1)ه م ت ع م/ذرح ن/ذذه ب ن/س ق ن ي/
2)ال س /و م راس /ب ع ل/ي غ ل/ي د م/
3)م س ص ب ح ت م/و س ق ن ي ت ن/ح ج/ت ش
4)ف ت س/و س ا م ن ت س/ر ث د/ب ع ل/ي غ
5)ل/ا ذ ن س/و م ق م س/وس ق ن ي ت س/
6)ب ن/م س ن ك رم/ب ن/ب ر ث س/ب ع م/و
7)ان ب ي/ وذ ت/ح م ي م
همت عم(المقتدر بالله)ذرحان الذهباني قدم لاله الاكبر الرب الوكيل(الوالي)هذه اليد المصباح(المسرجه )قربان في الحج عند ماشفته وسالت ربي الوكيل (الوالي)الرشاد وان يعطيني الصحه في اذاني(حواسي)والقدره ،وان يحفظها من التغيير بحق الاله والنبي وذات حميم
2)ال س /و م راس /ب ع ل/ي غ ل/ي د م/
3)م س ص ب ح ت م/و س ق ن ي ت ن/ح ج/ت ش
4)ف ت س/و س ا م ن ت س/ر ث د/ب ع ل/ي غ
5)ل/ا ذ ن س/و م ق م س/وس ق ن ي ت س/
6)ب ن/م س ن ك رم/ب ن/ب ر ث س/ب ع م/و
7)ان ب ي/ وذ ت/ح م ي م
همت عم(المقتدر بالله)ذرحان الذهباني قدم لاله الاكبر الرب الوكيل(الوالي)هذه اليد المصباح(المسرجه )قربان في الحج عند ماشفته وسالت ربي الوكيل (الوالي)الرشاد وان يعطيني الصحه في اذاني(حواسي)والقدره ،وان يحفظها من التغيير بحق الاله والنبي وذات حميم
يمانيّون من قبل الأسامي
كلحنٍ في فمِ الدنيا حضورُ
نقوشٌ في النقوش أباً وجداً
تعيش على موائدنا العصورُ
ومن قبل الخليقة قد خلقنا
وكل غدٍ بجدتهِ فخورُ
ونحن النازلون بحيث شئنا
وذو الحولين جبّارٌ هصورُ
كلحنٍ في فمِ الدنيا حضورُ
نقوشٌ في النقوش أباً وجداً
تعيش على موائدنا العصورُ
ومن قبل الخليقة قد خلقنا
وكل غدٍ بجدتهِ فخورُ
ونحن النازلون بحيث شئنا
وذو الحولين جبّارٌ هصورُ
تتشابهُ الأحزان في أوطاننا
وكأنما كَتَبَ العذاب مؤلّفُ
وكأن أولاد الخطيئة إخوةٌ
في الرمل والفوضى ومالا نعرفُ
يتربصون بنا يدٌ تغتالنا
ويدٌ محلّقةُ الخيانة تقصفُ
سامح بلادك فالبلاد عزيزةٌ
حتى وأنت مُشرّدٌ مُتَخوّفُ
[ ما كل هذا الموت في كلماتنا
يا رب حتى من كلامك نُخطفُ
لا تسأل الشعراء عن مأساتنا
فالشعر عند المخبرين موظّفُ
ويرى الروائيّون من نظّارةٍ
لا يُبصر المأساةَ منها موقفُ
سقط الجدار على الحكاية كلها
فكأنما التاريخ جرحٌ ينزفُ
لم تحفظ الرحمنَ فينا لحيةٌ
أبداً ولا صان البلاد مُثقّفُ
وكأنما كَتَبَ العذاب مؤلّفُ
وكأن أولاد الخطيئة إخوةٌ
في الرمل والفوضى ومالا نعرفُ
يتربصون بنا يدٌ تغتالنا
ويدٌ محلّقةُ الخيانة تقصفُ
سامح بلادك فالبلاد عزيزةٌ
حتى وأنت مُشرّدٌ مُتَخوّفُ
[ ما كل هذا الموت في كلماتنا
يا رب حتى من كلامك نُخطفُ
لا تسأل الشعراء عن مأساتنا
فالشعر عند المخبرين موظّفُ
ويرى الروائيّون من نظّارةٍ
لا يُبصر المأساةَ منها موقفُ
سقط الجدار على الحكاية كلها
فكأنما التاريخ جرحٌ ينزفُ
لم تحفظ الرحمنَ فينا لحيةٌ
أبداً ولا صان البلاد مُثقّفُ
#جزيرة_سقطرى
جزيرة سقطرى ، هي جزيرة يمنية تقع شرق خليج عدن وتبعد (480 كم) عن رأس فرتك في محافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني (300 ميلاً) كما تبعد عن محافظة عدن بحوالي (553 ميلاً). كانت تتبع محافظة حضرموت، حتى ديسمبر 2013م عندما أصدر الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي قرارا بإستحداث محافظة أرخبيل سقطرى.
وسقطرى ، هو الاسم الأصلي لهذه الجزيرة منذ القدم ، وهو إسم عربي قديم ذكره المؤرخون القدامى ، حيث كانوا يروونها ويكتبونها بها أي إن إسم سُـقـُطـْرَى جاء في المعاجم بضمتين وطاء ساكنة وراء وألف مقصورة بينما أهلها يسمونها سَـقـَطـْرِي بفتح السين والقاف وسكون الطاء وكسر الراء وياء في الأخير جاءت طريقة كتابة إسم جزيرة سقطرى في كتب التاريخ والمعاجم اللغوية والخرئط الجغرافية بصور وأشكال مختلفة على سبيل المثال لا الحصر :سقطرة ، سوقطرة ، سقوطرة ، سوقطرا ، سقطرا ، سقوطرى ، أسقطرى ، سكوترة ، سكوطرة ، سوقوتيرا ، ديوسقوريدس.
تاريخ جزيرة سقطرى
ورد ذكر جزيرة سقطرى في المصادر الكلاسيكية عند بليني في كتاب التاريخ الطبيعي (ديوسكريدو) وفي كتاب الطواف حول البحر الاريتري الذي ذكر ان سقطرى (ديوسكريدس ) جزيرة كبيرة سكانها قليلون وهم خليط من العرب والهنود وبعض الروم. وتخضع الجزيرة لملك بلاد اللبان الذي تخضع له ازانيا وهو (كرب ايل) وعامله في المعافر ويتاجر مع الجزيرة ملاحون من ميناء موزع.
كما جاء ذكرها في كتاب صفة جزيرة العرب لأبو الحسن محمد الهمداني في القرن العاشر الميلادي ضمن الجزر اليمنية قال: (وإليها يُنسب الصبر السقطرى ) وفيها من جميع قبائل مهرة وبها نحو عشرة آلاف مقاتل وهم نصارى ويذكر ان قوما من بلد الروم طرحهم كسرى ثم نزلت بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم وأما أهل عدن فيقولون أنه لم يدخلها من الروم أحد ولكن أهلها الرهابنة. ثم فنوا وسكنها مهرة وقوم من الشراة (فرقة من الخوارج )وظهرت فيها دعوة الإسلام.
العصر الحجري
أقدم الاثار التي عثر عليها في جزيرة سقطرة فهي موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح ان يكون بقايا مشغل لصنع الادوات الحجرية من احجار الصوان (العصر الحجري) وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة اذ تغطي فيها اللقى الأثرية مساحة تقدر ب 1600متر مربع كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وانا كروي من الفخار الأحمر ويرجح أن تاريخ تلك المدافن يعود للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد وفي منطقة أريوش عثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يحدد تاريخها لكنها شبيهة بالنقوش اليمنية القديمة.
وكذلك النقوش والرسوم التي عثر عليها في الجزيرة العربية من صور سحرية ومناظر للإنسان والحيوان أما اللقى الأثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على أن قطع من أواني فخارية مستوردة يعود تاريخها الى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلاد.
أطماع الغزاة
في مرحلة الاستكشافات الجغرافية كانت الجزيرة مطمعاً للغزاة حيث احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م) ، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م، في ذات موقع استراتيجي في نهاية خليج عدن، وتشرف وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي، وتكتنز ثروات طبيعية كبيرة بالإضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي.
كان سلاطينها يقاومون تلك الهجمات حتى عام 1876م حيث أبرمت بريطانيا اتفاق حماية واستشارة مع سلطان الجزيرة حتى موعد رحيلهم في 30 نوفمبر عام 1967 عند استقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني.
جزيرة سقطرى ، هي جزيرة يمنية تقع شرق خليج عدن وتبعد (480 كم) عن رأس فرتك في محافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني (300 ميلاً) كما تبعد عن محافظة عدن بحوالي (553 ميلاً). كانت تتبع محافظة حضرموت، حتى ديسمبر 2013م عندما أصدر الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي قرارا بإستحداث محافظة أرخبيل سقطرى.
وسقطرى ، هو الاسم الأصلي لهذه الجزيرة منذ القدم ، وهو إسم عربي قديم ذكره المؤرخون القدامى ، حيث كانوا يروونها ويكتبونها بها أي إن إسم سُـقـُطـْرَى جاء في المعاجم بضمتين وطاء ساكنة وراء وألف مقصورة بينما أهلها يسمونها سَـقـَطـْرِي بفتح السين والقاف وسكون الطاء وكسر الراء وياء في الأخير جاءت طريقة كتابة إسم جزيرة سقطرى في كتب التاريخ والمعاجم اللغوية والخرئط الجغرافية بصور وأشكال مختلفة على سبيل المثال لا الحصر :سقطرة ، سوقطرة ، سقوطرة ، سوقطرا ، سقطرا ، سقوطرى ، أسقطرى ، سكوترة ، سكوطرة ، سوقوتيرا ، ديوسقوريدس.
تاريخ جزيرة سقطرى
ورد ذكر جزيرة سقطرى في المصادر الكلاسيكية عند بليني في كتاب التاريخ الطبيعي (ديوسكريدو) وفي كتاب الطواف حول البحر الاريتري الذي ذكر ان سقطرى (ديوسكريدس ) جزيرة كبيرة سكانها قليلون وهم خليط من العرب والهنود وبعض الروم. وتخضع الجزيرة لملك بلاد اللبان الذي تخضع له ازانيا وهو (كرب ايل) وعامله في المعافر ويتاجر مع الجزيرة ملاحون من ميناء موزع.
كما جاء ذكرها في كتاب صفة جزيرة العرب لأبو الحسن محمد الهمداني في القرن العاشر الميلادي ضمن الجزر اليمنية قال: (وإليها يُنسب الصبر السقطرى ) وفيها من جميع قبائل مهرة وبها نحو عشرة آلاف مقاتل وهم نصارى ويذكر ان قوما من بلد الروم طرحهم كسرى ثم نزلت بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم وأما أهل عدن فيقولون أنه لم يدخلها من الروم أحد ولكن أهلها الرهابنة. ثم فنوا وسكنها مهرة وقوم من الشراة (فرقة من الخوارج )وظهرت فيها دعوة الإسلام.
العصر الحجري
أقدم الاثار التي عثر عليها في جزيرة سقطرة فهي موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح ان يكون بقايا مشغل لصنع الادوات الحجرية من احجار الصوان (العصر الحجري) وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة اذ تغطي فيها اللقى الأثرية مساحة تقدر ب 1600متر مربع كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وانا كروي من الفخار الأحمر ويرجح أن تاريخ تلك المدافن يعود للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد وفي منطقة أريوش عثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يحدد تاريخها لكنها شبيهة بالنقوش اليمنية القديمة.
وكذلك النقوش والرسوم التي عثر عليها في الجزيرة العربية من صور سحرية ومناظر للإنسان والحيوان أما اللقى الأثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على أن قطع من أواني فخارية مستوردة يعود تاريخها الى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلاد.
أطماع الغزاة
في مرحلة الاستكشافات الجغرافية كانت الجزيرة مطمعاً للغزاة حيث احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م) ، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م، في ذات موقع استراتيجي في نهاية خليج عدن، وتشرف وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي، وتكتنز ثروات طبيعية كبيرة بالإضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي.
كان سلاطينها يقاومون تلك الهجمات حتى عام 1876م حيث أبرمت بريطانيا اتفاق حماية واستشارة مع سلطان الجزيرة حتى موعد رحيلهم في 30 نوفمبر عام 1967 عند استقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني.
#جزيرة_سقطرى
على أرض جزيرة سقطرى اليمنية، التي هي الآن محط أنظار العالم، ليس لطبيعتها البيئية الفريدة، وإنما لموقعها الاستراتيجي، في ظل الحرب الضروس الدائرة في اليمن. في السطور التالية ننقل لكم جزءًا من تقرير ناشونال جيوغرافيك مترجمًا.
على بعد 220 ميلًا عبر بحر العرب، من اليمن المضطرب، كانت سقطرى في يوم من الأيام مكانًا أسطوريًا على حافة خرائط العالم المعروف. كان البحارة يخشونها، بمياهها الضحلة الخطرة وعواصفها الشرسة وسكانها الذين كان يُعتقد أنهم يتحكمون في الرياح ويحوّلون السفن نحو الشاطئ للاستيلاء عليها ونهبها. واليوم، يجلب التنوع البيولوجي الغني لسقطرى، المستكشفين الجدد الذين يأملون في تعلم أسراره قبل أن يغيّر العالم الحديث ذلك إلى الأبد، مع تأجج الحرب في اليمن.
رغم صغر مساحتها، إلا أن موقعها الاستراتيجي وبيئتها الفريدة من نوعها، جعلت جزيرة سقطرى محط أنظار العالم الخارجي
قام كل من المصريين القدماء واليونانيين والرومان بالكشف عن كنوز عالم الطبيعة في سقطرى: الراتنجات العطرية مثل اللبان، ومستخلص الصبر الطبي، والعصارة الحمراء الداكنة لشجرة دم الأخوين، المستخدمة للشفاء أو كألوان للفنانين. جاء المغامرون لحصد ثروات الجزيرة، على الرغم من القصص التي شاعت بأنها كانت تحرسها ثعابين عملاقة تعيش في كهوفها. كانت ملكة سبأ، والإسكندر الأكبر، وماركو بولو من بين أولئك الذين طمعوا في ثروات سقطرى.
بلغت قيمة البخور ودم الأخوين ذروتها خلال عهد الإمبراطورية الرومانية. بعد ذلك، خدمت جزيرة سقطرى في الغالب كمحطة للتجار، وأمضت قرونًا في عزلة ثقافية نسبية. وعاش سكان سقطرى جيلًا بعد جيل كما عاش أسلافهم: رعاة الجبال يرعون الماعز، وسكان المناطق الساحلية يمارسون صيد الأسماك، والجميع يحصد التمر. وحُفظ تاريخ الجزيرة من خلال الشعر، ويتلى باللغة السقطرية.
وبخلاف موقعها الاستراتيجي قبالة القرن الأفريقي، لم يكن هناك أي شيء في سقطرى يهتم به العالم الخارجي. لكن الأمر تغير.
أثبتت الأبحاث في بدايات القرن العشرين أن جزيرة سقطرى الاستوائية، على الرغم من مساحتها التي تبلغ 3650 كيلومتر مربع فقط، تعد من بين أهم مراكز التنوع البيولوجي في العالم، حيث تجمع بين عناصر من أفريقيا وآسيا وأوروبا، بطرق لا تزال تحير علماء الأحياء.
عدد الأنواع النباتية المستوطنة، تلك التي لا توجد في أي مكان آخر، لكل ميل مربع في سقطرى، وثلاث جزر صغيرة نائية، هو رابع أعلى مستوى لأي مجموعة جزر على الأرض، بعد سيشيل وكاليدونيا الجديدة وهاواي. ومن المرجح أن تكون جبال حجهر، وهي قمم الجرانيت الوعرة التي ترتفع إلى حوالي خمسة آلاف قدم في وسط الجزيرة، موطنً لأعلى كثافة للنباتات المستوطنة في جنوب غرب آسيا. كل مشهد في سقطرى، من الأراضي المنخفضة الجافة والساخنة إلى الجبال المغطاة بالضباب، يكشف عن العجائب التي لا يمكن رؤيتها في أي مكان آخر.
بعد ظهيرة قاسية، كنت أتجول بالقرب من بلدة هاديبو المغبرة، مع عالمة النبات ليزا بانفيلد، وهي أخصائية في سقطرى، كانت تعمل في ذلك الحين ضمن طاقم حديقة النباتات الملكية في أدنبره. صعدنا منحدر تل صخري وتوقفنا بجانب نبات يبدو كلوحة من لوحات سلفادور دالي، نبات قصير بدا كما لو أنها كانت شجرة أطول ثم ذابت من الحرارة.
استُلهم اسمها الشائع (وردة الصحراء) من زهورها الأرجوانية، على الرغم من أنها لا تمت للورود بصلة. قالت بانفيلد: "هذا مثال مشهور لاستراتيجية تكيفت بها نباتات سقطرى لتحمل ظروف الجفاف القاسية هنا. هذه هي العدنة السقطرية. وهي تنمو أيضًا في الأراضي العربية والأفريقية، ولكن هناك تكون أصغر بكثير منها في جزيرة سقطرى. يخزن جذعها الماء، وينمو بهذه الأشكال الغريبة والرائعة لترسيخ نفسها في الصخور".
نبات وردة الصحراء أو العدنة السقطرية
وهناك شجرة مستوطنة أخرى، هي دم الأخوين، والتي أصبحت رمزًا لجزيرة سقطرى بشكلها المميز، حتى صُورت على العملة اليمنية فئة الـ20 ريال. أحد أقارب النباتات المشتركة من جنس دراسينا، ينمو على الهضاب والجبال في جزء كبير من الجزيرة. أكبر غابات الدم الأخوين توجد في فرميهين.
باتت شجرة دم الأخوين رمزًا لجزيرة سقطرى، إلا أنه للأسف لم تعد تنبت منها أشجارًا صغيرة، ما قد يهدد استمرار تواجدها على الجزيرة
تمتد المئات والمئات من أشجار دم الأخوين في كل الاتجاهات في جزيرة سقطرى، لكن ثمة حقيقة مزعجة، وهي أنه لم تعد تنبت أي أشجار صغيرة من الصخور تحت تلك الأشجار الكبيرة. لم يكن في سقطرى مطار متطور حتى عام 1999، ولم تكن هناك أي طرق معبدة. ومنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة التنمية.
التغييرات التي استغرقت عقودًا في أماكن أخرى، حدثت في بضع سنوات هنا في سقطرى. وتتدفق المزيد والمزيد من السيارات عبر الجزيرة على شبكة الطرق السريعة المتنامية. لقد جاء العالم الخارجي إلى سقطرى مجازًا، من خلال التلفزيون، والهواتف المحمولة، وشبكة الإنترنت، وحرفيًا، من خلال السياحة.
على الرغم
على أرض جزيرة سقطرى اليمنية، التي هي الآن محط أنظار العالم، ليس لطبيعتها البيئية الفريدة، وإنما لموقعها الاستراتيجي، في ظل الحرب الضروس الدائرة في اليمن. في السطور التالية ننقل لكم جزءًا من تقرير ناشونال جيوغرافيك مترجمًا.
على بعد 220 ميلًا عبر بحر العرب، من اليمن المضطرب، كانت سقطرى في يوم من الأيام مكانًا أسطوريًا على حافة خرائط العالم المعروف. كان البحارة يخشونها، بمياهها الضحلة الخطرة وعواصفها الشرسة وسكانها الذين كان يُعتقد أنهم يتحكمون في الرياح ويحوّلون السفن نحو الشاطئ للاستيلاء عليها ونهبها. واليوم، يجلب التنوع البيولوجي الغني لسقطرى، المستكشفين الجدد الذين يأملون في تعلم أسراره قبل أن يغيّر العالم الحديث ذلك إلى الأبد، مع تأجج الحرب في اليمن.
رغم صغر مساحتها، إلا أن موقعها الاستراتيجي وبيئتها الفريدة من نوعها، جعلت جزيرة سقطرى محط أنظار العالم الخارجي
قام كل من المصريين القدماء واليونانيين والرومان بالكشف عن كنوز عالم الطبيعة في سقطرى: الراتنجات العطرية مثل اللبان، ومستخلص الصبر الطبي، والعصارة الحمراء الداكنة لشجرة دم الأخوين، المستخدمة للشفاء أو كألوان للفنانين. جاء المغامرون لحصد ثروات الجزيرة، على الرغم من القصص التي شاعت بأنها كانت تحرسها ثعابين عملاقة تعيش في كهوفها. كانت ملكة سبأ، والإسكندر الأكبر، وماركو بولو من بين أولئك الذين طمعوا في ثروات سقطرى.
بلغت قيمة البخور ودم الأخوين ذروتها خلال عهد الإمبراطورية الرومانية. بعد ذلك، خدمت جزيرة سقطرى في الغالب كمحطة للتجار، وأمضت قرونًا في عزلة ثقافية نسبية. وعاش سكان سقطرى جيلًا بعد جيل كما عاش أسلافهم: رعاة الجبال يرعون الماعز، وسكان المناطق الساحلية يمارسون صيد الأسماك، والجميع يحصد التمر. وحُفظ تاريخ الجزيرة من خلال الشعر، ويتلى باللغة السقطرية.
وبخلاف موقعها الاستراتيجي قبالة القرن الأفريقي، لم يكن هناك أي شيء في سقطرى يهتم به العالم الخارجي. لكن الأمر تغير.
أثبتت الأبحاث في بدايات القرن العشرين أن جزيرة سقطرى الاستوائية، على الرغم من مساحتها التي تبلغ 3650 كيلومتر مربع فقط، تعد من بين أهم مراكز التنوع البيولوجي في العالم، حيث تجمع بين عناصر من أفريقيا وآسيا وأوروبا، بطرق لا تزال تحير علماء الأحياء.
عدد الأنواع النباتية المستوطنة، تلك التي لا توجد في أي مكان آخر، لكل ميل مربع في سقطرى، وثلاث جزر صغيرة نائية، هو رابع أعلى مستوى لأي مجموعة جزر على الأرض، بعد سيشيل وكاليدونيا الجديدة وهاواي. ومن المرجح أن تكون جبال حجهر، وهي قمم الجرانيت الوعرة التي ترتفع إلى حوالي خمسة آلاف قدم في وسط الجزيرة، موطنً لأعلى كثافة للنباتات المستوطنة في جنوب غرب آسيا. كل مشهد في سقطرى، من الأراضي المنخفضة الجافة والساخنة إلى الجبال المغطاة بالضباب، يكشف عن العجائب التي لا يمكن رؤيتها في أي مكان آخر.
بعد ظهيرة قاسية، كنت أتجول بالقرب من بلدة هاديبو المغبرة، مع عالمة النبات ليزا بانفيلد، وهي أخصائية في سقطرى، كانت تعمل في ذلك الحين ضمن طاقم حديقة النباتات الملكية في أدنبره. صعدنا منحدر تل صخري وتوقفنا بجانب نبات يبدو كلوحة من لوحات سلفادور دالي، نبات قصير بدا كما لو أنها كانت شجرة أطول ثم ذابت من الحرارة.
استُلهم اسمها الشائع (وردة الصحراء) من زهورها الأرجوانية، على الرغم من أنها لا تمت للورود بصلة. قالت بانفيلد: "هذا مثال مشهور لاستراتيجية تكيفت بها نباتات سقطرى لتحمل ظروف الجفاف القاسية هنا. هذه هي العدنة السقطرية. وهي تنمو أيضًا في الأراضي العربية والأفريقية، ولكن هناك تكون أصغر بكثير منها في جزيرة سقطرى. يخزن جذعها الماء، وينمو بهذه الأشكال الغريبة والرائعة لترسيخ نفسها في الصخور".
نبات وردة الصحراء أو العدنة السقطرية
وهناك شجرة مستوطنة أخرى، هي دم الأخوين، والتي أصبحت رمزًا لجزيرة سقطرى بشكلها المميز، حتى صُورت على العملة اليمنية فئة الـ20 ريال. أحد أقارب النباتات المشتركة من جنس دراسينا، ينمو على الهضاب والجبال في جزء كبير من الجزيرة. أكبر غابات الدم الأخوين توجد في فرميهين.
باتت شجرة دم الأخوين رمزًا لجزيرة سقطرى، إلا أنه للأسف لم تعد تنبت منها أشجارًا صغيرة، ما قد يهدد استمرار تواجدها على الجزيرة
تمتد المئات والمئات من أشجار دم الأخوين في كل الاتجاهات في جزيرة سقطرى، لكن ثمة حقيقة مزعجة، وهي أنه لم تعد تنبت أي أشجار صغيرة من الصخور تحت تلك الأشجار الكبيرة. لم يكن في سقطرى مطار متطور حتى عام 1999، ولم تكن هناك أي طرق معبدة. ومنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة التنمية.
التغييرات التي استغرقت عقودًا في أماكن أخرى، حدثت في بضع سنوات هنا في سقطرى. وتتدفق المزيد والمزيد من السيارات عبر الجزيرة على شبكة الطرق السريعة المتنامية. لقد جاء العالم الخارجي إلى سقطرى مجازًا، من خلال التلفزيون، والهواتف المحمولة، وشبكة الإنترنت، وحرفيًا، من خلال السياحة.
على الرغم
من أن الاضطرابات السياسية الأخيرة حدت مؤقتًا من السفر، إلا أن شواطئ جزيرة سقطرى الجميلة والجبال الوعرة والتنوع البيولوجي الفريد والثقافة القديمة، جذبت عددًا متزايدًا من المسافرين خلال العقد الماضي، من 140 زائرًا من حول العالم في عام 2000 إلى ما يقرب من أربعة آلاف عام 2010.
دم الأخوين رمز لسقطرى، لكن لم تعد تنبت منها أشجار صغيرة
أكثر من 600 قرية، في معظم الحالات، هي عبارة عن تجمعات لمنازل العائلات الممتدة، مبعثرة في جميع أنحاء سقطرى، كل منها لها شيخها المبجل. وعلى مر القرون، طور السقطريون طرقًا عملية للتعامل مع الرعي، وجمع الأخشاب، ونزاعات ملكية الأراضي بين العشائر، واستخدام الموارد المائية، وما شابه.
وعلى عكس نظرائهم في أرض اليمن الرئيسية، حيث كانت النزاعات العنيفة والنزاعات القبلية طريقة حياة طويلة، وحيث كان العديد من الرجال يحملون السلاح والجنبية (الخنجر) كمسألة طبيعية، فإن لدى السقطريين تقاليد في حل القضايا بشكل سلمي بالاجتماعات بين القرى المجاورة. وكان الحفاظ على الموارد هو الخيار الوحيد للبقاء في بيئة الجزيرة القاسية، مما كان له أثر في حماية التنوع البيولوجي المتميز في سقطرى.
"لا تزال سقطرى عذراء"، يقول أحدهم. لكن هذا يعني أيضًا أن هذه الموجة بأكملها من الحضارة والتنمية هي أكبر تهديد على الإطلاق للتنوع البيولوجي في سقطرى في الوقت الحالي.
لقد حافظ شعب سقطرى على البيئة من خلال تقاليده، ولكن الأمر متروك لنا جميعًا للحفاظ على ذلك في المستقبل، للحفاظ عليها ضد الأخطار. إن سقطرى هي واحدة من آخر الأماكن على الأرض حيث يمكننا بالفعل حماية بيئة الجزيرة الفريدة، حيث لا يزال بإمكاننا القيام بشيء إيجابي قبل فوات الأوان.
سقطرى أرض عذراء، لكن تهدد بيئتها الفريدة وتنوعها البيولوجي، مشاريع التنمية الحديثة، وكذا مطامع دول الجوار والمتحاربين في اليمن
عندما يعود الاستقرار إلى اليمن والطرق، والمنتجعات، والمسافرون المتحمسون المنتشرون عبر مدينة سقطرى، هل ستصمد السبل السلمية التي اتبعها سكانها في تسوية النزاعات؟ هل سيظل الناس يتجمعون في قرى جبلية لتلاوة قصائدهم بلغتهم الخاصة، وهل ستستمر تقاليد الحفاظ على البيئة؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما يسمع أولئك الذين يتسلقون مرتفعًا في التلال الكلسية أنشودة طائر الدرسة السقطري، التي تنتمي إلى منظومة الحياة الغريبة والرائعة في الجزيرة
دم الأخوين رمز لسقطرى، لكن لم تعد تنبت منها أشجار صغيرة
أكثر من 600 قرية، في معظم الحالات، هي عبارة عن تجمعات لمنازل العائلات الممتدة، مبعثرة في جميع أنحاء سقطرى، كل منها لها شيخها المبجل. وعلى مر القرون، طور السقطريون طرقًا عملية للتعامل مع الرعي، وجمع الأخشاب، ونزاعات ملكية الأراضي بين العشائر، واستخدام الموارد المائية، وما شابه.
وعلى عكس نظرائهم في أرض اليمن الرئيسية، حيث كانت النزاعات العنيفة والنزاعات القبلية طريقة حياة طويلة، وحيث كان العديد من الرجال يحملون السلاح والجنبية (الخنجر) كمسألة طبيعية، فإن لدى السقطريين تقاليد في حل القضايا بشكل سلمي بالاجتماعات بين القرى المجاورة. وكان الحفاظ على الموارد هو الخيار الوحيد للبقاء في بيئة الجزيرة القاسية، مما كان له أثر في حماية التنوع البيولوجي المتميز في سقطرى.
"لا تزال سقطرى عذراء"، يقول أحدهم. لكن هذا يعني أيضًا أن هذه الموجة بأكملها من الحضارة والتنمية هي أكبر تهديد على الإطلاق للتنوع البيولوجي في سقطرى في الوقت الحالي.
لقد حافظ شعب سقطرى على البيئة من خلال تقاليده، ولكن الأمر متروك لنا جميعًا للحفاظ على ذلك في المستقبل، للحفاظ عليها ضد الأخطار. إن سقطرى هي واحدة من آخر الأماكن على الأرض حيث يمكننا بالفعل حماية بيئة الجزيرة الفريدة، حيث لا يزال بإمكاننا القيام بشيء إيجابي قبل فوات الأوان.
سقطرى أرض عذراء، لكن تهدد بيئتها الفريدة وتنوعها البيولوجي، مشاريع التنمية الحديثة، وكذا مطامع دول الجوار والمتحاربين في اليمن
عندما يعود الاستقرار إلى اليمن والطرق، والمنتجعات، والمسافرون المتحمسون المنتشرون عبر مدينة سقطرى، هل ستصمد السبل السلمية التي اتبعها سكانها في تسوية النزاعات؟ هل سيظل الناس يتجمعون في قرى جبلية لتلاوة قصائدهم بلغتهم الخاصة، وهل ستستمر تقاليد الحفاظ على البيئة؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما يسمع أولئك الذين يتسلقون مرتفعًا في التلال الكلسية أنشودة طائر الدرسة السقطري، التي تنتمي إلى منظومة الحياة الغريبة والرائعة في الجزيرة
سقطرى: الرياح والأساطير والقصص
تعد وتنشر من قبل صندوق صون سقطرى وجمعية أصدقاء سقطرى
جوليان جانسين فان رينسبيرج (جامعة إآستر)
إن البيئة البحرية لأرخبيل سقطرى تتأثر بشكل آبير بموقعها الجغرافي، والذي
يضع سقطرى في موقع لا تحسد عليه. فبسبب موقع الأرخبيل فإن سقطرى تتأثر
بفصلي الرياح الموسمية "الشمالية الشرقية" و "الجنوبية الغربية" والتي تجلب معها
ليس فقط موسمين من الأمطار ولكن أيضا رياح وعواصف عاتية. والدليل على
شدة هذه العواصف في محيط جزيرة سقطرى، يأتي من دراسة قام بها جيمسون (
113:1949 ،(والتي توضح إزديادا في وتيرة قوة الرياح العاصفة، من أقل من
5 %في مايو لترتفع إلى 50 %في يونيو، لتصل إلى ذروتها في شكل رياح بقوة
عاصفة تغطي أآثر من 85 %من شهر يوليو. وآذلك تكون هذه المنطقة بالذات
عرضة للأعاصير خلال شهور مايو، يونيو، يوليو، أآتوبر ونوفمبر (راجيفان
(410 :1990 وبوتشلا
هذه الرياح تتأثر آذلك بتضاريس الجزيرة، عندما تهب الرياح فوق سلسلة جبال حجهر تميل إلى أن تكون منحرفة مما ينتج عنه نظام رياح متغيّر في
محيط سقطرى. أوضحت دراسة قام بها بيري (1521:1981 ،(بأن سقطرى تمثل حاجزا طبيعيا لانسياب الرياح السائدة أثناء فصل الرياح الموسمية
الجنوبية الغربية، ، مما ينتج عنه منطقة ذات رياح سرعتها منخفضة بشكل ملحوظ وهدوء في حالة البحر المقابل لجانب الجزيرة المحميّ من الرياح.
قوة الرياح يمكن أن تؤثر أيضا على سرعة التيارات السطحية، ومن المعروف أن التيارات السطحية تصل إلى سرعات عالية أثناء فترة هبوب الرياح
العاتية للرياح الموسمية الجنوبية الغربية. هذا صحيح بشكل خاص في المنطقة المحيطة بجزيرة سقطرى، حيث توجد أقوى التيارات التي يعرفها العالم،
وقد تم تسجيل معدل سرعة بلغ 7-8 عقدة بحرية (آورنش وإيفس 153:2006.(
إن أثر هذه الظروف البيئية المتغيرة والخطيرة في محيط جزيرة سقطرى آان في القرون الوسطي يتم تسجليه في أغلب الأحيان من قبل المؤلفين العرب
الذين أشاروا بشكل خاص لهذه المخاطر. ابن ماجد (905هـ/1500م) أشار في مقالاته البحرية إلى آيف أن الإبحار في المنطقة المحيطة بسقطرى آان
خطيرا جدا ويعود ذلك إلى الأعاصير والأمواج التي تشبه الجبال والتي يمكن مصادفتها هناك. أما فيما يخص التيارات فقط أشار إلى آيف أنها "قوية جدا
ولا يمكنك التغلب عليها". هذا يعتبر مغامرة بالأرواح والأجساد، لأنها تأتي في الوقت المشهور (بالذُهن) في شمال سقطرى" (تيبتس 230:1981.(
من المرجح أنه ونتيجة لهذه الظواهر المتغيّرة والتي تحدث في محيط سقطرى فإنه آان يعتقد في الماضي أن سكان سقطرى قادرين على التحكم في
الأحوال الجوية. واستنادا إلى مارآو بولو فإن سكان سقطرى آانوا سحرة مخيفين "إذا قامت أي سفينة يملكها قرصان بإيذاء شخص منهم، فإنهم سوف لا
يفشلون في سحره، بحيث لا يستطيع أن يكمل رحلته حني يدفع تعويضا عن ما سببه من أذى. حتى وإن آانت الرياح طيبة وتهب في صالحه، فإن لديهم
المقدرة على تغيير ذلك وإلزامه بأن يرجع إلى الجزيرة من تلقاء نفسه. ويستطيعون، وبطريقة مماثلة، أن يجعلوا البحر يصبح هادئا ويستطيعون وبإرادتهم
جعل العواصف تهب، وتحطم السفن، ويستطيعون إحداث الكثير من الآثار الخارقة للعادة، والتي لا ضرورة إلى ذآرها" (آومروف 311:1928.(
الكثير من هذه القوى والتي تسيطر على العناصر المختلفة يمكن تفسيرها وبسهولة وذلك باستخدام المعرفة المحلية حول الرياح. لا شك إن البحّار الذي
يكون لديه معرفة جيدة بالتغيرات التي تحدث أثناء الفصول، وتأثيرها على الرياح المحلية وتأثير التضاريس ودرجات الحرارة على الرياح في مناطق
بعينها، سوف يكون قادرا تماما على معرفة أين ومتي يمكن أن تحدث أحداث بعينها. وباستخدام هذه المعرفة، مع درجة معينة من الإقناع، سوف يكون
بالإمكان وضع السفن الزائرة في وضع خطير للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن السفن التي
تغادر الجزيرة في فترة العصر يمكن أن تجد نفسها في مواجهة الرياح المضادة بالقرب
من الجروف الصخرية العميقة والتي تحد خط الساحل، وإذا استطاعت أن تتخطي هذه
المنطقة، فسوف تجد نفسها في مواجهة الرياح المضادة في المنطقة والتي توجد في
عرض البحر حيث تصل سرعته الرياح هذه إلى ما بين 13 إلى 24 عقدة بحرية. هذه
المجموعة من العوامل وبكل سهولة يمكن أن تجعل السفينة، تعود من تلقاء نفسها، إلى
الشريط الساحلي لجزيرة سقطرى.
إن خطورة هذه التيارات والظواهر الجوية في الوقت الحاضر، لا تزال حقيقية آما آانت
في حقبة القرون الوسطي، حيث أن الكثير من السفن تأخذها وعلى حين غرة الرياح
والتيارات القوية في محيط جزيرة سقطرى
تعد وتنشر من قبل صندوق صون سقطرى وجمعية أصدقاء سقطرى
جوليان جانسين فان رينسبيرج (جامعة إآستر)
إن البيئة البحرية لأرخبيل سقطرى تتأثر بشكل آبير بموقعها الجغرافي، والذي
يضع سقطرى في موقع لا تحسد عليه. فبسبب موقع الأرخبيل فإن سقطرى تتأثر
بفصلي الرياح الموسمية "الشمالية الشرقية" و "الجنوبية الغربية" والتي تجلب معها
ليس فقط موسمين من الأمطار ولكن أيضا رياح وعواصف عاتية. والدليل على
شدة هذه العواصف في محيط جزيرة سقطرى، يأتي من دراسة قام بها جيمسون (
113:1949 ،(والتي توضح إزديادا في وتيرة قوة الرياح العاصفة، من أقل من
5 %في مايو لترتفع إلى 50 %في يونيو، لتصل إلى ذروتها في شكل رياح بقوة
عاصفة تغطي أآثر من 85 %من شهر يوليو. وآذلك تكون هذه المنطقة بالذات
عرضة للأعاصير خلال شهور مايو، يونيو، يوليو، أآتوبر ونوفمبر (راجيفان
(410 :1990 وبوتشلا
هذه الرياح تتأثر آذلك بتضاريس الجزيرة، عندما تهب الرياح فوق سلسلة جبال حجهر تميل إلى أن تكون منحرفة مما ينتج عنه نظام رياح متغيّر في
محيط سقطرى. أوضحت دراسة قام بها بيري (1521:1981 ،(بأن سقطرى تمثل حاجزا طبيعيا لانسياب الرياح السائدة أثناء فصل الرياح الموسمية
الجنوبية الغربية، ، مما ينتج عنه منطقة ذات رياح سرعتها منخفضة بشكل ملحوظ وهدوء في حالة البحر المقابل لجانب الجزيرة المحميّ من الرياح.
قوة الرياح يمكن أن تؤثر أيضا على سرعة التيارات السطحية، ومن المعروف أن التيارات السطحية تصل إلى سرعات عالية أثناء فترة هبوب الرياح
العاتية للرياح الموسمية الجنوبية الغربية. هذا صحيح بشكل خاص في المنطقة المحيطة بجزيرة سقطرى، حيث توجد أقوى التيارات التي يعرفها العالم،
وقد تم تسجيل معدل سرعة بلغ 7-8 عقدة بحرية (آورنش وإيفس 153:2006.(
إن أثر هذه الظروف البيئية المتغيرة والخطيرة في محيط جزيرة سقطرى آان في القرون الوسطي يتم تسجليه في أغلب الأحيان من قبل المؤلفين العرب
الذين أشاروا بشكل خاص لهذه المخاطر. ابن ماجد (905هـ/1500م) أشار في مقالاته البحرية إلى آيف أن الإبحار في المنطقة المحيطة بسقطرى آان
خطيرا جدا ويعود ذلك إلى الأعاصير والأمواج التي تشبه الجبال والتي يمكن مصادفتها هناك. أما فيما يخص التيارات فقط أشار إلى آيف أنها "قوية جدا
ولا يمكنك التغلب عليها". هذا يعتبر مغامرة بالأرواح والأجساد، لأنها تأتي في الوقت المشهور (بالذُهن) في شمال سقطرى" (تيبتس 230:1981.(
من المرجح أنه ونتيجة لهذه الظواهر المتغيّرة والتي تحدث في محيط سقطرى فإنه آان يعتقد في الماضي أن سكان سقطرى قادرين على التحكم في
الأحوال الجوية. واستنادا إلى مارآو بولو فإن سكان سقطرى آانوا سحرة مخيفين "إذا قامت أي سفينة يملكها قرصان بإيذاء شخص منهم، فإنهم سوف لا
يفشلون في سحره، بحيث لا يستطيع أن يكمل رحلته حني يدفع تعويضا عن ما سببه من أذى. حتى وإن آانت الرياح طيبة وتهب في صالحه، فإن لديهم
المقدرة على تغيير ذلك وإلزامه بأن يرجع إلى الجزيرة من تلقاء نفسه. ويستطيعون، وبطريقة مماثلة، أن يجعلوا البحر يصبح هادئا ويستطيعون وبإرادتهم
جعل العواصف تهب، وتحطم السفن، ويستطيعون إحداث الكثير من الآثار الخارقة للعادة، والتي لا ضرورة إلى ذآرها" (آومروف 311:1928.(
الكثير من هذه القوى والتي تسيطر على العناصر المختلفة يمكن تفسيرها وبسهولة وذلك باستخدام المعرفة المحلية حول الرياح. لا شك إن البحّار الذي
يكون لديه معرفة جيدة بالتغيرات التي تحدث أثناء الفصول، وتأثيرها على الرياح المحلية وتأثير التضاريس ودرجات الحرارة على الرياح في مناطق
بعينها، سوف يكون قادرا تماما على معرفة أين ومتي يمكن أن تحدث أحداث بعينها. وباستخدام هذه المعرفة، مع درجة معينة من الإقناع، سوف يكون
بالإمكان وضع السفن الزائرة في وضع خطير للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن السفن التي
تغادر الجزيرة في فترة العصر يمكن أن تجد نفسها في مواجهة الرياح المضادة بالقرب
من الجروف الصخرية العميقة والتي تحد خط الساحل، وإذا استطاعت أن تتخطي هذه
المنطقة، فسوف تجد نفسها في مواجهة الرياح المضادة في المنطقة والتي توجد في
عرض البحر حيث تصل سرعته الرياح هذه إلى ما بين 13 إلى 24 عقدة بحرية. هذه
المجموعة من العوامل وبكل سهولة يمكن أن تجعل السفينة، تعود من تلقاء نفسها، إلى
الشريط الساحلي لجزيرة سقطرى.
إن خطورة هذه التيارات والظواهر الجوية في الوقت الحاضر، لا تزال حقيقية آما آانت
في حقبة القرون الوسطي، حيث أن الكثير من السفن تأخذها وعلى حين غرة الرياح
والتيارات القوية في محيط جزيرة سقطرى