أمة واحدة
8.35K subscribers
911 photos
316 videos
251 files
678 links
ما هي مرآة الأمم ، التي تعكس ماضيها، وتترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها ؟!!
إنها التاريخ
نعرض وقائع التاريخ الإسلامي
للوصول الى كامل ارشيف القناة اضغط على الهاشتاج التالي 👇👇👇
#ارشيف_الموسوعة_التاريخية

بوت التواصل معنا @bassammoharram_bot
Download Telegram
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير22

#الحجاج_بن_يوسف_الثقفي

💖 (( قلب الأم )) ⁦😔

** فلما رأى سيدنا / عبد الله بن الزبير انصراف معظم أهل مكة عنه و خروجهم إلى الحجاج ، دخل على أمه السيدة / أسماء بنت أبي بكر ( ذات النطاقين ) .. و كانت وقتها في التسعين من عمرها .. فشكا لها خذلان الناس له .. حتى أولاده و أهله .. فقد خرج ابناه ( حمزة و خبيب ) إلى الحجاج و طلبا منه الأمان لأنفسهما ، فأمنهما .. !!

.. ، و كان سيدنا / عبد الله بن الزبير يريد أن يعرف رأي أمه في تلك الأحداث التي قد تودي بحياته .. ، فقال لها :

(( يا أمه .. لم يبق معي إلا القليل من الناس
.. ، و لم يبق لهم صبر .. ، فما رأيك .. ؟!! ))

فقالت له : (( يا بني أنت أعلم بنفسك .. ، فإن كنت تعلم أنك على الحق و تدعو إلى الحق ، فاصبر عليه ، فقد قتل عليه أصحابك .. ، ولا تمكن أحدا من رقبتك فيلعب بها غلمان بني أمية .. ، فالقتل أحسن إن كنت على الحق ..
.. ، فما أهون الدنيا .. ، و إلى كم خلودك فيها .. ؟!! ))

.. ، و كان سيدنا / عبد الله بن الزبير قد تجاوز السبعين من عمره في ذلك الوقت .. ، فدنا من أمه و قبل رأسها ..
.. ، ثم قال لها :

(( هذا و الله رأيي .. ، و لكنني أحببت أن أعلم رأيك فزدتيني بصيرة مع بصيرتي .. ، و والله ما ركنت إلى الدنيا ، و لا أحببت الحياة فيها .. ، و ما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمته .. ))

.. ، ثم قال لها : (( إني مقتول في يومي هذا يا أمي ، فلا يشتد حزنك علي .. ، و سلمي لأمر الله ، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ، و لم يعمل فاحشة قط .. ، و لم يظلم .. ، و لم يغدر .. ، و لم يكن عندي آثر من رضا ربي عز وجل ))

.. ، ثم قال مناجيا ربه : (( اللهم إني لا أقول هذا تزكية لنفسي فأنت أعلم بي مني و من غيري .. ، و لكنني أقول ذلك تعزية لأمي ))

.. ، فقالت له : (( و إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا )) .. ، فقال لها : (( جزاك الله خيرا يا أمي .. ، و لا تدعي الدعاء لي قبل و بعد ))

.. ، فقالت : (( لن أترك الدعاء لك أبدا ، فلقد قتلت على حق ))

.. ، ثم دعت الله له قائلة : (( اللهم ارحم طول قيامه و نحيبه بين يديك .. ، و ظمأه بهواجر مكة و المدينة .. ، و بره بأبيه و بي .. ، اللهم إني قد سلمته لأمرك فيه ، ورضيت بما قضيت .. ، فقابلني في عبد الله بن الزبير بثواب الصابرين الشاكرين )) .. ثم أخذته فاحتضنته ..

.. ، و كانت السيدة أسماء .. رضي الله عنها .. قد فقدت بصرها في أواخر حياتها ، فلما اعتنقها سيدنا ابن الزبير ليودعها وجدته يلبس درعا من حديد .. ، فقالت له :

(( يا بني .. ما هذا بلباس من يريد الشهادة ))

فقال لها : (( يا أمه .. إنما لبسته لأطيب خاطرك ، و أسكن قلبك )) .. ، فقالت له : (( لا يا بني .. انزعه ))

.. ، فنزعه .. ، ثم أخذ يشد عليه ثيابه ليتهيأ لاستكمال القتال .. ، فقالت له : (( شمر ثيابك يا بني )) ، و أخذت تذكره بأبيه الفارس المغوار / الزبير بن العوام .. ، و بجده الأسد الهصور / أبي بكر الصديق .. ، و بجدته البطلة /
صفية بنت عبد المطلب ..

.. ، ثم خرج أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير من عند أمه .. ، فكان ذلك اللقاء المؤثر هو آخر عهده بها ..
.. رضي الله عنهما و عن أبيها و أبيه ....

...... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀

💔 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير