القوميه العربيه .
وفي 20 يناير 1963م توجه من صنعأ الى القاهره د . عبد الرحمن البيضاني – نائب رئيس الجمهوريه – والنقيب حمود بيدر عضو مكتب العمليات والعميد محمد الجرموزي .. وكان البيضاني يحمل رسالة من السلال الى عبد الناصر بشأن الموقف العسكري وطلب قوات وتعزيزات من مصر ، بينما كان الجرموزي يحمل رسالة سريه من السلال الى عبد الناصر وقد تم نشرها مؤخراً في كتاب (( ثورة 26 سبتمبر / دراسات وشهادات ووثائق للتاريخ )) مع رسالة عبد الناصر الجوابيه الى الرئيس السلال
وقد تركزت رسالة السلال ( السريه ) الى عبد الناصر حول تصرفات وممارسات البيضاني التى الحقت ضرراً بالصف الجمهوري وان من مصلحة الثوره عدم عودة البيضاني من القاهره وان يبقى مستبعداً هناك كما تضمنت رسالة السلال مايتصل بالموقف العسكري والتعزيزات المطلوبه وقال السلال في الرساله {{ اننى والشعب العربي في اليمن لايمكن ان ننسى لسيادتكم او لحكومة وشعب ج . ع . م . ( مصر ) موقفكم ومساندتكم العظيمه وجهودكم الكبيره الى جانب ثورتنا .. الخ . كما وان التاريخ لن ينسى لكم هذه المواقف المجيده المشرفه والتى ستظل دائماً رمزاً للوفاء والكرم والبطوله .. الخ . }}
وفي اواخر يناير 1963م بعث الرئيس جمال عبد الناصر رسالة جوابيه الى الرئيس عبد الله السلال تضمنت النقاط الرئيسيه التاليه :-
[أ]- ان ج . ع . م . تقف بكل امكانياتها الى جانب الثورة اليمنيه والشعب اليمني {{ ولا نريد ان يكون لنا دخل في اموركم الداخليه .. اننا لا نقف وراء شخص او اشخاص وانما وراء المبادئ والاهداف التى رفعناها والتى آلينا على انفسنا ان ندعمها ونحارب من اجلها .. }}
[ب]- {{ ان المرحله التى نمر فيها لان هى مركز التحول في التاريخ العربي كله .. }}
[جـ]- تحدث عبد الناصر بالتفصيل عن اهمية وحدة الصف الجمهوري الداخلي واشار الى ابقأ البيضاني في القاهره وانه لن يعود الى اليمن وقال عبد الناصر {{ ان حماية الثوره في اليمن واستمرار بقائها يجب ان يكون الهدف الاول دون اى اعتبار آخر . ولن يكون ذلك سهلاً بل لن يتاح إلا اذا اصبح الشعب كله في الداخل يمثل ارادة واحده .. وليس ممكنا ان تتحقق وحدة الشعب مالم تتحقق الوحده الفكريه والروحيه بين قادته فان مجرد قيام خلاف او انقسام بين اشخاص القاده لامور شخصيه اوحتى عقائديه سرعان ماينعكس على وحدة الامه ويؤدى الى الفرقه والانقسام وضياع الثوره .. }}
[د]- صدرت الاوامر بتحريك قوات جديده اليكم }}
وفي اواخر يناير 63م ارسل عبد الناصر تسعة الويه من الجيش العربي المصري لتعزيزاً للقوات الجمهوريه والقوات المصريه في اليمن كما وصل المشير عبد الحكيم عامر للمشاركه في قيادة وتوجيه العمليات .. واعلن السلال ان الثوره تمتلك صواريخاً يمكن ان تقصف قصر سعود في الرياض وستسحق قواعد العدوان اينما كانت وشملت تحذيرات السلال النظام الاردني والاستعمار البريطاني في الجنوب مع التأكيد على هدف تحرير عدن والجنوب ..
وفي مطلع فبراير بدأت العمليات التى سميت ( بانوراما رمضان ) واشترك فيها نحو خمسين الف جندي يمني ومصري بالدبابات والمدافع والاسلحه الثقيله والخفيفه كما شاركت فيها الطائرات بالقصف الجوي الذي شمل قصف قواعد العدوان في نجران .. وقد تحركت القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه في عملياتها الهجوميه في ثلاثه محاور وحملات كبيره متزامنه الاولى في محور وطريق ( صنعاء – صعده ) والثانيه محور ( صنعأ – مارب ) والثالثه محور ( صنعأ – اب – تعز – الى تخوم الجنوب المحتل ) ..
وفي 4 فبراير كتب الرئيس جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر في صنعا قال عبد الناصر فيها {{ - سعدت جداً بانباء الانتصار .. واظن انك تعرف ان موضوع اليمن سبب لي في الماضي كثيراً من القلق ولكن الحمد لله على النتائج الاخيره واعتقد ان وجودك كان ضروري لتحقيق ذلك }} {{ .. هناك اهتمام كبير لان باخبار اليمن .. وارجو الله ان ينتهى الامر قريبا بالنصر الكامل .. اكتب اليك الان وساقابل السفير الامريكي بعد ساعه واظن انه سيبحث موضوع الغاره على نجران .. وقد قال ان عنده رساله من كنيدي }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ]
وقد استقبل عبد الناصر السفير الاميركي الذي سلم الى عبد الناصر رسالة من كنيدي بشأن اليمن قال فيها :-
{{ ان اسباب عدم اعتراف بريطانيا بالجمهوريه اليمنيه تنبعث من قلق الحكومه البريطانيه حول عدن كما ان التهديدات المتكرره التى رددها السلال لن تؤدي إلا الى زيادة هذه المخاوف .. في حين ان عبارات التطمين تساعد على تحقيق اعتراف الحكومه البريطانيه بالجمهوريه .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ] وتضمنت رسالة كنيدي عرضاً بامكانيه ان تقوم اميركا باقناع بريطانيا بالاعتراف –[ وبالتالي وقف التآمر والعدوان ]- واقناع السعوديه بوقف مساندتها للملكيين مقابل تطمين وتفاهم مطلوب حول عدن والجنوب وحول السعوديه .. وقد تريث { عبد الناصر } في الرد حتى لاتتعطل ( بانورا
وفي 20 يناير 1963م توجه من صنعأ الى القاهره د . عبد الرحمن البيضاني – نائب رئيس الجمهوريه – والنقيب حمود بيدر عضو مكتب العمليات والعميد محمد الجرموزي .. وكان البيضاني يحمل رسالة من السلال الى عبد الناصر بشأن الموقف العسكري وطلب قوات وتعزيزات من مصر ، بينما كان الجرموزي يحمل رسالة سريه من السلال الى عبد الناصر وقد تم نشرها مؤخراً في كتاب (( ثورة 26 سبتمبر / دراسات وشهادات ووثائق للتاريخ )) مع رسالة عبد الناصر الجوابيه الى الرئيس السلال
وقد تركزت رسالة السلال ( السريه ) الى عبد الناصر حول تصرفات وممارسات البيضاني التى الحقت ضرراً بالصف الجمهوري وان من مصلحة الثوره عدم عودة البيضاني من القاهره وان يبقى مستبعداً هناك كما تضمنت رسالة السلال مايتصل بالموقف العسكري والتعزيزات المطلوبه وقال السلال في الرساله {{ اننى والشعب العربي في اليمن لايمكن ان ننسى لسيادتكم او لحكومة وشعب ج . ع . م . ( مصر ) موقفكم ومساندتكم العظيمه وجهودكم الكبيره الى جانب ثورتنا .. الخ . كما وان التاريخ لن ينسى لكم هذه المواقف المجيده المشرفه والتى ستظل دائماً رمزاً للوفاء والكرم والبطوله .. الخ . }}
وفي اواخر يناير 1963م بعث الرئيس جمال عبد الناصر رسالة جوابيه الى الرئيس عبد الله السلال تضمنت النقاط الرئيسيه التاليه :-
[أ]- ان ج . ع . م . تقف بكل امكانياتها الى جانب الثورة اليمنيه والشعب اليمني {{ ولا نريد ان يكون لنا دخل في اموركم الداخليه .. اننا لا نقف وراء شخص او اشخاص وانما وراء المبادئ والاهداف التى رفعناها والتى آلينا على انفسنا ان ندعمها ونحارب من اجلها .. }}
[ب]- {{ ان المرحله التى نمر فيها لان هى مركز التحول في التاريخ العربي كله .. }}
[جـ]- تحدث عبد الناصر بالتفصيل عن اهمية وحدة الصف الجمهوري الداخلي واشار الى ابقأ البيضاني في القاهره وانه لن يعود الى اليمن وقال عبد الناصر {{ ان حماية الثوره في اليمن واستمرار بقائها يجب ان يكون الهدف الاول دون اى اعتبار آخر . ولن يكون ذلك سهلاً بل لن يتاح إلا اذا اصبح الشعب كله في الداخل يمثل ارادة واحده .. وليس ممكنا ان تتحقق وحدة الشعب مالم تتحقق الوحده الفكريه والروحيه بين قادته فان مجرد قيام خلاف او انقسام بين اشخاص القاده لامور شخصيه اوحتى عقائديه سرعان ماينعكس على وحدة الامه ويؤدى الى الفرقه والانقسام وضياع الثوره .. }}
[د]- صدرت الاوامر بتحريك قوات جديده اليكم }}
وفي اواخر يناير 63م ارسل عبد الناصر تسعة الويه من الجيش العربي المصري لتعزيزاً للقوات الجمهوريه والقوات المصريه في اليمن كما وصل المشير عبد الحكيم عامر للمشاركه في قيادة وتوجيه العمليات .. واعلن السلال ان الثوره تمتلك صواريخاً يمكن ان تقصف قصر سعود في الرياض وستسحق قواعد العدوان اينما كانت وشملت تحذيرات السلال النظام الاردني والاستعمار البريطاني في الجنوب مع التأكيد على هدف تحرير عدن والجنوب ..
وفي مطلع فبراير بدأت العمليات التى سميت ( بانوراما رمضان ) واشترك فيها نحو خمسين الف جندي يمني ومصري بالدبابات والمدافع والاسلحه الثقيله والخفيفه كما شاركت فيها الطائرات بالقصف الجوي الذي شمل قصف قواعد العدوان في نجران .. وقد تحركت القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه في عملياتها الهجوميه في ثلاثه محاور وحملات كبيره متزامنه الاولى في محور وطريق ( صنعاء – صعده ) والثانيه محور ( صنعأ – مارب ) والثالثه محور ( صنعأ – اب – تعز – الى تخوم الجنوب المحتل ) ..
وفي 4 فبراير كتب الرئيس جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر في صنعا قال عبد الناصر فيها {{ - سعدت جداً بانباء الانتصار .. واظن انك تعرف ان موضوع اليمن سبب لي في الماضي كثيراً من القلق ولكن الحمد لله على النتائج الاخيره واعتقد ان وجودك كان ضروري لتحقيق ذلك }} {{ .. هناك اهتمام كبير لان باخبار اليمن .. وارجو الله ان ينتهى الامر قريبا بالنصر الكامل .. اكتب اليك الان وساقابل السفير الامريكي بعد ساعه واظن انه سيبحث موضوع الغاره على نجران .. وقد قال ان عنده رساله من كنيدي }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ]
وقد استقبل عبد الناصر السفير الاميركي الذي سلم الى عبد الناصر رسالة من كنيدي بشأن اليمن قال فيها :-
{{ ان اسباب عدم اعتراف بريطانيا بالجمهوريه اليمنيه تنبعث من قلق الحكومه البريطانيه حول عدن كما ان التهديدات المتكرره التى رددها السلال لن تؤدي إلا الى زيادة هذه المخاوف .. في حين ان عبارات التطمين تساعد على تحقيق اعتراف الحكومه البريطانيه بالجمهوريه .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ] وتضمنت رسالة كنيدي عرضاً بامكانيه ان تقوم اميركا باقناع بريطانيا بالاعتراف –[ وبالتالي وقف التآمر والعدوان ]- واقناع السعوديه بوقف مساندتها للملكيين مقابل تطمين وتفاهم مطلوب حول عدن والجنوب وحول السعوديه .. وقد تريث { عبد الناصر } في الرد حتى لاتتعطل ( بانورا
ما رمضان ) .. وقد كتب عبد الناصر في ما بعد رسالة جوابيه الى ( كنيدي ) قال فيها {{ ان حركة التاريخ سوف تتولى اقناع الحكومه البريطانيه بعدم جدوى تجاهل الحقائق .. }}
وفي 16 فبراير دخلت بانوراما رمضان مرحلتها الحاسمه حيث تقدم عبد الحكيم عامر مع القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه الى مناطق صعده .. وفي 18 فبراير دخلت القوات ومعها عامر الى مدينة صعده ثم قامت القوات بتطهير مناطق صعده الى تخوم السعوديه وهربت فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه بينما قامت قوات الحمله الثانيه بتطهير طريق صنعأ – مارب ودخلت مدينة مارب يوم 25 فبراير وتم تطهير مناطق مارب من فلول الملكيين والمرتزقه .. كما قامت قوات الحمله الثالثه بتطهير طريق ومناطق محور ( اب ) الى تخوم مناطق الجنوب المحتل .. [ كتاب ( التاريخ العسكري لليمن ) السلطان ناجي + كتاب الجيش والحركه الوطنيه لناجي الاشول ]
ثم قامت قوة يمنيه مصريه تساندها الطائرات بحملة على آخر معقل للملكيين والمرتزقه في الشمال وهو منطقة ( حريب ) المتاخمه لمنطقة بيحان في الجنوب المحتل فوقعت مصادمات مع قوات بريطانيه وعميله حاولت دعم الملكيين والمرتزقه في ( حريب ) واكتمل الانتصار بدخول قوات الثوره والجمهوريه مدينة حريب يوم 7 مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى بيحان وبذلك رفرفت رايات الثوره والجمهوريه في كل ربوع شمال اليمن وانتهى الامر بالنصر الكامل والحاسم للثورة والجمهوريه في شمال اليمن والقى السلال خطاباً في اجتماع واحتفال كبير يوم 7 مارس 63م دعا فيه ابناء الجنوب الى بدء العمل لتحرير الجنوب من الاستعمار .
حيث كان موضوع الجنوب من القضايا الرئيسيه في البيان المشترك عن زيارة السلال للقاهره ( 1 – 10 يونيو 63م ) ومباحثات الوفدين المصري برئاسة عبد الناصر واليمني برئاسة السلال حيث جأ في البيان المشترك الصادر فى العاشر من يونيو 1963م في القاهره مايلي نصه {{ ويعلن الرئيسان – عبد الناصر والسلال – اصرار الشعبين على العمل المشترك وبذل الجهود والمساعدات الادبيه والماديه للقضاء على بقايا الاستعمار فى الوطن العربي . كما تساند الدولتان بجميع امكانياتهما الحقوق المشروعه للشعب العربي في عمان والجنوب اليمني المحتل ، ويشجبان جميع المخططات الاستعماريه في هذه المنطقه من الوطن العربي ، كما يؤكد ان حق الشعب اليمني شماله المتحرر وجنوبه المحتل في الحرية والوحده }} – انتهى –
كان النظام الجمهوري في الشمال قد ترسخت دعائمه بانتصار الثوره والجمهوريه في معارك فبراير مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه وبيحان آنذاك . بحيث عادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الثورة والجمهوريه الى مصر ( في مايو ويوليو 63م ) وجرت اتصالات وجهود شاركت فيها الامم المتحده بعقد هدنه في مناطق الحدود مع السعوديه وظهور اتجاه للاتفاق والوئام بين مصر والجمهوريه اليمنيه من جهه وبين السعوديه من جهة اخرى خاصة في ومنذ مؤتمر القمه العربي الاول ( يناير 1964م )
ولكن انطلاق نضال الثوره اليمنيه لتحرير الجنوب وتصعيد ذلك النضال منذ زيارة عبد الناصر لليمن وبداية الكفاح المسلاح ( في 24 ابريل 1964م ) ادى الى قيام بريطانيا ومعسكرها الاستعماري واعوانها بعمل واسع النطاق لضرب واسقاط الثوره ونظامها الجمهوري في الشمال فتم الدفع باعداد كبيره من المرتزقه الى حدود اليمن واستمالة قبائل يمنيه الى صف الملكيين والمرتزقه بتاثير الذهب والسلاح مما اتاح للملكيين والمرتزقه ان ينشطوا في مناطق من صعده وحجه والجوف ومارب – بالقرب من حدود السعوديه والجنوب المحتل – منذ اواسط مايو ويونيو 64م وقامت قوة من الملكيين والمرتزقه بقيادة الامير على بن الحسن بمهاجمة قوة من الجمهوريين والمصريين في طريق حجه في بدايه يونيو 64م فدارت معركة انهزم فيها الملكيون والمرتزقه وسقط منهم نحو الف قتيل بينهم الامير على بن الحسن .. كما جرت معركة اخرى – امتدت الى شهر يوليو – في مناطق من محافظة صعده حيث قامت القوات الجمهوريه والمصريه بانزال خسائر فادحه بالملكيين والمرتزقه وقامت الطائرات المصريه بحصد الالوف منهم }} بينما تمركز الامام المخلوع محمد البدر في ( جبل قاره ) ..
وفي يوليو 1964م انعقدت مباحثات عليا بين الجمهوريه العربيه اليمنيه والجمهوريه العربيه المتحده ( مصر عبد الناصر ) وتم في القاهره – يوم 13 يوليو – التوقيع على اتفاقية تنسيق واسع بين البلدين .. كما تم تعزيز القوات المصريه في اليمن بقوات اضافيه مزودة بالدبابات والمصفحات والطائرات بحيث ارتفع عدد القوات المصريه في اليمن من حوالى ( 32000 جندي ) في يونيو ويوليو 64 الى حوالى ( 50000 جندي ) في صيف عام 1964م وقد استبسل الجمهوريون من الجيش والقبائل في الدفاع عن الثورة والجمهوريه مع جيش مصر عبد الناصر واستشهد المئات في الدفاع عن الثوره والجمهوريه كان منهم المناضل الوحدوي الشهيد { محمد مطهر } الذي شارك فى تاسيس تنظيم الضباط الاحرار مع
وفي 16 فبراير دخلت بانوراما رمضان مرحلتها الحاسمه حيث تقدم عبد الحكيم عامر مع القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه الى مناطق صعده .. وفي 18 فبراير دخلت القوات ومعها عامر الى مدينة صعده ثم قامت القوات بتطهير مناطق صعده الى تخوم السعوديه وهربت فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه بينما قامت قوات الحمله الثانيه بتطهير طريق صنعأ – مارب ودخلت مدينة مارب يوم 25 فبراير وتم تطهير مناطق مارب من فلول الملكيين والمرتزقه .. كما قامت قوات الحمله الثالثه بتطهير طريق ومناطق محور ( اب ) الى تخوم مناطق الجنوب المحتل .. [ كتاب ( التاريخ العسكري لليمن ) السلطان ناجي + كتاب الجيش والحركه الوطنيه لناجي الاشول ]
ثم قامت قوة يمنيه مصريه تساندها الطائرات بحملة على آخر معقل للملكيين والمرتزقه في الشمال وهو منطقة ( حريب ) المتاخمه لمنطقة بيحان في الجنوب المحتل فوقعت مصادمات مع قوات بريطانيه وعميله حاولت دعم الملكيين والمرتزقه في ( حريب ) واكتمل الانتصار بدخول قوات الثوره والجمهوريه مدينة حريب يوم 7 مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى بيحان وبذلك رفرفت رايات الثوره والجمهوريه في كل ربوع شمال اليمن وانتهى الامر بالنصر الكامل والحاسم للثورة والجمهوريه في شمال اليمن والقى السلال خطاباً في اجتماع واحتفال كبير يوم 7 مارس 63م دعا فيه ابناء الجنوب الى بدء العمل لتحرير الجنوب من الاستعمار .
حيث كان موضوع الجنوب من القضايا الرئيسيه في البيان المشترك عن زيارة السلال للقاهره ( 1 – 10 يونيو 63م ) ومباحثات الوفدين المصري برئاسة عبد الناصر واليمني برئاسة السلال حيث جأ في البيان المشترك الصادر فى العاشر من يونيو 1963م في القاهره مايلي نصه {{ ويعلن الرئيسان – عبد الناصر والسلال – اصرار الشعبين على العمل المشترك وبذل الجهود والمساعدات الادبيه والماديه للقضاء على بقايا الاستعمار فى الوطن العربي . كما تساند الدولتان بجميع امكانياتهما الحقوق المشروعه للشعب العربي في عمان والجنوب اليمني المحتل ، ويشجبان جميع المخططات الاستعماريه في هذه المنطقه من الوطن العربي ، كما يؤكد ان حق الشعب اليمني شماله المتحرر وجنوبه المحتل في الحرية والوحده }} – انتهى –
كان النظام الجمهوري في الشمال قد ترسخت دعائمه بانتصار الثوره والجمهوريه في معارك فبراير مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه وبيحان آنذاك . بحيث عادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الثورة والجمهوريه الى مصر ( في مايو ويوليو 63م ) وجرت اتصالات وجهود شاركت فيها الامم المتحده بعقد هدنه في مناطق الحدود مع السعوديه وظهور اتجاه للاتفاق والوئام بين مصر والجمهوريه اليمنيه من جهه وبين السعوديه من جهة اخرى خاصة في ومنذ مؤتمر القمه العربي الاول ( يناير 1964م )
ولكن انطلاق نضال الثوره اليمنيه لتحرير الجنوب وتصعيد ذلك النضال منذ زيارة عبد الناصر لليمن وبداية الكفاح المسلاح ( في 24 ابريل 1964م ) ادى الى قيام بريطانيا ومعسكرها الاستعماري واعوانها بعمل واسع النطاق لضرب واسقاط الثوره ونظامها الجمهوري في الشمال فتم الدفع باعداد كبيره من المرتزقه الى حدود اليمن واستمالة قبائل يمنيه الى صف الملكيين والمرتزقه بتاثير الذهب والسلاح مما اتاح للملكيين والمرتزقه ان ينشطوا في مناطق من صعده وحجه والجوف ومارب – بالقرب من حدود السعوديه والجنوب المحتل – منذ اواسط مايو ويونيو 64م وقامت قوة من الملكيين والمرتزقه بقيادة الامير على بن الحسن بمهاجمة قوة من الجمهوريين والمصريين في طريق حجه في بدايه يونيو 64م فدارت معركة انهزم فيها الملكيون والمرتزقه وسقط منهم نحو الف قتيل بينهم الامير على بن الحسن .. كما جرت معركة اخرى – امتدت الى شهر يوليو – في مناطق من محافظة صعده حيث قامت القوات الجمهوريه والمصريه بانزال خسائر فادحه بالملكيين والمرتزقه وقامت الطائرات المصريه بحصد الالوف منهم }} بينما تمركز الامام المخلوع محمد البدر في ( جبل قاره ) ..
وفي يوليو 1964م انعقدت مباحثات عليا بين الجمهوريه العربيه اليمنيه والجمهوريه العربيه المتحده ( مصر عبد الناصر ) وتم في القاهره – يوم 13 يوليو – التوقيع على اتفاقية تنسيق واسع بين البلدين .. كما تم تعزيز القوات المصريه في اليمن بقوات اضافيه مزودة بالدبابات والمصفحات والطائرات بحيث ارتفع عدد القوات المصريه في اليمن من حوالى ( 32000 جندي ) في يونيو ويوليو 64 الى حوالى ( 50000 جندي ) في صيف عام 1964م وقد استبسل الجمهوريون من الجيش والقبائل في الدفاع عن الثورة والجمهوريه مع جيش مصر عبد الناصر واستشهد المئات في الدفاع عن الثوره والجمهوريه كان منهم المناضل الوحدوي الشهيد { محمد مطهر } الذي شارك فى تاسيس تنظيم الضباط الاحرار مع
المناضل الوحدوي الشهيد على عبد المغني وساهم في قيادة الثوره ثم تولى رئاسة هيئة الاركان وقد استشهد محمد مطهر في منطقة ( حرض ) يوم 22 / اغسطس / 1964م .. بينما قامت حملة من القوات الجمهوريه والمصريه بالهجوم على منطقة جبل قاره التى كان الامام المخلوع محمد البدر يتمركز فيها مع عدد كبير من الملكيين والمرتزقه واستمرت الحمله عشرة اسابيع تتوجت بتطهير جبل قاره والمنطقه في 26 سبتمبر 64م ولكن ( البدر ) تمكن من الهرب .. كذلك تم تطهير العديد من مناطق الاطراف ..
وخلال تلك الفتره انعقد مؤتمر القمه العربي الثاني في الاسكندريه ( اوائل سبتمبر 64م ) وقدم وفد الجمهوريه العربيه اليمنيه برئاسة الرئيس عبد الله السلال الادلة والقرائن على التآمر البريطاني ونشاط المرتزقه الدوليين بينما قدم امين عام الجامعه العربيه { عبد الخالق حسونه } مذكرة الى المؤتمر من 9 صفحات استهلها قائلا {{ ان التآمر على الجمهوريه العربيه اليمنيه ومحاولة القضاء عليها اصبحا من السمات البارزه في السياسه البريطانيه ( الخائفه ) على مصير وجودها في الجنوب المحتل }} وقالت المذكره في فقراتها الاخيره {{ لقد بلغ التآمر والعدوان البريطاني على الجمهوريه العربيه اليمنيه حداً بعيداً من الشراسة والضراوه تنفيذاً لمخططها الاستعماري بعيد المدى .. }} [ ص 765 سنوات الغليان ] .. وقد اصدر مؤتمر القمه العربي الذي شاركت فيه السعوديه بطبيعة الحال قراراً بـ {{ مناهضة الاستعمار البريطاني ومساندة حركة التحرر في الجنوب وعمان ، ونادى بضرورة تصفية القواعد الاستعماريه وخاصة قاعدة عدن }} [ ص 196 نجمه فوق سمأ اليمن ]
وفي الوقت الذي تصاعد فيه النضال المسلح للثورة اليمنيه في الجنوب ، واصبح التآمر على النظام الجمهوري للثورة اليمنيه في الشمال من السمات البارزة للسياسة البريطانيه ، انسلخ من صف الجمهوريين ستون شخصاً من السياسيين وصلوا الى قاعدة الاستعمار في عدن خلال شهر ديسمبر 1964م وشكلوا تجمعاً باسم {{ منظمة الشباب اليمني }} كبداية لماسُىّ {{ الاتحاد الشعبي }} او {{ القوه الثالثه }} بزعامة {{ ابراهيم على الوزير }} وقد اتاح الانجليز لاولئك المنسلخين عقد مؤتمرات صحفيه ضد الرئيس السلال والنظام الجمهوري في عدن وبيروت والسعوديه ولكن ذلك الحدث لم يكن بذي بال فقد تلته احداث انقساميه وضعت الثوره والجمهوريه في مفترق طرق
ففي اوائل عام 1965م شهدت الفتره انقسام الصف الجمهوري السياسي في الشمال وظهور تيار جمهوري يناوئ الرئيس السلال والخط الثوري ويدعو الى السلام مع الملكيين والسعوديه وتحسين العلاقه مع الاستعمار البريطاني في الجنوب .
وفي يناير 1965م استقال عدد من الوزراء والمسئولين في حكومة الجمهوريه ومؤسساتها واعلنوا معارضتهم للرئيس السلال ومطالبتهم بحكم شوروي ومجلس شورى وبمصالحة وطنيه مع ملكيين وتحقيق السلام في اليمن .. وكان من ابرز شخصيات ذلك التيار الاستاذ احمد النعمان والاستاذ محمد محمود الزبيري والقاضي عبد الرحمن الارياني وكان الاستاذ النعمان مع الاستاذ الزبيري حين قامت مجموعة ملكيه انطلقت من الجوف باغتيال الزبيري في مطلع شهر ابريل 1965م وقد ساعد ذلك الحادث على التفاف كثير من المشائخ والقبائل والسياسيين والضباط بما في ذلك المنتمين الى ( حزب البعث ) حول النعمان ومطالبتهم بتشكيل حكومه برئاسة النعمان .. الخ .
فاتضح في ابريل 1965م ان صف السياسيين الجمهوريين قد انقسم الى تيارين رئيسيين احدهما {{ تيار جمهوري ثوري }} بزعامة الرئيس السلال وكان من رموز ذلك التيار الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والعقيد عبد الله جزيلان والقاضى عبد السلام صبره والعقيد عبد اللطيف ضيف الله والعميد محمد الاهنومي ( وزير الحربيه ) والاستاذ عبد الغنى مطهر والشيخ مطيع دماج وعشرات ومئات الساسة والضباط الجمهوريين ( الصقور )
اما التيار الاخر فيمكن تسميته {{ تيار جمهوري معتدل }} تزعمه الاستاذ احمد النعمان وكان من ابرز رموزه القاضي عبد الرحمن الارياني – الاستاذ محسن العيني – العميد محمد الرعيني – الاستاذ حسين المقدمي – الشيخ عبد الله الاحمر – الشيخ سنان ابو لحوم – الشيخ عبد اللطيف قائد راجح – الاستاذ محمد الرعدي – الاستاذ محمد الفسيل وعشرات ومئات الشخصيات خاصة من القبائل والمنتمين الى حرب البعث ..
وقد ساعد انقسام صفوف الجمهوريين في الشمال على سقوط منطقة ( حريب ) بيد الملكيين والمرتزقه كما سيطر الملكيون على مناطق من محافظات مارب والجوف وصعده ( في ابريل 1965م ) بينما بلغ انقسام الجمهوريين ذروته وطالب التيار المعتدل بان يتولى النعمان رئاسة الحكومه وهددوا باستعمال القوه ..
وقد استشعر الرئيس جمال عبد الناصر خطورة الموقف في اليمن وكان عبد الناصر شديد الحرص على وحدة الصف الجمهوري ويؤمن بان المعركه العسكريه لاتمثل اى خطوره بينما الانقسام في صف القاده والسياسيين لاسباب شخصيه او حتى فكريه ينعكس على وحدة الشعب ويؤدى الى ضياع الثورة والجمهوريه .. فبعث عبد الناصر ا
وخلال تلك الفتره انعقد مؤتمر القمه العربي الثاني في الاسكندريه ( اوائل سبتمبر 64م ) وقدم وفد الجمهوريه العربيه اليمنيه برئاسة الرئيس عبد الله السلال الادلة والقرائن على التآمر البريطاني ونشاط المرتزقه الدوليين بينما قدم امين عام الجامعه العربيه { عبد الخالق حسونه } مذكرة الى المؤتمر من 9 صفحات استهلها قائلا {{ ان التآمر على الجمهوريه العربيه اليمنيه ومحاولة القضاء عليها اصبحا من السمات البارزه في السياسه البريطانيه ( الخائفه ) على مصير وجودها في الجنوب المحتل }} وقالت المذكره في فقراتها الاخيره {{ لقد بلغ التآمر والعدوان البريطاني على الجمهوريه العربيه اليمنيه حداً بعيداً من الشراسة والضراوه تنفيذاً لمخططها الاستعماري بعيد المدى .. }} [ ص 765 سنوات الغليان ] .. وقد اصدر مؤتمر القمه العربي الذي شاركت فيه السعوديه بطبيعة الحال قراراً بـ {{ مناهضة الاستعمار البريطاني ومساندة حركة التحرر في الجنوب وعمان ، ونادى بضرورة تصفية القواعد الاستعماريه وخاصة قاعدة عدن }} [ ص 196 نجمه فوق سمأ اليمن ]
وفي الوقت الذي تصاعد فيه النضال المسلح للثورة اليمنيه في الجنوب ، واصبح التآمر على النظام الجمهوري للثورة اليمنيه في الشمال من السمات البارزة للسياسة البريطانيه ، انسلخ من صف الجمهوريين ستون شخصاً من السياسيين وصلوا الى قاعدة الاستعمار في عدن خلال شهر ديسمبر 1964م وشكلوا تجمعاً باسم {{ منظمة الشباب اليمني }} كبداية لماسُىّ {{ الاتحاد الشعبي }} او {{ القوه الثالثه }} بزعامة {{ ابراهيم على الوزير }} وقد اتاح الانجليز لاولئك المنسلخين عقد مؤتمرات صحفيه ضد الرئيس السلال والنظام الجمهوري في عدن وبيروت والسعوديه ولكن ذلك الحدث لم يكن بذي بال فقد تلته احداث انقساميه وضعت الثوره والجمهوريه في مفترق طرق
ففي اوائل عام 1965م شهدت الفتره انقسام الصف الجمهوري السياسي في الشمال وظهور تيار جمهوري يناوئ الرئيس السلال والخط الثوري ويدعو الى السلام مع الملكيين والسعوديه وتحسين العلاقه مع الاستعمار البريطاني في الجنوب .
وفي يناير 1965م استقال عدد من الوزراء والمسئولين في حكومة الجمهوريه ومؤسساتها واعلنوا معارضتهم للرئيس السلال ومطالبتهم بحكم شوروي ومجلس شورى وبمصالحة وطنيه مع ملكيين وتحقيق السلام في اليمن .. وكان من ابرز شخصيات ذلك التيار الاستاذ احمد النعمان والاستاذ محمد محمود الزبيري والقاضي عبد الرحمن الارياني وكان الاستاذ النعمان مع الاستاذ الزبيري حين قامت مجموعة ملكيه انطلقت من الجوف باغتيال الزبيري في مطلع شهر ابريل 1965م وقد ساعد ذلك الحادث على التفاف كثير من المشائخ والقبائل والسياسيين والضباط بما في ذلك المنتمين الى ( حزب البعث ) حول النعمان ومطالبتهم بتشكيل حكومه برئاسة النعمان .. الخ .
فاتضح في ابريل 1965م ان صف السياسيين الجمهوريين قد انقسم الى تيارين رئيسيين احدهما {{ تيار جمهوري ثوري }} بزعامة الرئيس السلال وكان من رموز ذلك التيار الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والعقيد عبد الله جزيلان والقاضى عبد السلام صبره والعقيد عبد اللطيف ضيف الله والعميد محمد الاهنومي ( وزير الحربيه ) والاستاذ عبد الغنى مطهر والشيخ مطيع دماج وعشرات ومئات الساسة والضباط الجمهوريين ( الصقور )
اما التيار الاخر فيمكن تسميته {{ تيار جمهوري معتدل }} تزعمه الاستاذ احمد النعمان وكان من ابرز رموزه القاضي عبد الرحمن الارياني – الاستاذ محسن العيني – العميد محمد الرعيني – الاستاذ حسين المقدمي – الشيخ عبد الله الاحمر – الشيخ سنان ابو لحوم – الشيخ عبد اللطيف قائد راجح – الاستاذ محمد الرعدي – الاستاذ محمد الفسيل وعشرات ومئات الشخصيات خاصة من القبائل والمنتمين الى حرب البعث ..
وقد ساعد انقسام صفوف الجمهوريين في الشمال على سقوط منطقة ( حريب ) بيد الملكيين والمرتزقه كما سيطر الملكيون على مناطق من محافظات مارب والجوف وصعده ( في ابريل 1965م ) بينما بلغ انقسام الجمهوريين ذروته وطالب التيار المعتدل بان يتولى النعمان رئاسة الحكومه وهددوا باستعمال القوه ..
وقد استشعر الرئيس جمال عبد الناصر خطورة الموقف في اليمن وكان عبد الناصر شديد الحرص على وحدة الصف الجمهوري ويؤمن بان المعركه العسكريه لاتمثل اى خطوره بينما الانقسام في صف القاده والسياسيين لاسباب شخصيه او حتى فكريه ينعكس على وحدة الشعب ويؤدى الى ضياع الثورة والجمهوريه .. فبعث عبد الناصر ا
لى صنعاء المشير عبد الحكيم عامر وانور السادات لبحث الموقف ..
وقد القى عبد الحكيم عامر خطاباً هاماً في صنعاء يوم 15 – ابريل – 1965م قال فيه {{ ان القوات العربيه المشتركه على استعداد تام لسحق كل محاولة لتعكير صفو السلام في الجمهوريه العربيه اليمنيه .. ان الجمهوريه قامت لتبقى وتعيش ولن يعود آل حميد الدين الى اليمن مطلقاً .. ان الجمهوريه قوية وثابته وحكومتها تسير لتحقيق اهداف الشعب وتعمل لتشكيل مجلس الشورى الذي سيجمع ابطال اليمن ومشايخها وقادتها في حكم ديموقراطي . }} –[ انتهى ]-
وقد اجرى عبد الحكيم عامر والسادات مباحثات مع الرئيس السلال ورئيس الوزراء حسن العمري ومع شخصيات التيار ( المعتدل ) الذي يتزعمه احمد النعمان .. وعاد الى القاهره .
وحرصا على وحدة الصف الجمهوري قام الرئيس السلال بتكليف الاستاذ احمد النعمان بتشكيل حكومة جديده ( في 20 – ابريل ) وقام النعمان بتشكيل الحكومه في 21 – ابريل –
مثلت حكومة النعمان التى تم تشكيلها في 21 / 4 / 65م خط {{ التيار الجمهوري المعتدل }} حيث خلت الحكومه من رموز التيار الجمهوري الثوري الذين كانوا في الحكومة السابقه امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – محمد الاهنومي – حمود الجائفي – عبد القوى حاميم – عبد السلام صبره – عبد الغني مطهر - } كذلك لم تضم حكومة النعمان وزيراً لشئون الجنوب اليمني لان النعمان {{ كان يسعى لتحسين العلاقه مع الانجليز }}
ولكن { التيار الجمهوري الثوري } كان محتفظان برئاسة الجمهوريه والقياده العامه للقوات المسلحه ( السلال ) وقد تم تشكيل مجلس جمهوري برئاسة السلال وعضوية العمري ومحمد على عثمان ثم استقال العضوان وحل محلهما القاضي عبد الرحمن الارياني ونعمان بن قائد ( 12 مايو )
وفي الفتره من 2 – 5 مايو انعقد مؤتمر خمر الذي صدرت عنه قرارات جيده واهتم بموضوع المصالحه والسلام .. وفي 15 مايو غادر صنعاء وفد برئاسة القاضي الارياني ومحسن العيني ولجان من المؤتمر لشرح قرارات المؤتمر والبحث عن التعاون لتحقيق السلام .. ثم اعلن النعمان في 17 يونيو ان الملك فيصل وافق على استقبال وفد لبحث القضيه اليمنيه .. ولكن اتصالات النعمان وبعض اطراف ذلك التيار باسم المصالحه مع الملكيين والسلام ومع السعوديه وتحسين العلاقه مع الانجليز .. كان لها اثار سلبيه خطيره فقد استغل الملكيون والمرتزقه تلك الاجواء فاحتلوا منطقة صرواح ( مايو 65م ) ثم سيطروا على منطقة القفله ( يونيو ) وشنوا هجمات تم صدها على منطقة حرض وطريق صعده وطريق الحزم – صنعاء – ولكنهم تمكنوا من الانتشار ثم سيطروا على مارب .
وبسبب تلك المخاطر قام الرئيس السلال بتشكيل مجلس اعلى للقوات المسلحه في 27 يونيو وارسل القرار لاذاعته في الاذاعه .. فاحتج النعمان على تشكيل المجلس ( بدون استشارته ) وعلى اذاعة القرار .. مما ادى الى مضاعفة بعض شكوك السلال فيما حصل ويحصل من اتصالات وانكسارات فاصدر السلال تعليمات الى حرسه الخاص باعتقال النعمان فتوسط السفير المصري فالغى السلال امر الاعتقال على ان يغادر النعمان اليمن الى القاهره وقام السلال ( في 6 يوليو ) بتشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري ( 18 – يوليو ) ضمت العديد من رموز التيار الثورى الجمهوري امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – عبد السلام صبره – محمد الاهنوم } كما ضمت وزيراً لشئون الجنوب المحتل
بينما انشق من الصف الجمهوري وتوجه الى مستعمرة عدن –( في يوليو 1965م )- مائتان وخمسون شخصا من السياسيين والمشائخ والمنتمين الى حزب البعث –[ وكان من ابرزهم سنان ابو لحوم – حسين المقدمي – محمد الرعدي – محمد الفسيل – وعشرات المشائخ ]- ثم توجهوا من عدن الى السعوديه في ( 23 يوليو ) بينما توجه الفسيل الى بيروت .. وشنوا من عدن والسعوديه وبيروت حملات ضد السلال والنظام الجمهوري وضد مساندة مصر عبد الناصر للثورة والجمهوريه .
وفي 13 – اغسطس 65م عقد المنشقون والملكيون والقوه الثالثه اتفاقية الطائف التى نصت على قيام {{ دوله اسلاميه }} بدلان من النظام الجمهوري .. وبذلك تعرضت الثوره اليمنيه لخطر اجهاضها من خلال مؤتمر واتفاقية الطائف بين { ملكيين وجمهوريين من التيار الجمهوري المعتدل } والذي كان على اساس قيام { دولة اليمن الاسلاميه } بدلا عن الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقد ادى اعلان اتفاق الطائف ومشروع الدوله الاسلاميه ( في 13 / اغسطس ) الى عقد اجتماع في الاسكندريه بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السلال بمشاركة شخصيات من التيار الجمهوري المعتدل [ منهم الارياني والعيني ونعمان ] ومن التيار الجمهورى الثوري وذلك في ( 18 – اغسطس ) .. ثم توجه عبد الناصر الى جده واجرى مباحثات مع الملك فيصل ( 22 – 24 / اغسطس ) اسفرت عن توقيع اتفاق جده بشان اليمن بين عبد الناصر وفيصل والذي كانت اهم بنوده {{ ان الشعب اليمني هو الذي يقرر ويؤكد نوع الحكم الذي يرتضيه لنفسه وذلك في استفتاء شعبي عام .. }} وان {{ يعقد مؤتمر وطني في مدي
وقد القى عبد الحكيم عامر خطاباً هاماً في صنعاء يوم 15 – ابريل – 1965م قال فيه {{ ان القوات العربيه المشتركه على استعداد تام لسحق كل محاولة لتعكير صفو السلام في الجمهوريه العربيه اليمنيه .. ان الجمهوريه قامت لتبقى وتعيش ولن يعود آل حميد الدين الى اليمن مطلقاً .. ان الجمهوريه قوية وثابته وحكومتها تسير لتحقيق اهداف الشعب وتعمل لتشكيل مجلس الشورى الذي سيجمع ابطال اليمن ومشايخها وقادتها في حكم ديموقراطي . }} –[ انتهى ]-
وقد اجرى عبد الحكيم عامر والسادات مباحثات مع الرئيس السلال ورئيس الوزراء حسن العمري ومع شخصيات التيار ( المعتدل ) الذي يتزعمه احمد النعمان .. وعاد الى القاهره .
وحرصا على وحدة الصف الجمهوري قام الرئيس السلال بتكليف الاستاذ احمد النعمان بتشكيل حكومة جديده ( في 20 – ابريل ) وقام النعمان بتشكيل الحكومه في 21 – ابريل –
مثلت حكومة النعمان التى تم تشكيلها في 21 / 4 / 65م خط {{ التيار الجمهوري المعتدل }} حيث خلت الحكومه من رموز التيار الجمهوري الثوري الذين كانوا في الحكومة السابقه امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – محمد الاهنومي – حمود الجائفي – عبد القوى حاميم – عبد السلام صبره – عبد الغني مطهر - } كذلك لم تضم حكومة النعمان وزيراً لشئون الجنوب اليمني لان النعمان {{ كان يسعى لتحسين العلاقه مع الانجليز }}
ولكن { التيار الجمهوري الثوري } كان محتفظان برئاسة الجمهوريه والقياده العامه للقوات المسلحه ( السلال ) وقد تم تشكيل مجلس جمهوري برئاسة السلال وعضوية العمري ومحمد على عثمان ثم استقال العضوان وحل محلهما القاضي عبد الرحمن الارياني ونعمان بن قائد ( 12 مايو )
وفي الفتره من 2 – 5 مايو انعقد مؤتمر خمر الذي صدرت عنه قرارات جيده واهتم بموضوع المصالحه والسلام .. وفي 15 مايو غادر صنعاء وفد برئاسة القاضي الارياني ومحسن العيني ولجان من المؤتمر لشرح قرارات المؤتمر والبحث عن التعاون لتحقيق السلام .. ثم اعلن النعمان في 17 يونيو ان الملك فيصل وافق على استقبال وفد لبحث القضيه اليمنيه .. ولكن اتصالات النعمان وبعض اطراف ذلك التيار باسم المصالحه مع الملكيين والسلام ومع السعوديه وتحسين العلاقه مع الانجليز .. كان لها اثار سلبيه خطيره فقد استغل الملكيون والمرتزقه تلك الاجواء فاحتلوا منطقة صرواح ( مايو 65م ) ثم سيطروا على منطقة القفله ( يونيو ) وشنوا هجمات تم صدها على منطقة حرض وطريق صعده وطريق الحزم – صنعاء – ولكنهم تمكنوا من الانتشار ثم سيطروا على مارب .
وبسبب تلك المخاطر قام الرئيس السلال بتشكيل مجلس اعلى للقوات المسلحه في 27 يونيو وارسل القرار لاذاعته في الاذاعه .. فاحتج النعمان على تشكيل المجلس ( بدون استشارته ) وعلى اذاعة القرار .. مما ادى الى مضاعفة بعض شكوك السلال فيما حصل ويحصل من اتصالات وانكسارات فاصدر السلال تعليمات الى حرسه الخاص باعتقال النعمان فتوسط السفير المصري فالغى السلال امر الاعتقال على ان يغادر النعمان اليمن الى القاهره وقام السلال ( في 6 يوليو ) بتشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري ( 18 – يوليو ) ضمت العديد من رموز التيار الثورى الجمهوري امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – عبد السلام صبره – محمد الاهنوم } كما ضمت وزيراً لشئون الجنوب المحتل
بينما انشق من الصف الجمهوري وتوجه الى مستعمرة عدن –( في يوليو 1965م )- مائتان وخمسون شخصا من السياسيين والمشائخ والمنتمين الى حزب البعث –[ وكان من ابرزهم سنان ابو لحوم – حسين المقدمي – محمد الرعدي – محمد الفسيل – وعشرات المشائخ ]- ثم توجهوا من عدن الى السعوديه في ( 23 يوليو ) بينما توجه الفسيل الى بيروت .. وشنوا من عدن والسعوديه وبيروت حملات ضد السلال والنظام الجمهوري وضد مساندة مصر عبد الناصر للثورة والجمهوريه .
وفي 13 – اغسطس 65م عقد المنشقون والملكيون والقوه الثالثه اتفاقية الطائف التى نصت على قيام {{ دوله اسلاميه }} بدلان من النظام الجمهوري .. وبذلك تعرضت الثوره اليمنيه لخطر اجهاضها من خلال مؤتمر واتفاقية الطائف بين { ملكيين وجمهوريين من التيار الجمهوري المعتدل } والذي كان على اساس قيام { دولة اليمن الاسلاميه } بدلا عن الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقد ادى اعلان اتفاق الطائف ومشروع الدوله الاسلاميه ( في 13 / اغسطس ) الى عقد اجتماع في الاسكندريه بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السلال بمشاركة شخصيات من التيار الجمهوري المعتدل [ منهم الارياني والعيني ونعمان ] ومن التيار الجمهورى الثوري وذلك في ( 18 – اغسطس ) .. ثم توجه عبد الناصر الى جده واجرى مباحثات مع الملك فيصل ( 22 – 24 / اغسطس ) اسفرت عن توقيع اتفاق جده بشان اليمن بين عبد الناصر وفيصل والذي كانت اهم بنوده {{ ان الشعب اليمني هو الذي يقرر ويؤكد نوع الحكم الذي يرتضيه لنفسه وذلك في استفتاء شعبي عام .. }} وان {{ يعقد مؤتمر وطني في مدي
نة حرض يوم 23 نوفمبر 1965م يقرر طريقة الحكم حتى الاستفتاء .. }}
لقد كان عبد الناصر واثقاً من ان الشعب اليمني يستطيع ان يؤكد بالاستفتاء تمسكه بالجمهوريه ورفضه للعهد البائد ولمشروع الدوله الاسلاميه وان صفوف الجمهوريين في الداخل ستلتحم لتأكيد ذلك الخيار –[ بصرف النظر عن الجمهوريين المنشقين الذين وقعوا اتفاق الطائف ]- وقد اكد الشعب تمسكه بالثورة والجمهوريه وانعقد في مدينة ( الجند ) مؤتمر لكافة مناطق وقبائل شمال اليمن والقوى الوطنيه في 20 – اكتوبر وكانت قرارات المؤتمر واضحة جليه في تأكيد التمسك بالنظام الجمهوري ومبدأ {{ الجمهوريه او الموت }} وكذلك العديد من المؤتمرات والمهرجانات والبيانات وبرقيات قبائل حاشد وغيرها الى عبد الناصر .. وقد أكد تشكيل الوفد الجمهوري ( في 19 نوفبر ) التحام صفوف الجمهوريين وقد شارك الى جانب الوفد الرسمي الجمهوري اعداد من الشخصيات الوطنيه والقاده والمثقفين والمشائخ الجمهوريين وترأس الوفد القاضى عبد الرحمن الارياني وكان الدكتور عبد العزيز المقالح سكرتيراً لرئيس الوفد الجمهوري في مؤتمر حرض ..
وفي الفتره من 23 نوفمبر الى 2 ديسمبر 1965م انعقد مؤتمر حرض وقد حضر كل من اعضاء الوفدين { اعضاء وفد الملكيين والمنشقين } و { اعضاء وفد الجمهوري } وكان ذلك على النحو التالي :-
{ اعضاء الوفد الملكيين والمُنشقين }
مجد الدين الحوثي _ سنان ابو لحوم
احمد حسين الحوثي _ نعمان بن قائد
احمد الشامي _ ابراهيم على الوزير
صلاح المصري _ احمد الحكيمي
عبد القادر محمد _ محمد عبد القدوس الوزير
احمد محمد الباشا _ على ناجى الشائف
غالب الاجدع _ احمد الحبار
على الفضيل _ عبد العليم حسان
حسن المداني _ عايض الثليف
حسن هادي _ حسين مرفق
عبد الله الصعدي _ ناجى الغادر
حامس العوجري _ هادى عيطان
{{ اعضاء الوفد الجمهوري }}
عبد الرحمن الارياني _ احمد النعمان
عبد السلام صبره _ محمد الرعيني
عبد الله جزيلان _ على سيف الخولاني
حمود الجائفي _ احمد الرحومي
عبد الغنى مطهر _ عبد الله الدعيس
محمد الاهنومي _ على ناصر طريق
محمد على عثمان _ عبد الكريم العنسي
عبد الله حسين الاحمر _ على صغير شامي
مطيع دماج _ احمد العواضي
د. حسن مكي _ محمد على الرويشان
القاضي محمد الاكوع _ عبد الرحمن ذمران
القاضي محمد الخالدي _ محمد عبد الواحد دماج
وقد تمسك الوفد الجمهوري مع جماهير الشعب بالنظام الجمهوري فانتهى مؤتمر حرض في 3 ديسمبر بالتاجيل والفشل إسميا وبسقوط مشروع الدوله الاسلاميه – عمليا - فانتصر خيار الثوره بنظامها الجمهوري
كان التآمر والعدوان على النظام الجمهوري والثورة اليمنيه في الشمال تتم مواجهته بعدة وسائل .. وقد ساعدت {{ استراتيجية النفس الطويل }} التي تم اتباعها بدلاً من اسلوب الأنتشار الكامل على تخفيض تكلفة حرب الدفاع عن الجمهوريه وتخفيض عدد القوات المصريه في اليمن من حوالي ( 40000 جندي ) الى حوالي ( 20000 جندي ) في ابريل 1966م وكان من ابرز القاده المصريين باليمن في تلك الفتره اللواء سعد الدين الشاذلي [ ص233 – التاريخ العسكري ] وكان حجم القوات الجمهوريه الرسميه قد أرتفع كماً وكيفاً واصبح لها دور فعال في الدفاع عن الثوره والجمهوريه تشاركها في ذلك القوات العربيه المصريه والقبائل اليمنيه الجمهوريه.. وقد القى عبد الناصر خطابا في 22مايو 66م امام وحدات من القوات المصريه التى عادت من اليمن الى مصر قال فيه {{ .. لقد واجهت ثورة اليمن مؤامرات كثيره ودافعتم عن الثوره ولن يسكت الاستعمار على انتصاركم للثوره اليمنيه .. ولكننا سنصمد لكل تحدي }}
وكانت الثوره الجمهوريه تواجه الى جانب خطر التآمر والعدوان الملكى الرجعى الاستعماري مخاطر النفس المتمثله في صراعات بعض السياسين الجمهوريين على السلطه ومن إجل امتصاص احتمالات ذلك الصراع قام الرئيس السلال فترة في القاهره وتولى الفريق حسن العمري القيام باعمال الرئيس ولكن تصعيد التآمر والعدوان الخارجي على الجمهوريه -[ كرد على تصعيد النضال في الجنوب ]- استلزم عودة الرئيس السلال في اواسط عام 66م ( يونيو/ اغسطس ) وتعزيز القوات المصريه بقوات بريه وجويه مصريه متلاحقه لان الملكيين والمرتزقه الاجانب احتلو مناطق واسعه من صعده وسيطروا على برط ومارب وحريب وغيرها واخذوا يهددون باحتلال طرق صنعاء .. ولكن بعض السياسيين الجمهوريين والحزبيين لم توافق عودة السلال اهوائهم فبدأت مؤشرات انشقاق خطير بحيث اراد السلال ان يتخذ في سبتمبر 66م اجرأات عنيفه ضد اولئك السياسيين الذين كان من بينهم ( احمد النعمان ) ثم استقر الرأى على ان يسافروا الى القاهره وكان عددهم ستون شخصاً ، يطالبون ان يستعمل عبد الناصر تأثيره ومكانته باقالة السلال فرأى عبد الناصر ان بقاء اولئك السياسيين في القاهره هو الأنسب والأصلح للجمهوريه في تلك الفترة وحتى زوال الخطر فتم ابقاء اولئك السياسيين في القاهره شبه موقوفين مما ساعد على التحام صفوف الجيش والشعب بقيادة السلال
لقد كان عبد الناصر واثقاً من ان الشعب اليمني يستطيع ان يؤكد بالاستفتاء تمسكه بالجمهوريه ورفضه للعهد البائد ولمشروع الدوله الاسلاميه وان صفوف الجمهوريين في الداخل ستلتحم لتأكيد ذلك الخيار –[ بصرف النظر عن الجمهوريين المنشقين الذين وقعوا اتفاق الطائف ]- وقد اكد الشعب تمسكه بالثورة والجمهوريه وانعقد في مدينة ( الجند ) مؤتمر لكافة مناطق وقبائل شمال اليمن والقوى الوطنيه في 20 – اكتوبر وكانت قرارات المؤتمر واضحة جليه في تأكيد التمسك بالنظام الجمهوري ومبدأ {{ الجمهوريه او الموت }} وكذلك العديد من المؤتمرات والمهرجانات والبيانات وبرقيات قبائل حاشد وغيرها الى عبد الناصر .. وقد أكد تشكيل الوفد الجمهوري ( في 19 نوفبر ) التحام صفوف الجمهوريين وقد شارك الى جانب الوفد الرسمي الجمهوري اعداد من الشخصيات الوطنيه والقاده والمثقفين والمشائخ الجمهوريين وترأس الوفد القاضى عبد الرحمن الارياني وكان الدكتور عبد العزيز المقالح سكرتيراً لرئيس الوفد الجمهوري في مؤتمر حرض ..
وفي الفتره من 23 نوفمبر الى 2 ديسمبر 1965م انعقد مؤتمر حرض وقد حضر كل من اعضاء الوفدين { اعضاء وفد الملكيين والمنشقين } و { اعضاء وفد الجمهوري } وكان ذلك على النحو التالي :-
{ اعضاء الوفد الملكيين والمُنشقين }
مجد الدين الحوثي _ سنان ابو لحوم
احمد حسين الحوثي _ نعمان بن قائد
احمد الشامي _ ابراهيم على الوزير
صلاح المصري _ احمد الحكيمي
عبد القادر محمد _ محمد عبد القدوس الوزير
احمد محمد الباشا _ على ناجى الشائف
غالب الاجدع _ احمد الحبار
على الفضيل _ عبد العليم حسان
حسن المداني _ عايض الثليف
حسن هادي _ حسين مرفق
عبد الله الصعدي _ ناجى الغادر
حامس العوجري _ هادى عيطان
{{ اعضاء الوفد الجمهوري }}
عبد الرحمن الارياني _ احمد النعمان
عبد السلام صبره _ محمد الرعيني
عبد الله جزيلان _ على سيف الخولاني
حمود الجائفي _ احمد الرحومي
عبد الغنى مطهر _ عبد الله الدعيس
محمد الاهنومي _ على ناصر طريق
محمد على عثمان _ عبد الكريم العنسي
عبد الله حسين الاحمر _ على صغير شامي
مطيع دماج _ احمد العواضي
د. حسن مكي _ محمد على الرويشان
القاضي محمد الاكوع _ عبد الرحمن ذمران
القاضي محمد الخالدي _ محمد عبد الواحد دماج
وقد تمسك الوفد الجمهوري مع جماهير الشعب بالنظام الجمهوري فانتهى مؤتمر حرض في 3 ديسمبر بالتاجيل والفشل إسميا وبسقوط مشروع الدوله الاسلاميه – عمليا - فانتصر خيار الثوره بنظامها الجمهوري
كان التآمر والعدوان على النظام الجمهوري والثورة اليمنيه في الشمال تتم مواجهته بعدة وسائل .. وقد ساعدت {{ استراتيجية النفس الطويل }} التي تم اتباعها بدلاً من اسلوب الأنتشار الكامل على تخفيض تكلفة حرب الدفاع عن الجمهوريه وتخفيض عدد القوات المصريه في اليمن من حوالي ( 40000 جندي ) الى حوالي ( 20000 جندي ) في ابريل 1966م وكان من ابرز القاده المصريين باليمن في تلك الفتره اللواء سعد الدين الشاذلي [ ص233 – التاريخ العسكري ] وكان حجم القوات الجمهوريه الرسميه قد أرتفع كماً وكيفاً واصبح لها دور فعال في الدفاع عن الثوره والجمهوريه تشاركها في ذلك القوات العربيه المصريه والقبائل اليمنيه الجمهوريه.. وقد القى عبد الناصر خطابا في 22مايو 66م امام وحدات من القوات المصريه التى عادت من اليمن الى مصر قال فيه {{ .. لقد واجهت ثورة اليمن مؤامرات كثيره ودافعتم عن الثوره ولن يسكت الاستعمار على انتصاركم للثوره اليمنيه .. ولكننا سنصمد لكل تحدي }}
وكانت الثوره الجمهوريه تواجه الى جانب خطر التآمر والعدوان الملكى الرجعى الاستعماري مخاطر النفس المتمثله في صراعات بعض السياسين الجمهوريين على السلطه ومن إجل امتصاص احتمالات ذلك الصراع قام الرئيس السلال فترة في القاهره وتولى الفريق حسن العمري القيام باعمال الرئيس ولكن تصعيد التآمر والعدوان الخارجي على الجمهوريه -[ كرد على تصعيد النضال في الجنوب ]- استلزم عودة الرئيس السلال في اواسط عام 66م ( يونيو/ اغسطس ) وتعزيز القوات المصريه بقوات بريه وجويه مصريه متلاحقه لان الملكيين والمرتزقه الاجانب احتلو مناطق واسعه من صعده وسيطروا على برط ومارب وحريب وغيرها واخذوا يهددون باحتلال طرق صنعاء .. ولكن بعض السياسيين الجمهوريين والحزبيين لم توافق عودة السلال اهوائهم فبدأت مؤشرات انشقاق خطير بحيث اراد السلال ان يتخذ في سبتمبر 66م اجرأات عنيفه ضد اولئك السياسيين الذين كان من بينهم ( احمد النعمان ) ثم استقر الرأى على ان يسافروا الى القاهره وكان عددهم ستون شخصاً ، يطالبون ان يستعمل عبد الناصر تأثيره ومكانته باقالة السلال فرأى عبد الناصر ان بقاء اولئك السياسيين في القاهره هو الأنسب والأصلح للجمهوريه في تلك الفترة وحتى زوال الخطر فتم ابقاء اولئك السياسيين في القاهره شبه موقوفين مما ساعد على التحام صفوف الجيش والشعب بقيادة السلال
[ منذ سبتمبر واكتوبر 66م ] وخاضت القوات الجمهوريه والمصريه معركة عنيفه ضد ثمانين الفا من الملكيين والمرتزقه لعدة اسابيع الى ان تم صدهم الى اطراف الحدود مع السعوديه [ منذ نوفمبر وديسمبر 1966م ] وارتفع عدد القوات المصريه آنذاك الى ( 60000 جندي )
وفي يناير وفبراير 67م قامت الطائرات بقصف الملكيين والمرتزقه في منطقة كتاف المحاذيه للسعوديه ومطاردة وقصف بعض المتسللين الملكيين والمرتزقه داخل مراكزهم في السعوديه.
وفي 5 فبراير 67 قال عبد الناصر لصيفة ( الاوبزرفر ) {{ نحن في اليمن للدفاع عن الثوره اليمنيه ضد العدوان الذي يجري بتحريض بريطانيا وتشجعيها واشتراكها }}
وقال عبد الناصر في خطاب 22 فبراير 67م {{ .. النهارده جمهورية اليمن فيها اسقرار كامل .. ولما حصل تسلل انتقمنا للتسلل ... واذا حصل تسلل حننتقم لهذا التسلل }} [ أهـ / خطب ناصر ]-
وفي ابريل 67م عادت اغلب القوات المصريه من اليمن الى مصر بحيث لم يبق في اليمن سوى اقل من ( 20000 جندي مصري ) في اواخر مايو .. وكان سبب ذلك بصفة اساسيه ان الاستعمار البريطاني المنهزم بدأ ينسحب من الجنوب ويمهد الانسحاب فتلشى الدور البريطاني في التآمر والعدوان على الشمال ..
- وفي مايو 1967م كان تأمين الثوره والجمهوريه في الشمال من الملكيين والمرتزقه في المناطق اليمنيه المجاوره للسعوديه قد اكتمل واصبح وجودهم يتركز في المناطق السعوديه المجاوره .. وكان الدور البريطاني في التآمر والعمل ضد الجمهوريه قد اخذ يتلاشى بعد ان ايقنت بريطانيا بهزيمتها في الجنوب وقررت الرحيل .. فعادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الجمهوريه الى مصر بحيث انخفض عدد القوات المصريه في اليمن من ( 60000 جندي ) الى اقل من ( 20000 جندي ) في اواخر مايو ثم الى ( 15000 جندي ) في مطلع يونيو .. كذلك فان الجمهوريه كان قد اصبح لديها جيش قوي تسانده معظم القبائل .. وكان الملكيون والمرتزقه قد حاولوا العوده للسيطره على بعض مناطق الاطراف في 1 يوليو فتصدت لهم قوات يمنيه ومصريه كما قامت طائرات مصريه بقصفهم ومطاردتهم بحيث {{ بعد محاولة يوليو – التى تم صدها – توقف القتال في اليمن تقريباً }} .
- وفي 4 / 8 / 67م وقع عبد الناصر وفيصل اتفاقية الخرطوم بشان تحقيق السلام في اليمن .. وتلاها المشروع السودانى الذي وافق عليه الملك فيصل في 23 – اغسطس ورفضته حكومة الجمهوريه برئاسة السلال في 3 سبتمبر .. لذلك قوبلت اللجنه العربيه الثلاثيه التى وصلت الى صنعاء في 3 / اكتوبر 67م بمظاهرات مضاده ووقعت حوادث مؤسفه قام بها مندسون وحاقدون .. وكانت مصر عبد الناصر تشعر بان دورها في مناصرة الثوره اليمنيه –[ بنظامها الجمهوري في الشمال ونضالها المسلح في الجنوب ]- قد اكتمل .. فاطراف التآمر والعدوان الخارجيه على الجمهوريه مثل بريطانيا والنظام الاردني قد خرجا من الحلبه وتعهدت السعوديه بوقف مساعدتها للملكيين .. كما ان النضال لتحرير الجنوب قد حقق هدفه ولم يبق سوى الاتفاق على من يتسلم الحكم والاستقلال في عدن من بريطانيا .... لذلك بدأت القوات المصريه في العودة الى مصر منذ ( 10 / سبتمبر ) وخلال اكتوبر 1967م .
- ثم اخذ فريق واسع من السياسيين والضباط الجمهوريون يدبرون انقلاباً ضد السلال وفي 5 نوفمبر 1967م – اثنأ زيارة الرئيس عبد الله السلال للعراق – وقع انقلاب في صنعاء تم فيه اقصاء السلال من رئاسة الجمهوريه وتكوين مجلس جمهوري من (3) اشخاص برئاسة القاضي عبد الرحمن الارياني وعضوية احمد النعمان ( وحسن العمري ) وتكوين حكومه برئاسة محسن العيني ..
ومالبث ان اقيلت حكومة العيني وقام الفريق حسن العمري بتشكيل حكومة جديده في 21 ديسمبر 67م .. بينما استقال احمد النعمان من عضوية المجلس الجمهوري واعلن في بيرت – يوم 23 نوفمبر – {{ ان الشعب اليمني يريد النظام الملكي وعودة الامامه }} واثناء ذلك سيطر الملكيون ومعهم عدد كبير من القبائل المغرر بهم والمرتزقه الاجانب الذين جأوا من ورأ الحدود ، سيطروا على ( صعده ) ثم قاموا بعملية اختراق اتاحت لجحافلهم الوصول الى بعض الجبال والضواحي القريبه من صنعاء في 27 نوفمبر فقطعوا الطرق وبدأوا في قصف صنعاء ( 7 ديسمبر ) .. بينما تلاحمت صفوف الجيش والشعب تحت شعار ( الجمهوريه او الموت ) وتم تشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري القائد العام للقوات المسلحه وكان من ابرز اعضأ الحكومه القاضي عبد السلام صبره نائب رئيس الوزراء – العميد عبد اللطيف ضيف الله ( المواصلات ) العقيد احمد الرحومي ( الدفاع ) العقيد عبد الله بركات ( الداخليه ) – د. حسن مكي (الخارجيه ) – محمد عبده نعمان ( الاعلام ) ... وتولى رئاسة هيئة الاركان الرائد عبد الرقيب عبد الوهاب وكان للضباط السبتمبريين وغيرهم من الضباط الوطنيين والمقاومه الشعبيه والجنود والقبائل ادوار مجيده في ملحمة التصدى لحصار السبعين يوماً لمدينة صنعاء [ كان من الضباط الذين ساهموا في ملحمة السبعين المقدم
وفي يناير وفبراير 67م قامت الطائرات بقصف الملكيين والمرتزقه في منطقة كتاف المحاذيه للسعوديه ومطاردة وقصف بعض المتسللين الملكيين والمرتزقه داخل مراكزهم في السعوديه.
وفي 5 فبراير 67 قال عبد الناصر لصيفة ( الاوبزرفر ) {{ نحن في اليمن للدفاع عن الثوره اليمنيه ضد العدوان الذي يجري بتحريض بريطانيا وتشجعيها واشتراكها }}
وقال عبد الناصر في خطاب 22 فبراير 67م {{ .. النهارده جمهورية اليمن فيها اسقرار كامل .. ولما حصل تسلل انتقمنا للتسلل ... واذا حصل تسلل حننتقم لهذا التسلل }} [ أهـ / خطب ناصر ]-
وفي ابريل 67م عادت اغلب القوات المصريه من اليمن الى مصر بحيث لم يبق في اليمن سوى اقل من ( 20000 جندي مصري ) في اواخر مايو .. وكان سبب ذلك بصفة اساسيه ان الاستعمار البريطاني المنهزم بدأ ينسحب من الجنوب ويمهد الانسحاب فتلشى الدور البريطاني في التآمر والعدوان على الشمال ..
- وفي مايو 1967م كان تأمين الثوره والجمهوريه في الشمال من الملكيين والمرتزقه في المناطق اليمنيه المجاوره للسعوديه قد اكتمل واصبح وجودهم يتركز في المناطق السعوديه المجاوره .. وكان الدور البريطاني في التآمر والعمل ضد الجمهوريه قد اخذ يتلاشى بعد ان ايقنت بريطانيا بهزيمتها في الجنوب وقررت الرحيل .. فعادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الجمهوريه الى مصر بحيث انخفض عدد القوات المصريه في اليمن من ( 60000 جندي ) الى اقل من ( 20000 جندي ) في اواخر مايو ثم الى ( 15000 جندي ) في مطلع يونيو .. كذلك فان الجمهوريه كان قد اصبح لديها جيش قوي تسانده معظم القبائل .. وكان الملكيون والمرتزقه قد حاولوا العوده للسيطره على بعض مناطق الاطراف في 1 يوليو فتصدت لهم قوات يمنيه ومصريه كما قامت طائرات مصريه بقصفهم ومطاردتهم بحيث {{ بعد محاولة يوليو – التى تم صدها – توقف القتال في اليمن تقريباً }} .
- وفي 4 / 8 / 67م وقع عبد الناصر وفيصل اتفاقية الخرطوم بشان تحقيق السلام في اليمن .. وتلاها المشروع السودانى الذي وافق عليه الملك فيصل في 23 – اغسطس ورفضته حكومة الجمهوريه برئاسة السلال في 3 سبتمبر .. لذلك قوبلت اللجنه العربيه الثلاثيه التى وصلت الى صنعاء في 3 / اكتوبر 67م بمظاهرات مضاده ووقعت حوادث مؤسفه قام بها مندسون وحاقدون .. وكانت مصر عبد الناصر تشعر بان دورها في مناصرة الثوره اليمنيه –[ بنظامها الجمهوري في الشمال ونضالها المسلح في الجنوب ]- قد اكتمل .. فاطراف التآمر والعدوان الخارجيه على الجمهوريه مثل بريطانيا والنظام الاردني قد خرجا من الحلبه وتعهدت السعوديه بوقف مساعدتها للملكيين .. كما ان النضال لتحرير الجنوب قد حقق هدفه ولم يبق سوى الاتفاق على من يتسلم الحكم والاستقلال في عدن من بريطانيا .... لذلك بدأت القوات المصريه في العودة الى مصر منذ ( 10 / سبتمبر ) وخلال اكتوبر 1967م .
- ثم اخذ فريق واسع من السياسيين والضباط الجمهوريون يدبرون انقلاباً ضد السلال وفي 5 نوفمبر 1967م – اثنأ زيارة الرئيس عبد الله السلال للعراق – وقع انقلاب في صنعاء تم فيه اقصاء السلال من رئاسة الجمهوريه وتكوين مجلس جمهوري من (3) اشخاص برئاسة القاضي عبد الرحمن الارياني وعضوية احمد النعمان ( وحسن العمري ) وتكوين حكومه برئاسة محسن العيني ..
ومالبث ان اقيلت حكومة العيني وقام الفريق حسن العمري بتشكيل حكومة جديده في 21 ديسمبر 67م .. بينما استقال احمد النعمان من عضوية المجلس الجمهوري واعلن في بيرت – يوم 23 نوفمبر – {{ ان الشعب اليمني يريد النظام الملكي وعودة الامامه }} واثناء ذلك سيطر الملكيون ومعهم عدد كبير من القبائل المغرر بهم والمرتزقه الاجانب الذين جأوا من ورأ الحدود ، سيطروا على ( صعده ) ثم قاموا بعملية اختراق اتاحت لجحافلهم الوصول الى بعض الجبال والضواحي القريبه من صنعاء في 27 نوفمبر فقطعوا الطرق وبدأوا في قصف صنعاء ( 7 ديسمبر ) .. بينما تلاحمت صفوف الجيش والشعب تحت شعار ( الجمهوريه او الموت ) وتم تشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري القائد العام للقوات المسلحه وكان من ابرز اعضأ الحكومه القاضي عبد السلام صبره نائب رئيس الوزراء – العميد عبد اللطيف ضيف الله ( المواصلات ) العقيد احمد الرحومي ( الدفاع ) العقيد عبد الله بركات ( الداخليه ) – د. حسن مكي (الخارجيه ) – محمد عبده نعمان ( الاعلام ) ... وتولى رئاسة هيئة الاركان الرائد عبد الرقيب عبد الوهاب وكان للضباط السبتمبريين وغيرهم من الضباط الوطنيين والمقاومه الشعبيه والجنود والقبائل ادوار مجيده في ملحمة التصدى لحصار السبعين يوماً لمدينة صنعاء [ كان من الضباط الذين ساهموا في ملحمة السبعين المقدم
ابراهيم الحمدي – الملازم جار الله عمر ] .. كذلك بعثت حكومة الشطر الجنوبي قوة ومقاتلين شاركوا في ملحمة السبعين يوماً كتعبير عن واحدية الثورة اليمنيه .. وكان لمصر عبد الناصر دورها في تأييد الجمهوريه فتم اثناء الحصار توقيع اتفاقية قرض طويل الاجل من مصر للجمهوريه بمبلغ اربعين الف جنيه استرليني ( في 30 ديسمبر 67م ) وكانت علاقات مصر عبد الناصر الممتازه مع الاتحاد السوفيتي وبعض الدول العربيه عاملاً مساعداً في المواقف الايجابيه لتلك الدول وقيام الجمهوريه بشراء ثلاثين طائرة حربيه من الاتحاد السوفيتي وصلت في يناير 1968م بحيث كان للطائرات دور هام في قصف معاقل الملكيين والمرتزقه إبان ملحمة السبعين يوماً التى تتوجت بفك الحصار وانتصار الجمهوريه يوم 8 فبراير 1968م .. وفيما بعد قال الرئيس جمال عبد الناصر للفريق حسن العمري قائد ملحمة وانتصار السبعيين يوماً {{ .. انكم لم تدافعوا عن صنعأ فقط وانما عن القاهره ايضاً .. }}
ومنذ انتصار السبعين يوماً بدأ العديد من المشايخ والقبائل المغرر بهم في العودة الى صف الوطن والجمهوريه وكان من ابرز العائدين الشيخ قاسم منصر ( 5 نوفمبر 1968م ) ثم سقط آخر الامرأ الملكيين الاماميين الذين حاربوا الجمهوريه قتيلا برصاص الجمهوريين في صعده وهو { عبد الله بن الحسن بن الامام يحي } وكان مقتله في ( 25 / 7 / 69م ) وتم لقوات الجمهوريه دخول صعده وتطهيرها في سبتمبر 69م
وكان من ثمار انتصار السبعين ثم انتصار تطهير الطرق في اكتوب 1968م مايذكر الدكتور ( جلوبو فسكايا ) قائلاً {{ ان اخفاق وفشل الهجوم الملكى وانتصار الجمهوريين اجبر قادة المملكه السعوديه الذين قدموا وباستمرار الدعم للملكيين المتمثل بالمال والسلاح والمواد وكذلك بالسماح للملكيين باستخدام العمق السعودي لانشأ قواعداهم ، لقد اجبر فشل الهجوم السعوديين على اعادة نظرهم فيما يتعلق بالحرب في اليمن ، والتى اصبحت عديمه الجدوى بشكل واضح ، واصبح من العاده ظهور انباء على صفحات الصحف العالميه تدل على وجود اتصالات سريه بين الرياض وصنعأ . وفي اكتوبر ونوفمبر 1968م ذكرت الصحف ان الحكومه السعوديه تفكر جديا في اقامة علاقات مع النظام الجمهوري اليمني اما صحيفة الاخبار المصريه فقد كتبت مباشرة ( في 6 / 10 / 68م ) {{ السعوديه مستعدة للاعتراف بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} .. ومن خريف 1968م اوقفت الجمهوريه العربيه اليمنيه الدعايه المناهضه للسعوديه في الصحف والاذاعه ، ومن جانبها سمحت السعوديه لليمنيين باداء فريضة الحج .. واخيراً –( مطلع 69م )- اعلنت السعوديه بشكل مفتوح عن استعدادها لوقف دعم الملكيين ، وطالبت كمقابل لذلك ان [ يتخذ النظام الجمهوري سياسات معينه ] بينما .. تعمق الانقسام في اوساط القياديين الملكيين بسبب انتقال كثير من المشايخ ومن الملكيين البارزين الى الصف الجمهوري وبسبب تنامي فكرة المصالحه مع الجمهوريين ، ولما اوقفت السعوديه دعمها خلع محمد بن الحسين نفسه وتوجه الكثير من انصار الملكيه الى اوروبا ولبنان }} –[ ص 131 – 132 / التطور السياسي ]-
وفي 5 فبراير 1970م تم تشكيل حكومة برئاسة الاستاذ محسن العيني ووجهت حكومته جهودها لتطبيع العلاقات مع السعوديه .. وفي مارس 1970م اتمت في جده مباحثات اسفرت عن اتفاق مصالحه يتضمن عودة بعض الشخصيات الملكيه البارزه ومشاركتها في المجلس الجمهوري والحكومه والسلك الدبلوماسي وغيرها واتفاق خاص بالعلاقه مع السعوديه .. وفي 16 – ابريل 1970م اعلن محسن العيني في المجلس الوطني بصنعأ عن ابرام اتفاق مع السعوديه .. وفي 23 ابريل 1970م اعلنت السعوديه رسميا اعترافها بالجموريه العربيه اليمنيه
(( والله الموفق )) زيد محمد حسين الفرح
{ الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }
ومنذ انتصار السبعين يوماً بدأ العديد من المشايخ والقبائل المغرر بهم في العودة الى صف الوطن والجمهوريه وكان من ابرز العائدين الشيخ قاسم منصر ( 5 نوفمبر 1968م ) ثم سقط آخر الامرأ الملكيين الاماميين الذين حاربوا الجمهوريه قتيلا برصاص الجمهوريين في صعده وهو { عبد الله بن الحسن بن الامام يحي } وكان مقتله في ( 25 / 7 / 69م ) وتم لقوات الجمهوريه دخول صعده وتطهيرها في سبتمبر 69م
وكان من ثمار انتصار السبعين ثم انتصار تطهير الطرق في اكتوب 1968م مايذكر الدكتور ( جلوبو فسكايا ) قائلاً {{ ان اخفاق وفشل الهجوم الملكى وانتصار الجمهوريين اجبر قادة المملكه السعوديه الذين قدموا وباستمرار الدعم للملكيين المتمثل بالمال والسلاح والمواد وكذلك بالسماح للملكيين باستخدام العمق السعودي لانشأ قواعداهم ، لقد اجبر فشل الهجوم السعوديين على اعادة نظرهم فيما يتعلق بالحرب في اليمن ، والتى اصبحت عديمه الجدوى بشكل واضح ، واصبح من العاده ظهور انباء على صفحات الصحف العالميه تدل على وجود اتصالات سريه بين الرياض وصنعأ . وفي اكتوبر ونوفمبر 1968م ذكرت الصحف ان الحكومه السعوديه تفكر جديا في اقامة علاقات مع النظام الجمهوري اليمني اما صحيفة الاخبار المصريه فقد كتبت مباشرة ( في 6 / 10 / 68م ) {{ السعوديه مستعدة للاعتراف بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} .. ومن خريف 1968م اوقفت الجمهوريه العربيه اليمنيه الدعايه المناهضه للسعوديه في الصحف والاذاعه ، ومن جانبها سمحت السعوديه لليمنيين باداء فريضة الحج .. واخيراً –( مطلع 69م )- اعلنت السعوديه بشكل مفتوح عن استعدادها لوقف دعم الملكيين ، وطالبت كمقابل لذلك ان [ يتخذ النظام الجمهوري سياسات معينه ] بينما .. تعمق الانقسام في اوساط القياديين الملكيين بسبب انتقال كثير من المشايخ ومن الملكيين البارزين الى الصف الجمهوري وبسبب تنامي فكرة المصالحه مع الجمهوريين ، ولما اوقفت السعوديه دعمها خلع محمد بن الحسين نفسه وتوجه الكثير من انصار الملكيه الى اوروبا ولبنان }} –[ ص 131 – 132 / التطور السياسي ]-
وفي 5 فبراير 1970م تم تشكيل حكومة برئاسة الاستاذ محسن العيني ووجهت حكومته جهودها لتطبيع العلاقات مع السعوديه .. وفي مارس 1970م اتمت في جده مباحثات اسفرت عن اتفاق مصالحه يتضمن عودة بعض الشخصيات الملكيه البارزه ومشاركتها في المجلس الجمهوري والحكومه والسلك الدبلوماسي وغيرها واتفاق خاص بالعلاقه مع السعوديه .. وفي 16 – ابريل 1970م اعلن محسن العيني في المجلس الوطني بصنعأ عن ابرام اتفاق مع السعوديه .. وفي 23 ابريل 1970م اعلنت السعوديه رسميا اعترافها بالجموريه العربيه اليمنيه
(( والله الموفق )) زيد محمد حسين الفرح
{ الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }
الجند تعز والتقويم
قـدم رجـل مـن منطقـة الجنـد فـي اليمـن، إلـى الخليفـة عمـر بـن الخطـاب، فقـال:
رأيـتُ بـالجنـد شيئاً يُسمُـونـه (التـاريـخ) يكتبـون مـن عـام كـذا و شهـر كـذا....
فقـال عُمـر :
هـذا حسـنٌ، فـأرخـوا ..📝
ويتضـح مـن هـذا النـص المهمـل مـن مناهـج الـدراسـة فـي اليمـن، أن الكتـابة التـاريخيـة قـد وجـدت فـي اليمـن قبـل الإسـلام، وأول كتـاب تـاريخ دونـه العـرب كـان :
📒كتـاب الأخبـار📒
لمؤلفـه: عبيـد بـن شـريه
وهـو كتـاب غـاب عـن الأنظـار ولـم نـرى لـه تفصيـل، ويُقـال أن معـاويـة بـن أبـي سفيـان ـ احتفـظ بـه فـي عمـق خـزانتـه، واختفـى مـن بعـده.
قـدم رجـل مـن منطقـة الجنـد فـي اليمـن، إلـى الخليفـة عمـر بـن الخطـاب، فقـال:
رأيـتُ بـالجنـد شيئاً يُسمُـونـه (التـاريـخ) يكتبـون مـن عـام كـذا و شهـر كـذا....
فقـال عُمـر :
هـذا حسـنٌ، فـأرخـوا ..📝
ويتضـح مـن هـذا النـص المهمـل مـن مناهـج الـدراسـة فـي اليمـن، أن الكتـابة التـاريخيـة قـد وجـدت فـي اليمـن قبـل الإسـلام، وأول كتـاب تـاريخ دونـه العـرب كـان :
📒كتـاب الأخبـار📒
لمؤلفـه: عبيـد بـن شـريه
وهـو كتـاب غـاب عـن الأنظـار ولـم نـرى لـه تفصيـل، ويُقـال أن معـاويـة بـن أبـي سفيـان ـ احتفـظ بـه فـي عمـق خـزانتـه، واختفـى مـن بعـده.
كتابات المسند وكتابات الزبور في اليمن القديم
الخميس 14 فبراير-شباط 2008 القراءات: 2061
أ.د إبراهيم محمد الصلويü
طباعة المقال أرسل المقال لصديق
دخل أهل اليمن في الإسلام وأقبلوا على تَعلُّّم اللغة العربية الفصحى،قراءة وكتابة من أجل فهم أمور دينهم . وحلت اللغةُ العربيةُ الفصحى وخطها بالتدريج مكان لغتهم القديمة في المستوى الرسمي ومستوى المعاملات بين الناس. واهتم علماء اليمن كغيرهم من علماء الأمصار الأخرى بعلوم اللغة العربية والعلوم الشرعية تدريساً وتأليفاً،واهتموا ايضاً بالتأليف في علوم وفنون أخرى. ومنها أخبار ملوك اليمن قبل الإسلام وسِيَرهم وأمجادهم فتوقف استخدام لغة اليمن القديم وخطها في التدوين،وأصبحت الآثار الكتابية لأهل اليمن،تقتصر على تلك التي دونت حتى فترة ظهور الإسلام . ومنذ ذلك الحين وحتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي تقريباً،ظلت معرفتنا عن تلك الآثار الكتابية،تقتصر على أخبار و أقوال مقتضبة حفظتها لنا بعض الكتب العربية القديمة وفي مقدمتها(كتاب الإكليل ) للهمداني،وكتاب(ملوك حمير وأقيال اليمن) لنشوان بن سعيد الحميري.
ومن تلك الأخبار والأقوال وصفُ امرئ القيس لِطَللٍ في معلقته بقوله:
لِمَنْ طلًلٌ ابْصَرتُهُ فشجاني كخطِ زبورٍ في عسيبٍ يمانِ
وأورد ابن دريد قول شاعر:-
وزَبْرُ حميرَ بينها أخبارَها بالحميرية في عسيبٍ ذابلِ
أي أنهم كانوا يكتبون في عُسُب النخل.
وقال الهمداني : إن أبا نصر اليهري كان في عهده(قارئ زُبُر حمير ومساندها الدهرية)
وذكر (الزُّبُرْ القبورية),و(زُبُرْ همدان القديمة).وقال(إن انساب الهميسع كانت مُزَبَّرةً في خزائن حمير). وأنه أي الهمداني (أخذ نسبة اللغويين عنهم رواية عن زبورٍ قديم)،وقال انه: (قرأ مسنداً في صنعاء على بعض الحجارة).وأنشد الهمداني بيتاً لتُبَّع:
قد كتبنا مسانداً في ظفارٍ وكتبنا أيامنا في الزبور.
وجاء في معاجم اللغة أن (المُسْنَد: خط حمير الذي كانوا يكتبونه).وقال نشوان بن سعيد الحميري (المُسْنَد خطُ حميرَ وهو موجودٌ كثيراً في الحجارة والصخور).أما ابن خلدون فقال:
( وكان لحمير كتابة تسمى المُسْنَد حروفها منفصلة). وجاء في معاجم اللغة ايضاً: زَبَرَ الكتاب يزبرُه زبْراً :كتبَهُ.والزَّبْرُ:الكتابةُ.وزَبَرْتُ الكتاب: إذا اتقنت كتابته والمِزْبرُ:القلم .والزبْرُ:النقش في الحجارة.والزَّبُر: طيُّ البئرِ بالحجارة. يقال بئر مزبورةٌ.وزبرَ البئرَ :طواها بالحجارة.
وذَبرَ الكتابَ يذْبرُهُ ذبراً:كتبهُ.والذَّبر:الكتابة مثل : الزَّبروأنشد الأصمعي لأبي ذؤيب:
عرفتُ الديارَ كرقم الدوا ة يذبرها الكاتبُ الحميري
ويستدل من هذه الأقوال والأخبارأن أهل اليمن كان لهم قبل الإسلام خط المسند وخط الزبورأوقُل كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور. وأن الحسن بن احمد الهمداني (المتوفى 345هـ) كان يُحْسِنُ قراءة خط المُسْنَد،وانه عاصرَ أبانصرٍ اليهري,الذي وصفه الهمداني بأنه( قارئ زُبُر حمير ومساندها الدهرية). أي انه في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين،كان هناك بقية باقية من الناس من يعرف قراءة خط المُسْنَد على الأقل ولا يكتبونه. أما بالنسبة لكتابات الزبور،فقد سمع عنها الهمداني عن طريق الرواية،ولم يسبق له أن شاهد بعضاً منها. ومن المرجح أن الشاعر امرئ القيس شاهد خط الزبور مكتوباً في عسيب نخل.أما علماء اللغة والاخباريون من خارج اليمن فقد تحدثوا عن كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور،نقلاً عن روايات وصلت إلى أسماعهم،ولم يسبق لأحدهم مشاهدة أي منها من قبل . هذه الأقوال والأخبار لم تقدم معلومات كافيه تساعد على التعرف على لغة كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور ومضامينها. لذلك بقيت تلك الكتابات مجهولة حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي . وهي الفترة التي شهدت بدايات اهتمام المستشرقين بالآثار والكتابات القديمة.
اكتشاف كتابات المُسْنَد و فك رموزها:
يُعتبرُ المستشرق الدنماركي(كارستن نيبور)،أول من لفت أنظار العلماء في أوروبا إلى كتابات المُسْنَد،وذلك خلال رحلته التي قام بها إلى اليمن عام 1763م. وفي عام1810م زار الرحالة الالماني (سيتزن) اليمن للبحث عن النقوش التي ذكرها (نيبور),فنسخَ خمسة نقوش من ظفار وضواحيها وأرسلها إلى أوروبا. فاستثارت اهتمام المستشرقين الأوروبيين بكتابات المسند. وفي سنة 1834م قام الضابط الانجليزي(جيمس ولستد ),خلال زيارته إلى حضرموت بنسخ نقش من حصن الغراب الواقع غرب مدينة المكلا.وفي سنة1843م،وصل الصيدلي الفرنسي (أرنود) إلى اليمن وتمكن من زيارة العديد من المناطق،واستنساخ ستة وخمسين نقشاً. أما الرحالة الفرنسي (يوسف هاليفي)،فقد استطاع بمساعدة احد اليهود من صنعاء يدعى (حاييم حبشوش) أن يجوب البلاد سنة 1869م في كل اتجاه,و أن يجمع مئات النقوش.وتمكن المستشرق الألماني (جزينيوس) من التعرف على اثنين وعشرين حرفاً من حروف المُسْنَد,وقراءة ماوقع تحت يده من نقوش وتمكن بعده تلميذه ( إميل روديجر) من التعرف على باقي حروف المسند,وكان ذ
الخميس 14 فبراير-شباط 2008 القراءات: 2061
أ.د إبراهيم محمد الصلويü
طباعة المقال أرسل المقال لصديق
دخل أهل اليمن في الإسلام وأقبلوا على تَعلُّّم اللغة العربية الفصحى،قراءة وكتابة من أجل فهم أمور دينهم . وحلت اللغةُ العربيةُ الفصحى وخطها بالتدريج مكان لغتهم القديمة في المستوى الرسمي ومستوى المعاملات بين الناس. واهتم علماء اليمن كغيرهم من علماء الأمصار الأخرى بعلوم اللغة العربية والعلوم الشرعية تدريساً وتأليفاً،واهتموا ايضاً بالتأليف في علوم وفنون أخرى. ومنها أخبار ملوك اليمن قبل الإسلام وسِيَرهم وأمجادهم فتوقف استخدام لغة اليمن القديم وخطها في التدوين،وأصبحت الآثار الكتابية لأهل اليمن،تقتصر على تلك التي دونت حتى فترة ظهور الإسلام . ومنذ ذلك الحين وحتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي تقريباً،ظلت معرفتنا عن تلك الآثار الكتابية،تقتصر على أخبار و أقوال مقتضبة حفظتها لنا بعض الكتب العربية القديمة وفي مقدمتها(كتاب الإكليل ) للهمداني،وكتاب(ملوك حمير وأقيال اليمن) لنشوان بن سعيد الحميري.
ومن تلك الأخبار والأقوال وصفُ امرئ القيس لِطَللٍ في معلقته بقوله:
لِمَنْ طلًلٌ ابْصَرتُهُ فشجاني كخطِ زبورٍ في عسيبٍ يمانِ
وأورد ابن دريد قول شاعر:-
وزَبْرُ حميرَ بينها أخبارَها بالحميرية في عسيبٍ ذابلِ
أي أنهم كانوا يكتبون في عُسُب النخل.
وقال الهمداني : إن أبا نصر اليهري كان في عهده(قارئ زُبُر حمير ومساندها الدهرية)
وذكر (الزُّبُرْ القبورية),و(زُبُرْ همدان القديمة).وقال(إن انساب الهميسع كانت مُزَبَّرةً في خزائن حمير). وأنه أي الهمداني (أخذ نسبة اللغويين عنهم رواية عن زبورٍ قديم)،وقال انه: (قرأ مسنداً في صنعاء على بعض الحجارة).وأنشد الهمداني بيتاً لتُبَّع:
قد كتبنا مسانداً في ظفارٍ وكتبنا أيامنا في الزبور.
وجاء في معاجم اللغة أن (المُسْنَد: خط حمير الذي كانوا يكتبونه).وقال نشوان بن سعيد الحميري (المُسْنَد خطُ حميرَ وهو موجودٌ كثيراً في الحجارة والصخور).أما ابن خلدون فقال:
( وكان لحمير كتابة تسمى المُسْنَد حروفها منفصلة). وجاء في معاجم اللغة ايضاً: زَبَرَ الكتاب يزبرُه زبْراً :كتبَهُ.والزَّبْرُ:الكتابةُ.وزَبَرْتُ الكتاب: إذا اتقنت كتابته والمِزْبرُ:القلم .والزبْرُ:النقش في الحجارة.والزَّبُر: طيُّ البئرِ بالحجارة. يقال بئر مزبورةٌ.وزبرَ البئرَ :طواها بالحجارة.
وذَبرَ الكتابَ يذْبرُهُ ذبراً:كتبهُ.والذَّبر:الكتابة مثل : الزَّبروأنشد الأصمعي لأبي ذؤيب:
عرفتُ الديارَ كرقم الدوا ة يذبرها الكاتبُ الحميري
ويستدل من هذه الأقوال والأخبارأن أهل اليمن كان لهم قبل الإسلام خط المسند وخط الزبورأوقُل كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور. وأن الحسن بن احمد الهمداني (المتوفى 345هـ) كان يُحْسِنُ قراءة خط المُسْنَد،وانه عاصرَ أبانصرٍ اليهري,الذي وصفه الهمداني بأنه( قارئ زُبُر حمير ومساندها الدهرية). أي انه في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين،كان هناك بقية باقية من الناس من يعرف قراءة خط المُسْنَد على الأقل ولا يكتبونه. أما بالنسبة لكتابات الزبور،فقد سمع عنها الهمداني عن طريق الرواية،ولم يسبق له أن شاهد بعضاً منها. ومن المرجح أن الشاعر امرئ القيس شاهد خط الزبور مكتوباً في عسيب نخل.أما علماء اللغة والاخباريون من خارج اليمن فقد تحدثوا عن كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور،نقلاً عن روايات وصلت إلى أسماعهم،ولم يسبق لأحدهم مشاهدة أي منها من قبل . هذه الأقوال والأخبار لم تقدم معلومات كافيه تساعد على التعرف على لغة كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور ومضامينها. لذلك بقيت تلك الكتابات مجهولة حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي . وهي الفترة التي شهدت بدايات اهتمام المستشرقين بالآثار والكتابات القديمة.
اكتشاف كتابات المُسْنَد و فك رموزها:
يُعتبرُ المستشرق الدنماركي(كارستن نيبور)،أول من لفت أنظار العلماء في أوروبا إلى كتابات المُسْنَد،وذلك خلال رحلته التي قام بها إلى اليمن عام 1763م. وفي عام1810م زار الرحالة الالماني (سيتزن) اليمن للبحث عن النقوش التي ذكرها (نيبور),فنسخَ خمسة نقوش من ظفار وضواحيها وأرسلها إلى أوروبا. فاستثارت اهتمام المستشرقين الأوروبيين بكتابات المسند. وفي سنة 1834م قام الضابط الانجليزي(جيمس ولستد ),خلال زيارته إلى حضرموت بنسخ نقش من حصن الغراب الواقع غرب مدينة المكلا.وفي سنة1843م،وصل الصيدلي الفرنسي (أرنود) إلى اليمن وتمكن من زيارة العديد من المناطق،واستنساخ ستة وخمسين نقشاً. أما الرحالة الفرنسي (يوسف هاليفي)،فقد استطاع بمساعدة احد اليهود من صنعاء يدعى (حاييم حبشوش) أن يجوب البلاد سنة 1869م في كل اتجاه,و أن يجمع مئات النقوش.وتمكن المستشرق الألماني (جزينيوس) من التعرف على اثنين وعشرين حرفاً من حروف المُسْنَد,وقراءة ماوقع تحت يده من نقوش وتمكن بعده تلميذه ( إميل روديجر) من التعرف على باقي حروف المسند,وكان ذ
لك ما بين الأعوام 1870-1880م. وبهذا المنجز تمكن العلماء في أوروبا من دراسة النقوش التي وصلت إليهم ونشرها.وبين الأعوام 1882-1894م،قام المستشرق النمساوي (ادوارد جلازر) برحلات أربع إلى اليمن تمكن من خلالها من وضع خرائط للمناطق التي زارها وجمع ما يقرب من ألفي نقش عن طريق الاسستمباج. ثم قامت بعثة من المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان برئاسة ويندل فيلبس بإجراء تنقيب اثري عشوائي في مأرب وتمنع وهجر بن حميد وذلك بين عامي 1951-1952م,فتمكنت من استخراج أعداد كبيرة من نقوش المسند من محرم بلقيس بمأرب.وبالنسبة للجهود العربية التي أسهمت في دراسة كتابات المسند فقد قام عالم اللغات السامية المصري (خليل يحيى نامي)،الذي زار اليمن ضمن بعثة مصرية برئاسة الجغرافي (سليمان حُزَيَّن) سنة 1936م وتمكن من جمع 91 نقشاً من ناعط. نشرها عام 1943م تحت عنوان (نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها). و قام (محمد توفيق)،من مصر بزيارة اليمن بين عامي 1944-1945م،وكانت مهمته تتبع مواقع تجمع الجراد وتمكن من أخذ صور لعدد من نقوش المسند،في صرواح ومأرب وبراقش ومعين،وقام بنشرها (خليل يحيى نامي)،في كتاب بعنوان (آثار معين في جوف اليمن ).ثم زار اليمن عالم الآثار المصري (احمد فخري) سنة 1947م،وعاد بصور 139 نقشاً من مأرب والجوف،نشرها في كتاب بعنوان (رحلة أثرية إلى اليمن).ومن الجهود العربية في مجال دراسة كتابات المسند ايضاً ماقام به العالم الفلسطيني (محمود الغول ) من إسهام كبير في مجال دراسة لغة نقوش المسند.
وتواصلت جهود الأوروبيين و العرب واليمنيين،في البحث عن نقوش المسند،فبلغ عدد النقوش المنشورة حتى عام 1980م أكثر من عشرة الآف نقش . وبدراسة النقوش المكتشفة أميط اللثام عن معالم تاريخ اليمن القديم وحضارته.وكان كلما تم اكتشاف نقوش جديدة ،توضحت تلك المعالم وتطورت معرفة العلماء والدارسين بلغة نقوش المُسْنَد وخطها. فتمكنوا من تأليف كتب في نحوها وصرفها،ووضع معاجم لها وكتابة دراسات وبحوث بينَّت علاقتها باللغة العربية الفصحى،واللغات السامية الأخرى من حيث اللغة والخط . وكان المستشرقون في دراساتهم الأولى قد أطلقوا على لغة نقوش المسند اسم (اللغة الحميرية). وبعد أن تبين لهم بأنها ليست لغة حمير وحدها،وإنما هي لغة سبأ و معين وقتبان وحضرموت وغيرها. لذلك أطلقوا عليها،اسم (اللغة العربية الجنوبية)،وأطلقوا على النقوش،اسم (النقوش العربية الجنوبية).
اكتشاف كتابات الزبور
بعد اكتشاف مَا يربو على عشرة آلاف نقش من كتابات
المُسْنَد ودراستها و نشرها انصرف اهتمام العلماء والدارسين عما ذكرته الكتب العربية القديمة،بأن أهل اليمن كان لهم كتابات الزبور،الذي كانوا يكتبونه،إلى جانب كتابات المسند،لأن عدم العثور على أي كتابة منه،جعلهم يميلون إلى الاعتقاد،بأن كتابات المسند المكتشفة والمنشورة،هي نفسها كتابات الزبور.
وفي عام 1970م،تم العثورعلى عودين من جريد النخل خلال التنقيب في خرائب الجوف،وتسرَّبا إلى عالم النقوش (محمود الغول) . فبقيا لديه دون أن يتمكن من التعرف على الرموز المحزوزة فيهما. وقد ساد الاعتقاد في بداية الأمر،أن تلك الرموز قد تكون رموزاً هندية. وفي بداية الثمانينيات,قام (محمود الغول) مع زملاء له من علماء النقوش بمحاولات عدة،أدت في نهاية الأمر إلى التعرف على الرموز المحزوزة في العودين،بأنها شكل من أشكال خط المسند. وفي الوقت نفسه كانت قد ظهرت في السوق أعواد مماثلة. فتلاشى ما كان قد شاع لدى علماءالنقوش من اعتقاد بعدم وجود كتابات غير كتابات المسند وبعد ذلك نشر الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدا لله احد نقوش الزبور وذلك في مجلة اليمن الجديد.
ومن خلال دراسة عدد منها دراسة علمية،من حيث الخط واللغة والمضمون و نشرها،ثبتَ لعلماء النقوش بأنهم امام كتابات اخرى من كتابات اهل اليمن القديم غير كتابات المسند. وهي كتابات محزوزة في اعواد من جريد النخل سَماها امرؤ القيس في معلقته(خط زبورٍ في عسيبٍ يمانِ),و في أعواد من خشب شجر آخر. وأن الهمداني كان محقاً حين فرَّق بين نوعين من الكتابات،سماهما (زُبُر حمير ومساندها الدهرية). ومازال هناك اعداد كبيرة منها قيد الدراسة،وأعداد أخرى يتم اكتشافها بين الحين والآخر. وآخر مجموعة كبيرة تم العثور عليها كانت في منطقة مقولة بسنحان جنوب مدينة صنعاء وقد سلمها اللواء مهدي مقولة قائد المحور الجنوبي الشرقي إلى المتحف الوطني لترميمها ودراستها . ولايُستَبْعَد أن يتم العثور على كتابات بخط الزبور،مدونة على الجلد.
بين كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور
إن اكتشاف كتابات المسند وكتابات الزبور،أكد لعلماء النقوش القديمة،أنَّ الهمداني كان محقاً في قوله،بأن حمير كان لها (زُبُر)و(مَسَاند دهرية). ويعني أن أهل اليمن القديم كان لهم نوعان من الكتابات هما : كتابات المسند،وكتابات الزبور . وبإجراء مقارنة بينهما،من حيث الخط و اللغة والمضمون،يمكن التوصل الى معرفة علاقة كل منهما بالآخر،وكذلك معرفة الغرض من است
وتواصلت جهود الأوروبيين و العرب واليمنيين،في البحث عن نقوش المسند،فبلغ عدد النقوش المنشورة حتى عام 1980م أكثر من عشرة الآف نقش . وبدراسة النقوش المكتشفة أميط اللثام عن معالم تاريخ اليمن القديم وحضارته.وكان كلما تم اكتشاف نقوش جديدة ،توضحت تلك المعالم وتطورت معرفة العلماء والدارسين بلغة نقوش المُسْنَد وخطها. فتمكنوا من تأليف كتب في نحوها وصرفها،ووضع معاجم لها وكتابة دراسات وبحوث بينَّت علاقتها باللغة العربية الفصحى،واللغات السامية الأخرى من حيث اللغة والخط . وكان المستشرقون في دراساتهم الأولى قد أطلقوا على لغة نقوش المسند اسم (اللغة الحميرية). وبعد أن تبين لهم بأنها ليست لغة حمير وحدها،وإنما هي لغة سبأ و معين وقتبان وحضرموت وغيرها. لذلك أطلقوا عليها،اسم (اللغة العربية الجنوبية)،وأطلقوا على النقوش،اسم (النقوش العربية الجنوبية).
اكتشاف كتابات الزبور
بعد اكتشاف مَا يربو على عشرة آلاف نقش من كتابات
المُسْنَد ودراستها و نشرها انصرف اهتمام العلماء والدارسين عما ذكرته الكتب العربية القديمة،بأن أهل اليمن كان لهم كتابات الزبور،الذي كانوا يكتبونه،إلى جانب كتابات المسند،لأن عدم العثور على أي كتابة منه،جعلهم يميلون إلى الاعتقاد،بأن كتابات المسند المكتشفة والمنشورة،هي نفسها كتابات الزبور.
وفي عام 1970م،تم العثورعلى عودين من جريد النخل خلال التنقيب في خرائب الجوف،وتسرَّبا إلى عالم النقوش (محمود الغول) . فبقيا لديه دون أن يتمكن من التعرف على الرموز المحزوزة فيهما. وقد ساد الاعتقاد في بداية الأمر،أن تلك الرموز قد تكون رموزاً هندية. وفي بداية الثمانينيات,قام (محمود الغول) مع زملاء له من علماء النقوش بمحاولات عدة،أدت في نهاية الأمر إلى التعرف على الرموز المحزوزة في العودين،بأنها شكل من أشكال خط المسند. وفي الوقت نفسه كانت قد ظهرت في السوق أعواد مماثلة. فتلاشى ما كان قد شاع لدى علماءالنقوش من اعتقاد بعدم وجود كتابات غير كتابات المسند وبعد ذلك نشر الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدا لله احد نقوش الزبور وذلك في مجلة اليمن الجديد.
ومن خلال دراسة عدد منها دراسة علمية،من حيث الخط واللغة والمضمون و نشرها،ثبتَ لعلماء النقوش بأنهم امام كتابات اخرى من كتابات اهل اليمن القديم غير كتابات المسند. وهي كتابات محزوزة في اعواد من جريد النخل سَماها امرؤ القيس في معلقته(خط زبورٍ في عسيبٍ يمانِ),و في أعواد من خشب شجر آخر. وأن الهمداني كان محقاً حين فرَّق بين نوعين من الكتابات،سماهما (زُبُر حمير ومساندها الدهرية). ومازال هناك اعداد كبيرة منها قيد الدراسة،وأعداد أخرى يتم اكتشافها بين الحين والآخر. وآخر مجموعة كبيرة تم العثور عليها كانت في منطقة مقولة بسنحان جنوب مدينة صنعاء وقد سلمها اللواء مهدي مقولة قائد المحور الجنوبي الشرقي إلى المتحف الوطني لترميمها ودراستها . ولايُستَبْعَد أن يتم العثور على كتابات بخط الزبور،مدونة على الجلد.
بين كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور
إن اكتشاف كتابات المسند وكتابات الزبور،أكد لعلماء النقوش القديمة،أنَّ الهمداني كان محقاً في قوله،بأن حمير كان لها (زُبُر)و(مَسَاند دهرية). ويعني أن أهل اليمن القديم كان لهم نوعان من الكتابات هما : كتابات المسند،وكتابات الزبور . وبإجراء مقارنة بينهما،من حيث الخط و اللغة والمضمون،يمكن التوصل الى معرفة علاقة كل منهما بالآخر،وكذلك معرفة الغرض من است
خدام أهل اليمن القديم لكل منهما. من حيث الخط فإن كتابات المسند دونت على مواد صلبة،هي أحجار مقطوعة ومسوَّاة،وصخور وألواح من الأحجار والبرونز،أعدت لهذا الغرض . وكان التدوين يتم عن طريق أشكال هندسية متناسقة الأبعاد والأطوال،خطوطها مستقيمة،أو تميل إلى الانحناء،بقدر ماتسمح مادة الكتابة الصلبة بذلك. وكان يقوم بذلك العمل كتَّابٌ مهرة،يتقنون قطع الأحجار ونحتها وتسويتها وتشكيلها وزخرفتها،ونقش الكتابات عليها بخط غائر أو خط نافر. أما كتابات الزبور،فقد دونت بخط لينَّ من خط المسند،تميز بإمكاناته المتعددة في التوصيل والحركة السريعة،والتشكلُّ بحسب قدرات الكاتب,وسهولة نقشه على جريد نخل ليَّن أو عود من خشب مماثل .وقد يكون من الكتابة المجودة التي يتألق فيها الكاتب كما ان يكون من الخط الغفل السريع الذي لا إتقان فيه. فإذا كان كاتب خط المسند،يحتاج إلى أزميل أو آلة معدنية حادة الطرف لينقش بها كتابته على الحجر،فإن كاتب خط الزبور قد يحتاج إلى عود خشب يشبه اليراع،ويثبت في أحد طرفيه قطعة معدنية طرفها حاد. أو يحتاج إلى قطعة من العاج،تتخذ شكل القلم،ويبرى احد طرفيها الصلب ليكون صالحاً للحفر على سطح جريد النخل الليَّن أو أي خشب مناسب.ويستدل من حديث الهمداني عن بعض الأنساب،بأنها مُزبَّرة في خزائن حميرعلى أن اليمنيين القدماء استخدموا الجلد للتدوين عليه بخط الزبور أيضاً.
من حيث أسلوب الكتابة فإن كلمات كتابات المسند وكتابات الزبور كانت تكتب بحروف منفصلة ويفصل بين الكلمة والاخرى بخط مستقيم،وتطرح حروف المدّ الثلاثة (مدّ الفتح ،مدّ الكسر،مدّ الضم) من وسط الكلمات ومن آخرها. لأن رموز الكتابة المستعملة تعبر عن الحروف الصامتة وعددها 29 رمزاً. ولا توجد رموز تعبر عن الصوائت و التشديد. وكانت الكتابة تتجه من اليمين إلى اليسار في المسند والزبور.وانفردت بعض كتابات المسندة التي تعود إلى عهد مكاربة سبأ،بأن الكتابة فيها كانت تتجه من اليمين إلى اليسار والعكس،أي كخط المحراث.
ومن حيث اللغة فإن كتابات المسند تصنف إلى مجموعات،وكل مجموعة منها دونت بواحدة من لهجات اليمن القديم،وهي السبئية والمعينية والقتبانية والحضرمية و الهرمية. وهذه اللهجات،تشترك فيما بينها في كثير من خصائص النحو والصرف والمفردات وتنفرد كل واحدة منها عن الأخرى في بعض الخصائص اللغوية والمفردات الخاصه بها.
ومن المعروف أن العدد الأكبر من كتابات المسند دوّن باللهجة السبئية.وهي أكثر اللهجات انتشاراً ومعرفة لدى السكان في كثير من مناطق اليمن القديم. وقد لاحظ علماء النقوش القديمة،أن لغة كتابات المسند تكاد تخلو من ضمير المتكلم والمخاطب ،ويكثر فيها استخدام ضمير الغائب . وذلك بسبب أنها تتحدث عن موضوعات وثائقية تذكارية لا تتطلب استخدام ضمير المتكلم والمخاطب وأنَّ كتابها أشخاص آخرون غير اصحاب تلك الكتابات.
أما كتابات الزبور المنشورة وأخرى قيد الدراسة،فإنها دونت بلغة تشترك مع لغة كتابات المسند في كثير من خصائص النحو والصرف والمفردات. إلا أن كتابات الزبور تحوي مصطلحات ومفردات وتعابير،قلَّ أن ترد في كتابات المسند.وقد يعثر فيها على تعابير ومفردات مما يجري على ألسنة العامة. لأن موضوعاتها تخص حياتهم. وتتطلب استخدام ضمير المتكلم والمخاطب أكثر من استخدامها في كتابات المسند.
ومن حيث المضمون فإن مضامين كتابات المسند تشتمل على موضوعات تدور حول مجالين رئيسين هما: الحياة العامة والحياة الخاصة. وهذه الموضوعات تخص:
- النذور والقرابين.
- منجزات عامة ومنجزات خاصة (مبانٍ,منشآت زراعية وريّ....).
- تشريعات وقوانين.
- ممارسات شخصية.
- ملكيات عامة وملكيات خاصة.
- حملات عسكرية.
ويكتنف ذلك كله إطار عام هو الإطار الديني وعالم الآلهة. وهذا يعني أن المنجزات العامة والخاصة والتشريعات والقوانين والممارسات الشخصية وغيرها،ينبغي أن تتم برعاية الآلهة وبركاتها.
أما مضامين كتابات الزبور،فإنها تدور حول موضوعات،تخص الحياة اليومية والعملية للناس والمعاملات بينهم. وهذه الموضوعات تخص:
- رسائل شخصية بين الناس .
- صكوك مالية.
- سجلات بأسماء أشخاص وبطون.
- معاملات بيع وشراء ورهن.
- اتفاقات مشاركة في زراعة ارض أو مشاطرة في تربية مواشي.
- توزيع المياه على أرض زراعية.
واستناداً إلى ما سبق عرضه،فإن كتابات المسند دونت حفراً على أحجار مسواة وغيرها،تثبت في جدران المباني العامة والخاصة وعلى أسوار المدن والقلاع و الحصون ومنشآت الزراعة والري وداخل المعابد،بهدف اطلاع الناس على مضامينها من ناحية واشهارها وتخليدها من ناحية أخرى. و يدل ذلك على أن كتابات المسند خصصت لمضامين وثائقية تذكارية. وان الاسم (مُسند) في لغة تلك الكتابات،لا يعني (نقش نص)،يحمل مضموناً عادياً . وإنما يعني (نقش نص)،يحمل مضموناً وثائقياً تذكارياً.وهو مشتق من الجذر (سَنَدَ) بمعنى (وَثَّقَ،عضد،دَعَمَ)(ولا يعني(دَوَّن،كتبَ). والدليل على ذلك أن نقوش المسندالتي تشتمل على صيغة (ذن/م س ن د ن )،بمعنى(هذا المُسْنَد)
من حيث أسلوب الكتابة فإن كلمات كتابات المسند وكتابات الزبور كانت تكتب بحروف منفصلة ويفصل بين الكلمة والاخرى بخط مستقيم،وتطرح حروف المدّ الثلاثة (مدّ الفتح ،مدّ الكسر،مدّ الضم) من وسط الكلمات ومن آخرها. لأن رموز الكتابة المستعملة تعبر عن الحروف الصامتة وعددها 29 رمزاً. ولا توجد رموز تعبر عن الصوائت و التشديد. وكانت الكتابة تتجه من اليمين إلى اليسار في المسند والزبور.وانفردت بعض كتابات المسندة التي تعود إلى عهد مكاربة سبأ،بأن الكتابة فيها كانت تتجه من اليمين إلى اليسار والعكس،أي كخط المحراث.
ومن حيث اللغة فإن كتابات المسند تصنف إلى مجموعات،وكل مجموعة منها دونت بواحدة من لهجات اليمن القديم،وهي السبئية والمعينية والقتبانية والحضرمية و الهرمية. وهذه اللهجات،تشترك فيما بينها في كثير من خصائص النحو والصرف والمفردات وتنفرد كل واحدة منها عن الأخرى في بعض الخصائص اللغوية والمفردات الخاصه بها.
ومن المعروف أن العدد الأكبر من كتابات المسند دوّن باللهجة السبئية.وهي أكثر اللهجات انتشاراً ومعرفة لدى السكان في كثير من مناطق اليمن القديم. وقد لاحظ علماء النقوش القديمة،أن لغة كتابات المسند تكاد تخلو من ضمير المتكلم والمخاطب ،ويكثر فيها استخدام ضمير الغائب . وذلك بسبب أنها تتحدث عن موضوعات وثائقية تذكارية لا تتطلب استخدام ضمير المتكلم والمخاطب وأنَّ كتابها أشخاص آخرون غير اصحاب تلك الكتابات.
أما كتابات الزبور المنشورة وأخرى قيد الدراسة،فإنها دونت بلغة تشترك مع لغة كتابات المسند في كثير من خصائص النحو والصرف والمفردات. إلا أن كتابات الزبور تحوي مصطلحات ومفردات وتعابير،قلَّ أن ترد في كتابات المسند.وقد يعثر فيها على تعابير ومفردات مما يجري على ألسنة العامة. لأن موضوعاتها تخص حياتهم. وتتطلب استخدام ضمير المتكلم والمخاطب أكثر من استخدامها في كتابات المسند.
ومن حيث المضمون فإن مضامين كتابات المسند تشتمل على موضوعات تدور حول مجالين رئيسين هما: الحياة العامة والحياة الخاصة. وهذه الموضوعات تخص:
- النذور والقرابين.
- منجزات عامة ومنجزات خاصة (مبانٍ,منشآت زراعية وريّ....).
- تشريعات وقوانين.
- ممارسات شخصية.
- ملكيات عامة وملكيات خاصة.
- حملات عسكرية.
ويكتنف ذلك كله إطار عام هو الإطار الديني وعالم الآلهة. وهذا يعني أن المنجزات العامة والخاصة والتشريعات والقوانين والممارسات الشخصية وغيرها،ينبغي أن تتم برعاية الآلهة وبركاتها.
أما مضامين كتابات الزبور،فإنها تدور حول موضوعات،تخص الحياة اليومية والعملية للناس والمعاملات بينهم. وهذه الموضوعات تخص:
- رسائل شخصية بين الناس .
- صكوك مالية.
- سجلات بأسماء أشخاص وبطون.
- معاملات بيع وشراء ورهن.
- اتفاقات مشاركة في زراعة ارض أو مشاطرة في تربية مواشي.
- توزيع المياه على أرض زراعية.
واستناداً إلى ما سبق عرضه،فإن كتابات المسند دونت حفراً على أحجار مسواة وغيرها،تثبت في جدران المباني العامة والخاصة وعلى أسوار المدن والقلاع و الحصون ومنشآت الزراعة والري وداخل المعابد،بهدف اطلاع الناس على مضامينها من ناحية واشهارها وتخليدها من ناحية أخرى. و يدل ذلك على أن كتابات المسند خصصت لمضامين وثائقية تذكارية. وان الاسم (مُسند) في لغة تلك الكتابات،لا يعني (نقش نص)،يحمل مضموناً عادياً . وإنما يعني (نقش نص)،يحمل مضموناً وثائقياً تذكارياً.وهو مشتق من الجذر (سَنَدَ) بمعنى (وَثَّقَ،عضد،دَعَمَ)(ولا يعني(دَوَّن،كتبَ). والدليل على ذلك أن نقوش المسندالتي تشتمل على صيغة (ذن/م س ن د ن )،بمعنى(هذا المُسْنَد)
،لم يستعمل كاتبها الفعل (سَنَدَ) قبل هذه الصيغة ،بل إنه استعمل الفعل (سطر)،بمعنى (كتبَ،دَوَّن). وعلى سبيل المثال،جآءت الجملة (ت س ط ر و/ذ ن /م س ن د ن )،بمعنى (كتبوا هذا المسند)،في النقش [جام 1028] والجملة(س ط ر و/ذ ن / م س ن د ن )،بمعنى (كتبوا هذا النقش)،في النقش [كوربوس 621] وعلى سبيل المثال،وردت صيغة (ذ ن/م س ن د ن)،في بداية النقش [ريكمنز586]الذي يتحدث عن قيام (كرب إل وتار بن ذمار علي مكرَّب سبأ)،بمراسم عملين هامين،يتم انجازهما عادة عند اعتلاء سدة الحكم في عهد مكاربة سبأ وهما:
1- اقامة حضرة دينية للإله عثتر،وإشعال النار له،في قمة جبل اللوذ،بموضع يسمى (تَرْح)،اعترافاً بألوهيته.
2- تنظيم فئات المجتمع أو القبائل بحيث يكون لكل منها اله وحامٍ وعهد وميثاق.
والهدف من تدوين هذا النقش هو توثيق مراسم هذين العملين الهامين وإشهارهما وتخليدهما.
أما كتابات الزبور،فإنها كانت مخصصة لموضوعات،تخص الحياة اليومية والعملية للناس والمراسلات والمعاملات بينهم،لسهولة تبادلها بين الناس,وحفظها في بيوتهم أو متاجرهم أو معابدهم وحملها من بلد لآخر. لأن جريد النخل أو عوداً من خشب مماثل،قد لا يتجاوز،طوله قلم الحبر،وقد يكون أقصر منه. والاسم الذي عُرِفَت به هذه الكتابات في اليمن قبل الإسلام،قد حفظته لنا عدد من الكتب العربية القديمة،وهو (زبور) والجمع(زُبُر)،بمعنى (كتاب) و(كُتُب)و(صحيفة)و(صُحُف). كما أن بعض كتابات الزبور المنشورة نفسها،قد اشتملت على الفعل (زَبَرَ),بمعنى (كتبَ).والاسم (زبور) في القرآن الكريم،مشتق من هذا الجذر. ولا علاقة له بالاسم (مزمور)،بمعنى (ترنيمة،ترتيلة،انشودة )،المشتق من الجذر (زَمَرَ)،بمعنى (أنْشَدَ،رتَلَ,غنىَّ ) ,في اللغة العبرية واللغة السريانية.
نشأة خط المسند وتطوره:
ثبت لعلماء النقوش القديمة بأن كتابات المسند وكتابات الزبور دونتا بخط واحد هو خط المسند. لكن المواد الصلبة وهي الأحجار والبرونز والمواد اللينة وهي جريد النخل وأعواد خشب مماثل قد شكلت الحروف في كل من كتابات المسند وكتابات الزبور .وعند الكتابة عليهاتتخذ أشكالاً تناسب طبيعة هذه المواد،وحركة يد الكاتب،وقدراته على التشكيل. إلا أنه في نهاية الأمر،استعمل في تدوينها خط واحد وهو خط المسند,الذي سوف نحاول التعرف على نشأته وتطوره من خلال هذه السطورما أمكن إلى ذلك سبيلا.وثبتَ لعلماء النقوش القديمة بأن خط المسند استعمل كذلك في تدوين النقوش المكتشفه في الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية الممتد من الحسا إلى عمان وذلك بلغات محلية متعددة .كما أنه استعمل في تدوين نقوش قرية ذات كاهل (قرية الفاو اليوم)،الواقعة على الطريق التجاري الممتد من نجران إلى الحسا.
وبالنسبة لنشأة خط المسند،فإنه يصعب على الباحثين الحديث عن البدايات الأولى لاستعماله في اليمن القديم .ولعل السبب يرجع إلى عدم توافر شواهد كتابية نتيجة لغياب حفريات وتنقيبات آثارية واسعة.وقد اعتمد الباحثون في دراساتهم لخط المسند،على آثار كتابية،جمعها علماء الآثار واللغات القديمة من مواقع آثار،في عدد من مناطق اليمن خلال زيارات متكررة لها،أو من مواقع آثار،تم الحفر والتنقيب فيها بشكل محدود.ومن المعروف أن عدد النقوش المكتشفة حتى اليوم،قد بلغ أكثر من عشرة آلاف نقش،يعود أقدمها إلى القرن الثامن قبل الميلاد،وكان خطها قد بلغ مستوىً رفيعاً من الإتقان على أيدي كتاب مهرة . مما يوحي بأن هناك مرحلة سابقة طويلة،قد مرت بها الكتابة في اليمن القديم،قبل القرن الثامن قبل الميلاد،لا نعرف مداها.
ومع ذلك فإن هناك شواهد كتابية،وجدت مدونة على كسرات بعض الأواني الفخارية،التي عثر عليها،خلال الحفر والتنقيب في كل من منطقة (هجر بن حميد) بوادي بيحان،ومنطقة (يلا) جنوب مدينة مأرب و(ريبون) في حضرموت. ففي منطقة هجر بن حميد بوادي بيحان،عثرت البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان خلال التنقيب الأثري فيها،على كسرات أوان من الفخار،دون على إحداها مونجرام بخط المسند مؤلف من اربعة حروف (ك هـ ل م). وبعد فحص ذلك الفخار ومقارنته بنظائره في فلسطين وغيرها،تبين للبعثة أنه يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد. كما ان الشكل الفني المتطور الذي اتخذه المونجرام،أكد أن الخط كان قد بلغ مرحلة متقدمة من الإتقان والتشكيل الفني في تلك الفترة. وهناك أوان من الفخار،عثرت عليها البعثة الايطالية في منطقة (يلا) جنوب مأرب.كما عثرت البعثة الروسية على فخار مماثل في منطقة (ريبون) بحضرموت. وقد وجد على كسرة من فخار منطقة( يلا)،وعلى أخرى من فخار منطقة ريبون شواهد كتابية بخط المسند. كما أن فحص هذا الفخار،بيَّن انه يعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد تقريباً.ومما لاشك فيه،أن وجود الكتابة في تلكما المنطقتين،يؤكد انتشارها في مناطق أخرى من اليمن القديم في هذه الفترة. كما أن شكل الخط الذي دونت به تلك الشواهد،يشير بوضوح إلى أن الكتابة قد مرت بمرحلة تكوين طويلة،قبل القرن الثاني عشر قبل الميلاد،قد تصل إلى بداية الألف الثاني
1- اقامة حضرة دينية للإله عثتر،وإشعال النار له،في قمة جبل اللوذ،بموضع يسمى (تَرْح)،اعترافاً بألوهيته.
2- تنظيم فئات المجتمع أو القبائل بحيث يكون لكل منها اله وحامٍ وعهد وميثاق.
والهدف من تدوين هذا النقش هو توثيق مراسم هذين العملين الهامين وإشهارهما وتخليدهما.
أما كتابات الزبور،فإنها كانت مخصصة لموضوعات،تخص الحياة اليومية والعملية للناس والمراسلات والمعاملات بينهم،لسهولة تبادلها بين الناس,وحفظها في بيوتهم أو متاجرهم أو معابدهم وحملها من بلد لآخر. لأن جريد النخل أو عوداً من خشب مماثل،قد لا يتجاوز،طوله قلم الحبر،وقد يكون أقصر منه. والاسم الذي عُرِفَت به هذه الكتابات في اليمن قبل الإسلام،قد حفظته لنا عدد من الكتب العربية القديمة،وهو (زبور) والجمع(زُبُر)،بمعنى (كتاب) و(كُتُب)و(صحيفة)و(صُحُف). كما أن بعض كتابات الزبور المنشورة نفسها،قد اشتملت على الفعل (زَبَرَ),بمعنى (كتبَ).والاسم (زبور) في القرآن الكريم،مشتق من هذا الجذر. ولا علاقة له بالاسم (مزمور)،بمعنى (ترنيمة،ترتيلة،انشودة )،المشتق من الجذر (زَمَرَ)،بمعنى (أنْشَدَ،رتَلَ,غنىَّ ) ,في اللغة العبرية واللغة السريانية.
نشأة خط المسند وتطوره:
ثبت لعلماء النقوش القديمة بأن كتابات المسند وكتابات الزبور دونتا بخط واحد هو خط المسند. لكن المواد الصلبة وهي الأحجار والبرونز والمواد اللينة وهي جريد النخل وأعواد خشب مماثل قد شكلت الحروف في كل من كتابات المسند وكتابات الزبور .وعند الكتابة عليهاتتخذ أشكالاً تناسب طبيعة هذه المواد،وحركة يد الكاتب،وقدراته على التشكيل. إلا أنه في نهاية الأمر،استعمل في تدوينها خط واحد وهو خط المسند,الذي سوف نحاول التعرف على نشأته وتطوره من خلال هذه السطورما أمكن إلى ذلك سبيلا.وثبتَ لعلماء النقوش القديمة بأن خط المسند استعمل كذلك في تدوين النقوش المكتشفه في الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية الممتد من الحسا إلى عمان وذلك بلغات محلية متعددة .كما أنه استعمل في تدوين نقوش قرية ذات كاهل (قرية الفاو اليوم)،الواقعة على الطريق التجاري الممتد من نجران إلى الحسا.
وبالنسبة لنشأة خط المسند،فإنه يصعب على الباحثين الحديث عن البدايات الأولى لاستعماله في اليمن القديم .ولعل السبب يرجع إلى عدم توافر شواهد كتابية نتيجة لغياب حفريات وتنقيبات آثارية واسعة.وقد اعتمد الباحثون في دراساتهم لخط المسند،على آثار كتابية،جمعها علماء الآثار واللغات القديمة من مواقع آثار،في عدد من مناطق اليمن خلال زيارات متكررة لها،أو من مواقع آثار،تم الحفر والتنقيب فيها بشكل محدود.ومن المعروف أن عدد النقوش المكتشفة حتى اليوم،قد بلغ أكثر من عشرة آلاف نقش،يعود أقدمها إلى القرن الثامن قبل الميلاد،وكان خطها قد بلغ مستوىً رفيعاً من الإتقان على أيدي كتاب مهرة . مما يوحي بأن هناك مرحلة سابقة طويلة،قد مرت بها الكتابة في اليمن القديم،قبل القرن الثامن قبل الميلاد،لا نعرف مداها.
ومع ذلك فإن هناك شواهد كتابية،وجدت مدونة على كسرات بعض الأواني الفخارية،التي عثر عليها،خلال الحفر والتنقيب في كل من منطقة (هجر بن حميد) بوادي بيحان،ومنطقة (يلا) جنوب مدينة مأرب و(ريبون) في حضرموت. ففي منطقة هجر بن حميد بوادي بيحان،عثرت البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان خلال التنقيب الأثري فيها،على كسرات أوان من الفخار،دون على إحداها مونجرام بخط المسند مؤلف من اربعة حروف (ك هـ ل م). وبعد فحص ذلك الفخار ومقارنته بنظائره في فلسطين وغيرها،تبين للبعثة أنه يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد. كما ان الشكل الفني المتطور الذي اتخذه المونجرام،أكد أن الخط كان قد بلغ مرحلة متقدمة من الإتقان والتشكيل الفني في تلك الفترة. وهناك أوان من الفخار،عثرت عليها البعثة الايطالية في منطقة (يلا) جنوب مأرب.كما عثرت البعثة الروسية على فخار مماثل في منطقة (ريبون) بحضرموت. وقد وجد على كسرة من فخار منطقة( يلا)،وعلى أخرى من فخار منطقة ريبون شواهد كتابية بخط المسند. كما أن فحص هذا الفخار،بيَّن انه يعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد تقريباً.ومما لاشك فيه،أن وجود الكتابة في تلكما المنطقتين،يؤكد انتشارها في مناطق أخرى من اليمن القديم في هذه الفترة. كما أن شكل الخط الذي دونت به تلك الشواهد،يشير بوضوح إلى أن الكتابة قد مرت بمرحلة تكوين طويلة،قبل القرن الثاني عشر قبل الميلاد،قد تصل إلى بداية الألف الثاني
قبل الميلاد ومما يزيد الامر تأكيداً ان السلع التجارية اليمنية مثل (البخور والمرّ والقرفة وغيرها) كانت قد ظهرت في اسواق المناطق الواقعة شرق الجزيرة العربية على الخليج العربي واسواق شمال الجزيرة العربية حول البحر الابيض المتوسط آنذاك.
أما بالنسبة لتطور خط المسند فإن المتتبع للكتابات المنشورة يدرك،بأن خط المسند قد شهد تطوراً محسوساً،خلال الفترة التي تغطيها هذه الكتابات .واستناداً إلى أشكال الحروف وأسلوب كتابتها،يمكن تمييز ثلاث مجموعات من كتابات المسند،تنتمي إلى ثلاث مراحل تاريخية متعاقبة،تتداخل كتابات كل مرحلة مع كتابات المرحلة التي تليها :
كتابات المرحلة الأولى الممتدة من القرن العاشر قبل الميلاد حتى بداية القرن الثاني قبل الميلاد تقريباً،لم تكن أبعاد حروف كتاباتها الأولى،قد ثبتت بعد.فيلاحظ عليها عدم الاتساق في ارتفاع الحروف وقلة الانسجام في مظهرها العام.ثم بلغ الخط في كتابات عهد مكاربة سبأ كماله,واتخذ مظهراً هندسياً بارزاً،اتسم بالتناسق الدقيق بين الحروف والبساطة التقليدية في آن واحد.وتميزت حروفها بالاستطالة والخطوط المستقيمة والزوايا القائمة والبعد عن أي زخرف,واستعمال الخط الغائر.واستمرت أشكال الحروف هكذا،حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد.
وفي كتابات المرحلة المتوسطة الممتدة من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الثالث بعد الميلاد تميزت أشكال حروفها بالميل إلى الزخرفة،واستبدال الخطوط المستقيمة بخطوط تميل الى الانحناء،وحلت الزوايا الحادة مكان الزوايا القائمة،واتسعت نهايات الحروف،وزينت بمذنبات زيادة في الزخرفة والتأثير الفني. واستعمل الخط الغائر،الذي استعمل في كتابات المرحلة السابقة.
أما في كتابات المرحلة المتأخرة،الممتدة من القرن الرابع الميلادي،حتى القرن السادس الميلادي،فقد استعمل في تدوين حروفها أسلوب الخط النافر،وغلب على حروفها مظهر الزخرف والمبالغة فيه الى حد،افقد الحروف في بعض الكتابات وضوحها.
هذا التطور المحسوس،الذي شهده خط المسند،أضعف الرأي القائل،بأن خط المسند يتصف بصفة المحافظة على الأشكال الهندسية وكراهية التطور السريع،ويزيد هذا الاستنتاج قوة،أن خط الزبور خط لين وسريع،وهو من خط المسند،تميز بإمكاناته المتعددة في التوصيل والحركة السريعة والتشكُّل بحسب قدرات الكاتب،وسهولة كتابته على جريد نخل لين،أو خشب مماثل. وهذه سمات،تشير إلى التطور السريع لخط المُسْنَدٍ.
الخاتمة:
يُستخلص من هذه المحاضرة النتائج الاتية:
1-استخدم اليمنيون القدماء نوعين من الكتابات هما: كتابات المُسْنَد وكتابات الزَّبور. وقد دلت الاكتشافات الأثرية على ذلك.
2-دُوّنَتْ كتابات المسند حفراً على الحجارة والصخور والمعادن و الفخار . وهذا النوع من الكتابات كان مخصصاً لغرض التوثيق و الإشهار والتخليد.
3-تدوين كتابات المسند حفراً على حجارة مُسَوَّاة ومهندمة.وتثبيتها في أسوار المدن والمعابد ومنشآت الريّ،وتدوينها على الصخور في الجبال بعيداً عن أيدي العابثين بها ،غايته الاشهار والتخليد.
4-أن الاسم (مُسَنْد) لا يعني مجرد (نقش) أو (نصّ) عادي،بل يعني (نقش توثيقي) أو (وثيقة) والجذر(س ن د) يعني (وثَّقَ،عَضَدَ،دَعَمَ)،ولايعني (دَوَّن،كتبَ).
5-دُوََّنت كتابات الزبور حفراً بالكتابة اليدوية على جريد النخل وأعواد من خشب آخر مناسب. وهذا النوع من الكتابات كان مخصصاً لأغراض المعاملات اليومية بين الناس وغيرها.
6-خط الزبور نفسه هو خط المسند ولكن بأشكال لينة تناسب حركة يد الكاتب وقدراته في تشكيله على مواد ليَّنة.
7-دلَّت الشواهد الكتابية المدونة على الفخار والتي عثر عليها في كل من (يلا) جنوب مأرب و(هجر بن حميد) بوادي بيحان و(ريبون) في حضرموت على أن خط المسند كان مستخدماً في اليمن في الألف الثاني قبل الميلاد.
8-شهد خط المسند تطوراً محسوساً خلال الفترة التاريخية التي ترجع إليها النقوش المنشورة،وهذا ينفي الوهم لدى بعض الباحثين بأن خط المسند يُدَوَّنُ بأشكال هندسية متناسقة غير قابلة للتطور.
أما بالنسبة لتطور خط المسند فإن المتتبع للكتابات المنشورة يدرك،بأن خط المسند قد شهد تطوراً محسوساً،خلال الفترة التي تغطيها هذه الكتابات .واستناداً إلى أشكال الحروف وأسلوب كتابتها،يمكن تمييز ثلاث مجموعات من كتابات المسند،تنتمي إلى ثلاث مراحل تاريخية متعاقبة،تتداخل كتابات كل مرحلة مع كتابات المرحلة التي تليها :
كتابات المرحلة الأولى الممتدة من القرن العاشر قبل الميلاد حتى بداية القرن الثاني قبل الميلاد تقريباً،لم تكن أبعاد حروف كتاباتها الأولى،قد ثبتت بعد.فيلاحظ عليها عدم الاتساق في ارتفاع الحروف وقلة الانسجام في مظهرها العام.ثم بلغ الخط في كتابات عهد مكاربة سبأ كماله,واتخذ مظهراً هندسياً بارزاً،اتسم بالتناسق الدقيق بين الحروف والبساطة التقليدية في آن واحد.وتميزت حروفها بالاستطالة والخطوط المستقيمة والزوايا القائمة والبعد عن أي زخرف,واستعمال الخط الغائر.واستمرت أشكال الحروف هكذا،حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد.
وفي كتابات المرحلة المتوسطة الممتدة من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الثالث بعد الميلاد تميزت أشكال حروفها بالميل إلى الزخرفة،واستبدال الخطوط المستقيمة بخطوط تميل الى الانحناء،وحلت الزوايا الحادة مكان الزوايا القائمة،واتسعت نهايات الحروف،وزينت بمذنبات زيادة في الزخرفة والتأثير الفني. واستعمل الخط الغائر،الذي استعمل في كتابات المرحلة السابقة.
أما في كتابات المرحلة المتأخرة،الممتدة من القرن الرابع الميلادي،حتى القرن السادس الميلادي،فقد استعمل في تدوين حروفها أسلوب الخط النافر،وغلب على حروفها مظهر الزخرف والمبالغة فيه الى حد،افقد الحروف في بعض الكتابات وضوحها.
هذا التطور المحسوس،الذي شهده خط المسند،أضعف الرأي القائل،بأن خط المسند يتصف بصفة المحافظة على الأشكال الهندسية وكراهية التطور السريع،ويزيد هذا الاستنتاج قوة،أن خط الزبور خط لين وسريع،وهو من خط المسند،تميز بإمكاناته المتعددة في التوصيل والحركة السريعة والتشكُّل بحسب قدرات الكاتب،وسهولة كتابته على جريد نخل لين،أو خشب مماثل. وهذه سمات،تشير إلى التطور السريع لخط المُسْنَدٍ.
الخاتمة:
يُستخلص من هذه المحاضرة النتائج الاتية:
1-استخدم اليمنيون القدماء نوعين من الكتابات هما: كتابات المُسْنَد وكتابات الزَّبور. وقد دلت الاكتشافات الأثرية على ذلك.
2-دُوّنَتْ كتابات المسند حفراً على الحجارة والصخور والمعادن و الفخار . وهذا النوع من الكتابات كان مخصصاً لغرض التوثيق و الإشهار والتخليد.
3-تدوين كتابات المسند حفراً على حجارة مُسَوَّاة ومهندمة.وتثبيتها في أسوار المدن والمعابد ومنشآت الريّ،وتدوينها على الصخور في الجبال بعيداً عن أيدي العابثين بها ،غايته الاشهار والتخليد.
4-أن الاسم (مُسَنْد) لا يعني مجرد (نقش) أو (نصّ) عادي،بل يعني (نقش توثيقي) أو (وثيقة) والجذر(س ن د) يعني (وثَّقَ،عَضَدَ،دَعَمَ)،ولايعني (دَوَّن،كتبَ).
5-دُوََّنت كتابات الزبور حفراً بالكتابة اليدوية على جريد النخل وأعواد من خشب آخر مناسب. وهذا النوع من الكتابات كان مخصصاً لأغراض المعاملات اليومية بين الناس وغيرها.
6-خط الزبور نفسه هو خط المسند ولكن بأشكال لينة تناسب حركة يد الكاتب وقدراته في تشكيله على مواد ليَّنة.
7-دلَّت الشواهد الكتابية المدونة على الفخار والتي عثر عليها في كل من (يلا) جنوب مأرب و(هجر بن حميد) بوادي بيحان و(ريبون) في حضرموت على أن خط المسند كان مستخدماً في اليمن في الألف الثاني قبل الميلاد.
8-شهد خط المسند تطوراً محسوساً خلال الفترة التاريخية التي ترجع إليها النقوش المنشورة،وهذا ينفي الوهم لدى بعض الباحثين بأن خط المسند يُدَوَّنُ بأشكال هندسية متناسقة غير قابلة للتطور.
احمد #المفتي
موضوع رائع جدا وشيق ومختصر مفيد .. اما بالنسبة لخط الزبور فهو عبارة عن اجتزاء واختصار من احرف المسند المعروف بجمال شكله وهو وهو الخط الرسمي وخط الزبور الذي كتب بواسط الاقلام والمحبرة ان صح التعبير كما ذكر هنا ويستطيع المتأمل صاحب الخبرة في الخط استخراج ومعرفة الحرف كما هو الحال في شكل حرف الالف في المسند وكتابته بالخط الموصول او الزبور .. وقد ذكر المؤرخ الهمداني شيئ بسيط بهذا الخصوص في كتابه الاكليل الجزء الثامن ... وانا بصدد بحث صغير متواضع عن الابجدية العربية الجنوبية القديمة كاساس للعربية الفصحى واساس الكتابة والخط النبطي ... شكرا استاذه جميلة .والاستاذ الدكتور القدير وعلم من اعلام التاريخ والاثار في اليمن الدكتور ابراهيم الصلوي
موضوع رائع جدا وشيق ومختصر مفيد .. اما بالنسبة لخط الزبور فهو عبارة عن اجتزاء واختصار من احرف المسند المعروف بجمال شكله وهو وهو الخط الرسمي وخط الزبور الذي كتب بواسط الاقلام والمحبرة ان صح التعبير كما ذكر هنا ويستطيع المتأمل صاحب الخبرة في الخط استخراج ومعرفة الحرف كما هو الحال في شكل حرف الالف في المسند وكتابته بالخط الموصول او الزبور .. وقد ذكر المؤرخ الهمداني شيئ بسيط بهذا الخصوص في كتابه الاكليل الجزء الثامن ... وانا بصدد بحث صغير متواضع عن الابجدية العربية الجنوبية القديمة كاساس للعربية الفصحى واساس الكتابة والخط النبطي ... شكرا استاذه جميلة .والاستاذ الدكتور القدير وعلم من اعلام التاريخ والاثار في اليمن الدكتور ابراهيم الصلوي