#زمن_العزة
#هارون_الرشيد_11
🦇 (( دعوها .. فإنها منتنة )) 💥
البرامكة كانوا أعمدة الدولة العباسية ، و لكنهم من العجم .. فأصولهم فارسية كما ذكرنا .. ، و قد أثار ذلك الأحقاد لدى أصحاب القلوب المريضة من أعيان ( العرب ) ، فكان يغيظهم أن يروا البرامكة الأعاجم و هم يتقلدون أعلى المناصب في الدولة العباسية ، و يفوزون بثقة هارون الرشيد و محبته ..
.. ، فثارت في نفوسهم ( دعوى الجاهلية ) .. ، تلك النزعة القبلية البغيضة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و نهى عنها في حياته ، فقال :
(( دعوها .. ، فإنها منتنة ))
* منتنة .. لا تبقى على الأخوة ، و لا على المحبة في الله ..
* منتنة .. تعيد التفاضل بين الناس إلى أسباب عرقية
لا قيمة لها ، بعد أن وضع الله تعالى لنا
ميزان التفاضل القيم ، فقال سبحانه :
(( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
* منتنة .. تورث الشقاق ، و التقاتل ، و سفك الدماء ..
* منتنة .. تمزق وحدة الأمة و قوتها ، و تغري بها اعداءها ..
* منتنة .. تهدم الإنجازات ، و تعطل الإصلاحات ..
* منتنة .. تنسف كل أمل في النهضة و الرقي .. !!
.............. ................. .................
(( طيور الظلام ))
.. ، و بالفعل نجح هؤلاء الحاقدون في أن يغيروا قلب
أمير المؤمنين / هارون الرشيد تجاه البرامكة عن طريق الوقيعة بينهما و الوشاية بكل مكر و دهاء ..!!
.. ، و لم يكن هارون الرشيد يصدق ما يقال له عن البرامكة من الافتراءات و الأكاذيب في بادئ الأمر .. ، و لكن مع الوقت تأثر بها ، و بدأ يخشى على ملكه من ( البرامكة ) .. !!
.. ، فقد كان ( طيور الظلام ) يحاولون إقناع هارون الرشيد بأن البرامكة يخططون للانقلاب عليه و الإطاحة به بتعاونهم مع ( العلويين ) .. !!
.. ، فبعد أن كان ( البرامكة ) يتصدون لهؤلاء العلويين بمنتهى القوة طوال السنين الماضية من أجل الحفاظ على جناب الخلافة ، و وحدة الأمة .. ، أصبح البرامكة الآن في نظر هارون الرشيد متواطئين مع العلويين ضده ، و يخططون سويا للتخلص منه ..
.. ، و كل ذلك بسبب (( المنتنة )) .. !!
.. ، و انفرط عقد الثقة بين الخليفة و البرامكة بعد أن كانوا أحبابه و خلصاءه .. ، حتى وصلت به المخاوف إلى درجة أنه قرر التخلص منهم جميعا .. ، فقد كان ( العلويون ) هم عدو
هارون الرشيد الأول ، و كان تهمة ( التواطؤ ) معهم تعتبر بالنسبة له ( خيانة عظمى ) تستحق أشد العقوبات .. ، خاصة بعد ان تمكن العلويون الذين فروا إلى بلاد المغرب هربا من بطش الدولة العباسية من إقامة دولة مستقلة لهم ، و سموها (( دولة الأدارسة )) ..
.. ، فأمر هارون الرشيد باعتقال جميع ( البرامكة ) ، و ألقى بهم في السجن .. ، و صادر أموالهم .. ، كما قام باغتيال
( جعفر البرمكي ) .. ، بينما توفي يحي البرمكي و ابنه ( الفضل ) في السجن ..!!
.. ، و مع مرور الوقت بدأت تتضح الحقائق ، فشعر هارون الرشيد بحجم الخطأ الذي ارتكبه في حق البرامكة ، و ندم على ذلك ندما شديدا ، فكان يقول :
(( لعن الله من أغراني بالبرامكة .. ، فما وجدت بعدهم لذة و لا رجاء .. ، و ددت و الله أني شطرت نصف عمري و ملكي ، و أني تركتهم على حالهم ))
................ .................. ................
(( الأنفاس الأخيرة ))
.. ، و بسبب كثرة الدسائس و المؤامرات كان هارون الرشيد في أواخر أيامه يشعر بالحزن الشديد .. ، حتى كان يخفي مرضه عن الناس لأنه كان يشعر بأنه أقرب الناس إليه يتمنون لحظة موته ..
.. ، و ذات يوم صرح هارون الرشيد لأحد أصدقائه بما يجد في نفسه قائلا له :
(( هذه علتي أكتمها عن الناس كلهم .. ، فكل واحد من ولدي علي رقيب .. ، و ما منهم من أحد إلا و هو يحصي أنفاسي و يستطيل دهري ))
.. ، و اشتدت العلة بالرشيد .. ، فأمر بأن يحفر له قبر .. ، ثم تحامل على نفسه و هو مريض حتى ينظر إلى قبره .. ، فجعل يقول : (( إلى هنا تصير يا ابن آدم )) .. ، و بكى ..
.. ، ثم قبض بعدها بثلاث ليال ... رحمة الله عليه ...
........ تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀
#هارون_الرشيد_11
🦇 (( دعوها .. فإنها منتنة )) 💥
البرامكة كانوا أعمدة الدولة العباسية ، و لكنهم من العجم .. فأصولهم فارسية كما ذكرنا .. ، و قد أثار ذلك الأحقاد لدى أصحاب القلوب المريضة من أعيان ( العرب ) ، فكان يغيظهم أن يروا البرامكة الأعاجم و هم يتقلدون أعلى المناصب في الدولة العباسية ، و يفوزون بثقة هارون الرشيد و محبته ..
.. ، فثارت في نفوسهم ( دعوى الجاهلية ) .. ، تلك النزعة القبلية البغيضة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و نهى عنها في حياته ، فقال :
(( دعوها .. ، فإنها منتنة ))
* منتنة .. لا تبقى على الأخوة ، و لا على المحبة في الله ..
* منتنة .. تعيد التفاضل بين الناس إلى أسباب عرقية
لا قيمة لها ، بعد أن وضع الله تعالى لنا
ميزان التفاضل القيم ، فقال سبحانه :
(( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
* منتنة .. تورث الشقاق ، و التقاتل ، و سفك الدماء ..
* منتنة .. تمزق وحدة الأمة و قوتها ، و تغري بها اعداءها ..
* منتنة .. تهدم الإنجازات ، و تعطل الإصلاحات ..
* منتنة .. تنسف كل أمل في النهضة و الرقي .. !!
.............. ................. .................
(( طيور الظلام ))
.. ، و بالفعل نجح هؤلاء الحاقدون في أن يغيروا قلب
أمير المؤمنين / هارون الرشيد تجاه البرامكة عن طريق الوقيعة بينهما و الوشاية بكل مكر و دهاء ..!!
.. ، و لم يكن هارون الرشيد يصدق ما يقال له عن البرامكة من الافتراءات و الأكاذيب في بادئ الأمر .. ، و لكن مع الوقت تأثر بها ، و بدأ يخشى على ملكه من ( البرامكة ) .. !!
.. ، فقد كان ( طيور الظلام ) يحاولون إقناع هارون الرشيد بأن البرامكة يخططون للانقلاب عليه و الإطاحة به بتعاونهم مع ( العلويين ) .. !!
.. ، فبعد أن كان ( البرامكة ) يتصدون لهؤلاء العلويين بمنتهى القوة طوال السنين الماضية من أجل الحفاظ على جناب الخلافة ، و وحدة الأمة .. ، أصبح البرامكة الآن في نظر هارون الرشيد متواطئين مع العلويين ضده ، و يخططون سويا للتخلص منه ..
.. ، و كل ذلك بسبب (( المنتنة )) .. !!
.. ، و انفرط عقد الثقة بين الخليفة و البرامكة بعد أن كانوا أحبابه و خلصاءه .. ، حتى وصلت به المخاوف إلى درجة أنه قرر التخلص منهم جميعا .. ، فقد كان ( العلويون ) هم عدو
هارون الرشيد الأول ، و كان تهمة ( التواطؤ ) معهم تعتبر بالنسبة له ( خيانة عظمى ) تستحق أشد العقوبات .. ، خاصة بعد ان تمكن العلويون الذين فروا إلى بلاد المغرب هربا من بطش الدولة العباسية من إقامة دولة مستقلة لهم ، و سموها (( دولة الأدارسة )) ..
.. ، فأمر هارون الرشيد باعتقال جميع ( البرامكة ) ، و ألقى بهم في السجن .. ، و صادر أموالهم .. ، كما قام باغتيال
( جعفر البرمكي ) .. ، بينما توفي يحي البرمكي و ابنه ( الفضل ) في السجن ..!!
.. ، و مع مرور الوقت بدأت تتضح الحقائق ، فشعر هارون الرشيد بحجم الخطأ الذي ارتكبه في حق البرامكة ، و ندم على ذلك ندما شديدا ، فكان يقول :
(( لعن الله من أغراني بالبرامكة .. ، فما وجدت بعدهم لذة و لا رجاء .. ، و ددت و الله أني شطرت نصف عمري و ملكي ، و أني تركتهم على حالهم ))
................ .................. ................
(( الأنفاس الأخيرة ))
.. ، و بسبب كثرة الدسائس و المؤامرات كان هارون الرشيد في أواخر أيامه يشعر بالحزن الشديد .. ، حتى كان يخفي مرضه عن الناس لأنه كان يشعر بأنه أقرب الناس إليه يتمنون لحظة موته ..
.. ، و ذات يوم صرح هارون الرشيد لأحد أصدقائه بما يجد في نفسه قائلا له :
(( هذه علتي أكتمها عن الناس كلهم .. ، فكل واحد من ولدي علي رقيب .. ، و ما منهم من أحد إلا و هو يحصي أنفاسي و يستطيل دهري ))
.. ، و اشتدت العلة بالرشيد .. ، فأمر بأن يحفر له قبر .. ، ثم تحامل على نفسه و هو مريض حتى ينظر إلى قبره .. ، فجعل يقول : (( إلى هنا تصير يا ابن آدم )) .. ، و بكى ..
.. ، ثم قبض بعدها بثلاث ليال ... رحمة الله عليه ...
........ تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀