سمي البيت ( A ) كونه يؤرخ من القرن الخامس عشر - الرابع عشر ق.م 1500 - 1400 قبل الميلاد حسب نتائج التنقيبات الأثرية في يلا أنظر مقال العالم الآثري الإيطالي أليساندور ديمغريه في كتاب : التنقيبات الإيطالية في يلا ( اليمن الشمالي سابقاً ) معطيات جديدة حول التسلسل الزمني للحضارة العربية الجنوبية قبل الإسلام/ 1999 .
• و يقول العالم صموئيل لاينج في كتابة " أصل الأمم " حول الكلام عن آثار اليمن القديمة و عمرانها : (( و الأمر المهم من ناحية إكتشاف هذه الآثار العربية ليس كونها كشفت لنا عن وجود مملكة عربية عريقة في القدم و التمدن و التجارة فحسب بل كونها بينت لنا أنهم أصحاب علم و لهم أحرف هجائية خاصة لا تقل قدمها عن الخطين الهيروغليفي و المسماري )) و قد أضاف إلى ذلك : أن الخط الذي وضعه المعينيون اليمنيين القدماء أقدم من الخط الفينيقي الذي هو أصل للحروف الهجائية الرومانية و اليونانية و أشار إلى أن بعض علماء اللغات يرون أن الفينيقيين نقلوا أحرفهم الهجائية من بلاد العرب الجنوبية .
• بل يذهب الدكتور صموئيل لاينج في كتابه " أصل الأمم" أن العرب تقدم
" يعتقد البعض بأن عمر خط المسند يرجع إلى القرن العاشر أو التاسع أو الثامن أو السابع قبل الميلاد و هذه تواريخ جاره عليها الزمن و تعتبر أبحاث قديمة المكتشفات الأركيلوجية الآن تقول بأن عمر خط قلم المسند يؤرخ إلى الألف الثالث قبل الميلاد و هو خط محلي يماني بإمتياز لم يأتي أو يفد من خارج اليمن إطلاقا بل وجد في محيطه المحلي الذي إخترعه و أنجزه هم اليمانون أنفسهم لا بد كان من هذا المدخل التوضيحي المهم " .
• خط المسند مر بمراحل أربع تتميز كل مرحلة عن سابقتها حيث كانت في المرحلة الأولى البدائية الأقدم كانت تكتب بشكل عفوي متزن على الصخور في الكهوف و المغاور و ترسم معها رسوم صخرية أحيانا ملونة بألوان الأصماغ النباتية المستخرجة من البيئة المحيطة بهم و هذا الخط المسندي القديم يؤرخ منذ العصر البرونزي من الألف الثالث قبل الميلاد على أقل تقدير أي منذ 5000 عام ق.م خمسة ألف عام قبل الميلاد من الآن و أما المرحلة القديمة الثانية فكانت قائمة على الزاوية و خطوط مستقيمة و أشكال الحروف تتميز عن المرحلة الأولى التي تلي القديمة و في المرحلة الثالثة مالت الحروف للزخرفة مع تمسكها بإستقامتها و المرحلة الرابعة تميزت الحروف بأنها ذات زوايا حادة و زاد فيها الزخرفة كثيراً حتى قاربت الرسم ثم جاءت المرحلة المتأخرة الأخيرة التي تميزت بحفر حول الحرف حيث كان سابقاً يمر بحفر الحرف بذاته إلى الداخل لكن المرحلة المتأخرة صارت بارزة و بدأت بتشكيل ما حولها و التي كان يكتبها شخصاً آخر محترف مهني .
• و المسند من الأقلام العتيقة و هو أقدم الأقلام التي عرفت في جزيرة العرب حتى الآن و قد أظهرت الإكتشافات الحديثة إن إستعماله لم يكن قاصراٌ على اليمن فحسب بل لقد كان القلم المستعمل في كل أنحاء بلاد العرب و قد إستعمله العرب في خارج بلادهم أيضا ًلأنه قلمهم الوطني الأول الذي كانوا به يكتبون فعثر عليه في مصر في موضع قصر البنات على طريق " قنا "على كتابات بهذا القلم كما عثر على كتابة بهذا القلم كذلك بالجيزة في مصر كذلك كتبت " في السنة الثانية و العشرين من حكم بطلميوس بن بطلميوس " و هي ليست بعد سنة " 261 " قبل الميلاد بأي حال من الأحوال و عثر على كتابات بالمسند في جزيرة " ديلوس " من جزر اليونان و ذكر السائح الإنكليزي " وليم كنت لوفتس " William Kennett Loftus أنه لاحظ فجوة في " وركاء " Uruk في العراق فبحْث فيها فتبين له أنها كانت قبراً وجد في داخله حجر مكتوب بالمسند فيه : إن هذا قبر " هنتسر بن عيسوبن هنتسر " و لهذه الكتابة المدونة بالمسند أهمية كبيرة جداً لأنها أول كتابة وجدت بهذا الخط في العراق و هي تشير إلى الروابط الثقافية التي كانت بين اليمن و العراق و إلى وجود أشخاص في هذا المكان كانوا يستعملون المسند سواء أكانوا عراقيين أم يمنيين .
• و قد عثر على كتابات بالمسند في مواضع من الحجاز و يظهر أنه كان قلم الحجازيين قبل الميلاد و في نجد و العروض بالبحرين و قد وصل هذا القلم إلى بلاد الشام فقد عثرت بعثة علمية قامت بأعمال الحفر في ميناء " عصيون كبر " " عصيون جابر " Ezion Geber على جرار عليها كتابات بحروف المسند رأى بعض العلماء أنها معينية يمنية تفصح عن الأثر العربي في هذا الميناء المهم الذي حاول سليمان أن يجعله ميناء إسرائيل على البحر الأحمر .
• يقول عالم اللغات السامية الدكتور فرتز هومل و يؤكد أن خط المسند هو الذي إشتق منه الخط الفينيقي الكنعاني و دليله على ذلك أن نماذج من الكتابات المعينية التي وصلت إلينا أقدم من النماذج الفينيقية الكنعانية و إن هناك أيضاً نقش سبئي و جده فريق بحث إيطالي حديثاً برئاسة البرفيسور العالم الآثري أليساندرودي مجريه على قطع من الفخار وجد في مأرب بالقرب منه في بيت قديم هناك في الطابق الأرضي المردوم بالرمال سمي البيت ( A ) كونه يؤرخ من القرن الخامس عشر - الرابع عشر ق.م 1500 - 1400 قبل الميلاد حسب نتائج التنقيبات الأثرية في يلا أنظر مقال العالم الآثري الإيطالي أليساندور ديمغريه في كتاب : التنقيبات الإيطالية في يلا ( اليمن الشمالي سابقاً ) معطيات جديدة حول التسلسل الزمني للحضارة العربية الجنوبية قبل الإسلام/ 1999 .
• و يقول العالم صموئيل لاينج في كتابة " أصل الأمم " حول الكلام عن آثار اليمن القديمة و عمرانها : (( و الأمر المهم من ناحية إكتشاف هذه الآثار العربية ليس كونها كشفت لنا عن وجود مملكة عربية عريقة في القدم و التمدن و التجارة فحسب بل كونها بينت لنا أنهم أصحاب علم و لهم أحرف هجائية خاصة لا تقل قدمها عن الخطين الهيروغليفي و المسماري )) و قد أضاف إلى ذلك : أن الخط الذي وضعه المعينيون اليمنيين القدماء أقدم من الخط الفينيقي الذي هو أصل للحروف الهجائية الرومانية و اليونانية و أشار إلى أن بعض علماء اللغات يرون أن الفينيقيين نقلوا أحرفهم الهجائية من بلاد العرب الجنوبية .
• بل يذهب الدكتور صموئيل لاينج في كتابه " أصل الأمم" أن العرب تقدم
هم في الحضارة معرق في القدم ربما كان زمن تحول العصر الحجري فتحولوا يومئذ عن الصيد و القنص إلى الزراعة و الصناعة و هو يشير بذلك إلى " الدولة المعينية " التي جاء ذكرها في سفر الأخبار الثاني الإصحاح 26 عدد 7 ؛ و قد عثر الباحثون على أمة بهذا الإسم ذكرت في أقدم آثار بابل سنة 3750 ق.م على نصب من أنصاب النقوش المسمارية .
• يذكر عالم الآثار الألماني بيرنهارد موريتز إلى « أن أصل إيجاد الكتابة بالحروف الهيروغليفية كان في اليمن و هو يعتقد أن اليمانيين هم الذين إخترعوا الكتابة و ليس الفينيقيون هم الذين إخترعوها كما هو الرأي المشهور و قد أفضي موريتز بأدلته على هذا الرأي و قال : إن الفينيقيين إنما بنوا كتابتهم على الكتابة العربية اليمنية ثم أن اليونانيين أخذوا الكتابة عن الفينيقيين و عنهم أخذ الرومانيون فيكون العرب اليمنيين هم الذين أوجدوا الكتابة في العالم و لهذا الإعتبار هم الذين أوجدوا المدنية » .
د. سعيد عوض باوزير : الفكر و الثقافة في التاريخ الحضرمي .
• و قد كانت الدراسات تقول بأن أقدم النقوش اليمنية تاريخاً يعود إلى القرن السابع قبـل الميلاد و مع إستمرار التنقيبات الأثرية وجدت نقوش إلى القرن الثامن قبل المـيلاد و بدأت المعطيات و المؤشرات تتغير و مع إستمرار التنقيبات أيضاً تغير المدى الزمني و وصل أقدم تاريخ لأقدم نقش حتى اليوم إلى 1500 سنة قبل الميلاد يقول الدكتور عبده عثمان المدير التنفيذي للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في اليمن : " للعلم فإن تاريخ النقـوش المسندية قد تغير فكان أقدم نقش يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد و هذه كانت نظريـة قديمة حيث تم العثور على نقوش و مخربشات بخط المسند في هجر الريحاني بوادي الجوبة و في هجر بن حميد في بيحان تعود إلى حوالي " 1200 " سنة قبل الميلاد و هذه الـشقف الفخارية و اللقى الأثرية الطينية وجدت في طبقات أثرية يعود تاريخها إلى " 1200 " سـنة قبل الميلاد و عليها أسماء لأشخاص و هذا يؤكد أن اللغة السبئية موجودة و متزامنـة مـع اللغات القديمة الأخرى و أنها ليست متفرعة منها " كما أنه تم العثور على نقش سبئي في جبل البلق في مأرب يسمى نقش " الكهان " يعود تاريخه إلى " 1200 " سنة قبل المـيلاد و هو خط منمق متطور يدل دلالة قاطعة أنه جاء من رحم و زمن خط متطور يسبقه بمئات السنين و بهذين النقشين اللذين وجدا بلغتين مختلفتين الأول من اللغة القتبانية و الثاني من اللغة السبئية لهو أكبر رد وحجة على من يقول بأن اللغة اليمنية أخذت أبجـدياتها مـن اللغات الأخرى الشمالية كالكنعانية أو السينائية أو الفينيقية أو الأوغاريتية أو الآرامية و غيرها .
• و يقول الدكتور ديتلف نيلسن إن أصل الأبجدية الأوروبية ترجع إلى الأبجدية اليمنية كما أن واقع الحال من حيث الشواهد الآثارية و النقوش المكتشفة باللغة اليمنية و خاصة الحضرمية و المعينية و السبئية في ددان العلا و سيناء و تل العمارنة المصرية و في جزيرة ديلوس اليونانية و أماكن آخرى متفرقة من العالم القديم هي من أهم الأدلة على إنتقال و فاعلية اللغة و الكتابة اليمنية من الجنوب إلى الشمال و ليس العكس .
• كما أن اللغة و الخط الأمازيغي المعروف بالتيفيناغ في أقصى المغرب العربي و هما يعودان إلى اللغة و الخـط اليمني المسندي القديم في الأصل يعزز من النظرية القائلة بإنتقال اللغة و الخط و كذلك النزوح و الهجرة البشرية نحو الشمال و ليس العكس و لو كان العكس هو الصحيح لوجدنا نقوشاً متعددة شماليـة في وسط و جنوب الجزيرة العربية .
• اليمن الخضراء عرفت الكتابة منذ أقدم العصور و كانت أعرف الأمم بالخط المسند فقد روي عن الحبر عبدالله بن العباس : " أن اليمنيين تلقوا الخط المبتدأ المتصل عن كتب هود عليه السلام و في " سيرة إبن هشام " أن الخط جاء من حمير و نقل فؤاد حمزة في " قلب الجزيرة " أن الباحث العالم الهولندي المستر" فانزر مولن " : " زار ديار عاد بحضرموت و قرية المشهد و خرابة عينون و وجد هناك كتابات حضرمية و سبئية قديمة إلا أن دراستها و تمحيص ما فيها تستغرق من الجهد و الوقت ما لم يمكنه هو أن يقوم به " .
• و يذكر العلامة "جلازر " إلى أن الكتابة المعينية ترجع إلى ما قبل المسيح بألفي عام و لذلك يكون أقدم من الكتابة الفينيقية التي لم تظهر إلا قبل المسيح بألف سنة رسم أشكال الرموز و تمثل في نفس الوقت " أثراً باقياً لثقافة فذة ذات شخصية متميزة و عالية التطور كما يقول الدكتور بيستون كذلك .
• و قد فند الدكتور الكبير اليمني الأستاذ : إبراهيم محمد الصلوي مزاعم الذين يقولون بأن الخط الفينيقي هو أصل الخط المسند .
الصلوي قال إن المسند يحوي 29 حرفاً بينما الفينيقي في 22 حرفاً فقط و هذا هو الفرق الجوهري الذي يميز الخط المسند عن الفينيقي .
الصلوي الذي يعمل أستاذ فقه اللغات السامية و النقوش اليمنية القديمة بجامعتي صنعاء و تعز أضاف في محاضرة له في قاعة المنتدى الثقافي بمؤسسة السعيد للعلوم و الثقافة بتعز بعنوان ( ك
• يذكر عالم الآثار الألماني بيرنهارد موريتز إلى « أن أصل إيجاد الكتابة بالحروف الهيروغليفية كان في اليمن و هو يعتقد أن اليمانيين هم الذين إخترعوا الكتابة و ليس الفينيقيون هم الذين إخترعوها كما هو الرأي المشهور و قد أفضي موريتز بأدلته على هذا الرأي و قال : إن الفينيقيين إنما بنوا كتابتهم على الكتابة العربية اليمنية ثم أن اليونانيين أخذوا الكتابة عن الفينيقيين و عنهم أخذ الرومانيون فيكون العرب اليمنيين هم الذين أوجدوا الكتابة في العالم و لهذا الإعتبار هم الذين أوجدوا المدنية » .
د. سعيد عوض باوزير : الفكر و الثقافة في التاريخ الحضرمي .
• و قد كانت الدراسات تقول بأن أقدم النقوش اليمنية تاريخاً يعود إلى القرن السابع قبـل الميلاد و مع إستمرار التنقيبات الأثرية وجدت نقوش إلى القرن الثامن قبل المـيلاد و بدأت المعطيات و المؤشرات تتغير و مع إستمرار التنقيبات أيضاً تغير المدى الزمني و وصل أقدم تاريخ لأقدم نقش حتى اليوم إلى 1500 سنة قبل الميلاد يقول الدكتور عبده عثمان المدير التنفيذي للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في اليمن : " للعلم فإن تاريخ النقـوش المسندية قد تغير فكان أقدم نقش يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد و هذه كانت نظريـة قديمة حيث تم العثور على نقوش و مخربشات بخط المسند في هجر الريحاني بوادي الجوبة و في هجر بن حميد في بيحان تعود إلى حوالي " 1200 " سنة قبل الميلاد و هذه الـشقف الفخارية و اللقى الأثرية الطينية وجدت في طبقات أثرية يعود تاريخها إلى " 1200 " سـنة قبل الميلاد و عليها أسماء لأشخاص و هذا يؤكد أن اللغة السبئية موجودة و متزامنـة مـع اللغات القديمة الأخرى و أنها ليست متفرعة منها " كما أنه تم العثور على نقش سبئي في جبل البلق في مأرب يسمى نقش " الكهان " يعود تاريخه إلى " 1200 " سنة قبل المـيلاد و هو خط منمق متطور يدل دلالة قاطعة أنه جاء من رحم و زمن خط متطور يسبقه بمئات السنين و بهذين النقشين اللذين وجدا بلغتين مختلفتين الأول من اللغة القتبانية و الثاني من اللغة السبئية لهو أكبر رد وحجة على من يقول بأن اللغة اليمنية أخذت أبجـدياتها مـن اللغات الأخرى الشمالية كالكنعانية أو السينائية أو الفينيقية أو الأوغاريتية أو الآرامية و غيرها .
• و يقول الدكتور ديتلف نيلسن إن أصل الأبجدية الأوروبية ترجع إلى الأبجدية اليمنية كما أن واقع الحال من حيث الشواهد الآثارية و النقوش المكتشفة باللغة اليمنية و خاصة الحضرمية و المعينية و السبئية في ددان العلا و سيناء و تل العمارنة المصرية و في جزيرة ديلوس اليونانية و أماكن آخرى متفرقة من العالم القديم هي من أهم الأدلة على إنتقال و فاعلية اللغة و الكتابة اليمنية من الجنوب إلى الشمال و ليس العكس .
• كما أن اللغة و الخط الأمازيغي المعروف بالتيفيناغ في أقصى المغرب العربي و هما يعودان إلى اللغة و الخـط اليمني المسندي القديم في الأصل يعزز من النظرية القائلة بإنتقال اللغة و الخط و كذلك النزوح و الهجرة البشرية نحو الشمال و ليس العكس و لو كان العكس هو الصحيح لوجدنا نقوشاً متعددة شماليـة في وسط و جنوب الجزيرة العربية .
• اليمن الخضراء عرفت الكتابة منذ أقدم العصور و كانت أعرف الأمم بالخط المسند فقد روي عن الحبر عبدالله بن العباس : " أن اليمنيين تلقوا الخط المبتدأ المتصل عن كتب هود عليه السلام و في " سيرة إبن هشام " أن الخط جاء من حمير و نقل فؤاد حمزة في " قلب الجزيرة " أن الباحث العالم الهولندي المستر" فانزر مولن " : " زار ديار عاد بحضرموت و قرية المشهد و خرابة عينون و وجد هناك كتابات حضرمية و سبئية قديمة إلا أن دراستها و تمحيص ما فيها تستغرق من الجهد و الوقت ما لم يمكنه هو أن يقوم به " .
• و يذكر العلامة "جلازر " إلى أن الكتابة المعينية ترجع إلى ما قبل المسيح بألفي عام و لذلك يكون أقدم من الكتابة الفينيقية التي لم تظهر إلا قبل المسيح بألف سنة رسم أشكال الرموز و تمثل في نفس الوقت " أثراً باقياً لثقافة فذة ذات شخصية متميزة و عالية التطور كما يقول الدكتور بيستون كذلك .
• و قد فند الدكتور الكبير اليمني الأستاذ : إبراهيم محمد الصلوي مزاعم الذين يقولون بأن الخط الفينيقي هو أصل الخط المسند .
الصلوي قال إن المسند يحوي 29 حرفاً بينما الفينيقي في 22 حرفاً فقط و هذا هو الفرق الجوهري الذي يميز الخط المسند عن الفينيقي .
الصلوي الذي يعمل أستاذ فقه اللغات السامية و النقوش اليمنية القديمة بجامعتي صنعاء و تعز أضاف في محاضرة له في قاعة المنتدى الثقافي بمؤسسة السعيد للعلوم و الثقافة بتعز بعنوان ( ك
تابات المسند و كتابات الزبور ) ألقاها الخميس أن خط المسند يكشف إسهام أهل اليمن في الحضارة الإنسانية و أن الإهمال الذي أصاب خط المسند هو راجع إلى إنضمام اليمنيون للإسلام حيث بدوا يتعلمون اللغة العربية لفهم أمور دينهم بينما بقيت كتبات المسند منحوتة على الصخور و مخابئ المناطق الأثرية القديمة و لم يعرف عنه إلا بعض الإشارات في المصادر العربية حيث كان و هذا يدل على ضعف الإهتمام بالمخزون التاريخي لليمن القديم .
و قارن الصلوي في محاضرته بين خطي المسند و الزبور و قال إن المسند كان يستخدم في المعاملات القانوية و التخليد و كذلك الإعترافات و النذور الدينية للآلة و لذلك كان ينحت على الصخور .
و أكد العالم الدكتور إبراهيم محمد الصلوي أن هناك علاقة بين المسند و الإغريق من حيث عدد الحروف الأقرب لخط المسند أنها تشترك مع الأجروغيقية بل أن الخط الإغريق مستمد و مشتق من المسند اليمني ( تعليقي هنا أنا أعضده بأن عمر المسند اليمني هو منذ الألف الرابع قبل
الميلاد و هو أصل الكثير العديد من الخطوط في مناطق مختلفة من العالم القديم ) .
• و يذكر الأركيلوجي الأستاذ القدير خالد الحاج حول مكتشف كهف الميفاع الأثري بالبيضاء من اليمن بأن الكهف نفسه توجد فيه طبقات بيت و في طبقة الألوان نفسها و تحتها كذلك جميعها هي التي ترجع إلى المرحلة المبكرة من العصر البرونزي أي إلى 3000 ق.م كما هو موجود بالصورتين من داخل الكهف و هي كتابة لخط قلم المسند في طوره البدائي القديم و بجانب الحروف رسوم صخرية آدمية و حيوانية و كلها لونت من أصماغ الأشجار الملونة المحيطة بالموقع ذات اللون الأحمر و الأصفر و البني المستخرجة منها و هي المادة المكونة للرسم و الكتابة على جدران الصخر من داخل الكهف و كذلك لدينا أدلة قوية من المواقع التي أقوم بدراستها في رسالتي بالإضافة إلى بعض العينات التي قمت بتحليلها في معامل باريس و هي مستخرجة من بعض المواقع التي قمت بالتنقيب فيها في منطقة حوض صنعاء و حقيقة الآن هناك من يؤيد أن الخط السينائي نفسه مشتق من خط المسند و هذا ما سيقوم بإظهارة كذلك أستاذنا و معلمنا البرفسور إبراهيم الصلوي من خلال كتابه الذي أصبح على وشك الطبع و النشر و أعتقد أن كتابه هذا سيصنع ضجة علمية و عالمية كبيرة بإذن الله حول هذه الإكتشافات الأركيلوجية الحديثة .
• إن هذا يدل دلالة واضحة بأن خط المسند اليمني هو خط قديم يرجع إلى ما قبل الألف الثاني ق.م بكثير و الذي وجدت له نمطه و طوره البدائي القديم الأقدم على الرسوم الصخرية و الجدارية على هئية مخربشات كتابية مسندية بدائية لم تحظى بعد بالدراسة اللازمة و الكافية والإهتمام و يؤرخ عمرها منذ الألف الثالث ق.م أي منذ العصر البرونزي على أقل تقدير كتلك التي وجدت في كهف الميفاع في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء باليمن التي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد و حقيقة قلة الدراسات و الأبحاث العلمية الرصينة حولها جعل الكثير لا يعرف تاريخ قلم خط المسند اليمني العريق الغائر في عمق التاريخ الإنساني القديم .
• و إن خط المسند اليمني هو خط محلي بإمتياز و لم يستورد أو يأخذ من خارج اليمن و لم يشتق من أي خط آخر من الخطوط سواء من الخط السينائي أو الأوغاريتي أو الفينيقي أو الكنعاني أو غيرهم بل إن العكس هو الصحيح إنتقال خط المسند كان في الأصل من مهده الجنوب جنوب الجزيرة العربية اليمن و من ثم إنتقل إلى شمال الجزيرة العربية و إلى شرق إفريقيا بالحبشة في إثيوبيا و إريتريا و غيرها من الأماكن و النقوش التي لم تكتشف بعد و تنقب ناهيك عن المسروقة و المهربه عبر تجار الآثار و الموجودة في المتاحف العالمية التي سرقتها الدول الأوروبية و الأمريكية أيام البعثات الأجنبية في اليمن و الكثير جدا من مجاهيل التاريخ الأول للإنسانية جمعاء تاريخ اليمن العريق .
• الصورتين : من كهف الميفاع بالبيضاء الذي يؤرخ إلى الألف الرابع ق.م و هي واضحة فيها كتابة خط المسند القديم البدائي اليمني العريق و الجميل
و قارن الصلوي في محاضرته بين خطي المسند و الزبور و قال إن المسند كان يستخدم في المعاملات القانوية و التخليد و كذلك الإعترافات و النذور الدينية للآلة و لذلك كان ينحت على الصخور .
و أكد العالم الدكتور إبراهيم محمد الصلوي أن هناك علاقة بين المسند و الإغريق من حيث عدد الحروف الأقرب لخط المسند أنها تشترك مع الأجروغيقية بل أن الخط الإغريق مستمد و مشتق من المسند اليمني ( تعليقي هنا أنا أعضده بأن عمر المسند اليمني هو منذ الألف الرابع قبل
الميلاد و هو أصل الكثير العديد من الخطوط في مناطق مختلفة من العالم القديم ) .
• و يذكر الأركيلوجي الأستاذ القدير خالد الحاج حول مكتشف كهف الميفاع الأثري بالبيضاء من اليمن بأن الكهف نفسه توجد فيه طبقات بيت و في طبقة الألوان نفسها و تحتها كذلك جميعها هي التي ترجع إلى المرحلة المبكرة من العصر البرونزي أي إلى 3000 ق.م كما هو موجود بالصورتين من داخل الكهف و هي كتابة لخط قلم المسند في طوره البدائي القديم و بجانب الحروف رسوم صخرية آدمية و حيوانية و كلها لونت من أصماغ الأشجار الملونة المحيطة بالموقع ذات اللون الأحمر و الأصفر و البني المستخرجة منها و هي المادة المكونة للرسم و الكتابة على جدران الصخر من داخل الكهف و كذلك لدينا أدلة قوية من المواقع التي أقوم بدراستها في رسالتي بالإضافة إلى بعض العينات التي قمت بتحليلها في معامل باريس و هي مستخرجة من بعض المواقع التي قمت بالتنقيب فيها في منطقة حوض صنعاء و حقيقة الآن هناك من يؤيد أن الخط السينائي نفسه مشتق من خط المسند و هذا ما سيقوم بإظهارة كذلك أستاذنا و معلمنا البرفسور إبراهيم الصلوي من خلال كتابه الذي أصبح على وشك الطبع و النشر و أعتقد أن كتابه هذا سيصنع ضجة علمية و عالمية كبيرة بإذن الله حول هذه الإكتشافات الأركيلوجية الحديثة .
• إن هذا يدل دلالة واضحة بأن خط المسند اليمني هو خط قديم يرجع إلى ما قبل الألف الثاني ق.م بكثير و الذي وجدت له نمطه و طوره البدائي القديم الأقدم على الرسوم الصخرية و الجدارية على هئية مخربشات كتابية مسندية بدائية لم تحظى بعد بالدراسة اللازمة و الكافية والإهتمام و يؤرخ عمرها منذ الألف الثالث ق.م أي منذ العصر البرونزي على أقل تقدير كتلك التي وجدت في كهف الميفاع في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء باليمن التي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد و حقيقة قلة الدراسات و الأبحاث العلمية الرصينة حولها جعل الكثير لا يعرف تاريخ قلم خط المسند اليمني العريق الغائر في عمق التاريخ الإنساني القديم .
• و إن خط المسند اليمني هو خط محلي بإمتياز و لم يستورد أو يأخذ من خارج اليمن و لم يشتق من أي خط آخر من الخطوط سواء من الخط السينائي أو الأوغاريتي أو الفينيقي أو الكنعاني أو غيرهم بل إن العكس هو الصحيح إنتقال خط المسند كان في الأصل من مهده الجنوب جنوب الجزيرة العربية اليمن و من ثم إنتقل إلى شمال الجزيرة العربية و إلى شرق إفريقيا بالحبشة في إثيوبيا و إريتريا و غيرها من الأماكن و النقوش التي لم تكتشف بعد و تنقب ناهيك عن المسروقة و المهربه عبر تجار الآثار و الموجودة في المتاحف العالمية التي سرقتها الدول الأوروبية و الأمريكية أيام البعثات الأجنبية في اليمن و الكثير جدا من مجاهيل التاريخ الأول للإنسانية جمعاء تاريخ اليمن العريق .
• الصورتين : من كهف الميفاع بالبيضاء الذي يؤرخ إلى الألف الرابع ق.م و هي واضحة فيها كتابة خط المسند القديم البدائي اليمني العريق و الجميل
( في أصول حضارة اليمن القديمة )
" دراسة تحليلية نقدية "
• المعلومات والأدلة الأثرية والجيمورفولوجية والمناخية تشير إلى أن اليمن كانت منطقة ملائمة للزراعة والاستقرار في فترة العصر البرونزي ، فقد عثر مؤخراً على بقايا أنظمة للزراعة والري والمساكن والأدوات المنزلية كالفخار والرحى في مناطق خولان والحدأ (de Maigret 1984, 1990) وتهامة (Tosi 1985) وقانيا ووعلان ووادي الجوبة وبدبدة ( Ghaleb 1990, 1992) ووادي بيحان ( Bowen 1958) ومارب (Brunner 1983) أوضحت نتائج التحقيقات والدراسات التي أجريت عليها أنها تنتمي لثقافات العصر البرونزي وهي ثقافات حضرية لمجتمعات مارسوا إنتاج الطعام وصناعة الفخار والتعدين ، وأنها تمتلك خصائص ومميزات تعكس أصالتها المحلية ومراحل نموها المختلفة ، رغم أنه كان نمواً بطيئاً ، لكنه كان طبيعياً ومتواصلاً .
• و لأن المعلومات والأدلة التي زودتنا بها تلك المكتشفات تفيد في التعرف على مميزات وخصائص ثقافات العصر البرونزي في اليمن وتدعم رأينا أن المعلومات والاستنتاجات التي بنيت عليها نظريات الفجوة في الثقافات القديمة في اليمن ناقصة وغير أساسية ، لذلك ينبغي علينا عرض نتائجها في الآتي :
في وادي الجوبة
تشير نتائج الدراسات الأثرية والجيمورفولوجية التي أجريت في وادي الجوبة إلى أن جزءاً كبيراً من طبقات الإرساب الطمئي في الوادي تتكون من التربة الناعمة والرملية والحصوية ، وهي لإرسابات صلبة مستوياتها التحتية (السفلى) كانت قد ترسبت طبيعياً خلال العصور الجيولوجية "بليستوسين" و "هولوسين" (Overstreet, Grolier, Toplyn 1988) ، تعلوا الإرسابات الطبيعية إرسابات العصر الهولوسيني الحديث التي تكون طبقات التربة الزراعية المختلفة ، وتفصل بين الإرساب الطبيعي وإرساب التربة الزراعية طبقة رمادية أو سوداء كانت قد تكونت خلال الفترة الرطبة خلال العصر الوسيط والحديث من عصر الهولوسين ، وقد أعطت نتائج تحليل عينات راديو كربون المشع تواريخ لهذه الطبقة تعود إلى الألف السابع والألف الخامس قبل الميلاد (Ghaleb 1990; Overstreet, Grolier, Toplyn 1988) .
• مناقشات واستنتاجات
من واقع استعراضنا للنظريات التي تناولت ظاهرة الثقافات المتطورة التي كانت سائدة في الألف الأول قبل الميلاد في اليمن ، وجدنا أنها وقعت في الخطأ عندما أعتقد أن تلك الثقافات لها أصول أجنبية وكذلك في تفسيرها لغياب ثقافات العصور البرونزية في مناطق الأراضي السهلية في اليمن ، بأنه كان "فجوة" في الثقافات اليمنية القديمة امتدت من الألف الرابع حتى الألف الأول قبل الميلاد . وجاء رفضنا التسليم بهذه النظريات تأكيداً للرأي بأن النمو الثقافي في اليمن في الفترة التي سبقت الألف الأول قبل الميلاد – رغم أنه كان بطيئاً – كان طبيعياً ومنتظماً ، وأن الخصائص المميزة لتلك الثقافات التي أبرزتها الدراسات الأثرية الحديثة هي خصائص محلية ، وأن تفسير عدم تمكن البعثات الأثرية أو الأثريين الذين أنجزوا أعمال المسح والتنقيب الأثري في الماضي ، من العثور على مستوطنات ومواد أثرية تنسب لفترة العصور البرونزية بأن هناك فجوة ثقافية امتدت لتشمل هذه الفترة . وكان لغياب الإستراتيجية الواضحة للعمل الأثري في الماضي أثر في تحديد أهداف البحث الأثري وتوسيعه .
• وكانت الدراسات الأثرية والجيمورفولوجية الجديدة قد كشفت لنا عن معلومات ومواد أثرية ومستوطنات سكنية ، تخبرنا نتائج التحقيقات والتحليلات التي أجريت عليها أن مناخ شبه الجزيرة العربية بدأ منذ الألف السادس قبل الميلاد يميل تدريجياً نحو الجفاف ، وأنه أستمر إلى ما بعد الألف الثالث قبل الميلاد ( Ghaleb 1990: 27-31; Grolier 1988: 350; Zarins et. Al. 1979: 10; Brice 1978: 51-55; MacClure 1976, 1978, 1984) . ومن الجائز أن يكون هذا التغير المناخي قد انعكس بدوره على حياة الناس والحيوان والنبات ، فالمعلومات المنشورة تشير إلى أن الإنسان لجأ في حوالي الألف الرابع قبل الميلاد وربما الألف الخامس قبل الميلاد إلى الاستقرار وإنتاج الطعام في مناطق المرتفعات الجبلية (Ghaleb 1990; de Maiget 1990) . وتوضح المعلومات والدلائل الأثرية والجيمورفولوجية التي جاءت من هذه المناطق في المرتفعات الجبلية أن السكان خلال هذه الفترة عاشوا في قرى زراعية على ضفاف الوديان الرئيسية والفرعية التي كانت ملائمة للعيش وتتوفر بها المصادر الاقتصادية الأساسية . وكان السكان في هذه القرى يمارسون الزراعة وتربية الحيوانات وفق نظام اقتصادي – اجتماعي دقيق ، كشفت عنه الدراسات وتحليلات طبعات النباتات على الفخار وعينات عظام الحيوانات (Fedele 1984, 1990; Costantini 1990; Ghaleb 1990) ، كما أوضحت نتائج هذه الدراسات والتحليلات أن الزراعة في تلك المناطق كانت تعتمد على الأمطار الموسمية ، وأنه كان هناك موسمان للزراعة في السنة ، مارس السكان خلال الموسمين زراعة الشعير والذرة السكرية والحنطة والدخن والشوفان ، وربما أيضاً مارسوا زراعة النخيل وف
" دراسة تحليلية نقدية "
• المعلومات والأدلة الأثرية والجيمورفولوجية والمناخية تشير إلى أن اليمن كانت منطقة ملائمة للزراعة والاستقرار في فترة العصر البرونزي ، فقد عثر مؤخراً على بقايا أنظمة للزراعة والري والمساكن والأدوات المنزلية كالفخار والرحى في مناطق خولان والحدأ (de Maigret 1984, 1990) وتهامة (Tosi 1985) وقانيا ووعلان ووادي الجوبة وبدبدة ( Ghaleb 1990, 1992) ووادي بيحان ( Bowen 1958) ومارب (Brunner 1983) أوضحت نتائج التحقيقات والدراسات التي أجريت عليها أنها تنتمي لثقافات العصر البرونزي وهي ثقافات حضرية لمجتمعات مارسوا إنتاج الطعام وصناعة الفخار والتعدين ، وأنها تمتلك خصائص ومميزات تعكس أصالتها المحلية ومراحل نموها المختلفة ، رغم أنه كان نمواً بطيئاً ، لكنه كان طبيعياً ومتواصلاً .
• و لأن المعلومات والأدلة التي زودتنا بها تلك المكتشفات تفيد في التعرف على مميزات وخصائص ثقافات العصر البرونزي في اليمن وتدعم رأينا أن المعلومات والاستنتاجات التي بنيت عليها نظريات الفجوة في الثقافات القديمة في اليمن ناقصة وغير أساسية ، لذلك ينبغي علينا عرض نتائجها في الآتي :
في وادي الجوبة
تشير نتائج الدراسات الأثرية والجيمورفولوجية التي أجريت في وادي الجوبة إلى أن جزءاً كبيراً من طبقات الإرساب الطمئي في الوادي تتكون من التربة الناعمة والرملية والحصوية ، وهي لإرسابات صلبة مستوياتها التحتية (السفلى) كانت قد ترسبت طبيعياً خلال العصور الجيولوجية "بليستوسين" و "هولوسين" (Overstreet, Grolier, Toplyn 1988) ، تعلوا الإرسابات الطبيعية إرسابات العصر الهولوسيني الحديث التي تكون طبقات التربة الزراعية المختلفة ، وتفصل بين الإرساب الطبيعي وإرساب التربة الزراعية طبقة رمادية أو سوداء كانت قد تكونت خلال الفترة الرطبة خلال العصر الوسيط والحديث من عصر الهولوسين ، وقد أعطت نتائج تحليل عينات راديو كربون المشع تواريخ لهذه الطبقة تعود إلى الألف السابع والألف الخامس قبل الميلاد (Ghaleb 1990; Overstreet, Grolier, Toplyn 1988) .
• مناقشات واستنتاجات
من واقع استعراضنا للنظريات التي تناولت ظاهرة الثقافات المتطورة التي كانت سائدة في الألف الأول قبل الميلاد في اليمن ، وجدنا أنها وقعت في الخطأ عندما أعتقد أن تلك الثقافات لها أصول أجنبية وكذلك في تفسيرها لغياب ثقافات العصور البرونزية في مناطق الأراضي السهلية في اليمن ، بأنه كان "فجوة" في الثقافات اليمنية القديمة امتدت من الألف الرابع حتى الألف الأول قبل الميلاد . وجاء رفضنا التسليم بهذه النظريات تأكيداً للرأي بأن النمو الثقافي في اليمن في الفترة التي سبقت الألف الأول قبل الميلاد – رغم أنه كان بطيئاً – كان طبيعياً ومنتظماً ، وأن الخصائص المميزة لتلك الثقافات التي أبرزتها الدراسات الأثرية الحديثة هي خصائص محلية ، وأن تفسير عدم تمكن البعثات الأثرية أو الأثريين الذين أنجزوا أعمال المسح والتنقيب الأثري في الماضي ، من العثور على مستوطنات ومواد أثرية تنسب لفترة العصور البرونزية بأن هناك فجوة ثقافية امتدت لتشمل هذه الفترة . وكان لغياب الإستراتيجية الواضحة للعمل الأثري في الماضي أثر في تحديد أهداف البحث الأثري وتوسيعه .
• وكانت الدراسات الأثرية والجيمورفولوجية الجديدة قد كشفت لنا عن معلومات ومواد أثرية ومستوطنات سكنية ، تخبرنا نتائج التحقيقات والتحليلات التي أجريت عليها أن مناخ شبه الجزيرة العربية بدأ منذ الألف السادس قبل الميلاد يميل تدريجياً نحو الجفاف ، وأنه أستمر إلى ما بعد الألف الثالث قبل الميلاد ( Ghaleb 1990: 27-31; Grolier 1988: 350; Zarins et. Al. 1979: 10; Brice 1978: 51-55; MacClure 1976, 1978, 1984) . ومن الجائز أن يكون هذا التغير المناخي قد انعكس بدوره على حياة الناس والحيوان والنبات ، فالمعلومات المنشورة تشير إلى أن الإنسان لجأ في حوالي الألف الرابع قبل الميلاد وربما الألف الخامس قبل الميلاد إلى الاستقرار وإنتاج الطعام في مناطق المرتفعات الجبلية (Ghaleb 1990; de Maiget 1990) . وتوضح المعلومات والدلائل الأثرية والجيمورفولوجية التي جاءت من هذه المناطق في المرتفعات الجبلية أن السكان خلال هذه الفترة عاشوا في قرى زراعية على ضفاف الوديان الرئيسية والفرعية التي كانت ملائمة للعيش وتتوفر بها المصادر الاقتصادية الأساسية . وكان السكان في هذه القرى يمارسون الزراعة وتربية الحيوانات وفق نظام اقتصادي – اجتماعي دقيق ، كشفت عنه الدراسات وتحليلات طبعات النباتات على الفخار وعينات عظام الحيوانات (Fedele 1984, 1990; Costantini 1990; Ghaleb 1990) ، كما أوضحت نتائج هذه الدراسات والتحليلات أن الزراعة في تلك المناطق كانت تعتمد على الأمطار الموسمية ، وأنه كان هناك موسمان للزراعة في السنة ، مارس السكان خلال الموسمين زراعة الشعير والذرة السكرية والحنطة والدخن والشوفان ، وربما أيضاً مارسوا زراعة النخيل وف
المصادر التاريخية والأثرية المذكورة أعلاه ، وإن وجد فهوا إسهام غير مباشر حدث بحكم الاتصالات المستمرة لليمنيين القدماء مع مجتمعات مدن الشرق الأدنى القديم واليونان ، لكنه لم يرتقى إلى مستوى الإسهام الفعلي في تشكيل الأنماط الثقافية التي ازدهرت في الألف الأول قبل الميلاد في اليمن أو في تحديد اتجاهاتها وتطورها . وأن تلك الصلات كانت فقط عاملاً من عوامل التقارب بين الثقافات التي ظهرت في اليمن في الألف الأول قبل الميلاد والثقافات المعاصرة لها في بلدان الشرق الأدنى القديم وبلاد اليونان .
المصدر :
د. عبده عثمان غالب : مقالة في مجلة التاريخ والآثار ، العددان الثاني والثالث 1993-1994 . ومنذ ذلك الوقت توالت الأعمال والاكتشافات الأثرية في اليمن ، وجميعها تؤكد صحة المعلومات العلمية والأدلة الأثرية التي وردت في المقالة لدحض تلك الفرضيات. ولأهمية تلك المعلومات والأدلة الأثرية ، والطريقة التي اتبعت في عرضها نعيد نشرها للاستفادة من المعلومات والأدلة الواردة فيها والمنهج العلمي الأثري الذي استخدم في عرضها
المصدر :
د. عبده عثمان غالب : مقالة في مجلة التاريخ والآثار ، العددان الثاني والثالث 1993-1994 . ومنذ ذلك الوقت توالت الأعمال والاكتشافات الأثرية في اليمن ، وجميعها تؤكد صحة المعلومات العلمية والأدلة الأثرية التي وردت في المقالة لدحض تلك الفرضيات. ولأهمية تلك المعلومات والأدلة الأثرية ، والطريقة التي اتبعت في عرضها نعيد نشرها للاستفادة من المعلومات والأدلة الواردة فيها والمنهج العلمي الأثري الذي استخدم في عرضها
اكهة الشطب (Costantini 1984, 1990) . وقد عثر على بقايا أقنية الري البدائية والحقول الزراعية في عدد من مناطق المرتفعات الجبلية تؤرخ بحوالي الألف الرابع – الألف الثالث قبل الميلاد (Ghaleb 1990) .
• مما تقدم نستطيع القول أن المعلومات والأدوات والمواد الأثرية والجيمورفولوجية التي كشفت عنها مؤخراً الدراسات العلمية وتضمنتها هذه الدراسة التحليلية النقدية ، جاءت لتؤكد صحة الرأي أن "الفجوة" لم تكن ثقافية بل هي فجوة في المعرفة الأثرية بثقافات العصر البرونزي في اليمن ، وأن هذه الفجوة في المعرفة الأثرية كانت قد نتجت عن إهمال الأثريين المهتمين بآثار الشرق الأدنى القديم إدخال اليمن ضمن إستراتيجية أبحاثهم الأثرية ، فقد كانوا ينظرون إليها على أنها منطقة صحراوية وجبلية وعرة ، وبالتالي فهي منطقة غير مهمة ، بالإضافة إلى عدم معرفة المؤسسات الرسمية في اليمن لأهمية البحث الأثري في الكشف عن ثقافات الماضي بحثاً عن أصول الحاضر فيها . وكان هذا التجاهل قد سبب نقصاً في السجل الأثري الذي يحتوي على أهم المعلومات والأدلة الأثرية عن ثقافات اليمن في فترة العصر البرونزي التي بلغت أوج ازدهارها في فترة العصر الحديدي (الألف الثاني – الألف الأول قبل الميلاد)
• و يرجح أن ذلك الازدهار الذي بلغته تلك الثقافات كان مرده تنشيط التجارة الخارجية الذي أرتبط بفاعلية النظم الزراعية واقنية الري المتطورة والتعدين وقيام دويلات المدن التي أرست قواعد النظم السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية ، والتي جاءت كنتيجة لتطور المراكز الإدارية والاقتصادية والسياسية التي نمت منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد في أودية الأرض السهلية القريبة من الحدود الغربية لرملة السبعتين (Ghaleb 1990) ، وأن الثقافات التي ازدهرت في هذه المدن والمراكز الكبيرة هي ثقافات محلية تعود عناصرها الأساسية لثقافات العصر البرونزي في اليمن . كما أن مستوطني المدن والمراكز الكبيرة في أودية الأرض السهلية هم يمنيون كانوا يعيشون في مناطق المرتفعات الجبلية قبل انتقال أعداد منهم للعيش في هذه الوديان الكبيرة ، وكان التحول المناخي قد دفعهم إلى الهبوط من بيئتهم الجبلية إلى الاستقرار في أودية الأرض السهلية في حوالي نهاية الألف الثالث /بداية الألف الثاني قبل الميلاد (Ghaleb 1990; Brunner 1983) .
• و لذا فمن المهم أن نوضح هذا الرأي الذي تدعمه نتائج الدراسات الأثرية والجيمورفولوجية الحديثة في اليمن . فقد تحقق لنا من هذه الدراسة التحليلية للمعلومات والأدلة الأثرية والجيمورفولوجية أعلاه من ناحية ظاهرة نمط المستوطنات وتراصف طبقات التربة الزراعية أو المواد الأثرية أن هناك احتمال قوي أن يكون السكان الذين عاشوا خلال المراحل الأخيرة من العصر الحجري الحديث في مناطق المرتفعات الجبلية قد مارسوا الزراعة كنشاط اقتصادي بدائي إلى جانب الجمع والصيد التي ظلوا يمارسونها كنمط اقتصادي تخصصي إلى أن استكملوا معارفهم بالزراعة وتحولوا إلى ممارستها كنمط اقتصادي أساسي . فقد بينت نتائج تحليلات عينات التربة وطبعات النباتات على الفخار وراديو كربون المشع وأنماط التخطيط الهندسي للمساكن أن مناطق المرتفعات الجبلية كانت قد شهدت نشاطات استيطانية وزراعية وصناعة الفخار والتعدين في حوالي الألف الرابع قبل الميلاد ؛ وأن سكان تلك المناطق مارسوا نشاطات تخصصية في إطار النمط الاقتصادي البدائي (الجمع والصيد) ، وأنه في حوالي الألف الخامس قبل الميلاد عرف سكان هذه المناطق الزراعة وزادت ميولهم نحو ممارسة إنتاج الطعام فكثفوا من نشاطهم الزراعي وتحولوا تدريجياً إلى ممارستها كنمط اقتصادي إنتاجي حل محل النمط الاقتصادي البدائي السابق (الجمع والصيد) .
• و أنه من مناطق المرتفعات الجبلية كان انتشار المعرفة بالزراعة تدريجياً نحو الأراضي المنخفضة إلى أن وصلت الوديان الكبيرة في الأراضي السهلية التي تقع على ارتفاع ألف متر من مستوى سطح البحر ، وكان وصول فكرة الزراعة إلى تلك الوديان الكبيرة في حوالي نهاية الألف الثالث/بداية الألف الثاني قبل الميلاد . وكان هذا الانتشار التدريجي للزراعة قد ارتبط بالارتفاع المستمر في الكثافة السكانية ، والمعرفة المتقدمة بالزراعة والمستوى الحسن الذي حققه السكان في إنتاج أدواتهم ، وكذلك التحول المناخي ، فقد تغيرت موجات المطر وأخذت في الاختفاء المتدرج منذ حوالي الألف الثالث قبل الميلاد . ومن هنا دفعتهم تلك الأسباب إلى الهبوط من بيئتهم الجبلية والاستقرار في تلك الوديان ، لهذا كانوا أجداد سكان المدن والقرى الكبيرة التي نشأت في الألفين الثاني والأول قبل الميلاد في تلك الوديان الكبيرة ، والذين أطلقوا على أنفسهم أسماء السبئيين والقتبانيين والمعينيين والحضرميين والأوسانيين ، ووردت إشارات لهم في التوراة والنقوش الأشورية القديمة ، وفي المصادر الكلاسيكية اليونانية والرومانية ، وفي القرآن .
• نحن هنا لا ننفي وجود إسهام ثقافي أجنبي ، وهو ما تشير إليه بعض تلك
• مما تقدم نستطيع القول أن المعلومات والأدوات والمواد الأثرية والجيمورفولوجية التي كشفت عنها مؤخراً الدراسات العلمية وتضمنتها هذه الدراسة التحليلية النقدية ، جاءت لتؤكد صحة الرأي أن "الفجوة" لم تكن ثقافية بل هي فجوة في المعرفة الأثرية بثقافات العصر البرونزي في اليمن ، وأن هذه الفجوة في المعرفة الأثرية كانت قد نتجت عن إهمال الأثريين المهتمين بآثار الشرق الأدنى القديم إدخال اليمن ضمن إستراتيجية أبحاثهم الأثرية ، فقد كانوا ينظرون إليها على أنها منطقة صحراوية وجبلية وعرة ، وبالتالي فهي منطقة غير مهمة ، بالإضافة إلى عدم معرفة المؤسسات الرسمية في اليمن لأهمية البحث الأثري في الكشف عن ثقافات الماضي بحثاً عن أصول الحاضر فيها . وكان هذا التجاهل قد سبب نقصاً في السجل الأثري الذي يحتوي على أهم المعلومات والأدلة الأثرية عن ثقافات اليمن في فترة العصر البرونزي التي بلغت أوج ازدهارها في فترة العصر الحديدي (الألف الثاني – الألف الأول قبل الميلاد)
• و يرجح أن ذلك الازدهار الذي بلغته تلك الثقافات كان مرده تنشيط التجارة الخارجية الذي أرتبط بفاعلية النظم الزراعية واقنية الري المتطورة والتعدين وقيام دويلات المدن التي أرست قواعد النظم السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية ، والتي جاءت كنتيجة لتطور المراكز الإدارية والاقتصادية والسياسية التي نمت منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد في أودية الأرض السهلية القريبة من الحدود الغربية لرملة السبعتين (Ghaleb 1990) ، وأن الثقافات التي ازدهرت في هذه المدن والمراكز الكبيرة هي ثقافات محلية تعود عناصرها الأساسية لثقافات العصر البرونزي في اليمن . كما أن مستوطني المدن والمراكز الكبيرة في أودية الأرض السهلية هم يمنيون كانوا يعيشون في مناطق المرتفعات الجبلية قبل انتقال أعداد منهم للعيش في هذه الوديان الكبيرة ، وكان التحول المناخي قد دفعهم إلى الهبوط من بيئتهم الجبلية إلى الاستقرار في أودية الأرض السهلية في حوالي نهاية الألف الثالث /بداية الألف الثاني قبل الميلاد (Ghaleb 1990; Brunner 1983) .
• و لذا فمن المهم أن نوضح هذا الرأي الذي تدعمه نتائج الدراسات الأثرية والجيمورفولوجية الحديثة في اليمن . فقد تحقق لنا من هذه الدراسة التحليلية للمعلومات والأدلة الأثرية والجيمورفولوجية أعلاه من ناحية ظاهرة نمط المستوطنات وتراصف طبقات التربة الزراعية أو المواد الأثرية أن هناك احتمال قوي أن يكون السكان الذين عاشوا خلال المراحل الأخيرة من العصر الحجري الحديث في مناطق المرتفعات الجبلية قد مارسوا الزراعة كنشاط اقتصادي بدائي إلى جانب الجمع والصيد التي ظلوا يمارسونها كنمط اقتصادي تخصصي إلى أن استكملوا معارفهم بالزراعة وتحولوا إلى ممارستها كنمط اقتصادي أساسي . فقد بينت نتائج تحليلات عينات التربة وطبعات النباتات على الفخار وراديو كربون المشع وأنماط التخطيط الهندسي للمساكن أن مناطق المرتفعات الجبلية كانت قد شهدت نشاطات استيطانية وزراعية وصناعة الفخار والتعدين في حوالي الألف الرابع قبل الميلاد ؛ وأن سكان تلك المناطق مارسوا نشاطات تخصصية في إطار النمط الاقتصادي البدائي (الجمع والصيد) ، وأنه في حوالي الألف الخامس قبل الميلاد عرف سكان هذه المناطق الزراعة وزادت ميولهم نحو ممارسة إنتاج الطعام فكثفوا من نشاطهم الزراعي وتحولوا تدريجياً إلى ممارستها كنمط اقتصادي إنتاجي حل محل النمط الاقتصادي البدائي السابق (الجمع والصيد) .
• و أنه من مناطق المرتفعات الجبلية كان انتشار المعرفة بالزراعة تدريجياً نحو الأراضي المنخفضة إلى أن وصلت الوديان الكبيرة في الأراضي السهلية التي تقع على ارتفاع ألف متر من مستوى سطح البحر ، وكان وصول فكرة الزراعة إلى تلك الوديان الكبيرة في حوالي نهاية الألف الثالث/بداية الألف الثاني قبل الميلاد . وكان هذا الانتشار التدريجي للزراعة قد ارتبط بالارتفاع المستمر في الكثافة السكانية ، والمعرفة المتقدمة بالزراعة والمستوى الحسن الذي حققه السكان في إنتاج أدواتهم ، وكذلك التحول المناخي ، فقد تغيرت موجات المطر وأخذت في الاختفاء المتدرج منذ حوالي الألف الثالث قبل الميلاد . ومن هنا دفعتهم تلك الأسباب إلى الهبوط من بيئتهم الجبلية والاستقرار في تلك الوديان ، لهذا كانوا أجداد سكان المدن والقرى الكبيرة التي نشأت في الألفين الثاني والأول قبل الميلاد في تلك الوديان الكبيرة ، والذين أطلقوا على أنفسهم أسماء السبئيين والقتبانيين والمعينيين والحضرميين والأوسانيين ، ووردت إشارات لهم في التوراة والنقوش الأشورية القديمة ، وفي المصادر الكلاسيكية اليونانية والرومانية ، وفي القرآن .
• نحن هنا لا ننفي وجود إسهام ثقافي أجنبي ، وهو ما تشير إليه بعض تلك
الألفاظ اليمانية وبناء المعجم التاريخي العربي - حميد العواضي
أضافه مجهول في الاثنين, 05/09/2011 - 1 8:
"اعلم أن لغة العرب لم تنته إلينا بكليتها، وأن الذي جاء من العرب قليل من كثير، وأن كثيرا من الكلم ذهب بذهاب أصله" ابن فارس
مقدمة:
لما كان موضوعنا هو بناء معجم تأريخي للّغة العربية، فإن تناولنا للألفاظ اليمانية وأثرها في بناء المعجم العربي لن يَتَطَرَّق للّهجة اليمنية المعاصرة وما تتسم به من خصوصية في نطاق اللغة العربية المشتركة، كما أننا لن نقف أمام ما ذكرته المصادر اللُّغوية العربية القديمة – المعاجم خاصة- من ألفاظ رأت أنها يمنية محضة؛ ذلك أنه قد صدر عنها -حتى الآن- جملة من الكتب والمنشورات العلمية والقوائم الإحصائية (انظر: الطعان1968 ؛Al-selwi1987 ؛الهلالي1988؛ الصلوي1990؛ الصلوي1991؛ Ghul1993؛ الإرياني1996؛ ناجي2004؛ المخلافي2004) لكن اهتمامنا سينصب على النظر إلى ما جاء في النقوش اليمنية القديمة من ألفاظ تستخدمها الآن اللغة العربية الفصحى دون تخصيص لانتمائها الإقليمي وبلا تاريخ لنشأتها.
وبهذا نَلِج إلى صلب التاريخ للغة العربية بمساعدة النقوش اليمانية، ووضع الفرضيات التاريخية لنشأة طائفة من ألفاظ اللغة العربية وتحديد أصولها بالإسناد التاريخي لما صار متوافرا الآن من المعلومات الآثارية. ويهدف البحث أساسا إلى إصابة مقصدين علميين يخدمان عملية التاريخ للغة العربية في شكلها المعجمي :
- تقديم مصدر جديد يساعد على ضبط المحطات التاريخية لبعض ألفاظ اللغة العربية من خلال النقوش المكتوبة التي ثبتت علميا فترات كتابتها في اليمن.
- التأصيل لفهم بعض الألفاظ العربية والتطور الدلالي والصرفي لها بالرجوع إلى أصولها في اللغة اليمنية القديمة.
ولا شك أن هذه المقاربة تحتاج إلى بيان العلاقة بين الدراسات المعجمية ودراسات النقوش القديمة وتحديد كيفية الاستفادة المتبادلة بينهما لبناء ما نحن بصدد الحديث عنه، أي المعجم التاريخي العربي.
أولا: الدراسات المعجمية ولغة النقوش
تقدمت البحوث الآثارية وخاصة ما يرتبط منها بدارسة لغة النقوش في معزل عن الدراسات المعجمية عامةً، ودراسات المعجم التاريخي العربي خاصةً. ولما كانت الأدبيات المرتبطة بدراسة المعاجم التاريخية محدودة في الكم والنطاق وفي عدد المهتمين، فإن وشائج القربى بين الاختصاصين لم تتكون بشكل واضح. فالمختصون في المعاجم ولغة النقوش يعمل كل منهم في معزل عن الآخر. ولعلنا نتمكن في هذه الدراسة من تسخير بعض المعارف حول لغة النقوش لخدمة التاريخ للمعجم العربي؛ وذلك باستقراء النقوش اليمنية القديمة التي صدرت عنها جملة من الدراسات والبحوث، كما صدرت عنها مجموعة من المعاجم المختصة، لكن النتائج لما تستخدم –حسب علمنا- في غرض التاريخ للغة العربية. مع أن هذه الدراسات والبحوث تحتوي على معلومات في تاريخ الألفاظ المدونة، ونجحت إلى حد مقبول في إنزالها في مقامها الحضاري زمانا ومكانا، كما نجحت في تفسيرها وشرحها في اللّغة العربية وبعض اللّغات الحية. وسوف نحاول انطلاقا من مفهوم المعجم التاريخي أن نعيد توظيف المعلومات اللّغوية الآثارية لخدمة هذا النوع من المعاجم.
1.1. تعريف المعجم التاريخي وعلم النقوش
ذهبت الدراسات المعجمية إلى تعريف المعجم التاريخي أنه كتاب " يضم قائمة من الكلمات لها قصة خاصة هي قصة حياة الكلمة منذ نشأتها وما عرفته من استعمالات وما حفّ بها من دلالات وما طرأ عليها من تغيرات. بل يمكن الخروج عن حدود اللسان الذي تنتمي الكلمة إلى نظامه لملاحقة الكلمة في رحلتها عبر الزمان والمكان إلى ألسنة أخرى." (البكوش 1989: 389 ) وهذا التعريف يحدد أبعاد المعجم التاريخي في تناوله نشأة الكلمة ثم تحولاتها ثم علاقتها باللغات الأخرى. أي أن المعاجم التاريخية "تهتم بالتغيرات التي تطرأ على بنية الوحدات المعجمية ومعناها في فترة أو فترات زمنية معينة" ( خليل، حلمي 1989: 303). وقريب من هذا المعنى، حُدد المعجم التاريخي أيضا أنه "نوع من المعاجم يرمي إلى تزويد القارئ بتاريخ الألفاظ ومعانيها من خلال تتبُّع تطورها منذ أقدم ظهور مسجّل لها حتّى يومنا هذا" (القاسمي 2008: 705 ).
ونفهم من هذه الصيغ الثلاث المتكاملة أن المعجم التاريخي يؤرخ للفظ نشأة وتطورا ومآلا في كنف اللغة أو في علاقتها رأسيا وأفقيا باللغات الأخرى من خلال سجل موثوق، أي مكتوب وقابل للتحديد في الزمان. فالتاريخ لأي لغة يعني عَقْلَنَة النظر إليها و"العَقْلَنَة تقتضي بداية لكل شيء، فكل مادة معجمية هي عالم له بَارِيه"(Dubois 1971 : 108) . فالتاريخ يشمل تحديد المصدر الأول للمبنى زماناً وصياغةً، أي التأثيل étymologie ،كما يشمل التاريخ تتبع الثابت والمتحول في المبنى والمعنى – متصلين في طور أو منفصلين في طور آخر - صوتا وصرفا ودلالة في ذات اللغة أو في علاقتها بالغات أخرى قريبة أو بعيدة منها. فالمعجم التاريخي يؤرخ لميلاد الكلمة – تاريخا دقيقا أو مقربا- كما يح
دد مكان الولادة، ويتتبع تنقلاتها وتحولاتها صوتا وصرفا ونحوا ودلالة في سلم الزمان ونطاق المكان. وليس بعيدا عن هذا المقصد ما يهدف إليه علم النقوش من حيث مسعاه لتسجيل التاريخ وتحديد السياق الثقافي والحضاري والتّعرّف على المضمون التاريخي للنقوش القديمة وترجمتها إلى اللغات المعروفة. ومن هنا تقديرنا إمكانية إفادة المعجم التاريخي من هذا الاختصاص العلمي لتحقيق مقاصده في التاريخ لبعض ألفاظ اللغة العربية.
1. 2. النطاق الزمني للمعجم التاريخي وعلاقته بالنقوش
يُعدّ النطاق الزمني للمعجم التاريخي أحد المحددات الأساسية لجمع المادة المعجمية وتعريفها في المعجم المُزْمَع تأليفه. وقد حدد رائد فكرة المعجم التاريخي العربي المستشرق الألماني (أوغست فيشر) (1865-1949) نطاقا زمنيا يبدأ من نقش (النِمَارَة ) في القرن الرابع الميلادي وينتهي بالقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي. أي أن النطاق الزمني للمعجم التاريخي العربي – حسب تصور فيشر – هو ستة قرون تقريبا. أما محتوى المعجم التاريخي كما تصوره فيشر فإنه "لا يجب أن يفرط في أي شيء ابتداء بالكتابة المنقوشة المعروفة بكتابة النمارة من القرن الرابع الميلادي ، منتهيا بالقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي" (انظر الحمزاوي 1990: 23) .
وفي هذا النطاق يتم تناول الكلمات الموجودة في "القرآن والحديث والشعر، والأمثال، والمؤلفات التاريخية، والجغرافية، وكتب الأدب، والكتابات المنقوشة، والمخطوطات على أوراق البردي، وعلى النقود مادامت أنواع الآداب الشمالية المذكورة لم تتجاوز الحد المذكور..." (فيشر ص 26 ضمن لحمزاوي 1990:23). وهذا القول يقطع رأس اللغة العربية في مكوناتها الأولى السابقة للقرن الرابع الميلادي، كما يقطع أطرافها في مكوناتها اللاحقة بعد القرن التاسع الميلادي. زد على هذا أن (فيشر) يُرَكِّز على "الآداب الشمالية" كما يسميها في هذه المصادر، وهذا يجب أن يثير قلق المهتمين بالتاريخ لألفاظ اللغة العربية أنى كان مصدرها.
وقد تنبه (فيشر) نفسه إلى القطع الأخير، أي ما بعد القرن التاسع الميلادي، كما يبدو أنه أحس بضَرَرِه فرأى "اعتماد بعض المعاجم الخارجة عن نطاق المدة المحددة ..." الحمزاوي 1990: 23). لكنه لم ينظر إلى ما قبل القرن الرابع، وهذا الموقف يصيب بمقتل المرامي السبعة التي رسمها فيشر نفسه لمعجمه في تقديم الوجهات "التاريخية والاشتقاقية، والتصريفية، والتعبيرية والنحوية، والبيانية والأسلوبية." (فيشر ص 22 ضمن الحمزاوي 1990: 22). ويصيب بالخصوص الوجهة التاريخية التي تُجاوز – بالنسبة لفيشر - كل الوجهات الأخرى في القيمة. (الحمزاوي 1990: 22). كما يصيب الوجهة الاشتقاقية إصابة مباشرة إذا فهمنا في معناها معنى التأثيل أيضا. كما أن العمل بهذا الرأي سيضع المعجم العربي التاريخي أمام هَنَةٍ وقعت بها المعاجم القديمة في اعتمادها على مفهوم الفصاحة كما حدده القدماء زمانا ومكانا ونسبةً "عرقية". ( راجع الحمزاوي 1986، والودغيري 1989 ). كما أن هذا الاتجاه يتناقض مع مفهوم النظر التاريخي للغة حيث ينبغي أن "ينظر إلى تاريخ اللغة بوصفه سلسلة متنوعة من المسافات قياسا إلى نقطة محددة هي الاستعمال الحالي" (Dubois 1971 : 105) وهذا هو المبدأ الذي يجب أن نعتمده في عملنا للمعجم التاريخي العربي. ونجتنب المحذور الذي يجعل من "المعاجم التاريخية لا تحتفظ سوى بالمصطلحات والمعاني التي لم تعد موضع استخدام في الزمن الراهن" (Dubois 1971 : 105) . بعبارة أخرى المعجم المنشود هو معجم تطوري Diachronique و ليس معجما آنيا synchronique لفترة محددة وإن امتدت نسبيا
موقع الألفاظ اليمنية في اللغة العربية
حين ضُبِط مفهوم الفصاحة وحُدِّد زمانا ومكانا ونسبةً، فإنه قد استتبع تحديد موقف نظري وعملي إزاء ما يقع خارج هذا النطاق تاريخيا وجغرافيا وديموغرافيا. ولم تكن الدوافع لذلك خلوا من الهوى، بل امتلأت بأسباب الصراع السياسية والاجتماعية و"العرقية"، وتضررت منها اللغة العربية لأنها كانت تسير وفقا لناموس التطور الطبيعي للغات في الواقع اليومي، ولكن خلافا لهذا الناموس كانت تسير عملية التدوين المعجمي.
وقد جاء الموقف النظري من اللغة اليمنية القديمة واضحا في أقوال بعض القدماء مثل قول أبي عمرو بن العلا :" ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا" (ابن سلام الطبقات :6). ومن بعده ابن جني (الخصائص 2/28) ثم الجاحظ (الرسائل 1/10) ثم لاحقا ابن حزم (الإحكام في أصول الأحكام: 30) وابن خلدون (المقدمة:462). وقد فهمت أحكام القدامى عند المختصين المعاصرين في اللهجات أنها أحكام مصدرها "الملاحظة المباشرة التي تتلمس الفروق الظاهرة على سطح الأصوات أو الكلمات أو التراكيب أو الدلالات فتسارع إلى الحكم بوجود المغايرة بين اللغتين" (المخلافي 2004: 64). كما عُدَّ موقفهم نتيجة لعدم توافر الأدوات المنهجية للدراسة القائمة على الإحصاء المفصل في ذلك الزمن. زد على هذا أن تتبع العلاقات أو المق
1. 2. النطاق الزمني للمعجم التاريخي وعلاقته بالنقوش
يُعدّ النطاق الزمني للمعجم التاريخي أحد المحددات الأساسية لجمع المادة المعجمية وتعريفها في المعجم المُزْمَع تأليفه. وقد حدد رائد فكرة المعجم التاريخي العربي المستشرق الألماني (أوغست فيشر) (1865-1949) نطاقا زمنيا يبدأ من نقش (النِمَارَة ) في القرن الرابع الميلادي وينتهي بالقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي. أي أن النطاق الزمني للمعجم التاريخي العربي – حسب تصور فيشر – هو ستة قرون تقريبا. أما محتوى المعجم التاريخي كما تصوره فيشر فإنه "لا يجب أن يفرط في أي شيء ابتداء بالكتابة المنقوشة المعروفة بكتابة النمارة من القرن الرابع الميلادي ، منتهيا بالقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي" (انظر الحمزاوي 1990: 23) .
وفي هذا النطاق يتم تناول الكلمات الموجودة في "القرآن والحديث والشعر، والأمثال، والمؤلفات التاريخية، والجغرافية، وكتب الأدب، والكتابات المنقوشة، والمخطوطات على أوراق البردي، وعلى النقود مادامت أنواع الآداب الشمالية المذكورة لم تتجاوز الحد المذكور..." (فيشر ص 26 ضمن لحمزاوي 1990:23). وهذا القول يقطع رأس اللغة العربية في مكوناتها الأولى السابقة للقرن الرابع الميلادي، كما يقطع أطرافها في مكوناتها اللاحقة بعد القرن التاسع الميلادي. زد على هذا أن (فيشر) يُرَكِّز على "الآداب الشمالية" كما يسميها في هذه المصادر، وهذا يجب أن يثير قلق المهتمين بالتاريخ لألفاظ اللغة العربية أنى كان مصدرها.
وقد تنبه (فيشر) نفسه إلى القطع الأخير، أي ما بعد القرن التاسع الميلادي، كما يبدو أنه أحس بضَرَرِه فرأى "اعتماد بعض المعاجم الخارجة عن نطاق المدة المحددة ..." الحمزاوي 1990: 23). لكنه لم ينظر إلى ما قبل القرن الرابع، وهذا الموقف يصيب بمقتل المرامي السبعة التي رسمها فيشر نفسه لمعجمه في تقديم الوجهات "التاريخية والاشتقاقية، والتصريفية، والتعبيرية والنحوية، والبيانية والأسلوبية." (فيشر ص 22 ضمن الحمزاوي 1990: 22). ويصيب بالخصوص الوجهة التاريخية التي تُجاوز – بالنسبة لفيشر - كل الوجهات الأخرى في القيمة. (الحمزاوي 1990: 22). كما يصيب الوجهة الاشتقاقية إصابة مباشرة إذا فهمنا في معناها معنى التأثيل أيضا. كما أن العمل بهذا الرأي سيضع المعجم العربي التاريخي أمام هَنَةٍ وقعت بها المعاجم القديمة في اعتمادها على مفهوم الفصاحة كما حدده القدماء زمانا ومكانا ونسبةً "عرقية". ( راجع الحمزاوي 1986، والودغيري 1989 ). كما أن هذا الاتجاه يتناقض مع مفهوم النظر التاريخي للغة حيث ينبغي أن "ينظر إلى تاريخ اللغة بوصفه سلسلة متنوعة من المسافات قياسا إلى نقطة محددة هي الاستعمال الحالي" (Dubois 1971 : 105) وهذا هو المبدأ الذي يجب أن نعتمده في عملنا للمعجم التاريخي العربي. ونجتنب المحذور الذي يجعل من "المعاجم التاريخية لا تحتفظ سوى بالمصطلحات والمعاني التي لم تعد موضع استخدام في الزمن الراهن" (Dubois 1971 : 105) . بعبارة أخرى المعجم المنشود هو معجم تطوري Diachronique و ليس معجما آنيا synchronique لفترة محددة وإن امتدت نسبيا
موقع الألفاظ اليمنية في اللغة العربية
حين ضُبِط مفهوم الفصاحة وحُدِّد زمانا ومكانا ونسبةً، فإنه قد استتبع تحديد موقف نظري وعملي إزاء ما يقع خارج هذا النطاق تاريخيا وجغرافيا وديموغرافيا. ولم تكن الدوافع لذلك خلوا من الهوى، بل امتلأت بأسباب الصراع السياسية والاجتماعية و"العرقية"، وتضررت منها اللغة العربية لأنها كانت تسير وفقا لناموس التطور الطبيعي للغات في الواقع اليومي، ولكن خلافا لهذا الناموس كانت تسير عملية التدوين المعجمي.
وقد جاء الموقف النظري من اللغة اليمنية القديمة واضحا في أقوال بعض القدماء مثل قول أبي عمرو بن العلا :" ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا" (ابن سلام الطبقات :6). ومن بعده ابن جني (الخصائص 2/28) ثم الجاحظ (الرسائل 1/10) ثم لاحقا ابن حزم (الإحكام في أصول الأحكام: 30) وابن خلدون (المقدمة:462). وقد فهمت أحكام القدامى عند المختصين المعاصرين في اللهجات أنها أحكام مصدرها "الملاحظة المباشرة التي تتلمس الفروق الظاهرة على سطح الأصوات أو الكلمات أو التراكيب أو الدلالات فتسارع إلى الحكم بوجود المغايرة بين اللغتين" (المخلافي 2004: 64). كما عُدَّ موقفهم نتيجة لعدم توافر الأدوات المنهجية للدراسة القائمة على الإحصاء المفصل في ذلك الزمن. زد على هذا أن تتبع العلاقات أو المق
ارنة بين اللغات اختصاص وُلِد متأخرا وقد أفضى إلى مخالفة لكثير مما قاله القدماء، وجاء بكثير مما لم يتناولوه البتة.
أما المؤرخون فإن مؤدى تفسيرهم لقول أبي عمرو بن العلا أن ليس فيه "ما يدل على ازدراء شأن الحميرية أو الغض منها، وإنما هو تعبير عن حقيقة تاريخية، وهي أن الحميرية عربية أخرى، وهي حقيقة لا يجادل على صحتها أحد، كما أن الثمودية واللحيانية والصفوية والنبطية عربيات أخرى" (جواد على 8/639،640). ولما كانت الفصحى لا تخرج في أصولها عن هذه اللغات، فإن الإشكال هو حجم التواصل الذي بقي بعد توحد اللغات العربية القديمة في لغة واحدة. وجملة القول في هذا المضمار أن ثمة تعددا في مصادر اللغة العربية إنْ في الشمال أو في الجنوب "نريد أن نقول إن الاختلاف في هذه الناحية لم يكن بين شمالية موحدة ويمنية (جنوبية) موحدة وإنما كانت هناك اختلافات بين لهجات القبائل العربية قاطبة حتى بين اللهجات الشمالية نفسها كما تدل الشواهد التي حفظها لنا كتاب عرب بعد الإسلام" (بافقية 1985: 194). وقد أفاض الهمداني (892-970م) في شرح التعدد اللهجي في الجزيرة العربية على أيامه، وإنْ استخدم ألفاظا معيارية مما شاع في ذلك الزمان عن الفصاحة والعجمة. لكن أهمية نصه أنه أماط اللثام عن تعدد لغوي كبير في اليمن وبقية أنحاء الجزيرة العربية. بل أنه غيّر مفهوم الفصاحة بحسب التخوم والأزمنة التي حددها مدونو اللغة العربية. (انظر الهمداني، صفة جزيرة العرب:248 وما بعدها). والمهم أن نؤكد على تنوع مصادر تَكَوّن ما صار يُعْرَف باللغة العربية الفصحى وتعدد لهجاتها شمالا وجنوبا في مرحلة التكوين الأساسية، ثم في كل الاتجاهات على امتداد الوجود العربي الإسلامي في مرحلة التطور والرقي لاحقا.
2.2. تعريف اللغة اليمنية القديمة
إن الأدبيات التي تعرف بهذه اللغة كثيرة ومتعددة ولسنا بصدد استعراضها، بقدر ما نريد أن نستفيد منها في التاريخ للغة العربية. ولذلك سوف نركز على علاقة اللغة اليمنية القديمة باللغة العربية ومكانة كل منهما في صلب الأخرى. إن اللغة العربية من الفرع السامي الجنوبي ولعل اللغة اليمنية هي أقدم صورة لهذا الفرع. فهي أصل للتنوعات التي نشأت تحت هذا الفرع وشاعت في اليمن، وفي بقية أنحاء الجزيزة العربية والحبشة نتاجا لانتشار الحضارة اليمنية في هذه الأصقاع (روبان، كرستيان : 1985: 97) . و"الثابت لدى علماء النقوش القديمة أن حروف النقوش العربية الشمالية، ولغة النقوش العربية الجنوبية متطابقة لكونهما تنتميان إلى أصل عربي واحد، عُرف اصطلاحا بالفرع السامي الجنوبي، وأن الخطوط التي استعملها الثموديون، واللحيانيون، والصفويون في تدوين نقوشهم هي خطوط مشتقة من خط المسند" (الصلوي 2008: 71) ومثل هذا الرأي محل إجماع كثير من الباحثين في تاريخ اللغة العربية. يقول(شارل بلا): "تنتمي العربية إلى المجموعة الجنوبية من هذه اللغات مع لغة جنوب الجزيزة واللغة الحبشية في حين أن المجموعة الشمالية تمثلها الكنعانية (العبرية والفينقية) والأرامية والآكادية. وتعود جميع هذه اللغات الخاصة إلى أصل واحد هو السامية المشتركة وهي نفسها منحدرة عن لغة سامية أولى لا نعرف عنها إلا القليل" (بِلاّ، 1997: 42).
وليس مهما – في هذا المقام- الجدل حول انتماء العربية إلى الجنوب أو الشمال، لكن المهم هو التأكيد على تعددية مصادر تكون اللغة العربية وهي تعددية مركبة ، لأن مصادرها – جنوبا و شمالا- متعددة في ذواتها : هناك تعدد في لغات الشمال معروف ومشهور ذكر بعضه في هذه الاقتباسات، وهناك تعدد في لغات الجنوب حيث أثبت الآثاريون أنها مكونة من لهجات متعددة : سبئية، ومعينية، وقتبانية، وحضرمية، وهرمية..." (بافقية، 1985: 193، الصلوى 2008 :64) "وهذه اللهجات تشترك فيما بينها في كثير من خصائص النحو، والصرف، والمفردات، وتنفرد كل واحدة منها عن الأخرى في بعض الخصائص اللغوية والمفردات الخاصة بها" (الصلوي 2008: 64-65). مجمل هذه اللغات هي التي صارت تسمى بالحميرية عند الكتاب العرب القدامى، كون الدولة الحميرية هي آخر دولة يمنية استمرت حتى نهاية حكم الملك سيف بن ذي يزن قُبَيْل الإسلام.، في حين أنها تسمى لدى المحدثين باللغات السبئية "لأن الأكثرية من النقوش دونت في لغة سبأ، وينبغي أن يكون كل وصف لنحو هذه اللغات وتصريفها مبنيا على لغة سبأ." (بيستون، 1985: 68). ونحن هنا أسميناها اللغة اليمينة القديمة وهو اسم مرادف للاسم الأشهر (اللغة العربية الجنوبية)، وقد انطلقنا من كوْن اليمن، جغرافيا وتاريخيا ووجدانيا، هو الجزء الجنوبي من جزيرة العرب الذي سادت فيه كل هذه التنوعات اللغوية.
وجماع هذه اللهجات شكلت نواة ما صار يعرف باللغة العربية إن من الناحية اللسانية : أصل كتابتها أو معجمها أو أصواتها ، أو من الناحية الديموغرافية مجمل القبائل التي سكنت الجزيرة العربية وجمعها الإسلام في دولة واحدة. ومازال هذا التعدد قائما حتى الآن، وإن لم يحض بالدراسات المناسبة.
وقد استطاع علم
أما المؤرخون فإن مؤدى تفسيرهم لقول أبي عمرو بن العلا أن ليس فيه "ما يدل على ازدراء شأن الحميرية أو الغض منها، وإنما هو تعبير عن حقيقة تاريخية، وهي أن الحميرية عربية أخرى، وهي حقيقة لا يجادل على صحتها أحد، كما أن الثمودية واللحيانية والصفوية والنبطية عربيات أخرى" (جواد على 8/639،640). ولما كانت الفصحى لا تخرج في أصولها عن هذه اللغات، فإن الإشكال هو حجم التواصل الذي بقي بعد توحد اللغات العربية القديمة في لغة واحدة. وجملة القول في هذا المضمار أن ثمة تعددا في مصادر اللغة العربية إنْ في الشمال أو في الجنوب "نريد أن نقول إن الاختلاف في هذه الناحية لم يكن بين شمالية موحدة ويمنية (جنوبية) موحدة وإنما كانت هناك اختلافات بين لهجات القبائل العربية قاطبة حتى بين اللهجات الشمالية نفسها كما تدل الشواهد التي حفظها لنا كتاب عرب بعد الإسلام" (بافقية 1985: 194). وقد أفاض الهمداني (892-970م) في شرح التعدد اللهجي في الجزيرة العربية على أيامه، وإنْ استخدم ألفاظا معيارية مما شاع في ذلك الزمان عن الفصاحة والعجمة. لكن أهمية نصه أنه أماط اللثام عن تعدد لغوي كبير في اليمن وبقية أنحاء الجزيرة العربية. بل أنه غيّر مفهوم الفصاحة بحسب التخوم والأزمنة التي حددها مدونو اللغة العربية. (انظر الهمداني، صفة جزيرة العرب:248 وما بعدها). والمهم أن نؤكد على تنوع مصادر تَكَوّن ما صار يُعْرَف باللغة العربية الفصحى وتعدد لهجاتها شمالا وجنوبا في مرحلة التكوين الأساسية، ثم في كل الاتجاهات على امتداد الوجود العربي الإسلامي في مرحلة التطور والرقي لاحقا.
2.2. تعريف اللغة اليمنية القديمة
إن الأدبيات التي تعرف بهذه اللغة كثيرة ومتعددة ولسنا بصدد استعراضها، بقدر ما نريد أن نستفيد منها في التاريخ للغة العربية. ولذلك سوف نركز على علاقة اللغة اليمنية القديمة باللغة العربية ومكانة كل منهما في صلب الأخرى. إن اللغة العربية من الفرع السامي الجنوبي ولعل اللغة اليمنية هي أقدم صورة لهذا الفرع. فهي أصل للتنوعات التي نشأت تحت هذا الفرع وشاعت في اليمن، وفي بقية أنحاء الجزيزة العربية والحبشة نتاجا لانتشار الحضارة اليمنية في هذه الأصقاع (روبان، كرستيان : 1985: 97) . و"الثابت لدى علماء النقوش القديمة أن حروف النقوش العربية الشمالية، ولغة النقوش العربية الجنوبية متطابقة لكونهما تنتميان إلى أصل عربي واحد، عُرف اصطلاحا بالفرع السامي الجنوبي، وأن الخطوط التي استعملها الثموديون، واللحيانيون، والصفويون في تدوين نقوشهم هي خطوط مشتقة من خط المسند" (الصلوي 2008: 71) ومثل هذا الرأي محل إجماع كثير من الباحثين في تاريخ اللغة العربية. يقول(شارل بلا): "تنتمي العربية إلى المجموعة الجنوبية من هذه اللغات مع لغة جنوب الجزيزة واللغة الحبشية في حين أن المجموعة الشمالية تمثلها الكنعانية (العبرية والفينقية) والأرامية والآكادية. وتعود جميع هذه اللغات الخاصة إلى أصل واحد هو السامية المشتركة وهي نفسها منحدرة عن لغة سامية أولى لا نعرف عنها إلا القليل" (بِلاّ، 1997: 42).
وليس مهما – في هذا المقام- الجدل حول انتماء العربية إلى الجنوب أو الشمال، لكن المهم هو التأكيد على تعددية مصادر تكون اللغة العربية وهي تعددية مركبة ، لأن مصادرها – جنوبا و شمالا- متعددة في ذواتها : هناك تعدد في لغات الشمال معروف ومشهور ذكر بعضه في هذه الاقتباسات، وهناك تعدد في لغات الجنوب حيث أثبت الآثاريون أنها مكونة من لهجات متعددة : سبئية، ومعينية، وقتبانية، وحضرمية، وهرمية..." (بافقية، 1985: 193، الصلوى 2008 :64) "وهذه اللهجات تشترك فيما بينها في كثير من خصائص النحو، والصرف، والمفردات، وتنفرد كل واحدة منها عن الأخرى في بعض الخصائص اللغوية والمفردات الخاصة بها" (الصلوي 2008: 64-65). مجمل هذه اللغات هي التي صارت تسمى بالحميرية عند الكتاب العرب القدامى، كون الدولة الحميرية هي آخر دولة يمنية استمرت حتى نهاية حكم الملك سيف بن ذي يزن قُبَيْل الإسلام.، في حين أنها تسمى لدى المحدثين باللغات السبئية "لأن الأكثرية من النقوش دونت في لغة سبأ، وينبغي أن يكون كل وصف لنحو هذه اللغات وتصريفها مبنيا على لغة سبأ." (بيستون، 1985: 68). ونحن هنا أسميناها اللغة اليمينة القديمة وهو اسم مرادف للاسم الأشهر (اللغة العربية الجنوبية)، وقد انطلقنا من كوْن اليمن، جغرافيا وتاريخيا ووجدانيا، هو الجزء الجنوبي من جزيرة العرب الذي سادت فيه كل هذه التنوعات اللغوية.
وجماع هذه اللهجات شكلت نواة ما صار يعرف باللغة العربية إن من الناحية اللسانية : أصل كتابتها أو معجمها أو أصواتها ، أو من الناحية الديموغرافية مجمل القبائل التي سكنت الجزيرة العربية وجمعها الإسلام في دولة واحدة. ومازال هذا التعدد قائما حتى الآن، وإن لم يحض بالدراسات المناسبة.
وقد استطاع علم
اء الآثار حتى الآن تعرف عدد وافر من النقوش اليمنية القديمة تربى على خمسة عشر ألف نقشٍ. وأصبحت معظم هذه النقوش متاحة على صفحات الانترنت راجع: WWW. CSAI. Humnet.unipi.it . وكيفية الاستفادة منها للمعجم التاريخي أمر ممكن بل وأساسي. وقد ضبطت الفترات التاريخية لبعض النقوش بعدة طرق منها استخدام الآثاريين القرون الميلادية مفردة أو مزدوجة، كما قرنوا التاريخ أحيانا بالنسبة إلى عصور الممالك، وتم إنزال النقوش منزلتها التاريخية بناء على ذلك، وعلى دراسات مقارنة وفحوص علمية. زد على هذا أن بعض النقوش احتوت على تواريخ محددة. ومن ثَمَّ يمكن ضبط تاريخ مكتوب لفرضية الاستعمال الأول لبعض الألفاظ. وهذه العملية ليست مسحا عاما لكل ألفاظ اللغة اليمنية القديمة وإنما تتركز العملية في التاريخ لما له علاقة واضحة بالألفاظ العربية المعروفة. ومن ثَمَّ لسنا بحاجة إلى التاريخ للألفاظ المبادة من اللغة اليمنية أو ما يسمى بالألفاظ اليمانية الخاصة – فلذلك مقام آخر- ولكن نؤرخ للعربية من خلال تبدي أصل صيغها في اللغة اليمنية القديمة.
ثالثا : نماذج للتاريخ لبعض الألفاظ من خلال النقوش
سوف نحاول في هذا الحيز أن نؤصل تاريخيا لبعض الألفاظ العربية الشائعة، والغاية هي رسم ملامح تحديد فترة التكوين وبيان سمكها التاريخي وصولا إلى إدماج هذه المعلومات التاريخية في صلب المعجم العربي التاريخي. ولا شك أن مثل هذا الإجراء ينطوي على محاذير منها الصعوبة العملية والعلمية في التحديد الدقيق والإلمام بكل شتات اللغة العربية مُسْنَدة إلى مواطن التكوين ولحظاتها التاريخية. لكن المخاطرة مطلوبة لوضع فرضيات علمية قابلة للتعديل والتدقيق بناء على معطيات حددت بـ"الكتابة" شرطاً أساسياً. سوف نجعل النماذج على قسمين قسم تفصيلي يخص أربعة ألفاظ هي (ملك؛ شعب؛ ابن؛ تاريخ) ثم جدولا ملخصا لطائفة أخرى. القسمان هنا هما عينة مما يمكن القيام به مستقبلا لضبط فرضيات تاريخية للألفاظ العربية الممكن التاريخ والتأثيل لها في لغة اليمن القديمة.
1 . ملك
ولنأخذ الكلمة العربية الشائعة (ملك) والتي يصل سمكها التاريخي إلى ما يقارب ثلاثة آلاف سنة. ولننظر إلى ما يمكن أن نقدمه من معلومات تاريخية عن هذه اللفظة حين ندخل النقوش اليمنية في عملية التدوين التاريخي للفظ:
وأول ذكر لها، في النقوش العربية المشهورة حتى الآن، هو نقش أم الجمال الأول الذي يعود إلى منتصف القرن الثالث الميلادي ( بين 250 و 270 م) حيث ترد في السطر الثالث من النقش (ملك تنوخ) (خليفة 1997: 134) ويؤكد خليفة أن "ملك، كلمة عربية أصيله ربما كانت نبطية أيضا" (خليفة 1997: 120). فهو لا يعدّ النبط عربا خلافا لما يذهب إليه (جواد علي 3 /14) صراحة بقوله :"وعندي أن البنط عرب..." . كما ترد الكلمة في نقش (النمارة) المؤرخ بما يوافق 328م بصيغة الفعل الماضي المجرد (مَلَكَ) بمعنى (حَكَمَ) والاسم المفرد (مَلِكٌ) بمعنى حاكم، واسم جمع التكسير (ملوك) بمعنى (حكّام) : "تي نفس مر القيس بن عمرو ملك العرب كله ذو أسر إل ثاج و ملك الاسدين ونزار وملوكهم وهذب محجو عكدي وجاء برجبي في حبج نجرن مدينة شمر وملك معدو وبين بنيه الشعوب ووكلهن فرس والروم فلم يبلغ ملك مبلغة عكدي: هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلها الذي أسرى إلى ثاج ومَلَكَ الأسدين ونزار وملوكهم وهذّب (أدبّ) مذحج بقوة وجاء بقوة في حبج نجران مدينة (شمّر) ومَلَكَ معدّ وبَيّن بنيه الشعوب ووكلهن لفارس والروم فلم يبلغ مُلْكٌ مبلغه قوةً" (الصلوي 1996: 34، ولفنسون:تاريخ اللغات السامية: 166 ، ومراجع أخرى عديدة).
ولما نعرض هذه المعلومات على ما لدينا من النقوش اليمنية، فإننا نتوصل إلى أن كلمة (م ك ل) وردت بالصيغة الاسمية بالقلم المسند بمعنى حاكم، في منتصف القرن الثامن ومطلع السابع قبل الميلاد، حيث ترد في النقش Garbini-francanigila2 الذي عُثر عليه في مدينة (نشان) القديمة في منطقة (الجوف) اليمنية، وقد كتب اللفظ على كرسي عرش مزخرف بالوعول جاء فيه "ملك وقه/ريد/بن/عم/علي" كما يرد اللفظ في النقش (YM1191) الموجود في المتحف الوطني بصنعاء الذي جاء فيه " وبذت/ نشق/ وملك وقة/ ريد/ملك / نشن ". كما يرد اللفظ في نقش من مطلع القرن السابع قبل الميلاد هو ( (as-sawda’92ويرد في نقش صرواح الكبير المعروف بـ (Gl 1000=RES 3945) أ و نقش النصر حيث يرد الاسم (ملك) بمعنى (حاكم)، كما يرد في صيغة (ب م ل ك هـ و) بمعنى في أيام حكمه. وهذا قريب مما جاء في الصيغة القرآنية لاحقا على لسان الهدهد: "إني رأيت امرآة تملكهم" أي تحكمهم . كما ورد الاسم (ملك) في نقش كبير تمّ الكشف عنه مؤخرا في معبد (صرواح) يرجع إلى تاريخ سابق لتاريخ نقش النصر الكبير قد يكون القرن التاسع قبل الميلاد . ومنذ القرن الخامس قبل الميلاد تحول لقب الحاكم الأعلى في سبأ من (مُكَرِّب) إلى (ملك) واستمر كذلك حتى نهاية دولة حِمْيَر قبيل الإسلام.
أما بعد الميلاد فإن أقدم ذكر لهذا اللفظ يسبق بقرن ونصف ن
ثالثا : نماذج للتاريخ لبعض الألفاظ من خلال النقوش
سوف نحاول في هذا الحيز أن نؤصل تاريخيا لبعض الألفاظ العربية الشائعة، والغاية هي رسم ملامح تحديد فترة التكوين وبيان سمكها التاريخي وصولا إلى إدماج هذه المعلومات التاريخية في صلب المعجم العربي التاريخي. ولا شك أن مثل هذا الإجراء ينطوي على محاذير منها الصعوبة العملية والعلمية في التحديد الدقيق والإلمام بكل شتات اللغة العربية مُسْنَدة إلى مواطن التكوين ولحظاتها التاريخية. لكن المخاطرة مطلوبة لوضع فرضيات علمية قابلة للتعديل والتدقيق بناء على معطيات حددت بـ"الكتابة" شرطاً أساسياً. سوف نجعل النماذج على قسمين قسم تفصيلي يخص أربعة ألفاظ هي (ملك؛ شعب؛ ابن؛ تاريخ) ثم جدولا ملخصا لطائفة أخرى. القسمان هنا هما عينة مما يمكن القيام به مستقبلا لضبط فرضيات تاريخية للألفاظ العربية الممكن التاريخ والتأثيل لها في لغة اليمن القديمة.
1 . ملك
ولنأخذ الكلمة العربية الشائعة (ملك) والتي يصل سمكها التاريخي إلى ما يقارب ثلاثة آلاف سنة. ولننظر إلى ما يمكن أن نقدمه من معلومات تاريخية عن هذه اللفظة حين ندخل النقوش اليمنية في عملية التدوين التاريخي للفظ:
وأول ذكر لها، في النقوش العربية المشهورة حتى الآن، هو نقش أم الجمال الأول الذي يعود إلى منتصف القرن الثالث الميلادي ( بين 250 و 270 م) حيث ترد في السطر الثالث من النقش (ملك تنوخ) (خليفة 1997: 134) ويؤكد خليفة أن "ملك، كلمة عربية أصيله ربما كانت نبطية أيضا" (خليفة 1997: 120). فهو لا يعدّ النبط عربا خلافا لما يذهب إليه (جواد علي 3 /14) صراحة بقوله :"وعندي أن البنط عرب..." . كما ترد الكلمة في نقش (النمارة) المؤرخ بما يوافق 328م بصيغة الفعل الماضي المجرد (مَلَكَ) بمعنى (حَكَمَ) والاسم المفرد (مَلِكٌ) بمعنى حاكم، واسم جمع التكسير (ملوك) بمعنى (حكّام) : "تي نفس مر القيس بن عمرو ملك العرب كله ذو أسر إل ثاج و ملك الاسدين ونزار وملوكهم وهذب محجو عكدي وجاء برجبي في حبج نجرن مدينة شمر وملك معدو وبين بنيه الشعوب ووكلهن فرس والروم فلم يبلغ ملك مبلغة عكدي: هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلها الذي أسرى إلى ثاج ومَلَكَ الأسدين ونزار وملوكهم وهذّب (أدبّ) مذحج بقوة وجاء بقوة في حبج نجران مدينة (شمّر) ومَلَكَ معدّ وبَيّن بنيه الشعوب ووكلهن لفارس والروم فلم يبلغ مُلْكٌ مبلغه قوةً" (الصلوي 1996: 34، ولفنسون:تاريخ اللغات السامية: 166 ، ومراجع أخرى عديدة).
ولما نعرض هذه المعلومات على ما لدينا من النقوش اليمنية، فإننا نتوصل إلى أن كلمة (م ك ل) وردت بالصيغة الاسمية بالقلم المسند بمعنى حاكم، في منتصف القرن الثامن ومطلع السابع قبل الميلاد، حيث ترد في النقش Garbini-francanigila2 الذي عُثر عليه في مدينة (نشان) القديمة في منطقة (الجوف) اليمنية، وقد كتب اللفظ على كرسي عرش مزخرف بالوعول جاء فيه "ملك وقه/ريد/بن/عم/علي" كما يرد اللفظ في النقش (YM1191) الموجود في المتحف الوطني بصنعاء الذي جاء فيه " وبذت/ نشق/ وملك وقة/ ريد/ملك / نشن ". كما يرد اللفظ في نقش من مطلع القرن السابع قبل الميلاد هو ( (as-sawda’92ويرد في نقش صرواح الكبير المعروف بـ (Gl 1000=RES 3945) أ و نقش النصر حيث يرد الاسم (ملك) بمعنى (حاكم)، كما يرد في صيغة (ب م ل ك هـ و) بمعنى في أيام حكمه. وهذا قريب مما جاء في الصيغة القرآنية لاحقا على لسان الهدهد: "إني رأيت امرآة تملكهم" أي تحكمهم . كما ورد الاسم (ملك) في نقش كبير تمّ الكشف عنه مؤخرا في معبد (صرواح) يرجع إلى تاريخ سابق لتاريخ نقش النصر الكبير قد يكون القرن التاسع قبل الميلاد . ومنذ القرن الخامس قبل الميلاد تحول لقب الحاكم الأعلى في سبأ من (مُكَرِّب) إلى (ملك) واستمر كذلك حتى نهاية دولة حِمْيَر قبيل الإسلام.
أما بعد الميلاد فإن أقدم ذكر لهذا اللفظ يسبق بقرن ونصف ن
ى بعض منها. وفئة من الألفاظ بادت من الاستعمال وأغلق على المختصين فهمها أحيانا.
خاتمة:
إن بناء المعجم التاريخي العربي يبدأ بضبط المبادئ النظرية في تحديد مكانة المصادر ونطاقها الزمني بناء على معطيات علمية مؤكدة. وأن تفتح نافذة على الاختصاصات الأخرى التي يمكن أن تسهم إسهاما مميزا في ضبط الأصل والتاريخ اللّغوي لكثير من الألفاظ التي تَشْرُف العربية أنها تمثلتها وأحْيت مبناها ورَقَت بمعناها. ولذلك لا بد من التخلي عن النظرة التقليدية في تحديد نطاقات المعجم زمانا ومكانا و إنسانا. وبذلك تخرج اللغة العربية من تهمة "العرقية اللغوية" أو "العنصرية اللغوية" تحت مبدأ الصفاء أو النقاء الذي يناهض قوانين تطور الأحياء ورقيها وينافي قوانين تطور اللغات ورقيها (لويس عوض 1993: 83).
لقد أردنا بهذه المساهمة الأولية أن نضع بعض اللبنات في طريق بناء معجم يراعي أصول البحث العلمي و يعترف بمنجزاته ويتمثل نتائجه وألا يظل حبيس النظرة المعيارية الماضوية في فهم اللغة ونواميس تطورها وتحولها. لقد صارت العربية لغة أمة واسعة الأرجاء لها تنوعات عرقية ودينية واجتماعية وتاريخية ولا بد للمعجم التاريخي العربي أن يأخذ هذا البعد بعين الاعتبار. فيكون تاريخا مشتركا للغة مشتركة ومستقبل مشترك
خاتمة:
إن بناء المعجم التاريخي العربي يبدأ بضبط المبادئ النظرية في تحديد مكانة المصادر ونطاقها الزمني بناء على معطيات علمية مؤكدة. وأن تفتح نافذة على الاختصاصات الأخرى التي يمكن أن تسهم إسهاما مميزا في ضبط الأصل والتاريخ اللّغوي لكثير من الألفاظ التي تَشْرُف العربية أنها تمثلتها وأحْيت مبناها ورَقَت بمعناها. ولذلك لا بد من التخلي عن النظرة التقليدية في تحديد نطاقات المعجم زمانا ومكانا و إنسانا. وبذلك تخرج اللغة العربية من تهمة "العرقية اللغوية" أو "العنصرية اللغوية" تحت مبدأ الصفاء أو النقاء الذي يناهض قوانين تطور الأحياء ورقيها وينافي قوانين تطور اللغات ورقيها (لويس عوض 1993: 83).
لقد أردنا بهذه المساهمة الأولية أن نضع بعض اللبنات في طريق بناء معجم يراعي أصول البحث العلمي و يعترف بمنجزاته ويتمثل نتائجه وألا يظل حبيس النظرة المعيارية الماضوية في فهم اللغة ونواميس تطورها وتحولها. لقد صارت العربية لغة أمة واسعة الأرجاء لها تنوعات عرقية ودينية واجتماعية وتاريخية ولا بد للمعجم التاريخي العربي أن يأخذ هذا البعد بعين الاعتبار. فيكون تاريخا مشتركا للغة مشتركة ومستقبل مشترك
قش أم الجمال الأول. أي بحدود نصف القرن الأول الميلادي حيث وردت مضافة إلى سبأ : ملك سبأ (كربوس رقم 1) والنص محفوظ في الجامع الكبير بصنعاء (انظر بافقية وأخرون، 1985: 127).كما وردت بدلالة الفعل في نفس الفترة في عصر ملوك سبأ وذي ريدان. (نامي: نقوش عربية جنوبية، رقم 15) والنقش في محرم بلقيس في مارب.
ويرى جواد علي أن لفظة (ملك) أطلقت "على ملك الحبشة، وقد ورد (ملك أكسمن) أي (ملك أكسوم) وورد (ملك حبشت) أي ملك الحبشة. فأخذ العرب اللفظ من الحبشة. وهي بمعنى جامع الضريبة، والذي يستخرج الضريبة، فهي وظيفة من الوظائف في الأصل ثم صارت لقبا" (جواد على 3/451). وقد تحققنا من هذا القول ووجدنا أن الصيغتين اللتين يذكرهما جواد علي وردتا في نقش يمني قديم (جام 631/ موجود في محرم بلقيس، مارب)، وتاريخه يعود إلى القرن الثالث الميلادي (بافقية وآخرون، 1985: 260) فوجود اللفظ بهذه التراكيب صحيح، وبناء على وثيقة مكتوبة تبرهن على هذه الصحة. لكن إرجاع اللفظ إلى أصل حبشي هو تخمين، وظن، وترجيح وهو ما يفارق المنهجية العلمية التي دأب عليها جواد علي نفسه وحذّر من الحيود عنها في أكثر من موضع في مؤلفه القيم (المفصل). وثمة شاهد قبر عثر عليه في قرية (ذات كاهل) (الفاو) اليوم يرجع إلى القرن الثاني الميلادي مدون بخط المسند "ق ب ر/ م ع و ي ت/ ب ن رب ع ت/ ذ أل/ .../ ق ح ط ن ي ن/ م ل ك / ق ح ط ن/ و م ذ ح ج /..." : "قبر معاوية بن ربيعة من آل ... القحطاني ملك قحطان ومذحج..." (الأنصاري 1979: 8،9)
أما نحن فنقول إن العرب لم يستخدموا المعنى (جامع الضريبة) لهذه الكلمة وإنما استعملوا معنى الحاكم /السلطان. وأقدم نص بين أيدينا - في الشمال - يرجع إلى القرن الثالث الميلادي، أما النص اليمني فإلى القرن التاسع قبل الميلاد، ثم إلى القرن الأول الميلادي، بل إن سلسلة الاستعمال في النقوش اليمانية تصل حتى القرن السادس الميلادي حيث يوصف الملك (يوسف أسار) المشهور بـ(ذي نواس) بأنه "ملك كل شعبن: ملك كل الشعوب" ، (جام 1028). والمعارف المتوافرة لدينا تاريخيا أن اتصال أهل اليمن قديما بالحبشة تم في مرحلتين مرحلة انتقال من اليمن في حدود القرن الخامس قبل الميلاد، أي بعد أول ذكر مدون للفظ في نقوش اليمن، ثم حدث اتصال في مرحلة ثانية خلال الحملة الحبشية على اليمن في عام 525م، ثم بقاؤهم نحو خمسين سنة.
ويمكن أن نقول تأصيلا لهذه اللّفظة إن النصوص العربية التي بين أيدينا قديمها وحديثها لا تُمكِّن من رؤية دلالة "جامع الضريبة". ونميل إلى أن اللفظ استعملته العربية كما كان مستعملا في اللغات السامية[1] ومنها لغة اليمن، ولعل الدلالة في الحبشة على جامع الضرائب هي دلالة خاصة بهم ولم ينقل عنهم اللفظ إلى العرب لا في مبناه ولا في معناه. بل إن رواية نقلهم للمبنى وتعديل المعنى هو أقرب إلى منطق التوالي التاريخي. فالمعجم ملزم بِعَقْلَنَة التاريخ بمعنى "أنه إذا كان المعنى (أ) سابقا للمعنى (ب) في التحليل التاريخي للغة، فينبغي أن نعتبر أن (ب) هو تالٍ حتمي لـ(أ)، وأن (أ) يُبَيِّن منطقيا (ب). بمعنى آخر أنّ السبق يُعتبر سببا و أنّ التوالي نتيجة" ( Dubois, 1971 : 106) . فالسبق التاريخي في التدوين يقع في النقش اليمني- في هذا المستوى من التحليل- و"الزمنية تُفَسَّر بوصفها سببية" (Dubois , id.) . ومجمل القول إن أقدم تدوين مكتوب لهذه اللفظة هو في نقوش اليمن وأنه بالصيغة الاسمية والفعلية معا. وبالتالي لدينا لحظة تسجيل تاريخية علمية يمكن الاعتماد عليها. هي في المتوسط القرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد.
2. شعب
ولنأخذ أيضا لفظا عربيا آخر شائعا هو شعب :( ش ع ب) والذي فسرته مصادر تراثية عدة منها ابن منظور بقوله "وقيل الشّعوب بطون العجم والقبائِل بطون العرب" (اللسان : شعب)، وهذا التعريف هو حل للغموض الذي يكتنف العلاقة بين اللفظين المتصاقبين: شعب وقبيلة. كما أن المصادر العربية في سياق تفسير الآية القرآنية "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: 39) أشارت أن "الشعوب للعجم والقبائل للعرب"، (الصلوي 2009: 35). وعند الخليل بن أحمد (العين ج1/263):"الشعب ما تَشَعّبَ من قبائل العرب، وجمعه شعوب. ويقال : العرب شعب، والموالي شعب والترك شعب ...". وهو ما تغير لاحقا حين تنازع لفظا شعب وقبيلة. ومراجعة النقوش اليمنية القديمة توضح لنا أمرين هامين الأول: تواتر استخدام هذا اللفظ في نقوش اليمن، والثاني غياب استخدام اللفظ (قبيلة أو قبائل) في هذه النقوش. يقول الدكتور إبراهيم الصلوي، أستاذ اللغات السامية في جامعة صنعاء، إن الاسم (شعب) هو " اسم يطلق في النقوش اليمنية القديمة على الوحدات الاجتماعية التي يتألف منها المجتمع في التاريخ القديم. وهي وحدات ذات طابع حضري وحضاري ومنها - على سبيل المثال- (الشعب سبأ) و(الشعب فيشان) و(الشعب حمير) و(الشعب همدان). وتتألف هذه الوحدات ومثيلاته
ويرى جواد علي أن لفظة (ملك) أطلقت "على ملك الحبشة، وقد ورد (ملك أكسمن) أي (ملك أكسوم) وورد (ملك حبشت) أي ملك الحبشة. فأخذ العرب اللفظ من الحبشة. وهي بمعنى جامع الضريبة، والذي يستخرج الضريبة، فهي وظيفة من الوظائف في الأصل ثم صارت لقبا" (جواد على 3/451). وقد تحققنا من هذا القول ووجدنا أن الصيغتين اللتين يذكرهما جواد علي وردتا في نقش يمني قديم (جام 631/ موجود في محرم بلقيس، مارب)، وتاريخه يعود إلى القرن الثالث الميلادي (بافقية وآخرون، 1985: 260) فوجود اللفظ بهذه التراكيب صحيح، وبناء على وثيقة مكتوبة تبرهن على هذه الصحة. لكن إرجاع اللفظ إلى أصل حبشي هو تخمين، وظن، وترجيح وهو ما يفارق المنهجية العلمية التي دأب عليها جواد علي نفسه وحذّر من الحيود عنها في أكثر من موضع في مؤلفه القيم (المفصل). وثمة شاهد قبر عثر عليه في قرية (ذات كاهل) (الفاو) اليوم يرجع إلى القرن الثاني الميلادي مدون بخط المسند "ق ب ر/ م ع و ي ت/ ب ن رب ع ت/ ذ أل/ .../ ق ح ط ن ي ن/ م ل ك / ق ح ط ن/ و م ذ ح ج /..." : "قبر معاوية بن ربيعة من آل ... القحطاني ملك قحطان ومذحج..." (الأنصاري 1979: 8،9)
أما نحن فنقول إن العرب لم يستخدموا المعنى (جامع الضريبة) لهذه الكلمة وإنما استعملوا معنى الحاكم /السلطان. وأقدم نص بين أيدينا - في الشمال - يرجع إلى القرن الثالث الميلادي، أما النص اليمني فإلى القرن التاسع قبل الميلاد، ثم إلى القرن الأول الميلادي، بل إن سلسلة الاستعمال في النقوش اليمانية تصل حتى القرن السادس الميلادي حيث يوصف الملك (يوسف أسار) المشهور بـ(ذي نواس) بأنه "ملك كل شعبن: ملك كل الشعوب" ، (جام 1028). والمعارف المتوافرة لدينا تاريخيا أن اتصال أهل اليمن قديما بالحبشة تم في مرحلتين مرحلة انتقال من اليمن في حدود القرن الخامس قبل الميلاد، أي بعد أول ذكر مدون للفظ في نقوش اليمن، ثم حدث اتصال في مرحلة ثانية خلال الحملة الحبشية على اليمن في عام 525م، ثم بقاؤهم نحو خمسين سنة.
ويمكن أن نقول تأصيلا لهذه اللّفظة إن النصوص العربية التي بين أيدينا قديمها وحديثها لا تُمكِّن من رؤية دلالة "جامع الضريبة". ونميل إلى أن اللفظ استعملته العربية كما كان مستعملا في اللغات السامية[1] ومنها لغة اليمن، ولعل الدلالة في الحبشة على جامع الضرائب هي دلالة خاصة بهم ولم ينقل عنهم اللفظ إلى العرب لا في مبناه ولا في معناه. بل إن رواية نقلهم للمبنى وتعديل المعنى هو أقرب إلى منطق التوالي التاريخي. فالمعجم ملزم بِعَقْلَنَة التاريخ بمعنى "أنه إذا كان المعنى (أ) سابقا للمعنى (ب) في التحليل التاريخي للغة، فينبغي أن نعتبر أن (ب) هو تالٍ حتمي لـ(أ)، وأن (أ) يُبَيِّن منطقيا (ب). بمعنى آخر أنّ السبق يُعتبر سببا و أنّ التوالي نتيجة" ( Dubois, 1971 : 106) . فالسبق التاريخي في التدوين يقع في النقش اليمني- في هذا المستوى من التحليل- و"الزمنية تُفَسَّر بوصفها سببية" (Dubois , id.) . ومجمل القول إن أقدم تدوين مكتوب لهذه اللفظة هو في نقوش اليمن وأنه بالصيغة الاسمية والفعلية معا. وبالتالي لدينا لحظة تسجيل تاريخية علمية يمكن الاعتماد عليها. هي في المتوسط القرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد.
2. شعب
ولنأخذ أيضا لفظا عربيا آخر شائعا هو شعب :( ش ع ب) والذي فسرته مصادر تراثية عدة منها ابن منظور بقوله "وقيل الشّعوب بطون العجم والقبائِل بطون العرب" (اللسان : شعب)، وهذا التعريف هو حل للغموض الذي يكتنف العلاقة بين اللفظين المتصاقبين: شعب وقبيلة. كما أن المصادر العربية في سياق تفسير الآية القرآنية "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: 39) أشارت أن "الشعوب للعجم والقبائل للعرب"، (الصلوي 2009: 35). وعند الخليل بن أحمد (العين ج1/263):"الشعب ما تَشَعّبَ من قبائل العرب، وجمعه شعوب. ويقال : العرب شعب، والموالي شعب والترك شعب ...". وهو ما تغير لاحقا حين تنازع لفظا شعب وقبيلة. ومراجعة النقوش اليمنية القديمة توضح لنا أمرين هامين الأول: تواتر استخدام هذا اللفظ في نقوش اليمن، والثاني غياب استخدام اللفظ (قبيلة أو قبائل) في هذه النقوش. يقول الدكتور إبراهيم الصلوي، أستاذ اللغات السامية في جامعة صنعاء، إن الاسم (شعب) هو " اسم يطلق في النقوش اليمنية القديمة على الوحدات الاجتماعية التي يتألف منها المجتمع في التاريخ القديم. وهي وحدات ذات طابع حضري وحضاري ومنها - على سبيل المثال- (الشعب سبأ) و(الشعب فيشان) و(الشعب حمير) و(الشعب همدان). وتتألف هذه الوحدات ومثيلاته
ا من وحدات كثيرة بعدد مدنها وبلدانها أو حتى قراها ويطلق على مجموعة سكان كل وحدة منها الاسم (ش ع ب) والجمع (أش ع ب) . " (الصلوي، 2009: 34، 35). ويعتبر الدكتور الصلوي أن الاسم (ش ع ب) يقابل الاسم قبيلة في شمال الجزيرة العربية لكنه لا يحمل المدلول نفسه، وأن لفظ (قبيلة) " يحمل في دلالاته المعنى المراد من إطلاقه على وحدات اجتماعية ذات طابع بدوي، تربط بينها روابط الدم والنسب. ولا يُعرف هذا الاسم في النقوش اليمنية القديمة المنشورة حتى اليوم" (الصلوي، 2009: 35) كما أن لفظ (قبيلة) مما دخل من عربية الشمال إلى عربية الجنوب. وقد جمعت المعاجم لفظ "شعب" و "قبيلة" في بوتقة الترادف مع تخريجات – على طريقة القدماء- لم تتوفق في التعرف على السمك التاريخي للفظ "شعب" ولا مِحْتَده الأول. وهنا تقدم لنا النقوش اليمنية أقدم استخدام للفظ في القرن السابع قبل الميلاد (al-Jawf04.37B) من مدينة نشان بوادي الجوف، والنقش في المتحف الوطني بصنعاء، حيث ترد"شعبن نشن: الشعب نشان" . كذلك النقش المسندي (YM26106) من مدينة (قرناو-معين) في متحف صنعاء أيضا ويعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وفي نفس الفترة أو بعدها بقليل يذكر اللفظ في نقش من جبل العود (RES3858). وجماع القول أن لفظ شعب هو لفظ يمني خالص يعود أول تدوين معروف لنا الآن إلى قرابة القرن التاسع قبل الميلاد.
3. ابن
ولنأخذ أيضا الكلمة العربية (ابن أو بن : ولد) حيث ترد في النقوش الشمالية بصيغتين (بر، بن) ففي نقش (أم الجمال) الأول بين 250-270م ترد لفظة (بر) وتشرح أنها (بن) في (فهر بر سلي: فهر بن سلي) ثم في نقش النمارة 328م وهو الأشهر ترد كلمة (بن) العربية، وفي نقش (حران) 568م نجد (شراحيل بر ظلمو: شراحيل بن ظلمو). وثم في نقش (زبد) 612م، تعود كلمة (بر) : (سرحو بر امت؛ وهنى بر مر القيس). أما في النقوش اليمنية القديمة فإن الكلمة المعروفة هي (بن ومؤنثها بنت) من القرن الثاني الميلادي (كربوس1، الجامع الكبير بصنعاء) وهي الكلمة التي سادت في العربية. وتذكر بعض المصادر أن "(بر) بالمعنى نفسه لا تزال مستعملة في لهجة دثينة حتى اليوم ووردت في نقش يمني قديم واحد فقط" (الصلوي 1996: 32). ذلك إن الصورة الصوتية للفظ (بر) ترد في اللغة الكنعانية في نقش يؤرخ له بالقرن التاسع قبل الميلاد : (أنخ كلمو بر حى: أنا كلمو بن حيا) (ولفنسون، تاريخ اللغات السامية:63) كما ترد الصورة الصوتية للفظ (بن) في نفس اللغة في القرن الخامس قبل الميلاد في العبرية، وقد استمر هذا الورود المزدوج في اللهجات الأخرى كما رأينا أعلى. أما في النقوش الآرامية فيرجع اللفظ إلى القرن التاسع قبل الميلاد فـ(ابن) "اسم مذكر مضاف. وكذلك في اللغات الأرامية الأخرى. وفي صيغة الجمع تتحول الراء نونا. أما في الأكادية والأوغاريتية والعبرية فيكون المفرد منه بالنون (ب ن) كما في العربية" (إسماعيل 1997: 154). وهذا المثال نقدمه لإظهار أهمية الذهاب إلى ما هو أبعد مما تتيحه النقوش اليمنية ولكن في محاولة للتفسير واعتماد الصيغة المشهورة عربيا في عملية البحث.أي بيان أن (بن) هي الأساس الذي علية البحث التاريخي المعجمي. أما (بر) فتنويع لما يتضح حتى الآن صحة تفسيره، هل هو تنويع في العدد أم شكل من اللفظ سابق أو مرادف.
4. تاريخ
يُفَصِّل الأب أنستاس الكرملي خلاف القدامى حول اللفظ (ي و ح) حيث تجادلوا في صحة حروفه بين من يقول (ب و ح) و( ي وح) و (ي رح) وفي المعنى بين الشمس أو القمر أو النفس، ثم يخلص إلى القول "الذي عندنا أن الصواب هو يَرَح، بباء مثناةٍ تحتية مفتوحة، يليها رآء مفتوحة، وفي الآخر حاء مهملة، وهي الشمس بلغة أهل تدْمُر، وكانت لغتهم تُشْبِه العربية كثيرا، والكلمة نفسها تعني القمر بلغة الأشوريين. وقد تُمَدّ فيقال: يرَاح كسَحَاب وصُحفت بَرَاح ببآء موحدة تحتيَّة.
وفي اللغة الإرمية: يَرَحْ ويَرْحَا الشهر أو التاريخ و(يَرْحُوناَ) مُدَّة الشَهْر. فيحتمل معناه الأصلي : الشمس والقمر، لأن منهم من كان يؤرخ الحوادث باعتمادهِ على دوران الشمس كالمجوس، ومنهم من كان يؤرخ باعتماده على القمر كاليهود."(الكرملي ، نشوء اللغة العربية: 28)
وحين نراجع النقوش اليمنية نجد إيضاحا لهذا اللبس من خلال تحليل مادة (ورخ)كما ترد في نقوش المسند نجد "صيغة (ورخ هـ و) في النقوش اليمنية القديمة تعنى "تاريخه" وشهره" وفي الأكادية والحبشية الاسم (ورخ) يعني "قمر، شهر"Al-selwi 1987 :36)) وقد ورد اللفظ مكتوبا نقش (ربرتوار3910) (ورخ) جمع (أورخ): اسم شهر (بافقيه وأخرون 1985: 409) وكذلك في المعجم السبئي (ص 162). الملاحظ هو القرب الصرفي والصوتي لهذا اللفظ في لغة اليمن وما هو عليه في اللغة العربية مما يجعل اللغة اليمنية هي المصدر الأقرب لأصل اللفظ العربي الذي فيه"اكتسبت لفظة (ورخ) بمعنى شهر دلالة أخرى بمعنى : سجل الأحداث والوقائع من خلال تعاقب الزمن. لذلك فقد ارتبطت اللفظة بمعنى القِدم والتدوين معا" (الموسوعة اليمنية 1/
3. ابن
ولنأخذ أيضا الكلمة العربية (ابن أو بن : ولد) حيث ترد في النقوش الشمالية بصيغتين (بر، بن) ففي نقش (أم الجمال) الأول بين 250-270م ترد لفظة (بر) وتشرح أنها (بن) في (فهر بر سلي: فهر بن سلي) ثم في نقش النمارة 328م وهو الأشهر ترد كلمة (بن) العربية، وفي نقش (حران) 568م نجد (شراحيل بر ظلمو: شراحيل بن ظلمو). وثم في نقش (زبد) 612م، تعود كلمة (بر) : (سرحو بر امت؛ وهنى بر مر القيس). أما في النقوش اليمنية القديمة فإن الكلمة المعروفة هي (بن ومؤنثها بنت) من القرن الثاني الميلادي (كربوس1، الجامع الكبير بصنعاء) وهي الكلمة التي سادت في العربية. وتذكر بعض المصادر أن "(بر) بالمعنى نفسه لا تزال مستعملة في لهجة دثينة حتى اليوم ووردت في نقش يمني قديم واحد فقط" (الصلوي 1996: 32). ذلك إن الصورة الصوتية للفظ (بر) ترد في اللغة الكنعانية في نقش يؤرخ له بالقرن التاسع قبل الميلاد : (أنخ كلمو بر حى: أنا كلمو بن حيا) (ولفنسون، تاريخ اللغات السامية:63) كما ترد الصورة الصوتية للفظ (بن) في نفس اللغة في القرن الخامس قبل الميلاد في العبرية، وقد استمر هذا الورود المزدوج في اللهجات الأخرى كما رأينا أعلى. أما في النقوش الآرامية فيرجع اللفظ إلى القرن التاسع قبل الميلاد فـ(ابن) "اسم مذكر مضاف. وكذلك في اللغات الأرامية الأخرى. وفي صيغة الجمع تتحول الراء نونا. أما في الأكادية والأوغاريتية والعبرية فيكون المفرد منه بالنون (ب ن) كما في العربية" (إسماعيل 1997: 154). وهذا المثال نقدمه لإظهار أهمية الذهاب إلى ما هو أبعد مما تتيحه النقوش اليمنية ولكن في محاولة للتفسير واعتماد الصيغة المشهورة عربيا في عملية البحث.أي بيان أن (بن) هي الأساس الذي علية البحث التاريخي المعجمي. أما (بر) فتنويع لما يتضح حتى الآن صحة تفسيره، هل هو تنويع في العدد أم شكل من اللفظ سابق أو مرادف.
4. تاريخ
يُفَصِّل الأب أنستاس الكرملي خلاف القدامى حول اللفظ (ي و ح) حيث تجادلوا في صحة حروفه بين من يقول (ب و ح) و( ي وح) و (ي رح) وفي المعنى بين الشمس أو القمر أو النفس، ثم يخلص إلى القول "الذي عندنا أن الصواب هو يَرَح، بباء مثناةٍ تحتية مفتوحة، يليها رآء مفتوحة، وفي الآخر حاء مهملة، وهي الشمس بلغة أهل تدْمُر، وكانت لغتهم تُشْبِه العربية كثيرا، والكلمة نفسها تعني القمر بلغة الأشوريين. وقد تُمَدّ فيقال: يرَاح كسَحَاب وصُحفت بَرَاح ببآء موحدة تحتيَّة.
وفي اللغة الإرمية: يَرَحْ ويَرْحَا الشهر أو التاريخ و(يَرْحُوناَ) مُدَّة الشَهْر. فيحتمل معناه الأصلي : الشمس والقمر، لأن منهم من كان يؤرخ الحوادث باعتمادهِ على دوران الشمس كالمجوس، ومنهم من كان يؤرخ باعتماده على القمر كاليهود."(الكرملي ، نشوء اللغة العربية: 28)
وحين نراجع النقوش اليمنية نجد إيضاحا لهذا اللبس من خلال تحليل مادة (ورخ)كما ترد في نقوش المسند نجد "صيغة (ورخ هـ و) في النقوش اليمنية القديمة تعنى "تاريخه" وشهره" وفي الأكادية والحبشية الاسم (ورخ) يعني "قمر، شهر"Al-selwi 1987 :36)) وقد ورد اللفظ مكتوبا نقش (ربرتوار3910) (ورخ) جمع (أورخ): اسم شهر (بافقيه وأخرون 1985: 409) وكذلك في المعجم السبئي (ص 162). الملاحظ هو القرب الصرفي والصوتي لهذا اللفظ في لغة اليمن وما هو عليه في اللغة العربية مما يجعل اللغة اليمنية هي المصدر الأقرب لأصل اللفظ العربي الذي فيه"اكتسبت لفظة (ورخ) بمعنى شهر دلالة أخرى بمعنى : سجل الأحداث والوقائع من خلال تعاقب الزمن. لذلك فقد ارتبطت اللفظة بمعنى القِدم والتدوين معا" (الموسوعة اليمنية 1/