أمة واحدة
8.35K subscribers
911 photos
316 videos
251 files
678 links
ما هي مرآة الأمم ، التي تعكس ماضيها، وتترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها ؟!!
إنها التاريخ
نعرض وقائع التاريخ الإسلامي
للوصول الى كامل ارشيف القناة اضغط على الهاشتاج التالي 👇👇👇
#ارشيف_الموسوعة_التاريخية

بوت التواصل معنا @bassammoharram_bot
Download Telegram
#ماذا_قدم_الشيعة_للإسلام_7
زيد بن علي زين العابدين بن الحسين )
الإمام الخامس ، و كان زيد من علماء أهل السنة والجماعة الأفاضل ، فقد برع في الفقه والتفسير ، كما كان من رواة الحديث النبوي الشريف
و اشتهر زيد بالصلاح و الاجتهاد في العبادة ، حتى لقبوه ب ( حليف القرآن ) من كثرة ما كان يجتهد في التلاوة و الختمات ، كما لقبوه ب ( اسطوانة المسجد ) لأنه كان يكثر من الصلاة ، فيخشع و يطيل القيام

قال عنه الإمام أبو حنيفة : ( ما رأيت في زمانه أفقه منه ، و لا أسرع جوابا ، و لا أبين قولا )

التف حوله شيعة العراق و حرضوه على الخروج على الخليفة الأموي .. و الذي كان وقتها هشام بن عبد الملك ، و بايعه منهم أربعون ألفا ، وعدوه بأن ينصروه بأرواحهم .. ، و لكن انشقت عنه طائفة من الشيعة الذين كانوا يقيمون دينهم على سب و لعن الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عنها ، فقد سألوه عن رأيه فيهما فوجدوه يجلهما إجلالا ، و يقدرهما قدرهما .. ، فقالوا له :
(( تبرأ من أبي بكر و عمر حتى نكون معك ))
.. ، فقال لهم : (( بل أتولاهما ، فما سمعت أحدا من آبائي تبرأ منهما ، و لا قال عنهما إلا خيرا ))
.. ، فقالوا : (( إذن .. نرفضك ))
.. ، فسميت تلك الطائفة من الشيعة بالرافضة

.. ، و أما أنصاره من الشيعة ، فقالوا عن أبي بكر و عمر مثلما قال : ( نحن نتولاهما ، و نتبرأ ممن تبرأ منهما )
.. ، فسموا بالشيعة ( الزيدية ) نسبة إليه ، و جعلوه إمامهم الخامس و الأخير ..
. ، و إلى يومنا هذا نجد هؤلاء الشيعة الزيدية الذين ينتشرون في اليمن هم أقرب الشيعة إلى مذهب
(( أهل السنة و الجماعة )) عقيدة و فقها ، فهم يعظمون الشيخين أبي بكر و عمر ..

.. ، بينما بحث الرافضة لأنفسهم عن (( إمام خامس )) آخر بعد أن غضبوا على (( زيد بن زين العابدين )) ، فاختاروا أخاه (( محمد الباقر )) .. ، ثم لم يتوقفوا عند محمد الباقر ، بل جعلوا إمامهم المعصوم في كل جيل بعد ذلك هو
(( الابن الأكبر )) للإمام المعصوم الذي سبقه حتى وصلوا إلى إمامهم الثاني عشر والأخير

(( ثورة ضد الظلم ))
.. ، و كان زيد بن زين العابدين يستنكر كثرة المظالم التي يعاني منها المسلمون بسبب تجاوزات ولاة و أمراء الأمويين ، فكان يتردد على قصر الخليفة ليعرض عليه شكايات الناس

.. ، فلما رأى زيد أن الخليفة / هشام بن عبد الملك لا يستجيب لكلامه كما ينبغي ، طلب من شيعته من أهل العراق أن يبايعوه على الدعوة إلى كتاب الله و سنة نبيه ، و جهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين و إعطاء المحرومين ، ورد المظالم ، و نصرة أهل البيت على من نصب لهم العداوة و جهل حقهم .. ، فكان يسأل للناس : (( أتبايعونني على ذلك ؟ ))
.. ، فإذا قالوا : (( نعم )) ، وضع يده على يد من بايعه ، ثم يقول له : (( عليك عهد الله و ميثاقه و ذمته و ذمة رسوله لتفين ببيعتي ، و لتقاتلن عدوي ، و لتنصحن لي في السر والعلانية ))

فلما تمت البيعة لزيد ، و وجد معه جيشا ضخما من أنصاره قال : ( الحمد لله الذي أكمل لي ديني ، والله إني كنت لأستحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرِد عليه الحوض غدا و لم آمر في أمته بمعروف ، ولم أنه عن منكر .. ، و الله ما أبالي إذا أقمت كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن تأجج لي نار ، فأقذف فيها )

فاستدعى الخليفة الأموى / هشام بن عبد الملك زيدا ليحذره من عاقبة الخروج عليه ، و لكن زيدا كان مصرا على موقفه ، فاعتقله الخليفة و سجنه هو و عددا من أتباعه خمسة أشهر
و يروي لنا أبو غسان الازدي عن فترة سجنه مع زيد ، و عن علم
( زيد بن زين العابدين ) بالتفسير فيقول :

(( قدم زيد بن علي الشام أيّام هشام بن عبد الملك ؛ فما رأيت رجلاً أعلم بكتاب الله منه ؛ ولقد حبسه هشام خمسة أشهر وهو يقص علينا ـ ونحن معه في الحبس ـ تفسير سورة الحمد وسورة البقرة ، فلما وصل إلى (( ذلك الكتاب لاريب فيه )) قال :
(( رحمكم الله .. إنَّ القرآن والعملَ به يهدي للتي هي أقوم .. لأن الله شرّفه و كرّمه .. ورفعه وعظّمه .. وسماه روحاً ورحمة وشفاءاً .. ، وهدى ونوراً ..
.. ، لقد قطع الله فيه بمعجِز التأليف أطماع الكائدين .. ، وأبانه بعجيب النظم عن حبل المتكلفين .. ، وجعله متلواً و مسموعاً لا يُمَلّ .. ، وغضاً لا يَخلق .. ، وعجيباً لا تنقضي عجائبه ..
، ومفيداً لا تنفد فوائده ..
والقرآن على أربعة أوجه :
(( حلالٍ وحرامٍ لا يسع الناس جهالته
وتفسيرٍ لا يعلمه الاَّ العلماء
وعربيةٍ لا تعرفها إلا العرب
وتأويلٍ لا يعلمه إلاَّ الله ))


و بعد أن خرج من السجن نشب القتال بين جيش زيد ومن ناصروه من الشيعة و بين الجيش الأموي ..

.. ، فلما شعر الشيعة بقوة الأمويين عاد عدد كبير منهم إلى عادتهم من
( نكث العهد و الخذلان ) و تركوا القتال ، فانتصر الجيش الأموي ، و قتل ( زيد ) ، و صلب جسده زمنا طويلا ، و حملت رأسه إلى الشام ، فعلقت على باب دمشق