2/10/1967م
بعض ماجرى ذلك اليوم في #حضرموت
بعد استيلاء الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل على المكلا والسلطنة القعيطيه في السابع عشر من سبتمبر 1967 اتجهت أنظار هذه الجبهة إلى السلطنة الكثيرية وتحديداً إلى عاصمتها مدينة سيئون حيث مقر الحكم لآل كثير .
وبحسب رواية الأستاذ عبد القادر أحمد باكثير في الصفحات من 163 إلى 193 في الجزء الثاني من كتابه الذي بعنوان (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير 1960-1970) والصادر في المكلا عام 2009م عن دار حضرموت للدراسات والنشر فأننا نسجل عنه الأتي :
أولاً.. أن الجبهة القومية كانت تعتمد على القوة المسلحة لدى مناصريها في جيش البادية الحضرمي لتحقيق أهدافها ومراميها , وكما فعلت في السلطنة القعيطية في الاستناد على قوة جيش البادية استندت كذلك على قوة هذا الجيش مع الدولة الكثيرية . والمعروف أن جيش البادية الحضرمي هذا قد أسسه وشكله العسكريون البريطانيون في حضرموت لحمايتها من أي عدوان خارجي , ولكنها سمحت لعناصر الجبهة القومية بالتسلل إلى قيادته لتحقيق الأهداف المشتركة التي تجمع الجبهة القومية وبريطانيا .
ثانياً ... أن الجبهة القومية قد كلفت مجموعة من قيادتها في وادي حضرموت وهم : فيصل عثمان بن شملان وأحمد سعيد العامري وعباس حسين العيد روس وسالم محمد تومة ومحمود سالم صقران ومحمود سعيد مدحي وصالح سالم الصيعري وعبد القادر أحمد باكثير (مؤلف هذا الكتاب ) وآخرون للاتصال بنائب السلطان الكثيري حينها الأمير كمال بن علي الكثيري من أجل التنازل عن الحكم لصالح الجبهة القومية . وكان السلطان حسين بن علي الكثيري وقتئذٍ قد أعيد عنوة من المكلا إلى جدة في الباخرة يوم 17 سبتمبر 1967والتي نقلت السلطان غالب القعيطي وسلطان المهرة أبن عفرير.
ثالثاً ... أن الهدف من إرسال وفد الجبهة القومية هذا وبهولاء الأشخاص الثمانية وربما أكثر هو إقناع نائب السلطان الكثيري بتسليم الحكم للجبهة القومية طوعاً ودون قتال . ولكن كانت الجبهة القومية تضغط في ذلك تحت تهديد استخدام السلاح إذا لم يتم التنازل طواعية وهي جادة في تنفيذ تهديدها . أي أنها ستسعى إلى إشعال نار الحرب في حالة عدم الانصياع لطلبها بالتنازل , والذي كان بمثابة طلب استسلام طوعاً .وهو نفس ماحدث في المكلا عندما خيرت الجبهة القومية في 17 سبتمبر 1967 السلطان غالب القعيطي إما تسليم الحكم والاسيتم تدمير الباخرة بمن فيها . وهذا يعني إشعال فتيل حرب في حضرموت لايعرف أحد حينها إلى أين ستنتهي, وماهو مقدار الدمار الذي سيلحق بحضرموت وشعبها من جراء هذه الحرب إذا ما اندلعت ولذلك كان التسليم وليس الاستسلام هو الخيار الأفضل للسلطان القعيطي آنذاك لأنه جنب شعبه وأرضه الدمار والخراب ولكن دون التنازل عن الحكم رسمياً , وإنما الاكتفاء بالعودة من حيث أتى إي الخروج الآمن من المكلا . وهذا ماحدث مع نائب السلطان الكثيري , أي التخلي عن الحكم دون التنازل عنه رسمياً وشرعياً, مما يجعل استلام الجبهة القومية لحكم حضرموت بصفة غير شرعية وغير قانونية , وإنما اغتصاب وإكراه تحت تهديد السلاح .
رابعاً... خلال الفترة من 29 سبتمبر 1967 إلى 2 اكتوبر 1967أي لمدة أربعة أيام متتالية جرت مفاوضات بين وفد الجبهة القومية من الأشخاص الثمانية المذكورين أنفاً ومن لحق بهم من عناصر الجبهة القومية وبين نائب السلطان كمال بن علي الكثيري . وتمت هذه المفاوضات في قصر في مدينة سيئون يسمى قصر (عز الدين ) حيث كان يقيم نائب السلطان الكثيري
خامساً ... يشير الأستاذ عبد القادر أحمد باكثير في كتابة المذكور سابقاً إلى أن بعض العناصر المتطرفة في الجبهة القومية في حضرموت كانت تسعى لإسقاط الدولة الكثيرية بالقوة المسلحة وليس بالتفاوض السلمي ومعتمدة في ذلك على قوة جيش البادية الحضرمي المساند لها , وذلك أسوة بما حدث في المناطق الغربية المجاورة لعدن , حيث تم إسقاط بعض السلطنات هناك بالقوة المسلحة , وحتى تعطي هذه المجموعات المتطرفة في حضرموت لنفسها حقاً شرعياً في حكم حضرموت لن تناله بالمفاوضات السلمية كما تظن , أي إنها كانت تريد فرض أمر واقع على حضرموت . وبعض بقايا هذه العناصر المتطرفة في حضرموت تتباكى وتئن اليوم مما فعله نظام صنعاء في الاستيلاء على حضرموت وعلى الجنوب بالقوة المسلحة . أي أن ما كانت تحلله لنفسها فيما مضى نجدها تحرمه اليوم على غيرها . وهذا يعني أن هذه العناصر المتطرفة في الجبهة القومية كانت تضمر الشر والعدوان لحضرموت وشعبها جهلاً أو غباءً أو عقدة أو تخلفاً.
سادساً ... كان لدى آل كثير وأنصارهم حينها من الشجاعة والبسالة والإيمان بحقهم الشرعي بالدفاع عن أنفسهم وأموالهم وإعراضهم مما يجعلهم في موقع جيد من التصدي والصمود لمثل هذه الأفكار الفوضوية والرعناء التي لاتبنى مستقبلاً ولا تبقي على خير . ولذلك فهم قد استعدوا عسكرياً ونفسياً بما يكفي . ولكن الحكمة وهي ضالة المؤمن في كل زمان ومكان هي التي غلبت على آل كثير بأن جعلت تخليهم عن الحكم وليس ا
بعض ماجرى ذلك اليوم في #حضرموت
بعد استيلاء الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل على المكلا والسلطنة القعيطيه في السابع عشر من سبتمبر 1967 اتجهت أنظار هذه الجبهة إلى السلطنة الكثيرية وتحديداً إلى عاصمتها مدينة سيئون حيث مقر الحكم لآل كثير .
وبحسب رواية الأستاذ عبد القادر أحمد باكثير في الصفحات من 163 إلى 193 في الجزء الثاني من كتابه الذي بعنوان (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير 1960-1970) والصادر في المكلا عام 2009م عن دار حضرموت للدراسات والنشر فأننا نسجل عنه الأتي :
أولاً.. أن الجبهة القومية كانت تعتمد على القوة المسلحة لدى مناصريها في جيش البادية الحضرمي لتحقيق أهدافها ومراميها , وكما فعلت في السلطنة القعيطية في الاستناد على قوة جيش البادية استندت كذلك على قوة هذا الجيش مع الدولة الكثيرية . والمعروف أن جيش البادية الحضرمي هذا قد أسسه وشكله العسكريون البريطانيون في حضرموت لحمايتها من أي عدوان خارجي , ولكنها سمحت لعناصر الجبهة القومية بالتسلل إلى قيادته لتحقيق الأهداف المشتركة التي تجمع الجبهة القومية وبريطانيا .
ثانياً ... أن الجبهة القومية قد كلفت مجموعة من قيادتها في وادي حضرموت وهم : فيصل عثمان بن شملان وأحمد سعيد العامري وعباس حسين العيد روس وسالم محمد تومة ومحمود سالم صقران ومحمود سعيد مدحي وصالح سالم الصيعري وعبد القادر أحمد باكثير (مؤلف هذا الكتاب ) وآخرون للاتصال بنائب السلطان الكثيري حينها الأمير كمال بن علي الكثيري من أجل التنازل عن الحكم لصالح الجبهة القومية . وكان السلطان حسين بن علي الكثيري وقتئذٍ قد أعيد عنوة من المكلا إلى جدة في الباخرة يوم 17 سبتمبر 1967والتي نقلت السلطان غالب القعيطي وسلطان المهرة أبن عفرير.
ثالثاً ... أن الهدف من إرسال وفد الجبهة القومية هذا وبهولاء الأشخاص الثمانية وربما أكثر هو إقناع نائب السلطان الكثيري بتسليم الحكم للجبهة القومية طوعاً ودون قتال . ولكن كانت الجبهة القومية تضغط في ذلك تحت تهديد استخدام السلاح إذا لم يتم التنازل طواعية وهي جادة في تنفيذ تهديدها . أي أنها ستسعى إلى إشعال نار الحرب في حالة عدم الانصياع لطلبها بالتنازل , والذي كان بمثابة طلب استسلام طوعاً .وهو نفس ماحدث في المكلا عندما خيرت الجبهة القومية في 17 سبتمبر 1967 السلطان غالب القعيطي إما تسليم الحكم والاسيتم تدمير الباخرة بمن فيها . وهذا يعني إشعال فتيل حرب في حضرموت لايعرف أحد حينها إلى أين ستنتهي, وماهو مقدار الدمار الذي سيلحق بحضرموت وشعبها من جراء هذه الحرب إذا ما اندلعت ولذلك كان التسليم وليس الاستسلام هو الخيار الأفضل للسلطان القعيطي آنذاك لأنه جنب شعبه وأرضه الدمار والخراب ولكن دون التنازل عن الحكم رسمياً , وإنما الاكتفاء بالعودة من حيث أتى إي الخروج الآمن من المكلا . وهذا ماحدث مع نائب السلطان الكثيري , أي التخلي عن الحكم دون التنازل عنه رسمياً وشرعياً, مما يجعل استلام الجبهة القومية لحكم حضرموت بصفة غير شرعية وغير قانونية , وإنما اغتصاب وإكراه تحت تهديد السلاح .
رابعاً... خلال الفترة من 29 سبتمبر 1967 إلى 2 اكتوبر 1967أي لمدة أربعة أيام متتالية جرت مفاوضات بين وفد الجبهة القومية من الأشخاص الثمانية المذكورين أنفاً ومن لحق بهم من عناصر الجبهة القومية وبين نائب السلطان كمال بن علي الكثيري . وتمت هذه المفاوضات في قصر في مدينة سيئون يسمى قصر (عز الدين ) حيث كان يقيم نائب السلطان الكثيري
خامساً ... يشير الأستاذ عبد القادر أحمد باكثير في كتابة المذكور سابقاً إلى أن بعض العناصر المتطرفة في الجبهة القومية في حضرموت كانت تسعى لإسقاط الدولة الكثيرية بالقوة المسلحة وليس بالتفاوض السلمي ومعتمدة في ذلك على قوة جيش البادية الحضرمي المساند لها , وذلك أسوة بما حدث في المناطق الغربية المجاورة لعدن , حيث تم إسقاط بعض السلطنات هناك بالقوة المسلحة , وحتى تعطي هذه المجموعات المتطرفة في حضرموت لنفسها حقاً شرعياً في حكم حضرموت لن تناله بالمفاوضات السلمية كما تظن , أي إنها كانت تريد فرض أمر واقع على حضرموت . وبعض بقايا هذه العناصر المتطرفة في حضرموت تتباكى وتئن اليوم مما فعله نظام صنعاء في الاستيلاء على حضرموت وعلى الجنوب بالقوة المسلحة . أي أن ما كانت تحلله لنفسها فيما مضى نجدها تحرمه اليوم على غيرها . وهذا يعني أن هذه العناصر المتطرفة في الجبهة القومية كانت تضمر الشر والعدوان لحضرموت وشعبها جهلاً أو غباءً أو عقدة أو تخلفاً.
سادساً ... كان لدى آل كثير وأنصارهم حينها من الشجاعة والبسالة والإيمان بحقهم الشرعي بالدفاع عن أنفسهم وأموالهم وإعراضهم مما يجعلهم في موقع جيد من التصدي والصمود لمثل هذه الأفكار الفوضوية والرعناء التي لاتبنى مستقبلاً ولا تبقي على خير . ولذلك فهم قد استعدوا عسكرياً ونفسياً بما يكفي . ولكن الحكمة وهي ضالة المؤمن في كل زمان ومكان هي التي غلبت على آل كثير بأن جعلت تخليهم عن الحكم وليس ا
حضرموت تبتلى بهذه الكارثة العظمى وتعقبها كوارث متلاحقة لازلنا نتجرع آثارها القاسية علينا والى يومنا هذا .
ونسأل الله عز وجل أن يجعل لنا مخرجاً آمناً وسليماً , وأن تعود إلينا حضرموت عزيزة بأهلها , كريمة بعطائها , جليله بهيبتها, حفية بحضارتها , هانئةً بمقامها بين الشعوب والأمم وبما يخدم انسانها في الوطن والمهجر ... انه على كل شئ قدير .
د. عبد الله ســعيد باحــــاج
المكلا .. حي السلام
د. عبد الله سعيد باحاج
المكلا
ونسأل الله عز وجل أن يجعل لنا مخرجاً آمناً وسليماً , وأن تعود إلينا حضرموت عزيزة بأهلها , كريمة بعطائها , جليله بهيبتها, حفية بحضارتها , هانئةً بمقامها بين الشعوب والأمم وبما يخدم انسانها في الوطن والمهجر ... انه على كل شئ قدير .
د. عبد الله ســعيد باحــــاج
المكلا .. حي السلام
د. عبد الله سعيد باحاج
المكلا
لتنازل عنه مخرجاً آمناً من الشرور والآثام والخطايا والدمار الذي كان سيلحق بحضرموت وشعبها آنـذاك ,خصوصاً وأن الجبهة القومية كانت خلال فترة المفاوضات مع آل كثير تستعرض قوتها المسلحة وتحشد أنصارها واغلبهم ممن لم يكن يفقه شيئاً في أمور السياسة أو الدين . وقد حشدت لذلك حشوداً لها في منطقتي دمون وتريم للضغط على آل كثير للتسليم بلا قيد أو شرط وبكثير من المهانة والإذلال , بل وصل الأمر إلى تهديد فعلي باستخدام السلاح ضد آل كثير ومناصريهم وجابت مجاميع من مسلحي الجبهة القومية ـ وكما يقول الأستاذ عبد القادر باكثير في كتابه المذكورـ شوارع مدينة سيئون وتمركزت عسكرياً بمدافع الهاون حول بعض المواقع العسكرية والمدنية, ومنها الاكمات المطلة على ( حصن الحوارث ) حيث المعسكر الرئيس للقوة المسلحة الكثيرية , وكذلك في نقاط متفرقة في كل من سيئون ومريمة وغيرها . وبهذا كانت الجبهة القومية في حالة استنفار عسكري للهجوم على آل كثير إذا مارفضوا التنازل عن الحكم لها .
سابعاً ... .كان للجبهة القومية مجموعة من (العملاء) ممن كان يساندها في داخل القوات المسلحة الكثيرية وفي أجهزتها الأمنية والمدنية , وهو نفس ما كان لها في داخل القوات المسلحة القعيطية وأجهزتها الأمنية والمدنية وذكر باكثير في كتابه أسماء عدد من هؤلاء (العملاء) الذين ساعدوا الجبهة القومية في الاستيلاء على السلطنة الكثيرية ويمكن الرجوع إلى هذه الأسماء لمن أراد معرفتها.
ثامناً... في جميع مراحل المفاوضات مع الجبهة القومية رفض آل كثير الإذعان للاستسلام تحت تهديد السلاح وبهذه الطريقة غير المقنعة وغير الحضارية وغير المقبولة ديناً وشرعاً وخلقاً . وأصبح اللجوء إلى السلاح هو المخرج الوحيد للحل . وكان آل كثير على حق لأنهم في حالة دفاع عن أنفسهم وعن أعراضهم وعن حقوقهم الشرعية وعن الشعب الذي تولوا أمره , فتدخلت عناصر مقربة من آل كثير وهي في نفس الوقت مقربة من الجبهة القومية كانت تخفي ولائها لهذه الجبهة لاقناع نائب السلطان كمال بن علي الكثيري بالقبول بالخروج من سيئون طواعيةً وسلمياً وضمن اتفاق محدد بهذا الشأن ودون أن يوقع أي اتفاقية تسليم أو تنازل عن الحكم للجبهة القومية لان هذا التنازل ليس من اختصاصه وإنما هو من مسؤوليات الحاكم الشرعي وهو السلطان حسين بن علي الكثيري وقد كان حينها كما اشرنا في جدة .
تاسعاً... مع الواحدة والنصف من صباح الاثنين الثاني من اكتوبر 1967 تم الاتفاق على خروج نائب السلطان الكثيري ومن معه من آل كثير من سيئون ولكن دون تنازلهم عن الحكم . ولم تنشر إلى اليوم أي وثيقة تشير إلى أنهم بالفعل قد تنازلوا عن الحكم للجبهة القومية .
عاشراً... كان وفد الجبهة القومية في المفاوضات الأخيرة مع آل كثير يتكون من : عباس حسين العيد روس وأحمد عيد روس فدعق وفيصل على العطاس (النعيري) ويحيى عبد الرحمن السقاف وصالح سالم الصيعري وفيصل عثمان بن شملان ويوسف حسن الكثيري , إما وفد السلطنة الكثيرية فكان يتكون من نائب السلطان الأمير كمال بن علي الكثيري وعبد الله بن عبد العزيز الكثيري سكرتير السلطنة وصالح بن سلعان الجابري قائد الشرطة المسلحة الكثيرية . وقد جرت المفاوضات الأخيرة بين الطرفين في بيت في سيئون يقال له (بيت الورشة ) وهو الذي تحوّل فيما بعد إلى مقر لقيادة الجبهة القومية في وادي حضرموت.
حادي عشر ... أصدرت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في الثاني من اكتوبر 1967 بياناً أشارت فيه إلى استيلائها على السلطتة الكثيرية . وهذا البيان منشور في صفحة 186 من كتاب الأستاذ عبد القادر باكثير المذكور أنفاً .
ثاني عشر...أشار هذا البيان إلى أن الجبهة القومية قامت بهذا الفعل في إسقاط الدولة الكثيرية ومن قبل قامت بإسقاط الدولة القعيطية من أجل (توحيد حضرموت) وربطها بالجنوب اليمني . وهذه مغالطة كبرى لان حضرموت لم تكن يوماً ما يمنية ولم تكن كذلك جنوبية ,كما أن حضرموت كانت ولازالت وستبقى إلى يوم الدين وبأمر الله عزوجل موحدة شعباً وارضاً وكما كانت منذ الأزل حتى مع وجود عدة سلطنات تدير شؤونها هنا أو هناك وأن مايجمع السلطنتين الكثيرية والقعيطية حتى عام 1967 هو شكل من أشكال (الاتحاد الكونفدرالي ) حيث كانت القوانين في أي منهما تسري على الأخرى ,وخصوصاً فيما يصلح المجتمع ويتفق عليه . كما أن انتقال السلع والخدمات والإفراد والمعلومات في كل منهما يتم بسلاسة ويسر وبلا عوائق قانونية أو إجرائية , بل وكان يسمح لمواطني أي منهما في الاستقرار والإقامة والاستثمار والعمل في منطقة أي منهما بلا إجراءات قانونية . وهذا يعني أن حضرموت كانت موحدة بالفعل وقبل أن تولد الجبهة القومية وعناصرها . وقبل أن تقدم هذه الجبهة على فعلتها التدميرية هذه بالاستيلاء على سلطنتي الكثيري والقعيطي في حضرموت وما أعقبها من كوارث و مآسي لحقت بحضرموت ارضاً وشعب وكأنها لعنة حلت بهذه الأرض الطيبة وشعبها المسالم .
وفي الأخير فإننا نقول أن هذه هي إرادة الله عز وجل والتي جعلت
سابعاً ... .كان للجبهة القومية مجموعة من (العملاء) ممن كان يساندها في داخل القوات المسلحة الكثيرية وفي أجهزتها الأمنية والمدنية , وهو نفس ما كان لها في داخل القوات المسلحة القعيطية وأجهزتها الأمنية والمدنية وذكر باكثير في كتابه أسماء عدد من هؤلاء (العملاء) الذين ساعدوا الجبهة القومية في الاستيلاء على السلطنة الكثيرية ويمكن الرجوع إلى هذه الأسماء لمن أراد معرفتها.
ثامناً... في جميع مراحل المفاوضات مع الجبهة القومية رفض آل كثير الإذعان للاستسلام تحت تهديد السلاح وبهذه الطريقة غير المقنعة وغير الحضارية وغير المقبولة ديناً وشرعاً وخلقاً . وأصبح اللجوء إلى السلاح هو المخرج الوحيد للحل . وكان آل كثير على حق لأنهم في حالة دفاع عن أنفسهم وعن أعراضهم وعن حقوقهم الشرعية وعن الشعب الذي تولوا أمره , فتدخلت عناصر مقربة من آل كثير وهي في نفس الوقت مقربة من الجبهة القومية كانت تخفي ولائها لهذه الجبهة لاقناع نائب السلطان كمال بن علي الكثيري بالقبول بالخروج من سيئون طواعيةً وسلمياً وضمن اتفاق محدد بهذا الشأن ودون أن يوقع أي اتفاقية تسليم أو تنازل عن الحكم للجبهة القومية لان هذا التنازل ليس من اختصاصه وإنما هو من مسؤوليات الحاكم الشرعي وهو السلطان حسين بن علي الكثيري وقد كان حينها كما اشرنا في جدة .
تاسعاً... مع الواحدة والنصف من صباح الاثنين الثاني من اكتوبر 1967 تم الاتفاق على خروج نائب السلطان الكثيري ومن معه من آل كثير من سيئون ولكن دون تنازلهم عن الحكم . ولم تنشر إلى اليوم أي وثيقة تشير إلى أنهم بالفعل قد تنازلوا عن الحكم للجبهة القومية .
عاشراً... كان وفد الجبهة القومية في المفاوضات الأخيرة مع آل كثير يتكون من : عباس حسين العيد روس وأحمد عيد روس فدعق وفيصل على العطاس (النعيري) ويحيى عبد الرحمن السقاف وصالح سالم الصيعري وفيصل عثمان بن شملان ويوسف حسن الكثيري , إما وفد السلطنة الكثيرية فكان يتكون من نائب السلطان الأمير كمال بن علي الكثيري وعبد الله بن عبد العزيز الكثيري سكرتير السلطنة وصالح بن سلعان الجابري قائد الشرطة المسلحة الكثيرية . وقد جرت المفاوضات الأخيرة بين الطرفين في بيت في سيئون يقال له (بيت الورشة ) وهو الذي تحوّل فيما بعد إلى مقر لقيادة الجبهة القومية في وادي حضرموت.
حادي عشر ... أصدرت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في الثاني من اكتوبر 1967 بياناً أشارت فيه إلى استيلائها على السلطتة الكثيرية . وهذا البيان منشور في صفحة 186 من كتاب الأستاذ عبد القادر باكثير المذكور أنفاً .
ثاني عشر...أشار هذا البيان إلى أن الجبهة القومية قامت بهذا الفعل في إسقاط الدولة الكثيرية ومن قبل قامت بإسقاط الدولة القعيطية من أجل (توحيد حضرموت) وربطها بالجنوب اليمني . وهذه مغالطة كبرى لان حضرموت لم تكن يوماً ما يمنية ولم تكن كذلك جنوبية ,كما أن حضرموت كانت ولازالت وستبقى إلى يوم الدين وبأمر الله عزوجل موحدة شعباً وارضاً وكما كانت منذ الأزل حتى مع وجود عدة سلطنات تدير شؤونها هنا أو هناك وأن مايجمع السلطنتين الكثيرية والقعيطية حتى عام 1967 هو شكل من أشكال (الاتحاد الكونفدرالي ) حيث كانت القوانين في أي منهما تسري على الأخرى ,وخصوصاً فيما يصلح المجتمع ويتفق عليه . كما أن انتقال السلع والخدمات والإفراد والمعلومات في كل منهما يتم بسلاسة ويسر وبلا عوائق قانونية أو إجرائية , بل وكان يسمح لمواطني أي منهما في الاستقرار والإقامة والاستثمار والعمل في منطقة أي منهما بلا إجراءات قانونية . وهذا يعني أن حضرموت كانت موحدة بالفعل وقبل أن تولد الجبهة القومية وعناصرها . وقبل أن تقدم هذه الجبهة على فعلتها التدميرية هذه بالاستيلاء على سلطنتي الكثيري والقعيطي في حضرموت وما أعقبها من كوارث و مآسي لحقت بحضرموت ارضاً وشعب وكأنها لعنة حلت بهذه الأرض الطيبة وشعبها المسالم .
وفي الأخير فإننا نقول أن هذه هي إرادة الله عز وجل والتي جعلت
مذكرات عن مراحل النضال و التحرير 1960-1969
كتاب مذكرات عن مراحل النضال والتحرير 1960م-1970 لعبدالقادر احمد باكثير عضو القيادة المحلية للجبهة القومية بحضرموت. الكتاب يتكون من جزئين وهو يروي احداث النضال والتحرير كما يسميها الكاتب في حضرموت التي اصبحت لاحقا جزء من ماعرف بعدها باليمن الجنوبي. ولو ان الكتاب يطرح وجهة النظر الشخصية للكاتب حول تلك الاحداث الا ان اهميتة تكمن في تسليط قليل من الضوء على تاريخ اليمن الجنوبي الحديث المبهم بالنسبة للكثير من الاجيال العمانية الشابة فشخصيا ارى ان تاريخ جمهورية اليمن الجنوبي مهم لنا لتأثير الاحداث التي وقعت فيه على بلدنا فقد الهمت هذه الاحداث ثورة ظفار كما قامت هذه الجمهورية بدعم ما كان يعرف بالجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي التي قادت ثورة ظفار وشكلت مصدر إلهام للمثقفين القوميين في الخليج. صاحب المذكرات حضرمي ولد بسيؤن سنة 1939م انظم للجبهة القومية في حضرموت واصبح عضو القيادة المحلية فيها بعد سقوط السلاطين. اليمن الجنوبي قبل الاستقلال كان خاضعا للحماية البريطانية فيما كان يعرف بمحمية عدن فالبريطانيون كانوا يحكمون عدن مباشرة بينما توزع حكم المناطق خارج مدينة عدن على العديد من السلاطين و الامراء والشيوخ في وضع مشابه لوضع امارات ساحل عمان بعض هذه السلطنات والمشيخات كانت متواجدة قبل الاحتلال البريطاني لعدن وبعضها الاخر اتت كنتيجة لتسويات فرضها الامر الواقع بعد الاحتلال.
المشهد السياسي
اثناء حكم عبدالناصر لمصر تأثر ابناء اليمن الجنوبي كغيرهم من العرب بالشعارات القومية ودعاوى التحرر والتخلص من الاستعمار وبناء على ذالك بدأت التيارات القومية تتسرب الى ابناء اليمن الجنوبي لتتبلور لاحقا كقوى سياسية جديدة بعضها ناصري الهوى والاخر بعثي اوشيوعي هذه القوى السياسية زاحمت رابطة الجنوب العربي التي تشكلت في بداية الخمسينات قبل انتشار الافكار القومية الناصرية مطالبة بتوحيد سلطنات ومشيخات محمية عدن في دولة واحدة ونجحت هذة القوى الجديدة في اقصائها بوصفها قوى رجعية وعميلة وموالية للاستعمار رابطة الجنوب العربي تكونت من المثقفين والتجار وطالبت بدولة واحدة للجنوب بيد انها لا تعترف بتبعية الجنوب لليمن لذا لم تكن تطالب بالوحدة مع الشمال حاولت الرابطة ان توحد سلطنات ومشيخات الجنوب وقد نجحت في انشاء اتحاد الجنوب العربي الذي انضمت الية بعض السلطنات والمشيخات الا ان الدعاية الناصرية ضد هذا الاتحاد اسهمت في فشل التجربة وانهيارها لتنهار بعد ذالك سلطنات الجنوب العربي الواحده تلو الاخرى.
بدء الثورة
شكل الانقلاب على البدر إمام اليمن واعلان الجمهورية في اليمن الشمالي نقطة الانطلاقة لشباب جنوب الجزيرة العربية للدخول في مرحلة العنففبعد اعلان الجمهورية في الشمال وقعت احداث ردفان التي كانت نقطة الانطلاقة لابناء الجنوب المتحمسين لحمل السلاح ضد البريطانيين والسلاطين اقتصر عمل النضال في الجنوب مابعد احداث ردفان على التفجير واستهداف الانجليز والمتعاونين معهم وقامت اذاعة صوت العرب بدورها المعتاد فهولت وضخمت من حجم الاعمال مستهدفة بذالك اقناع الشعب الجنوبي بقوة الجبهة القومية وحملهم على تأييدها والوقوف معها.
سقوط السلطنات القعيطية والكثيرية و المهرية
الكاتب يغطى احداث سقوط ثلاث سلطنات بدوره ساهم فيها كعضو في الجبهة القومية هذه السلطنات كانت الاكبر مساحة وذات ثقل في الجنوب كما ان هذة السلطنات لم تدخل في اتحاد الجنوب العربي وهي سلطنة القعيطي في المكلا وسلطنة الكثيري في سيؤن وسلطنة بن عفرير في المهرة. سقطت سلطنة القعيطي في المكلا في 17/9/1967م وكان سقوط هذه السلطنة حدثا مهما لصالح الجبهة القومية تتابعت بعدها سقوط السلطنات. السلطنة القعيطية سقطت في حين كان السلطان القعيطي في السعودية لمناقشة الاوضاع في المنطقة فالسعودية كانت داعمة للسلطنات بينما دعمت مصر الجبه القومية السلطان اوكل في اثناء غيابة شؤون الحكم للجنة من المقربين له وقادة جيشه غير ان هذه اللجنة اثبتت عدم اهليتها وسقطت السلطنة نتيجة لذالك. هذه اللجنة انخدعت بتضخيم اذاعة صوت العرب للأحداث وتمكن بعض القوميين من اقتاعها انه لا جدوى من المقاومة و وافقت عندئذ على تسليم الحكم للجبهة القومية مع ان الاخيرة لم تكن تملك من القوة ما تستطيع من خلالة مواجهة جيش السلطان النظامي. ما ان اتفقت لجنة السلطنة على تسليم الحكم للجبهة حتى فوجئت ببرقية من السلطان القعيطي تخبرهم بوصوله في اليوم التالي برفقة ضيوف له وصول السلطان اربك الموقف حيث ان حضورة من الممكن ان يثير حماسة المؤيدين له الذين سيقضون على الجبهة في حال المقاومة فالجبهة في حقيقتها ضعيفة ومشتتة واكتسبت هذه الهالة عن طريق تهويل صوت العرب لها وخاف اعضائها من الانكشاف في حال المواجهة فاقنع شباب الجبهة اعضاء لجنة السلطنة ان يرفضوا استقبال السلطان لانه سيعتبرهم عندئذ خونة او على الاقل غير كفؤ لتحمل الامانة الملقاه
كتاب مذكرات عن مراحل النضال والتحرير 1960م-1970 لعبدالقادر احمد باكثير عضو القيادة المحلية للجبهة القومية بحضرموت. الكتاب يتكون من جزئين وهو يروي احداث النضال والتحرير كما يسميها الكاتب في حضرموت التي اصبحت لاحقا جزء من ماعرف بعدها باليمن الجنوبي. ولو ان الكتاب يطرح وجهة النظر الشخصية للكاتب حول تلك الاحداث الا ان اهميتة تكمن في تسليط قليل من الضوء على تاريخ اليمن الجنوبي الحديث المبهم بالنسبة للكثير من الاجيال العمانية الشابة فشخصيا ارى ان تاريخ جمهورية اليمن الجنوبي مهم لنا لتأثير الاحداث التي وقعت فيه على بلدنا فقد الهمت هذه الاحداث ثورة ظفار كما قامت هذه الجمهورية بدعم ما كان يعرف بالجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي التي قادت ثورة ظفار وشكلت مصدر إلهام للمثقفين القوميين في الخليج. صاحب المذكرات حضرمي ولد بسيؤن سنة 1939م انظم للجبهة القومية في حضرموت واصبح عضو القيادة المحلية فيها بعد سقوط السلاطين. اليمن الجنوبي قبل الاستقلال كان خاضعا للحماية البريطانية فيما كان يعرف بمحمية عدن فالبريطانيون كانوا يحكمون عدن مباشرة بينما توزع حكم المناطق خارج مدينة عدن على العديد من السلاطين و الامراء والشيوخ في وضع مشابه لوضع امارات ساحل عمان بعض هذه السلطنات والمشيخات كانت متواجدة قبل الاحتلال البريطاني لعدن وبعضها الاخر اتت كنتيجة لتسويات فرضها الامر الواقع بعد الاحتلال.
المشهد السياسي
اثناء حكم عبدالناصر لمصر تأثر ابناء اليمن الجنوبي كغيرهم من العرب بالشعارات القومية ودعاوى التحرر والتخلص من الاستعمار وبناء على ذالك بدأت التيارات القومية تتسرب الى ابناء اليمن الجنوبي لتتبلور لاحقا كقوى سياسية جديدة بعضها ناصري الهوى والاخر بعثي اوشيوعي هذه القوى السياسية زاحمت رابطة الجنوب العربي التي تشكلت في بداية الخمسينات قبل انتشار الافكار القومية الناصرية مطالبة بتوحيد سلطنات ومشيخات محمية عدن في دولة واحدة ونجحت هذة القوى الجديدة في اقصائها بوصفها قوى رجعية وعميلة وموالية للاستعمار رابطة الجنوب العربي تكونت من المثقفين والتجار وطالبت بدولة واحدة للجنوب بيد انها لا تعترف بتبعية الجنوب لليمن لذا لم تكن تطالب بالوحدة مع الشمال حاولت الرابطة ان توحد سلطنات ومشيخات الجنوب وقد نجحت في انشاء اتحاد الجنوب العربي الذي انضمت الية بعض السلطنات والمشيخات الا ان الدعاية الناصرية ضد هذا الاتحاد اسهمت في فشل التجربة وانهيارها لتنهار بعد ذالك سلطنات الجنوب العربي الواحده تلو الاخرى.
بدء الثورة
شكل الانقلاب على البدر إمام اليمن واعلان الجمهورية في اليمن الشمالي نقطة الانطلاقة لشباب جنوب الجزيرة العربية للدخول في مرحلة العنففبعد اعلان الجمهورية في الشمال وقعت احداث ردفان التي كانت نقطة الانطلاقة لابناء الجنوب المتحمسين لحمل السلاح ضد البريطانيين والسلاطين اقتصر عمل النضال في الجنوب مابعد احداث ردفان على التفجير واستهداف الانجليز والمتعاونين معهم وقامت اذاعة صوت العرب بدورها المعتاد فهولت وضخمت من حجم الاعمال مستهدفة بذالك اقناع الشعب الجنوبي بقوة الجبهة القومية وحملهم على تأييدها والوقوف معها.
سقوط السلطنات القعيطية والكثيرية و المهرية
الكاتب يغطى احداث سقوط ثلاث سلطنات بدوره ساهم فيها كعضو في الجبهة القومية هذه السلطنات كانت الاكبر مساحة وذات ثقل في الجنوب كما ان هذة السلطنات لم تدخل في اتحاد الجنوب العربي وهي سلطنة القعيطي في المكلا وسلطنة الكثيري في سيؤن وسلطنة بن عفرير في المهرة. سقطت سلطنة القعيطي في المكلا في 17/9/1967م وكان سقوط هذه السلطنة حدثا مهما لصالح الجبهة القومية تتابعت بعدها سقوط السلطنات. السلطنة القعيطية سقطت في حين كان السلطان القعيطي في السعودية لمناقشة الاوضاع في المنطقة فالسعودية كانت داعمة للسلطنات بينما دعمت مصر الجبه القومية السلطان اوكل في اثناء غيابة شؤون الحكم للجنة من المقربين له وقادة جيشه غير ان هذه اللجنة اثبتت عدم اهليتها وسقطت السلطنة نتيجة لذالك. هذه اللجنة انخدعت بتضخيم اذاعة صوت العرب للأحداث وتمكن بعض القوميين من اقتاعها انه لا جدوى من المقاومة و وافقت عندئذ على تسليم الحكم للجبهة القومية مع ان الاخيرة لم تكن تملك من القوة ما تستطيع من خلالة مواجهة جيش السلطان النظامي. ما ان اتفقت لجنة السلطنة على تسليم الحكم للجبهة حتى فوجئت ببرقية من السلطان القعيطي تخبرهم بوصوله في اليوم التالي برفقة ضيوف له وصول السلطان اربك الموقف حيث ان حضورة من الممكن ان يثير حماسة المؤيدين له الذين سيقضون على الجبهة في حال المقاومة فالجبهة في حقيقتها ضعيفة ومشتتة واكتسبت هذه الهالة عن طريق تهويل صوت العرب لها وخاف اعضائها من الانكشاف في حال المواجهة فاقنع شباب الجبهة اعضاء لجنة السلطنة ان يرفضوا استقبال السلطان لانه سيعتبرهم عندئذ خونة او على الاقل غير كفؤ لتحمل الامانة الملقاه
عليهم وهذا ماحدث بالفعل حيث تم توجيه مدافع على سفينة السلطان وطلب منه المغادرة والا قاموا بقصف السفينة غادرت السفينة راضخة للتهديدات السلطان القعيطي رفض المغادرة ولكنه لم يكن يملك من الامر شيئ بعد ان قرر القبطان عدم الرسو في الميناء ورجعت السفينة الى السعودية تبين ان الضيوف الذين كانوا برفقة السلطان هم سلطان الدولة الكثيرية وبن عفرير سلطان المهرة الذين شاركوا في محادثات السعودية.فالسفينة التي هددت بالقصف كانت تحمل ثلاث سلاطين سقطت سلطناتهم تباعا بعد سقوط السلطنة الاقوى السلطنة القعيطية في المكلا. يواصل باكثير الحديث عن ذكرياتة حيث انه كان عضوا في اللجنة الشعبية التي تكفلت بادارة المنطقة التي عرفت سابقا بالسلطنة الكثيرية يتذكر باكثير انه بعد سقوط المنطقة بيومين وقع عراك بالايادي بين اثنين من قادة المناضلين!! مما يدل على المستوى السطحي للثورجية. تحررت كافة المناطق الجنوبية من الانجليز وسلم هؤلاء السلطة الى التنظيم الاقوى وهو الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بزعامة قحطان الشعبي.
إعلان الجمهورية
اعلنت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة قحطان الشعبي في 30 نوفمبر 1967م ودمجت اراضي السلطنتين القعيطية والكثيرية لتشكل محافظة حضرموت. واجه قحطان الشعبي مشكلة تناقضات القوى السياسية في الجبهة بين قومية وشيوعية فالاخيرة بدأت بالاستقواء بالمعسكر الشرقي و في يونيو من عام 1969م تمكن الشيوعيين من اجبار الشعبي على التنازل عن الرئاسة بعد مناوشات استمرت طوال فترة رئاستةوقد تعرض قحطان الشعبي اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية للضرب والاهانة من رفاقة المناضلين وتم سجنة في وقت لاحق و تشكل مجلس رئاسي سيطر عليه اليساريين وانتخب سالم ربيع علي المعروف بسالمين رئيسا لهذا المجلس والاخير كان يعمل فراشا في الكويت. تحدث الكاتب عبدالقادر باكثير عن اعتقالات الرفقاء المناضلين لاخوانهم في النضال وتعذيبهم والتنكيل بهم واعدامهم واغتيالهم!!!! عاث الشيوعين في اليمن فسادا تحت شعارات ما انزل الله بها من سلطان وتنظيرات لاتنطبق على واقع المجتمع اليمني سالم ربيع علي تم اغتيالة من قبل اخوانة المناضلين واتى بعده عبدالفتاح اسماعيل وهو من اعتى اليساريين الى السلطة ليتنازل لاحقا لعلي ناصر محمد. في سنة 86 وقعت مجزرة في عدن بين انصار علي ناصر محمد والرئيس السابق عبدالفتاح اسماعيل وقع على اثرها الثاني صريعا وخرج الاول من البلاد من اهم اسباب الاختلاف بين عبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد هو تحديد موقف اليمن الجنوبي من عمان فالاول يرى مواصلة العداء للسلطنة والثاني يرى تفرغ اليمن لمشاكلها الداخلية والتوقف عن دعم الحركات الثورية في الخارج التي انتهى زمانها مع تصدع الاتحاد السوفيتي. كلما قرأت عن تاريخ اليمن الجنوبي الجمهوري ترحمت على السلطان سعيد بن تيمور الذي وقف جدارا صلبا في وجه انصاف المتعلمين وعرابهم عبدالناصر عمان تدين لهذا الرجل بالكثير رحم الله سعيد بن تيمور وامد الله لنا في عمر ابنه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد
إعلان الجمهورية
اعلنت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة قحطان الشعبي في 30 نوفمبر 1967م ودمجت اراضي السلطنتين القعيطية والكثيرية لتشكل محافظة حضرموت. واجه قحطان الشعبي مشكلة تناقضات القوى السياسية في الجبهة بين قومية وشيوعية فالاخيرة بدأت بالاستقواء بالمعسكر الشرقي و في يونيو من عام 1969م تمكن الشيوعيين من اجبار الشعبي على التنازل عن الرئاسة بعد مناوشات استمرت طوال فترة رئاستةوقد تعرض قحطان الشعبي اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية للضرب والاهانة من رفاقة المناضلين وتم سجنة في وقت لاحق و تشكل مجلس رئاسي سيطر عليه اليساريين وانتخب سالم ربيع علي المعروف بسالمين رئيسا لهذا المجلس والاخير كان يعمل فراشا في الكويت. تحدث الكاتب عبدالقادر باكثير عن اعتقالات الرفقاء المناضلين لاخوانهم في النضال وتعذيبهم والتنكيل بهم واعدامهم واغتيالهم!!!! عاث الشيوعين في اليمن فسادا تحت شعارات ما انزل الله بها من سلطان وتنظيرات لاتنطبق على واقع المجتمع اليمني سالم ربيع علي تم اغتيالة من قبل اخوانة المناضلين واتى بعده عبدالفتاح اسماعيل وهو من اعتى اليساريين الى السلطة ليتنازل لاحقا لعلي ناصر محمد. في سنة 86 وقعت مجزرة في عدن بين انصار علي ناصر محمد والرئيس السابق عبدالفتاح اسماعيل وقع على اثرها الثاني صريعا وخرج الاول من البلاد من اهم اسباب الاختلاف بين عبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد هو تحديد موقف اليمن الجنوبي من عمان فالاول يرى مواصلة العداء للسلطنة والثاني يرى تفرغ اليمن لمشاكلها الداخلية والتوقف عن دعم الحركات الثورية في الخارج التي انتهى زمانها مع تصدع الاتحاد السوفيتي. كلما قرأت عن تاريخ اليمن الجنوبي الجمهوري ترحمت على السلطان سعيد بن تيمور الذي وقف جدارا صلبا في وجه انصاف المتعلمين وعرابهم عبدالناصر عمان تدين لهذا الرجل بالكثير رحم الله سعيد بن تيمور وامد الله لنا في عمر ابنه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد
مقتطفات من الأرشيف الوطني البريطاني
صورة من الأرشيف للملكة اليزابيث مع السيد عبدالقادر بن شيخ الكاف أثناء زيارتها الى عدن في أبريل 1954
( الوثيقة الأولى ):
لقد تحصلت على بعض الوثائق السرية من الأرشيف الوطني البريطاني والتي لا تنشر إلا بعد 45 عاما من حدوثها .
المكان : مجلس اللوردات البريطاني اليوم 14 نوفمبر 1967م الساعة 4:09 بعد الظهر.
الموضوع : تاريخ استقلال الجنوب العربي .
اللورد شكلتون (Shackleton ) :
بعد أذن مجلس اللوردات أود أن أكرر البيان الذي أدلى به وزير الدولة للشئون الخارجية عن الجنوب العربي حيث جاء على النحو التالي : " منذ بياني إلى مجلس العموم في 7 نوفمبر أصبح الوضع في الجنوب العربي أكثر وضوحا .
وأضاف " خلال محادثات جرت بين 7 نوفمبر و10 نوفمبر قال ضباط من الجيش الاتحادي للمندوب السامي في عدن أنهم يؤيدوا الجبهة القومية ( NLF ) تأييدا مطلقا لدورها الفعال في السيطرة على الوضع ، أنهم يريدوا الدخول في مفاوضات ، وطالبوا أيضا نهاية هذا العنف ضد المجتمع المدني ، ودعوا السكان إلى احترام الأشخاص والمؤسسات في المجتمع المدني. في 11 نوفمبر بعثت الجبهة القومية ببرقية لي أكدوا فيها مطالبتهم بالسلطة تحت إدارتهم وقالوا أنهم شكلوا وفدا للتفاوض مع حكومة صاحبة الجلالة على نقل السلطة السياسية وطالبوا موافقتنا على فتح المفاوضات في غضون أسبوع. لقد أجبتهم بالموافقة فورا من أجل التفاوض في 20 نوفمبر في جنيف وأن اللورد شكلتون سوف يترأس الوفد لما لديه من معرفة وثيقة بمشاكل الجنوب العربي.
وقال أيضا :" في 2 نوفمبر قلت في مجلس العموم البريطاني أنه بحلول منتصف هذا الشهر يجب علينا أن نحدد يوم الاستقلال ويكتمل انسحاب قواتنا من هناك في 30 نوفمبر 1967 وينبغي أن يصبح الجنوب العربي دولة مستقلة . وقلت أيضا هناك مسائل مهمة يتعين تسويتها ، ويفضل أن تحل قبل الاستقلال ولكن إذا لم تكتمل المفاوضات فليس هناك مانع من الاستمرار في التفاوض. أن حكومة صاحبة الجلالة لم يكن لديها طريقا سهلا لمتابعة تحقيق استقلال الجنوب العربي.. وهنا يجب أن نقوم بتكريم القوات البريطانية و العديد من البريطانيين من مدنيين وعسكريين الذين كرسوا جهدهم في كثير من الحالات .. والى هؤلاء نقدم أسفنا العظيم للذين ضحوا بحياتهم من أجل هذه القضية . وكذلك نواسي الأعداد الكبيرة من أبناء الجنوب العربي الذين قتلوا وجرحوا ، وبكل تأكيد سوف ينضم معي جميع نواب مجلس العموم البريطاني على أمل أن يحظى الجنوب العربي بمستقبل سلمي " .
اللورد إيرل جليكوي ( Earl Jellicoe ) :
أيها اللوردات يجب أن أشكر اللورد شكلتون على قراءة بيان وزير الخارجية ولكن أقول وبقلب مثقل إلى حد ما أن هذا البيان يمثل بداية الفصل الختامي في واحدة من الأحداث المحزنة في تاريخ طويل من العلاقات بين هذا البلد والعالم العربي، إذا أجاز لي التعبير. أود أن أذكر اللورد شكلتون بما جرى في هذا المجلس قبل بضعة أشهر حول الآمال العادلة وأنا بالطبع لن ألوم اللورد شكلتون ونحن نعلم أنه فعل ما بوسعه في تلك الظروف الصعبة التي وضع فيه وأنا متأكد من أن مجلس اللوردات سوف يتمنى له كل النجاح في المفاوضات التي ستعقد في جنيف قريبا..
ومع ذلك ما شاهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية هو مجموعة عصابات عربية متناحرة تطلق النار في شوارع عدن بينما قواتنا واقفة وعاجزة ، وغالبا ما يتم إطلاق النار من قبل الجانبين في مشهد مؤسف ومع ذلك اعتقد ليس أمامنا إلا التنازل المذل عن مسئوليتنا عن الحكومة القادمة الآن. وعليه أود أن أطرح سؤالين للورد شكلتون أولا ً نريد من اللورد النبيل أن يخبرنا فيما إذا دول محمية عدن الشرقية ( الدولة القعيطية والكثيرية والمهرة ) متضمنة في ذلك البيان الذي كرر لنا أكثر من مرة ؟ ثانيا ً ما هو الضمان الذي سيقدم لنا فيما يتعلق بأمن الممتلكات البريطانية في عدن ، بما في ذلك المنشآت النفطية المهمة جدا بعد الاستقلال ؟ وقبل كل شئ ما هو الضمان فيما يتعلق بأمن مواطني المملكة المتحدة الذين يختارون البقاء في عدن بعد الاستقلال ؟ كذلك أود أن أضم صوتي إلى ما جاء في هذا البيان عن القوات البريطانية في عدن، فأنا شخصيا لست فخورا بالدور الذي حصل في الأشهر القليلة الماضية ، ولكن أعتقد أن كل واحد منا يمكن أن يكون فخور بالطريقة التي اتخذها أبناءنا من مدنيين وعسكريين هناك لواجبات ممقوتة في كثير من الأحيان .
اللورد أميولري (Amulree ) :
أيها اللوردات أنا لا أريد أن أعلق على كل البيان. في الحقيقة أتمنى للورد شكلتون أطيب الأمنيات في هذه المهمة الصعبة والمعقدة التي أمامه ، وفي نفس الوقت أود أن أضم صوتي مع صوت اللوردات في هذا المجلس على ذلك الثناء لقواتنا من قبل وزير الخارجية واللورد إيرل جليكوي وأقول آمل أن نتوصل الآن إلى نتيجة مرضية من إنهاء هذا الفصل التراجيدي والمأسوي للغاية في تاريخ عدن .
اللورد شكلتون :
أيها اللوردات هل لي أن أجيب أولا على نقاط الورد إير
صورة من الأرشيف للملكة اليزابيث مع السيد عبدالقادر بن شيخ الكاف أثناء زيارتها الى عدن في أبريل 1954
( الوثيقة الأولى ):
لقد تحصلت على بعض الوثائق السرية من الأرشيف الوطني البريطاني والتي لا تنشر إلا بعد 45 عاما من حدوثها .
المكان : مجلس اللوردات البريطاني اليوم 14 نوفمبر 1967م الساعة 4:09 بعد الظهر.
الموضوع : تاريخ استقلال الجنوب العربي .
اللورد شكلتون (Shackleton ) :
بعد أذن مجلس اللوردات أود أن أكرر البيان الذي أدلى به وزير الدولة للشئون الخارجية عن الجنوب العربي حيث جاء على النحو التالي : " منذ بياني إلى مجلس العموم في 7 نوفمبر أصبح الوضع في الجنوب العربي أكثر وضوحا .
وأضاف " خلال محادثات جرت بين 7 نوفمبر و10 نوفمبر قال ضباط من الجيش الاتحادي للمندوب السامي في عدن أنهم يؤيدوا الجبهة القومية ( NLF ) تأييدا مطلقا لدورها الفعال في السيطرة على الوضع ، أنهم يريدوا الدخول في مفاوضات ، وطالبوا أيضا نهاية هذا العنف ضد المجتمع المدني ، ودعوا السكان إلى احترام الأشخاص والمؤسسات في المجتمع المدني. في 11 نوفمبر بعثت الجبهة القومية ببرقية لي أكدوا فيها مطالبتهم بالسلطة تحت إدارتهم وقالوا أنهم شكلوا وفدا للتفاوض مع حكومة صاحبة الجلالة على نقل السلطة السياسية وطالبوا موافقتنا على فتح المفاوضات في غضون أسبوع. لقد أجبتهم بالموافقة فورا من أجل التفاوض في 20 نوفمبر في جنيف وأن اللورد شكلتون سوف يترأس الوفد لما لديه من معرفة وثيقة بمشاكل الجنوب العربي.
وقال أيضا :" في 2 نوفمبر قلت في مجلس العموم البريطاني أنه بحلول منتصف هذا الشهر يجب علينا أن نحدد يوم الاستقلال ويكتمل انسحاب قواتنا من هناك في 30 نوفمبر 1967 وينبغي أن يصبح الجنوب العربي دولة مستقلة . وقلت أيضا هناك مسائل مهمة يتعين تسويتها ، ويفضل أن تحل قبل الاستقلال ولكن إذا لم تكتمل المفاوضات فليس هناك مانع من الاستمرار في التفاوض. أن حكومة صاحبة الجلالة لم يكن لديها طريقا سهلا لمتابعة تحقيق استقلال الجنوب العربي.. وهنا يجب أن نقوم بتكريم القوات البريطانية و العديد من البريطانيين من مدنيين وعسكريين الذين كرسوا جهدهم في كثير من الحالات .. والى هؤلاء نقدم أسفنا العظيم للذين ضحوا بحياتهم من أجل هذه القضية . وكذلك نواسي الأعداد الكبيرة من أبناء الجنوب العربي الذين قتلوا وجرحوا ، وبكل تأكيد سوف ينضم معي جميع نواب مجلس العموم البريطاني على أمل أن يحظى الجنوب العربي بمستقبل سلمي " .
اللورد إيرل جليكوي ( Earl Jellicoe ) :
أيها اللوردات يجب أن أشكر اللورد شكلتون على قراءة بيان وزير الخارجية ولكن أقول وبقلب مثقل إلى حد ما أن هذا البيان يمثل بداية الفصل الختامي في واحدة من الأحداث المحزنة في تاريخ طويل من العلاقات بين هذا البلد والعالم العربي، إذا أجاز لي التعبير. أود أن أذكر اللورد شكلتون بما جرى في هذا المجلس قبل بضعة أشهر حول الآمال العادلة وأنا بالطبع لن ألوم اللورد شكلتون ونحن نعلم أنه فعل ما بوسعه في تلك الظروف الصعبة التي وضع فيه وأنا متأكد من أن مجلس اللوردات سوف يتمنى له كل النجاح في المفاوضات التي ستعقد في جنيف قريبا..
ومع ذلك ما شاهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية هو مجموعة عصابات عربية متناحرة تطلق النار في شوارع عدن بينما قواتنا واقفة وعاجزة ، وغالبا ما يتم إطلاق النار من قبل الجانبين في مشهد مؤسف ومع ذلك اعتقد ليس أمامنا إلا التنازل المذل عن مسئوليتنا عن الحكومة القادمة الآن. وعليه أود أن أطرح سؤالين للورد شكلتون أولا ً نريد من اللورد النبيل أن يخبرنا فيما إذا دول محمية عدن الشرقية ( الدولة القعيطية والكثيرية والمهرة ) متضمنة في ذلك البيان الذي كرر لنا أكثر من مرة ؟ ثانيا ً ما هو الضمان الذي سيقدم لنا فيما يتعلق بأمن الممتلكات البريطانية في عدن ، بما في ذلك المنشآت النفطية المهمة جدا بعد الاستقلال ؟ وقبل كل شئ ما هو الضمان فيما يتعلق بأمن مواطني المملكة المتحدة الذين يختارون البقاء في عدن بعد الاستقلال ؟ كذلك أود أن أضم صوتي إلى ما جاء في هذا البيان عن القوات البريطانية في عدن، فأنا شخصيا لست فخورا بالدور الذي حصل في الأشهر القليلة الماضية ، ولكن أعتقد أن كل واحد منا يمكن أن يكون فخور بالطريقة التي اتخذها أبناءنا من مدنيين وعسكريين هناك لواجبات ممقوتة في كثير من الأحيان .
اللورد أميولري (Amulree ) :
أيها اللوردات أنا لا أريد أن أعلق على كل البيان. في الحقيقة أتمنى للورد شكلتون أطيب الأمنيات في هذه المهمة الصعبة والمعقدة التي أمامه ، وفي نفس الوقت أود أن أضم صوتي مع صوت اللوردات في هذا المجلس على ذلك الثناء لقواتنا من قبل وزير الخارجية واللورد إيرل جليكوي وأقول آمل أن نتوصل الآن إلى نتيجة مرضية من إنهاء هذا الفصل التراجيدي والمأسوي للغاية في تاريخ عدن .
اللورد شكلتون :
أيها اللوردات هل لي أن أجيب أولا على نقاط الورد إير
ل جليكوي على وجه الخصوص ؟ سألني عن دول محمية عدن الشرقية (الدولة القعيطية والكثيرية والمهرة ) وكما فهمت وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فأن هذه الدول تحت سيطرة الجبهة القومية وستكون هذه الدول جزء من الجنوب العربي وهم في الوقت الراهن يقوموا بالإجراءات لدمج هذه الدول إلى الجنوب العربي وهناك نقطة مهمة عن الأمن ، لقد ناقشنا هذه المسألة من قبل وسوف تضل خطيرة على المواطنين البريطانيين وخاصة في بلد وليدة الاستقلال ، وكذلك عدن الصغرى ( البريقة ) حيث مصفاة النفط ،ولكن الجبهة القومية مسيطرة على الوضع ولن يحصل أي تحرش أو اعتداء على العاملين من المواطنين البريطانيين والأجانب في مصفاة النفط في عدن الصغرى والتي أشار اليها اللورد إيرل جليكوي طالما إنها تحت حماية الجيش الاتحادي والجبهة القومية .
ولقد ناقشنا الموضع في حالة حدوث فوضى فأن حكومة صاحبة الجلالة سوف تبدل قصارى جهدها لتحقيق عمليات الإنقاذ.. ولابد لي من القول بأنني متفائل من ذلك الوضع أكثر مما فعلت في مناسبات سابقة . لقد كنا دائما حريصين من خطر حدوث انهيار للحكومة الاتحادية ولكن بعض الناس تفاجئوا بالسرعة التي انهارت تلك الحكومة في مواجهة التهديد الذي لم يأتي من التسلل عبر الحدود.
بما أن اللورد جليكوي هاجم سياسية حكومة صاحبة الجلالة والحديث عن ( قصة مؤسفة ) وذلك من خلال الأشهر القليلة الماضية ، لا بد لي من القول على محمل الجد تماما أن السياسية التي هيأت القوات المسلحة البريطانية والتي تعتمد على الاستمرارية على وجودها ولكن اللورد جليوكوي أختار لانتقاد الحكومة. على كل أشيد بدور الجيش الذي كان دائما واحد من الأمثلة الأكثر إثارة للإعجاب. أتمنى لشعب الجنوب العربي الاستقرار ويجب أن الفت الانتباه إلى حقيقة أن الجبهة القومية بثت تعليمات صارمة جدا للمواطنين قائلة أن لا ينبغي أن يكون هناك أي هجمات على الممتلكات الأجنبية والأشخاص الأجانب . أعتقد بأن الحكومة وطبعا من مهمتي محاولة المساعدة في التوصل إلى اتفاق مرض وأنا واثق أن الجميع سئم من القتال ونأمل أن يتوقف هذا القتال إلى الأبد .
اللورد كونسفورد ( Conesford ):
لدي سؤال فيما إذا اعترفنا بالجبهة القومية كممثل شرعي للبلد نهايه هذا الشهر ، هل ننتظر الاعتراف من جميع الدول الكبرى ؟
اللورد شكلتون :
أود أن اسأل اللورد كونسفورد ألا يضغط على أكثر من اللازم حيث أنني على وشك القيام بمفاوضات ولم يأت بعد الأعتراف من الحكومة حتى الآن ، ومازالت هناك إجراءات قانونية قيد الاكتمال حيث أن الطرف الآخر حريص على أن يكون هناك إتفاق لمعاهدة الانسحاب من الجنوب العربي ومسائل مثل هذا القبيل وأتوقع أن يكون هناك اعتراف من دول أخرى كبرى .
اللورد فيسكونت (Viscount Massereene & Ferrard ) :
اسمحوا لي أن اغتنم الفرصة لتوجيه الانتباه إلى محنة المواطنين البريطانيين في الجنوب العربي الذين فقدوا ممتلكاتهم وكذلك أشير إلى مبلغ 50 مليون جنية إسترليني الموعودة كمساعدة للحكومة الاتحادية والذي من المنتظر أن يتحول هذا المبلغ إلى الجبهة القومية والتي كنا نعتبرها قبل بضعة أيام منظمة إرهابية . سيكون من الأفضل كثيرا لو استخدم جزء من هذا المبلغ كتعويضات إلى المواطنين البريطانيين الذي فقدوا ممتلكاتهم من خلال القتال والأحداث المؤسفة التي حصلت في عدن دون أي ذنب اقترفوه.
اللورد شكلتون :
أود أن أوضح بأن عدد المواطنين البريطانيين في عدن لا يتجاوز 300 نسمة . إذا كان اللورد فيسكونت لدية أية أمثله معينة في الاعتبار وأود أن استمع منه . وأشار إلى السابقة المصرية. أنا لا أعرف أي حالة أخرى غير واحدة أو اثنتين لحالات معزولة ولا سيما الحكام ، عندما قامت حكومة صاحبة الجلالة بدفع التعويضات في السنوات الأخيرة وفي ظل هذه الظروف. . وسوف تقوم حكومة صاحب الجلالة بالضغط على الحكومة القادمة في الجنوب العربي بأن تتحمل مسئوليتها من أجل حماية الأرواح ومصالحها من الممتلكات البريطانية .
اللورد بروكوي ( (Brockway:
هل لي أن اسأل صديقي اللورد شكلتون فيما إذا كان يدرك إننا في هذا الجانب مع مجلس العموم البريطاني وأود أن أعرب عن آمالنا في مفاوضات جنيف . أن الوضع المأساوي الذي نشأ في عدن نتيجة اعترافنا بالحكومة الاتحادية والذي برهن أن هذه الحكومة لا تمثل شعب الجنوب العربي ، وهل صديقي اللورد شكلتون على بينة من التقدير ومن الشجاعة لدى الحكومة ووزير خارجيتها في الاعتراف بأن شعب عدن والجنوب العربي يجب أن تتاح له الفرصة ليحكموا أنفسهم وفقا للمنظمة التي تمثل لهم ؟
اللورد شكلتون :
أيها اللوردات أنني ممنونا للملاحظات التي أدلى بها اللورد بروكوي ومهتم أيضا بمزيد من الملاحظات الأمر الذي حفز لردود فعل مميزة من الجانب الآخر ، ولكن وراء هذا القول ان هناك قدرا كبيرا من الحقيقة في كثير مما قاله ، واعتقد أنني سأتركه يتكلم عن نفسه .
(( انــــــتــــهـــــى ))
هذا ما جرى في مجلس اللوردات البريطاني في ذلك اليوم الم
ولقد ناقشنا الموضع في حالة حدوث فوضى فأن حكومة صاحبة الجلالة سوف تبدل قصارى جهدها لتحقيق عمليات الإنقاذ.. ولابد لي من القول بأنني متفائل من ذلك الوضع أكثر مما فعلت في مناسبات سابقة . لقد كنا دائما حريصين من خطر حدوث انهيار للحكومة الاتحادية ولكن بعض الناس تفاجئوا بالسرعة التي انهارت تلك الحكومة في مواجهة التهديد الذي لم يأتي من التسلل عبر الحدود.
بما أن اللورد جليكوي هاجم سياسية حكومة صاحبة الجلالة والحديث عن ( قصة مؤسفة ) وذلك من خلال الأشهر القليلة الماضية ، لا بد لي من القول على محمل الجد تماما أن السياسية التي هيأت القوات المسلحة البريطانية والتي تعتمد على الاستمرارية على وجودها ولكن اللورد جليوكوي أختار لانتقاد الحكومة. على كل أشيد بدور الجيش الذي كان دائما واحد من الأمثلة الأكثر إثارة للإعجاب. أتمنى لشعب الجنوب العربي الاستقرار ويجب أن الفت الانتباه إلى حقيقة أن الجبهة القومية بثت تعليمات صارمة جدا للمواطنين قائلة أن لا ينبغي أن يكون هناك أي هجمات على الممتلكات الأجنبية والأشخاص الأجانب . أعتقد بأن الحكومة وطبعا من مهمتي محاولة المساعدة في التوصل إلى اتفاق مرض وأنا واثق أن الجميع سئم من القتال ونأمل أن يتوقف هذا القتال إلى الأبد .
اللورد كونسفورد ( Conesford ):
لدي سؤال فيما إذا اعترفنا بالجبهة القومية كممثل شرعي للبلد نهايه هذا الشهر ، هل ننتظر الاعتراف من جميع الدول الكبرى ؟
اللورد شكلتون :
أود أن اسأل اللورد كونسفورد ألا يضغط على أكثر من اللازم حيث أنني على وشك القيام بمفاوضات ولم يأت بعد الأعتراف من الحكومة حتى الآن ، ومازالت هناك إجراءات قانونية قيد الاكتمال حيث أن الطرف الآخر حريص على أن يكون هناك إتفاق لمعاهدة الانسحاب من الجنوب العربي ومسائل مثل هذا القبيل وأتوقع أن يكون هناك اعتراف من دول أخرى كبرى .
اللورد فيسكونت (Viscount Massereene & Ferrard ) :
اسمحوا لي أن اغتنم الفرصة لتوجيه الانتباه إلى محنة المواطنين البريطانيين في الجنوب العربي الذين فقدوا ممتلكاتهم وكذلك أشير إلى مبلغ 50 مليون جنية إسترليني الموعودة كمساعدة للحكومة الاتحادية والذي من المنتظر أن يتحول هذا المبلغ إلى الجبهة القومية والتي كنا نعتبرها قبل بضعة أيام منظمة إرهابية . سيكون من الأفضل كثيرا لو استخدم جزء من هذا المبلغ كتعويضات إلى المواطنين البريطانيين الذي فقدوا ممتلكاتهم من خلال القتال والأحداث المؤسفة التي حصلت في عدن دون أي ذنب اقترفوه.
اللورد شكلتون :
أود أن أوضح بأن عدد المواطنين البريطانيين في عدن لا يتجاوز 300 نسمة . إذا كان اللورد فيسكونت لدية أية أمثله معينة في الاعتبار وأود أن استمع منه . وأشار إلى السابقة المصرية. أنا لا أعرف أي حالة أخرى غير واحدة أو اثنتين لحالات معزولة ولا سيما الحكام ، عندما قامت حكومة صاحبة الجلالة بدفع التعويضات في السنوات الأخيرة وفي ظل هذه الظروف. . وسوف تقوم حكومة صاحب الجلالة بالضغط على الحكومة القادمة في الجنوب العربي بأن تتحمل مسئوليتها من أجل حماية الأرواح ومصالحها من الممتلكات البريطانية .
اللورد بروكوي ( (Brockway:
هل لي أن اسأل صديقي اللورد شكلتون فيما إذا كان يدرك إننا في هذا الجانب مع مجلس العموم البريطاني وأود أن أعرب عن آمالنا في مفاوضات جنيف . أن الوضع المأساوي الذي نشأ في عدن نتيجة اعترافنا بالحكومة الاتحادية والذي برهن أن هذه الحكومة لا تمثل شعب الجنوب العربي ، وهل صديقي اللورد شكلتون على بينة من التقدير ومن الشجاعة لدى الحكومة ووزير خارجيتها في الاعتراف بأن شعب عدن والجنوب العربي يجب أن تتاح له الفرصة ليحكموا أنفسهم وفقا للمنظمة التي تمثل لهم ؟
اللورد شكلتون :
أيها اللوردات أنني ممنونا للملاحظات التي أدلى بها اللورد بروكوي ومهتم أيضا بمزيد من الملاحظات الأمر الذي حفز لردود فعل مميزة من الجانب الآخر ، ولكن وراء هذا القول ان هناك قدرا كبيرا من الحقيقة في كثير مما قاله ، واعتقد أنني سأتركه يتكلم عن نفسه .
(( انــــــتــــهـــــى ))
هذا ما جرى في مجلس اللوردات البريطاني في ذلك اليوم الم
شئوم . والآن نرجع إلى الوراء لنتصفح تاريخ عدن منذ 129 عاما عندما وطأة قدما الكابتن هينس في 19 يناير 1838م واستولى على عدن والى آخر مندوب سامي في عدن هو السير همفري تريفلين. لقد سجل التاريخ كل ما حصل في عدن والجنوب العربي وحضرموت في 20 مجلدا من الحجم الكبير وكل مجلد يحتوي على 1500 صفحة جمعت فيها كل المراسلات المندوبية السامية بعدن والمستشارين في محمية عدن الشرقية والغربية مع وزارة المستعمرات البريطانية آنذاك طوال هذه الفترة .
لقد كانت مشكلة الجنوب العربي منذ عدة سنوات تطرح بانتظام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد بحثتها الجمعية العامة مرة أخرى في دورتها السنوية لعام 1966 وفي النهاية صوتت الجمعية العامة على قرار يطلب من الأمانة إرسال بعثة خاصة إلى عدن لدرس رغبات السكان هناك ووعدت المملكة المتحدة بالتعاون مع البعثة. في مارس 1967 ، توقف أعضاء البعثة الثلاثة وهم في طريقهم إلى عدن في لندن والقاهرة وجدة للاتصال بالسلطات الرسمية وبممثلي المعارضة إلا إن الجبهة القومية وجبهة التحرير تتهمان البعثة بأنها تلعب لعبة الاستعمار والرجعية وقررتا تجاهل وجودهما في عدن، ولدى وصولها إلى عدن قامت الجبهتان بموجة إضرابات ومظاهرات وصعدتا الأعمال الإرهابية ضد الجيش البريطاني حتى تظهر للبعثة عداء السكان لها وتبر هنا لها على قوتهما. أما الجانب البريطاني فقد بدلت سلطات عدن كل ما في وسعها لعزل ممثلي هيئة الأمم المتحدة بقصد إفشال مهمتهم وكان التكتيك المتبع يقوم على جعل المنظمة الدولية تعترف بعدم قدرتها على حل المشكلة وجرها الاعتراف بشرعية النظام الاتحادي . ولقد تنبهت البعثة إلى أن وعود حكومة لندن كانت كاذبة وأعطى الدليل على ذلك أن سلطات عدن منعت رئيس البعثة من الظهور على شاشة التلفزيون العدني ليتحدث إلى السكان والى ممثليهم الفعليين ومنع قراره وبيانه بحجة انه تجاهل الحكومة الاتحادية .
أما اللورد شكلتون فلقد أختار السير همفري تريفليان بكل خبث خلفا للمندوب السامي الذي قبله واسمه ريتشارد ترنبول في 20 مايو 1967 والذي كان قادر على التكيف مع أوضاع الجنوب العربي حيث وجد اللورد شكلتون إن السير همفري تريفليان صاحب الحاسة السادسة وهو القادر على تنفيذ المهمة بكل خبث وعداء لشعب الجنوب العربي بينما ريتشارد ترنبول لم يقبل بهذه المهمة وكان شريفا حيث تتمثل فيه القيم والأخلاق البريطانية كما وصفته الصحف البريطانية حينها بذلك وكما أورد ذلك الضابط السياسي البريطاني ديفيد ليـدجـر في كتـابـه ((الرمال المتحركة )) الجزء الحادي عشر .
أن هذه الخطة التآمرية على الجنوب العربي رسمت خيوطها في أحدى البارات وباركها وزير الخارجية جورج بروان الذي كان متواجدا وتبادلوا نخب التآمر. لقد وصف اللورد شكلتون أعضاء وفد الجبهة القومية بطلبة الثانوية العامة ما عدا رئيس الوفد السيد قحطان الشعبي الذي كان جامعي. وقال اللورد شكلتون مستهزأ بهم " كنت أتوقع وفد يماثل وفد ماليزيا برئاسة تنكو عبدالرحمن أو وفد سنغافورة برئاسة لي كوان يو أو فد غانا برئاسة كوامي نكروما أو وفد كينيا التفاوضي برئاسة جومو كينياتا أو وفد تنزانيا برئاسة جوليوس نيريري إلى محادثات استقلال بلدانهم حيث كان لي شرف تمثيل بلدي المملكة المتحدة أمامهم .
يقول السير همفري تريفليان في كتابه (( الشرق الأوسط في ثورة )) الجزء الثالث (عدن 1967م) : " ضربنا قوات جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (FLOSY ) تلك الجبهة التي تدعمها مصر على الحدود اليمنية عندما حاولت الدخول إلى أراضي أصدقائنا الجدد ( يقصد الجبهة القومية ) . ولقد حذرنا رسميا السعودية بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا هم ساعدوا أو مدوا بأي شكل من الأشكال الشريف حسين أمير بيحان في محاولته استرداد إمارته بمعاونة بعض المشايخ الملكيين عن طريق حريب الحدودية وإن سلاح الجو الملكي البريطاني سيضرب بطائرات الهوكر هنتر المعتدين على أراضى أصدقائنا بل وسيتابعهم داخل الأراضي السعودية إذا ما دعت الضرورة لذلك ". و كيف أن اللورد شكلتون عند عودته الأخيرة من لندن إلى جنيف لمواصلة المفاوضات مع وفد الجبهة القومية قد حمل معه مبلغ 3 مليون جنية إسترليني نقدا سلمت إلى رئيس الوفد السيد قحطان الشعبي وكان المبلغ الوحيد الذي دفع من أصل 50 مليون جنية إسترليني كانت قد وعدت بها الحكومة البريطانية إلى حكومة اتحاد الجنوب العربي لتقديمها كمساعدة لها..( وما خفي كان أعظم وأن عادوا عدنا إلى الوثائق البريطانية ) .. والى الوثيقة السرية الثانية .
* محمد سعيد باحاج :كاتب وصحفي في صحيفتي (الرأي العام والطليعة ) الحضرمية في الستينات
لقد كانت مشكلة الجنوب العربي منذ عدة سنوات تطرح بانتظام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد بحثتها الجمعية العامة مرة أخرى في دورتها السنوية لعام 1966 وفي النهاية صوتت الجمعية العامة على قرار يطلب من الأمانة إرسال بعثة خاصة إلى عدن لدرس رغبات السكان هناك ووعدت المملكة المتحدة بالتعاون مع البعثة. في مارس 1967 ، توقف أعضاء البعثة الثلاثة وهم في طريقهم إلى عدن في لندن والقاهرة وجدة للاتصال بالسلطات الرسمية وبممثلي المعارضة إلا إن الجبهة القومية وجبهة التحرير تتهمان البعثة بأنها تلعب لعبة الاستعمار والرجعية وقررتا تجاهل وجودهما في عدن، ولدى وصولها إلى عدن قامت الجبهتان بموجة إضرابات ومظاهرات وصعدتا الأعمال الإرهابية ضد الجيش البريطاني حتى تظهر للبعثة عداء السكان لها وتبر هنا لها على قوتهما. أما الجانب البريطاني فقد بدلت سلطات عدن كل ما في وسعها لعزل ممثلي هيئة الأمم المتحدة بقصد إفشال مهمتهم وكان التكتيك المتبع يقوم على جعل المنظمة الدولية تعترف بعدم قدرتها على حل المشكلة وجرها الاعتراف بشرعية النظام الاتحادي . ولقد تنبهت البعثة إلى أن وعود حكومة لندن كانت كاذبة وأعطى الدليل على ذلك أن سلطات عدن منعت رئيس البعثة من الظهور على شاشة التلفزيون العدني ليتحدث إلى السكان والى ممثليهم الفعليين ومنع قراره وبيانه بحجة انه تجاهل الحكومة الاتحادية .
أما اللورد شكلتون فلقد أختار السير همفري تريفليان بكل خبث خلفا للمندوب السامي الذي قبله واسمه ريتشارد ترنبول في 20 مايو 1967 والذي كان قادر على التكيف مع أوضاع الجنوب العربي حيث وجد اللورد شكلتون إن السير همفري تريفليان صاحب الحاسة السادسة وهو القادر على تنفيذ المهمة بكل خبث وعداء لشعب الجنوب العربي بينما ريتشارد ترنبول لم يقبل بهذه المهمة وكان شريفا حيث تتمثل فيه القيم والأخلاق البريطانية كما وصفته الصحف البريطانية حينها بذلك وكما أورد ذلك الضابط السياسي البريطاني ديفيد ليـدجـر في كتـابـه ((الرمال المتحركة )) الجزء الحادي عشر .
أن هذه الخطة التآمرية على الجنوب العربي رسمت خيوطها في أحدى البارات وباركها وزير الخارجية جورج بروان الذي كان متواجدا وتبادلوا نخب التآمر. لقد وصف اللورد شكلتون أعضاء وفد الجبهة القومية بطلبة الثانوية العامة ما عدا رئيس الوفد السيد قحطان الشعبي الذي كان جامعي. وقال اللورد شكلتون مستهزأ بهم " كنت أتوقع وفد يماثل وفد ماليزيا برئاسة تنكو عبدالرحمن أو وفد سنغافورة برئاسة لي كوان يو أو فد غانا برئاسة كوامي نكروما أو وفد كينيا التفاوضي برئاسة جومو كينياتا أو وفد تنزانيا برئاسة جوليوس نيريري إلى محادثات استقلال بلدانهم حيث كان لي شرف تمثيل بلدي المملكة المتحدة أمامهم .
يقول السير همفري تريفليان في كتابه (( الشرق الأوسط في ثورة )) الجزء الثالث (عدن 1967م) : " ضربنا قوات جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (FLOSY ) تلك الجبهة التي تدعمها مصر على الحدود اليمنية عندما حاولت الدخول إلى أراضي أصدقائنا الجدد ( يقصد الجبهة القومية ) . ولقد حذرنا رسميا السعودية بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا هم ساعدوا أو مدوا بأي شكل من الأشكال الشريف حسين أمير بيحان في محاولته استرداد إمارته بمعاونة بعض المشايخ الملكيين عن طريق حريب الحدودية وإن سلاح الجو الملكي البريطاني سيضرب بطائرات الهوكر هنتر المعتدين على أراضى أصدقائنا بل وسيتابعهم داخل الأراضي السعودية إذا ما دعت الضرورة لذلك ". و كيف أن اللورد شكلتون عند عودته الأخيرة من لندن إلى جنيف لمواصلة المفاوضات مع وفد الجبهة القومية قد حمل معه مبلغ 3 مليون جنية إسترليني نقدا سلمت إلى رئيس الوفد السيد قحطان الشعبي وكان المبلغ الوحيد الذي دفع من أصل 50 مليون جنية إسترليني كانت قد وعدت بها الحكومة البريطانية إلى حكومة اتحاد الجنوب العربي لتقديمها كمساعدة لها..( وما خفي كان أعظم وأن عادوا عدنا إلى الوثائق البريطانية ) .. والى الوثيقة السرية الثانية .
* محمد سعيد باحاج :كاتب وصحفي في صحيفتي (الرأي العام والطليعة ) الحضرمية في الستينات
مذكرات حضرمية
في مقدمة الجزء الأول من هذه المقالة كتبنا “أن الانفتاح الذي شهدته الأقطار العربية في النصف الثاني من القرن العشرين قد شجع عددا من الأدباء والفنانين والمفكرين والسياسيين على تدوين تجاربهم الذاتية وصوغها في أشكال تعبيرية مختلفة تقع كلها في دائرة “كتابة الذات”: سير ذاتية، مذكرات، ذكريات، شهادات، مراسلات، يوميات… فمنذ أكثر من عقدين تقريبا أصبحنا نقرأ بين الفينة والأخرى عددا من النصوص “الذاتية” لشخصيات عربية متنوعة المشارب. واليوم أضحت ظاهرة كتابة المذكرات الشخصية جزءاً من المشهد السياسي والثقافي ليس في اليمن فحسب بل في كثير من الأقطار العربية وفي العالم كله، إذ لا يكاد يمر أسبوع أو شهر من دون أن تصدر مذكرات شخصية لهذا الرئيس أو ذلك الزعيم السياسي أو تلك الشخصية “الاعتبارية”. ولا ريب في أن التعددية السياسية قد دفعت بعض محترفي السياسة أو عشاقها إلى الإدلاء بدلوهم أو شهادتهم إسهاما منهم في “كتابة” التاريخ الصاخب للقرن العشرين”.
وهناك عدد كبير من الحضارم الذين مارسوا كتابة الذات في القرن العشرين. ويبدو ان معظمهم لم يكن يدرك المقومات الفنية أو المعايير الخاصة بفن السيرة الذاتية أو المذكرات. وهذا لا يعني أن عددا منهم قد كتب سيرته الذاتية أو مذكراته. لكن باستثناء كتابات القاص المرحوم عبد الله سالم باوزير (استعادة الزمن المفقود وحياتي) –والتي سبق أن كرست لها دراسة طويلة- لم تقع بين يدي سيرة ذاتية تنطبق عليها معايير الجنس – لمؤلف حضرمي آخر. فحتى كتاب المؤرخ سعيد عوض باوزير (حياة جديدة – سيرة ذاتية وشهادات) الذي قام بإعداده ونشره عام 2002 ابنه نجيب لا يمكن قراءته بوصفه سيرة ذاتية. فإذا كانت هناك صفحات يتحدث فيها باوزير عن السنوات الأولى لتكوينه فمعظم صفحات الكتاب تتكون من المقالات التي كان سعيد باوير قد نشرها في صحيفة (الطليعة) عن رحلته إلى عدن سنة 1963. ويتضمن الكتاب عددا من الشهادات التي كتبها عن سعيد عوض باوزير بعض من عرفوه وعايشوه مثل الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف.
وفي عام 2006 قام استشاري طب العيون الدكتور علي محسن السقاف بنشر كتابين قام بإعدادهما. الأول يحمل عنوان (السيرة الذاتية للحبيب علوي بن عبد الله بن حسين السقاف. 1315-1392هـ ونبذة مختصرة عن آبائه وأجداده)، ويحتوي على 344 صفحة. والصفحات التي تبرز فيها كتابة الذات في هذا الكتاب هي الصفحات التي يسرد فيها الحبيب علوي رحلاته إلى من سيؤن إلى تريم أو إلى جاوا أو إلى الحرمين. وهي في مجموعها لا تتجاوز 100 صفحة. وفي ما يلي فهرس الكتاب
مولد ونشأة الجد علوي بن عبد الله
رحلة تريم مع شيخه الحبيب محمد بن هادي السقاف
رحلة الجد علوي الثانية لجاوة
حياة الحبيب علوي بن عبد الله في أندونيسيا
حياة الحبيب علوي بن عبد الله السقاف في حضرموت بعد عودته من رحلته الأولى لجاوة
رحلتي الثانية للحرمين عام 1366هـ
رحلتي الثالثة إلى الحجاز
رحلة العمرة والحج في عام 1384هـ
حياة الجد علوي بن عبد الله في جدة أثناء قدومه للعمرة والزيارة
عمارة مسجد طه
قصة الخاتم
زيارة الجد علوي بن عبد الله بن حسين السقاف للقاهرة
إخوان الجد علوي بن عبد الله بن حسين السقاف
بقية إخوان الجد علوي بن عبد الله
محمد بن عبد الله بن حسين بن محسن
أحمد بن عبد الله بن حسين السقاف
حسين بن عبد الله بن حسين السقاف
أكبر أولاد الجد علوي بن عبد الله بن حسين، محسن بن علوي السقاف
بقية أولاد الجد علوي بن عبد الله
وفاة الجد علوي بن عبد الله السقاف
سيرة والد الجد علوي، الحبيب عبد الله بن حسين بن محسن بن علوي السقاف
وصية الحبيب عبيد الله بن محسن بن علوي لابن أخيه عبد الله بن حسين السقاف عند عزمه السفر إلى جاوة
أعمام الجد عبد الله بن حسين بن محسن الذين تولوا تربيته، الحبيب عبد الله بن محسن بن علوي السقاف
الحبيب عبيد الله بن محسن بن علوي بن سقاف
صورة من حياة الحبيب عبيد الله بن محسن اليومية
وصية الحبيب عبيد الله بن محسن لابن أخيه علوي بن حسين بن محسن عند سفره لجاوة
أسلاف الجد علوي بن عبد الله السقاف من القضاة، الحبيب محسن بن علوي بن سقاف
نصيحة الجد محسن للسلطان غالب بن محسن عند عزمه على الخروج من الهند إلى حضرموت
الحبيب علوي بن سقاف بن محمد
الحبيب سقاف بن محمد بن عمر بن طه
مختارات الحبيب علوي بن عبد الله السقاف
حرز حجاب لسيدنا علي زين العابدين بن الحسين لدفع البلاء والأذى
تساؤل
دعاء مأثور
عن الصوم
عن الصلاة
عن الإيمان
عن الأخلاق
في المساواة في الحقوق
في مولد النبي صلى الله عليه وسلم وزهده وقناعته
في فضل العمل
في الإنفاق
في العلم
عن العلم
ادع إلى سبيل ربك
في الحج
في الخمر
دعاء لرد البصر
دعاء الصادق
دعاء لرد الضائعة
ورد الحبيب عمر بن عبد الرحمن بن عقيل العطاس
مؤلفات الحبيب علوي بن عبد الله السقاف، المطبوعة
كتاب “النص الوارد في حكم تجديد المساجد”
كتاب “التلخيص الشافي من تاريخ آل طه بن
في مقدمة الجزء الأول من هذه المقالة كتبنا “أن الانفتاح الذي شهدته الأقطار العربية في النصف الثاني من القرن العشرين قد شجع عددا من الأدباء والفنانين والمفكرين والسياسيين على تدوين تجاربهم الذاتية وصوغها في أشكال تعبيرية مختلفة تقع كلها في دائرة “كتابة الذات”: سير ذاتية، مذكرات، ذكريات، شهادات، مراسلات، يوميات… فمنذ أكثر من عقدين تقريبا أصبحنا نقرأ بين الفينة والأخرى عددا من النصوص “الذاتية” لشخصيات عربية متنوعة المشارب. واليوم أضحت ظاهرة كتابة المذكرات الشخصية جزءاً من المشهد السياسي والثقافي ليس في اليمن فحسب بل في كثير من الأقطار العربية وفي العالم كله، إذ لا يكاد يمر أسبوع أو شهر من دون أن تصدر مذكرات شخصية لهذا الرئيس أو ذلك الزعيم السياسي أو تلك الشخصية “الاعتبارية”. ولا ريب في أن التعددية السياسية قد دفعت بعض محترفي السياسة أو عشاقها إلى الإدلاء بدلوهم أو شهادتهم إسهاما منهم في “كتابة” التاريخ الصاخب للقرن العشرين”.
وهناك عدد كبير من الحضارم الذين مارسوا كتابة الذات في القرن العشرين. ويبدو ان معظمهم لم يكن يدرك المقومات الفنية أو المعايير الخاصة بفن السيرة الذاتية أو المذكرات. وهذا لا يعني أن عددا منهم قد كتب سيرته الذاتية أو مذكراته. لكن باستثناء كتابات القاص المرحوم عبد الله سالم باوزير (استعادة الزمن المفقود وحياتي) –والتي سبق أن كرست لها دراسة طويلة- لم تقع بين يدي سيرة ذاتية تنطبق عليها معايير الجنس – لمؤلف حضرمي آخر. فحتى كتاب المؤرخ سعيد عوض باوزير (حياة جديدة – سيرة ذاتية وشهادات) الذي قام بإعداده ونشره عام 2002 ابنه نجيب لا يمكن قراءته بوصفه سيرة ذاتية. فإذا كانت هناك صفحات يتحدث فيها باوزير عن السنوات الأولى لتكوينه فمعظم صفحات الكتاب تتكون من المقالات التي كان سعيد باوير قد نشرها في صحيفة (الطليعة) عن رحلته إلى عدن سنة 1963. ويتضمن الكتاب عددا من الشهادات التي كتبها عن سعيد عوض باوزير بعض من عرفوه وعايشوه مثل الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف.
وفي عام 2006 قام استشاري طب العيون الدكتور علي محسن السقاف بنشر كتابين قام بإعدادهما. الأول يحمل عنوان (السيرة الذاتية للحبيب علوي بن عبد الله بن حسين السقاف. 1315-1392هـ ونبذة مختصرة عن آبائه وأجداده)، ويحتوي على 344 صفحة. والصفحات التي تبرز فيها كتابة الذات في هذا الكتاب هي الصفحات التي يسرد فيها الحبيب علوي رحلاته إلى من سيؤن إلى تريم أو إلى جاوا أو إلى الحرمين. وهي في مجموعها لا تتجاوز 100 صفحة. وفي ما يلي فهرس الكتاب
مولد ونشأة الجد علوي بن عبد الله
رحلة تريم مع شيخه الحبيب محمد بن هادي السقاف
رحلة الجد علوي الثانية لجاوة
حياة الحبيب علوي بن عبد الله في أندونيسيا
حياة الحبيب علوي بن عبد الله السقاف في حضرموت بعد عودته من رحلته الأولى لجاوة
رحلتي الثانية للحرمين عام 1366هـ
رحلتي الثالثة إلى الحجاز
رحلة العمرة والحج في عام 1384هـ
حياة الجد علوي بن عبد الله في جدة أثناء قدومه للعمرة والزيارة
عمارة مسجد طه
قصة الخاتم
زيارة الجد علوي بن عبد الله بن حسين السقاف للقاهرة
إخوان الجد علوي بن عبد الله بن حسين السقاف
بقية إخوان الجد علوي بن عبد الله
محمد بن عبد الله بن حسين بن محسن
أحمد بن عبد الله بن حسين السقاف
حسين بن عبد الله بن حسين السقاف
أكبر أولاد الجد علوي بن عبد الله بن حسين، محسن بن علوي السقاف
بقية أولاد الجد علوي بن عبد الله
وفاة الجد علوي بن عبد الله السقاف
سيرة والد الجد علوي، الحبيب عبد الله بن حسين بن محسن بن علوي السقاف
وصية الحبيب عبيد الله بن محسن بن علوي لابن أخيه عبد الله بن حسين السقاف عند عزمه السفر إلى جاوة
أعمام الجد عبد الله بن حسين بن محسن الذين تولوا تربيته، الحبيب عبد الله بن محسن بن علوي السقاف
الحبيب عبيد الله بن محسن بن علوي بن سقاف
صورة من حياة الحبيب عبيد الله بن محسن اليومية
وصية الحبيب عبيد الله بن محسن لابن أخيه علوي بن حسين بن محسن عند سفره لجاوة
أسلاف الجد علوي بن عبد الله السقاف من القضاة، الحبيب محسن بن علوي بن سقاف
نصيحة الجد محسن للسلطان غالب بن محسن عند عزمه على الخروج من الهند إلى حضرموت
الحبيب علوي بن سقاف بن محمد
الحبيب سقاف بن محمد بن عمر بن طه
مختارات الحبيب علوي بن عبد الله السقاف
حرز حجاب لسيدنا علي زين العابدين بن الحسين لدفع البلاء والأذى
تساؤل
دعاء مأثور
عن الصوم
عن الصلاة
عن الإيمان
عن الأخلاق
في المساواة في الحقوق
في مولد النبي صلى الله عليه وسلم وزهده وقناعته
في فضل العمل
في الإنفاق
في العلم
عن العلم
ادع إلى سبيل ربك
في الحج
في الخمر
دعاء لرد البصر
دعاء الصادق
دعاء لرد الضائعة
ورد الحبيب عمر بن عبد الرحمن بن عقيل العطاس
مؤلفات الحبيب علوي بن عبد الله السقاف، المطبوعة
كتاب “النص الوارد في حكم تجديد المساجد”
كتاب “التلخيص الشافي من تاريخ آل طه بن
عمر الصافي”
متعلقات الجد علوي الشخصية
أما الكتاب الثاني الذ نشره الدكتور علي محسن السقاف فيبدو أن عنوانه (مذكراتي ومختاراتي محسن بن علوي السقاف السيرة الذاتية) يعكس فعلا محتواه. فهو كله مدون بضمير المتكلم ويقول المؤلف في الصفحة الأولى منه “لقد كتبت هذه السيرة الذاتية بنفسي وأعانني على تسجيلها ابني الدكتور علي محسن وفقه الله وأعانه . وانا أهدف بها أمرين؛ الأول أن يتعرف قارؤها على صراع أحد أبناء حضرموت ومكافحته مع الحياة من أجل لقمة العيش، والثاني أن يستفيد القارئ مما صادفته من تجارب وخبرات لتكون له عونا في مشوار حياته”. وقد ولد السيد محسن بن علوي بسيئون في 13 رجب عام 1340هـ الموافق 11 مارس 1922م وعاش في أسرة عمل عدد من أفرادها بالقضاء مستورة الحال وفي بيئة علمية و أدبية غنية بالعلماء أمثال مفتي حضرموت و أديبها الأشهر عبد الرحمن بن عبيد اللاه السقاف وكان شاعرا و أديبا و رجلاً حكيما .. كما عمل رئيسا لبلدية سيئون و سكرتيرا للجنة المزارعين بالمنطقة وأسس أول مشروع زراعي حديث في ضواحي سيئون أواخر أربعينيات القرن الماضي وقال إن تجربته الزراعية علمته أن الاهتمام بالزراعة و الإخلاص فيها و إدارتها الإدارة الجيدة يمكن أن توفر الغذاء الكافي لسكان المنطقة ، بل و يمكن التصدير للخارج بكميات كبيرة…كما إنه أدخل إلى سيئون لأول مرة في مطلع الخمسينيات وطاحونا و رضّاحة و مصنعا للثلج تحت مسمى المشروع الصناعي. ثم هاجر إلى اندونيسيا وأريتريا واستقر به المقام في العربية السعودية التي نال جنسيتها لاحقا و زار بلدانا أخرى عديدة وربطته علاقات شخصية شخصيات كثيرة منها الشيخ سالم عبيد باحبيشي الذي قدمه في ثلاث صفحات من الكتاب. وقد اشتهر محسن بن علوي بمساهماته الكثيرة في عمارة المساجد و الأعمال الخيرية و مساعدة الأسر الفقيرة و الأرامل و الأيتام .و كان كثير الصدقات و إعانة ذوي الحاجات وأنشأ على نفقته الخاصة مستوصف عيديد الخيري في مدينة تريم و جهّزه بالأجهزة الحديثة و تولّى الإنفاق و الإشراف عليه و أوقف عليه من الأموال ما يضمن له الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية لعشرات الآلاف من المرتادين سنويا.
ومن الحضارم الذين قاموا بنشر مذكراتهم خلال السنوات العشر المنصرمة الأستاذ محمد علي باحميد المعروف في سيؤن بـ(ود علي). فقبل أربع سنوت – في عام 2007- أصدر دار حضرموت للدراسات والنشر كتابا لمحمد علي باحميد بعنوان (أيام لها إيقاع، مذكرات تربوي). وفي مقدمة الكتاب – وقبل أن يقدم لنا السببين اللذين دفعاه إلى كتابة مذكراته – ينبّه (ود علي) القارئ إلى أن لا ينتظر العثور فيه على حوادث بطولية خارقة فهو يكتب: “حياتي المتواضعة جدا والعادية جدا والبسيطة كل البساطة، يحياها ألوف من أمثالي البسطاء والعاديين من الناس، فليس في حياتي بطوله أو مجد، أو مغامرات أو مفاجآت، أو لفت نظر من أي نوع، وإنما هي حياة كل الزملاء من المعلمين الموظفين التعساء”. ص5
أما الأسباب التي دفعته لكتابة المذكرات فهي: “أ- غياب هذا النوع من الكتابة في مجتمع كمجتمع سيؤن الذي تطوقه رتابة الحياة المملة، وأخذ أفراده بأسباب الحذر والحيطة دائما في كل شيء، والتهيّب من كل نبش الحال الذي هو عليه بكل ما فيه من خير وشر وسلبيات وإيجابيات. ب- إن الذي كتبته يمثل جزءا من تاريخ فترة زمنية مضى عليها اليوم عمر جيل بأكمله، أردت أن يكون مرجعا تعليميا ورياضيا وثقافيا تستفيد منه كل الأجيال الحاضرة واللاحقة”. ورغم أنني لم أعثر في مذكرات محمد علي باحميد على معلومات يمكن أن تخدش الحياء – مثلما هو الحال في سير أو مذكرات بعض الكتاب الغربيين أو المغاربة- أو تسيء لأي شخص، فقد أخذ الكاتب حيطته وأنهى المقدمة على النحو الآتي: “إن هذه المذكرات ربما تبدو العديد من فقراتها صريحة للغاية، بل وجريئة إلى حد كبير، وقد تناولت بالنقد بعض المؤسسات والأشخاص، بيد أنني أود التأكيد على أنني أكنّ لكل تلك المؤسسات والأشخاص كل تقدير واحترام لآرائهم واختلاف وجهات النظر معهم أمر وارد ولا يفسد للود قضية، وبالطبع فأنني لا أدعـّي الصواب في كافة المواقف التي اتخذتها أو الآراء التي عبرت عنها، وأحترم الرأي الآخر، وأقبل النقد برحابة صدر”.ص6
وقد تمّ تقسيم الكتاب إلى ستة فصول يبيّن عنوان كل واحد منها محتواه بشكل دقيق. ففي الفصل الأول (النشأة والدراسة) يسرد (ود علي) – بنبرة كتاب السيرة الذاتية-مولده بمدينة الغرفة غرب مدينة سيؤن. وقدّم أسرته واصفا إياها بـ “الأسرة متوسطة الحال”. أما أبوه “الكادح إلى ربه” فكان يعمل موظفا حكوميا في سيؤن. وقد توفي في 3 فبراير 1996.
ويذكر المؤلف أساتذته في المدرسة الابتدائية في الغرفة وفي المدرسة الحكومية في سيؤن ثم في المدرسة الوسطى ووفي ثانوية سيؤن وثانوية المكلا.
ورغم أن (ود علي) لم يشر إلى أي مشاركة سياسية شخصية له فهو يذكر أنه قد تعرض للسجن مدة أسبوع بعيد الاستقلال في معسكر مدرم (حصن الحوارث)، وذلك من قبل أفراد من الجبهة القومية
متعلقات الجد علوي الشخصية
أما الكتاب الثاني الذ نشره الدكتور علي محسن السقاف فيبدو أن عنوانه (مذكراتي ومختاراتي محسن بن علوي السقاف السيرة الذاتية) يعكس فعلا محتواه. فهو كله مدون بضمير المتكلم ويقول المؤلف في الصفحة الأولى منه “لقد كتبت هذه السيرة الذاتية بنفسي وأعانني على تسجيلها ابني الدكتور علي محسن وفقه الله وأعانه . وانا أهدف بها أمرين؛ الأول أن يتعرف قارؤها على صراع أحد أبناء حضرموت ومكافحته مع الحياة من أجل لقمة العيش، والثاني أن يستفيد القارئ مما صادفته من تجارب وخبرات لتكون له عونا في مشوار حياته”. وقد ولد السيد محسن بن علوي بسيئون في 13 رجب عام 1340هـ الموافق 11 مارس 1922م وعاش في أسرة عمل عدد من أفرادها بالقضاء مستورة الحال وفي بيئة علمية و أدبية غنية بالعلماء أمثال مفتي حضرموت و أديبها الأشهر عبد الرحمن بن عبيد اللاه السقاف وكان شاعرا و أديبا و رجلاً حكيما .. كما عمل رئيسا لبلدية سيئون و سكرتيرا للجنة المزارعين بالمنطقة وأسس أول مشروع زراعي حديث في ضواحي سيئون أواخر أربعينيات القرن الماضي وقال إن تجربته الزراعية علمته أن الاهتمام بالزراعة و الإخلاص فيها و إدارتها الإدارة الجيدة يمكن أن توفر الغذاء الكافي لسكان المنطقة ، بل و يمكن التصدير للخارج بكميات كبيرة…كما إنه أدخل إلى سيئون لأول مرة في مطلع الخمسينيات وطاحونا و رضّاحة و مصنعا للثلج تحت مسمى المشروع الصناعي. ثم هاجر إلى اندونيسيا وأريتريا واستقر به المقام في العربية السعودية التي نال جنسيتها لاحقا و زار بلدانا أخرى عديدة وربطته علاقات شخصية شخصيات كثيرة منها الشيخ سالم عبيد باحبيشي الذي قدمه في ثلاث صفحات من الكتاب. وقد اشتهر محسن بن علوي بمساهماته الكثيرة في عمارة المساجد و الأعمال الخيرية و مساعدة الأسر الفقيرة و الأرامل و الأيتام .و كان كثير الصدقات و إعانة ذوي الحاجات وأنشأ على نفقته الخاصة مستوصف عيديد الخيري في مدينة تريم و جهّزه بالأجهزة الحديثة و تولّى الإنفاق و الإشراف عليه و أوقف عليه من الأموال ما يضمن له الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية لعشرات الآلاف من المرتادين سنويا.
ومن الحضارم الذين قاموا بنشر مذكراتهم خلال السنوات العشر المنصرمة الأستاذ محمد علي باحميد المعروف في سيؤن بـ(ود علي). فقبل أربع سنوت – في عام 2007- أصدر دار حضرموت للدراسات والنشر كتابا لمحمد علي باحميد بعنوان (أيام لها إيقاع، مذكرات تربوي). وفي مقدمة الكتاب – وقبل أن يقدم لنا السببين اللذين دفعاه إلى كتابة مذكراته – ينبّه (ود علي) القارئ إلى أن لا ينتظر العثور فيه على حوادث بطولية خارقة فهو يكتب: “حياتي المتواضعة جدا والعادية جدا والبسيطة كل البساطة، يحياها ألوف من أمثالي البسطاء والعاديين من الناس، فليس في حياتي بطوله أو مجد، أو مغامرات أو مفاجآت، أو لفت نظر من أي نوع، وإنما هي حياة كل الزملاء من المعلمين الموظفين التعساء”. ص5
أما الأسباب التي دفعته لكتابة المذكرات فهي: “أ- غياب هذا النوع من الكتابة في مجتمع كمجتمع سيؤن الذي تطوقه رتابة الحياة المملة، وأخذ أفراده بأسباب الحذر والحيطة دائما في كل شيء، والتهيّب من كل نبش الحال الذي هو عليه بكل ما فيه من خير وشر وسلبيات وإيجابيات. ب- إن الذي كتبته يمثل جزءا من تاريخ فترة زمنية مضى عليها اليوم عمر جيل بأكمله، أردت أن يكون مرجعا تعليميا ورياضيا وثقافيا تستفيد منه كل الأجيال الحاضرة واللاحقة”. ورغم أنني لم أعثر في مذكرات محمد علي باحميد على معلومات يمكن أن تخدش الحياء – مثلما هو الحال في سير أو مذكرات بعض الكتاب الغربيين أو المغاربة- أو تسيء لأي شخص، فقد أخذ الكاتب حيطته وأنهى المقدمة على النحو الآتي: “إن هذه المذكرات ربما تبدو العديد من فقراتها صريحة للغاية، بل وجريئة إلى حد كبير، وقد تناولت بالنقد بعض المؤسسات والأشخاص، بيد أنني أود التأكيد على أنني أكنّ لكل تلك المؤسسات والأشخاص كل تقدير واحترام لآرائهم واختلاف وجهات النظر معهم أمر وارد ولا يفسد للود قضية، وبالطبع فأنني لا أدعـّي الصواب في كافة المواقف التي اتخذتها أو الآراء التي عبرت عنها، وأحترم الرأي الآخر، وأقبل النقد برحابة صدر”.ص6
وقد تمّ تقسيم الكتاب إلى ستة فصول يبيّن عنوان كل واحد منها محتواه بشكل دقيق. ففي الفصل الأول (النشأة والدراسة) يسرد (ود علي) – بنبرة كتاب السيرة الذاتية-مولده بمدينة الغرفة غرب مدينة سيؤن. وقدّم أسرته واصفا إياها بـ “الأسرة متوسطة الحال”. أما أبوه “الكادح إلى ربه” فكان يعمل موظفا حكوميا في سيؤن. وقد توفي في 3 فبراير 1996.
ويذكر المؤلف أساتذته في المدرسة الابتدائية في الغرفة وفي المدرسة الحكومية في سيؤن ثم في المدرسة الوسطى ووفي ثانوية سيؤن وثانوية المكلا.
ورغم أن (ود علي) لم يشر إلى أي مشاركة سياسية شخصية له فهو يذكر أنه قد تعرض للسجن مدة أسبوع بعيد الاستقلال في معسكر مدرم (حصن الحوارث)، وذلك من قبل أفراد من الجبهة القومية
نصورة. ومكث هناك حوالي اثنتي عشر سنة .. وبالنسبة للأخ محمود صقران، فكما يقول شهود عيان أنه اختطف وهو على دراجته النارية في ساحة مسجد الرياض بسيؤن من قبل رجال أمن الدولة، واقتيد إلى مكان مجهول غير معروف، ولم يظهر بعد هذا التاريخ. وأنا أذكر أنه جاء إلى منزلي بسيؤن بعد خروجي من السجن بيوم واحد في فبراير من عام 1973 وهنأني، ثم قال لي: إن الأمن السياسي في سيؤن أمرني أن أوقع بإمضائي في القصر مرتين في اليوم صباحا ومساء، ومعي بعض الشخصيات من المناصب، وكذلك نفس الشيء في تريم على بعض الشخصيات
الذين كانوا يطاردون – على ما يبدو سالم محمد السقاف- الذي كان منتميا لجبهة التحرير حسب المذكرات.(ص34-35)
وفي الفصل الثاني يتناول الأستاذ محمد علي باحميد تجربته الطويلة في حقل التربية والتعليم. فهو بدأ التدريس في مدرسة الأخوة والمعاونة في تريم. ثم عمل مدرسا في مدرسة جيل الثورة التي درَس بها حينما انتقل إلى سيؤن في مطلع الستينات. وفي عام 1975 أصبح الفنان الخطاط محمد علي باحميد مدرسا للتربية الفنية في ثانوية سيؤن. وكان له دور كبير في إنجاح المعارض الفنية المتميزة لتلك المدرسة. ومن ثانوية سيؤن انتقل إلى دار المعلمين المتوسط ثم إلى معهد إعداد وتدريب المعلمين، ثم انتدب للعمل في كلية التربية بسيؤن. وفي نهاية هذا الفصل يحكي محمد علي بمرارة المشاكل الإدارية (أو ما يسميه الازدواج الوظيفي) التي واجهها – ولا يزال- من قبل إدارات التربية المختلفة.
وفي الفصل الثالث من الكتاب يتناول المؤلف (رحلته مع الرياضة). فقد كان لـ(ود علي) جهودا بارزة في تنشيط هذا النادي لاسيما في الجوانب الثقافية. واختير رئيسا لنادي شعلة الوادي الرياضي الثقافي.
ومن أفضل فصول المذكرات بالنسبة لي الفصل الذي تناول فيه ود علي نشاطه وإسهاماته في (واحة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين). وأجزم هنا أن (ود علي) كان في كثير من السنوات الدينامو الفعلي لشعبة سيؤن لاتحاد الأدباء والكتاب. وقد تضمنت المذكرات عناوين المداخلات التي ألقاها في تلك الشعبة وكثير منها يتعلق بأديب سيؤن الاول علي أحمد باكثير. ولهذا حرصت – العام الماضي -2010- أن يكون اسمه ضمن المكرمين بدرع الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة عدن الذي تم منحه لعدد من الذين أسهموا في إبراز تراث باكثير خلال ندوة باكثير التي نظمت في سيؤن في نهاية شهر ديسمبر الماضي.
وفي الفصل الخامس تناول محمد علي باحميد إسهاماته في مجال الصحافة والإعلام. وذكر عدد من المقالات التي أخذت طرقها للنشر في صحف (الأيام والثورة والصحوة)، وكذلك تلك التي تم حجبها من قبل القائمين على تلك الصحف!
اما الفصل الأخير فقد كرسه المؤلف لتقديم ست شخصيات قامت بدور متميز في حياته وهي: أبوه علي محمد بن عمر باحميد والشاعر سالم زين باحميد والأستاذ أحمد محمد بن صافي والشاعر المؤرخ محمد بن أحمد الشاطري والأستاذ الباحث عبد القادر محمد الصبان والأستاذ عبد الرحمن عبد اللاه بارجاء.
ومثل غيره من كتاب المذكرات سعى الأستاذ محمد علي إلى ترسيخ الجانب التاريخي والتوثيقي لمذكراته من خلال تضمينها مجموعة كبيرة من الوثائق المتنوعة والصور.
وأخيرا ينبغي الإشارة إلى أن المؤلف قد أهدأ مذكراته إلى زوجته (أم الأولاد التي تذوقت معها نعيم السكن والمودة والرحمة”. وقد وقّـع محمد علي هذا الإهداء بكنيته: أبو عادل. فـ(ود علي) – كما هو معلوم – والد الدكتور عادل محمد علي باحميد الذي يعمل اليوم من أجل حضرموت على جبهات عدة
***
وفي عام 2008 صدرت الطبعة الأولى الجزء الأول من (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير1960- 1969م حضرموت) بقلم الاستاذ عبد القادر أحمد باكثير عضو القيادة المحلية للجبهة القومية حضرموت . وتناول الجزء الأول من الكتاب إضافة إلى المقدمة لمحات من تاريخ نضال الجبهة القومية في حضرموت لاسيما في الوادي خلال الفترة التي يوثقها . وقد تضمن الكتاب أربعة فصول وعددا كبيرا من الوثائق والصور حول مراحل النضال والتحرير ضد الإستعمار البريطاني في بلادنا. ويتحدث المؤلف في مذكراته العديد من الشخصيات الوطنية والثورية التي وهبت أرواحها فداءً للمثل والمبادئ السامية التي ناضلت من أجلها.
وفي عام 2009 نشر باكثير الجزء الثاني من مذكراته (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير في حضرموت 1960- 1970) ، الذي يتضمن ثلاثة فصول تقع في 247 صفحة. في الفصل الأول منها استعرض بشكل سريع دور الهيئات الشعبية في المكلا ومدن الساحل الأخرى في النضال ضد الاستعمار. أما الفصل الثاني (ص37 الى ص205) فقد ضمنه باكثير عرض تاريخي بعنوان: أسرار لم تنشر عن سقوط سلطنات القعيطي والكثيري والواحدي وحبان وعزان وبير علي بواسطة جيش التحرير للجبهة القومية سبتمبر أكتوبر نوفمبر 1967، وقد كتبها المناضل عباس حسين العيدروس عضو اللجنة الشعبية التنظيمية للجبهة القومية بحضرموت وزميل المؤلف عبد القادر أحمد باكثير.
وتحدث عبد القادر باكثير في الفصل الثالث من الجزء الثاني من مذراته عن الأحداث التي أعقبت حركة 22 يونيو 1969 بشكل موجز. ومن أهم ما جاء في هذا الفصل: “قامت الحكومة الجديدة بملاحقة القيادات المحلية وأعضاء التنظيم والمحافظين والوزراء السابقين، واتخذت إجراءات ضدهم. فقحطان الشعبي اعتقل ووضع في زنزانة في السجن، واعتقل كذلك فيصل عبداللطيف وبعض الوزراء. ومن حضرموت اعتقل المحافظ سالم علي الكندي مع المناضل يسلم ديان. وبالنسبة للأخ سالم تومة فقد اعتقل وهو يمشي على حافة شارع الجزائر وأرسل جوا إلى عدن وأودع في معسكر فتح بالتواهي، وتم استجوابه وتعذيبه، ثم نقل إلى سجن الم
وفي الفصل الثاني يتناول الأستاذ محمد علي باحميد تجربته الطويلة في حقل التربية والتعليم. فهو بدأ التدريس في مدرسة الأخوة والمعاونة في تريم. ثم عمل مدرسا في مدرسة جيل الثورة التي درَس بها حينما انتقل إلى سيؤن في مطلع الستينات. وفي عام 1975 أصبح الفنان الخطاط محمد علي باحميد مدرسا للتربية الفنية في ثانوية سيؤن. وكان له دور كبير في إنجاح المعارض الفنية المتميزة لتلك المدرسة. ومن ثانوية سيؤن انتقل إلى دار المعلمين المتوسط ثم إلى معهد إعداد وتدريب المعلمين، ثم انتدب للعمل في كلية التربية بسيؤن. وفي نهاية هذا الفصل يحكي محمد علي بمرارة المشاكل الإدارية (أو ما يسميه الازدواج الوظيفي) التي واجهها – ولا يزال- من قبل إدارات التربية المختلفة.
وفي الفصل الثالث من الكتاب يتناول المؤلف (رحلته مع الرياضة). فقد كان لـ(ود علي) جهودا بارزة في تنشيط هذا النادي لاسيما في الجوانب الثقافية. واختير رئيسا لنادي شعلة الوادي الرياضي الثقافي.
ومن أفضل فصول المذكرات بالنسبة لي الفصل الذي تناول فيه ود علي نشاطه وإسهاماته في (واحة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين). وأجزم هنا أن (ود علي) كان في كثير من السنوات الدينامو الفعلي لشعبة سيؤن لاتحاد الأدباء والكتاب. وقد تضمنت المذكرات عناوين المداخلات التي ألقاها في تلك الشعبة وكثير منها يتعلق بأديب سيؤن الاول علي أحمد باكثير. ولهذا حرصت – العام الماضي -2010- أن يكون اسمه ضمن المكرمين بدرع الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة عدن الذي تم منحه لعدد من الذين أسهموا في إبراز تراث باكثير خلال ندوة باكثير التي نظمت في سيؤن في نهاية شهر ديسمبر الماضي.
وفي الفصل الخامس تناول محمد علي باحميد إسهاماته في مجال الصحافة والإعلام. وذكر عدد من المقالات التي أخذت طرقها للنشر في صحف (الأيام والثورة والصحوة)، وكذلك تلك التي تم حجبها من قبل القائمين على تلك الصحف!
اما الفصل الأخير فقد كرسه المؤلف لتقديم ست شخصيات قامت بدور متميز في حياته وهي: أبوه علي محمد بن عمر باحميد والشاعر سالم زين باحميد والأستاذ أحمد محمد بن صافي والشاعر المؤرخ محمد بن أحمد الشاطري والأستاذ الباحث عبد القادر محمد الصبان والأستاذ عبد الرحمن عبد اللاه بارجاء.
ومثل غيره من كتاب المذكرات سعى الأستاذ محمد علي إلى ترسيخ الجانب التاريخي والتوثيقي لمذكراته من خلال تضمينها مجموعة كبيرة من الوثائق المتنوعة والصور.
وأخيرا ينبغي الإشارة إلى أن المؤلف قد أهدأ مذكراته إلى زوجته (أم الأولاد التي تذوقت معها نعيم السكن والمودة والرحمة”. وقد وقّـع محمد علي هذا الإهداء بكنيته: أبو عادل. فـ(ود علي) – كما هو معلوم – والد الدكتور عادل محمد علي باحميد الذي يعمل اليوم من أجل حضرموت على جبهات عدة
***
وفي عام 2008 صدرت الطبعة الأولى الجزء الأول من (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير1960- 1969م حضرموت) بقلم الاستاذ عبد القادر أحمد باكثير عضو القيادة المحلية للجبهة القومية حضرموت . وتناول الجزء الأول من الكتاب إضافة إلى المقدمة لمحات من تاريخ نضال الجبهة القومية في حضرموت لاسيما في الوادي خلال الفترة التي يوثقها . وقد تضمن الكتاب أربعة فصول وعددا كبيرا من الوثائق والصور حول مراحل النضال والتحرير ضد الإستعمار البريطاني في بلادنا. ويتحدث المؤلف في مذكراته العديد من الشخصيات الوطنية والثورية التي وهبت أرواحها فداءً للمثل والمبادئ السامية التي ناضلت من أجلها.
وفي عام 2009 نشر باكثير الجزء الثاني من مذكراته (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير في حضرموت 1960- 1970) ، الذي يتضمن ثلاثة فصول تقع في 247 صفحة. في الفصل الأول منها استعرض بشكل سريع دور الهيئات الشعبية في المكلا ومدن الساحل الأخرى في النضال ضد الاستعمار. أما الفصل الثاني (ص37 الى ص205) فقد ضمنه باكثير عرض تاريخي بعنوان: أسرار لم تنشر عن سقوط سلطنات القعيطي والكثيري والواحدي وحبان وعزان وبير علي بواسطة جيش التحرير للجبهة القومية سبتمبر أكتوبر نوفمبر 1967، وقد كتبها المناضل عباس حسين العيدروس عضو اللجنة الشعبية التنظيمية للجبهة القومية بحضرموت وزميل المؤلف عبد القادر أحمد باكثير.
وتحدث عبد القادر باكثير في الفصل الثالث من الجزء الثاني من مذراته عن الأحداث التي أعقبت حركة 22 يونيو 1969 بشكل موجز. ومن أهم ما جاء في هذا الفصل: “قامت الحكومة الجديدة بملاحقة القيادات المحلية وأعضاء التنظيم والمحافظين والوزراء السابقين، واتخذت إجراءات ضدهم. فقحطان الشعبي اعتقل ووضع في زنزانة في السجن، واعتقل كذلك فيصل عبداللطيف وبعض الوزراء. ومن حضرموت اعتقل المحافظ سالم علي الكندي مع المناضل يسلم ديان. وبالنسبة للأخ سالم تومة فقد اعتقل وهو يمشي على حافة شارع الجزائر وأرسل جوا إلى عدن وأودع في معسكر فتح بالتواهي، وتم استجوابه وتعذيبه، ثم نقل إلى سجن الم