قصر غُمدان، حرم اليمن المفقود
يُعتبر قصر غُمدان في صنعاء من أقدم قصور العالم إن لم يكن أقدمها، وقد نسجت حوله أساطير فلكية وتنجيمية تظهر مدى أهميته بين اليمنيين، فكان فيه قطّارة أو ساعة مائية لحساب الوقت[1]. وربما تم استغلال طوله الشاهق كمرصد فلكي، حيث يقدّر الدارسون أن ارتفاعه كان لا يقل عن أربعين متراً [2] وزعم بعض المؤرخين أن بانيه هو الملك الضحاك الملقب بيوراسب، وبناه على اسم الزُهرة[3] وهو أحد البيوت السبعة الموضوعة على أسماء الكواكب وروحانيتها.[4] وذكر ابن خلدون أن الأمم كانت تحج إليه[5] ويعتقد البعض أن الضحاك هو لقب الملك السكسك بن وائل بن حمير بن سبأ عبد شمس، وهو من ملوك الزمن السبئي الأقدم بالقرن التاسع عشر قبل الميلاد[6] أما أقدم ذكر لقصر غمدان (باسم غندن) في النقوش فيرجع إلى عهد الملك السبئي شعرم أوتر ملك سبأ وذي ريدان في عام 220 ق.م، وظل القصر يلعب دوراً هاماً خاصة في القرن السادس الميلادي حيث اتخذه أبرهة مقراً له[7].
أقدم ذكر لقصر غمدان، باسم "غندن"
حين ذكر الهمداني قصر غمدان وصف أن بناءه تم بموافقة طوالع النجوم، وأن هذا أكسبه خواصاً مميزة، قال: «ذَكر حُسّاب اليمن كابراً عن كابر أن الطالع كان ساعة بنائه الثور وفيه الزهرة والمريخ، ويوجد طبائع هذا البرج في ثبات الأشياء بها، وقلة تغيّرها»[8]
وتقول إحدى الروايات: «بقي القصر على حاله إلى أيام خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قعد بعض الليالي بظاهر المدينة إذ نظر في الجو شيئا يضيء شبه كوكب دري فسال عنه فقال بعض من حضر مجلس أمير المؤمنين وفي خدمته: إنّ هذا ضوء شمعة تشعل على أعلى قصر غمدان بصنعاء، فأمر بهدمه، فهُدِم»[9] وفي روايات أخرى أنه قال: «لا يستقيم أمر العرب ما دام فيها غمدانها. وهذا القول هو الذى حضّ عثمان على هدمه»[10]، مع العلم أن اليمنيين يقرنون الزهرة بالآلهة "نورو" والتي تعني "الضوء"، فلعل الرواية تشير إليها بالشمعة أعلى غمدان. خاصة وقد كانت حمير تقدس ناراً وتعبدها.
نفهم من هذا الوصف الأسطوري للقصر أنه قد لعب دوراً في عقائد الفلك والتنجيم التي آمن بها اليمنيون، وكانت من صميم دينهم الوثني، وهناك رواية ذكرها نشوان الحميري في القرن السادس الهجري أن ملك اليمن أسعد الكامل كان إذا أراد أن يخرج للغزو أو في سفرٍ طويل، استشار المنجّمين «وكان أيضاً يعرف علم النجوم»[11] ولا عجب؛ فقد كان دين اليمنيين القديم يقوم على تقديس الأجرام السماوية مما طوّر معرفتهم الفلكية، وقد كان لهم تقويم خاص. واعتقد اليمنيون أن لكوكب الزُهرة تأثيراً على الأنواء الجوية، من رعد ومطر وعواصف، وكانوا يسمونها الإله عثتر[12] فجاء الإسلام قاطعاً مع هذا التراث باعتباره عقائداً وثنية شركية مخالفة لعقيدة الإسلام، ولدينا رواية إسلامية مهمة أوردها ابن سعد تتحدث عن بقايا وثنية في اليمن، في رواية وفد خولان إلى الرسول أنه سألهم عن صنم اسمه "عم أنس" والمقصود به الإله "عم" إله مملكة قتبان اليمنية القديمة والذي يظهر في مئات النقوش. فقالوا له: "بَدَّلَنَا اللَّهُ مَا جِئْتَ بِهِ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنَّا بَعْدُ بَقَايَا مِنْ شَيْخٍ كَبِيرٍ وَعَجُوزٍ كَبِيرَةٍ مُتَمَسِّكُونَ بِهِ" ولعل هذا ما حضّ المسلمين على هدم قصر غُمدان، فقد ذكره الشهرستاني ضمن البيوت المُتخذة للعبادة: «ومنها بيت غمدان الذي بمدينة صنعاء اليمن بناه الضحاك على اسم الزهرة, وخربه عثمان بن عفان رضي الله عنه»[13]
ويفدينا بهذا الشأن أن نستحضر حقيقة أن اليمنيين كانوا أول من ارتد بعد موت الرسول مباشرة، فربما شكّل القصر رمزاً سياسياً ودينياً يلتفّون حوله، فتم هدمه وبناء رمز إسلامي على أنقاضه هو الجامع الكبير اليوم. ولا يمكن إغفال الشبه الملحوظ بين شكل الجامع الكبير وشكل الحرم المكي حتى اليوم، خاصة مع وجود غرفة الودائع الثمينة وسط ساحة الجامع الكبير، في نفس موضع الكعبة، وهي الغرفة التي عُثِر فيها على أقدم مخطوطات قرآنية على الإطلاق، المعروفة بمخطوطات صنعاء أو طُروس صنعاء
ويُعتقد أن أحد أبواب الجامع الكبير هو نفسه باب قصر غمدان، وعليه كتابات بخط المسند.
وقد أسهب المؤرخ العراقي جواد علي، وهو أحد أهم المتخصصين في تاريخ العرب قبل الإسلام، في الحديث عن خسارة آثار اليمن وقال في موسوعته:
«تفيدنا دراسة المباني اليمانية في الزمن الحاضر فائدة كبيرة في تكوين فكرة عن البناء عند أهل اليمن قبل الإسلام ... وما قاله "الهمداني" في صفة بعض المباني والقصور الجاهلية التي كانت قائمة في أيامه ثم زالت، ينطبق على أوصاف القصور والمباني القائمة الآن... وقد زال أكثر المباني الجاهلية، ويا للأسف، بسبب اعتداء الإنسان بجهله ... وقد حُطِّمت تماثيل جميلة عُثِر عليها بين الرمال ولا تزال تُحطَّم؛ لأنها في نظر العاثرين عليها أصنام لقوم كفرة، وتماثيل قوم ممسوخين غضب الله عليهم، فلا يجوز الاحتفاظ بها، فهُشِّمت وعُبِث بها، وبذلك خسر العرب كنوزًا فنية وذخائر لا تق
يُعتبر قصر غُمدان في صنعاء من أقدم قصور العالم إن لم يكن أقدمها، وقد نسجت حوله أساطير فلكية وتنجيمية تظهر مدى أهميته بين اليمنيين، فكان فيه قطّارة أو ساعة مائية لحساب الوقت[1]. وربما تم استغلال طوله الشاهق كمرصد فلكي، حيث يقدّر الدارسون أن ارتفاعه كان لا يقل عن أربعين متراً [2] وزعم بعض المؤرخين أن بانيه هو الملك الضحاك الملقب بيوراسب، وبناه على اسم الزُهرة[3] وهو أحد البيوت السبعة الموضوعة على أسماء الكواكب وروحانيتها.[4] وذكر ابن خلدون أن الأمم كانت تحج إليه[5] ويعتقد البعض أن الضحاك هو لقب الملك السكسك بن وائل بن حمير بن سبأ عبد شمس، وهو من ملوك الزمن السبئي الأقدم بالقرن التاسع عشر قبل الميلاد[6] أما أقدم ذكر لقصر غمدان (باسم غندن) في النقوش فيرجع إلى عهد الملك السبئي شعرم أوتر ملك سبأ وذي ريدان في عام 220 ق.م، وظل القصر يلعب دوراً هاماً خاصة في القرن السادس الميلادي حيث اتخذه أبرهة مقراً له[7].
أقدم ذكر لقصر غمدان، باسم "غندن"
حين ذكر الهمداني قصر غمدان وصف أن بناءه تم بموافقة طوالع النجوم، وأن هذا أكسبه خواصاً مميزة، قال: «ذَكر حُسّاب اليمن كابراً عن كابر أن الطالع كان ساعة بنائه الثور وفيه الزهرة والمريخ، ويوجد طبائع هذا البرج في ثبات الأشياء بها، وقلة تغيّرها»[8]
وتقول إحدى الروايات: «بقي القصر على حاله إلى أيام خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قعد بعض الليالي بظاهر المدينة إذ نظر في الجو شيئا يضيء شبه كوكب دري فسال عنه فقال بعض من حضر مجلس أمير المؤمنين وفي خدمته: إنّ هذا ضوء شمعة تشعل على أعلى قصر غمدان بصنعاء، فأمر بهدمه، فهُدِم»[9] وفي روايات أخرى أنه قال: «لا يستقيم أمر العرب ما دام فيها غمدانها. وهذا القول هو الذى حضّ عثمان على هدمه»[10]، مع العلم أن اليمنيين يقرنون الزهرة بالآلهة "نورو" والتي تعني "الضوء"، فلعل الرواية تشير إليها بالشمعة أعلى غمدان. خاصة وقد كانت حمير تقدس ناراً وتعبدها.
نفهم من هذا الوصف الأسطوري للقصر أنه قد لعب دوراً في عقائد الفلك والتنجيم التي آمن بها اليمنيون، وكانت من صميم دينهم الوثني، وهناك رواية ذكرها نشوان الحميري في القرن السادس الهجري أن ملك اليمن أسعد الكامل كان إذا أراد أن يخرج للغزو أو في سفرٍ طويل، استشار المنجّمين «وكان أيضاً يعرف علم النجوم»[11] ولا عجب؛ فقد كان دين اليمنيين القديم يقوم على تقديس الأجرام السماوية مما طوّر معرفتهم الفلكية، وقد كان لهم تقويم خاص. واعتقد اليمنيون أن لكوكب الزُهرة تأثيراً على الأنواء الجوية، من رعد ومطر وعواصف، وكانوا يسمونها الإله عثتر[12] فجاء الإسلام قاطعاً مع هذا التراث باعتباره عقائداً وثنية شركية مخالفة لعقيدة الإسلام، ولدينا رواية إسلامية مهمة أوردها ابن سعد تتحدث عن بقايا وثنية في اليمن، في رواية وفد خولان إلى الرسول أنه سألهم عن صنم اسمه "عم أنس" والمقصود به الإله "عم" إله مملكة قتبان اليمنية القديمة والذي يظهر في مئات النقوش. فقالوا له: "بَدَّلَنَا اللَّهُ مَا جِئْتَ بِهِ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنَّا بَعْدُ بَقَايَا مِنْ شَيْخٍ كَبِيرٍ وَعَجُوزٍ كَبِيرَةٍ مُتَمَسِّكُونَ بِهِ" ولعل هذا ما حضّ المسلمين على هدم قصر غُمدان، فقد ذكره الشهرستاني ضمن البيوت المُتخذة للعبادة: «ومنها بيت غمدان الذي بمدينة صنعاء اليمن بناه الضحاك على اسم الزهرة, وخربه عثمان بن عفان رضي الله عنه»[13]
ويفدينا بهذا الشأن أن نستحضر حقيقة أن اليمنيين كانوا أول من ارتد بعد موت الرسول مباشرة، فربما شكّل القصر رمزاً سياسياً ودينياً يلتفّون حوله، فتم هدمه وبناء رمز إسلامي على أنقاضه هو الجامع الكبير اليوم. ولا يمكن إغفال الشبه الملحوظ بين شكل الجامع الكبير وشكل الحرم المكي حتى اليوم، خاصة مع وجود غرفة الودائع الثمينة وسط ساحة الجامع الكبير، في نفس موضع الكعبة، وهي الغرفة التي عُثِر فيها على أقدم مخطوطات قرآنية على الإطلاق، المعروفة بمخطوطات صنعاء أو طُروس صنعاء
ويُعتقد أن أحد أبواب الجامع الكبير هو نفسه باب قصر غمدان، وعليه كتابات بخط المسند.
وقد أسهب المؤرخ العراقي جواد علي، وهو أحد أهم المتخصصين في تاريخ العرب قبل الإسلام، في الحديث عن خسارة آثار اليمن وقال في موسوعته:
«تفيدنا دراسة المباني اليمانية في الزمن الحاضر فائدة كبيرة في تكوين فكرة عن البناء عند أهل اليمن قبل الإسلام ... وما قاله "الهمداني" في صفة بعض المباني والقصور الجاهلية التي كانت قائمة في أيامه ثم زالت، ينطبق على أوصاف القصور والمباني القائمة الآن... وقد زال أكثر المباني الجاهلية، ويا للأسف، بسبب اعتداء الإنسان بجهله ... وقد حُطِّمت تماثيل جميلة عُثِر عليها بين الرمال ولا تزال تُحطَّم؛ لأنها في نظر العاثرين عليها أصنام لقوم كفرة، وتماثيل قوم ممسوخين غضب الله عليهم، فلا يجوز الاحتفاظ بها، فهُشِّمت وعُبِث بها، وبذلك خسر العرب كنوزًا فنية وذخائر لا تق
در بثمن، كان في وسعنا الاستفادة منهما في تدوين تأريخ الجاهليين. وقد حُطمت ودُمرت قصور عظيمة في اليمن، بقيت بعضها قائمة إلى الإسلام، مثل قصر "غمدان" بصنعاء. الذي يبالغ أهل الأخبار في وصف ارتفاعه وضخامته، وقد كان مؤلفًا من طبقات بعضها فوق بعض، ثم هدم وقلّ في الإسلام، وأمر الخليفة "عثمان" بهدمه، فزالت معالمه، ولو بقي إلى اليوم لكان من المفاخر»[14]
إلا أننا مع ذلك لا نلقي بكل اللائمة على المسلمين في هذه الخسارة، فقد لعب الغزو الخارجي لليمن والصراعات الداخلية دوراً في هذا الدمار، لكنه لم يكن دوراً حاسماً في دماره، إذ كان يُعاد ترميمه في كل مرة، وظلّ محافظاً على هويته حتى جاء الإسلام ، وكما قال المقريزي «هذا شأن الملوك ما زالوا يطمسون آثار من قبلهم، ويميتون ذكر أعدائهم، فقد هدموا بذلك السبب أكثر المدن والحصون، وكذلك كانوا أيام العجم، وفي جاهلية العرب، وهم على ذلك في أيام الإسلام، فقد هدم عثمان بن عفان صومعة غمدان، وهدم الآطام ]الحصون[ التي كانت بالمدينة»[15]
نشاهد في الصورة التالية رسمٌ صخري عثر عليه في منطقة سقف في خولان، التي تبعد حوالي 15 كم شرق صنعاء، ويعتقد الباحثون أنه لقصر غمدان بسبب تطابقه مع وصف القصر عند كتب الإخباريين المسلمين.[16]
[1]) أنور الحاير، القصر في اليمن القديم، ص29
([2]) مطهَر علي الإرياني، غمْدان أوّل ناطحَة سَحاب في العَالم، مجلة التراث العربي (مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب، دمشق العدد 58،يناير 1995 - شعبان 1415العالم)، ص97
([3]) النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، 1/ 384. الملك الضحاك أو بالفارسية (أزيدهاكه) من أهم شخصيات الشاهنامة (ملحمة فارسية) والأبستاق (كتاب زرادشت) وأصله عربي، وذكر اسمه في الأساطير الأزدية والإيرانية والكوردية، الدينية والتاريخية. وكان روحاً شريرة في الأساطير الآرية.
([4]) تاريخ ابن خلدون، 2/ 74 ؛ صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، (بيروت: دار الكتب العلمية) 5/38
([5]) تاريخ ابن خلدون، 4/ 284
([6]) محمد حسين الفرح، الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير، المجلد الأول، (صادر عن وزارة الثقافة اليمنية، 2004) ص371
([7]) أنور الحاير، القصر في اليمن القديم بين الخبر والأثر، رسالة ماجستير (جامعة صنعاء، كلية الآداب، قسم الآثار، 2014( ص90 - 92
([8])الهمداني، الإكليل، الجزء الثامن، دار الكمة-صنعاء، ودار العودة-بيروت، ص5 ؛ ويذكر الشهرستاني أن هناك من يقول «إن بيت الله الحرام إنما هو بيت زحل، ولهذا المعنى اقترن الدوام به بقاء» الملل والنحل 3/ 78، وفي ذلك مقابلة بين غمدان والكعبة كمركزين لجماعتين مختلفة.
([9]) ابن المجاور الشيباني الدمشقي، تاريخ المستبصر، ص210
([10]) النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، 1/ 385 ؛ المسعودي، مروج الذهب 2/229
([11]) نشوان الحميري، ملوك حمير وأقيال اليمن،(بيروت: دار العودة، ط2، 1978)، ص125، 121
([12])أسمهان سعيد الجرو، دراسات في التاريخ الحضاري لليمن القديم، ص136
([13]) الشهرستاني، الملل والنحل، 3/ 78 ؛ وكذلك: تفسير الرازي: 2/ 346
([14]) جواد علي، المفصل، 15/ 7 ، 8
([15]) المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار،(بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1418 هـ )، 2/ 180
([16]) أنور الحاير، القصر في اليمن القديم، ص203 - 208
إلا أننا مع ذلك لا نلقي بكل اللائمة على المسلمين في هذه الخسارة، فقد لعب الغزو الخارجي لليمن والصراعات الداخلية دوراً في هذا الدمار، لكنه لم يكن دوراً حاسماً في دماره، إذ كان يُعاد ترميمه في كل مرة، وظلّ محافظاً على هويته حتى جاء الإسلام ، وكما قال المقريزي «هذا شأن الملوك ما زالوا يطمسون آثار من قبلهم، ويميتون ذكر أعدائهم، فقد هدموا بذلك السبب أكثر المدن والحصون، وكذلك كانوا أيام العجم، وفي جاهلية العرب، وهم على ذلك في أيام الإسلام، فقد هدم عثمان بن عفان صومعة غمدان، وهدم الآطام ]الحصون[ التي كانت بالمدينة»[15]
نشاهد في الصورة التالية رسمٌ صخري عثر عليه في منطقة سقف في خولان، التي تبعد حوالي 15 كم شرق صنعاء، ويعتقد الباحثون أنه لقصر غمدان بسبب تطابقه مع وصف القصر عند كتب الإخباريين المسلمين.[16]
[1]) أنور الحاير، القصر في اليمن القديم، ص29
([2]) مطهَر علي الإرياني، غمْدان أوّل ناطحَة سَحاب في العَالم، مجلة التراث العربي (مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب، دمشق العدد 58،يناير 1995 - شعبان 1415العالم)، ص97
([3]) النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، 1/ 384. الملك الضحاك أو بالفارسية (أزيدهاكه) من أهم شخصيات الشاهنامة (ملحمة فارسية) والأبستاق (كتاب زرادشت) وأصله عربي، وذكر اسمه في الأساطير الأزدية والإيرانية والكوردية، الدينية والتاريخية. وكان روحاً شريرة في الأساطير الآرية.
([4]) تاريخ ابن خلدون، 2/ 74 ؛ صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، (بيروت: دار الكتب العلمية) 5/38
([5]) تاريخ ابن خلدون، 4/ 284
([6]) محمد حسين الفرح، الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير، المجلد الأول، (صادر عن وزارة الثقافة اليمنية، 2004) ص371
([7]) أنور الحاير، القصر في اليمن القديم بين الخبر والأثر، رسالة ماجستير (جامعة صنعاء، كلية الآداب، قسم الآثار، 2014( ص90 - 92
([8])الهمداني، الإكليل، الجزء الثامن، دار الكمة-صنعاء، ودار العودة-بيروت، ص5 ؛ ويذكر الشهرستاني أن هناك من يقول «إن بيت الله الحرام إنما هو بيت زحل، ولهذا المعنى اقترن الدوام به بقاء» الملل والنحل 3/ 78، وفي ذلك مقابلة بين غمدان والكعبة كمركزين لجماعتين مختلفة.
([9]) ابن المجاور الشيباني الدمشقي، تاريخ المستبصر، ص210
([10]) النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، 1/ 385 ؛ المسعودي، مروج الذهب 2/229
([11]) نشوان الحميري، ملوك حمير وأقيال اليمن،(بيروت: دار العودة، ط2، 1978)، ص125، 121
([12])أسمهان سعيد الجرو، دراسات في التاريخ الحضاري لليمن القديم، ص136
([13]) الشهرستاني، الملل والنحل، 3/ 78 ؛ وكذلك: تفسير الرازي: 2/ 346
([14]) جواد علي، المفصل، 15/ 7 ، 8
([15]) المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار،(بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1418 هـ )، 2/ 180
([16]) أنور الحاير، القصر في اليمن القديم، ص203 - 208
مصابغ النِّيلة قديمًا في جليلة الضالع...
صناعة صبغة النِّيلة الطبيعيّة ذات اللون الأزرق القاتم والغامق واللون السمائي الجميل والتي تُستخرج من نباتات النِّيلة التي تنمو في السهول والجبال وتُستخدم في صباغة القطن والصوف وبعض الأقمشة الأخرى ولإغراض طبية ومستحضرات تجميل وفي طلاء المنازل من الداخل، وكان لهذا اللون الجذاب بُعدًا كبيرًا في معتقدات العرب القدماء؛ فقد اشتهرت به مصابغ جليلة الضالع لقرونٍ عديدة كما ذكر الرحّالة الإيطالي رونزو بييتر مانزوني قبل 150 عام، وكانت تصدر إلى الخارج عبر مينائي عدن والمخا.
انتظروا الجديد عن تاريخ هذه الصناعة الحرفية من خلال موضوع بحثي استمريت فيه لأكثر من عام.
• الباحث//شايف محمد الحدي
صناعة صبغة النِّيلة الطبيعيّة ذات اللون الأزرق القاتم والغامق واللون السمائي الجميل والتي تُستخرج من نباتات النِّيلة التي تنمو في السهول والجبال وتُستخدم في صباغة القطن والصوف وبعض الأقمشة الأخرى ولإغراض طبية ومستحضرات تجميل وفي طلاء المنازل من الداخل، وكان لهذا اللون الجذاب بُعدًا كبيرًا في معتقدات العرب القدماء؛ فقد اشتهرت به مصابغ جليلة الضالع لقرونٍ عديدة كما ذكر الرحّالة الإيطالي رونزو بييتر مانزوني قبل 150 عام، وكانت تصدر إلى الخارج عبر مينائي عدن والمخا.
انتظروا الجديد عن تاريخ هذه الصناعة الحرفية من خلال موضوع بحثي استمريت فيه لأكثر من عام.
• الباحث//شايف محمد الحدي
مطار #الضالع الدولي
❉ تم إنشاؤه من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني عام 1928م
✺ مطار الضالع التاريخيّ.. بعد مرور خمسين عامًا من جلاء بريطانيا أصبح أثرًا بعد عين
❍ اندثرت معالم المطار وأصبحت أطلالاً وأثرٌ دارِسٌ نتيجة الزحف الأسمنتي والإهمال
✵ كان رمزًا وإرثًا لأربعة عقودٍ زمنية من تاريخ إمارة الضالع
❂ لا يزال مسجلا ضمن منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو - ICAO) واتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا - IATA) ورمزه: DHL
✸☜ لازلنا نواصل مشوار البحث عن تاريخ مطار الوعرة ــ الضالع وتوثيق كل شيء عنه؛ فالحفاظ على المطار كان يُعدّ جزءًا من حماية الماضي، ورغم ذلك لم نعد نسمع عن هذا المطار إلاّ من خلال مذكرات الضباط والجنود الإنجليز الذين خدمو في قواعد ومعسكرات الضالع آنذاك أو الكتب التاريخيّة للمؤرخين الإنجليز وألبومات الصور الوثائقيّة في أرشيفهم أو ذكريات يرويها الشيوخ ممن عاصروا تلك المرحلة الذهبيّة للمطار، وهي ذكريات تأبى النسيان، فقد استعمرت عقولهم وحفرت فيها، كما رواها لنا أولئك الشيوخ؛ بل كان لبعضهم شرف العمل في هذا المطار، الذي سيظل راسخًا وخالدًا ومحفورًا في الذاكرة التاريخيّة لإمارة الضالع الأميرية والجنوب بشكل عام؛ لأنه كان مطارًا استراتيجيًّا يربط إمارة الضالع الأميرية بالمطارات الداخلية والخارجية.
الناظر اليوم إلى حال المطار الاستراتيجي ينتابه الأسى بعد أن فقد الكثير من ملامحه كمطار تم إنشاؤه قبل 90 عامًا، حينما كانت طائرات الداكواتا (Dakota) التابعة لشركة خطوط عدن الجوية (Aden Airways)، وطائرات النقل العسكري المخصصة لنقل القوات والأسلحة والمعدات لمسرح العمليات مثل: طائرات الإمدادات العسكرية البريطانية العملاقة البيفرلي (Beverley)، والطائرات المقاتلة الهوكر هنتر (Hawker Hunter)، التابعة لسلاح الجو الملكي (Royal Air Force)، أو طائرات الاستطلاع ذات الجناحين البايونير (Pioneer) أو الحوامات الصغيرة السيوكس(Sioux) ذات المهمات المحدودة، وكذا مروحيات البيرسيفال (Percival) أو الحوامات متعددة الأغراض التي كانت تستخدم لنقل المرضى نوع بريستول (Bristol)، وهي تحلق في سمائه وتحط على مدرجه الترابي الذي يزيد طوله على أكثر من 2 كيلومتر تقريبًا.
❉ تم إنشاؤه من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني عام 1928م
✺ مطار الضالع التاريخيّ.. بعد مرور خمسين عامًا من جلاء بريطانيا أصبح أثرًا بعد عين
❍ اندثرت معالم المطار وأصبحت أطلالاً وأثرٌ دارِسٌ نتيجة الزحف الأسمنتي والإهمال
✵ كان رمزًا وإرثًا لأربعة عقودٍ زمنية من تاريخ إمارة الضالع
❂ لا يزال مسجلا ضمن منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو - ICAO) واتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا - IATA) ورمزه: DHL
✸☜ لازلنا نواصل مشوار البحث عن تاريخ مطار الوعرة ــ الضالع وتوثيق كل شيء عنه؛ فالحفاظ على المطار كان يُعدّ جزءًا من حماية الماضي، ورغم ذلك لم نعد نسمع عن هذا المطار إلاّ من خلال مذكرات الضباط والجنود الإنجليز الذين خدمو في قواعد ومعسكرات الضالع آنذاك أو الكتب التاريخيّة للمؤرخين الإنجليز وألبومات الصور الوثائقيّة في أرشيفهم أو ذكريات يرويها الشيوخ ممن عاصروا تلك المرحلة الذهبيّة للمطار، وهي ذكريات تأبى النسيان، فقد استعمرت عقولهم وحفرت فيها، كما رواها لنا أولئك الشيوخ؛ بل كان لبعضهم شرف العمل في هذا المطار، الذي سيظل راسخًا وخالدًا ومحفورًا في الذاكرة التاريخيّة لإمارة الضالع الأميرية والجنوب بشكل عام؛ لأنه كان مطارًا استراتيجيًّا يربط إمارة الضالع الأميرية بالمطارات الداخلية والخارجية.
الناظر اليوم إلى حال المطار الاستراتيجي ينتابه الأسى بعد أن فقد الكثير من ملامحه كمطار تم إنشاؤه قبل 90 عامًا، حينما كانت طائرات الداكواتا (Dakota) التابعة لشركة خطوط عدن الجوية (Aden Airways)، وطائرات النقل العسكري المخصصة لنقل القوات والأسلحة والمعدات لمسرح العمليات مثل: طائرات الإمدادات العسكرية البريطانية العملاقة البيفرلي (Beverley)، والطائرات المقاتلة الهوكر هنتر (Hawker Hunter)، التابعة لسلاح الجو الملكي (Royal Air Force)، أو طائرات الاستطلاع ذات الجناحين البايونير (Pioneer) أو الحوامات الصغيرة السيوكس(Sioux) ذات المهمات المحدودة، وكذا مروحيات البيرسيفال (Percival) أو الحوامات متعددة الأغراض التي كانت تستخدم لنقل المرضى نوع بريستول (Bristol)، وهي تحلق في سمائه وتحط على مدرجه الترابي الذي يزيد طوله على أكثر من 2 كيلومتر تقريبًا.